عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-21, 02:17 PM   #338

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:sss4: الفصل الثاني عشر - القسم الثاني

"استيقظي يا صغيرتي.. لقد شارفنا على انتصاف النهار.. يا لك من كسولة.. هيا.. هيا استيقظي".

ما هذا الصوت؟ أشعر بكسل غريب.. أريد النوم لبضع دقائق أخرى..
ماذا؟؟؟؟؟؟ انتصاف النهار؟؟؟؟؟؟

قمت من نومي مندفعة لأجد ماما سناء تجلس بجواري على الفراش وعلى وجهها ابتسامة حذرة.

"صباح الخير.. كم الوقت الآن؟"، باغتها بسؤالي بسرعة، فأجابت هي: "الحادية عشرة صباحا.. يبدو أنك نمت في ساعة متأخرة ليلة أمس.. صباح الخير يا وردتي.. هيا اغتسلي بسرعة لكي تتناولي إفطارك".

قمت للاغتسال بسرعة، وبدلت ملابسي، ثم توجهت إلى غرفة المكتب لكي أتحدث مع أبي.. حان وقت المواجهة.. واليوم سيتبدل كل شيء..
أنا..
لن..
أتزوج..
هذا الرجل..

وصلت إلى باب الغرفة، وقبل أن أشرع في سحب مقبضه، كان صوت أبي هو أول ما استقبلته أذناي..

كان يتحدث بكلمات غير مفهومة.. لم أستطع الاستماع إليها جيدا أو استنباط فحواها من خلف الباب، ولكنني خمنت أنه
يجري مكالمة هاتفية مع شخص آخر، لأن صوته فقط كان يتردد بداخل الغرفة..

تحركت على الفور بحركات خفيفة إلى الغرفة الجانبية المجاورة لغرفة مكتبه التي اعتدت التلصص عليه من خلالها مؤخرا..

ألصقت أذني على زاوية النافذة ليأتيني صوته بوضوح.. كان يتحدث بثقة ونشوة الفائز المظفر.

جاء صوته ضاحكا وهو يقول: "لك أن تتخيل يا عزيزي.. ذلك الأحمق كان يصدق بالفعل أن بإمكانه أن يتحداني.. أن يعض اليد التي امتدت له عندما كان ذليلا.. كيف لهذا الكلب أن يظن أنه قد يخرج من آية مواجهة معي منتصرا؟! غبي"..

بعد القليل من الصمت، ارتفع صوته مجددا وهو يقول: "الأحمق كان يظن أنه يستطيع أن يبتعد في الوقت الذي يريد.. ولماذا ربيته على يديّ إذًا؟.. كان يصدق أنه يستطيع الهرب مني بينما يعرف كل تلك الأمور التي قمت بها على مدار تلك السنوات وكان شاهدا عليها.. إذا لم يستمع لي سأجعله يلتقي بوالده في الجحيم أسرع مما كان يظن".

دخل أبي في نوبة من الضحك المنفر بعد أن توقف لبرهة ليستمع لما يقوله محدثه على الطرف الآخر، ثم تابع: "كان عليّ أن أقوم بإغوائه بطريقة مختلفة هذه المرة.. فإذا كان يظن أنه تمرد على أساليبي القديمة، فأنا لا أعدم الوسائل أبدا.. كنت أعرف دائما أن عينيه على الفتاة.. والآن سأرميها له.. لا أهتم مطلقا بما قد يحدث لها.. المهم أن تبتعد عني وأتخلص من المشكلات التي قد تسببها لي بفضولها وتطفلها وحماقتها.. أصبحت متلصصة في الآونة الأخيرة، وتفتش في أغراضي.. تظن أن بإمكانها أن تتوصل لشيء ضدي كما يخبرها عقلها الغرير".

اللعنة.. هل قرأني بتلك السهولة؟

توقف أبي لبرهة مجددا، ثم استطرد: "لا لا.. هو سيفرح بهذه الهدية.. وسيعود تحت جناحي من جديد.. أمامنا الكثير من العمل فور أن ينتهي صخب التظاهرات اللعينة.. سأعوض كل خسائري.. واستعادة النظام لسطوته ستفيدني كثيرا في مشروعاتي المقبلة.. لا أصدق أن حفنة من الرعاع قد أوقفوا حال البلد بتلك الطريقة.. سيدمرون الاقتصاد من أجل نزوة سياسية وفورة حماس نزقة بلا هدف.. لابد من التعامل معهم بيد من حديد بدلا من ترك المجال لهم حتى يقفوا لنا ندا لند.. هل يتجرأ مجموعة من الأطفال توقفوا لتوهم عن استعمال الحفاضات على إنذارنا وتحذيرنا بعواقب وخيمة؟ بل والمطالبة بمحاسبتنا؟ أين كانوا هم عندما كنا نبني اقتصاد الوطن على أكتافنا؟ أين كانوا هم وأفضل رجالنا يحاربون العدو الحقيقي؟ ثم إننا نحصل على حقنا مقابل ما نقدمه للبلد.. وعلينا أن نتكاتف ونأخذ حقنا بطريقة أو بأخرى".

وبعد صمت جديد، عاد ليقول: "لا لا.. لا أحب أن أراها أمامي.. زواجها وانتقالها من المنزل سيكون بمثابة مكافأة إضافية لي.. هي فقط أااا.. كيف أقولها؟.. هي نسخة من والدتها.... تذكرني بتلك البغيضة وما فعلته بي.. الخائنة المتلاعبة.. اسمع.. سأنهي المحادثة الآن.. هناك ضيف بانتظاري.. حسنا.. سأقابلك مساءً.. إلى اللقاء"..
ثم سمعت صوت ارتطام هاتف محمول بسطح المكتب قبل أن يأتي صوته مدويا: "تعالي يا صغيرة.. أعلم أنك تتلصصين عليّ الآن من خلف تلك النافذة"..
ماذا؟

لم يكن لديّ الوقت الكافي لأستوعب ما سمعته لتوي.. حاولت الخروج بسرعة من صدمة أنه يعرف أنني أتلصص عليه ويريد مواجهتي.. وفقا لقانونه هو..

لماذا أشعر أن شجاعتي قد ذابت مع كلماته الأخيرة؟..
صاح هو: "شروووق.. الآن"..
ارتعدت أوصالي لثوانٍ.. فقط لثوانٍ، ثم حفزت نفسي للمصارحة..

لا.. لن أتخاذل الآن.. ليس بعد كل ما عرفته..
فلتكن المواجهة.. وليحدث ما يحدث..!

توجهت نحو غرفة المكتب من جديد وبعد أن دخلت، تقدمت بخطوات منتظمة نحو مكتبه، ثم جلست على المقعد المواجه لمكتبه، متظاهرة بثقة شكلية لا تصل لداخلي بأي حال.. لكن تلك الثقة انهارت سريعا حين فاجأني بأن قام من مقعده ثم سحب يدي وسار بي نحو الأريكة التي تتصدر أحد الأركان الداخلية للمكتب..

جلس على أحد طرفيها بعد أن ترك يدي، ثم أشار لي بالجلوس بجواره.. فتبعته دون كلمة واحدة.

قال بتسلٍ واضح والسخرية تطل من عينيه: "هل تريدين أن تبدئي الكلام؟ أم أبدأ أنا؟"..

حاولت التظاهر بالتحدي وقلت بثبات: "فلتبدأ أنت.. أٌفضّل أن أستمع لما ستقول".

رد مبتسما: "حسنا.. ستتزوجين من حازم يوم الأحد المقبل.. أمامك ثلاثة أيام فقط للاستعداد وشراء فستان زفافك.. لا أظن أنه يكترث بهذه الشكليات كثيرا.. وأنتِ أيضا.. ألستِ كذلك؟"

فتحت فمي وأغلقته عدة مرات.. لا أعرف كيف أرد على هذا الإعلان المباغت..
ثلاثة أيام فقط؟

دخلت هذه الغرفة بالأساس حتى أعلن رفضي للزواج.. وكنت أظن أنه سيتم خلال عدة أسابيع، بل بضعة شهور..
وقفت بعنف، وهتفت باعتراض صريح: "لا.. مستحيل.. هذا لن يحدث"، لينظر إليّ بحدة ويأمرني بحركة من عينيه وحاجبيه بالجلوس مجددا.

تهاويت على طرف الأريكة، وأنا أمسح بيدي اليمني على جبهتي.. أحاول أن أتمسك بالتعقل.. بالمنطق.. ولكن أي منطق سيقنعه أن يلغي هذه الزيجة.. أو حتى يؤجلها.

كلماتي التالية جاءت متسارعة تصطدم ببعضها من شدة الارتباك:"أبي.. أنت لا يمكن أن تكون جادا فيما تقوله.. أي زواج؟ أنا لا يمكن أن أتزوج الآن.. أنا في مرحلة هامة جدا في حياتي المهنية.. كما لا يمكنني أن أتزوج بهذه الطريقة.. ألا يحق لي اختيار شريك حياتي؟ أو حتى فترة خطوبة طويلة كي أتعرف عليه وأتقبله؟ أرجوك يا أبي.. انصت لي هذه المرة.. أنا لا يمكن أن أغير أسلوب حياتي الآن .. لا بالزواج ولا غيره".

رد هو بنفاد صبر: "لقد تحملت كثيرا وصبرت على سخافاتك طويلا.. الآن ستنفذين ما أقول.. سأنقل همك إلى شخص آخر.. وأتخلص من عبء وجودك في حياتي والاضطرار للنظر إليكِ.. لا تخافي فالفتى يحبك.. كما أن كليكما من طينة واحدة.."

ابتسم بعدها أبي ابتسامة كريهة زائفة، ثم أكمل: "أقصد أن كليكما ضعيف وهش..ثنائي مثالي فعلا.. كل ما يهمني أن تبتعدي عن ناظري.. والآن وجودك بات حملا زائدا يهدد مخططاتي ومستقبلي.. أنت الآن بالغة وتستطيعين تحمل آية ظروف، وليس أصعبها الزواج بالطبع.. وأنا لا أطلب منك المستحيل.. اعتبري أنك تقدمين تضحية لوالدكِ العزيز".

هنا شعرت بغضب جنوني، ووقفت مجددا وصحت به: "آية تضحية؟ ولماذا عليّ أن أضحي من أجلك؟ ما الذي قدمته أنت لي حتى أقبل القيام بذلك لأجلك؟ منذ وفاة أمي وأنت تعاملني كدخيلة.. كضيفة ثقيلة.. كحيوان كريه الرائحة.. لم تلثم جبهتي أو وجنتي مرة واحدة ولم تغمرني بأحضانك يوما إلا أمام ضيوفك في حفلاتك الاستثمارية لكي تقدم صورة مثالية كأب حنون أمام عدسات كاميرات مجلات عالم الأعمال والطبقة المخملية.. كنت تعاملني بنفور صريح وكأنني.. وكأنني لست ابنتك.. ".

قلت الكلمة الأخيرة باختناق واضح محاولة السيطرة على دموعي بينما جسدي يتميز غضبا ويهتز بحدة عصبية..

عاد هو للابتسام المستفز، وقال: "لا.. اطمئني بل أنت ابنتي.. وإلا ما كنت تحملتك كل تلك السنوات.. أنت فقط تشبهينها كثيرا.. وأنا لا أطيق رؤيتك أمامي.. كلما نظرت إليك أتذكر ما فعلته هي بي.. وعلى شخص ما أن يدفع الثمن.. أليس كذلك؟".

ما الذي يقوله هذا الرجل؟ ما الذي فعلته به أمي حتى يكرهها ويكرهني بهذا القدر، ولماذا وصفها بالخائنة، ثم أكد لي أنني ابنته..

كيف تكون والدتي خائنة وأكون أنا ابنته الشرعية؟

عاجلته بسؤالي: "لماذا تكرهني بهذا القدر ولماذا تكره المرحومة أمي؟ ما الذي فعلناه لنحصد نفورك بهذا الشكل؟ هي ماتت مبكرا قبل أن تستمتع بحياتها.. قبل أن تكبر ابنتها على يديها.. وأنا.. أنا أعيش في الظل.. أبتعد عن طريقك كلما فرضت الصدفة تواجدنا في نفس المكان..و كأننا رفيقا سكن لا أكثر.. فلماذا تفعل ذلك؟"

رد هو بنفس الهدوء البارد: "هذا الحديث له وقت آخر.. إذا شعرتُ أنك بحاجة لمعرفة الحقيقة سأكشفها لك في الوقت الذي يناسبني أنا.. اسمعي وتذكري جيدا.. هذه المرة الأولى والأخيرة التي أسمح لك فيها أن تصيحي في وجهي.. والآن كوني متعقلة واستعدي لزفافك بدون صخب أو إثارة لمزيد من المشكلات.. وإلا أقسم أن أدمر حياتك ولن تتمكني حتى من التخرج والتركيز في حياتك المهنية التي تهتمين بها بكل هذا القدر".

انزوى الأمل بداخلي وتنبهت أخيرا أنني أمام وحش كان يتنكر بهيئة أب.. حتى أن تمثيله كان سيئا.. لم يفلح في أداء دور الأب الحنون ليعوضني عن الحرمان من الأم مبكرا.. بل ظل وجوده يهدد سلامي الداخلي ويحرمني سعادتي حتى بأبسط الأشياء..

أيقنت الآن أن كل تصرفات أبي الجافة تجاهي على مدى سنوات عمري الأربع والعشرين، كانت توضح من البداية أنه لن يكون أبدا في صفي.. ولن يكون سندا لي..

كيف أتمنى الآن أن ينمو بداخله ضمير فجأة ويتحول لنسخة ملائكية تغمرني بأجنحة حمايتها ورعايتها؟ وأين سيخفي أنيابه المخيفة إذا حاول التصرف بحنان مع ابنته الوحيدة؟ وأين سيخبئ مخالبه الحادة التي تتساقط منها قطرات الدماء إذا قرر فجأة مداعبة طفلته اليتيمة؟

كان هكذا من البداية.. وأنا فقط لم أقرأ الصورة بشكل صحيح قبل الآن.. لم أستطع حل شفرته على سهولتها..
حمقاء فاشلة..

وأنا التي كنت أعول كثيرا على ذكائي وفطنتي..

حسنا يا أبي.. سأتزوجه وأخرج من هذا البيت.. ولكن أقسم أني سأدمرك.. سأتلذذ بمشاهدتك تسقط من عليائك بعد أن تتكسر مخالبك وتتحطم أنيابك لتتكالب عليك الذئاب وتنتقم منك..

سأتمسك بهذه الفكرة.. وسأخصص كل ما في وسعي من طاقات لتتحقق.. سيكون هذا هدفي القادم الذي سأسعى إليه بكل قوتي..

وهذا الــــــــــ حازم الذي يظن أنه قد ربح الجائزة الكبرى.. سأحيل حياته جحيما.. سأنتقم منه أولا قبل أن أتفرغ لإسقاط أبي..
لينتظرا فقط..

استقام كتفي بعد أن اختمرت الفكرة برأسي، ثم أجبت أبي بكل هدوء: "حسنا يا أبي.. وأنا قبلت الزواج.. بعد ثلاثة أيام سأغادر هذا المنزل.. ولكن بشرط.. أن يبتعد عريسي العتيد تماما عن حياتي المهنية وطموحاتي التي خصصت حياتي بأكملها للعمل عليها"..

عادت الابتسامة ملء وجهه لتزيده غطرسة وتوحشا، ثم قال بسخرية مقيتة: "وهذا كنت أعلمه أيضا.. بالتأكيد كنت ستقبلين.. فتاة جيدة.. ولا تقلقي هذا العاشق المتوله لن يؤذي مستقبلك المهني مطلقا.. هيا عودي إلى غرفتك يا عروس وتحدثي إلى زوجك المستقبلي.. عليكما الذهاب لشراء فستان الزفاف.. ليس أمامكما الكثير من الوقت.. هيا.. هيا.. اذهبي".

غادرت غرفته بخطوات ثابتة ولكن متثاقلة.. الآن عليّ أن أعد الخطة جيدا.. أنا لن أخرج مهزومة من هذه المعركة مهما كانت العقبات..

يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس