عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-21, 10:54 PM   #364

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ها هى الساعة تدق الثانية بعد منتصف الليل و يأبى النوم أن يزور جفنيها...
سحبت نفساً عميقاً من هواء غرفتها المظلمة و هى تعيد التفكير فى ذلك الغبى الذى يظهر لها فى أى مكان تذهب له لن تنكر خوفها الشديد الذى يصل إلى حد الرعب من الأمر و كونه علم اسمها كاملاً يؤكد لها أنها تعجبه و بشدة أيضاً..
قامت من سريرها بأوصلال مرتعدة من التوتر ولكنها تحاملت على نفسها وفتحت النور من مقبس تسبب بنقل الكهرباء منه إلى يدها فتأوهت و أخذت كتبها من الغرفة و ما تحتاجه للمذاكرة ثم أغلقت النور و خرجت تضع كل ما بيدها على الطاولة المخصصة للطعام ثم دلفت المرحاض للتوضأ و تصلى قبل أن تعد لها كوباً من الشاى لتبدأ المذاكرة..
جلست على ركبتيها فوق الكرسى لتنكب فوق كتبها و هى تذاكر بتركيز مضاعف و كأنها تريد أن تصرف تركيزها عن الهواجس و المخاوف التى أخذت تتشكل فى رأسها إلى أن جعلتها تترك كتبها و تسير بشكل متوتر فى الشقة..دلفت إلى المرحاض و هى تأخذ كل أدوات النظافة ثم استعدت لتنظف الشقة بالكامل و بالفعل رفعت كل السجاد من الأرض فوق الأثاث و أخذت تمسح الأرض و تنظف كل مكان بالشقة إلى أن استيقظت أمها فزعة من الأصوات التى كانت تصدرها ابنتها دون أن تدرك..
"ما هذا يا مى؟..إنها الرابعة فجراً حبيبتى"
استقامت مى من جلستها و هى ترد:
"أعلم يا قلبى و لكننى لا أشعر بأننى أريد النوم كما أننى أنهيت مذاكرتى كلها فقلت أفعل شيئاً مفيداً"
اقتربت منها أمها و هى تربت على كتفها بحنو مردفة:
"الشقة نظيفة حبيبتى...حاولى أن تنامى..ما رأيك بشرب كوب من اللبن الدافئ؟"
ردت بابتسامتها المعسولة التى لا تفارق محياها حين ترى أمها إلا لُماماً:
"إذاً سأنتهى من تلك الغرفة و أسخن كوباً..أمرك يا سيدة الكل"
ابتسمت لها خديجة برضا و هى تربت على وجهها ثم تركتها لتتوضأ استعداداً لصلاة الفجر...
فرغت من صلاتها و شربت ذلك الكوب التى أصرت أمها على تحضيره لها بنفسها و دلفت مرة أخرى إلى غرفتها ملقية جسدها بإرهاق على سريرها و أخذت تتقلب به إلى أن أتى موعد عملها فقد قررت ألا تذهب لكليتها اليوم و تستبدل ذلك بأن تذهب لعملها مباشرةً..
قامت و ارتدت ملابسها و لفت حجابها الأبيض الذى ينير وجهها و نزلت بإرهاق و لكنها أسرعت فى خطاها حتى لا ترى ياسين و قد نجحت بذلك بالفعل..
لقد كان يوماً مرهقاً عليها من بدايته لكن ذلك ليس وقتاً للاستسلام أو التفكير بتعبها فعليها أن تعمل بجد أكبر حتى تستطيع أن تبتاع لأمها الدواء الذى اكتشفت البارحة بأنه شارف على الانتهاء و لذلك تحاملت إلى أقصى حد على نفسها و ظلت تعمل فوق عدد ساعات عملها بضع ساعات إضافية إلى أن شعرت بالألم يضرب كل جزء من جسدها بسياطه فاستأذنت لترحل و بالفعل خرجت على وقت المغرب فرحة بما تقاضته اليوم و ما أفرحها أكثر أنها لم ترَ ذلك المتحرش أمامها..
"لم يتبقَ سوى أن أجلب العلاج و أذهب للبيت لأنعم بنوم عميق"
قالتها لتشجع بها نفسها و هى تسير بخطوات مترنحة دون أن تشعر فقد بدا الإرهاق جلياً عليها...سارت إلى أن بلغت محطة الحافلات لكن بالطبع قد تأخرت عن حافلتها بسبب بطئ سيرها فقررت أن تدخل الشارع الجانبى لها لتبحث عن مقعد ما فتستريح إلى أن تأتى الحافلة التى تليها و حين أخذت تتقدم بخطوات واهنة ضعيفة لم تشعر بشئ سوى دوار جعلها ترى من حولها المبانى كالخيالات و الأرض تتمدد من تحت قدميها فسقطت مغشياً عليها دون أن تبلغ الأرض إذ تلقتها ذراعان قويتان قبل أن يرتطم جسدها بالأرض...
حملها كأنه يحمل وسادة فقد كانت خفيفة الوزن لدرجة أنه أشفق عليها و غضب من عدم اهتمامها بغذائها ولكن لم يستطع أن يخرج غضبه من سجنه بعد أن نظر إلى وجهها...
وجه رقيق جميل بشكل جعله هائماً بتفاصيله..لم يكن وجهها وحده من جعل قلبه يهدر بل أن رائحتها أيضاً هى ما أثارت جنونه...كانت رائحة مميزة لم يتعرف على مكوناتها لكنها كانت قوية ساحرة جعلته يغمض عينيه و هو يستنشق عبقها...سار بها إلى سيارته و وضعها بها بعد أن طلب مساعدة أحد المارة..نظر له الرجل بإرتياب و شك فابتسم ليل مردفاً:
"إنها زوجتى و تعانى من أعراض الحمل لذلك وقعت مغشياً عليها.."
ساعده الرجل بفتح باب السيارة له فوضعها برفق و التف متجاهلاً نظرات الرجل ليبلغ مقعده و ينطلق بها على غير هدى لكنه وقف عند متجر صغير لبيع الحلويات و العصائر فاشترى منه ما اعتقد أنها تحبه و خرج ليفيقها و هو يربت على وجنتها بحنو قائلاً:
"أفيقِ مى..أفيقِ حبيبتى.."
لم تفتح عينيها فتذكر زجاجة العطر التى يحتفظ بها دائماً فى سيارته فأخرجها و أخذ يقربها من أنفها مستمراً فى هزها برفق إلى أن فتحت عينيها بوهن قائلة:
"أيها الحمار اللعين سأقتلع عينيك من رأسك"
ابتسم و هو يناظرها من أعلى مردفاً:
"لا شكر على واجب حبيبتى لم أفعل شيئاً يستحق كل هذا الثناء"
أرادت أن تخرج من السيارة ولا زالت تشعر بثقل فى حركتها لكنه سبقها و ضغط على زر غلق جميع أبواب السيارة فأخذت تركل الباب و هى تتمتم بأشياء لم يفهمها و حين أدارها بعنف له وجد شحوبها تضاعفت و أثار الهلع على وجهها فأمسك يدها محاولاً أن يهدئها قائلاً:
"أقسم بربى لن أضرك..توقفِ عن ما تفعليه"
لاحظ هدوء حركاتها و ثبات عينيها على عينيه و كأنها تتلمس الصدق بخوف فمنحها ابتسامة هادئة و هو يرفع أمامها الحلويات قائلاً:
"لا أعلم أى نوع من الطعام تفضلين لذلك قلت بأن الحلويات ستكون أفضل"
قطبت و قد عادت ملامحها إلى شراستها و أعادت معها تسليته و هى تردف:
"آسفة يا أستاذ أنا لن أستطيع أن أقبل شيئاً من شخص لا أعرفه كما أريدك أن تفتح أبواب السيارة و الآن"
قدم لها يده لتصافحها قائلاً:
"أنا ليل الفارسى..أتممت عامى الواحد و العشرين هذا الشهر..فى عامى الدراسى الأخير بجامعة خاصة لأننى مدلل كما تقولين دائماً..أعذب و أبحث عن بنت الحلال"
نظرت له بإزدراء و اشاحت بوجهها إلى الجانب الآخر ليرجع يده و هو يحدث نفسه قائلاً:
"بالطبع تصفنى الآن بالمدلل قليل الحياء الذى يتجرأ و يطلب يد آنسة مخطوبة إلى سحلية تسير على ذيلها مدعية بأنها رجل"
أفلتت منها ضحكة منعشة جعلته يقطب مفتعلاً التعجب و هو يسألها:
"أليس تلك وقاحة من آنسة مخطوبة يغازلها شاب مدلل؟"
صمتت و تجمدت ملامحها و هى تلتفت له مردفة:
"يا أستاذ ليل أنا لست متفرغة للمزاح أو لإهدار وقتى بتراهات الشباب الغبية تلك فإذا سمحت دعنى لأنك لن تستفاد شيئاً من الركض خلفى"
رد بهدوء:
"أنا لا أركض خلفك أولاً بل أسعى بأن تنظرى لى كأى بشرى طبيعى و ليس كطفل أبيه المدلل الذى يحصل على أى شئ يريده...ثانياً أنا لن أجبركِ على شئ أو أفرض نفسى عليكِ فإن أخبرتينى بأنكِ لا تريدين وجودى بعد أن تعلميننى جيداً سأذهب دون رجعة...ثالثاً أريدك أن تعاملينى بطبيعتك دون تكلف ولكن هذا لا يعنى بأن تهينين فى كرامتى كلما رأيتينى..."
زفرت و هى ترد بحنق:
"ها أنت محترم و لن ترغمنى على شئ ولذلك أنا أخبرك بصدق أنا لا أريدك..لا أريد أن أراك..أنا مخطوبة"
تنهد و هو يشيح بوجهه قائلاً:
"مرة أخرى...مخطوبة...أعلم و أعلم من هو و لكن هل تحبينه؟..هل تشعرين بأن هذا هو من ستكملين معه حياتك؟"
مسدت جبينها مغمضة عينيها بعد أن شعرت بدوار طفيف مردفة:
"إنها أمور شخصية لا تعنيك"
أخرج علبة عصير و فتحها ليأمرها قائلاً:
"إذا أنا لن أتحدث عن أمورك الشخصية الآن..اشربِ العصير"
رفعت حاجبيها الجميلين باستنكار فتحدث مبتسماً ببرود:
"أنا لن أتركك إلا بعد أن تشربى العصير كما أننى سأصلك إلى منزلك شئتِ أم أبيتِ..اشربِ"
غمغمت باعتراض لم يفهم حروفه و أخذت العصير بيد مرتجفة لتتجرعه بهدوء بينما انطلق هو فى طريقه لبيتها مما جعلها تستعجب قائلة:
"هل تعلم أين أسكن؟"
رد دون أن ينظر لها بإقتضاب:
"نعم.."
حنقت و أشاحت بوجهها فى ضيق ثم التفتت تحدثه بحدة قائلة:
"لن ينفع أن تصلنى إلى البيت ماذا سيقول أهل الحارة عنى؟"
رد بلامبالاة:
"أنا لن أصلك إلى باب بيتك سأقف بالسيارة فى مكان مستتر على مقدمة الحارة و ستكملين طريقك دون أن يلاحظ أحد وجودى.."
"و لكن..."
قطعتها بتأفف فنظر لها بحزم قائلاً:
"أكملى كلامك و إلا بقيتِ معى إلى فجر الغد.."
تنهدت باستسلام وهى ترد بغضب:
"أحتاج أن أبتاع بعض الأشياء من الصيدلية"
ابتسم لها ابتسامة جانبية وسيمة وهو يرد:
"هذا أمر سهل.."
أوقف السيارة مرة أخرى و تأكد من غلقها جيداً بعدما أنزلها منها و دخل خلفها إلى الصيدلية فوجدها تطلب العديد من العقاقير الطبية التى سجل اسمها على هاتفه و حين طلب العامل منها الحساب سبقها ليل بدفعه فناظرته بغضب نارى و انتظرت لتعود إلى السيارة معه حتى انطلق بها مرة أخرى فأخرجت المال من حقيبتها و رفعت يدها به أمامها قائلة:
"أنا لن أقبل منك شيئاً إضافياً..يكفى أنك ستصلنى دون مال"
قطب و حين لم يرد هدرت به:
"خذها و إلا لن تعجبك النتيجة...ستندم إن لم تفعل"
سحب المال من يدها بصمت و أكمل الطريق إلى أن وصل إلى المكان الذى أخبرها به فاطمئنت وحين كادت تنزل أوقفها قائلاً:
"مى..أرجوكِ اهتمِ بطعامك قليلاً..وزنك خفيف للغاية"
احمرت وجنتيها خجلاً و علمت أنه قد حملها فأومئت بصمت والتفتت لكنه تحدث مردفاً:
"ما نوع العطر الذى تضعينه؟"
التفتت له بحدة قائلة:
"لا أضع عطور و من فضلك اتركنى لأذهب"
"حسناً ملكتى كما تريدين.."
قالها و ضغط على الزر ففتح الأبواب و استطاعت أن تخرج و هى تتنفس الصعداء لأنها قد وصلت أخيراً فسارت مبتعدة عن سيارته بخطوات واسعة جعلته يودعها بقلب ملهوف...

**********


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس