عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-21, 03:25 PM   #23

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.
.
.
عيني فُتحت هذه المرة أيضًا .. كنتُ أشعر بتعبٍ شديد ..
سمعتُ ذاك الممرض : سيدي !
ابتسمتُ له .. كنتُ أرى القلق على وجهه ، همستُ بتعب : أنا بخير ..
سألني بقلق : هل ما زال الصُداع يلازِمُك
قلت له : لا ، هل لي ببعض الماء ؟
ابتسم لي .. قرّب القارورة من فمي ، اشربني ببطء ثم وضعها في مكانها ..
جلس على الكرسي بجانبي ، قال : أخبرني سيدي كيف هو حالك الآن ؟ اخبرني بكل شيء كل ما تشعر و…
قاطعته وأنا أضحك بتعب : هههههههههه اندريس لا أستطيع الاجابة على كل ذلك ولكنني بخير ، هناك سؤال اريد طرحه عليك
قال لي : تفضل سيدي ..
سألته : هل نحن في بريطانيا ؟
عقد حاجبيه ليجيب : لا سيدي ، نحن في تايلند .. من قال لك باننا في بريطانيا ؟
همستُ : لكنتك أنت والدكتورة
ابتسم لي ليقول : نعم ، نحن من انجلترا .. ولكننا في تايلند .. نحنُ فريق اتينا للاغاثة فقط
ابتسمتُ له ، قال لي : هل ستخبرني كالعادة عن عائلتك ؟
ابتسمت له : أريدُ الخروج للحديقة ، أنا أختنق هنا ..
قال لي : حسنًا لنخرج ، ولكن أولًا دعني أفحصك ..
قلتُ له : تفضل ..
بعد ربع ساعة ، خرجنا للخارج .. كان أندريس مُصرًا على مساعدتي .. لـ أتذكر ..
كان يطلبُ مني التحدث يوميًا عن بناتي .. وروزالينا ..
كنتُ غالبًا أكرر الأشياء التي أقولها له ..
سألني هذه المرة : الا تريد اخباري عن اسمك ؟ عائلتك ! أقصد أخوتك .. غالبًا ما تخبرني عن فتياتُك فقط ..
كانت لحظة صمت .. ما هو امس ؟ لا أتذكر جيدًا .. قد أكون قلت اسمي للدكتور السابق !
التفتُ له : لا أعلم ما هو اسمي !
ابتسم لي يطئنني : لا عليك .. هل لديك أخوه ؟ أم أنك مثلي لا أخوة لديك ؟
قلتُ بابتسامه : أظن بأنه لدي 3 أخوه .. أو 4 لا أذكر ذلك جيدًا .. أذكر بأني الأخ الثالث .. وكذلك تزوجتُ قبل الجميع ..
اندريس : هههههههههههه يبدو أنك وقعت في شباك الحب ولم تستطع الانتظار
ابتسمتُ له .. وأنا أتذكر سابق أيامي مع روزالينا ..
سألته : اندريس ، أ لم يزرني أحد ؟ أ لم يتفقدني أحد أبدًا !
قال لي : سيدي ، من الصعب عليهم ايجادك ولكننا قد بلغنا بوجود أحد الركاب هنا .. يوجد هنا ما يقارب الـ 20 راكب ، أنت و 7 من الراكبين نجوتم واستيقظتم ..
قلت بلهفة : هل روز من بينهم ؟
قال بحزن : لا علم لي سيدي ، ولكن سأتساءل وأبحث ..
سألته : هل أنت متأكد بـ أني سأتذكر كل شيء ؟ كل ما حدث بعد ذلك العام ؟ يحزنني بأني لا أتذكر ما حدث مع بناتي بعد عام 2008
اندريس : لا تقلق سيدي ، ثق بي .. لن أتركك حتى تتذكر كل شيء .. أنت فقط اسرد لي ما تتذكره ، اخبرني كيف تزوجت ! يبدو أنها وقعت في شبك وسامتك
ضحكت بخفه لـ أقول : هل أبدو لك وسيمًا ؟
اندريس : هههههههههههههه نعم سيدي ، وكثيرًا أيضًا ..
ابتسمت .. قلت بجدية : اندريس ، إن اسمي هو سلطان .. اتذكر ذلك
سكت اندريس للحظة ، ثم قال وهو عاقدٌ حاجبيه : سيدي ، يصعب علي نطق اسمك
سلطان : هههههههههههههههههه ، لا عليك قل لي أخي ولا تقل سيدي ، أرجوك
ابتسم : حسنًا يا أخي .. أخبرني الآن .. كل ما تتذكره عن لقاءك بزوجتك وزواجكما ..
ابتسمتُ له : كنتُ ذاهبًا لـ فرنسا ، في جولة سياحية اهرب من عملي بها .. دخلت أحد المكتبات .. كنتُ أريدُ شراء هدية لـ احدى اخواتي .. كانت تحب الفرنسية كثيرًا فقررت اهداءها كتابًا .. بينما أبحث سمعتُ همسات احداهن تطلب من صاحب المكتبة بعض الكتب .. كنتُ أراقبها جيدًا .. لم تكن زوجتي محجبة ، ولكنها كانت محتشمة برداءها .. فهي مسلمة ..
أخذت تلك الكتب وخرجت ، خرجتُ خلفها .. وأنا لا أعلم ما الذي أفعله ..
علّق قائلًا : ههههههههه إنها شراراتُ الحب
ابتسمت له : هههههههههههههه نعم ، خرجنا من باريس .. لأحد القُرى الصغيرة .. كانت قرية جميلة .. رأيتها تتجه لأحد الأكواخ الكبيرة .. كان ذلك مجلسًا تتجمع فيه النساء .. وقفتُ خارجًا وكانت الأصوات تصل لي .. فهمتُ القليل .. كانت فرنسيتي ركيكة جدًا ، لم أكن أجيدها أبدًا ولكني كنتُ أفهم بعض الكلمات .. وبعدها أصبحت تتحدث الانجليزية .. استطعتُ أن أفهم بـ أنها تعلمهم الانجليزية ليعلمون أبناءهم .. وتشتري تلك الكتب حتى تساعدهم في التعلم ..
خرجت وخرجتُ خلفها ، كانت تعود لـ باريس .. أصبحتُ ابتعها لمدة أسبوع كامل
قاطعني : لم تلاحظ هي ذلك ؟
ابتسمت : بل لاحظت .. سألتني لم اتبعها .. قلتُ لها بـ أني لا أعلم لم أفعل ذلك .. سألتها ما عملها في القرية .. أتعلم ماذا أجابتني ؟
قال بحماس : ماذا ؟ هل أخبرتك بذلك ؟
ضحكت وقلت بفرنسيتي : لا شأن لك بذلك
عقد حاجباه : سيدي .. أنا لا أجيد الفرنسية
سلطان : هههههههههههه ، أعتذر .. ولكنها قالت لي بغرور بأنه لا شأن لي بذلك
اندريس : ههههههههههههههههههههههههه هه
ابتسمت : ولكنني لم استسلم .. تبعتها وهي غضبت مني أكثر .. كانت تصدني كثيرًا ، مرّ اسبوعٌ آخر .. التقينا في المكتبه كنتُ ابحثُ عن ذلك الكتاب لأختي .. سألتها عنه .. كان الكتاب عبارة عن رواية فرنسية مشهورة .. كنتُ حقًا أريد أن تفرح أختي به ..
قالت لي وقتها بأن الرواية قد تنفذت من هنا ، كنتُ محبطًا جدًا ..
قالت لي بأنها ستحاول جلبها لي ، وافقتُ بسرعة .. لأنني سأستطيع التواصل معها الآن بدافع الرواية
قال لي : وجدت سببًا إذًا ..
سُلطان : هههههههههههههه نعم .. بعدها بيومين حدثتني لنلتقي في احدى المقاهي .. ذهبت أنا بعدما تأنقتُ كثيرًا .. جلسنا وشربنا القهوة ، قالت لي بأن أفضل كرواسون في فرنسا يُطهى هنا .. اكلنا معًا .. تعرفتُ عليها عن قرب .. كانت طالبة فلسفة في تلك اللحظة ، وكانت في سنتها الثانية .. سألتها مجددًا عن القرية .. وضحكت هي كثيرًا .. كانت ضحكتها مثيرة ..
صمتُ للحظة وأنا اتذكر ملامحها التي لم انساها أبدًا .. كان اندريس ينظرُ لي بابتسامة جميلة .. ليقول : أنت تحبها كثيرًا يا أخي ..
التفتُ له : نعم أحبها كثيرًا أذكر هذا جيدًا .. اخبرتني بأنها تذهب للقرية لتعلمهم ، وأنها تحبُ فعل ذلك جيدًا .. تحب مساعدة الآخرين .. تشارك في الكثير من الحملات .. قلتُ لها بـ أنني أفعل ذلك أيضًا .. وأنا لم أفعله في عمري بتاتًا ولكني أردتُ شد انتباهها لي فقط
اندريس : هههههههههههههههههههههه لم فعلت ذلك سيدي ؟
قلتُ : لا أعلم ، في وقتها .. كنتُ أريد أن أطيل الحديث معها .. هي كانت صارمة .. جادة ، تعرف أهدافها حقًا .. وأنا كنتُ شابًا طائشًا .. أخرجُ كثيرًا في عُطل مطولة .. أجولُ أوروبا بمالي .. الشيء الوحيد الجيد .. كنتُ كلما زرتُ دولة .. أخذتُ دورات مكثفة في اللغات .. فقط لا شيء آخر .. ومنذُ دخولها لـ حياتي .. اصبح لي طابع آخر ..
اندريس : تقول بأنك غيرت حياتك لأجلها ؟
ابتسمتُ لـ أقول : بل فعلتُ الكثير لأثير اعجابها ، ثم أعجبتني شخصيتي الخرافية لأجعلها شخصية واقعيه لي .. تليقُ بي كثيرًا كـ سُلطان .. و كـ زوجٍ لـ روزالينا
اندريس : ماذا حدث بعد ذلك ؟ ماذا عن الرواية ؟
قلت بـ فرحة : نعم .. اعطتني الرواية ، واخبرتني بـ أنها لها .. ولكنها لا تريدها لأنها اكتفت منها .. اخبرتني بـ أنها أصبحت تحفظها غيبًا .. رفضتُ اخذها ولكنها كانت عنيدة .. اخذتها منها
سألني بخبث : هل اعطيتها لأختك ؟
سلطان : هههههههههههههههه لا بل احتفضتُ بها لـ نفسي .. قرأتها مرارًا ، حفظت بعض المقاطع التي اعجبتني ..
اندريس : وبعدها ؟
ابعدتُ بعض الخصلات الصغيرة التي تساقطت على جبهتي : رددتُ تلك المقاطع لها ، في احدى رحلاتنا للقرية .. بعدها فهمت هي مشاعري .. لم تتفوه بكلمه واحده ، ولمدة أسبوع .. شعرتُ بأننا عدنا للبداية ..
رفع حاجباه بدهشه : أ حقًا ؟
سلطان : هههههههه نعم .. لتخبرني هي في ذات المقهى بـ أنها تعرف حقيقتي جيدًا .. وتعلم بـ أني لستُ الشخص الذي قلتُ عنه .. وأني لم أكن في أي حملة خيرية من قبل .. قالت لي بـ أنها تعلم بأني ابن تاجر وأنني اتكل على والدي
رفع اندريس حاجبه : وقعت وبشدة
سلطان : ههههههههههه نعم .. لم أبرر لها شيء .. بل قلت لها بأن الحقيقة الوحيدة عني هي بـ أني أحبها .. وأني أعمل مع والدي بجهدي وشهادتي ليس لأنه والدي .. وأعمل لديه لأني لا أريدُ أن أضع تعبي لـ شخصٍ آخر ..
اندريس : هل قبلت بك ؟
أجبته : ألم تقل لي قبل قليل بأني جذبتها بوسامتي ؟
اندريس : ههههههههههههههههههههههههه ههه
سلطان بابتسامه : قالت لي بأن وسامتي فتنتها ، ورجولتي اعجبتها .. أخبرتني بأننا قد سافرنا من باريس لـ تلك القرية معًا .. ولم اقترب منها أبدًا ولم أطلب منها ما هو محرم .. وقد اعجبها ذلك .. قالت بأن شهامتي جذبتها .. وأن أكثر ما تقبلتهُ بي .. أنني وبرغم عدم معرفتي بشيء كنتُ أساعدها .. وقمت بتدريس الكثير من الأطفال .. وذلك أثر بها ..
ابتسم اندريس .. صمتُ أنا .. كان هناك شيء .. لم أذكره .. تذكرتُ فورًا والتفتُ له : أ لا يعرض الرجل الزواج على الامرأة ؟
قال : نعم
ابتسمتُ له : هي من عرضت علي الزواج ؟
فتح عيناه : ماذا ؟
سُلطان : هههههههههههههههههههههه .. نعم ، اخبرتني بأن لوالدها شريك .. كبيرٌ في السن قليلًا .. يحبها ويطمع بالزواج بها ، قالت لي بما إنك تحبني .. تزوجني لنضع لـ علاقتنا اسمًا .. قالت بـ أنها لا تريدُ اغضاب الله .. وتريد التخلص من ذلك الرجل ..
سألني : أي ليس حُبًـا ؟
اجبته : لا .. كان انجذابًـا فقط .. وأنا لحبي الشديد .. تزوجتها دون تردد .. أمضينا القليل من الشهور معًا كـ زوجان .. كنا نحاول استكشاف جوانب بعضنـا البعض .. اخبرتني وقتها بـ أنها وجدت بي ما تريده بشريك حياتها .. عندما سألتها ماذا ؟ قالت كنتُ أبحث عن رجل .. ووجده بِك .. بعدها ، بشرتني بحملها .. وكانت طفلتي الأولى .. توالت خلفها أربع أخريات .. عشتُ مع زوجتي سنواتٍ جميلة جدًا ..
أكملنا عملنا في الأعمال الخيرية .. توفى والدها بعد ولادة احدى الفتيات .. لا أذكر جيدًا .. ترك لها إرثًا .. حولت هي أعماله لـ أعمال استثمار .. لـ تأخذ نسبةً من المال لـ أعمالها الخيرية ..
ابتسم اندريس : لديك زوجة رائعة سيدي
ابتسمت له : نعم ، أكثر من رائعة أيضًا ..
سألني : سيدي لقد أخبرتني ذلك اليوم عن طفل وامرأة سمراء
عقدتُ حاجبي .. الطفل والامرأة السمراء ! أصبحا يرافقانني في احلامي منذ ليلتان .. رفعت رأسي له لأخبره
ولكنه قاطعني لـ يقول : سيدي يجب علي الذهاب .. إنهم يطلبونني ، لأعيدكُ لـ غرفتك !
قلتُ له : لا أريد .. اذهب أنت ، سـ أجلس هنا .. انتظرك
قال بتوتر : لا سيدي ، لا يجب علي تركك وحدك ، سـ أخبر احدهم ليرافقك
ابتسمتُ له : حسنًا ، كما تشاء ..
سمعتُ بعد دقيقتان .. صوت احداهن تقول : لم يكن من الجيد اخراجك للخارج
التفتُ لها : لماذا ؟
اجابتني : لأنك متعب .. سـ أعاقب اندريس على ذلك
قلتُ بسرعة : لا .. لا تفعلي ذلك اعذريه ، طلبتُ منه أنا وهو لفرحته أخرجني بسرعة
ابتسمت لي لتقول : يبدو أنك بخير
اجبتها : الحمدلله ، إنني بخير .. فحصني هو قبل خروجنا
اقتربت مني .. تتفحصني بعينيها .. ثم قالت : يبدو أنك واندريس تتفقان جيدًا
ابتسمتُ لها : إنه شابٌ جيد .. يناضل ويصرُ على ما يريد فعله
الدكتورة : ههههههههههههه نعم اخبرني بأنه اقنعك بتقبل علاجك الفيزيائي وأنك رضيت الخضوع لعملية قدمك
ابتسمت : نعم لقد فعل ذلك ، والآن يحاول جاهدًا بجعلي تذكر كل شيء ..
ابتسمت له : لا أعلم ، ولكنه أخبرني بـ أن الحديث عن الماضي قد يفيدك ، اخبرني بأنه يفعل ذات الشيء مع زوجته
التفت لها باهتمام : زوجته ؟
قالت لي بحزن : نعم ، اندريس لديه عائلة صغيرة .. تعرضت زوجته لحادث بسيط ولكنه آذى ذاكرتها .. هي حامل ولكنها لا تستطيع تذكر ذلك .. لا تتذكر بـ أنها قد تزوجت ذات يوم ، هي واندريس .. قد عاشا في الماضي حبًا طاهرًا جدًا .. زوجته انحدرت من عائلة بريطانية محافظة جدًا .. لذلك عاش معها حبًا سريًا جدًا توجه بالزواج .. عدم تذكرها لذلك يعصر قلبه .. في البداية ، كانت تريد اجهاض طفلها خوفًا من عائلتها .. ولكن عندما اخبرتها والدتها بـ أنهم يرضون بحملها .. ابقته ..
لم استطع التعبير عن شيء .. اندريس لم يخبرني أبدًا .. يتجول حولي منذ ما يقارب الشهر ، وهو مبتسم .. لديه طاقة جميلة .. اثرت بي .. جعلني اتمسك بالحياة ، جعلني أصر على البحث عن عائلتي والوصول لهم .. جعلني أؤمن بـ أنه في يومٍ ما سـ أتذكر كل شيء ..
سمعتها تناديني : سيدي هل أنت معي ؟
التفتُ لها : اسمي سُلطان .. ناديني باسمي دكتورة ..
ابتسمت لي : يسرني ذلك سُلطان .. وأنا ليديا ، أحب أن يناديني الناسُ باسمي عندما انهي مناوباتي
سلطان : هههههههههههه حسنًا ليديا .. يسرني ذلك أيضًا ..
د. ليديا : اخبرني .. هل تعلم كم عمرك ؟
رفعتُ عيني للأعلى .. وأنا اعصر ذاكرتي ..
قالت لي بقلق : لا تجهد نفسك .. لا يهم الآن
سلطان : اذكر أنني قد أكون مواليد 1970
د. ليديا : أي قد تكون في الـ 50 من عمرك ..
قلت مازحًا : هل أبدو كبيرًا جدًا ؟
د. ليديا : ههههههههههههههههه لا إنك وسيمٌ حقًا
أكملت بمزح : لا تفعلي ذلك ، إن زوجتي شديدة الغيرة
قالت بعدما احمرت وجنتها : هههههههههههههههههههههه أنا متزوجة لتطمئن ولدي طفلتين ..
قلت بجدية : هل حقًا ؟ تبدين صغيرة
أجابتني : شكرًا ولكني أصغرك بـ 10 أعوام .. ولدي طفلتان احداهن عمرها 12 والأخرى 9 سنوات ..
ابتسمتُ لها .. هي تعي تمامًا أعمار بناتها .. وأنا لا أذكر فتياتي كم أصبحت أعمارهن الآن ..
سألتها بسرعة : احدى فتياتي وُلِدت في 1992 على ما أظن .. كم أصبح عمرها الآن ؟
قالت لي : قد تكون بلغت الـ 28 .. أي تصغر اندريس بـ عامين ..
ابتسمتُ لها : تعرفين اندريس جيدًا ..
قالت لي : هههههههه نعم ، هو شقيقي الصغير ..

.
.
.
.
.
لستُ في الـ 28 يا أبي .. قد اقتربتُ من الثلاثين ..
اليوم .. اليوم أعانق الـ 29 يا أبي .. وأنت لست بجانبي ..
هل تذكر ! عندما قلت لي .. بـ أنك ستحتفل معي بالـ 30 ؟
بأنك ستخبر زوجي بـ أنني طفلتك المدللة ! طفلتك الأحب ؟
قد اخبرتني بذلك في بريطانيا .. عندما عانقتُ الـ 20 ..
احتفلت أنت معي هُناك .. قلت لـ أقراني بـ أنني طفلتك المدللة ..
محبوبتك بعد روز ..
أخبرتهم بـ أنك عشقتني منذ خروجي من بطن والدتي ..
اخبرتني بـ أنني نوّارتك .. قلتَ لي بـ أنك لن تتركني لـ أي ذكر ..
قلت لـ بأنك ستضعني بـ أمانة رجل ..
رجل كـ الذي وجدته أُمي بكِ ..
قلت لي ، حتى وإن عانقت الـ 30 ولم اتزوج ..
سيكون ربي قد حفظني وصانني لـ رجل لم ألتقيه بعد ..
ولكنني اشتاقُ لك أبي ..
أشتاقُ لـ رجُلي الأول والأحب لقلبي ..
افقتُ من سرحاني وأنا أمسح دمعتي المتمردة ، لألتفتُ لـ تلك الصديقة
قالت بـ خوف : أفا نوار ايش فيك ؟
ابتسمتُ لها : ولا شيء يا قلبي
احتضنت وجهي بـ كفيها لـ تقول بـ حنان : قولي لي وش فيك ؟ طلعي اللي بقلبك .. يبقى بيننا أحلف لك ..
احتضنتها لأبكي ، خارت قواي نعم .. كنتُ أخبأ تلك المشاعر عن أخواتي .. حتى لا ينهرن مع انهياري ..
ولكنني والله لم أعد استطيعُ تحمل ذلك .. أبي ، وأمي .. سيكملان قريبًا سنتهما الرابعة من الاختفاء ..
أخبرتها بذلك .. كانت تضع يدها على ظهري ، تتحرك من الأعلى للـ أسفل ..
تهمسُ لي بـ كلمات تضمدُ قلبي ، ولكنني مع الأسف.. لم استطع الاستماع لها جيدًا ..
ابتعدتُ عنها ، قالت مازحه : وأنا شاده حيلي جايبه لك هالكيكة وهالهدية ..
ضحكتُ بخفة وأنا انتبه للتو .. ابتمستُ لها ونطقتُ بصوتٍ مبحوح : كلفتي على نفسك ضُحى
قالت بـ زعل مصطنع : أفا وأنا اللي أقول صرنا صديقات ..
ضحكتُ لها : وأعز من الصديقة والله ، أنتِ أخت ..
نعم ، شهرٌ واحدٌ فقط .. ولكنها كـ الأخت هذه الـ ضُحى ..
لا أنسى بـ أنها سعت لـ انقاذ دانتي من ذلك المتوحش ..
لم تتغاضى ، لم تصمت ، لم ترضى أن تعيش أختي تلك المعاناة .. وقفت معي وساندتني ..
انتبهتُ لـ طيف أحد .. من الباب الزجاجي .. أحدهم يقف .. يبدو لي وكأنه راشد ..
ماذا يُريد ؟ لا استطيع جعله رؤيتي بـ هذا المنظر .. والدموع تأخذ مجراها على وجهي ..
سمعته يقول بـ بحته : نوّار ، ممكن تجيني المكتب ؟
لـ التفت وأنا أحاول ابعاد نظراتي : طيب ربع ساعة وأجيك ..
قال : تمام .. بصوت خافت ثم اختفى ..
قلتُ بسرعة : خلي كيكتنا بناكلها .. بجيك
ضحى مازحة : قلتي ربع ساعة ؟
قلتُ لها : يختي بروح استر على وجهي المنفخ من البكاء
ضُحى : ههههههههههههههههه روحي روحي الله يستر عليك ، برجع لـ مكتبي أنا .. عطيني رنة إذا جيتي
نوّار : اتفقنـا ..
توجهتُ لـ دورات المياه .. غسلتُ وجهي ، جددتُ كحل عيني .. ورّدت شفتاي بـ لون أقرب للـ الطبيعي ..
خرجتُ متوجهه لـ راشد .. منذ الأمس ونحن نتحاشى بعضنا ..
اتذكر غضبه وتبريري ، اعتذاره وادارة ظهرهُ لنا ..
اتذكر أيضًا كلمات مشاري عندما اعترض على تبريري له ..
سحبتُ الكثير من الأكسجين .. وأخرجت ثاني أكسيد الكربون بكل هدوء ..
ابتسم لي سند عندما خرج من مكتب راشد ..
لـ يقول وهو مغادر : الأستاذ بـ انتظارك
سألته : بـ خصوص اللي ناقشناه أمس ؟
قال لي : أيوا ..
دخلتُ لـ مكتبه بعدما طرقته ثلاثًا وأذن لي هو بـ الدخول ..
أشار لي بـ الجلوس أمامه ريثما ينهي هو مكالمتهُ تلك ..
بعد دقيقتين ، أنهاها .. قال بـ احترام : عُذرًا
رفعتُ عيني له : مو مشكله أستاذ
سألني : تعرفين المهندس هاني من الفرع القديم ..
أخفضتُ نظري .. ارتفعت الحموضة لدي .. بتُ أكره اسمه كما أحببتُ شخصيته سابقًا ..
قلتُ بـ صدق : أيوا أعرفه ، حتى إني طلبت النقل بسببه
عقد حاجبيه ليقول وهو يضع يداه أسفل ذقنه : عفوًا
ابتسمتُ له : ما أحب أتكلم بـ الموضوع ، بس ليش يعني ؟
قال لي : في مشروع مشترك و …
قاطعته بسرعة وبحده : مابي أشتغل فيه ..
انتبهتُ لـ نفسي ثم قلتُ بـ هدوء : أعتذر .. بس ممك تحترم رغبتي ؟ مابي أشتغل بـ شغل مع هاني .. وبعدين في مشروع ماسكته أنا ولا ناسي ؟
ابتسم لي : مو ناسي .. ومن الأساس كنت بقول لك ، إذا بتاخذي المشروع هذا .. نحط القديم لـ شخص ثاني يكمله ..
سكت ليمد لي الملف : قرأيه على الأقل ، هذا مشروع جدًا ناجح ..
أخذتُ بضعُ دقائق ، اقرأ رؤوس أقلام ، قُهرت .. فعلًا ناجح وأحب ذلك .. ولكن ! أعدتُ الملف لـ راشد ..
لأقول : صحيح ناجح وكثير ، بس أنا مشتريه راحت بالي .. ومرتاحه بـ المشروع اللي ماسكته ألحين ..
قال لي : يعني لو رشحت غيرك ؟ بتكوني راضية !
قلتُ له : أكيد لا تشغل بالك ..
ابتسم لي .. أعلم الفضول ينهشه الآن .. ولكن لا يحق لك ..
ناقشني في ملاحظاتي التي ناقشتها بالأمس مع سند .. لم تكن أسألته كثيرة .. كان اجتماعًا سريعًا وخفيفًا .. لم يتمادى راشد أبدًا ..
سألته بعدما شعرتُ بـ أن الاجتماع قد انتهى : أقدر أروح ؟
قال لي بهدوء : تقدرين ..
وقفتُ لأغادر ، سمعته يقول لي : نوار آسف على ما بدر مني .. من لما جيتي هنا لـ أمس
التفتُ له عاقدةً حاجباي .. ابتسم واسترسل بكلماته : الشخص اللي شفتيه .. مو شخصيتي الحقيقية ، فـ لذلك .. أعتذر منك ..
لم استطع سوا أن ابتسم بوجهه ، وأهمس بـ : معذور .. ثم هممتُ بـ الخروج ..
رأيتُ ضُحى بـ القرب .. سألتها : خير يا حلو ؟
التفتت لي بابتسامتها المعهودة : أبد ، جيت أسابق الزمن عشان أقول لك خلينا نطلع نتغدى في … وقت البريك
نوار : ههههههههههههه همها بطنها البنت .. تمام بس عندي بعض الأشياء عشان أخلصها ..
ضُحى : أووكك وأنا بعد عندي .. بس جيت عشان أبلغك
مشيتُ بجانبها : ههههههههههههههههه تمام ..
التفتُ يميني ، رأيتُه يبتسم لي .. أبعدتُ نظراتي عنه .. ماذا تريد هاني ؟
لماذا ما زلت تلاحقني كـ الأحمق ؟ أنت زوج ابنة عمي ، وأنا لستُ مثلها صدقني ..
قال بـ لهفة متجاهلًا الجميع : كيفك نوار ؟
أجبت بحدة واختصار : بخير ..
شددتُ يد ضُحى التي فهمتني ومشينا مسرعتين ..
قالت لي بـ هدوء : بسألك والله بس وقت الغداء مو الحين
قلتُ لها بلهجة سريعة : لا اسمعي .. كنا نشتغل سوا جاء خطبني وعمي قدم بنته وتزوجها وعندهم بنت .. سميتي ولأنه لاحقني كثير ولاعت كبدي انتقلت هنا .. وتو راشد قال لي عن مشروع مشترك بين الفرعين .. هو ماسكه ويبوني أنا معاه ورفضت ..
أخذت نفسًا عميقًا لأقول بعدها : آآآههه
فتحت ضُحى عيناها : نوار !
قلتُ بابتسامة : هههههههههههههههه وشوو !
خرجت وهي تقول : بيننا كلام بعدين ..


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس