عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-21, 06:00 AM   #46

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 332
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي





هكذا قضي ليلتة الأولي مقيد وينام علي الأريكة يراقب الرجل الذي يتمدد علي الفراش المقابل له في الغرفة ذات الضوء الخافت , يتحمل الجوع والعطش فهو لن يطلب منه اي مساعدة كانت حتي يقتنع ان طريقتة لن تجدي نفعاً معه , لكن يبدو ان روبي لم يفهم شخصية السيد كلارنس تماماً وانه ربما يدفعة برغبتة للتوسل لكي يتركه وشأنة فما حدث في الأيام التالية ليس ما توقعة , فهو لم يرأف بحالة ولم يعرض عليه طعام او شراب كأنه بانتظار ان يطالب بهذا بنفسه رغم ذلك كان احيانا ما يفك قيدة ويتركه ليرتاح لبعض الوقت , لكن هذا الأمر الودود احياناً لم يستمر مطولاً لأن روبي هدده بأنه سيخبر الجميع بأمرة وبشخصيتة الحقيقة خلف هذا القناع الذي يدعي به انه قائد يراعي جميع السكان حينها اشتد غيظ وغضب الرجل اكثروكان مستعد لقتلة بدون اكتراث بعد ان سأم منه ومن عنادة في هذه اللحظة اخذ يديه الأثنتين في قبضتة القوية الكبيرة واندهش الفتي من انه لا يستطيع تخليص نفسه بقبضة واحدة فقط يتمكن من اعتصار يديه و اخذ يجاهد للتراجع والأبتعاد وهو يركل بجنون , دفعة الرجل امامة وثبته بثقل جسدة عليه وهو يحاول اجبارة علي فتح فمة بيد وباليد الأخري مد اصابعه يحاول اخراج لسانة وعلي وجهه ذلك التعبير الوحشي وتلك النظرة التي تؤكد انه لا يملك ذرة شفقة نحوة , حاول الفتي ان يعض اصابعة التي تجاهد للأمساك بلسانة لقطعة , اخذ يحرك رأسة يميناً ويساراً لأنها الشئ الوحيد الحر وجسدة بالكامل يسحق اسفل ذلك الجسد الشبيه بالصخرة الثقيلة التي تجثم عليه وتجعل انفاسة تتقطع واستطاع القول بصعوبة وهو لايزال في امر تحريك راسة بعيدا عن يدة : اقسم انني .. لن .. اخبر احد .. عن ذلك .. اطلق سراحي .. دعني .. فقط .. ارجوك .
لدهشته توقف وظل هادئا فقط ينظر اليه وحاله المزرية وفمة الذي تعرض للكثير من الخدوش والدم الذي يسيل من شفتية : لقد حذرتك اذا نطق لسانك بشئ كهذا مرة اخري سأقوم بقطعة لأنه مشكلتك الوحيدة .. ارجو ان تتعقل بعض الشئ الأن .




لم ينام الليلة التالية علي الأريكة بل علي الأرض جوار فراش الرجل الذي اصبح يقضي الكثير وقت اكثر برفقتة في الغرفة ليؤرق عليه نومة واذا ما اغمضت عيناة فهو يشعر به يجرة من شعرة الي مكان اخر بالغرفة , حتي اليوم الثالث الذي شعر انه سيموت عطشاً تنازل حينها عن عرش عنادة وطلب من الرجل الماء وهو لم يعطية الكثير بل جرعتين لا اكثر , اصبح يتعامل معه بخشونة كل يوم اكثر وحين يجبرة علي التحرك اذا كان للجلوس علي الأريكة قبالتة ليستفسر عن هل وافق علي شروطة او لا او وهو يجلس علي الأرض يفعل ذلك وهو يسحبة من الحبل المربوط الي المنضدة وكأنه كلبة الأليف .. لم يتصور ان يهان بتلك الطريقة او يذل لهذا الحد وهو لم يرتكب اي شئ يذكر تدفع ليتمادي الرجل معه لهذا الحد وانه ينجح فيما خطط له ولا حدود لساديتة نحوه وكم يكرهه لتلك الدرجة , يوم اضافي وكان يطلب منه الطعام بنفس راضية وصوت مبحوح لا يصل الي مسمع الرجل ربما الذي يعرف يقيناً ان الفتي يموت فهو ليس نفس الشخص الذي دخل الغرفة منذ عدة ايام حالة المتدهورة تظهر بوضوح , اعطاه الطعام والماء وحين كان يطلب روبي المزيد يتلقي حينها صفعة علي الوجة قوية الي حد يندفع معها الدموع من عينية او ركلة تؤلم عظامة وجسدة الضعيف , وايقن انه لن يغادر الغرفة حياً لا سبيل امامة , إما ان يحتفظ بكرامتة التي لم يتبقي منها الكثير و إما يحتفظ بحياتة , نعم كان هذا يدفع بالسيد كلارنس الي التمادي ويحاول اكثر فأكثر اجبارة علي الأعتراف بالضعف والخوف منه حتي اذا ما قتل الفتي علي يدية فليس عنده نيه للتراجع ولم يتصور اكونية ان تصل جديتة في تنفيذ مطالبة الي هذا الحد , حتي اتي الوقت الذي هاجم فيه السيد كلارنس وهو لا يملك امامة سوي العض والخمش وعلي الرغم من ذلك استطاع اصابة الرجل بجروح بليغة وكانت اسنانة تنغرس في لحمة بغير رحمة وهذا لا يأتي مقارنة بما يشعر به , استطاع تقطيعة بأسنانة وتفاجئ الرجل بمدي وحشيتة وانه برغم هجومة البائس يستطيع ان يدفع بالرجل ان يدافع عن نفسه امامة ويسعي لأيقافه , لم يراعي اكونية انه لا يملك اية قوة جسدية تمكنة من الأستمرار بعد واتي الوقت الذي فقد فيه ادراكة تماماً ولم يكن يصل اليه سوي صوت السيد كلارنس البعيد الذي يتحدث بقلق .




علم فيما بعد انه ظل نائماً لثلاثة ايام ولا عضو واحد في جسدة كان يعمل بانتظام , بينما السيد كلارنس كان يأتي بين الحين والأخر يلقي نظرة عليه وكأنه يخشي ان يكون قد تسبب في قتلة علي الرغم من انها كانت خطتة منذ اخذه للغرفة ذلك اليوم , من الجيد انه تمكن من السير علي قدمية مرة اخري واستطاع النهوض والتحرك ثانية وبدء يشعر كم يقشعر بدنه عند سماع صوت السيد كلارنس او الشعور به يمر من جوارة بعد ما ذاقة علي يدية , وجودة بشكل عام اصبح شعور منفر لا يطاق ولا يحتمل البقاء في مكان واحد معه او الخروج للبحث برفقتة لكنه لاحظ تلك المراقبة له من قبل اية شخص يرافقة خارج المنزل وعلم فيما بعد انها اوامر السيد كلارنس بمراقبتة .. رغم هذا لم يعد له اية علاقة تذكر بأية شخص في المكان , قد يجبرة السيد كلارنس علي الصمت لكنه ابدا لن يمحي تلك النظرة التي علي الرغم منه تحمل كل الألم ومعاناتة واثار الصفعات الواضحة علي وجهه وهذا لاحظة الجميع عليه ولا اثار الخدوش الواضحة علي وجه السيد كلارنس والجروح والكدمات علي جسدة جراء ما فعله روبي قبل ان يسقط في تلك الغيبوبة القصيرة , هذا دفع بريفين للتحدث الي السيد كلارنس يحاول التقصي عن الوضع خاصة انه سمع من البعض ان من المفترض ان روبي كان معه في رحلة البحث الأخيرة , لا يعرف عن الفتي اكثر من انه انضم للسكن معهم حديثاً لذا كان عليه التحدث الي السيد كلارنس بشأنه وهو شخص يستطيع فعل ذلك بجرأه اكثر من سواه : لا يليق بك ايها القائد ان تتعامل معه علي هذا النحو هذا ليس من شيمك اتجاه احد ما الخطب مع طفل مثلة اذاَ .
برر السيد كلارنس افعاله : الفتي يحتاج لأكثر من ذلك ليعود الي صوابة .. انا لم اقصد قتلة يا ريفين لكن في وقت ما دفعني رغماً عني لذلك .. يحتاج للتربية من جديد ليتأقلم علي العيش معنا في مكان به انضباط وقوانين وينسي حياة الشوارع التي اورثتة هذه الطباع بالتأكيد.
: ايها القائد اعرف انها ماي .. لكن عليك ان تهدأ من وتيرتك انت لم تمارس مثل هذا العقاب ولم تعامل احد بتلك الطريقة يوماً , من الأفضل ان تنسي امرة ولنهتم بأعمالنا فحسب .
: ليست هي يا ريفين تعلم انني لن انصاع لكلمة احد اذا كانت طائشة لهذا الحد .. اعرف ما افعله
جيداً .
استمر ريفين بالنظر اليه ثم قال بشك : الأمر شخصي اذاَ .
: انسي الأمر في الوقت الحالي لا يوجد ما يستدعي القلق .


كان ينصت لكل كلمة يقولها ريفين فهو ليس مثل اي شخص اخر هذا هو الوحيد الذي قد يطلق عليه بصدق صديق , لكنه كان مجبراً علي امر اخير مع الفتي وقد فعل هذا بتردد لم يظهره لكنه كان قلقاً من التحدث اليه بتلك السرعة ولم يمر علي ما فعله سوي وقت قصير , استدعاه الي ذلك المكتب الخاص به : اريد منك ان تبقي في البيت سيكون عملك في تصنيف الأطعمة مع الأخرين .
: لن افعل .. ولن اتلقي امر واحد من مختل مثلك .
وتصنيف الأطعمة هو فرز كل ما يحصلون عليه من طعام ما يمكن ان يؤجل وما يجب ان يؤكل في الحال وما لا يصلح للأكل ابداً , تعجب الرجل من تلك القوة التي تطل من عينية وكلماتة وانه لم ينكمش او يتراجع ويخضع لأمرة بعد كل شئ , اخذ يحدق نحوه بصمت ونظرات باردة ثم نهض واخذ يحوم حولة : انا مستعد لأطلق سراحك .
وقف في مواجهته وهو يتمعن النظر في ملامحة : فقط يجب عليك ان تتوسل وتنتحب امامي .. ادفعني لأشعر بالشفقة نحوك فما اشعر به اتجاهك يدفعني لقتلك .. ابذل جهداً لأجل ذلك بعدها اعدك انني سأتركك وشأنك .
يعرف ما يحاول اثباتة وانه بعدما حاول بشتي الطرق مازال يشعر بعدم انتمائة لهم ولن يحدث هذا
: لا شك انك مختل لست شخصاً طبيعيا ً ابداً وفقط ما ان يعود سيف ستجد ان الكثير من الأمور ستتغير .
اصبح يشعر بالقلق جدياً لأنه لم يعد بعد لكن حتي بعد مضي شهر علي غيابة فهو واثق انه حياً : انتظر صديقك كما تشاء ولكن تذكر انني افعل كل هذا لتتعلم كيف تعيش وسط الأخرين .. وبالنسبة لعملك الجديد فسوف تقبل به شئت ام ابيت .
اجبرة علي مايريد بابتسامتة الواثقة ونبرتة اللطيفة بعد ان اغلق عليه اية سبيل لمغادرة المكان .


هكذا وجد نفسه يعمل وفق مزاج السيد كلارنس يسمح له بالخروج والبحث معهم لكن تحت الحراسة لكي لا يهرب ويرهقة بالعمل الذي لم يكن من شأنه , تحمل و كل ما ينتظرة عودة سيف يستطيع ان يتخذ موقف ضد السيد كلارنس اذا كان لديه حليف واحد في المكان وهو حالياً وحده تماماً , مر الأمر بصمت وتعامل معهم بلا مبالاة فهو ينفذ ما يريدونه منه فحسب وينتظر ولم يعرف الرجل ما الذي ينتظرة او ما يخطط له بصمت , وحين جاء الوقت لينظر كل منهم في عيني الأخر مرة اخري لم يلمح السيد كلارنس سوي النظرة العنيدة المتحدية ذاتها ولم يعد يدري ما الذي يحتاج اليه اكثر مع هذا الفتي هل يحتاج لتحطيم رأسة العنيد ببساطة حتي يفهم , لم يكن امامة في الوقت الحالي سوي الأبتعاد عنه قليلاً والأنشغال بأي امر اخر .
ظلت الأحوال كما هي لعشرة ايام وحين استعاد روبي بعضاً من صحتة عاد يخرج للبحث معهم وافق الرجل علي هذا بعد ان نصحة ريفين بالأمر حتي لا يشك احد السكان ان هناك مشكلة بصدد الفتي وانه يشكل خطر عليهم ولهذا يعامل بهذا الشكل ويمنع من الخروج برفقتهم , لكن ولا مرة شعر السيد كلارنس بالراحة حين يذهب للخارج فهو بالفعل يتوقع منه اية رد فعل يكون نتيجتة الهجوم علي المنزل لكنه يعلم انه يعجز عن الأبتعاد اكثر حتي يقوم بالتبليغ عنهم و الأنضمام لتلك القوات انتقاما منه , لكن شئ لم يحدث و قرر السيد كلارنس ان وقت بقاءه في الداخل قد حان وانه لن يسمح له بالخروج والبحث ثانية عليه العودة لعملة في تصنيف الأطعمة , ولو ان الفتي توقف عن محاولة تحدية وعدائة وتهديداتة وصوتة العالي المتعجرف دوماً لوفر علي نفسه والرجل كل هذا التشويش في حياتة حين اخذ يعترض مرة اخري استطاع السيد كلارنس ايقافة بنظرة واحدة فقط لأن روبي اصبح يخشاه ويعرف ماهو قادر علي فعله : انت تلتزم بقوانين المكان الأن .
واكد عليه وهو يمرر اصبعة علي وجنتة المجروحة : لا داعي لأذكرك بما جلبتة علي نفسك في المرة الأخيرة التي عاندتني فيها .


العجيب ان الفتي لم يعلق وشعر السيد كلارنس انه ليس مرتاحاً لهذا النمط الجديد وادرك انه يهتم لأنه يتحداه وكان هذا ما يشغلة عنه وحين اصبح مطيع كما طلب منه مراراً فقد هذا الأهتمام , لكنه لم يستغرق سوي ايام قليلة واصابة الأرهاق لأنه اجبر نفسه علي تقليل حصتة من الطعام فهو لا يريد شئ من هؤلاء القوم ولا العيش معهم كل شئ يكفيه حتي هنا , مع عدم الأكتراث من قبله تغيرت معاملة الرجل نحوه فجأة وكان يهتم كثيراً ان يجدة علي مائدة عشاء العائلة معهم ومع ماي التي بشكل ما كانت اقرب الي زوجتة لكنه لم يصرح بذلك لهما عند الوصول وكذلك لم يسأل اياً منهم وتعجب من ان هذا الرجل يملك اية مشاعر انسانية تؤهله ليصبح زوج يطاق , صحيح انه لا يدردش معه بشئ كما يفعل مع البقية , صحيح ان روبي لم يهتم لهذه العادة المقدسة اليه ألا انه بدا يحاول بدأ صفحة جديدة معه وهذا بالتأكيد ما لن يسمح به الفتي فهو عدوة اياً كان الوجة الذي يرتديه الأن , وبدأ يجده في طريقة دوماً يوقفة لدقائق يسأل عن احواله هل تغير شئ بعد نحوهم وقرر ان يصبح فتي مهذب , لم يكن لدي روبي رد اليه سوي نظرة باردة ويرحل بصمت بعدها لم يعد يبادلة كلمة تقريباً , ما جعل الرجل يتغير انه في وقت ما حين يجلس يؤنب نفسه مثل الجميع ادرك انه بالفعل تمادي , ما خطبة مع ما فعل , لم يرتكب الفتي خطيئة كبري لهذا الحد حتي يوشك علي قتلة , ما الأمر الذي اثار استفزازة تجاهه , نظراتة القوية دوماً , عجرفتة وكلماتة اللاذعة .. كل ما يعرفه ان عليه اصلاح الوضع وانه بعد شعور الكراهية الشديد نحوه بات يتقبل وجودة في المكان , فهو مثابر للنهاية وحتي في اشد ساعات خوفة لا يضعف بسهولة , يظن ان لا مجال لأقناعة بالعيش معهم هنا ألا انه كذلك لديه عدة طرق للمحاولة .


دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس