عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-21, 10:24 PM   #1171

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل التاسع والعشرين
************

تسابق الصغيران فى هبوط الدرج بصخب وصوت ضحكاتهم يعيد بعض من البهجة فى جنبات المنزل الصامت بحزن
أسرعوا نحو والدهم الذى عاد للمنزل مع أذان الفجر بعد أن اطمأن على والده بالمستشفى ورحل هو وأحمد السمرى لينالا قسط من الراحة قبل استئناف مهامهما
رفع فاروق رأسه يستقبلهم بابتسامة مرهقة، لم ينل سوى بضع سويعات من النوم لم توفى احتياجه للراحة لكن رؤيته لأولاده معاً تكفى لتمده بالسعادة والطمأنينة
منذ رحلت والدتهم وزادت علاقته بهم وقويت الرابطة بينهم، أصبح يرغب فى وجودهم معه فى كل مكان ليستمتع بضحكاتهم وشقاوتهم المحببة لنفسه
تقدم فارس وقبل كتف والده بحب واحترام فضمه فاروق إلى صدره وقبل رأسه ثم فعل المثل مع ياسين الذى جاء فى المركز الثانى عمداً بعد سباقهم القصير حتى يسعد شقيقه
حاوطوه فى جلسته الهادئة فى منتصف البهو وهو يتناول كوب من الشاى الساخن وبدأ ياسين الحديث ليطمئن على جده

:- كيف حال چدى يا أبوى ... بدنا نروح نزوره ونطمن عليه
ناظر فاروق ولده الكبير الذى يُظهر جديه ومثالية منذ صغره، فابتسم بوجهه بهدوء قائلاً
:- چدك بخير والحمدلله ... لما يسمحوا بالزيارة هاخدكم تطمنوا عليه
تبادل الصغيران نظرات ذات معنى بينهما ثم وقف فارس أمام والده مباشرة يقول بأسلوبه المشاغب والمحبب فى نفس الوقت
:- هو أنا دلوك مش بطل ومخطوف با أبوى
لوى فاروق ثغره بابتسامة ساخرة فيبدو أنه أمام قائمة من الطلبات الخاصة بصغيرة المشاغب، أتم شرب كوب الشاى الساخن فى يده ثم وضعه على المنضدة أمامه وناظر صغيرة وهو يستند بمرفقه على مسند مقعده وأراح ذقنه فوق كفه وقال بمكر ليختصر الطريق
:- اتفضل يا بطل .. طلباتك
أشار إلى صدره بكفيه الصغيرين وقال بمسكنة
:- دلوك أنا المخطوف وكنت بعيد عنيكم لحالى ولا بخوفت ولا بكيت .... وياسين هو اللى يجعد حدا أمى يومين ويبات فى حضنها كمان ... وأنا البطل ملحجش أجعد وياها ولا أبات حداها ... يرضى مين ده يا أبوى
أرخى فاروق جفنيه وتنهد بشجن ثم فتح جفنيه مرة أخرى، مازلت والدته تضعه فى موقف اختيار بين رضاها وبين قرب زوجته رغم جو السلام الذى بدأ يسود بين العائلتين ويبشر بصلح قريب ورغم ذلك مازال ينكوى أولاده بنار الفراق والشقاق الذى حدث بينهما
جاء صوت ياسين الهادئ يتساءل بحنين
:- ميتا أمى هتعاود الدار يا أبوى!!
لم يجيب فاروق فهو لا يملك الإجابة الأن، حرك فاروق نظره نحو ابنه البكر ولم يتكلم ثم بدل نظراته بين ولديه وسألهم بفضول
:- أنتوا عچبتكوا الجعدة فى دار البدرى ولا إيه؟
:- جوى يا أبوى ... كلهم بيحبونا وبيلعبوا معانا ... خالى بيخاف علينا كتير وبيجعد يتحدتت ويضحك معانا
أسرع الصغيران فى لإجابة والتوضيح بينما شبك فاروق أصابعه أمامه وطأطأ رأسه مفكراً ثم جاء السؤال بنبرة مترددة من ياسين
:- لما أمى ترچع للدار ... هنفضل نكلم خالى وعيلة البدرى ولا هنجطعهم تانى
رفع فاروق عينيه نحو ابنه دون أن يرفع رأسه بنظره شاردة لبرهة ثم سأله بجدية
:- أنت إيه رأيك يا ياسين؟؟
:- والله دول ناس زينة يا أبوى ... وبيحبونا جوى وأمى مرتاحة هناك مش طول اليوم چوه المطبخ ولا مشغولة فى الدار كيف ما كانت إهنا
واصل فارس حديث شقيقة بحماس
:- ولابسة حلو جوى يا أبوى وبتحدت وتضحك
مشاعر الأطفال وإحساسهم الصادق لا يخطأن أبداً وبكلماتهم البسيطة رسموا صورة لوالدتهم كان يتمنى فاروق أن يوفرها لها، قبل أن يقول كلمته كانت فهيمة تقتحم جلستهم فاردة ذراعيها لتضم فارس وتقبل رأسه بحب
:- نورت الدار يا ولد الغالى ... جلبى أتخلع عليك يا ضناى ... أسمع أنا بعت محروس يچيب كل الحاچات اللى بتحبوها من السوبر ماركت ... يلا جوم أفطر ويا أخوك ... يلا يا ياسين هم وأفطر يا ولدى
:- حاضر يا چدتى
قالها الأولاد بإحباط فحديثهم عن والدتهم أنتهى بحضور جدتهم ولا يجرآن على إعادة الطلب أمامها، نهضت لتضمهم تحت جناحيها وعيونهما متعلقة بوجه أبيهم فى انتظار كلمة منه
بدل نظره بينهما ثم أومأ بخفة عدة مرات وهو مغمض العينين، ضحك فارس باتساع وانفلت من حضن جدته ليضم نفسه لحضن والده مردداً
:- كتر خيرك يا أبوى
وكذلك فعل ياسين ثم تحركا نحو غرفة السفرة لتناول فطورهما وجدتهم تتابع بعدم فهم ثم جلست بجوار فاروق وسألته بفضول
:- خير ... الولاد رايدين إيه؟
تأمل وجهها بصمت وقرر أن يُخفى عنها الموضوع مؤقتاً فأعصابه لا تتحمل جدل الأن، رفع كفه ومسح على جبينه عدة مرات وقال دون النظر فى عينيها
:- رايدين يروحوا الإسطبل يشوفوا المهور الصغيرة بتاعتهم
هزت رأسها متفهمة وقالت بتعاطف
:- وديهم يا فاروق ... الولاد مروا بظروف صعبة هملهم يفكوا عن حالهم
حدجها بنظره متعجبة فلو كان أخبرها أنهم فى حاجة لوالدتهم لرفضت من فورها، حرك رأسه بخفة نحوها وهى تطلب برجاء
:- وأنا بدى اطمن على أبوك يا ولدى ... جلبى واكلنى عليه رايده أشوفه واطمن عليه بنفسى ... عمره ما غاب عن عينى إكده من سنين طويلة
نظرة حزن وقلق طلت من مقلتيها وفاروق يتفحصها بهدوء، تفتقد زوجها لغيابه ليوم واحد عنها فماذا عن زوجته هو التى غابت عنه لشهور، شبك أصابعه بعصبية وأجابها باقتضاب
:- حاضر يا أمه ... أول ما يسمح الدكتور هأخدك تزوريه
نهض من مكانه مردداً بخفوت حزين وهو يتحرك نحو الطابق العلوى
:- هغير خلجاتى لغاية الولاد ما يفطروا

**************

في قسم الشرطة انهمك مدحت في صياغة المحضر وتوثيق الأدلة بعد أن استجوب جميع الأطراف، يرتشف بعض من كوب الشاى بجواره ثم يلتقط نفس من سيجارته المشتعلة بين أصبعيه ثم يعاود الكتابة فى الأوراق من جديد
طرقات بسيطة على دلفة الباب المفتوح أعقبها دلوف جندى الذى قال مباشرة وهو يرفع يده بالتحية العسكرية
:- أحمد بيه السمرى وفاروق بيه السمرى ... طالبين يقابلوا سيادتك يا أفندم
رفع مدحت رأسه عن الملف وأشار للجندى ليسمح لهم بالدخول وهو ينهض من مكانه لاستقبالهم بعد أن أطفأ السيجارة، صافحهم بترحاب ودعاهم للجلوس وهو يتخذ مكانه خلف مكتبه
:- أهلاً وسهلاً بحضراتكم ... أنا بشتغل فى المحضر أهوه وهبعته للنيابة علطول

أشار نحو الجندى الذي يقف فى انتظار الأوامر وهتف
:- الشاى المظبوط يا طلبة
أستوقفه صوت فاروق وهو يرفع كفه شاكراً بجدية
:- مالوش لزوم … واچبك وصل يا حضرة الظابط أحنا چايين فى أمر هام ومحتاچين نتكلم على انفراد
أشار مدحت نحو الجندى لينصرف ويغلق الباب خلفه ثم جلس مكانه مردداً بجدية
:- تحت أمركم اتفضلوا ... على أى حال أنا ضميت أقوال فوزى للملف و آآآ
قاطعه أحمد بصوته الرخيم
:- كل ده مليح يا حضرة الظابط .. لكن إحنا غرضنا نأچل الجضية شوية
اتسعت مقلتى مدحت دهشة وهز رأسه بعدم فهم، يطالعهم بتعجب ولسانه يردد
:- إزاى نأجل القضية ... مش فاهم
ناظره أحمد بهدوء قائلاً
:- أنا رأيى تكلم المأمور الأول وتفهم منيه وبعدين نكمل كلامنا يا سيادة النجيب
فتح مدحت كفيه فوق مكتبه يحركهم بتساؤل
:- كلام إيه يا أحمد بيه ... ديه قضية كبيرة ومتشعبة ... خطف وقتل ومرتبطة كمان بقضية شروع قتل يوسف البدرى
ابتسم أحمد فى وجهه بخفة وقال بلهجة حازمة
:- كلم المأمور ونكمل الحديت يا سيادة النجيب
مط مدحت شفتيه بتعجب واستأذن للخروج لاجراء المكالمة مع المأمور، نظر فاروق نحو شقيقه وسأله بتردد
:- تفتكر اللى أبوى رايده ده صُح … دول ناس شربت الحقد من صغرها وجلوبهم مليانة غدر ولا يهمهم صغير ولا كبير
أسند أحمد مرفقه على سطح المكتب بجواره وقال متفهماً بالكامل لموقف والده
:- أبوك رايد يريح ضميره ويرد الحجوج لأصحابها ... وإحنا لازم نساعده على إكده ... وأكيد هناخد حذرنا معاهم ونحط شروط تلزمهم
قال فاروق بحمائية
:- المهم يبعدوا عن ولادى ... والله فى سماه أخلص عليهم كلاتهم لو مسوا شعره من واحد منيهم تانى
ربت فاروق على كفه يهدأه وبعد دقائق قليلة دلف مدحت عابس الوجه وقال باستسلام
:- المأمور طلب تجميد القضية فى الوقت الحالى وتذليل كل العقبات لحضراتكم
عاد لمكانه وجلس ثم مد يده وأغلق ملف القضية باحباط فقال أحمد موضحاً برصانة
:- ما تجلجش يا سيادة النجيب شغلك هتكمله … كل الحكاية أن فى حالات التار بنطبج روح الجانون لوقف سلسال الدم بين العائلات ... وملف الجضية بيتحفظ مع محضر الصلح اللة هنعقده إن شاء الله بوچود المأمور ومندوب من المحافظة وأنت اللى هتكون مشرف على كل الخطوات من البداية
شبك مدحت أصابعه فوق سطح مكتبه وقال ببساطة
:- الحقيقة يا أحمد بيه أنا ما حضرتش جلسة صلح قبل كده ... بس أنا معاكم في أى حاجة … تحبوا نبتدى بإيه
أراح فاروق ساعده على مسند مقعده ولف جذعه قليلاً ليواجه مدحت موضحاً بدية
:- البداية هتكون بقعدة مبدئية بين العائلات التلاتة … ولازمن حامد يكون موچود بصفته ابن عسران ... مش رايدين نهمل أى ثغره يتراجعوا فيها عن بنود العجد
أومأ مدحت مؤيداً
:- حامد لسه فى المستشفى وحالته مستقرة هطلب من الدكتور ينقله لهنا وقت الجلسة .. طبعاً الجلسة هتبقى هنا لأن عيلة أبو إسماعيل متحفظ عليهم كلهم
:- أكيد يا حضرة الظابط ما أنت هتكون طرف فى الصلح ده ... أقصد الصلح هيتم بمعرفتك وأنت اللى هتشرف عليه وتوثقه
:- مفهوم طبعاً وبالنسبة لعيلة البدرى ... أنا هبلغهم بالمعاد
قاطع فاروق حديث مدحت بصوت قوى
:- لاه ... أنا هبلغ يوسف بنفسى
سلط أحمد نظره على شقيقه بنظره ماكرة كاشفه لما فى قلبه المشتاق لزوجته أصابت فاروق بالارتباك فحمحم بقوة ثم عادوا لمناقشة بنود الصلح

***************


فى حديقة منزل البدرى بعد أن أكتظ المنزل بالزوار لتهنئة أمل بعودة فارس جلس يوسف وجلال بالحديقة بعيداً عن التجمع النسائى الذى ضم نساء عائلة العزازى ونساء عائلة الشيخ رضا وبالطبع نساء عائلة البدرى
ابتسم جلال بحنين وذاكرته تتداعى عليه بذكريات من زمن بعيد، حين كان منزلهم يعج بالضيوف والأقارب والأحباب وقال بحنين لابن عمه الذى يجلس مقابل له تفصلهم طاولة من خشب البامبو تخص الحدائق وتماثل المقاعد التى يجلسون عليها
:- البيت رجع يتملى بالضيوف والفرح وكأن الزمان بيرجع بينا لأيام والدى وجدى الله يرحمهم
ألقى يوسف نظره نحو المنزل وابتسم بدوره بعد أن هدأت الأمور وكل المؤشرات توحى بقرب الفرح على الجميع ... تنهد بخفة وقال بنبرة هادئة
:- يارب الفرح يجمعنا دايماً (شرد بذهنه قليلاً) كان دايماً والدى بيحكيلوا عن تجمعاتكم فى المناسبات والأعياد وحتى فى الأزمات وكنت بشتاق أوى للجو ده ... كان نفسى أجربه ولما عشت فى وسطيكم حسيت بالدفى اللى والدى كان بيكلمنى عنه
هز جلال رأسه عدة مرات مؤيداً وردد بهمس
:- الله يرحم الجميع (أعتدل فى جلسته ثم قال بجدية) بالمناسبة يا يوسف ... طه كان كلمنى قبل حادثة فارس بكام يوم عشان نبدأ فى التجهيز للجواز... يعنى ياسمين تشوف الشقة وطه يبدأ فى تجهيزها وكدهه ... بصراحة الراجل مستعجل
أشار يوسف بيده فى الهواء مردداً بقبول
:- حقه طبعاً ... وبصراحة طه جدع معانا وبيراعى كل ظروفنا ... (رقت نظراته وقال بنبرة صادقة) أنا نفسى عمة أصيلة تفرح وتطمن على ياسمين وكلنا نفرح معها بعد كل اللى مرينا به
أطرق جلال للحظات ثم قال بخفوت وهو مطأطأ الرأس تعتصر أحد كفيه الأخرى بتوتر
:- وأنا كمان نويت أتجوز والفرحة تبقى فرحتين
انتبه يوسف لحديثه بجبين مقطب وتساءل بذهول
:- تتجوز!! ... تتجوز مين؟
رفع جلال رأسه ورمقه بجمود ثم قال بفتور
:- بنت خالتى ... إنسانة طيبة وجميلة و ... وبتحبنى
تأمله يوسف بتعجب، صحيح أن جلال لم يُفصح أبداً عن مشاعره إلا أن الحب كضياء الشمس لا يمكن حجبها ... والجميع لاحظ الشرارة المشتعلة بينه وبين الدكتورة ابنة السمرى ... هز يوسف رأسه برفض قائلاً بنصح
:- جلال ... مفيش إنسانة مهما كانت مواصفاتها تقدر تنسى الراجل واحدة كان بيحبها
أغمض جلال عينيه متألماً وبدأ يلتقط أنفاسه بثقل، واصل يوسف حديثه بهدوء خافت
:- الأمور بتتصلح بين العيلتين والدليل قدامك (أشار نحو باب المنزل حين اندفع من داخل المنزل فارس وياسين وخلفهم ندى ومنار شقيقة طه والتفوا حول المنزل نحو الحديقة الخلفية حيث حظائر الأرانب التى تقوم ندى بتربيتها بغرض الدراسة) أصبر شوية يا جلال وأكيد هترجع تانى
فتح جلال جفنيه وحدج فى وجه ابن عمه بنظره متألمة قائلاً باشتعال حريق شب فى جنباته
:- ترجع ... مين اللى ترجع يا يوسف ... الى بتتكلم عليها ديه سافرت ومكلفتش نفسها تبص وراها ولو لحظة واحدة ... اللى بتتكلم عليها رمت كل اللى عاشته هنا ورا ضهرها وعاشت حياتها ... إحنا بالنسبة لها حاجة - واااو أورجينال - تعيش معاهم شهر واتنين لكن ما تقدرش تكمل حياتها معاهم ... حياتها هناك فى قارة تانية مع المدنية الحديثة
زفر يوسف بحرارة وقال بتأسف
:- أنا معرفش مدى علاقتكم ببعض ... لكن أنا كنت شايف قد إيه أنت سعيد ... ملامحك وضحكتك كانت بتقول أنك عاشق
خرجت الكلمات بمشقة من بين شفتيه بمرارة
:- عاشق مخدوع ... حبيبته فضلت الحياة بدونه ... مفيش حاجة اسمها عشق يا يوسف
تسارعت أنفاسه مع كلماته فتوقف للحظة يلتقط نفسه بقوة وأشاح بنظره بعيداً ثم قال بتقرير صارم
:- أنا خلاص اتفقت مع جوز خالتى ... صفا محتاجة لى جنبها وأنا واجبى أكون معها
:- واجب!! ... محدش بيتجوز مجاملة ولا تأدية واجب يا جلال أنت كده بتجنى على نفسك وعليها
أشدت كلمات يوسف واحتدت ملامحه وهو يحاول إقناع جلال بمدى فداحة فعلته فى حق نفسه والفتاة المسكينة التى سيرتبط بها
عاد جلال بظهره يستند لظهر مقعده وشبك ذراعيه فوق صدره بملامح عابسة وأطلق كلماته بنبرة مهزوزة غير واثقة
:- مش كل اللى بيتجوزوا بيكون عن حب ... ومع ذلك بيعيشوا زيهم زى أى حد ... ده حتى بيقولوا الحب بينتهى بعد الجواز
تأمله يوسف بعبوس وعدم اقتناع بينما فك جلال ذراعيه عن صدره وقال بملامح جامدة خالية من التعبير
:- أنا قررت أتتم الجواز فى نفس يوم طه وياسمين ... خير البر عاجله
ثم نهض من مكانه مغادراً إلى ملجأ قلبه حيث يجد الراحة والسكينة فى كوخ البوص داخل حديقة الفاكهة

***************

يتبــــــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس