عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-21, 06:24 PM   #39

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي ما بعد البداية - الفصل الثامن عشر

ما بعد البداية

الفصل الثامن عشر (نتيجة القرارات الخاطئة)

طلبت خلود ابنتها يسرا لتطمئن عليها بعد الحالة السيئة التى تركتها عليها فى المكالمة السابقة ..
خلود : ألو .. يسرا .. ايه يا حبيبتى .. عاملة ايه دلوقتى .. يارب تكونى هديتى شوية ..
يسرا بهدوء : أحسن يا مامى .. متقلقيش .. أنا بخير دلوقتى ..
خلود وقد ارتاح قلبها قليلا : طيب يا حبيبتى .. الحمد لله .. ربنا يهدى سرك يا قلبى .. سكتت للحظات ثم اردفت : يعنى أفهم من كده يا حبيبتى انك صرفتى نظر عن موضوع انفصالك عن مدحت ..؟
يسرا بعصبية : لا طبعا .. بالعكس .. أنا مصرة أكتر على انى مكملش معاه ..
خلود : طيب يا حبيبتى .. زى ما تحبى .. بس ممكن أفهم انتى ليه مصرة المرة دى على موضوع الطلاق ده بالشكل ده ..؟؟
يسرا : يا مامى أنا لما اتجوزت مدحت كان فيه عيوب كنت عارفاها عنه من قبل ما يتقدم لى .. بس لما لقيت بابا مصر ومصمم على جوازى منه .. وافقت تحت ضغطه علي .. وضغطه على البيت كله .. وانتى عارفة كويس لما بابا بيصمم على حاجة .. وأكيد فاكرة هو عمل فينا ايه ايامها .. قلت وقتها فى نفسى انه شاب زى كل الشباب له نزواته اللى حتنتهى مع الوقت لما يتجوز ويخلف .. ووقتها كمان أنا عايزة انسى موضوعى مع آسر .. علشان كده وافقت على امل ان اللى كنت بسمعه عنه ميكونش صحيح .. أو انه يتغير مع الوقت .. خصوصا لو اصبح عندنا ولاد .. لكن للأسف .. مفيش حاجة اتغيرت ولا ربنا اراد ان يبقى عندنا ولاد .. وياريت المواضيع وقفت عند كده .. ده كل يوم والتانى بكتشف بلاوى من تصرفاته وأفكاره اللى مش قادرة استوعبها ..
خلود : أيوة يا يسرا .. يعنى هو ايه بالظبط الغلط اللى بيعمله ..؟
يسرا : قولى ما بيعملش ايه غلط .. بلاوى يامامى .. بلاوى ..
خلود وقد أصابها القلق : للدرجة دى يا يسرا ..؟!!
يسرا : أيوه يا مامى للدرجة دى وأكتر من اللى ممكن تتخيليه .. مدحت مدمن خمر .. ده غير موضوع جريه ورا الستات .. الموضوع اتطور معاه .. تخيلى انه عايزنى اجارى تصرفاته دى .. من كام يوم كنا فى حفلة تبع السفارة وطبعا كان فيها شرب وطلب منى قبل ما نروح الحفلة انى أشرب وأجارى الجو ده .. ولما رفضت قالى انت حتفضلى طول عمرك مقفلة ومتخلفة .. مش عارفة ايه علاقة التخلف أو التحضر بشرب الخمر ..
قاطعتها أمها : أوعى يا يسرا تكونى شربتى ..
يسرا : لا طبعا يا مامى .. أنا عمرى ما حسمع كلامه فى اى غلط من اللى بيطلبه منى .. وكالعادة .. بعد الحفلة هو وصحابه قالوا يروحوا يكملوا السهرة فى ديسكو .. وعلشان ميقولوش علي انى مقفلة ورجعية وافقت انى اروح معاهم بالرغم انى مبحبش أروح الأماكن دى .. وطبعا فى الديسكو بيكون فيه شرب ورقص .. سيبته على راحته يشرب ويرقص مع الستات والبنات زى ما هو عايز .. بس اللى مقدرتش اتحمله انه يضحك علي هو وصحابه لما واحد صاحبه طلب يرقص معايا .. الاستاذ الفاضل كان أول اللى اتريقوا علي انى برفض الرقص مع راجل غريب .. ده غير انه اليومين دول ملوش سيرة غير موضوع غريب وشاذ .. بس طبعا بيتكلم فيه على سبيل الهزار .. لكن أنا متأكده انه بيمهد له أو بيجس نبضى ناحيته ..
خلود برهبة : موضوع ايه ده ..؟
يسرا بتلعثم : تبادل الزوجات ..
خلود وقد فزعها وهالها ما سمعته : ايه .. زوجات ايه دى اللى حتتبادل .. ومين حيبدل مين .. ؟
يسرا : من كام يوم هنا سمعنا عن مجموعة من الأصحاب بيعلنوا عن تجديد الحياة الزوجية وانهم وصلوا لفكرة تضيع رتابة وملل الحياة بين المتجوزين وانهم علشان يقتلوا الملل اللى بيصيب حياتهم الزوجية يبدلوا ستاتهم لفترة .. بالذمة شفتى قرف أكتر من كده !!
خلود ومازالت فى حالة الدهشة والفزع مما تسمع : معقول .. ايه القرف ده يا بنتى .. انتى ازاى مستحملة كل ده ..
يسرا : وكل ده كوم والصفقات المشبوهة اللى ابتدى يعملها عن طريق شغلته فى السفارة كملحق تجارى كوم تانى .. وده طبعا ممنوع تماما .. ولو الحكاية دى انكشفت طبعا حيرفدوه من شغله .. وحتبقى فضيحة ..
خلود : معقول يا يسرا اللى بسمعه ده .. انتى ازاى مخبيه علينا كل اللى انتى فيه ده يا حبيبتى ..
يسرا : يعنى كنت حعمل ايه بس يا مامى .. كنت بقول لنفسى انها فترة وتعدى وبكره يتغير .. بس للأسف اكتشفت انه صعب يتغير .. وان عيوبه كل يوم بتزيد عن اليوم اللى قبله .. وخلاص معدتش مستحملة العيشة معاه اكتر من كده .. خصوصا انى مقدرتش احبه طول الفترة دى .. وطيعا تصرفاته واخلاقه مقدرتش تغير من مشاعرى ناحيته ..
خلود : يا حبيبتى يا بنتى .. الحمد لله ان مفيش ولاد .. انتى لازم تخلصى منه .. ده مينفعكيش ..
يسرا : ولاد .. طيب هو ازاى كانت تيجى الولاد وهو مبيقربش منى إلا كل فين وفين .. ده بيقعد بالشهور ميقربش منى ..
خلود : ايه .. !! انا مش مصدقة اللى بسمعه ده .. وطاب كان ايه لازمة الجواز من اصله .. لا حول ولا قوة الا بالله ..
يسرا : الظاهر ان الجواز بالنسبة له شكل اجتماعى .. لكن هو بيلاقى متعته فى الحرام اللى كل يوم والتانى بيكون مع واحدة شكل .. ولو تحبى اسمعك عنه وعن بلاويه أكتر .. مفيش مشكلة ..
خلود : بس .. بس يا يسرا يا حبيبتى .. اللى سمعته كفاية .. انتى مش لازم تستنى على ذمة البنى آدم ده أكتر من كده ..
يسرا : يا ريت يا مامى .. يا ريت أنام وأصحى الاقى نفسى خلصت منه .. بس المشكلة فى بابا .. تفتكرى حيسمح لى انى اتطلق منه ..؟!!
خلود : هو بعد كل اللى قولتيه ده حيقدر يعترض على طلاقك منه ..!! .. سكتت للحظة ثم اردفت : بس المهم اننا نثبت لبابا البلاوى اللى قولتيها دى .. انتى عارفاه مش حيصدق الا لما يتأكد بنفسه من كلامك ده .. هو فاكر انك عايزة تخلصى من الجوازة دى بأى شكل بسبب انك رفضتى مدحت فى الأول ..
يسرا : من الناحية دى متقليش .. أنا معايا فيديو صوت وصورة لمدحت وهو بيتكلم فى كل اللى حكيتهولك ده ..
خلود وقد صدمتها معلومة ابنتها : معقول يا يسرا .. انتى تعملى كده .. يا بنتى اللى عملتيه ده غلط .. ازاى تسجلى لجوزك بالشكل ده ومن غير ما يشعر ..
يسرا : موضوع التسجيل ده جه بالصدفة يا مامى .. بالعكس هو اللى بيطلب من وقت للتانى انى اسجل له هو وصحابه .. وعندى تسجيلات كتير محتفظين بيها لقعدات بتلم صحابنا .. هو اللى عنده هواية تسجيل قاعدات الصحاب دى .. لكن للأسف أو لحسن الحظ انه فى القعدات دى بيقول هو وصحابه نفس الكلام اللى حكيت لك عنه ..
خلود : غريب أوى اللى بسمعه ده .. عموما المفروض اننا منلجأش لموضوع التسجيلات دى الا فى اضيق الحدود لو اضطرنا هو اننا نستخدمها .. عموما أنا حتكلم مع باباكى .. وأشوف رأيه ايه .. وربنا يقدم لك اللى فيه الخير يا حبيبتى ..

انتهت المكالمة بين يسرا وخلود .. وجلست يسرا تفكر فى الأيام القادمة .. وما تحمله لها .. هل من الممكن ان تنفصل عن مدحت وتسعى لبداية جديدة .. شردت بذهنها الى أيامها قبل الزواج من مدحت .. فتذكرت أيام حبها الأول أيام الجامعة .. تذكرت آسر .. هل يمكن أن تجمعها الأيام به مرة أخرى .. ترى أين هو الآن ..؟ هل لا يزال يتذكرها كما تتذكره هى الى الآن .. ؟ هل مازال يحبها ويريدها كما حالها الى الآن .. تتذكر الآن آخر لقاء بينهما بعد أن ذهب لوالدها يطلبها منه للزواج .. وكيف بدا محطما يا ئسا من كل شيء .. يريد ان يرحل .. أن يهاجر بعيدا بعد أن حطم والدها أمله فى ان تكون له ..

آسر شاب من اسرة متوسطة جمعته بيسرا قصة حب جميلة منذ الأيام الأولى فى الجامعة .. كانا فى نفس الدفعة .. ظن أن تفوقه طوال سنوات الجامعة وتعيينه معيدا بها يعطيه الميزة فى أن يتقدم لها ويطلب يدها من ابيها .. لكنه اصطدم بالواقع المرير .. علم أن مهما علت مؤهلاته فهو بالنسبة لعائلتها لا شيء .. وتلك هى الرسالة التى أوصلها له ابيها بطريقته الخاصة والبغيضة ..
تذكرت يسرا كيف أدمت كلماته قلبها حزنا على ما أصابه من ابيها وعلى الفراق المجبرة عليه .. كانت تبكى بشدة ليس على حبها الضائع فقط .. ولكن ألما على تحطيم آماله فيها .. فلقد صارت كل احلامهم طوال سنوات حبهما هباءا .. ذهبت أيامهم الجميلة ادراج الرياح ..
لكن الآن لاح لها أمل جديد فى ان يلتقيا من جديد .. كانت تدعو الله فى سرها أن يكون لازال على العهد .. دون ارتباط بأحد ..

----------------------------------

جلست رغد وأيمن أمام علياء وأحمد كطفلين قد ارتكبا خطاءا كبيرا فى حق والديهم .. كانت رغد تدرك جيدا انها قد أخطأت منذ البداية حين عارضها أيمن قبل أن يتقدم لها فى أمر زهرة وعبد الرحمن .. تتذكر أنه حذرها من اخفاء أمر الطفلين عن والديها .. ولكنها أصرت على موقفها حينئذ .. وهاهى نتيجة تصرفها .. فأبواها فى حالة غضب وضيق منها ومن أيمن ..
همت علياء بالكلام .. فأشار لها أحمد بيده ان تتريث قليلا : لو سمحتى يا علياء .. ممكن تسيبى أيمن هو اللى يبتدى الكلام .. ممكن يا أيمن تفهمنا ايه اللى بيحصل بالظبط ..

كان أيمن جالسا متكئا بكوعيه على ركبتيه وواضعا وجهه بين كفيه .. وما أن سمع كلام أحمد حتى فرك وجهه بيديه وهو يقول : لو حضرتك تقصد اللى بيحصل بخصوص زهرة وعبد الرحمن .. أنا ممكن اشرح لحضرتك اللى حصل بالظبط .. وحضرتك بعد كده تحكم انت وطنط علياء اذا كان فى خطأمن ناحيتى أنا ورغد ولا لأ ..
أحمد : شوف يا أيمن يابنى .. أنا وعلياء مش من الناس اللى بيتدخلوا فى حياة ولادهم بعد الجواز .. وتقدر تقول ان ده طبعنا قبل ما يكون ترييح دماغ .. وانت حر انت ومراتك تعملوا فى حياتكم اللى انتم عايزينه .. تتشددوا فى دينكم ولا تكونوا متحررين زيادة عن اللزوم .. تربوا اطفال مش اطفالكم .. أى حاجة تعملوها انتم أحرار فيها زى ما انتم مسئولين عنها .. بس اللى مش من حقكم انكم تخبوا علينا من الأول تصرفاتكم اللى بنتفاجأ بيها وغيرنا يعرفها وكأننا متعبناش وربينا وسلمناك بنتنا واحنا مطمنين لك .. وبعدين نفاجأ انك من الأول خبيت علينا اللى غيرنا عارفه عنكم .. وكمان أجبرت بنتنا اللى ربيناها وتعبنا فيها انها تخبى عننا .. واللى زاد وغطى انك تجبرها على لبس وتشدد فى الدين ممكن يعرضها ويعرضنا كلنا لمشاكل احنا فى غنى عنها ..
قاططعته رغد : بابا ...
نهرها ابوها : انتى تسكتى خالص .. وأظن ان المفروض حسب اللبس اللى انتى لابساه ده انك تسكتى ومتتكلميش فى حضرة جوزك .. ولا دى مش عندكم فى التعليمات ..
ابتسم أيمن بسخرية من كلام حماه وقال : يا ترى حضرتك خلصت كلامك ولا لسه فيه حاجة تانية حابب تضيفها .. ؟
أحمد بغضب : بالرغم انه مش عاجبنى ابتسامة السخرية دى .. بس أنا خلصت كلامى .. وعايز اسمع تفسير منطقى للى بيحصل لبنتى معاك من يوم ما اتجوزتها .. وعلى فكرة .. ممكن حضرتك انت وهى تقولوا بكل بساطة ان دى حياتكم وانتم حرين فيها .. وأوعدك انى لا أنا ولا امها حنتدخل فى حياتكم بالمرة لا بالخير ولا بالشر .. أو بمعنى اوضح حننسى ان لنا بنت اسمها رغد من أصله ..

ما أن سمعت رغد كلام ابيها حتى اخذت تبكى فى صمت .. لم تكن تتخيل ان غضبه منها سوف يصل الى تلك المرحلة .. ولم تكن تتصور انه يستطيع التخلى عنها بكل هذه السهولة ..

غضب أيمن بشدة من كلمات حماه الأخيرة وكاد أن يقوم من أمامه ويقول له انه حر هو وزوجته وانه لا يسمح له بالتدخل فى حياته وحياتها .. ولكنه تحلى بالصبر على ما سمع .. تذكر انه والد زوجته الذى رباها وتعب فى تربيتها وان العلاقة بينهم علاقة طيبة لا يشوبها شائب .. وان من حق والديها ان يغضبا بسبب سوء الفهم .. لذا وجب عليه توضيح الأمور .. لا تعقيدها .. وافساد العلاقة بينهم ..فقال : أظن يا انكل بعد ما حضرتك بنفسك عطيتنا حرية الاختيار فى اننا نفسر أو منفسرش تصرفتنا .. من السهل علي انى اختار عدم التفسير واقول لحضرتك انى حر انا ومراتى فى تصرفاتنا واننا منسمحش لأى حد انه يتدخل فى حياتنا ..

نظر له أحمد وعلياء بعيون جاحظة .. وقبل ان ينطق أحمد بكلمة أكمل أيمن كلامه .. بس علشان حضرتك وطنط علياء مش أى حد .. ولكم علينا حق الطاعة ينقطع لسانى قبل ما انطق بكلام زى ده ..

ما أن سمع أحمد وعلياء كلام أيمن الأخير حتى هدأت نظراتهم وقلبيهم فى صدورهم .. فأكمل أيمن .. فبدأ يحكى لهما ما حدث بينه وبين الشيخ عبد الله عند مرضه الذى توفى فيه .. ثم الذى حدث بينه وبين رغد بخصوص الطفلين عندما اراد ان يتقدم لرغد .. ووجهة نظر كل منهم حينئذ .. وما هو الوضع الحالى للطفلين فى حياته وحياة رغد .. من كونهما لا يعيشا معهم فى بيت واحد .. وان هناك من ترعاهم غير رغد .. ثم اعترف له بأنه أخطأ عندما اتبع وجهة نظر رغد من البداية ..
كان أحمد وعلياء يستمعون اليه وهم يتعاطفون مع الطفلين واطمئنوا على حياة ابنتهم خصوصا عندما علموا انهم لا يقيمون معها فى شقتها وان لهم شقة بجوارها خاصة بهم ولديهم من يقوم على خدمتهم ..

أكمل ايمن كلامه قائلا : اما بخصوص تشددنا فى الدين فاسمح لى فى الموضوع ده بالذات كل واحد فينا يتكلم عن اللى يخصه .. لانه زى ما قال ربنا سبحانه وتعالى "وكل طائر ألزمناه طائره فى عنقه" .. سكت للحظة ثم أردف يقول : شوف حضرتتك .. وانتى يا طنط .. بالنسبة لى اعتقد ان درجة التزامى من يوم ما اتقدمت لرغد ما اختلفتش كتير عن دلوقتى .. أو بالأصح من يوم ما رجعنا من العمرة .. كل ما فى الأمر انى اطلقت لحيتى .. واعتقد ان دى مفيش عليها خلاف انها من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ..
قاطعته علياء : أيوة يا أيمن .. بس الوضع هنا يابنى مختلف شوية .. انت عارف ان اى حد بيربى دقنه بالشكل ده بيقولوا عليه يعنى انه ...
ابتسم ايمن وقال : يا طنط انا مليش دعوة باللى بيقوله أى حد .. لانى لما اقف ادام المولى عز وجل مش حتحاسب على اساس اللى بيقوله أى حد .. أنا المهم عندى اللى أمرنى بيه أو نهانى عنه رسولى صلى الله عليه وسلم .. علشان يوم ما ربنا يكتب لى انى اقابله فى الجنة بإذن الله أكون واحد من اللى بيفتخر بيهم من امته ..
علق أحمد وعياء ورغد : عليه أفضل الصلاة والسلام ..
أما بخصوص نقاب رغد .. فاسمحولى .. هى تتكلم عن نفسها لانها هى اللى اختارت انها تلبسه .. وصدقونى أنا شخصيا حذرتها من انها متعملش حاجة زى دى الا لما تكون مقتنعة بيها تماما ومتأكدة انها مش حترجع فى كلامها بخصوص أى قرار تاخده بالنسبة لحجاب أو نقاب .. اتفضلى يا رغد اتكلمى .. أنا كده خلصت اللى عندى واللى يخصنى ..
تكلمت رغد على مضض وقالت : قبل ما اتكلم فى موضوع نقابى عايزة اقول انى مكنتش اعرف يا بابا انى مش غالية عليك انت وماما للدرجة دى ..
أحمد : ايه الكلام الفارغ ده .. وهو انتى وايمن لو مكنتوش غاليين علينا كنا زعلنا من تصرفاتكم من الاساس ..
علياء : معلش يا احمد .. اصلها متعرفش ان العتب على اد المعزة ..

بدأت رغد تحكى لوالديها كيف انها قابلت فى المسجد النبوى فتاة اعطتها كتيب .. فابتسمت لها والقت نظرة على اسم الكتيب .. ووجدته عن الحجاب .. فرفعت عينيها لتشكرها فلم تجد لها اثرا بالرغم ان المسجد النبوى كان خاليا فى البقعة التى قابلتها فيها .. فتعجبت .. ولما ذهبت الى الفندق قرأت الكتيب وانشرح صدرها للحجاب .. فبدأت تسأل وتدرس موضوع الحجاب وعلمت ان الحجاب و النقاب شيء واحد .. وأن هناك شبه اجماع من العلماء على انه ان لم يكن فرض .. فهو فضل .. وانها اقتنعت بذلك واحبت ارتداؤه .. خصوصا بعد ان صلت صلاة استخارة .. لذا قررت ان لا تعود الى مصر الا وهى ترتديه عن اقتناع .. وانها بالرغم من المضايقات التى تتعرض لها من بعض الناس الا انها مقتنعة به وتشعر بالراحة فى ارتدائه .. ولكن ما ينغص عليها حياتها بحق هو رفض والديها له ..
ردت علياء : يا بنتى .. احنا مش رافضينه ولا حاجة .. احنا بس خايفين عليكى من المضايقات اللى بتتكلمى عنها دى .. وبعدين بصراحة احنا كنا فاكرين ان ايمن هو اللى اجبرك على لبسه .. وبعدين ما كفاية انك تتحجبى زى اختك .. لازم يعنى تغطى وشك ..
رغد : يا امى انا مرتاحة كده .. وبعدين ماهو وشى ده بيشوفه محارمى .. يعنى هو الناس مش حترتاح الا لما يشوفنى كل من هب ودب .. أنا كد مستريحة وحاسة أكتر برضا ربنا .. ويارب تكونى انتى وبابا كمان راضيين عنى .. وسامحونى انى خبيت عليكم موضوع زهرة وعبد الرحمن .. وفعلا ايمن ملوش ذنب فى الحكاية دى ..
أحمد : خلاص يارغد يا حبيبتى .. بطلى عياط بقى وحصل خير .. الحمد لله احنا دلوقتى مطمنين عليكم .. ثم قال مازحا وهو يضحك .. بس لو اتمسكتم ملناش دعوة بيكم ..
ضحك الجميع ثم ارتمت رغد فى حضن امها وقبلت يدها ثم يد والدها ..

---------------------------------------

لم تدخر نجوى جهدا فى التواصل مع جمال .. فمنذ ان تعرفت عليه بالنادى وتبادلا ارقام التليفون وهى تتصل به كل يوم .. تتحدث معه فى أمور شتى .. حاوطته من كل جانب .. ونسجت خيوطها حوله .. وكان المدخل السهل الى قلبه هو اطفاله .. فهى تدرك جيدا انهم نقطة ضعفه .. كما ادركت بعد ذلك عشقه لانوثة المرأة .. فكلما كانت أنوثة المرأة طاغية .. كان من السهل أن تصل الى مرادها معه .. ولكن ما لم تعلمه عنه الى الآن انه يحمل عقدة نفسية تجاه النساء بسب الخيانة التى عصفت بحياته وبحبه الأول .. عقدة من الصعب أن يتجاوزها ..
فى احدى الأمسيات .. واعدته نجوى على لقاء بالنادى .. وكعادتها فعلت بنفسها الأفاعيل من ملبس ومكياج حتى بدت فى أبهى صور المرأة الصارخة .. وما لبث الكلام بينهما يأخذ مجراه حتى تطرقت الى الكلام عن الحب والعشق .. وبدأت تحكى له عن معاناتها فى زواجها الأول والحرمان العاطفى الذى عانته من زوجها السابق .. ثم ما تعانيه الآن من وحدة .. وكم اشتياقها الى عمل اسرة صغيرة سعيدة ..

لم يشعر جمال نحوها بمشاعر كالتى شعرها نحو بسمة .. بالرغم أن هناك فارق كبير فى الأنوثة الصارخة بينها وبين بسمة .. وبالطبع كانت لصالحها .. ولكنه كان فى رحلة استكشافية معها .. يحاول اكتشاف نفسه من جديد بعد ان فقد الثقة فى النساء ومعها فقد الثقة فى نفسه .. بل ووصل به الحد الى انه ظن انه قد فقد القدرة على معاشرة النساء ..

نجوى ايضا لم تحبه ولم تشعر بأى شعور نحوه .. هى فقط أرادت ان تقترب من نادر وسلمى وتواتيها الفرصة لافساد حياتهما .. فهى تعلم ان الوصول لهما عن طريق ريم شبه مستحيل .. فنادر يسد هذا الطريق عليها بكل السبل .. كما ان ريم بمراهقتها المستعرة غارقة فى حب جمال .. لذا لجأت لأن تتقرب من جمال مباشرة .. فربما استطاعت من خلاله ان تنفذ خطتها فى التفريق بين نادر وسلمى .. ويعود اليها نادر الذى كسر كبريائها عندما رفض الارتباط بها وفضل سلمى عليها ..

خرجت نجوى وجمال من النادى بعد أن قضيا وقتا تحاول فيه نجوى ان تتقرب منه أكثر وتجذبه اليها بكل الطرق .. ركبت سيارتها بعد ان تواعدا على لقاء قريب .. ولكنها بمجرد ان سار هو نحو سيارته التى كانت تبعد كثيرا عن المكان التى ركنت فيه سيارتها حتى اضاءت فكرة بمخيلتها .. فاسرعت وفتحت غطاء السيارة الأمامى وقامت عمدا بنزع بعض الاسلاك حتى لا تدور السيارة .. ثم دلفت مرة أخرى الى السيارة وقامت بسرعة بالاتصال به : ألو .. جمال .. انت خرجت من النادى ولا لسه ..؟
جمال : لا ابدا .. لسه يدوب واصل للعربية فى الباركنج ..
نجوى : أنا آسفة .. بس عندى مشكلة .. العربية عملتها معايا ومش راضية تدور ..
جمال : طيب خليكى هندك .. أنا حجيلك حالا بعربيتى ..
نجوى : ميرسى يا جمال ..

مرت حوالى ثلاث دقائق عندما وصل جمال الى سيارة نجوى .. فاقترب منها وهى واقفة تستند على جانب الباب الأمامى : خير يا نجوى .. العربية مش عايزة تدور ليه ..
نجوى بحيرة : مش عارفة .. حاولت كذا مرة ومبتدورش ..
جمال : يمكن مفيهاش بنزين ..؟
نجوى : لا .. معتقدش .. أنا متأكدة ان فيها بنزين يكفى ..
جمال : طيب ادينى المفتاح كده .. أحاول ..
ناولته نجوى المفتاح ووقفت تنظر اليه وهو يدخل الى سيارتها ويحاول ادارة موتور السيارة .. ولكنه فشل بعد عدة محاولات .. فقال لها .. طيب نفتح الكبوت ونشوف فيه ايه ..
نجوى : لا .. مفيش داعى .. اصل العربية دى لو وقفت لازم تروح التوكيل .. دى تعليمات مركز الصيانة ..
جمال : طيب حتعملى ايه ..؟
نجوى : أبدا .. حسيبها واركب تاكسى ..
جمال : معقول حتركبى تاكسى لوحدك فى الوقت ده ..
نجوى : عادى مفيهاش حاجة ..
جمال : بقولك ايه .. تعالى معايا اوصلك وبعدين اروح ..
نجوى : بس أنا كده حعطلك عن الولاد ..
جمال : مهو أنا مش حقدر اسيبك كده .. وبعدين أنا مش مستريح لموضوع انك تركبى تاكسى لوحدك .. ياللا اركبى أوصلك ..
نجوى وهى تفتح باب سيارته وتجلس الى جواره : أنا آسفة جدا يا جمال .. مش عارفة من غيرك كنت حعمل ايه ..
جمال وهو يدير سيارته : عادى يا نجوى .. يعنى أنا لو مكانك مش حتوصلينى ..
نجوى بابتسامة عريضة : لا طبعا .. لازم اوصلك ..

مرت حوالى عشرون دقيقة وهى تركب بجواره وتصف له الطريق الى بيتها .. كان جمال يسترق النظر اليها من وقت لآخر .. خصوصا الى رجليها التى تعرت الى فوق الركبة بأكثر من ثلاثون سنتيمتر بمجرد ان جلست بكرسى السيارة .. والى صدرها وذراعيها المكشوفين أمامه بالكامل .. فالفستان الذى كانت ترتديه كان شبه فستان .. يكشف اكثر مما يدارى بكثير .. لذا كانت حرارته بجوارها تزداد مع كل نظرة اليها .. وقد لاحظت هى هذا .. فما لبثوا ان وصلوا الى بيتها حتى قالت له : وهى تترجل من السيارة : ميرسى يا جمال .. أنا آسفة مرة تانية انى عطلتك بالشكل ده .. ومش قادرة اقولك اتفضل .. بصراحة مش عايزة اعطلك عن الولاد اكتر من كده ..
رد جمال بتلقائية : لا .. ماهم زمانهم ناموا من بدرى .. ابتسمت بغنج وهى تميل على نافذة السيارة من الخارج : افهم من كده لو طلبت منك تشرفنى وتطلع شوية مش حتكسفنى ..
لم يتوقع جمال ردها هذا .. بل شعر انه قد ورط نفسه فيما تنويه نجوى .. ولكنه فى نفس الوقت كانت لديه رغبة شديدة فى ان يصعد معها .. كان لديه فضول شديد ان يعرف ماتريده منه تلك المرأة .. فرد بابتسامة : والله ده يتوقف على درجة اصرارك فى انى ازورك ..
ردت بغنج اكثر والابتسامة قد ملأت وجهها : بالنسبة لي.. أنا .. كلى اصرار ..
رد جمال وقد ازدادت رغبته فى الصعود معها : وأنا مقدرش ارفضلك طلب بسيط زى ده .. تحبى اطلع معاكى ولا احصلك ..
نجوى : لا عادى .. ممكن نطلع مع بعض .. الجيران هنا ملهمش دعوة بتصرفات بعض .. وكمان الأمن مبيتدخلش طالما انك طالع مع ساكن ..
جمال : هايل .. ثم ترجل من سيارته بعد ان صفها بالقرب من المبنى .. وصعد معها ..

دخل جمال شقة نجوى .. فما لبث ان انبهر باتساع صالتها المطلة على النيل .. وبالرغم من ان شقة والديه التى تربى فيها والتى يقيم فيها الآن تقع فى منطقة راقية .. والشقة فى حد ذاتها باتساعها ورقى أثاثها تعتبر رائعة .. الا انه شعر انها بجانب شقة نجوى وما تحتويه من أثاث أفخر بكثير مما لديهم .. فالمدخل فقط ربما يكون باتساع شقتهم بالكامل .. ويحتوى على تحف وصالونات تأخذ العقل ..

مضت دقيقتان وهو يتجول بنظره فى أرجاءها حتى وقع نظره على بار فى ركن بعيد من اركان الصالة .. فنظر الى نجوى نظرة استفهام .. فبادرت بابتسامة وهى تقول : نحن هنا نرضى كل الأذواق ..
رد جمال وهو يبتسم بسخرية : أفهم من كده انك بتشربى ..؟!
نجوى : مش دايما .. لما بكون مبسوطة اوى .. أو مضايقة اوى .. ثم سارعت لتغير الموضوع وهى تقول : أنا حستأذنك دقايق .. البيت بيتك ..

دلفت الى مدخل فى نهاية الصالة .. فاقترب جمال من احدى نوافذ البانوراما التى تحيط بجزء كبير من الصالة ليشاهد النيل الذى يمكن رؤيته من خلال أى نافذة من نوافذ البانوراما الواقعة فى الدور الرابع والعشرون من البرج التى تقع فيه شقة نجوى .. فوقف منبهرا بمظهر النيل والأضواء الخافته على شطيه والتى تنعكس على صفحة النيل المنبسط امامه فى سحر وسكون .. وبالرغم من االإرتفاع الشاهق للمبنى .. الا ان النسيم المعبأ برائحة زهور المشاتل الواقعة على النيل يصل الى هذا الارتفاع .. محمل بروائح مسك الليل ليبعث فى نفسه شجن يثير فى داخله حنين الى ماضى بدايته جميلة ونهايته قد عصفت به وبكل ما أو من آمن به قبل تلك العاصفة بدون رحمة .. لينتبه على صوت نجوى العذب وهى تقول : عاجبك منظر النيل ..؟
رد عليها دون ان يلتفت اليها : أوى .. أول مرة اشعر ان جماله فى الليل اكتر بكتير من جماله فى النهار ..
نجوى : خلاص .. كل ما تشتاقله .. تشرفنى وتيجى تتفرج عليه من هنا ..
التفت اليها ليشكرها ولكنه مالبث ان تجمد فى مكانه وهو ينظر اليها بعينين قد جحظتا .. وفم قد فغر من هول المفاجأة .. فما كانت ترتديه نجوى ليس الا دعوة صريحة من قبلها ليقضى باقى الليلة معها .. فقد ارتدت فستانا من الاسود اللامع .. هو اقرب لقميص النوم منه الى الفستان .. ذو حمالات رفيعة تقع احداهن من فوق كتفها .. وملتصق بجسدها يبرز مفاتنها الصارخة .. ويبرز من الأمام معظم نهديها .. كان الفستان طويلا .. ولكن به فتحة تنتهى بالقرب من منتصف فخذها الأيمن .. وما أن استدارت لتلتقط الموبايل من فوق طاولة صغيرة خلفها الا وكانت فتحة الظهر تصل الى ما بعد منتصف ظهرها ..

ابتلع جمال ريقه بصعوبة .. فهو لم يتوقع ان تكون دعوتها اليه صريحة بهذا الشكل .. ولكنها لم تعطه فرصة ليفكر فى الخطوة التالية او يقرر أى شيء حيالها .. فعندما اقتربت منه نفذ الى انفاسه ذاك العطر المثير الذى تضعه .. فبدل شجنه الذى اثارته روائح نسيم النيل العفيفة الى رغبات شيطانية قهرت قدرته على كبح نفسه وغرائزها .. فلم يلبث جمال الا ان اقترب منها وقد اشتعلت بداخله رغبة كان يخشى ان تكون قد انطفأت منذ اكتشافه لخيانة زوجته له .. ولم تمر سوى لحظات حتى اكتشف انه لا يزال قادرا على فعل ما خشى ان يكون عاجزا على فعله مرة اخرى ..
----------------------------------------



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 14-06-21 الساعة 11:59 AM
Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس