عرض مشاركة واحدة
قديم 31-05-21, 06:34 PM   #35

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي ما بعد البداية - الفصل السابع عشر

ا بعد البداية
الفصل السابع عشر (نهاية كذبة)

مرت عدة أيام وعلا تفكر فيما حدث من ريم .. كانت تشعر انها تحمل سرا عنها .. سرا يشعرها بالمسئولية تجاه هذه المراهقة .. لذا قررت أن تخلى مسئوليتها عن الحفاظ على هذا السر وتحدث أمها بشأنه .. فهى الآن المسئولة عنها وعن تصرفاتها .. وما ستقوله لها .. وان كان شيئا مفزعا .. الا انه من الأفضل لو علمت به الآن قبل غدا ..
طلبت علا أمها على الموبايل : صباح الخير يا مامى ..
سلمى : أهلا علا حبيبتى .. عاملة إيه .. وأزى آدم وزين ..
علا : بخير يامامى .. انتى عاملة ايه ..؟
سلمى : بتنهيدة .. أنا بخير يا حبيبتى .. تمام .. الحمد لله .. ثم اردفت .. والله انتى بنت حلال .. كنت لسة حطلبك ..
علا : ايه رأيك نتقابل فى النادى النهاردة .. أهو منها نغير جو .. ومنها نتكلم .. لانى عايزاكى فى موضوع كده ....
سلمى : أنا كمان عايزه اتكلم معاكى فى موضوع مهم .. بس خلينا لما ريم ترجع من المدرسة .. علشان أخدها معايا ..
سارعت علا تقاطعها : لا .. بلاش ريم ..
سلمى بتعجب : ليه يا علا .. ليه مش عايزة ريم تييجى معانا .. هو حصل بينكم حاجة وهى معاكم ..؟
علا : لا يا مامى مفيش حاجة .. بس الموضوع اللى عايزاكى فيه مش عايزة حد يعرفه ..
سلمى : طيب يا علا .. نتقابل الساعة تلاتة .. كويس .. ؟
علا : تمام .. باى مامى ..
سلمى : مع السلامة يا حبيبتى ..

تقابلت سلمى وعلا فى الموعد .. كان يبدو الشحوب على وجه علا للدرجة التى أحزنت سلمى عند رؤيتها .. فهى مازالت بنفس الحالة من الحزن والشحوب منذ اكتشافها لخيانة زوجها .. أو بالأحرى طليقها .. ويوما بعد يوم يزيد حزنها وشحوبها وهى كما يقولون فى عز شبابها .. وبداية حياتها ..

بادرت سلمى : عاملة ايه يا حبيبتى ..
علا بإنكسار المطلقة التى تشعر بالفشل فى زيجتها وحياتها .. خصوصا عندما يكون زواجها عن حب .. وباصرار منها على من اختارت .. وفى النهاية قام بخيانتها مع أقرب صديقاتها وزوجة أخيها : الحمد لله يا مامى ..
سلمى : ليه حاسة انك لسه عايشة فى حزن .. وشك خاسس أوى .. وليه مش مهتمة لا بمكياجك ولا بلبسك .. يا علا الدنيا لازم تمشى .. على الأقل علشان مصلحة ولادك يا حبيبتى ..
ارادت علا تغيير الكلام .. لا تريد أن تفتح المواضيع وتنزف الجروح من جديد فيما حدث لها .. لذا آثرت أن تدير الدفة الى ما جاءت من أجله فقالت وهى تبتسم ابتسامة واهية : ان شاء الله يا مامى .. أنا بس محتاجة شوية وقت وحبقى أفضل من الأول .. المهم .. خلينا فى اللى أنا جايه علشانه ..
سلمى بانتباه وقلق : خير يا حبيبتى .. كنتى عايزانى فى ايه ..
علا : ريم .. الموضوع بخصوص ريم يا مامى ..
سلمى : ريم .. آه من ريم .. واضح انها حتعمل لى صداع مزمن فى حياتى .. البنت صعبة أوى يا علا .. مش عارفالها مدخل .. وعملت ايه تانى الست ريم ..؟

قصت عليها علا ما حدث بينها وبين ريم وما اكتشفته عنها والأباحيات التى تشاهدها فى خلوتها .. كانت سلمى تستمع اليها بعيون جاحظة .. لا تصدق ما تسمعه اذناها .. فأشد ما تكره سلمى فى حياتها ممارسة البشر كبارا أو صغارا لمثل هذه الأمور .. تلك هى طبيعتها .. أو ما نشأت عليه ..

أنهت علا الكلام فقالت سلمى : يا خبر .. معقول يا علا .. لا حول ولا قوة الا بالله .. ده ايه المصيبة دى كمان .. وأنا اللى مكنش عاجبنى مجرد انها بتحاول تتجاهل وجودى فى حياتها .. طيب وايه العمل فى البنت دى وفى تصرفاتها .. ؟!!!
علا : بصراحة مش عارفة يا مامى .. الموضوع صعب وخطير .. البنت دى لو ملحقنهاش ممكن المواضيع اللى زى دى تتطور معاها وتعمل مصيبة .. وبعدين فيه حاجة تانية لاحظتها عليها ..
سلمى بتنهيدة : ايه تانى يا علا .. اتحفينى ..
علا : البنت واضح انها معجبة بجمال .. طول الوقت عنيها ما بتنزلش من عليه وعلى طول بتحاول تفتح كلام ومواضيع معاه ..
سلمى : أنا كمان لاحظت الموضوع ده قبل كده .. بس كدبت عينى وقولت البنت صغيرة ومش معقول اللى أنا بفكر فيه .. بس واضح ان مش أنا كمان اللى لاحظت الحكاية دى .. معقول المفعوصة دى تفكر فى جمال .. ده ضعف عمرها ..
علا : واللى أكد لى الكلام ده .. لما قابلنا خالتها نجوى فى النادى ..

ما أن سمعت سلمى اسم نجوى حتى انتفضت وقالت : نجوى .. وانتم ايه اللى وصلكم لنجوى .. ؟!!
علا : قابلناها فى النادى ..
سلمى : ماهى نجوى دى سبب فساد تربية البنت .. ده نادر لو عرف انها لسه على اتصال بخالتها حيسود عيشتها ..
علا وهى تبتسم بسخرية : عموما معتقدش أنها حتحافظ على علاقتها بيها من هنا ورايح ..
سلمى بتعجب : ليه بقى ..؟!!
علا : علشان نجوى دلوقتى بقت المنافس بتاعها فى جمال ..
سلمى وقد احتد صوتها : نعم .. !! نجوى وجمال .. لا بقى مهو احنا مش حنعيد موضوع سمر تانى .. ثم هدأت نبرتها : استغفر الله .. ميجوزش عليها الا الرحمة .. اسمعى يا علا .. نجوى دى حسب ما عرفت من نادر مصيبة لازم نبعدها عن جمال وريم بأى طريقة .. مش لازم يبقلنا كلنا علاقة بيها ..
علا : معقول .. للدرجة دى ..؟!
سلمى : والله حسب اللى سمعته من نادر عنها .. فكلمة مصيبة دى تعتبر شوية عليها ..
علا : يا ساتر يارب .. ده فعلا لو هى كده .. ربنا يكفينا شرها ..
سلمى : وعلى فكرة مش بعيد تكون هى اللى عرفت ريم طريق المواقع الزفت اللى بتتفرج عليها .. نادر قاللى انها بتشوف الحاجات دى عادى ..
علا : ايه القرف ده .. لو هى رضت على نفسها تشوف القرف ده .. ايه ذنب البنت المسكينة دى تبوظ اخلاقها وتبليها بلوة زى دى .. !!!!
سلمى : تقولى ايه .. انسانة مريضة ..
علا : عموما يا مامى .. أنا معلقتش على ريم .. ولا حسستها انى لاحظت الموضوع ده .. فضلت انى اسيبلك الموضوع ده تعالجيه بنفسك ..
سلمى : تمام يا حبيبتى .. تسلمى من كل شر يارب ..
علا : ويا ريت متجبيش خبر لأنكل نادر .. الموضوع بالنسبة لريم حيبقى مش كويس أبدا .. وممكن تكرهنا بسببه ..
سلمى : متقلقيش يا حبيبتى .. أنا حتصرف بينى وبينها .. مهو مش معقول كمان ححرق دمه .. وربنا يقوينى عليها ..

ساد الصمت بينهما دقائق .. هدأت سلمى خلالها .. ثم قالت : وانتى يا علا .. عاملة ايه دلوقتى يا حبيبتى ..؟

ابتعدت علا بعينيها عن مرمى عيون امها وهى تقول بسخرية : قصدك بعد ما أخدت لقب مطلقة .. سكتت للحظة ثم قالت : كويسة .. عايشة .. عايشة لولادى ..
سلمى : لازم تعيشيلهم .. بس فى نفس الوقت أو قبلها لازم تعيشى لنفسك ..
علا بأسى وما زالت على شفتيها ابتسامة السخرية : نفسى ..!! نفسى دى خلاص .. شيلتها من حساباتى ..
قاطعتها سلمى : متقوليش كده يا حبيبتى .. لو معشتيش لنفسك مش حتعرفى تعيشيلهم يا علا .. ولا حتعرفى تكملى مشوارك يا حبيبتى .. المشوار لسه طويل .. ومحتاج انك تطوى الصفحة القديمة دى وتنسيها تماما .. انتى لسه صغيرة يا حبيبتى ولو معرفتيش تسعدى نفسك عمرك ما حتقدرى تسعدى اللى حواليكى وخصوصا ولادك اللى اصبحتى مسئولة عنهم لوحدك ..
علا : يعنى عايزانى أعمل ايه يا مامى ..؟
سلمى بابتسامتها الجميلة : عايزاكى تنسى اللى فات وتبتدى من جديد ..
علا : تانى يا مامى .. ابتدى من جديد تانى .. ما انتى لسه قايلة مش عايزين نعيد موضوع سمر من تانى ..
سلمى : متخلطيش الأوراق يا علا .. لا سمر الله يرحمها حتكون آخر الستات بالنسبة لجمال .. ولا ياسر حيكون آخر الرجالة بالنسبة لك .. جوازكم منهم كان غلطة .. وراحت لحالها ..
علا : يعنى عايزانى أعمل ايه ..؟
سلمى : ماهو أنا حبيت اننا نتقابل النهاردة علشان فيه واحد متقدم لك ..
علا بتعجب : متقدم لى أنا ..
سلمى : أيوة يا علا انتى .. أمال متقدم لى أنا ..
علا : وده يطلع مين ان شاء الله ..؟ وشافنى امتى وفين .. وبعدين حضرتك عارفة انى مش حتجوز تانى .. وان حصل فى يوم من الأيام مش حيكون بالطريقة دى ..
سلمى : اسمعى يا علا .. انتى حرة فى قراراتك .. تتجوزى أو متتجوزيش ده شيء يرجعلك .. بس لو عايزة نصيحتى .. انتى لسه صغيرة أوى يا بنتى على انك تكملى باقى حياتك من غير راجل .. زيك زى جمال أخوكى .. هو برضه محتاج واحدة ست يكمل معاها حياته .. صحيح اللى حصل لكم كان صعب .. بس مش لدرجة انه يعقدكم من الجواز بالشكل ده .. لانه ببساطة زى ما فيه ستات ورجالة خاينين .. فيه كتير كويسين وولاد أصول وميعرفوش الخيانة .. وحرجع أقولك تانى يا علا .. سعادة ولادك مش حتتحقق الا بسعادتك .. ومتنسيش يا حبيبتى انك دلوقت مشغولة بيهم لانهم لسه صغيرين وما بيفارقوش حضنك .. لكن بعد كام سنة لما يكبروا مش حتلاقيهم جنبك زى دلوقتى وساعتها حتعرفى يعنى ايه معنى الوحدة .. وأد ايه قاسية .. فكرى يا علا .. فكرى كويس يا حبيبتى ..

سكتت علا ولم تجادل كعادتها .. وسكتت معها سلمى لتترك لها مساحة تفكر فيما قالته لها .. ثم بادرت سلمى بعد قليل وقالت : عموما يا علا .. سواء وافقتى أو رفضتى .. من الأفضل انك تعرفى مين اللى طالبك يا حبيبتى .. وبعدين فكرى وقررى على مهلك .. وقرارك كلنا حنحترمه فى النهاية .. بصى ياستى .. هو اسمه محمد وعنده تقريبا تسعة وتلاتين سنة .. وصاحب مصنع منتجات ألبان .. سبق له الجواز مرة قبل كده .. وانفصل عن مراته بعد حوالى خمس سنين جواز .. وعلى فكرة هو من زباين نادر ويعتبر صاحبه .. شافك فى الفرح وكلم نادر عنك .. نادر كان عرفنى عليه فى الحفلة .. بس بصراحة أنا مش فاكراه أوى .. دى كل المعلومات اللى أعرفها عنه .. وزى ما قلت لك .. فكرى .. أنا حسيبلك اسبوع تفكرى .. وصدقينى محدش حيضغط عليكى فى موضوع الجواز ده ابدا ..

كانت علا تنظر اليها .. وأحيانا تبتعد بعينيها عن نظراتها اليها .. ولكنها فى نفس الوقت استمعت لكل كلمة قالتها أمها ..

انتهى اللقاء وعاد كلاهما الى بيته .. كانت علا تفكر قليلا فى كلام سلمى .. ولكنها لم تطيل التفكير .. وفضلت أن تغلق هذا الباب بعد أن شعرت بعدم الرغبة فى الزواج مرة أخرى .. على الأقل فى الوقت الحالى .. كانت تشعر أنها تحتاج الى وقت أطول بعد انتهاء قصتها مع ياسر ..

--------------------------------------

ذهبت سارة لمقابلة عمر كما اتفقت معه .. ذهبت بعد أن أخبرت خالتها بتلك المقابلة .. ودعت لها الله أن يلطف بها .. وأن تكون نتيجة المقابلة خير .. ولكن كما تفعل خالتها فى كل مرة .. لامتها على انها لا تزال مصرة على أن تخفى على أمير أمر مرضها وحقيقة ما وصل اليه أمر هذا المرض ..
ذهبت سارة وهى طول الطريق تفكر فى قرار الدكتور أحمد بعد استشارة عمر له .. طوال الطريق يعصف بها أمرا واحدا .. أو خيارا واحدا لحالتها .. الا وهو ازالة الرحم ..

وصلت الى الكافيتريا وقدماها تتخبطان وقد مسكتها رعشة لم تستطع التحكم فيهما بمجرد ان شاهدت عمر يجلس شاردا ..

ما أن رآها عمر حتى وقف وتقدم اليها خطوتين ليصافحها .. جلست سارة وهى تنظر فى عينى عمر لعل نظرته تهدأ من روعها قليلا .. لعل يكون هناك بعينيه خبرا يطمئنها ولو قليلا .. طالت نظرتها فى عينيه وهو ايضا ان ينظر اليها يريد ان يطمئنها ..

لكن كان هناك على مقربة من سارة وعمر فى مكان من يراقب كل شيء يحدث بينهما بكل دقة .. بل ويقوم بتصوير كل صغيرة وكبيرة بينهما .. كان الدم يغلى بعروقه يريد ان يذهب اليهما ويفتك بعمر بعد ان يصفع سارة على وجهها .. ولكنه تماسك على أمل أن ما سيفعله فيما بعد أكثر من أن يشفى غليله بصفعة على وجهها أو أن يهشم رأس عمر ..
عمر : صباح الخير يا سارة ..
سألت سارة باضطراب دون حتى أن ترد عليه التحية : الدكتور أحمد رأيه ايه ..؟
عمر : ومستعجلة ليه كده يا سارة ..
سارة : أرجوك يا د كتور عمر أنا أعصابى مش مستحملة .. من فضلك تقولى ايه رأى الدكتور أحمد ..
عمر : حاضر .. حاضر .. بس ممكن تهدى شوية .. الانفعال ده مش كويس علشانك .. سكت عمر للحظات ثم تكلم وهو مطرق ينظر الى الطاولة وقد تشابكت اصابعه من الاضطراب : بصراحة يا سارة الدكتور أحمد رأيه هو ازالة الرحم .. هو شايف ان الحل ده حيجنبك عذاب العلاج الكيماوى أو الاشعاعى.. لأنه فى النهاية حتى لو استنينا سنتين تلاتة .. أو حتى أربعة .. برضه حنوصل لمرحلة ازالة الرحم ..

فى لحظات قليلة تجمعت دموع سارة فى مقلتيها وسقطت على خديها .. فلم يشعر عمر الا وهو يمد يده ليضعها على كفى سارة القابعتين فوق الطاولة متشابكتين وهو يواسيها : من فضلك يا سارة .. أرجوكى متعيطيش .. أنا مش بستحمل انى أشوفك فى الحالة دى .. أرجوكى ..
كانت سارة فى تلك اللحظات فى عالم آخر .. لا تشعر بالوجود من حولها .. ولا بعمر الذى مازال يواسيها واضعا كفيه فوق كفيها .. ولكنها بعد أكثر من دقيقتين انتبهت فسحبت يدها فى هدوء .. وهى تقول : يعنى هو الحل ده الوحيد فى رأى الدكتور أحمد .. ؟
عمر : للأسف .. هى دى وجهة نظره ورأيه الطبى .. وعلى فكرة دكتور أحمد من أكبر أطباء الأورام .. وأنا شخصيا بثق فى رأيه ..ثم أخذ عمر يتكلم كلاما كثيرا .. عن أنه لن يتركها أبدا وسيظل الى جوارها .. ولن يتخلى عنها أبدا حتى تشفى من مرضها .. فى حين أنها كانت تقريبا لا تستوعب أو حتى تستمع أى مما يقول ..

ساد الصمت بينهما قليلا ثم سألته سارة : طيب هو أنا ممكن اتكلم مع الدكتور أحمد ..
عمر بأسف : ياه يا سارة .. مكنتش أعرف انك مش واثقة في للدرجة دى .. عموما أنا ممكن آخدلك ميعاد معاه علشان تسمعى رأيه بنفسك .. ولو انك كده بتحطينى فى موقف محرج معاه ..
سارة : على فكرة أنا مقصدش اللى وصلك ده .. الحكاية انى عايزة أفهم منه أد ايه ممكن استنى لغاية ما يبقى ازالة الرحم ضرورى ..
عمر : وايه الفرق ..
سارة : الفرق انى لو حقدر استنى لغاية ما أتجوز وأخلف أكيد مش حاخد قرار عمل عملية زى دى دلوقتى .. أنا أهم حاجة عندى انى أقدر أخلف ولو طفل واحد .. وبعدها مش مهم انى اشيل الرحم ..
عمر : أيوة يا سارة بس دى مجازفة مش مضمونة .. وخطر على حياتك ..
سارة : حياتى .. طيب وهى حياتى دى حتساوى ايه لو مقدرتش أخلف وأبقى أم .. والأهم من كل ده انى أتجوز الانسان اللى حبيته ..
عمر وقد صدمته الجملة الأخيرة من كلامها : ياه .. للدرجة دى بتحبى الاستاذ أمير ..

لم ترد عليه سارة .. ولكن الرسالة قد وصلته .. فأردف عمر : عموما .. أنا شايف أن صحتك هى أهم شيء فى الدنيا المفروض هى بس اللى تفكرى فيها فى الوقت الحالى .. وأمير لو كان بيحبك بجد مش حيفرق معاه مسألة الخلفة والولاد دى خالص ..
سارة باصرار : بس حتفرق معايا أنا .. عموما مش ده موضوعنا .. أنا حابة أنى أقابل الدكتور أحمد وأتكلم معاه .. لان كلامى معاه حيتوقف عليه حاجات كتير فى حياتى ..
عمر : زى ما تحبى .. أنا ححاول آخد منه ميعاد فى أقرب فرصة وأبلغك ..
سارة : متشكرة جدا يا دكتور عمر .. وعمرى ما حنسى لك وقفتك دى معايا ..
عمر وهو يضع كفه على كفها مرة أخرى ولكنها تلك المرة سحبت كفها سريعا : متشكرنيش يا سارة .. انتى متعرفيش انتى غالية عندى اد ايه ..

تعجبت سارة من تصرفات وكلام عمر معها .. ولكنها أيقنت تلك المرة أن هناك ما يجول بخاطرة أو بقلبه بالنسبة لها .. فقالت : أنا لازم أمشى دلوقتى ..
عمر : انتى حاسة انك كويسة ..
سارة : أنا بخير متقلقش ..
عمر : طيب تحبى أوصلك ..
سارة : لا .. مفيش داعى .. ولم تعطه فرصة ليضيف شيئا .. فتحركت وهى تقول : بعد اذنك ..

أنهى أمير تصوير اللقاء بين سارة وعمر .. وقد تأكد أن بينهما علاقة حميمة .. والا كيف سمحت له أن يمسك يدها بهذه الطريقة .. خصوصا ونظرات الهيام التى كانا يتبادلنها فى اول اللقاء قد أكدت ظنونه فيهما ..

عادت سارة الى البيت وقد جفت مقلتيها من كثرة البكاء .. لم تكن تبكى سوى على الانتهاء المحتمل لعلاقتها بأمير إذا أصر الدكتور أحمد على ازالة الرحم الفورى .. كانت تدعو الله أن يخبرها بأنه يمكنها الانتظار حتى تتزوج وتنجب ثم ليكن ما يكون بعد ذلك .. فحب سارة لأمير حب لا يعلم مداه الا هى .. وهى فقط .. فقد أحبته منذ أن وقعت عينيها عليه للمرة الأولى .. وعاشت بحبها هذا لمدة عام كامل .. تدعو الله أن يكون أمير من نصيبها .. أحبته بكل ما تملك من مشاعر الحب للعالم أجمع .. وكم عانت عندما علمت أنه يحب سواها .. ثم كم كانت سعادتها عندما ايقنت بعد ان اثبت لها أنه يبادلها نفس الشعور .. الآن يأتى هذا المرض اللعين ليفرق بينهما .. هكذا بتلك البساطة .. فيا له من ابتلاء شديد ..

دخلت سارة الى البيت تجر قدميها جرا .. تلقتها خالتها بلهفة وهى تقول : تعالى يا حبيبتى .. اقعدى .. ارتاحى شوية وبعدين طمنينى عمر قالك ايه ..

حكت لها سارة ما أخبرها به عمر .. ثم غلبتها دموعها مرة أخرى وبكت .. فضمتها جميلة الى صدرها تطمئنها أن الله موجود وانه سوف يلطف بها .. وان أمامها فرصة بإذن الله أن تتزوج بأمير وتنجب منه .. وان الله قادر على أن يشفيها ويكشف عنها الكرب ..

فى اليوم التالى ذهبت سارة وجميلة ومعهما أمير الصغير الى بيت أمينة .. حاولت سارة قبل أن تذهب أن تتسم بالقوة وأن تحاول نسيان موضوع مرضها خلال الزيارة حتى لا يلاحظ أحد ما بها ..
رحب بهم الجميع .. أمينة وخالد وغادة .. لكن كان يبدو الضيق على وجه أمير .. بالرغم من أنه حاول أن يبدو طبيعيا ..

انتهت أمور الترحاب ومداعبة الصغير خصوصا من أمينة التى دعت الى سارة وأمير بانجاب طفل جميل كأمير الصغير .. ولم تكن تلك المرة الأولى التى تدعو لهما فيها بمثل تلك الدعوة .. ولكن تلك المرة لم يكن لأمير أو سارة نفس رد الفعل .. ففى كل مرة كانت تلك الدعوة تسعد قلوبهم ويبتسمون بشدة لها .. لكن تلك المرة عبث كلاهما ولم ينطق ببنت شفه .. حتى أن أمينة لم يعجبها رد فعلهما وقالت : يا ساتر .. طيب حد فيكم يقول آمين .. فابتسم كلاهما ابتسامة باردة .. افتعلها أمير لوعة من الخيانة والسخرية من رد فعله المرتقب عليها .. وافتعلتها سارة يأس وضعف وقلة حيلة ..

جاء ميعاد الغداء .. وكان أمير طوال الغداء على غير عادته .. فلأول مرة يجلس بعيدا عن سارة .. حتى أن خالد وغادة لاحظا ذلك وقالت غادة : ايه يا أبو الأمرا .. مش بعادة يعنى .. قاعد بعيد عن سارة ليه ..

لم يرد عليها أمير ولم يعلق .. وظل واجما ينظر فى الطبق أمامه .. فشعرت أمينة وجميلة بقلق نحو سلوكه هذا الغير معتاد .. فسارعت سارة لتلطيف جو التوتر الذى ساد على طاولة الطعام بسبب أمير وتعليق غادة : معلش يا غادة .. أنا عاذراه .. هو اليومين دول مجهد حبتين من الشغل ..
رد أمير : آه فعلا .. مجهد وتقدرى تقولى كمان محبط ومصدوم .. ثم تحرك من مكانه وأمسك بريموت التليفزيون وكان من قبل الزيارة قد وضع الفيديو الذى التقطه لسارة وعمر على فلاشة أوصلها بالتليفزيون وبدأ بتشغيل الفيديو ..

كان الجميع ينظر اليه فى تعجب من تصرفه .. ولكن ما أن بدأ الفيدو حتى إلتزم الجميع الصمت وهم يشاهدون الفيديو الذى بالطبع لم يكن يصاحبه صوت .. ولكن كان له تعليق من أمير وهو يقول بسخرية : وزى ما قالت الآنسة المصون سارة انى مجهد حبتين من الشغل .. وأكيد عندها حق فى اللى قالته .. بس دلوقتى أحب اعرف الكل ايه سبب انى محبط ومصدوم لدرجة انى كنت ممكن ارتكب جريمة . بس اكتشفت ان السبب ميستهلش .. معلش .. مش حقدر أكمل معاكم الفيلم الهابط ده .. لانى شوفته قبل كده .. اسيبكم تستمتعوا بيه .. ثم خلع دبلة الخطوبة من إصبعه وألقاها أمام سارة على طاولة الطعام وهو يقول : آسف يا آنسة سارة .. مش حقدر أكمل معاكى .. كفاية على اللى زيك لحد كده ..

توجه أمير بعد أن القى بقنبلته الى حجرته وترك الجميع فى حالة ذهول .. والصمت هو سيد الموقف ..

كانت سارة هى أشدهم ذهولا .. كانت تجلس فى مكانها تنظر امامها ولا ترى شيئا من كثرة الدموع المنهمرة من مقلتيها ..

تحجرت الكلمات فى حلق الجميع ولم يجد أى من الجالسين كلاما يقوله .. غير أن أمينة علقت تقول : ليه كده يا سارة .. لا حول ولا قوة الا بالله ..
ردت جميلة : ياللا يا سارة .. لازم نمشى دلوقتى ..

كانت سارة على وشك أن تصرخ وتقول انها مظلومة .. وأن ما يصوره الفيديو لا يعكس حقيقة الموقف .. ولكنها كانت مجروحة من تصرف أمير .. ومن قبله فقدانه للثقة فيها .. كان يتردد بداخلها صوتا أن هذا أفضل له من أن يرتبط بها شفقة بعد أن يعلم الحقيقة .. هى فرصة جاءتها ولابد ان تستغلها .. الفرصة التى كان عليها ان تسعى اليها لتجعل أمير يكرهها .. ثم ما يلبث ان ينساها ويعيش حياته الطبيعية .. وربما يحب من جديد ويتزوج وينجب اطفال ويعيش حياته الطبيعية التى تتمناها له .. حتى وان كان مع أخرى غيرها ..

وقفت وتحركت هى وخالتها فى صمت .. ثم استدارت جميلة لتقول لهم الحقيقة : الموضوع فيه سوء ......
قاطعتها سارة بشدة : طنط .. من فضلك .. لازم نمشى حالا .. أرجوكى ..

نظرت لها جميلة تلومها .. ولكنها استجابت لرغبتها .. وخرجا تاركين امينة واسرتها فى حالة من الحزن والأسف على ما فعلته سارة وما أصاب أمير منها ..
---------------------------------------


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس