عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-21, 10:30 PM   #937

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


أختلى يوسف بزوجته فى جناحهم الخاص بعد عودتهم من منزل العزازى واجتماعهم بالعمة أصيلة التى أعلنت موافقة ياسمين على الزواج، وموعد قراءة الفاتحة فى الغد مما نشر جو من البهجة والسعادة فى المنزل ألقى بظلاله على الجميع
حتى أمل شاركت فى البهجة بابتسامة واسعة مبتهجة من أجل ياسمين وقد جنبت حزنها وشعورها بالافتقاد إلى ابنائها جانباً لبعض الوقت فعليها أن تشارك هذه الأسرة أفراحهم كما شاركوها أطراحها وخاصة ياسمين التى أظهرت لها قلب طيب وروح نقية
بدأ يوسف فى خلع ملابسه وبشكل تلقائى أسرعت شمس لمساعدته فى تبديل ملابسه كما تعودت أثناء فترة أصابته وهو استساغ الأمر فاستمر فى استغلال مشاعرها لينال بعضاً من الدلال والدفء الذى يبعده عن مشاكل ومتاعب يومه ويعينه على تحمل المزيد
تخلصت شمس من حجابها وأطلقت لشعرها العنان ليتهادى على كتفيها ومنتصف ظهرها ثم أسرعت نحوه تمد له يد العون فى خلع قميصه الذى سبق وفك أزراره وهو يتأملها بنظره متلاعبة
أوقفها بابتسامة ماكرة وهو ينزع القميص عن جسده قائلاً
:- خلاص ياشمس أنا بقيت أقدر أغير بنفسى .... دراعى بقيت زى الفل
رفع ذراعه بشكل مستقيم لكتفه ولوى ساعده للأعلى يستعرض عضلات ذراعيه وكتفيه أمامها بشكل مبتذل وكأنه لاعب كمال أجسام، خاصة حين بدأ يرقص عضلات صدره العارى بشكل أثار خجلها وضحكها بنفس الوقت
أشاحت بوجهها خجلاً وسعادة بعيداً عنه وقالت بصوت خافت ممتزج بالخجل وهى تتحرك جانباً تلتقط ملابسه المنزلية
:- دايماً بخير يارب .... بس ده مايمنعش أنى أساعدك فى كل الأحوال
عادت تقترب نحوه حاملة ملابسه، ألتقطها من بين يديها وألقاها بعيداً بشقاوة ثم مد أنامله يرفع رأسها نحوه ويقابل مقلتيها التى تسلل لهما الخجل وبدأت مشاعرها تستنفر بشكل خطير خاصة حين أطال تحديقه داخل مقلتيها بدفء وحنان محمل بالعديد من الكلمات
أحتضن رأسها بين كفيه برقة وخصلاتها تتخلل أناملة بنعومة ثم بدا فى الحديث بخفوت دون أن يقطع تواصلهم البصرى
:- شمس أنتِ متأكده أنى مش حمل عليكى
شهقت صدمة ثم أسرعت لنفى تلك التهمة عنه فكل رغبتها وأمانيها اختصرت فى البقاء بجواره مهما كانت الظروف
:- عمرك ماكنت حمل عليا يا يوسف ... بالعكس أنت اللى أتحملتنى و آآآآآآ
قاطع كلامها بأصبع واحد يلامس شفتيها الوردية أصابها بقشعريرة من نعومة لمسته، مرر أنامله على شفتيها الناعمة عدة مرات، يبدل نظرته المغوية بين حدقتى العسل الصافى وشفتين فى حلاوة الفراولة الشهية
مرت لحظات بينهما لفتهم بسلاسل حريرية من الدفء وتدفق المشاعر وكأنه نسى الكلام ولكنه مالبث أن تماسك قليلاً قائلاً بصوت أجش
:- فاكره الموضوع اللى المفروض كنا هنتكلم فيه من قبل الحادثة
هزت رأسها بحماس وأصطبغت وجنتيها بلون الطماطم، تناول كفها الصغير داخل كفه، لثم ظاهره ثم جذبها نحو الأريكة ليجلسوا متجاورين
تنحنح ليجلى صوته الذى تأثر من فيض مشاعره التى يكافح فى السيطرة عليها فيجب أن تضح بعض النقاط ويبدأوا حياتهم على صفاء وتفاهم
مازال كفها مستريح بين راحته الدافئة يتمعن فى ملامحها الحبيبة يتأمل لهفة عينيها وحماسها لحديثه القادم .... تنفس بعمق ثم بدأ كلامه بنبرة هادئة محملة ببعض الذنب بعد أن أفسد ليلتهم الأولى وسبب لها الحزن
:- شمس أحنا الطريقة اللى أتجوزنا بيها كانت مختلفة وسريعة ... يمكن ماحدش فينا أختار أو الأصح أقول أن محدش فكر قبل التنفيذ مكنش فى وقت لأى حاجة
أومأت برأسها متفهمة واندفعت تعترف بخطأها
:- أنا عارفة أنك أتجوزتنى عشان آآآآ
رفع أصبعه على فمه هذه المرة ليسكتها :- هش شش
أستجابت لإشارته وأومأت برأسها ثم عادت للتركيز بكل حواسها مع كلماته فأردف يلومها بلين
:- مش هنعيد الكلام فى ظروف جوزانا ... لكن لازم تعرفى أنى مكنتش مجبر على الجواز منك ... مفيش راجل مضطر يتجوز على غير رغبته .... أنا !! ... أنتِ لمستى قلبى من البداية وزاد أعجابى لما أتأكدت أنك دافعتى عن نفسك بكل قوتك
رفع كفه الحرة دون أن يطلق سراح كفها الأخر ومسح على وجنتها وذقنها برقة يعترف لها بمشاعره من أول لقاء
:- من أول ليلة قضتيها فى شقتى ... صحيتى جواى أحساس بالدفء وحسيت قد إيه أنا محتاج لرفيقة ... شريكة تقاسمنى الحياة
مال نحوها يلثم خصلات شعرها بشفتيه هامساً بجانب أذنها بنعومة
:- أنتِ صحيت قلبى وأمتلكتى روحى كل يوم كنتِ بتمتلكينى أكتر من اللى قبله ... وقفتى جنبى لشهور وتحملتى كل مشاكلى
ضمها أكثر لصدره ومازال همسه مستمر
:- وبخوفك عليا وحبك ليا وشقاوتك اللى جننتنى
طلت البسمة على ثغرها وتراقصت الفرحة بعينيها وهى تتفحص ملامحه وتتأمل حركة شفتيه الهامسة، كان يشعر بها وبعشقها له ... كان يرغب بها منذ البداية ... عينيه وصوته وأنفاسه الملتهبة تعلن حبه لها
كادت تبكى فرحاً على هذا التصريح بالحب، خرج صوتها مشوب برائحة البكاء هارب الحروف ومشتعل الأنفاس يستوثق من حبه أو يستزيد تتسائل بتلهف
:- أنا مش اختيارك يا يوسف
ترك كفها ليضم جسدها إليه بحميمة ناعمة ليعاود الهمس أمام شفتيها المنفرجتين قليلاً تنفث حرارة مشاعرها
:- مش اختيارى بس أمنيتى ... دعائى ... هدية ربنا ليا
ابتسمت معقودة اللسان وتوهجت النيران فى وجنتيها
مال يقبل تلك الشفتين الناعمتين بشغف حتى كاد يفقد أنفاسه عشقاً وهياماً فانفصل عنها مرغماً، لاهثاً ... يستند بجبهته على خاصتها هامساً بأنفاس متقطعة هائم فى عشقها الذى فجر مشاعره
:- شمس أنتِ الدفا اللى لف قلبى ... والشمس اللى نورت حياتى
اتسعت إبتسامتها الخجلة فأحنت وجهها تخفى مشاعرها المتراقصة فرحاً على أنغام تصريحه الحار بالحب
ضغطت براحتها فوق قلبه بنعومة مرددة بما تبقى لها من أنفاس، مقلتيها تعانق ملامحه
:- وأنت أكتر من اللى تمنيته فى الدنيا ... أنا بحبك يا يـو...
شن هجومه على شفتيها التى أعلنت حبه غير قادر على تحمل المزيد من الصبر، ارتفعت ذراعيها تضم عنقه وتلامس أعلى ظهره العارى بنعومة
تحركت شفتيه نزولاً إلى نحرها ينثر قبلاته على أكثر من موضع بوله وهيام ثم رفع رأسه بغتة يتأمل وجهها الذى تحول للوحة فنية تشع بدرجات اللون الأحمر النارى الذى يزيد أشتعال القلب والروح وقال بهمس حار عابث أمام مقلتيها التى تطالعه بشغف
:- شمس ... ماتعرفيش العريس بيقول إيه للعروسة ليلة الدخلة
عضت على شفتيها تتهرب من نظرته الحسية الماكرة ، وحركت رأسها برقة بمعنى (لا أعرف)
أعتدل فوق الأريكة ومرر ذراعيها أسفل جسدها لترتفع فى ثوانى فوق ذراعيه القويتين فأطلقت صرخة متمنعة متفاجئة وطوقت عنقه برقة حين همس بحرارة ملتهبة :- لكن أنا أعرف
ماهى إلا برهة من الزمن، زمن لا تشعر بوجوده ولا حساباته حتى وجدت نفسها مستلقية فوق الفراش يظللها جسده الضخم الذى ضمها هياماً واشتياقاً لنصفه الأخر
لينصهرا بنار الغرام فى بوتقة واحدة ليكتمل النصف بالنصف وتسكن الروح إلى ساكنها وترتفع دقات القلوب بموسيقى سماوية تدغدغ المشاعر

*****************

على الطريق الدولى الرابط بين المحافظات تتهادى سيارة نقل كبيرة على سرعة متوسطة يقودها جارحى فى كابينة السائق منفرداً ويبدو الحزن والهم على ملامحه الجامدة أما فى صندوق السيارة الضخم المغطى حتى منتصفه بقماش الخيمة الكبيرة للمولد يظلل صبحية التى تجلس فوق حاشية كبيرة تستخدم للنوم تستند على ظهرها إلى حاجز صندوق السيارة تتغرغر مقلتيها بالدموع وأناملها تتحرك بحنو على رأس الشابة الصغيرة التى تتوسد رأسها حجر صبحية ويتمدد جسدها الصغير بارتخاء، غائبة عن الحياة القاسية بروحها، حاضرها بجسدها الذى يرتج مع حركة السيارة رغم حرص جارحى على بطء السرعة حتى لايؤرقها أو يؤذى الجسد المتضرر بزيادة السرعة
سحبت صبحية الغطاء حتى كتفى الفتاة، تمسد على ظهرها وتمسح على جبينها المتعرق بتخوف
انخلع قلبها عليها منذ هاتفتها من يومين فهرعت هى وزوجها من المحافظة المقام بها المولد تاركين كل شئ خلفهم، ملبين النداء لاستغاثة الفتاة التى هى بمثابة ابنتهم التى لم ينجباها
وكانت المفاجأة من نصيبهما حين وجدها تجلس على قارعة الطريق فى ظل شجرة.. ضعيفة، هشة، شاحبة الوجه تكاد تفقد وعيها لولا تماسكها بإرادة من حديد حتى وصلهم
وبمجرد أن وقعت مقلتيها عليهم حتى سقطت فى غيبوبتها وكأن عقلها اللاواعى تركها شفقة عليها حتى اطمئنت لوجود حماية حولها فجذبها بحبل متين لتقع فى غياهب ظلمته
هرعوا بها إلى مستشفى قريب لتضربهم صدمة أخرى، حين أخبرهم الطبيب لتعرضها لاجهاض وفقدها الكثير من الدماء ... اجهاض!! متى وكيف ومن الأب؟
ظلوا حولها فى حالة ذهول حتى استعادت وعيها وقصت عليهم ما عاشته وعاينته على عجالة
متوسلة لهم ليخرجوها من المستشفى فربما يبحث عنها حمدى مرة أخرى وحينها سينهى ما بدأه ويخطف روحها للأبد
حينها هاج جارحى وأقسم بأغلظ الأيمان أن يساندها كأب حتى تبلغ ثأرها من هذا الوضيع وتعهد بحمايتها بحياته إذا لزم الأمر
جففت صبحية حبات العرق البارد من فوق جبين شموع شاحبة الوجه بتوجس ومالت نحو نافذة صغيرة تفصل صندوق العربة عن كابينة القيادة وقالت بوجل لزوجها
:- البت رايحة خالص يا چارحى ... مش فى وعيها خالص وچسمها بيكب عرج (عرق) جلبى هينخلع عليها
حرك جارحى رأسه بزاوية بسيطة مع تركيز عينيه على الطريق وقال بنبرة حاول أن تخرج هادئة ليطمئنها
:- البت لساتها تعبانة يا صبحية ... خرچت من المشتشفى جبل ماتخلص علاچ ... وفضلت فى الطل فى وسط الشارع بالساعات لحد ماوصلنا من محافظة (***) اللى كان بها المولد
هتفت به ودموعها تتساقط على وجهها مبررة
:- ما أحنا جعدنا يومين فى اللاكندة (اللوكاندة) لاچل ما ترتاح ... والداكتور اللى چيبنا كتبلها علاچ .... والبت كيف ما هى برضك مفيش أى تحسن
تنفس بقوة يطمئن نفسه قبل أن يطمئنها فالفتاة الصغيرة غالية على كليهما وقال مستطرداً بتعاطف
:- شموع جاست كتير يا صبحية اللى حُصل مكانش سهل ... همليها ترتاح شوية ... أجل (أقل) من ساعة ونوصل حدا أمى فى (أسيوط) ووجتها تنام فى فرشة نضيفة وأمى هتراعيها وإن شاء الله تجف على رچليها من تانى ... ووجتها هياچى حسابى مع حچازى الكلب
تنهدت صبحية بغم ومسحت دموعها بطرف وشاحها ثم طلبت مشورته متساءلة
:- طب نكلم نرچس نطمنها على شموع ... زمان جلبها واچعة على ضناها
حرك جارحى رأسه نفياً وقال بجدية
:- لاه ... مش لازم حد يعرف مكان شموع جبل ما تشد حيلها وتجف على رچليها ... ده تارها (رفع سبابته لأعلى مقسماً) وأقسم بالله ما هسيبه ... وكل اللى هتأمر به هنفذه حتى لو هدخل السچن لاچل خاطرها
كتمت صبحية لوعتها بكف يدها، تخشى على شموع وتشعر بحرقة جارحى وحميته كرجل ليؤازر هذه الفتاة الضعيفة التى يعتبرها ابنته
عادت تطالع جسد شموع وتمسح على رأسها داعية الله أن يكتب لهم السلامة جميعاً
************
قــــراءة ممتـــــعة



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 30-03-21 الساعة 11:19 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس