أما معاذ ظل ينظر للهاتف بيده بعينين متسعتين بذهول من فجاجة السباب الذي ناله، يلتفت لجواد,
قائلاً بنبرة مشدوهة:" يا إلهي ما هذا اللسان؟..
لقد وجدت من يضاهي سفاقة وبذاءة لسانك.."
بعبوس بادله النظرة وقد وصل لمسامعه بعض الشتائم من الهاتف،
قائلاً بامتعاض:" طوال عمرك خائب الرجاء.. تسبب لنفسك إهدار هيبتك وكرامتك.. تستحقها..
ما شاء الله على هذا النسب المُشرف.."
ارتفع حاجبه باستهجان يرميه بنظرة متهكمة،
مع قوله الساخر:" انظروا لمن يتكلم؟.. صاحب أكبر قاموس شتائم وسباب خادش للحياء!.."
قلب عينيه بملل يتراجع بجلسته باسترخاء، بل مدد ساقيه على الطاولة، فتقابل قدميه وجه معاذ، الذي شتمه بصمت،
وهو يقول ببرود:" وها قد باءت التجربة بالفشل, ونلت شتائم منتقاه، ماذا ستفعل يا روميو زمانك؟.."
_أولاً أنزل ساقك, وأبعدها عن وجهي يا عديم اللباقة..
ضاربًا قدميه بقوة، يدفعهما بعيدًا فيسقطان للجانب، لينال منه غمغمة ساخطة،
وهو يتابع بحنق:" سأحاول مجددًا.. يبدو أنهم يظنون أن أحدهم يمزح معهم.."
عاد يضع قدميه مُجددًا مع إسناده لرأسه على ذراعيه الممددين للخلف،
قائلاً بموافقة:" معهم حق.. الأمر لا يُصدق.."
عض شفته السفلى بقوة كابحًا سُبّة بذيئة لرفيقه، ثم زفر مُلتمسًا الصبر,
مع قوله الحانق:" جواد إن لم تساعدني؛ فأكرمني بصمتك.."
نظر إليه من بين جفنين مرتخيين، يرد عليه ببرود مستفز:" وأنا من يريد أن يدعمك بموقفك!.. ناكر جميل.. ها قد التزمت الصمت.."
حارب رغبته في الانقضاض عليه، مشيحًا بوجهه للجانب،
قائلاً بنزق:" شاكرين أفضالك الغير مجدية.. اخرس ودعني أفكر.."
زفرًا بقوة, مع تهدل كتفيه بيأس..