عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-21, 10:26 PM   #1173

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

داخل الحجز كانت الأمور متوترة بين أولاد أبو إسماعيل وخاصة جاد الذى اتخذ ركن بعيد التزم فيه الصمت الحزين على فراقه للقرية الذى وجد بها قلبه وحلمه المستحيل
على الجانب الأخر كان مجاهد وابنه جابر يجلسون جنباً إلى جنب أرضاً، يذرف مجاهد الدموع على ابنه الراحل الذى لم يدفن بعد، يرغب فى إتمام هذا الأمر سريعاً حتى يوارى ابنه التراب وجابر بجواره يواسيه من وقت لأخر
فوق فراش معدنى بسيط كان حامد يتفحص الجميع وساقه ممده أمامة على الفراش، كل ما يشغله أن يتخلص من تهمة الشروع فى قتل يوسف، لن يقبل بالسجن بعد أن يحصل على الأموال التى طالما حلم بها
زفر بملل وتعالى صوته يلفت انتباه الجميع إليه
:- بجالنا يومين فى الحچز ... لازمن نجولهم رأينا خلينا نخلص من الحبسة ديه
التفت له جابر يلقى باللوم عليه
:- إحنا وافجنا على الصلح ... أنت اللى موجف كل حاچة لاچل الشرط اللى حطيته يا حامد
مال حامد بجذعه إلى الأمام يرفع صوته بعصبية
:- يعنى رايدنى أتحبس بعد كل ده ... لاه يوسف وفاروج يتنازلوا عن جضية الشروع فى الجتل ومدخلش السچن
عاد يستند بظهره إلى الفراش وأردف بتأكيد
:- على أى حال هم لازمن يوافجوا على شرطى ... كل غرضهم الصلح يتم يبجى هيوافجوا متخافش ... حتى لو طلبنا فلوس زيادة هيوافجوا
ضحك جابر باستهزاء قائلاً
:- إياكش تكون فاكر ولاد السمرى داجين عصافير ... دول رچالة متعلمة وواعية ومش هتجدر تمشى كلمتك عليهم
مسح مجاهد على وجهه يزيل أثر دموعه وصرخ بهم باستياء
:- يلعن الفلوس اللى چابتنا إهنا وضيعت ولدى الغالى ... أنا لازمن أخرچ أدفن ولدى بنفسى ولا هيدفن ومحدش منينا يكون معاه
التفت جابر نحو والده وقال مواسياً
:- هنكون معاه يا أبوى ... النجيب مدحت وعدنا أنه هيخرچنا وجت دفنته هو وعمى عسران
أشاح مجاهد بذراعه فى الهواء وأشاح بنظره بعيداً يهمهم بتذمر بكلمات غير مفهومة بينما قال حامد ببرود
:- أنا كان غرضى نطلب مليون زيادة وكل واحد منينا ياخد مليون بدل التلاتة اللى بيجولوا عليهم
رفع جاد رأسه نحو شقيقه وقال برفض
:- أنا مش رايد فلوس ... يدى مش هتتمد على مليم أحمر من الفلوس ديه ... كل همى أدفن أبوى ومن بعدها أنت من طريج وأنا من طريج يا حامد ... ومش رايد منك غير أنك تراعى أمنا
انتهز جابر الفرصة وأشار نحو جاد قائلاً
:- أهوه أخوك أتنازل عن حجه ... يبجى كل واحد ياخد مليون كيف ما جولت يا حامد
جعد حامد جبينه غاضباً وهتف بخشونة ليعود إلى اتفاقهم القديم
:- أنت هتاخد على كلام چاد ... حتى لو أتنازل أنا فى رجبتى أمى وأختى ... الفلوس هتتجسم على تنين كيف ماكنا متفجين جبل سابج ... عسران مليون ونص ومچاهد مليون ونص وديه جسمة الحج
تبادل جابر وحامد نظرات المقت بينهما ولم يحيد نظرهما عن بعض إلا حين أنفتح باب الحجز ودلف النقيب مدحت ملقياً السلام
:- أخباركم إيه يا جماعة ... يا ترى اتفقتوا على رأى؟
أسرع حامد يؤكد على طلبه
:- أحنا موافجين يا حضرة الظابط ... بس المهم تحفظوا جضية الشروع فى جتل يوسف
حدجه مدحت بنظره مستخفة وقال بعملية
:- أستاذ يوسف وأستاذ فاروق تنازلوا عن حقوقهم فى القضية وهيتم حفظها مع قضية الخطف وضمهم لعقد الصلح ... مع العلم أن أى إخلال ببنود عقد الصلح القضايا ديه هتتفتح تانى والأدلة والشهود موجودين ... إحنا هنا بنطبق روح القانون عشان الأمن يستتب
ابتسم حامد بانتصار وقال مؤكداً
:- يبجى على بركة الله نعجد الصلح
رفع مجاهد نظره نحو مدحت وسأله ببغض وحمية تعتصر صدره
:- مين اللى جتل ولدى حمادة يا حضرة الظابط ... رصاصة مين اللى صابته وجتلته
فهم مدحت غرض مجاهد فيبدوا أنه سيسعى لفتح باب ثأر جديد، لذلك قال بجدية وعلى وجهه ملامح صارمة
:- الطب الشرعى انتهى من عمل تقرير الوفاة بتاع عسران وحمادة وزى ما قلتلك قبل كده ... الرصاص المستخرج من أجسامهم رصاص الشرطة ورصاص عيلة السمرى اللى كانت بتدافع عن نفسها ... يعنى تارك عند الشرطة يا مجاهد ولو تحب نمشى فى إجرائتنا ونفتح القضية من جديد إحنا فيها ونلغى الصلح من أساسه
(لا لا لا) أطلق جابر وحامد صوت أعتراضهم الواضح وأكدوا موافقتهم على بنود الصلح
هز مدحت رأسه بخفة بنفس الملامح صارمة وقال ببرود
:- تمام ... فى خلال أيام بسيطة هنعقد مؤتمر الصلح ... وبكرة هنقوم بدفن جثامين عسران وحمادة فى مدافن القرية
نهض جاد من مكانه وتعلقت نظراته بوجه مدحت فى انتظار كلماته التى خرجت بفتور
:- وزى ما وعدتكم هتحضروا مراسم الدفن
طأطأ مجاهد رأسه بحزن يخفى دموعه على والده ويكتم لوعته بدفنه وظهر الحزن جلياً على وجهه جاد لفقد والده

******************

فى منزل العزازى جلس حسام فى غرفته أرضاً يلاعب ابنه الصغير وبجواره نسمة تتأمل فرحة زوجها بطفلهما وتقوم بتقطيع بعض الفواكة فى صحن ثم بدأت تُطعم زوجها فى فمه ثم تأكل من بعده
تساءلت بجدية وهي تلوك الفاكهة في فمها
:- وعمى سليم وافج يشهد على الصلح
حرك رأسه إيجاباً وصوته يؤكد
:- طبعاً ... أبويا من كبرات البلد وميتأخرش عن عمل الخير واصل
قضمت جزء أخر من الفاكهة تلوكه فى فمها واستندت بمرفقيها على فخذيها وهى متربعة أرضاً
:- أجصد يعنى عمى سليم مالوش معاملة مع عيلة السمرى
ابتلع حسام ما فى فمه وعدل وضع ولده على ذراعه وأجابها بتلقائية
:- يوسف هو اللى طلب من أبوى يشهد على عقد الصلح بموافجة ولاد السمرى طبعاً … ما هو لازمن يكون فى شهود على العجد وأبويا يشرف أى مكان يكون فيه
حركت عنقها يميناً ويساراً وحركت كفها القابض على قطعة فاكهة فى الهواء هاتفه بتفاخر
:- أومال عمى سليم يشرف الدنيا كلاتها
وضع حسام الطفل على كتفه ومسد على ظهره بنعومة وهو يتأملها وقد امتلأ فمها بقطع الفاكهة حتى أنها نسيت إطعامه منها
فقال ساخراً بمشاكسة
:- إلا أخبار الدايت إيه يا نسمة
توقف فمها عن المضغ للحظة ثم رفعت يدها تدفع بقطعة فاكهة فى فم زوجها وابتلعت ما فى فمها سريعاً ثم قالت بعفوية
:- الدايت مليح ... كيف ما أنت شايف باكل خضار وفاكهة علطول كيف ما فرح جالت
أنهت حديثها بدفع قطعة أخرى داخل فمها، ابتسم بتهكم موضحاً
:- فرح جصدها تاكلى خضار وفاكهة وتقللى أكل الفطير والمحشى والذى منه … مش تاكلى فاكهة وخضار فوق الوجبات
كومت الطعام فى جانب واحد من فمها فبرز خدها للخارج بشكل مضحك وتذمرت بمسكنة
:- أنت هتعد عليا الوكل يا حسام
كتم ضحكاته على مظهرها ومسد على ظهر ابنه الرضيع وقال مشاكساً
:- كل خوفى على الواد الصغير ده تزلطيه (تبلعيه) من غير ما تحسى
شهقت بجزع وجحظت عينيها باستنكار هاتفه
:- أزلط ولدى حبيبى ... ليه معنديش مخ ... هو صحيح چميل ومربرب ويفتح النفس بس مش هاكله يعنى
جحظت حدقتى حسام ذهولاً وضم ابنه لصدره يخفيه عنها ثم نهض من مكانه يتصنع الخوف
:- أنا هنام أنا وولدى على الكنباية الليلة ... أنا مش مستغنى عن دراعى ولا عن ولدى
نهضت خلفه سريعاً تطوقه بذراعيها من الخلف وقالت بحرج وصوتها يتكسر بدلال وخجل
:- إكده برضيك يا أبو محمد ... رايد تهملنى لحالى وكمان تاخد ولدى منى ... يا حرجة جلبك يا نسمة ... چوزك نسى حبك يا نسمة وبيتريج عليك ... خليص مبجتيش عچباه
التفت نحوها مضيقاً عينيه بخبث يعلم ألاعيبها جيداً وقال يداعبها بنعومة
:- هتركبينى الغلط إياك ... مش أنتِ رايدة تخسى وترچعى غزال
:- طب والله خسيت أچيب لك الميزان تتوكد (تتأكد)
قالتها بحرقة وهى ترفع سبابته عالياً عالياً أمام فمها، ابتسم بخفة وقال مهادناً
:- طب خسيتى كام كيلو؟
سعلت بخفة ورفعت أصبع واحد مرددة بخفوت
:- كيلو إلا حاچة بسيطة
:- يعنى جد (قد) إيه؟
انخفض صوتها أكثر وطأطأت رأسها مغمغمة
:- كيلو إلا نص
أرتفع حاجبيه عالياً ثم أطلق قهقهاته الساخرة عليها
:- يعنى خسيتى نص كيلو بس
كتفت ذراعيها أمام صدرها ماطة شفتيها بتذمر طفولى، رفع كفه ووضعها خلف رأسها وقربها منه ليضمها إلى صدره ضاحكاَ
فكت عقدة ذراعيها وحاوطت خصره بحب ووجهها ينشرح بابتسامة عذبة وهى داخل أحضانه ثم مالت بشفتيها تقبل قدم صغيرها النائم بوداعه على كتف والده

**************


أخيراً تمت مراسم الصلح فى احتفال ضم رجال القرية، خيمة كبيرة تم نصبها فى نفس الأرض التى شهدت حادثة القتل قديماً والاختطاف حديثاً وكأنهم يجعلوها شاهدة معهم لعلها تُغلق بئر الأحزان وتوقف دائرة الانتقام
ضمت الخيمة العديد من كبار القرية، وضعت طاولة طويلة تصدرت منتصف الخيمة جلس خلفها يتوسط الجلسة مأمور المركز وعلى يمينه عدلى السمرى وأبنائه ومن وافق على الصلح من عائلة السمرى

وعلى اليسار النقيب مدحت الذى قام بكل الخطوات التمهيدية للصلح يجاوره مجاهد وابنه وأبناء شقيقه الراحل عسران، أما عائلة البدرى الممثلة فى يوسف وجلال فقد جلسوا خلف طاولة عمودية على الأولى لتصنع شكل زاوية قائمة وبجواره سليم العزازى وولده حسام كشهود على العقد
بدأت الجلسة من الصف الأول المقابل للمنصة حيث الشيخ رضا الذى تحدث لعشر دقائق عن فضل الصلح والتعايش فى أمان بين الأفراد والعائلات والذى حث عليه ديننا الحنيف ثم انتقل الحديث إلى مأمور المركز الذى وضح بنود الصلح وحث الناس على الحياة بسلام وتعاون
ثم قام المأمور بوضع عقد الصلح أمام عدلى السمرى فقام بالتوقيع بصفته كبير عائلة السمرى ثم وقع مجاهد وحامد وتلى ذلك توقيع الشهود واحد تلو الآخر
وانتهى المجلس بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم بدأ الحشد فى الانصراف
انتقل المأمور مع الأسر المتصالحة مرة أخرى إلى قسم شرطة القرية حيث سلم أحمد السمرى المبلغ المالى إلى عائلة أبو إسماعيل أمام الجميع ثم قال المأمور بصوت جاد
:- أظن كده حقكم وصل وواجب عليكم دلوقتِ تكملوا بنود الأتفاق وتسيبوا البلد
وضع حامد كفه فوق حقيبة النقود وهو يقف متكأ على عكاز طبى يساعده على السير حتى تشفى ساقه بينما قال مجاهد بتأكيد
:- هيحصل يا سعادة البيه المأمور ... العربية چاهزة جصاد الجسم وهنرحل طوالى
طأطأ جاد رأسه بحزن من مكانه بجوار باب غرفة الضابط النبطشى الخاصة بمدحت، امتدت يد جلال على كتفه يشد عليه بقوة ويبتسم فى وجهه مشجعاً
رفع جاد نظراته نحوه وقال بخفوت
:- يعز عليا أغادركم يا باشمهندس
قال جلال بتعقل
:- ديه مرحلة مؤقتة واللقا نصيب يا صاحبى
هز جاد رأسه بشجن، يكتم داخله أمنية واحدة أن يرى قطر الندى قبل أن يغادر للأبد لكن التقاليد والأعراف وثقة جلال به تمنعه أن يتجرأ بمثل هذا الطلب

***************

شعر عدلى بالخفة والارتياح وتنفس بقوة واستمتاع بعد أن تم الصلح وكأن ثقل كبير قد أنزاح من فوق قلبه، رفع عصا والده أمام عينيه يناظر رأسها الفضى بشرود وحوار يدور بخياله مع والده الراحل
:- خلاص يا أبوى سلسال الدم وجف وهنعيش فى أمان ... الجوة مش الخوف والترهيب وظلم خلج الله ... الجوة فى الرحمة وفى الإحسان للناس بكده تكسب محبتهم وطاعتهم ... أنا أتعلمت الدرس متأخر جوى وللأسف محاولتش أصلح اللى أنكسر لكن الأيام ساجت (ساقت) الفرصة لحد عندى وأنا أستغلتها
زفر بقوة مواصلاً حديثه الخيالى الذى يدور فى عقله
:- الله يسامحنى على اللى عملته زمان وربنا يجدرنى وأصلح اللى أفسدته ... ويسامحك يا أبوى
أرخى جفنيه بشجن يستغفر الله ويطلب العفو من ذنوبه، بعد عدة دقائق كان يقتحم الدار سعيد بوجه غاضب وصوت جهورى يتبعه ولده حمدى
:- ضيعت هيبة العيلة يا عدلى ... جهرت أبوك فى نومته ومرمغت اسم العيلة فى التراب
رفع عدلى رأسه يناظر شقيقه بهدوء والذى رفع سبابته يشير بها نحو عدلى بصلف وصوته الغاضب يشق هدوء المنزل
:- أنت خليص كبرت وخرفت يا عدلى وبسببك كل رچالة العيلة هتمشى وراسها فى الأرض (تحرك خطوات للأمام وانتزع عصا السمرى الكبير من يد عدلى واستطرد ببغض) أنت ماتستحجش تمسك الزعامة ... ولا عمرك كنت جادر عليها ولا تستحجها
هب أحمد وفاروق إلى داخل المنزل بعد عودتهم من نقطة شرطة القرية عندما تهادى إلى مسامعهم صوت عمهم الجهورى الذى يرج جدران المنزل
وفى لحظات كانا يحاوطان والدهما من الجهتين يزودان عنه كأسدين على وشك الهجوم والفتك بالعدو وفى أعينهم غضب وشراسة واضحة جعلت حمدى يتراجع خطوة للخلف بتوجس متخلياً عن والده
بينما قال عدلى ببساطة وعينيه مسلطة باستخفاف على ملامح شقيقه الغاضبة
:- رايد عصا أبوك خدها يا سعيد ... لو فاكر أن العصا هى اللى بتعمل الزعامة خدها وخد الزعامة اللى بتسعى طول عمرك وراها ... أنا مش رايدها ... مش محتاچها
وضع عدلى كفيه على طرفى الأريكة التى يجلس عليها ونهض بصعوبة بسبب جرحه المتألم ووقف بين أبنائه اللذين يفوقانه طولاً ورفع كفيه يخبط على كتفيها بفخر ويستمد منهما القوة وعنفوان الشباب الذى غادره قائلاً بتباهى
:- خدها ... خد العصى يا سعيد أنت محتاچ عكاز من خشب تتسند عليه ... لكن أنا عكازى أهو (ربت على أكتاف أولاده بقوة مستطرداً) كتاف ولادى ... كتاف من صلبى تسندنى فى حياتى وتشيلنى يوم مماتى
امتزجت أصوات أحمد وفاروق صائحة
:- ربنا يبارك فى عمرك يا أبوى ... ربنا يطول فى عمرك يا أبوى
ابتسم عدلى بثقة وتفاخر وسلط نظراته على مقلتى شقيقة الحاقدة بعد أن ألقى نظره على حمدى المنكمش فى الخلف يتابع بصمت وهوان ... رفع عدلى ذقنه وقال باعتزاز
:- خد العصى يا سعيد وأفرح بها وأمسك الزعامة ... أتمريس على الكبير والصغير كيف ما بدك ... أنا متنازل عنيها ... لا أنا ولا ولادى محتاچينها مش عصا اللى هتعملنا كبرات البلد ... الكبير كبير بجيمته وعجله وده اللى أنت مش هتجدر تسد فيه يا سعيد
ضحك سعيد باستخفاف ومرر نظره على شقيقه ببغض ثم قال بتحدى
:- هتشوف ... هتشوف كيف هكون كبير العيلة وأرچع لها مچدها وهيبتها (أشار برأس العصا الفضية نحو عدلى بتعالى مردفاً) وههملك تعيش فى دار العيلة الكبير لاچل خاطر دم السمرى اللى بيچرى فى عروجك
ضحك عدلى باستصغار ووضع كفه على موضع جرحه بآلم فأسرع أحمد وفاروق ليسندوا والدهم ويجلسوه ببطء
أعتدل عدلى فى جلسته وهو مازال يضحك ثم هدأت ضحكاته وتبدلت نظراته وصوته للجدية
:- أبوك سيد السمرى كتب الدار باسمى من زمن بعيد يا سعيد ... كان خابر إنك لو أمتلكت الدار فى يوم هتمنع الكل من دخولها ... لكن بوچودى الدار هتفضل مفتوحة لكل ولاده فى أى وجت
جز سعيد على أسنانه بغيظ ومد يده يرفع طرف عباءته التى انزلقت من فوق كتفه مع انفعاله وتحركه المستمر ثم رفع العصا فى يده ولوح بها بتفاخر أمام عينى عدلى وأولاده واستدار مغادراً مع ولده وقبل أن يخرج من باب المنزل ارتفع صوت عدلى الرخيم
:- سعيد ... جول لرچالة العيلة إنى أتنزلت عن زعامة العيلة لك ... بلاش تصغر نفسك من أولها
رمقه سعيد بغيظ ثم اندفع مغادراً للخارج وقد نال ما يسعى إليه منذ زمن

**************

قـــــراءة ممتـــــــعة



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 15-06-21 الساعة 11:19 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس