عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-21, 07:00 PM   #434

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

عدلت سمية الوشاح على شعرها الأسود وفتحت الباب للطارق الغاضب الملح لتجد مالك يقف أمامها يرشقها بنظرات قاتمة بينما يحمل حقيبة يزيد ويمسك به بيده الأخرى.. فتساءلت بقلق وتعجب وهي توزع نظرها بين الاثنين
((مالك! ماذا تفعل هنا؟ ولماذا لم يذهب يزيد لمدرسته حتى الآن؟))
كانت تمعن النظر بملامح ابنها المحتقنة وعينيه المحمرتين بخفوت قبل أن تقطع نبرة مالك النارية تفكيرها وهو يسألها
((هل يمكن أن اعرف لماذا لم تجعلي يزيد يذهب مع سائقنا في الأيام السابقة كما هي العادة؟ هل جعلتيه يمشي على أقدامه كل تلك المسافة؟))
فهمت سمية سبب غضبه الثائر هذا لتكتف ذراعيها وترد بجمود له
((أكم مرة عليّ أن أخبرك فيها ألا تطرق بابي وتقف أمام بيتي! ستجلب لي الكلام ونظرات الأخرين))
ظل مالك على نفس وقفته وعاد يزجرها وعينيه بعينيها
((لا تغيري الموضوع.. لماذا جعلتِ يزيد يذهب لمدرسته مشيا على الأقدام وقد عينت السائق ليوصله مع فهد وباسم في كل مرة لا أقدر على إيصاله أنا بنفسي؟))
ردت عليه بقوة بنفس النبرة الثابتة التي تحمل حزماً وأمرا
((والله هذا ابني وأنا كأمه اعلم مصلحته أكثر من أي أحد أخر.. وبالتأكيد سأجعله يقوم بما يريحه أكثر.. أو يشقيه بشكل أقل))
شدت على كلماتها الأخيرة وفهم مالك مغزاها..
إلا أنه غمغم بصوتٍ يفيض غُلا
((لا ينقص إلا تحاولي بتر أي حبال تواصل متبقية لي مع يزيد!))
تصدعت خطوط دفاعها وتمتمت له بخواء صوتها
((أنا لست بهذه القسوة))
ثم أومأت بعينيها لابنها تأمره
((انتظرني يا يزيد سأغير ملابسي وأوصلك للمدرسة))
قال مالك بصوتٍ باتر
((أنا من سأوصله وابقي أنتِ هنا.. أساسا تأخر الوقت ولا وقت للمشي هناك))
تنهدت بنفاذ صبر ثم قالت بعناد
((لا أريد إتعابك.. أنا من سأوصله))
رفع احدى حاجبيه يقول بملامح متجهمة
((بل أنا من سأفعل))
علت نبرة صوتها قائلة وقد سئمت من تبادل الحديث العقيم بينهما
((لو سمحت لا تتدخل بقراراتي.. أنا من سأوصله))
أمال مالك وجهه قائلا بنبرة متسلطة خافتة
((اخفضي صوتكِ يا سمية أمامي.. من يقف أمامك هو رجل في السابعة والعشرين من عمره ولم يعد ذاك المراهق))
تراجعت بتلقائية خطوة للخلف تقول بنبرة أقل انفعالا
((أنا لم اقصد أن يعلو صوتي عليك ولكن لو سمحت توقف عن التحكم بيزيد فأنا أفعل ما أشعر حقا بأنه يريحه.. هو حقا لا يحب أن يذهب مع السائق..))
قاطع كلامها بحنق منها
((هذا هراء لن أجعله يمشي كل هذه الخطوات لأنه يمتلك أمً برأس صلب عنيد مثلك))
لم يحدثها يوما بهذه الطريقة وهذا الأسلوب ولم يقلل يوما من احترامها..
لكنها أخرجته من طوره هذه المرة وهو نال كفايته ونفذ صبره من كبريائها البغيض وتفكيرها العقيم وما يؤدي له من نتائج تؤثر على يزيد قبل أن تؤثر عليهما..
ثم إنه وبعد كل ما مر به وكل ما يعانيه بسببها يجعله متيقن من أن وصوله إلى كافي مصلحة الثلاثة لن يتم سوى بإيلامها وجعل نفسه المتحكم..
تنهد قبل يكمل كلامه بصوت المهدد
((أنتِ ستطيعين أوامري دون زيادة أو نقصان يا سمية.. وإياك أن تختبري صبري في مثل هذه الأمور حتى لا تري وجها أخر مني لن يعجبكِ صدقيني فأنا نفسي أخشى غضبي ولهذا تراني لطيفًا ومسالمًا إلى هذا الحد معك))
ارتجت خفقات قلبها بعنف ولا تعرف لماذا هابته..
ربما لأنها تعرف أنه يملك القدرة بل ويستطيع دون مجهود أن يسلبها اهم شيء في حياتها بل وكل شيء دون أن يحاسبه أحد!
إلا أنها تحلت بصلابة وهمية وهي تغمغم بخفوت
((توقف عن التهديد))
زجرها بنبرته المحذرة
((اختصري ولا تتعنتي فقط نكايتي بي.. اليوم سأوصل يزيد للمدرسة.. من الغد سيأخذه السائق كما الماضي فإياكِ أن تمنعيه))
ابتلعت ريقها وغضت بصرها بضيق تسري بوجهها حمرته من طريقة تسلطه في الحديث معها..
في حين شعر مالك بارتعاش يد يزيد التي يمسكها فالتفت له يواجه وجهه الصغير البريء الحائر..
فأدرك مالك أن المشهد هذا أربكه وهو يراه أول مرة يوبخ أمه ويتحدث باحتدام معها بهذا الشكل..
لقد أخطأ عندما غفل عن وجوده واستماعه لهما..
فابتسم له قليلا يفرج عن حدة ملامحه الواجمة..
ثم التفت لسمية التي كانت تهم بإغلاق الباب عليه فمنعها بوضع قدمه فوق العتبة يقول بصوتٍ فيه شيء من الخطورة
((لم اسمع كلمة موافقتك على كلامي يا سمية؟))
لم تجبه بل دخلت في صراع مع ترددها للحظات طويلة ليعاود الترديد عليها بصبر
((سمية أنا لا زلت انتظر ردك))
رمته ببغض وغيظ نظراتها وهي تقول
((لا تقلق لن امنعه))
بابتسامة متكلفة يواري بها رغبته السادية بلكمها قال وهو يبعد قدمه عن العتبة
((يمكنك الآن إغلاق الباب حتى لا يثير وقوفي هنا طويلًا الأقاويل.. وأنا من سأقوم بإيصال يزيد للمدرسة اليوم))
التفت يزيد إلى أمه كأنه يأخذ إذن الذهاب كما هو عادته لتومئ برأسها إليه مطمئنة..


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس