عرض مشاركة واحدة
قديم 26-03-21, 12:34 AM   #1114

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



أما على الطرف الآخر كان يجلس فاضل مع شقيقته بغرفتها, يتبادلان الحديث سويًا كعادته معها لكما زارهما,
وهي تستمع إليه بهدوء وابتسامتها التي لا تنمحي عن وجهها البهي,
يشكوها ما تفعله زوجته, مشاكل عمله, تعبه, وكل ما يُزعجه,
فتهون عليه, بل ويتضاحكان معًا,
ليقطع خلوتهما رنين هاتفه برقم غريب, عبس بحيرة, قبل أن يرد بترقب:" أجل؟.."
لحظة من الصمت, بعدها وصله السؤال:" أستاذ فاضل؟.."
ارتفع حاجبه, يرد عليه بتلقائية:" هو بعينه, من أنت؟.."
أخذ معاذ نفسًا عميقًا, كتمه للحظات, ثم زفره وقد تشنج جسده من فرط توتره,
ينظر لجواد طالبًا العون, فيبادله النظرة بباردة, فيرميه بأخرى حانقة,
لكن مع تساؤل فاضل المتعجب,
تنحنح يُجلي حنجرته, يقول برسمية حاول الهدوء بها,
رُغم تصاعد وتيرة توتره:" أنا أدعى مُعاذ.. طبيب.. كنت أريد زيارتكم.."
عقد فاضل حاجبيه بعدم فهم, يسأله مستفهمًا بهزة رأس؛ كأنه يراه:" عفوًا؟.. هل أعرفك من قبل!.. لماذا تُريد زيارتنا!.."
زفر بقوة, قبل أن يُلقي حديثه دُفعة واحدة:" أنا أريد أن أتقدم لخطبة شقيقتك.."
لحظات سقط في بلاهة لا نهائية, يرمش بعينيه مرارًا,
قبل أن يضربه الإدراك, بطريقة ثارت لها دمائه, فانتصب بجلسته بحركة حادة، بعينين متسعتين بانعقاد حاجبيه،
ناظرًا لشقيقته تارة، ثم للأمام تارةً أخرى،
قبل أن يهدر بغضب أهوج:" اغلق الهاتف يا ابن الـ***** هل تظن أنها مُزحة طريفة؟.. إن عرفت من تكون فسـ........ اغلق الهاتف اغلق.."
صارخًا كلماته بجنون، مُغلقِا الهاتف بعنف كاد يكسر شاشته، يُلقيه جانبًا مع اضطراب صدره بغضب،
تصلها أنفاسه العنيفة العالية، اتسعت عيناها تتحرك حدقتاها بغير هدى،
تسأله بقلق:" ماذا هناك فاضل؟.. ما سر هذا الغضب, وهذا الحديث القبيح.."
زم شفتيه يحاول كبت غضبه؛ قائلاً باقتضاب لاهث:" لا شيء.. فقط خفيف الظل, أراد أن يجرب ثقل دمه, ونال مني ما يستحق.."
ابتسمت بهدوء تمد يدها إليه فأسرع يتلقفها يشد عليها بقوة،
قائلة بلين ناعم:" اهدأ أخي.. ليس هناك شيء يستحق هذا الغضب، وتلك الكلمات.. "
شهقت متفاجئة حين جذبها يضمها لصدره مُطوقًا إياها بحمية، دون حديث، فاستكانت بابتسامة مشرقة مربتة على صدره بحنان،
وهو غامت عيناه بألم حد ترقرق دموعه قهرًا،
هامسًا بسره:" أنتِ تستحقين نيجار.. أنتِ تستحقين حبيبتي.."
هي توأم روحه، شقيقته الغالية، من لأجلها سينهش قلب أي أحد يطالها بكلمة ولو بسيطة،
شقيقته وحافظة أسراره، ملجأه مهما ضاقت عليه الدنيا..
أما فاتن التي أتت على صراخه بكلماته الوقحة تود توبيخه,
توقفت عند الباب, تراقب وضعهما, فتسكن للحظات, مبتسمة,
قبل أن تتراجع عائدة للمطبخ,
تاركة إياهما وشأنهما قليلاً,
فاضل ونيجار, منذ صغرهما مقربان, كتوأم ملتصق,
تذكر حين وصلت للمنزل مع والدهما ببداية زواجها, لتتعرف إلى أبناء زوجها,
كان لكل منهم رد فعل مختلف,
فضل البالغ إحدى عشر عامًا بنظراته الهادئة, وترحيبه المقتضب,
بكير بسنوات عمره التسع بفضوله, رُغم عدم تباسطه معها,
أما فاضل ذو الستة أعوام, فكان مختلفًا,
عينان ناريتان بتحفز,
يُمسك بيد شقيقته التي تصغره عامًا ونصف بحمائية شديدة,
وحين حاولت الاقتراب منهما كي ترحب بهما,
وجدته يجذب نيجار خلف ظهره, وهي تتمسك بذراعه متلمسة الأمان منه,
وجهها يكتنفه الحيرة, تدور حدقتاها بالمكان, دون رؤية,
فيزجره والده بضيق, لم يأبه له, بل تركهما ساحبًا نيجار لغرفتهما,
ومساءً حين أراد زوجها تفقد أولاده قبل النوم, تحركت معه,
لتجد فاضل تاركًا فراشه,
مُحتضنًا شقيقته على فراشها باحتواء لا يُناسب سنوات عمره الصغيرة بدموع بدأت تجف على وجنتيه,
وهي مستكينة بجواره, ملتصقة به,
تضع كفها الصغير أسفل وجنتها, نائمة, بابتسامة ناعمة,
لن تنسى قول زوجها وعيناه ترنوان لطفليه بحنان بالغ:" فاضل ونيجار مرتبطان كتوأم لا يفترقان, فاضل يظل معها, ولا يدع أحد يقترب منها.."
ابتسمت بحنان, تتحول ابتسامتها لضحكة متأثرة,
وهي تتذكر حين كانا يلعبان أمام المنزل,
فتجد الجيران تأتي لتشتكي جنون أفعاله, وضربه لأولادهم, بل يقذفهم بالحجارة,
وحين توبخه, يُخبرها بغضب:" لقد أزعجوا نيجار.. أولاد الـ....."
مُطلقًا سُبّة, تجعلها تُعاقبه عليها, ثم تعود ليلاً لتُصالحه, تحتضنهما سويًا,
حتى فصلتهما بشق الأنفس حين بلغ الحادية عشر, كي ينام بفراشه,
والذي أصر ألا يبتعد عن فراش شقيقته إلا بضع إنشات,
مُفسدًا مظهر الغرفة, مُسببًا عرقلة في الحركة بالمكان,
رقت نظراتها أكثر بحب, ما أجمل ذكرياتها مع أبناء روحها بين جدران هذا المنزل..
***********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس