عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-21, 10:25 PM   #1172

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


فى غرفة مكتب الضابط مدحت تجمع رجال السمرى والبدرى وأمر مدحت بإحضار عائلة أبو إسماعيل من الحجز كما وصل حامد من المستشفى على مقعد متحرك وساقه محاطة بالدعامات والجبس
قام أحد العساكر بوضع صينية ضخمة محملة بالعديد من أكواب الشاى الساخن وزجاجات المياه المعدنية فوق المنضدة القصيرة أمام مكتب مدحت ثم انصرف وأغلق الباب
جلس مدحت خلف مكتبه والذى يقابله على المقعدين أمامه مباشرة أحمد وفاروق السمرى بينما جلال ويوسف على الأريكة الجلدية فى المواجهة وعلى عدد من الكراسى الخشبية التى أضيفت للغرفة لتتسع للجميع جلس أفراد عائلة أبو إسماعيل
بدأ مدحت الحديث بجدية شديدة محملة بشئ من التوتر لتواجده لأول مرة فى هذا الموقع ولوجود كافة الخصوم فى هذه الغرفة الضيقة
:- بسم الله ... طبعاً كلنا عارفين سبب اجتماعنا اليوم وهو عقد صلح بين العائلات يوفر الأمان لكافة الأطراف وبمقتضى الصلح ده مش من حق أى عيلة إنها تعتدى على التانية بدعوى تار أو خلافه
هب حامد بحمية عمياء يصيح فى وجه الجميع
:- كيف يعنى وحجنا اللى ضاع من سنين ودم چدى وأرضه ... وأبويا وابن عمى اللى ماتوا على أيدكم ده غير رچلى اللى ضاعت بسببكم
رمقه فاروق ببغض وقال بهدوء رغم غضبه الداخلى
:- لو رايد نتحاسب ... تمام نتحاسب ... چدك مات فى السچن بعد ما جتل عمى خالد محدش جتله منينا ولا طلبنا منكم دم ... أبوك وابن عمك وأنت شخصياً كنتوا رافعين فى وشنا سلاح وكنا بندافع عن حالنا ... ده أولاً
واصل فاروق تواصله البصرى الحاد مع حامد الذى يبادله النظرات بغل وأسند ظهره إلى مقعده وأراح ذراعه فوق سطح المكتب وبدأ العد على أصابع كفه الأخرى بصوت صارم يناسب نظرته الحادة
:- ده غير خطف ولدى ... ومحاولة كتل يوسف ... وتلفيق التهمة ليا
قلب حامد شفته بامتعاض وقال بمقت واضح
:- وكنا ناخد حجنا منيكم كيف .. بچبروتكم وسطوتكم على الخلج
شارك يوسف فى الحديث بهدوء
:- وإيه دخل عيلة البدرى فى خصومتك مع عيلة السمرى ... تحاولوا تقتلونى عمداً ... هو ده الحق اللى أنت بتدور عليه ... أنك تسعى للوصول لحقك بظلم ناس مالهاش ذنب وخطف ولد صغير
جال أحمد بنظراته على رجال عائلة أبو إسماعيل الملتزمين الصمت، خاصة كبيرهم مجاهد الذى هزه موت ابنه فظهر الهم جلياً على ملامحه وتهدلت أكتافه بهوان
ثبت أحمد نظره على مجاهد الممثل لكبير عائلتهم الأن وقال بصوت رخيم
:- اللى حُصل زمان إحنا مش ناسينه ... وچابر چدكم باع الأرض بسعرها المناسب فى الوقت ده ... چدى عرض السعر وچدكم جبل
قاطعه جابر ابن مجاهد باندفاع
:- أخد تمن الأرض صُح ... لكن مكنش يعرف أن سعرها أرتفع
لأنها هتدخل كردون مبانى
:- وما دخلتش ... أبو بمعنى أصح ركبها الشؤم بعد اللى حُصل فيها واتركت ومحدش استفاد بها
عاد بنظره يقابل مقلتى مجاهد الذابلة وأستطرد برصانة
:- وعلى أى حال ... إحنا هنا اليوم لاچل ما نصلح الماضى ... هتاخدوا التلاتة مليون اللى طلبتهم وهنكتب عجود چديدة لبيع بيت أبو إسماعيل الجديم والأرض ... جولت إيه يا مچاهد؟
رفع مجاهد رأسه يناظر أحمد بحزن قائلاً
:- والفلوس ديه هتعوضنى عن ولدى ... وعن خوى
:- ابنك وأخوك ماتوا بأيدهم السلاح بيحاولوا يقتلوا عدلى بيه وابنه ... وماتنساش إن حماده هو اللى حاول يقتل يوسف يعنى حتى لو عاش كان هيتحبس ... للأسف حضراتكم جنيتوا على نفسكم وسببتوا الأذى لعيلة البدرى والسمرى ... كنتم تقدروا تتفاهموا بالحسنى أو حتى ترفعوا قضية بفسخ العقد بدل اللجوء للخطف والابتزاز
كان هذا تبرير مدحت على حديث مجاهد والذى لم يروق لحامد فهتف باعتراض
:- يعنى إحنا دمنا رخيص ومالوش تمن (أشار على ساقه بانفعال) واللى حُصل لرچلى اللى ضاعت وعملتونى أعرچ طول عمرى وإصابة عمى ودم أبوى وحمادة ... كلنا غلطانين وأنتوا الملايكة
رفع جاد الذى يجلس بالقرب من جلال رأسه بحزن يناظر شقيقه وكأن الله اقتص له من شماتة شقيقه وإيذائه له فرد إليه بغضه وأصابة بنفس الوجع
فتح مدحت الملف أمامة وقال بجدية وهو يطالع بعض الأوراق
:- أحب أقولك إن الإصابات اللى حصلت لك أو لأسرتك كانت موجه من الشرطة وعيلة السمرى مع بعض بصفتكم عصابة قامت بخطف طفل عمداً وطلب فدية وأحب أقولك نص القانون بيقول فى المادة ٢٩٠ – كل من خطف بالتحايل أو الإكراه شخصًا، يُعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشر سنين، فإذا كان الخطف مصحوبًا بطلب فدية تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن خمس عشرة سنة ولا تزيد على عشرين سنة أما إذا كان المخطوف طفلاً أو أنثى، فتكون العقوبة السجن المؤبد
أنهى مدحت كلامه ببرود :- يعنى كل واحد من حضراتكم مهدد بالسجن بمدة لا تقل عن خمستاشر سنة ... كل واحد على حسب الدور اللى قام به فى عملية الخطف
شارك جلال فى الحديث مشيراً للجريمة التى تمت فى حق ابن عمه
:- وبالنسبة للشروع فى القتل بتكون العقوبة إيه يا سيادة النقيب
اتكأ مدحت بمرفقيه على سطح المكتب وقال بعملية
:- ديه بقى بتختلف حسب تقدير القاضى ما بين حبس مشدد إلى المؤبد ... وعلى فكرة القضية ديه هتفضل مستمرة وهيتم الحكم فيها وحالياً المتهمين حامد ومتواطئ معاه فوزى بعد وفاة حمادة
جحظت مقلتى حامد وهو يشير لصدره مستنكراً
:- يعنى إيه أنا اللى هروح فيها ... ليه حمادة هو اللى ضرب النار وأنا ... أنا كنت بحاول أمنعه يخلص على يوسف خالص
(كدب) صدح بها مجاهد بقوة وعزم وسلط نظره على ابن شقيقه يرفض ألقاء التهم على ولده لمجرد إنه مات
:- كداب يا حامد ... كل اللى حُصل من تخطيطك أنت وأبوك عسران وولدى كان بينفذ كلامكم ... واللى حاول يمنعكم عن جتل الأستاذ يوسف چاد ... چاد الوحيد اللى كان معارض على كل أفعالنا وياريتنا سمعنا لكلامه
طأطأ جاد رأسه بصمت بينما ناظره حامد بغيظ وهو يواجه الضابط ويردف بجدية
:- أحنا موافجين على الصلح يا حضرة الظابط
صاح حامد باعتراض
:- كيف يا عمى ... على الأجل يعوضنى عن رچلى اللى ضاعت
حرك فاروق رأسه بنفاد صبر وناظر حامد بصرامة قائلاً
:- على فكرة يا حامد ... بيت چدك والأرض اللى حواليه بالأرض اللى چدى دفع تمنها زمان لچدك ميسواش نص المبلغ اللى بندفعه اليوم .... لكن عدلى بيه السمرى حب يعوضكم عن اللى شفتوه فى السنين اللى فاتت من ظلم ودفع المبلغ اللى أنتوا بنفسكوا طلبتوه جبل سابج
ساد الصمت للحظات قطعها صوت أحمد يضيف
:- و فى شرط تانى لازمن يتنفذ ... بعد عجد الصلح هتغادروا البلد ومش هتعيشوا فيها واصل
لأول مرة يصدح صوت جاد معترضاً وهو ينظر نحو جلال يستغيث به
:- ليه نهمل البلد ونغادر ... نعيش فى أمان معاكم ونشتغل بما يرضى الله
:- ديه شروط عقد الصلح ولازم تتنفذ كلها لو حابين نقفل القضية وتستلموا الفلوس
قالها مدحت بعملية واستطرد أحمد بعده
:- نعطيهم فرصة يفكروا بيناتهم ويردوا علينا ... ولازمن كل الشروط تطبج
ناظرهم جاد برفض بينما ضغط مدحت على زر الجرس بجانبه فدلف العسكرى وطلب منه اصطحاب عائلة أبو إسماعيل للحجز، أعترض حامد بشدة
:- هو أنا مش هرچع على المستشفى يا حضرة الظابط ... أنا لسه متصاب
:- لا يا حامد أنت خلاص بقيت كويس ... إحنا هنحطلك سرير فى الحجز وهتفضلوا هناك لغاية ما تختاروا أما الصلح أو نستأنف القضية
بدأ العساكر فى اصطحاب أسرة جابر أبو إسماعيل للحجز وتركوا جاد للنهاية بناء على إشارة من يد مدحت الذى بدا فى تداول صيغة عقد الصلح وبنوده مع أحمد السمرى
وفى ركن الغرفة وقف جلال يحادث جاد بهدوء
:- الصلح أحسن حل لكم يا جاد ... خصوصاً إنك ملكش ذنب فى حاجة حرام تروح فى الرجلين
قال جاد بخفوت وبصوت متحشرج محمل بالأسى
:- كان ودى أشتغل معاك وأعيش فى البلد وياكم ... والله ما هأذى بنى آدم يا باشمهندس
ربت جلال على كتفه يسانده ويحاول إقناعه بالحل السليم
:- مشى الأمور دلوقت ولما الدنيا تهدى تقدر ترجع وتشتغل معانا تانى ... هو أنا هروح فين يا عم جاد
ناظره جاد بتأثر خاصة حين استطرد
:- على فكرة ندى ووردة حضرولك أكل وأنا جبت شنطة هدومك من سكن العمال لو حبيت تغير ولا حاجة
:- كتر خيرهم ... سلملى كتير على الدكتورة وخبرها إنى برئ ... ووردة كمان
اقترب فاروق منهما ووقف أمام جاد قائلا بامتنان
:- بدى أشكرك يا چاد على اللى عملته مع فارس ... هو حكالى على كل شئ ... وچودك خفف عنه كتير
مسح طرف عينيه يزيل دمعه هاربة من عينيه وقال بتواضع
:- أنا عملت الواچب يا فاروج بيه ... وآسف على اللى حُصل من عيلتى
شد فاروق الذى يفوقه طولاً على كتفه وهمس له بصدق
:- لو احتچت أى حاچة بلغنى ... چميلك مع ولدى مش هنساه
كاد جاد أن يطلب منه التجاوز عن بند مغادرة القرية لكن فاروق بعقله الواعى أدرك طلبه قبل أن ينطق به وقال مهادناً
:- دلوك العجد لازمن يتنفذ بحزافيره ... والوجت جادر يغير الأحوال
طأطأ جاد رأسه مستسلماً لقدره، خرج فاروق من غرفة الضابط لينتظر شقيقه أمام باب مركز الشرطة فانضم له يوسف قائلاً بهدوء
:- إن شاء الله الأمور تمشى والصلح يتم على خير
:- إن شاء الله هيتم ... حامد وچابر كل غرضهم الفلوس ومچاهد موت ولده كسره ومش هيرغب يبهدل حاله فى العمر ده
أومأ يوسف مؤيداً ثم قال بتلميح
:- وفى صلح تانى لازم نتكلم فيه كمان
رمقه فاروق بكبرياء بطرف عينه ثم نظر أمامه مباشرة وقال بعناد
:- الدار مفتوحة ... ولو حابة تعاود أهلاً وسهلاً بها
ابتسم يوسف ببشاشة وقال بهدوء وجدية
:- طبعاً حابة تعاود ... بس بالأصول لما أتأكد أن أختى هتلاقى المعاملة الطيبة اللى تستحقها وأعتقد إننا مش هنختلف ... واضح جداً إنكم أنتوا الاتنين باقين على ... على العشرة بينكم
غمزه يوسف بخفة فى نهاية جملته مشيراً إلى الحب الواضح بينهما رغم كل الصعوبات والخلافات، تحرج فاروق الذى حمحم بخشونة وقال بشئ من الارتباك
:- أحم أحم .... نخلص من الصلح ده ونتكلم إن شاء الله
اتسعت ابتسامة يوسف ومد يده مصافحاً برجولة
:- يبقى اتفقنا ... نشرب القهوة مع بعض فى بيت البدرى وقت ما تحب

****************

رغم خروج فهيمة النادر من المنزل إلا أنها أصرت على زيارة زوجها فى المستشفى بعد أن استقرت حالته إلى حد كبير وتم نقله لغرفة خاصة
دلفت فهيمة باشتياق على زوجها وهى تنادى باسمه وتسرع الخطى نحو الفراش حيث يرقد عدلى وكمامة الأكسجين تغطى أنفه وفمه توقفت بجواره تتأمل وجهه الشاحب بتأثر
:- عدلى ... حمدلله على سلامتك يا غالى ... إن شالله عدوينك واللى يكرهك يا أخوى
حرك عدلى نظره نحوها ورفع يديه يزيل غطاء الأكسجين عن فمه وسألها بضعف
:- كيف حالك يا فهيمة
ربت على كتفه بكفها البض الممتلئ ربتات خفيفة حانية فصهللت أساورها الذهبية فى يدها ولسانها يشكو إليه
:- وحيدة من غيرك يا أخوى ... الدار فضى عليا ربنا يرچعك لدارك بالسلامة ويفضل مفتوح بحسك جادر يا كريم
ابتسم فى وجهها بخفة وأعاد الغطاء إلى أنفه يلتقط أنفاسه المتعبة، مسحت على ذراعه بنعومة وقالت بحماس
:- چبتلك وكل وفاكهة ... هحضرلك حاچة تاكلها ترم عضمك وشك كيف الليمونة
تحركت جانباً نحو الحقيبة التى أحضرتها معهم وتركها فاروق فوق طاولة جانبية لتعد له الطعام
حول عدلى بصره نحو أحمد وسأله بصوت خافت من وراء الغطاء
:- عملتوا إيه يا أحمد؟
زفر أحمد بضيق وبدأ يوضح موقف أفراد كبار عائلة السمرى من الصلح
:- فى كتير مش موافجين على الصلح يا أبوى ... تلاتة بس اللى وافجوا يكونوا معانا فى مؤتمر الصلح
وضح فاروق بجدية تُخفى غضبه الداخلى
:- عمى سعيد وحمدى أول ناس رفضوا الصلح ... ومش إكده وبس لاه ... بيدوروا على كل العيلة ويحرضوهم على الرفض كمان
أرخى عدلى جفنيه مرهقاً يعلم أن طريق الصلح لن يمر بخير ولكنه لن يتهاون عن تصحيح أخطائه وإصلاح ما يمكن إصلاحه
اقتربت فهيمة منهم مرة أخرى وبيدها طبق كبير يحوى طعام متنوع، قرب فاروق مقعد معدنى بجانب فراش والده لتجلس عليه فهيمة التى قالت برجاء وهى ترفع الملعقة المملوءة إلى فم عدلى
:- بلاش منيه الصلح ده لو هيچيبلنا وچع الراس يا عدلى ... بكفاية اللى چرالك يا أخوى
أشاح بوجهه بعيداً عن يدها قاطباً حاجبيه ثم رمقها بغضب وقال بانفعال
:- الحج هيرچع لإصحابه ولو الكل جطعونا ... كفاية ظلم فى الناس
قالت مدافعة بنبرة متذمرة
:- هم اللى ظلمونا لما خطفوا ولدنا وضربوا عليك النار يا عدلى
جحظت مقلتى عدلى وسعل بقوة وهو يحاول الكلام رداً عليها، أسرع أحمد يعيد غطاء الأكسجين فوق أنفه وفى نفس اللحظة وضع فاروق كفيه فوق أكتاف والدته يطالبها بهدوء
:- أمى ... اللى أبوى رايده هنفذه ... هو غرضه نرد الحجوج ونعيش بأمان
أعتدل أحمد ينظر لوالدته وقال بجدية
:- الناس ديه اتظلمت يا أمه ... والظلم ربى چواهم الحقد والغل اللى خلاهم يعملوا إكده ... هم مش مچرمين بطبيعتهم
بدلت نظرها بينهم بصمت ثم سلطت نظرها على عدلى الذى يلتقط أنفاسه بصعوبة ويبدو على ملامحه الغضب، أصابها الخوف فشهقت بجزع ومدت كفها تربت على كتفه قائلة بتوسل
:- حجك عليا يا أخوى ... أعمل ما بدالك أنا بس خايفة من المشاكل اللى هتتچر علينا من العيلة ... لكن اللى شايفة صُح أعمله
فتح عينيه يرمقها بلوم فهو قد سكت على أخطائها مع ابنة شقيقته اليتيمة (أمل) ولكن كل هذا سوف يتغير قريباً، خبطت على صدرها العارم عدة مرات وقالت بتوسل
:- حجك على راسى يا غالى ... كل اللى يهمنى تجف على رچليك بالسلامة وتنور دارك من تانى ... أحنا ولا نسوى من غيرك يا عدلى
بدأت أنفاسه تستقر وعاد إلى هدوئه من جديد وصوت أحمد يطمأنه
:- الصلح هيتم كيف ما أنت رايد يا أبوى ... وأحنا جدها (قدها) حتى لو وجفنا لحالنا جصاد كل الناس
أرخى جفنيه مطمئناً بعد أن بدل نظره بين ولديه اللذين أكدوا بإيماءة خفيفة على تنفيذ جميع أوامرة
اقتربت فهيمة منه تمد يديها بالطبق والملعقة نحوه تقول بنعومة
:- كُل يا عدلى ... أنا عملت الوكل بيدى لاچل خاطرك ربنا يرچعك ليا بالسلامة يا أخوى ... كُل شد حيلك وعاود بسرعة يا عدلى
فتح عينيه يرمقها بصمت فابتسمت بوجهه، أزاح كمامة الأكسجين فمالت عليه تطعمه فى فمه ثم التفتت بجذعها تتناول منديل ورقى ومسحت فمه برقة ثم عادت تطعمه من جديد وهى تقف بجواره تخدمه برقة وطاعة وعلى وجهها ابتسامة سعيدة
تبادل أحمد وفاروق النظرات الذاهلة، لأول مرة يشاهدوا والدتهم بهذا الشكل من الطاعة والهدوء، أشار أحمد له لينسحبا بهدوء ويتركوا والديهما بسلام

********************
يتبــــــــــــــــــــــ ع



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 15-06-21 الساعة 10:49 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس