عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-21, 06:39 PM   #385

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 الفصل الثالث عشر - القسم الأول

الفصل الثالث عشر
شروق


اليوم هو ضربة البداية..
أكاد أستمع إلى أبواق المعركة تتعالى خلفي تستنفرني للقتال..
وهذه هي أول خطوة نحو نصر كاسح..
وأنا.. أكثر من مستعدة..

التقطت هاتفي المحمول، وأخذت أطلب رقم حنان التي ردت بعد رنة قصيرة، فحمل صوتها الضحوك تحيتها العفوية : "مرحبا شروقي.. كيفك اليوم يا فتاتي المفضلة؟".

أجبتها بنوع من التحفز: " بخير الآن بعد أن حسمت قراري.. سأتزوج حازم بعد يومين".

أطلقت حنان شهقة مندهشة، ثم سارعت بالقول: "ماذا تقولين يا شروق؟ يومان؟ ما هذه العجلة؟ ألم نتفق على أن تطلبي من والدك تأجيل أمر الزواج بشكل عام لأن هذه هي سنتك النهائية بالكلية وتحتاجين فيها للتركيز بشدة حتى تتمكني من التخرج وبدء حياتك المهنية".

ارتسمت على وجهي ابتسامة نصفية ساخرة.. من الآن فصاعدا، لن يكون هناك مجال لابتسامة تكون ملء الوجه أو خارجة من القلب..
منذ اليوم وحتى تنجح خطتي، سيكون عليّ الانتباه وعدم الاسترخاء أو الاتهاء أبدا.

فإذا كنت أنتوى سحق رحيم وتابعه بضربة سيف واحدة، فيجب أن يكون قبولي لأمر الزواج نفسه هو هزيمتي الوحيدة في تلك الحرب.. هزيمة تكتيكية تمكنني من اقتحام عرين العدو دون أن ينتبه ويأخذ حذره..

وهكذا.. ستكلل كل المعارك المقبلة بانتصاري عليهما معا، ووقتها سأحتفل بنهايتهما كما يستحقان..

أجبتها بهدوء شديد: "أنت قلتيها بنفسك.. إتمام عام التخرج يحتاج للتركيز، ولذلك قررت ألا أقاوم تلك الزيجة وأضيع طاقتي ووقتي في رفض ما لن أستطيع تغييره حاليا. لكنني سأقلب هذه العثرة لمصلحتي وسأكون فائزة في النهاية.. لا تقلقي عليّ.. فقط قفي بجانبي كما تفعلين دائما يا صديقة العمر".

وبتلهف صادق ونبرة حماسية تتسق تماما مع حالة الحرب التي أعلنتها بداخلي، ردت هي: "أنا معك للأبد يا شوشو.. أنت تعلمين أنك لست مجرد صديقة أو زميلة دراسة.. أنتِ أختي والله وحده يعلم.. أنا فقط لا أفهم سر إصرار والدك على إقامة حفل الزفاف خلال ثلاثة أيام فقط".

أجبتها بما يعتمل في داخلي من تخمينات: "أعتقد أن أبي يريد استغلال خبر الزواج برمته في الدعاية له خاصة مع التطورات المتلاحقة بخصوص ما يحدث في ميدان التحرير وانتشار تحليلات سياسية كثيرة تلمح إلى احتمالية حل الحزب الحاكم ومنع قياداته البارزة من العودة لممارسة العمل السياسي بعد نهاية التظاهرات الحالية".

وبالطبع، للتشويش على التقارير المتتابعة حول إصرار المتظاهرين على التحقيق في ملابسات موقعة الجمل ومحاسبة المسؤولين.
أنهيت المكالمة مع حنان بتعجل بعد أن أدركت أن الساعة قد وصلت إلى العاشرة والنصف.. وأنه من المفترض أن يأتي حازم لكي يصطحبني لشراء الفستان في الساعة الحادية عشرة تماما..

أمامي نصف ساعة فقط لأحظى بوجبة إفطار بسيطة على الأقل.. اليوم شهيتي مفتوحة كسمكة قرش تتنشق رائحة الدماء وتُمني نفسها بوجبة دسمة، فتقرر بحماس شديد التخطيط لعملية صيد بسيطة، وستكون غنيمتها بين فكيها لقمة سائغة ولذيذة تشبعها.

نعم، لست في مزاج للطعام نفسه، ولكن رغبة الاقتناص والافتراس يلزمها شحن الطاقات بوجبة غذائية لذيذة ومتكاملة.. حتى تبدأ أولى جولات المعركة.. أليس كذلك؟

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

توجهت لغرفة المطبخ لكي أتناول وجبة الإفطار مع ماما سناء، وعندما دلفت إلى الداخل، كان هو جالسا وظهره مواجه للباب..
حازم..

جاء مبكرا على ما يبدو، وهو الآن يستمتع بوجبة الإفطار خاصتي بدلا مني..
يا لوقاحته..

انتبهت ماما سناء إلى وجودي، فتوقفت عن رص الأطباق أمامه لبرهة حتى تدعونني بابتسامة واسعة إلى الجلوس بجوارهما، ثم نهضت لكي تجلب لي القهوة والعصير..

جلست في المقعد المواجه له دون تحية.. وبدأت أرتشف بعض القهوة وأنا أتجاهله كلية.. أما هو فقد انشغل بتناول الطعام بشكل آلي دون أن يرفع عينيه حتى لتحيتي.

افتتحت ماما سناء الحديث لتقطع الصمت المريب إلا من أصوات أدوات المائدة، حيث سألت بصوت منغم وكأنها تغني أغنية صباحية مبهجة: "هل استقريت على تصميم معين لفستان الزفاف يا عروس؟"

دفعت قطعة كبيرة من خبز التوست بالجبن داخل فمي، وأخذت أمضغها بقسوة حتى أستعيد هدوئي..

وحين لم تختفي الابتسامة عن وجهها وهي تنتظر إجابتي بحماس، أجبتها بصوت غلفته بعدم الاكتراث: "وهل لديّ الوقت لتنفيذ تصميم معين؟.. أي فستان سيفي بالغرض.. هي مجرد ليلة مثل غيرها.. وأنا لن أتزين لأحد.. لن يفرق كثيرا معي كيف سأبدو في تلك الليلة.. فهي ستكون غيرها من الليالي.. لا شيء مميز".

صوت ارتطام الشوكة الحاد بقاع الطبق كان هو الدليل الوحيد أن كلماتي قد أغضبته، فهو لم يُبد أي رد فعل بالكلمات كما حافظ على تعبير وجهه الجامد دون تغيير، بل إنه مد يده نحو طبق الفاكهة، وسحب ثمرة موز وأخذ يقشرها برتابة وتمهل..

استأنف كلٌ منا تناول الطعام بهدوء بعيدا عن الآخر.. لم أكن قد اكتفيت من مضايقته، لكنني التزمت الصمت لدقائق عندما انتبهت إلى أنه كان يأكل بأريحية غريبة وبنهم واضح.. وكأنه لم يأكل منذ أيام..
لحظة..

أخذت أتأمله وأنا أتناول بعض حبات العنب مستغلة انشغاله بالأكل وعدم الانتباه لكوني أعطيه تركيزي التام في تلك اللحظات، متفحصة هيئته وملامحه ببطء..

بدا شاحبا ومنهكا للغاية برغم أن هيئته كانت مهندمة وأنيقة كالمعتاد.. يبدو أنه قصد إبراز صورته الدائمة كشاب رياضي قوي أنيق لا يؤثر فيه شيء..

لكن عندما ناظرته بتفحص، كان أسفل عينيه منتفخا داكن اللون، وشعره جافا قليلا وفاقدا للمعته.. أما كتفاه، فكانا متدليان وكأنه يحمل عليهما أطنانا من الرمال الثقيلة.
وما شأني؟!.. فليحترق أو ينفجر كمدا..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

بعد الإفطار، اصطحبني حازم لسيارته، ثم قام بإلغاء قفل الباب مشيرا لي كي أجلس بجواره دون كلمات.

فور أن اتخذت مقعدي، تذكرت تلك الكرة المعدنية المخيفة التي يحتفظ بها بداخل صندوق التابلوه الخاص بالسيارة، ولولا أنني لا أريده أن يظن أنني أهتم لأمره، لكنت سألته على الفور..

حقا يقتلني الفضول..
رجل غريب..
والأغرب هو علاقته بأبي..

قطع شرودي، ارتفاع صوت موسيقى روك صاخبة من مسجل السيارة، حيث قام هو بتشغيل أغنية Curse لفريق أمريكي يُدعى Imagine Dragons، لكي يقطع الصمت الخانق في طريقنا إلى المركز التجاري..

إذًا، فهذا ذوقه الموسيقي.. يحب الأغنيات الصاخبة ذات المضمون الكئيب..

ظل هو مصرا على الصمت، وأنا لم تكن لديّ رغبة في افتتاح أية محادثة معه، فلم يكن أمامي سوى التركيز مع كلمات الأغنية بعد أن لفت انتباهي معناها..

اشتعلت ومضة خافتة بداخلي تتساءل بفضول: هل قصد شيئا من وراء تلك الأغنية تحديدا؟ هل اختارها عن عمد أم أن الأمر كان صدفة محضة؟!!

كانت الكلمات تتحدث عن شاب يحاول إغواء فتاة بعرضه الزواج عليها ليخلصها من جحيم الحياة في محيط لا يحتويها، فينجح في إغوائها وإقناعها، وهي قبلت عرضه رغم أنها لا تعرفه جيدا ليحطم قلبها في النهاية، لأنه يظن أن حبه لها لعنة كونهما من عالمين مختلفين، فيصيبه الشعور بالذنب والندم، ويخطط للرحيل عنها.

لا.. لا أظن أنه بهذا الذكاء ليوجه لي رسائل مستترة..
هذه مجرد مصادفة لا شك..

على الأرجح هو اختار هذه الأغنية الصاخبة لكي تكسر حالة الصمت داخل السيارة، أو ربما أراد أن يمنعني من توجيه الأسئلة وإصابته بالصداع منذ اليوم الأول..

أم تراه يريد تأجيل المواجهة المتوقعة بيننا؟
انتظر يا هذا.. لن تهرب مني!

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

فور أن دلفنا إلى أول متجر داخل المركز التجاري الفخم في منطقة مدينة نصر، رن هاتفه المحمول، فطلب مني أن أتفحص الفساتين المعروضة ريثما يستقبل المكالمة.

انزوى حازم جانبا ليرد على الهاتف، بينما أخذت أتفحص فساتين الأعراس واحدا تلو الآخر..

كل التصميمات مبهجة وملائكية، وتعد بالكثير من الحب والسعادة..
أوليس الأبيض هو لون النقاء؟

أي نقاء في زيجة تمت جبرا وطرفاها لا يعرف أحدهما شيئا عن الآخر؟
لا.. لا أريد أيا من تلك الفساتين.. لا أحد منها يناسب هذا العرس.. الكئيب.. الزائف.. المؤقت.

سأختار أقبح الفساتين.. حتى يتأكد منذ اللحظة الأولى لنا كزوجين.. أننا لن نكون هكذا أبدا..
لن نصبح ثنائيا واحدا أبدا.

أخذت أتجول بين الفساتين بحثا عن الأقبح، ولكن لم أعثر على أي فستان سيء.. جميعها بيضاء ملائكية بوهج فاخر تشع بالترف والأناقة لتحتفل بالحب والجمال والأنوثة والدلال.. تليق تماما بالأميرات والفتيات الحالمات اللاتي يتزوجن عن قناعة وبعد قصص حب رائعة.. لا يُفرض عليهن الزواج من رجل غامض وغريب من أجل اتفاق مربح كأي مشروع تجاري أو صفقة استثمارية.

استدرت أتجول بعينيّ حيث يقف حازم، ورمقته بنظرة مليئة بالغضب والنفور بينما كان يتحدث بثبات وثقة، وكأنه ليس طرفا أساسيا في عملية سطو كاملة الأركان..
سطو على حياتي.. وخصوصيتي.

بدأ حازم يتحرك بشكل مندفع ويزرع الممر الداخلي للمتجر بقدميه جيئة وذهابا.. وكأنه على وشك الانفجار غضبا على أذني من يحدثه على الطرف الآخر.

اقتربت منه على مهل وأنا أتصنع تفحص الفساتين لكي أسترق السمع بعد أن توهج مصباح الفضول بداخلي..
بات التنصت هوايتي المفضلة في الأيام الأخيرة.. تبا..

جاء صوته خافتا ولكن حادا بلهجة آمرة: "لا يهمني كل ما تقول.. أريدها خلال أسبوع من الآن وفي أبهى صورة لها".
من التي يريدها؟ هل هناك امرأة أخرى في حياته؟ لماذا وافق إذًا على الزواج بي؟

كنت شاردة أفكر في تلك الأخرى عندما أجفلني صوتا بجواري يسأل برزانة: "هل انتقيت فستانا بعد؟"..

كان هذا هو صوت زوجي المستقبلي الذي انتهى من مكالمته على ما يبدو لكي يتفرغ لاستكمال جولة تسوق سخيفة مع خطيبته،

لكن نبرته كانت مترفعة وباردة وكأنه يفضل أن يكون في أي مكان آخر الآن بدلا من هنا.. تماما مثلي..

أجبت بعنف متعمد: "لا.. كلها فساتين مبهجة لا تليق بنا".. رمقني بنظرة احترت في تفسيرها، ثم استدار باتجاه باب الخروج.

تبعته دون كلمة واحدة، ثم توجهنا إلى المتجر المجاور والذي كان لا يقل أناقة وبهجة عن سابقه.

وكانت نتيجة تفحص الفساتين الحابسة للأنفاس بهذا المتجر مثل سابقه.. مرفوضة.

يا إلهي.. لماذا تبدو كل الفساتين وكأنها احتفالا دائما بالبراءة والعشق والمستقبل البراق ناصع البياض!

استمر تجولنا لبضع ساعات في متاجر عدة دون أن أجد فستانا ملائما، وبعد بعض الوقت، ظهرت على حازم أمارات الغضب، وامتدت يده إلى مرفقي ليقودني بعجلة نحو كافيتيريا صغيرة تجاور المتجر الذي خرجنا منه.

أشار إليّ بالجلوس بنظرة حادة وحركة يده اليمنى المنبسطة، ثم تحرك هو نحو زاوية عرض المشروبات والأطعمة الخفيفة، حيث طلب كوبين من مشروب اللاتيه المثلج، ثم تهاوى بتعب على المقعد المواجه لي، وبدأ يتحدث بنبرة جافة: "اسمعي يا شروق.. إذا كنتِ تظنين أننا سنضيع اليوم بأكمله في جولة تسوق فاشلة، فأنت واهمة.. أنا لا أكترث أبدا بما ترتدين، ولا يهمني إن ظهرت بفستان زفاف مبهر أو حتى إسدال صلاة محتشم أو جلباب بيتي بسيط في يوم عقد القران.. لا يهمني سوى أنك ستكونين حاضرة وستوقعين على وثيقة الزواج بكل هدوء، وأنا متأكد أنك ستفعلين.. فلا داعي لتصرفات الأطفال النزقة تلك، وإلا سأنتقي أنا أول فستان تقع يداي عليه"، ثم رمقني من أعلى لأسفل، وأكمل بغيظ: "حتى وإن لم يكن مناسبا لقياساتك.. أفهمتِ؟"

وقح..
من يظن نفسه حتى يتحدث معي بهذه الطريقة الفجة.. ويأمر ويضع شروطا وتحذيرات..

أطبقت بكلتي يديّ على طرف المنضدة حتى أحتوي غضبي، ثم نظرت إليه بعينين تشتعلان بالغضب والنفور، وأجبته بعناد وتصميم: "بل اسمع أنت.. أنا لا أسمح لك بالحديث معي بهذه النبرة المحتدة.. أبدا.. هذا أولا"، ورفعت سبابتي في وجهه، ثم اتبعتها بإصبعي الأوسط وأكملت: "أما الثانية، فلا تظن أن بإمكانك حتى بأحلامك أن تأمرني وتحذرني هكذا.. من تظن نفسك؟"

قاطعني هو ببرود شديد: "خطيبك.. وزوجك المستقبلي خلال يومين ونصف من الآن".
مستفز..
حقا رجل بغيض..

استطردت بسرعة: "أفهم أن أبي يصر على هذا الزواج لأسباب تخصه، ولكن أنت.. لماذا قبلت؟ وأنت لديك امرأة أخرى كما فهمت.. هل تعلم هي أنك ستتزوج بغيرها؟"

بدا على وجهه الدهشة، ثم سأل متغابيا: "آية امرأة أخرى؟"، فأجبت أنا: "تلك التي تريدها في أبهى صورة خلال أسبوع. هل ستتزوج كلينا بنفس التوقيت؟".

تغيرت ملامح وجهه تماما ودخل في نوبة ضحك..
إنه يضحك.. ملء فيه.. وبلا اكتراث..
لأول مرة أراه بهذه الصورة منذ أن عمل لدى أبي.. وكأنه.. وكأنه شابا في مقتبل العمر بلا هموم أو مشكلات..
إذن لماذا يبدو متجهما كلما جاء لمنزلنا، وما سر العلاقة الغريبة التي تجمعه بأبي؟

رمقته بحيرة واندهاش حتى سيطر هو على ضحكاته في النهاية، ثم رسم ابتسامة مستفزة على شفتيه وسأل بخبث: "لماذا؟ هل غرتِ؟ هذه الفكرة ليست سيئة على الإطلاق.. ربما عليّ القيام بذلك فعلا.. أجمعك بالثانية في أقرب وقت.. يا لسعادتي لقد اخترت عروسا ذكية.. وأخرى.. بأبهى صورة"، ثم غمزني بعينه اليسرى بتسلٍ واضح.

قاطعته بعنف: "أنت شخص وقح.. كما أنك لم تخترني بنفسك.. فلا تنسب الفضل لك.. أنت كما لاحظت مجرد تابع تنفذ ما يأمرك به أبي.. فلا تتفاخر بشيء لا تملك فيه أي قرار".

انتفخ وجهه بالغضب، وبدأ يفتح يديه ويغلقهما بحركات سريعة منتظمة، ثم أخذ نفسا عميقا وأخرج محفظة نقوده وترك بعض الأوراق النقدية على المائدة ثم نهض بعنف، وهو يهدر بلهجة حادة آمرة جاهد لكي تخرج بصوت طبيعي دون صراخ: "هيا لننته من هذا الإزعاج.. انتقي أي فستان ولنغادر".

أجبته بحدة مماثلة: "جيد.. تلك الساعات التي أمضيناها معا كافية للغاية يا عريس الغفلة".
هنا مال نحوي بشكل حاد حتى صار وجهه قبالتي تماما، ثم ابتسم بشكل متسل، بعد أن صوب نحوي نظرة باترة، وقال: "راقبي كلماتك"، فتراجعت أنا خطوة واحدة، وتصنعت تعديل حقيبتي على كتفي، ثم نظرت نحوه وابتسمت بسخافة وأجبته ببرود: "ألم يتم ترتيب هذه الزيجة على غفلة؟ إذًا أنا لم أخطئ".. فتنهد هو بنفاد صبر وتحرك أمامي.. وأنا خلفه من جديد.


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس