عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-21, 10:28 PM   #935

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع والعشرين
***************


أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى
أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا
وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي
وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا

قيس بن الملوح

*************
منذ الصباح الباكر يؤرقه الشوق ويضنيه البعاد يشعر بعزلة عن الجميع منذ رحلت، أصبح سائراً بين الناس كالمغيب، حاضر بجسده وعقله وقلبه يرفرفان فى بلاد بعيدة شوقاً وهياماً
اليوم استيقظ فى حالة من الافتقاد فتك بمشاعره فطاف طرقات البلدة هائماً على وجهه كمجنون ليلى باحثاً عن عبقها فى الهواء وما بقى من أطلال الذكرى
غادر منزله يتحرك على قدميه بخطى متمهلة وفكر شارد إلى منزل السمرى، بيت العدو الحبيب وقف على بعد مناسب يتأمل البناء عن كثب، هنا حيث عاشت حبيبته وهنا أيضاً بيت الداء وسبب الحرمان
... لو اختلف الزمن أو انتهت الضغائن لكان الوصال سهلاً وأقترن القلب بمحبوبته
تحرك بعدها إلى المستشفى العام بالقرية حيث أول لقاء، أول مشاحنة وأول اعتراف بالحب، سيل من الذكريات بدأ يداعب خياله ويناغش دقات خافقة المكلوم
واختتم جولته بحديقة الفاكهة الخاصة بأسرته بقلب مغموم وروح كسيرة، عقله يعيد عليه حواره مع الدكتور شوقى صباحاً فى المستشفى الذى أكد انقطاع أخبار لينا تماماً فمنذ غادرت لم تهاتفه إلا مرة واحدة قبل مغادرة أرض الوطن ومن بعدها لم يحدث أى تواصل بينهما، وكل ما يعلمه أن هناك أمر ما حدث لوالدتها أستوجب سفرهم العاجل ... لقد انقطعت أخبارها تماماً ولا يملك أى وسيلة للوصال
يبدو أنها لم تترك أرض الوطن فقط بل نفضت يديها وقلبها عن كل ما عايشته على أرض الوطن بما فيهم رجل أحبها بكل صدق كما لم يحب أى أنثى قبلها
اخترق ممرات حديقة الفاكهة خاصته مشوش الفكر، كفيه في جيبى بنطاله، يخطو الهوينى بخطى تعيسة وحدقتيه تحولت كعدسة سينمائية تعيد على مخيلته صور من ذكريات جمعتهم ليست ببعيدة
خطوا هنا جنباً إلى جنب … تناولت من ثمار هذه الشجرة وجلست هنا معه فى العش المتواضع المصنوع من البوص وسعف النخيل يتشاركان ثمرة برتقال واحدة، يتقاسمان حلاوتها ولذوعتها
"برتقانة هانم" رحلت ولم تترك غير اللذوعة والمرارة داخل فؤاد أحبها وأستأنس بروحها
زفر بقوة لعله يطرد جوى اشتياقه وصبابة الروح، عاد يستنشق الهواء من خلال نفس طويل يعيد به توازن نفسه ويستفيق من شجن روحه لينتبه إلى مسئولياته ومهامه، عليه أن يعيش حياته ويكتم هيامه داخل بئر عميق نضبت مياه وجف قاعه
دلف إلى العشة الصغيرة فوجد جاد ووردة يجلسان فى الداخل فوق الحشوات الأرضية، منحنيان فوق طاولة قصيرة الأرجل حيث يشرح جاد بعض الدروس لوردة الصغيرة
رفع جلال حاجبيه بتعجب من تلك الصداقة التى نشأت بينهما فى وقت قصير وابتسم بخفة ملقياً السلام عليهما
رفع جاد رأسه نحو جلال بوجه بشوش وتبعها بأن نهض من مكانه باحترام مُرحباً بحماس
:- يا مرحب يا باشمهندس
تقدم جلال للداخل وربت على كتف جاد بود ثم التفت يتأمل وردة الجالسة أرضاً بوجهها الجميل الطفولى الذى يبعث الطمأنينة فى النفس وقال لائماً بتصنع
:- قاعد تذاكر يا جاد وسايب الشغل ... أنت هترجع الابتدائية تانى ولا إيه!!
ضحكت وردة بمرح ضحكة طفولية صافية واتكأت بمرفقيها على الطاولة القصيرة تتلاعب بالقلم بين أصابعها قائلة بتلقائية
:- هو اللى بيذاكرلى يا باشمهندس
حرك رأسه يتفحص وجه جاد غامض الملامح، دائماً يشعر أنه يرغب فى الإفصاح عن أمر ما لكن هناك ما يمنعه، تجاوز جلال هذا الشعور وتساءل ساخراً
:- بيذاكرلك إيه بقى ... ده دبلوم زراعة بيشرحلك مكافحة دودة القز مثلاً
عادت وردة تضحك بمرح ووضحت وهى ترفع كتاب الرياضيات أمام عينيه موضحة
:- بيشرح لى رياضة ... ده طلع شاطر جوى
عاد جلال يتفحص جاد الصامت بتأدب وسأله بتعجب
:- بجد يا جاد الكلام ده
بدل جاد حمل جسده على ساقه السليمة ليعتدل فى وقفته أكثر وقال بثقة
:- صُح يا باشمهندس ... أنا غاوى رياضة وكنت شاطر فيها جوى وبچيب أعلى الدرچات كمان
رفع كفيه أمامه سريعاً يضيف مطمئناً
:- واطمن حضرتك الشغل ماشى تمام … أخر عربية نجل محملة لسه ماشية من نص ساعة والريس مصطفى خلص الحسابات مع التاچر واستلم بجية الفلوس
استدار جلال يمد نظره خارج حدود العشة الصغيرة حيث يجلس مصطفى على مسافة ليست بالبعيدة تحت ظلال شجرة وارفة، أمامة طاولة صغيرة فوقها دفتر كبير مفتوح يقوم بتوزيع اليومية على العمال
بينما استطرد جاد بابتسامة عريضة وصوت هادئ النبرات
:- وصناديج الفاكهة وصلتهم بنفسى من البدرية لحد الدار ... والست الداكتورة ندى أستلمتهم منى بنفسها
اضطربت دقات قلبه بين ضلوعه حين لمس اسمها شفتيه وتمثلت أمام ناظريه، رقيقة جميلة ومشرقة، شكر حظه الحسن الذى ساقه اليوم لمنزل البدرى ليصادفها وهى تغادر المنزل إلى جامعتها واقتنص بضع كلمات منها تُطرب قلبه بنغم صوتها
يعلم أنها نجمة عالية صعبة المنال ولكن يكفى قلب العاشق جمال الذكرى، ويكفيه أن أول من لمست قلبه قطر الندى
أومأ جلال بارتياح، فمصطفى تابع معه سير العمل خطوة بخطوة عن طريق الهاتف منذ الصباح الباكر ... فهو يعانى اليوم من حالة نفسية كئيبة ولا يرغب فى التعامل مع أى إنسان لذلك ترك مصطفى فى موقع القيادة حتى يتوازن نفسياً
زفر ينفس عن شعوره الخانق، عليه أن يواصل حياته وينساها كما نسيته، عليه أن ينتبه لمسئولياته ومراعاة أعمال أسرته ... فلينحى قلبه ومشاعره جانباً فلم يصبه من الحب غير الألم
ابتلع ريقه الجاف وتنفس بعمق يمرر الهواء المنعش إلى أوصاله، تجول ببصره في وجوه العمال المحيطين بمصطفى بين جالس أرضاً أو منتظر دوره تحت ظلال الأشجار ليتلقوا أجورهم
عليه أن يقوم باختيار عدد منهم لمواصلة العمل لعدة أسابيع أخرى للاهتمام بالزروع والتحضير لموسم جديد
عاد ببصره يتأمل جاد الواقف بجواره هادئاً بتأدب فى انتظار الأوامر، لقد اثبت كفاءته فى العمل كما أنه مهذب وهادئ الطباع رغم نظره الغموض التى تطل من عينيه من وقت لأخر، لم يهتم جاد بذلك فلكل إنسان خصوصياته ومشاكله الخاصة لذا عرض مباشرة بكلمات واضحة
:- جاد ... أنا محتاجك معايا الفترة الجاية فى الشغل هنا … ممكن تمتد لشهر تقريباً ... إيه رأيك ولا مستعجل ترجع بلدك ولأهلك
تردد جاد فى الإجابة قليلاً، يرغب فى الاستمرار بالطبع ولأخر العمر فيكفيه حُسن المعاملة ورؤية قطر الندى ولو من بعيد .. ولكن ما يُخفيه قد يقلب الموازين ورغم هذا الشعور بالذنب إلا إنه قال بحبور
:- أنا تحت أمرك يا باشمهندس ومعاك فى أى وجت
خبط جلال على كتفه بقوة ممتناً ثم ترك ذراعه متكئة على كتف جاد و لوى عنقه جانباً لينظر نحو وردة التى تتابع دروسها بجدية وقال مداعباً
:- تسمحى يا أنسة وردة أخد الأستاذ بتاعك نشوف شغلنا
رفعت رأسها عن كتبها بابتسامه جميلة تزين وجهها الرقيق وقالت ببساطة وهى تشير بالقلم فى يدها
:- أتفضل يا باشمهندس ... ولما تعاود تشرحى لى الأنچليزى ... عندى امتحان رياضة وانچليزى بكرة
قهقه جاد وجلال معاً بمرح على حديثها العفوى، وأجاب جلال بطاعة وهو يحنى رأسه قليلاً بطريقة مسرحية
:- تؤمرى يا أستاذة وردة ... إحنا تحت أمر چنابك
ضحكت وردة وعادت تتابع دراستها حين خرج جلال متجه نحو مصطفى يتبعه جاد، توقف بوسط العمال اللذين تحلقوا حوله وألقى التحية على الجميع بتواضع ثم توجه بالحديث إلى رئيس العمال
:- إيه الأخبار يا ريس مصطفى كل الرجالة أخدت حقها
:- تمام يا باشمهندز … كل راچل أخد حجه بالتمام والكمال
أومأ جلال بقبول ثم وقف يبدل نظره بين وجوه العمال الكادحة وعن يمينه يقف جاد الذى تبادل نظره خاطفة غامضة مع حامد المقابل له فى صفوف العمال
ارتفع صوت جلال بنبرة مرتفعة قليلاً لتصل للجميع من حوله وهو يجول ببصره بين الجميع بالتساوى
:- تسلم الأيد الشغالة يا رجالة وكل سنة وأنتم طيبين … أن شاء الله نشوفكم على خير كل موسم … أحنا دلوقتِ هنحتاج معانا عشر عمال هيكملوا شغل لمدة شهر معانا ... اللى ظروفه تسمح يتفضل يقدم نفسه
خرج عدة رجال من الصفوف وتقدموا عدة خطوات للأمام من بينهم حامد
رمقه مصطفى برفض فبادله حامد النظرة بأخرى متبجحة بينما طأطأ جاد رأسه بخنوع
دار جلال ببصره بينهم فوجد عدد يتخطى العشر أفراد، توقفت مقلتيه على وجه حامد بتعجب وتساءل بشئ من السخرية
:- معقول عاوز تشتغل يا حامد
شد حامد قامته وقال بلهجة أقرب للتحدى
:- وليه لأ يا باشمهندز … كلنا بنسعى ورا لجمة العيش
تبادل جلال نظره متسائلة مع مصطفى الذى حرك رأسه معترضاً على وجود حامد الذى سبب مشاكل وتكاسل عن العمل طول الفترة السابقة ... قال جلال بنبرة قوية حازمة
:- يا حامد أنت مكنتش ملتزم فى الشغل … ودلوقت عاوزين دقة وسرعة في الأداء ... معتقدش إنك هتكون مناسب في الشغل ده
حدجه حامد بلامبالاة وألقى نظره هازئة نحو جاد الذى يرمقه كمداً ثم أشاح بيده فى الهواء هاتفاً بتبجح
:- خليص يا باشمهندز ... هنتحايل عليك يعنى الأرزاج بيد الله
:- ونعم بالله ... ربنا يوسع رزقك يا حامد
قالها جلال بعفوية وسلامة نية متجاهلاً نبرة الوقاحة فى حديث حامد، وعاد يبدل نظره مرة أخرى بين الرجال المتقدمين للعمل فوجد عددهم أحد عشر رجلاً أغلبهم ممن سبق له العمل معهم، لم يرغب فى صرف أى منهم وكسر خاطرة لذا التفت نحو مصطفى وألقى بأوامره
:- سجل أساميهم يا مصطفى وتابع تسكينهم لو حد منهم حب يغير مكانه بعد سفر بقية الرجالة
أومأ مصطفى بطاعة وعاد للدفتر من جديد يتابع عمله بينما ارتفع صوت جلال يعلم الرجال
:- من بكره نبتدى الشغل يا رجالة على بركة الله

لوح بيده نحوهم شاكراً ثم انصرف مع جاد يتبادلون حديث بكل بساطة وكأنهما صديقان منذ زمن حول سير العمل وما سيتم عمله وحامد خلفهم يتابع تحركهم بابتسامة هازئة على شفتيه

***************

ارتفع صوت بوق السيارة عدة مرات فهرع حارس المنزل لفتح البوابة أمام سيارة الشرطة التى توقفت يقودها الشاويش نُصحى وبجواره النقيب مدحت الذى التفت نحو نُصحى قائلاً بود
:- شكراً يا نُصحى ... اتفضل أنت بقى
حرك نُصحى رأسه على غير هُدى يشاكس النقيب الذى نشأت معه علاقة طيبة قد تشبه الصداقة لولا اختلاف العمر والمقام، ولو أن النقيب القاهرى لم يُظهر أى نوع من الأستعلاء أو الكبر على المحيطين به فى عمله ولذلك نال حبهم واحترامهم ... قال نُصحى بنبرة مرحة يتصنع اللوم
:- إكديه برضك يا سيادة النجيب ... ماله واكل أم عمرو جصر معاك فى حاچة ... ديه حتى النهارده هتعمل شلولو يستاهل خاشمك
(الشلولو أكلة صعيدية من الملوخية الجافة)
توقفت يد مدحت على عتلة باب السيارة والتفت من جديد نحو نُصحى قائلاً بجدية
:- يعنى أرفض العزومة الحلوة ديه يا عم نُصحى ... الست أم عمرو أكلها زى الفل ... بس أريح معدتى شوية من الشلولو
ضحك نُصحى هزلاً وهو يتذكر أول مرة تناول فيها مدحت الشلول وأصابته التقلصات والانتفاخ من الثوم وظل ساهر يعانى الألم طوال الليل حتى دمعت عيناه وكاد يفرغ محتويات معدته، التقط مدحت ما يدور بعقل نُصحى فقال بحاجب مرفوع يحذره
:- بتفكر فى إيه يا نُصحى ... سبتلك أنت الشلولو مع معدتك اللى تهضم الحجر ... ولا تحب أبلغ أم عمرو أنك بتتريق على أكلها وهى تتصرف معاك
قهقه نُصحى بمرح على تهديد مدحت له بإبلاغ زوجته على تهكمه على طعامها، رفع نُصحى كفه يطلب السماح من رئيسه مازحاً
:- إلا أم عمرو ديه الحكومة ذاتها يا مدحت باشا ... بكره تتچوز ويبجى لك حكومة أنت التانى
تنهد مدحت يدعو فى سره أن يتم مراده ويتزوج بمن يرغبها، أخرجه صوت نُصحى الذى تسائل
:- تحب أعدى عليك الساعة كام يا باشا
فتح مدحت باب السيارة وترجل منها أثناء إجابته على نُصحى مداعباً
:- لا روح أنت يا عم نُصحى للحكومة ... أنا هرجع مشى المسافة مش بعيدة من هنا
أغلق باب السيارة ثم ألقى التحية على حارس المنزل الذى أستقبله باحترام ودعاه للدخول بينما أدار نُصحى السيارة وبدأ يتراجع بها متمتماً لنفسه
:- طبعاً تتمشى تهضم البط والحمام ... وأنا ليا الشلول الله يسامحك يا أم عمرو
فى شرفة بأعلى المنزل كانت فرح تقف خلف الستائر تتأمل دلوف النقيب مدحت لمنزلهم، يخطو بثقة وثبات خلف حارس المنزل ومقلتيه تتفحص المبنى من الخارج، رفع أنامله يمررها على شعره القصير وكأنه يتأكد من تصفيفه
عضت فرح على شفتها السفلى ومقلتيها تضئ بشعاع منير يصدر من قلبها الذى يدغدغها بشعور من السعادة
صدع صوت من خلفها بغتة أصابها برجفة ذهول ونسمة تقول مشاكسة وهى تهدهد طفلها بين ذراعيها
:- چاى عزومة بالبوكس ... على إكده هيشبكك بكلبش
زمت شفتيها ورفعت حاجبها بغضب مصطنع بينما تعالت قهقهات شمس من خلفها بمرح وانضمت بجوار نسمة، التقطت الطفل من يدها تطبع على رأسه قبله دافئة ثم قالت مؤازرة
:- همليها يا نسمة تفرح يومين ... مش يمكن قصده شريف
استدارت فرحة تتأملهم بصمت وملامحها الخجلة تفضح مشاعرها الوليدة، كتفت نسمة ذراعيها تحت صدرها تطالع وجه فرح المتورد سعادة من وجود مدحت بمنزلهم وقالت برزانة
:- تفرح كيف ما بدها ... لكن البحلجة (حملقة) والتسبيل مش معناته أن غرضه شريف ... يمكن معچب ولا عينه زايغة
زاوت فرح بين حاجبيها وقالت مدافعة
:- لاء يا نسمة ... هو محترم جداً ومحاولش يتكلم بطريقة مش كويسة معايا
هزت أحد كتفيها بلا مبالاة مصطنعة قائلة ببساطة
:- وبعدين زى ما قولتى ده جاى يتغدى ويمشى ... عاوزاه يجى بإيه يعنى بالليموزين ... ده ظابط هيركب إيه يعنى غير البوكس
تبادلت نسمة وشمس النظرات الماكرة وأعقبتاها بالضحك الخافت على ضحية جديدة تقع فى شباك الحب، ولأول مرة تهتم فرح وتسبقهم نحو المطبخ هاربة من مشاكساتهم آمرة
:- يلا بقى نشوف سعدية عملت إيه فى المطبخ ... ولا عاوزين تكسفونا قدام الضيف
هزت نسمة رأسها برفض وتناولت طفلها من يد شمس قائلة بشقاوة
:- لاه ما يصحش لاحسن العريس يطفش
واصلت شمس الضحك أما فرح فجزت على أسنانها غيظاً منهم وهرعت للأسفل نحو المطبخ مبتعدة عنهم وعن مشاغبتهم

***************
يتبـــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس