عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-21, 07:02 PM   #388

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile21 الفصل الثالث عشر - القسم الأخير

في غرفة الاستقبال التي تحولت بديكوراتها وأجوائها إلى قاعة للاحتفال، كانت الأجواء صاخبة وتغلفها أمارات البهجة من جميع الحاضرين.. إلا العروس..

الجميع يظن أن هذا الزواج مخصص للجمع بين حبيبين نما حبهما لسنوات بين جنبات المنزل.. فكل تلك البهجة مصدرها الإيمان بأن اجتماع الحضور غرضه الاحتفال بإعلان للحب الأبدي بُني على الثقة والتفاهم والإخلاص.. والعشق.

أخرجني من شرودي ضحكة ترددت بصوت مرتفع..
لحظة.. كانت صاحبة تلك الضحكة هي أنا.. لقد وصلت لحافة الجنون أخيرا والحمد لله..
بعد ما قاله أبي لي منذ دقائق صار كل شيء متداخلا ومربكا.. واختلطت الحقائق بالأكاذيب..
دعوني.. سأطلق العنان لجنوني الآن.. سأدمر كل شيء.. سأحطم هذا الزواج قبل أن يبدأ..

ولكن قبل أن أبدأ خطتي الجنونية وليدة اللحظة، لمحت عيناي رجلا طويلا ببدلة سوداء ينزوي في إحدى أركان القاعة مسندا هاتفه المحمول إلى إحدى أذنيه ويبدو أنه يستمع لكلمات شخص آخر على الطرف الآخر من المحادثة.
عندما استدار قليلا ظهرت ملامح وجهه..
حازم!

كان يضرب بيده برتابة على الحائط بشكل متتابع كل بضع ثوانٍ.. ورغم أن ضرباته كانت خفيفة للغاية إلا أن ملامحه بدا عليها الألم.. ثم نزع الهاتف عن أذنه وضغط زر إنهاء المكالمة واستدار ليضع الهاتف في جيب سرواله.

وبينما كان يستدير للعودة إلى المكان المخصص لمراسم عقد القران، كانت يده قد امتدت خلسة إلى عينه لتمسح أطراف أنامله دمعة تسللت إلى أعلى وجنته الرجولية بعظامها البارزة بخشونة محتدة.. ثم أخفى نظرة الحسرة التي كانت تهيمن على ملامحه، ليستعيد هيئته الجليدية، فاردا قامته من جديد ليتحرك بثقة في الإتجاه الذي أجلس فيه برفقة صديقاتي ووجهه يغطيه الجمود وابتسامة زائفة جليدية تناقض إظلام عينيه بما يشبه الحداد..

هو لم ينتبه أنني شاهدت ما حدث منذ أقل من دقيقة واحدة.. والحقيقة أن ما رأيته كان كافيا لكي يعيد التعقل إلى رأسي بعد أن كنت قاب قوسين أو أدنى من افتعال مشهد كارثي يتفوق على كل الفضائح التي طالت حفلات الزفاف عبر التاريخ.

جلست إلى جوار أبي على أريكة فاخرة مزينة بزهور الكاميليا البيضاء الضخمة، بينما كان العريس يجلس على أريكة أخرى برفقة شاب آخر بعينين ثاقبتين تضيقان عندما يتجهم.. بدا من النظرة الأولى أنه قاسيا وجادا للغاية، ولكن بمجرد أن تبادل بعض الكلمات الخافتة مع حازم ثم ابتسم، تبدلت هيئته الجافة تماما ليتزين وجهه بملامح لطيفة ودودة.

إلى جوارهما كان هناك رجل خمسيني بملامح بشوشة للغاية ومريحة للأعصاب، ويبدو عليه السعادة الحقيقية وكأنه يحضر عرس ابنه..
هل هو والده؟ أم عمه؟

أتم المأذون مراسم عقد القران بعد أن خطب في الحضور عن أسس الزواج السليم في الإسلام وواجبات الزوجين وأوصانا بالحلم والتعاون لإنجاح زواجنا، ثم طلب حازم من الشاب الجالس بجواره أن يقوم بالتوقيع كشاهدٍ أول، ونادى والدي على أحد أصدقائه ليقوم بالتوقيع كشاهد ثانٍ، وبعدها علت الزغاريد من الجميع والتف حولنا المهنئون للاحتفال بنا.

وبعد أن هدأت الأجواء قليلا، نهض حازم من مقعده، وتحرك نحو والدي، ثم ألقى بعض الكلمات على مسامعه، فنهض أبي فورا وتحركا معا صوب غرفة المكتب..

مكثا بالغرفة نحو خمس دقائق أو أكثر قليلا، لكن جلستهما بالداخل لم تطل نهائيا.. وحين خرجا، كانت علامات الغبطة والسرور ترتسم على وجه حازم الذي تحرك بانتشاء وزهو كان يفتقر إليهما عندما دلف إلى تلك الغرفة..
بالتأكيد قبض ثمن زواجه مني..
فما أنا بالنسبة لكليهما سوى صفقة..!!

في الحقيقة، كانت تلك الابتسامة الظافرة سببا في عودة الجنون إلى رأسي ورغبتي في الفتك به في التو واللحظة وأمام الجميع، لكن أبي استغل الفرصة، فأعلن للحضور أن الحفل جاء بسيطا لأن العريس متعجل للغاية، خاصة وأنه لا يمكن التنبؤ بموعد نهاية تلك الاعتصامات وعودة الحياة لشكلها الطبيعي.. ثم طلب بطريقته الاستعراضية من حازم أن يضع الشبكة في يد عروسه..

طقوس مصطنعة ومملة جديدة لإشباع عطش المصورين وصفحات النميمة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وعلى الفور، أخرج هذا الشاب الذي ناداه حازم باسم (خالد) صندوقا مربعا بحجم كف اليد ومغطى بالمخمل الأحمر من جيب سترته وأعطاه للعريس، ثم ترك أبي مكانه لحازم، لكي يجلس هو بجواري.

بعد أن استقر حازم بجانبي بحيث لا يفصل بيننا سوى بضعة سنتيمرات، قام برفع غطاء وجهي ثم قبلني أعلى جبهتي بروتينية وابتسم لي بسخافة وتحدٍ، وهمس في أذني: "هذا لم يكن صعبا.. أليس كذلك؟ كنت أثق أنك فتاة مطيعة وستتصرفين بالشكل الملائم.. والآن لنكمل المرحلة الأخيرة من التمثيلية.. شبكة العروس.. سأقترب منك قليلا الآن.. فتصرفي بشكل مناسب"..

ثم أخرج من صندوق المخمل سلسلة من البلاتين غريبة التصميم..
مهلا.. هل هذه سماعة طبية؟
يا إلهي.. لقد أحضر لي الأحمق شبكة على هيئة سماعة طبيب..
هل يسخر مني؟

اقترب هو مني قبل أن أفكر في رد فعل من الأساس سوى فمي المفتوح عن آخره، وللعجب، فقد فسر الحاضرون الأمر بأن هديته المفاجئة قد أعجبتني بتصميمها الملفت الغريب.

انحنى حازم مقتربا من رقبتي لكي يحكم قفل السلسلة عند مؤخرتها من الخلف..

كان قريبا بشدة.. ورائحة عطره غمرت الأجواء كسحابة رجولية من شذى الأخشاب والأعشاب الاستوائية وزهر الليمون والعنبر..

وددت لو بإمكاني دفعه بعيدا عن محيطي ليعتدل في جلسته دون أن يخنقني برائحته، ولكن بعض التعقل برأسي منعني من التهور لمرة ثانية.

انتهى حازم من غلق قفل القلادة، ثم عاد للجلوس بشكل معتدل وأمسك بخاتم الزفاف، والذي اتخذ نفس التصميم..

لا أصدق حماقة تصرفه المغيظ.. وازداد ضيقي وأنا أشاهد الغبطة والانبهار يغلفان ملامح حنان التي على ما يبدو أسعدها هدية حازم المثيرة للضيق..

كانت السلسلة بطول متوسط تستقر على صدري تماما، وهي عبارة عن سماعة طبيب ملتفة حول قلب مزين بأحجار ماسية صغيرة متباينة الأحجام..

أما الخاتم فجاء على هيئة سماعة طبية أخرى ومزينة من الجهتين بماستين إحداهما ضخمة وبراقة للغاية بينما الأخرى ناعمة ورقيقة.

في الحقيقة كان التصميم لطيفا، وكنت سأحبه في ظروف أخرى، ولكن نظرته المتسلية الساخرة كانت تدفعني دفعا نحو تمزيق وجهه بأظافري ثم نزع القلادة والخاتم وحشو فمه بهما..
فقط لأمسح تلك النظرة المتشفية عن صفحة وجهه..

اقترب حازم مني من جديد متصنعا تقبيل وجنتي بعد أن انتهى من وضع الخاتم في بنصر يدي اليسرى، ليهمس في أذني: "والآن حان دورك يا طبيبة.. ضعي خاتمي في إصبعي.. ورجاء ابتسمي قليلا أمام الضيوف.. أنتِ لا تعلمي كم
كلفتني تلك الشبكة من الأساس، خاصة وقد تمت صناعتها في وقت قياسي.. اظهري بعض الامتنان ولا تكوني متجهمة هكذا كعسكري المرور المناوب فترة الظهيرة تحت قيظ شمس أغسطس اللاهبة".

نظرت إليه بابتسامة مصطنعة سخيفة، ثم أخرجت خاتمه من الصندوق المخملي وأمسكت بطرف إصبعه بخشونة وبينما أهم بوضع الخاتم حوله، كان الضوء قد انعكس على شيء محفور بداخل الخاتم.

في البداية ظننته تالفا، فأخذت أحركه بشكل شبه دائري حتى أكتشف سبب تلفه، ولكن بعد أن انعكس الضوء بشكل كامل على النقش المحفور بالداخل، اكتشفت أنه حرف "ش" محفورا بالخط الكوفي تحيطه نقوش عربية بديعة.

رفعت مقلتي إليه وناظرته بدهشة وفم متسع، فرفع هو حاجبه متسائلا.. فتخلصت من دهشتي وفضولي، ووضعت الخاتم حول إصبعه بحدة وإحكام حتى ينتهي الأمر، ليعود هو للابتسام من جديد بينما يلامس خاتمه بأصابع يده الأخرى، وكأنه سعيدا بمنظره حول إصبعه ويختبر وزنه في يده بعد أن ارتداه للمرة الأولى..
للحق.. هو يمثل دور العريس الذي يكاد ينفجر من السرور بأريحية شديدة تتعارض تماما مع هيئته التي لمحتها للوهلة الأولى عندما كان يتحدث بانهزام وأسف عبر الهاتف..

مهلا.. هل كان يتحدث مع حبيبته؟ ألهذا سالت دمعته؟ إذًا لماذا يقول أبي إنه يحبني؟ ولماذا أخبرني كل تلك الأمور عما فعله هذا الرجل في الميدان من بطولات مزعومة جعلته يخسر بعض النقاط لدى ولي نعمته؟
هل يدبر أبي خطة جديدة؟ هل يكذب من جديد؟

كنت غارقة في التفكير عندما احتضن حازم يدي بأنامله برفق شديد وكأنها غيمة من حلوى غزل البنات يخشى أن تفقد هيئتها تحت وطأة لمسة قاسية، ليهمس في أذني بنبرة تحذيرية خافتة تناقض رقة لمسته: "ابتسمي قليلا يا عزيزتي.. الجميع ينظر نحوك.. وهذا العبوس كفيل بإخبار الجميع أنكِ لست سعيدة باختيارك.. وهذا ظلم شديد لي.. أليس كذلك؟".

ابتسمت من جديد بشكل متكلف ومتصنع وأنا مندهشة تماما من قدرته المذهلة على التمثيل والخداع..

بعدها، علت أصوات موسيقى هادئة من السماعات المنتشرة بصالة الاستقبال، فصاح أبي بغبطة مقيتة: "والآن، حان وقت رقصة العروسين"..

ناظرتي حنان بتساؤل، وبادلتها النظر بحيرة، ولم أفلح في الهرب من الأمر، حيث كان حازم قد نهض بالفعل وهو يمسك بيدي ويسحبني خلفه باتجاه منتصف الصالة، حيث وقف أمامي ووضع إحدى يديه في يدي بينما أحاط خصري بالأخرى، فتشنجت أنا بغضب وتجمدت في مكاني، ليميل هو قرب أذني، ويهمس برقة، فيبدو لمن يشاهدنا من بعيد وكأنه يغازلني بكلمات لطيفة، لكنه قال باستفزاز: "اطمئني.. أنا بالكاد ألمسك.. لا أستطيع أن ألمس شيئا من بين كل طيات الأقمشة التي تغلفك كدمية الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف"..
عروسة المولد؟ أنا؟

رفعت قدمي قليلا ثم نزلت بها على أطراف قدمه لأسحق أصابعه تحت حذائي القاسي، وأنا أبتسم له بود مفتعل، ثم أخذت أتمايل معه على أنغام الموسيقى بشكل آلي.. حتى بدأ عدد من الثنائيات من الحضور بالانضمام إلينا في الرقص.. لنتوه وسط غيمة من العشاق..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

بعد ساعات من الحفل الصاخب، انصرف الضيوف تباعا بعد أن أمضوا السهرة لدينا مستغلين تخفيف قيود حظر التجول خلال آخر يومين.

عندما حان وقت المغادرة نحو منزل حازم، طلبت ماما سناء من أحد العمال إحضار حقيبة ملابسي من غرفتي، والتي تولت بنفسها إعدادها نيابة عني كوفاء لنذر نذرته من أجلي في يوم كانت تنتظره لسنوات على حد قولها رافضة الاقتناع أن تلك الزيجة ليست حقيقية ولا تستحق كل هذا العناء.. أو الفرحة.

في تلك الأثناء، دخل العريس مع والدي إلى غرفة المكتب لبضع دقائق، وبعدها عاد بوجه مكفهر غاضب وأمسك
بيدي وسار بي إلى خارج المنزل دون أن ينبس بكلمة واحدة، ثم فتح لي باب سيارته الخلفي وتأكد من دخول كل طبقات الفستان قبل أن يحكم إغلاقه، وعاد هو إلى مقعد القيادة وبدأ يتحرك بسيارته نحو منزله.
منزلنا..

لا منزله هو فقط.. أنا سأكون جارته أو ضيفته لبضعة شهور على أكثر تقدير..

من جديد، وضع هو أغنية صاخبة أخرى ليتجنب الحديث معي طوال الطريق، واختار هذه المرة أغنية All Eyes لفريق Imagine Dragons.. يبدو أنه يفضل الموسيقى الغربية وبالتحديد هذا الفريق..

كانت الأغنية تبدأ من جديد كلما انتهت، حتى ظننت أننا ذاهبين إلى ساحة المعركة، وعندما وصلنا إلى إحدى المباني السكنية في حي جاردن سيتي، كانت سعادتي غامرة أنني أخيرا سأودع تلك الأغنية التي تتحدث عن شخص يهرب من الزيف والنفاق في حياته ويحاول البدء من جديد ليغير حياته بالحب.

خرج هو أولا من السيارة، ثم التف حولها ليفتح لي الباب ويساعدني الخروج بشكل مهندم دون أن أبدو كنسخة كارتونية من مهرجي السيرك بفستاني ذات التنورة الواسعة المزينة بطيات متعددة.

ركبنا المصعد في هدوء، ولكن فور أن أغلق حازم الباب، بدأت أشعر بالتوتر وكأن الهواء قد اختلطت به ذبذبات كهربية عالية الطاقة، حتى أنني تراجعت خطوتين للوراء والتصقت تقريبا بالحائط الخلفي بشكل حاد جعله ينظر نحوي بدهشة، ثم أطلق ابتسامة سخيفة حركت الجانب الأيسر من شفتيه وكأنه قد توصل لشفرة سر غامض أو حل أحجية عصية..

وبعد أن توقف المصعد في الطابق السابع، خرج هو إلى حيث تتواجد شقته التي كان معلقا عليها لافتة تقول: "حازم وحسام" دون اسم الأب أو لقب العائلة، في إشارة طفولية واضحة لمن يملكانها.
وبعد أن فتح حازم الباب، أشار لي بالدخول.. وأنا تبعته بهدوء إلى الداخل.

كانت الصالة الرئيسية مفروشة بديكورات شبابية، حيث تتناثر بها ثلاث أرائك جلدية باللون العاجي، وتعلو كل واحدة منها بعض الخداديات متعددة الألوان والتصميمات، كما كان هناك شاشة عرض عملاقة تتوسط إحدى جدران الغرفة، وحولها العديد من الأطر التي تتضمن صورا لحازم وشقيقه في مراحل عمرية مختلفة.

لأول مرة أشعر بالارتباك بعد أن تسلحت بالثقة والعزيمة لأيام..
الآن .. ماذا؟

سألني حازم إن كنت أريد أن أشرب شيئا، أجبته بسخافة أن الساعة الآن قد تخطت الثالثة صباحا، وبالتالي لا يمكنني أن أحتسي القهوة إذا كنت أريد النوم، ثم طلبت منه بعض الماء.

وبينما توجه هو لإحضار كأس من الماء من المطبخ، كانت الأفكار تتسارع داخل رأسي..
ما الذي فعلته بنفسي؟ كيف قبلت أن استأمن نفسي لديه؟ ولماذا أثق أنه لن يؤذني أو يتصرف معي بشكل حيواني؟
هل يمكن أن يفعل ذلك؟ لا مستحيل..
ولماذا مستحيل؟

كان هو قد عاد بكوب الماء، فسحبته من يده بعنف ثم شربته على دفعة واحدة حتى أنني كدت أن أختنق به..

وضعت كأس الماء جانبا على منضدة جانبية صغيرة، ثم بدأت أحاول فك أحد الدبابيس المثبتة لغطاء رأسي الذي أخذ فجأة يؤلمني.

يبدو أن الصداع ضربني مرة واحدة، حيث بدأت أشعر بسخونة بأعلى رأسي تتبعها طرقات متعددة وكأنه على وشك الانفجار..

لا أطيق كل تلك الدبابيس والاكسسوارات المعلقة برأسي.. طفقت أشدها بعنف غير منتبهة أنه صار الآن واقفا أمامي ورفع يديه نحوي..
ما الذي ينوي فعله؟

أخذت خطوتين للخلف ثم نظرت إليه بنفور ، وسألته بغضب: "ماذا تريد؟ ابتعد عني"، ثم دفعته بكلتي يديّ بكل قوة، ولكنه لم يتراجع سوى خطوة واحدة فقط مبديا اندهاشه من رد فعلي.

استعاد حازم توازنه من جديد، وأمسك مرفقيّ بشدة ليعيد انتباهي إليه، ثم سألني بصرامة: "شروق.. ماذا بك؟ لماذا تتصرفين هكذا؟"..
كان صوته يأتي من بعيد وكأنه يتكلم تحت الماء..

بطريقة ما عزلت نفسي عنه تماما، ثم هذيت بكلمات حبستها بداخلي طوال أيام ثلاثة، كنت أتمتم بصوت خافت وبكلمات متعجلة وكأنني ألقي تعويذة سحرية عليه: "بكلمتين فقط تَقرر مصيري أنا.. (زوجتك ابنتي).. وبثلاثة كلمات أخرى تم البيع.. (وأنا قبلت زواجها)"، كنت أقول هذه الكلمات بشكل سخيف مقلدة أبي وحازم في لحظات عقد القران، ثم كررتها مجددا بنفس الطريقة.

بدأ حازم ينظر لي بذهول دون أن يترك مرفقيّ، وأكملت أنا دون توقف وكأن صوتي قد تحرر بمجرد خروجي من بيت رحيم: "لقد قتلني أبي وقام بتكفيني بفستان الزفاف واستخرج وثيقة وفاتي بمعرفة المأذون الشرعي.. والآن حان دورك لكي تدفن روحي للأبد باسم طقوس ليلة الدُخلة.. أليس كذلك؟".


نهاية الفصل الثالث عشر..
دمتم بود وحب وسعادة وراحة بال

أرجو منكم الدعاء أن يرفع الله عنا الوباء والبلاء ويشفي كل مريض ويرحم كل من رحل عنا.. وأن يحفظ الله أشقائنا في فلسطين وينصرهم على العدو...


في المشاركة التالية.. سأنشر صورة لفستان زفاف شروق ولشبكة العروس التي اختارها لها حازم.. حتى أساعدكم على التخيل


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس