عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-21, 09:00 AM   #23

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 332
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي




اضطررت لقطع جزء منه يجعلني اتمكن من رؤية الجرح بشكل افضل .. هي اصابة سكين واضحة ويبدوالجرح عميقاً اتمني انه لم يصل لأي من عظمها وهو قريب من الصدر وكان في طريقة لقلبها بالتأكيد .. بدأت العمل بحذر وانا اراقب ملامح وجهها التي تتألم بلا وعي ويصل الي مسمعي صوت عويل الرياح والأمطار التي تشتد ترسل رعشة قوية في جسدي الطقس سئ شديد البرودة وكنت افكر في "زين" وابنتي .. تري ماذا فعل الأن كيف سيعرف بمكاني واين سيترك "ميمي" هل سيعيدها الي البيت ام ستبقي عند"ميرك" .. اتمني انهما بخير في هذه العاصفة .. بعد ان انتهيت وضعت سترتها الثقيلة اسفل رأسها وجذبت ردائي عليها بأحكام ثم اخذت الجانب الأخر من المكان وجلست استند للحائط اراقب العاصفة المخيفة وقد اظلم المكان حولنا .. كنت ممتن كوني افكر بأبنتي ويصرف هذا انتباهي عنها وعن التركيز في كيف وهي هادئة علي هذا النحو مغرية كثيراً وتحت ما ترتديه من ملابس تبدو اشبه للرجال هي انثوية اكثر مما كنت اعتقد لكنني بقيت في هذا الوضع لا يدفعني الشعور بالبرد للقيام بشئ اكثر من الأفكار حتي غفوت .
لم ينقصنا سوي هذا الطقس الغريب فجأة ليقيد حركتنا اكثر .. مضت ساعات و انا اعجز عن المغادرة واضطررت ان ابقي عند "ميرك" .. لم يأتي "سيف" كما هو متفق عليه ولا اعلم هل غادر المنزل حتي او لا .. ارجو الايكون تحرك الي اي مكان في مثل هذا الطقس الخطر .. كانت "ميمي" فتاة هادئة للغاية لا تحملنا عبأ كونها طفلة كثيرة الشكوي والبكاء .. ابتعدت عن النافذة وجلست علي احد المقاعد اراقب "ميرك" و"يام" يلعبان احد العاب الورق بينما "ميمي" و "روبي" يغطان في النوم لا يأبهان لأي شئ حولها ويدفعان المرء ليحسدهما علي ذلك .. "روبي" اردت منه ان يأتي ليعيش معنا لكن مجئ السيد "بيهان" افسد الأمر علينا .. دعاني الأثنان للأنضمام في اللعب معهما لكنني منذ سقوط المطر اشعر بالضيق الشديد والقلق فجأة وهذه المرة الأولي التي ينتابني فيها مثل هذا الشعور .. قال "يام" وهو يلعب احدي الأوراق : كل هذا المطر من حظنا سيضمن بقاء تلك المخلوقات مختبئة لوقت وسنجد الكثير من الماء في الصباح .
لعب "ميرك" ورقتة بنظرة انتصار رمق بها "يام" واضاف : نعم انه وقت راحة لنا و غدا علينا تجميع اكبر قدر من الماء .
رمقني بنظرة خاطفة : ما بك يا زين ليس من عادتك الشرود علي هذا النحو .
: اشعر بالقلق .
: نحو ماذا .. الجميع متفائل بهذا المطر لذا لا تكتئب وحدك .
: افكر في سيف ماذا حل به و لي ايضا وهي وحدها في المنزل .. هل عاد السيد بيهان كذلك ام لا .. تركت البيت في الصباح بدون ترتيب اي شئ لم احسبني سأعلق هنا .
: اخر من عليك القلق بشأنه هو سيف هذا شخص يستطيع ان يتدبر اموره تحت اية ظرف .. و لي بما انها في المنزل فهي بخير وضيفك ايضا لذا دع هذا القلق جانباً.
نهضت وقد تملكني الملل الشديد : ميرك هل انت متأكد ان البناء بالكامل خالياً.
: نعم متأكد .
: سآخذ جولة اذاً في البناء ربما هناك ما يفيد .
: جميع الشقق خالية وما وجدت في المهجورة لا يفيد كثيرا ألا من بعض الأثاث .
: سأذهب علي اية حال اذا بقيت هنا ستحاصرني الأفكار يجب ان انشغل بشئ .
قال "يام" : لا يمكننا منعك لكن كن حذراً .
"ميرك " : نعم واذا وجدت شئ مثيراً شاركنا فيه لسنا اقل ملل منك هنا .
اخذت بطاريتي وسكين صغير احملة بحوزتي وغادرت الشقة لتلاقيني لفحات البرد الشديدة وصوت الأمطار يدفعني للعودة الي الداخل حيث الدفئ .. توقفت قليلا في البهو انظر للأسفل والمطر ينهمر علي وجهي .. بالفعل لا شئ هناك لا يوجد مخلوق واحد كل شئ آمن والشوارع اصبحت بحيرات مياة وما كان غارقا في الأتربة اصبح لامعاً .. يالها من قوة طبيعية تفعل المعجزات .. تقدمت بضعة خطوات حيث الشقة امام السلم .. لا يبدو الباب قديماً والنوافذ ألأنيقة من الخارج توحي بأن احدهم كان يعيش هنا قبلا .. اخذت السكين وامسكت بالبطارية بفمي محاولا تسليط الضوء علي قفل الباب واخذت اعالجة في صبر حتي نجحت في فتحة ومن الخدوش العديدة به يبدو انني لست اول من دخل المكان بهذه الطريقة .. باب قوي ومتين لذا ليس بالسهولة كسرة واقتحام المكان .. كان الأمر في الداخل كما توقعت معظم الأثاث مفقود ولا يوجد بالداخل شئ واحد يصلح للأستخدام .. الغبار والأتربة فقط يرحبان بك تحت خطواتك وضوء البرق ينبعث احيانا ليضئ المكان بشدة تؤلم عيني وسط الضوء الخجول للبطارية .. فقط ذهبت لأحدي النوافذ في غرفة داخلية فالرؤيه هنا من زواية اخري للشارع تمنحني رؤيه اشمل علي عكس شقة "ميرك" .. هنا يظهر الطريق شاسع امامي وهناك ارض فضاء علي الجانب الأخر .. يظهر من بعيد اشباح مباني اخري .. يومض البرق ثانية لكن مهلا ما هذا الذي لمحتة من بعيد .. هل اتخيل .. هل خانتني الرؤيه .. ثمة وميض بين المباني هناك .. لا بالتأكيد هذا تأثير الضوء القوي للبرق لا اكثر .. ها هو ثانية يمر بسرعة كبيرة كأنة احدي البطاريات الكبيرة توزع الضوء علي عدة اماكن بوقت متقارب .. الرؤيه من هنا ليست واضحة تماماً لذا بكل التوتر والأنفعال الذي اشعر به انتقلت الي الشقة المجاورة لها فتحت الباب بالطريقة ذاتها كالمأخوذ وجدت ساقي تأخذني الي الشرفة الكبيرة كنت نسيت كل شئ عن المطر الذي يغرقني و البرد الشديد الذي لم اعد اشعر به واخذت ابحث ببصري هنا وهناك .. هنا اري كل شئ بوضوح تام .. رأيته مرة اخري بيقين ان هذا ضوء يمر بشكل خاطف من بعيد .. هذه كهرباء علي هذا البعد منا ولا
استطيع تحديد مكانها بالتأكيد .. هل هناك اشخاص اخرون هناك .. هل هناك حياة عادية .. لطاما اتاني هذا الهاجس وهو اننا وحدنا محاصرون هنا وفي مكان ما ينعم الجميع بحياة طبيعية .. تري اين هذا .. ما مصدر الضوء وكم يستغرقنا للبحث عنه .. شعرت برغبة في اعلام الجميع الأن يجب اخبارهم يجب البحث سريعا عن هذا .. هناك حياة اكثر امناً وهي ليست ببعيدة عنا .. كل ما انتابني في هذا الوقت شعور متضارب من السعادة والخوف والأندفاع فجأة للنزول والبحث فوراً.




* * * * * * * * *





استيقظت "الونا" تسعل بخفوت .. تشعر ببعض البرودة ويصل لمسمعها صوت الهواء العنيف وتشعر به حولها .. فتحت عينيها تحاول العودة للوعي وسط الظلام المحيط بها .. السماء تمطر والهواء يحرك احدي اغصان شجرة عملاقة خارج الفجوة التي ترقد فيها علي الأرض وعلي حافتها ينام "سيف" .. حدقت به لوقت طويل ومئات الأفكار تراودها .. حاولت التحرك ومنعت صرخة كادت تفلت منها حين اشتد الم كتفها فجأة .. تأملت حالها ومعطفة الذي يغطيها ويخفف برودة الطقس العنيف عنها .. لكنها اشتعلت غضبا حين وجدت سترتها ممزقة وكتفها مضمدة بعناية .. حاولت الجلوس والأستناد الي الصخور الصغيرة وراء ظهرها وهي تضع يدها علي كتفها المصابة وتغطي كامل جسدها بمعطفة واخذت تنظر نحوه بترقب وحذر وغضب شديد .. كيف يجرؤ علي لمسها كيف يسمح لنفسه بتمزيق سترتها علي هذا النحو حتي واذا كانت نيته مساعدتها .. فهي لا تقبل .. لم يكن بحوزتها سلاح فقد تركت مسدسها بعد ان فرغ وهي تقاتل اللصين اللذان تبعاها لطريق طويل .. لجأت لأستخدام الرصاص لكن اصابة كتفها االتي تسبب بها احدهم في البداية منعتها من اتقان التصويب .. نقلت بصرها اليه ثانية وهي تراه نائم بهدوء .. يبدو مسالما ومطمئنا وهو يرخي دفاعاته امامها .. احمق هل يستخف بها هل يعتقد انها غير قادرة علي قتلة او سرقتة وهو في تلك اللحظة من الضعف .. لكنه يعرف بالتأكيد انها لن تستطيع مغادرة المكان والذهاب لأي مكان في ظل هذا الطقس المميت او النزول للأسفل من تلك الفجوة فهي محاصرة هنا ببساطة .. ماذا اذا لم تجده في طريقها .. نعم تشعر بالضيق نحوه لكنه يظل شخص ساعدها علي البقاء حية حتي الأن .. ما منعها من العودة لمنزلها اثناء المطاردة هو لكي يبقي في امان ولا يعرف احد مكانه حتي اذا لم يستني لها العودة اليه ليس بعد ما شاقتة لجمع هذا الكم من الموؤن وبعض ما سرقتة من اللصوص اللذين ينتشرون بكثرة هذه الأيام .. ولكن من تبعاها لم يكن اياً من هؤلاء اللصوص ليست تلك هيئتهم ثم انهم لم يحاولوا اطلاق رصاصة واحدة عليها لقد حاولا اصابتها لأيقافها .. كانوا يريدون القبض عليها حية .. تبدو هيئتهم وملابسهم المتشابهه غريبة .. هل هم جماعة ما ظهرت فجأة .. كل ما تعرفه انها شعرت بالخوف الحقيقي لمطاردتها من قبل هؤلاء .. ثمة شئ غريب يحدث .. الصراع بينها وبين اللصوص والأشخاص العاديين اصبح اسلوب متمرسة عليه .. لكن هؤلاء الأثنان يثيران خوفها .. نظرت ثانية نحو "سيف" الذي يحاول تدفئة نفسه بذراعية وخلفية المشهد تخفي نصف وجهه .. كان يجلس علي الحافة بعيدا عنها وهذا من حسن حظها في انه علي الأقل لم يحاول التعرض لها بأي شكل .. تري ماذا فعل بالأثنين يبدو قادراً علي القتل وبالتأكيد فعلها مرارا .. كونها لا تملك احد صديق او قريب امر يجعلها تحتفظ بكل افكارها لها وحدها فهي ابداً لم تشارك احد خططها او افكارها او اخذت بنصيحة ما لأنها ببساطة تعيش منذ وقت طويل وحدها وتوقفت عن الوثوق بأي شخص .. وحين ينتهي هذا الظرف الطارئ ستعود وتبحث عن حقيقة مطارديها .. فهي لن تتناقش معه او تسأله عما يدور في ذهنها .. وضعت كفها علي موضع اصابتها وهي تشعر بالألم الشديد رغما عنها .. فكرت ان تعيد اليه المعطف لكنها لاتجرؤ علي الأقتراب حتي واذا كان نائم لذا بقيت مكانها تنصت لصوت الطبيعة الغاضبة في الخارج وتنتظر .. ذهبت في غفوة قصيرة كما شعرت لكن يبدو انها استغرقت في نوم عميق ثانية فبعد هذا التفكير وجدت نفسها تدفئ فجأة وتسترخي والأن بعد ان وعيت تجده يجلس مكانه مستيقظ ومازال يحيط جسدة بذراعية ويحدق للخارج .. اجفلت لهذا الأمر وقد اصبحت المواجهه بينهما حتمية لكنها احترمت كثيرا كونه لا يزال يجلس بعيدا ولم يتطلع اليها نائمة حتي .. سعلت مرتين وهي تثبت نظراتها عليه وتطلع اليها باهتمام : استيقظت اخيرا.
اضطرت لتبادله النظرات بعدائية وقالت بلهجتها الجافة المعتادة معه او غيره : كيف تجرؤ علي ما فعلت .
: كنت اتوقع هجومك هذا لكن من فضلك الموقف لا يحتمل ولا شئ يمكنك القيام به وسط طقس كهذا .

: ايا كانت اسبابك انا لا اسمح لك بلمسي دون اذني .

شدت المعطف عليها اكثر وكأنها تحمي نفسها من نظراتة : انت بخير وانا لم اري شئ يستحق غضبك .
: لا تتفوه بمثل هذا الهراء .

: اصابتك خطرة ونزيفك لم يتوقف ونحن عالقان هنا .. لم يكن هناك طريقة اخري .

شعر بالضيق لأنه ثانية يحاول مساعدة شخص ما وانقاذة وينال الهجوم العنيف والكراهية : لماذا تساعدني علي اي حال .. كان بأمكانك التراجع .





دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس