عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-21, 02:23 AM   #1093

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

تعلمت الروية في الردود، تشتري أولًا قبل قبل أن تدلي برأيها، الجد العجوز غاضب من الجميع وهاتفها، صب جزء من غضبه عليها وفي موقف آخر مع أناس آخرين كانت لتصرخ فيهم دون قبول أن يتبنى أحد دور العراب في حياتها
لكنه عرّابها بالفعل
أخفض صوته المهيب بعد شكواه من العائلة:
ـ أريدك أنتِ ومُعز إلى جانبي.
حاولت الرفض بلباقة:
ـ لكن حياتي هنا مستقرة.
زعق فيها فأجفلها:
ـ لكنني سأموت قريبًا وأريد الشبع منكما.
زفرت بعمق، يضغط عليها وتعرف ذلك جيدًا، وخزة حارقة تخترق قلبها فتشعر بالمسئولية، لم يسند ظهرها في هذا العالم أحد قدرما فعل هذا الرجل إضافة إلى شعور بالانتماء إليه، يوم قدمها للعائلة في اجتماع أجبر ابنه أمين على التنازل لها عن نصف ما يملك كان يضعها منزلة العزيزة التي ذاقتها للمرة الأولى في كنفه، أخبرته بضيق حقيقي:
ـ لا تقل هذا، عمرك طويل.
رد عليها في يقين:
ـ لكنني عشتُ عمرًا طويلًا بالفعل.
حكت جبينها فأردف:
ـ حظي سيء أنكِ وحفيدي الصغير أتيتما إليّ في نهايته.
نفثت في يأس:
ـ أرجوك كف عن الضغط عليّ.
هتف بقوة:
ـ اخرسي يا فتاة.
رفعت حاجبيها صدمة تسمعه يهدر:
ـ ألا يكفي ما فعلته في حفيدي من أجلك.
هنا اشتعل غضبها، لا تراه قد عاقب حفيده المدلل كما يجب، أخبرته بذلك في وقاحة:
ـ أين ما فعلته به، يفعل ما يحلو له دون إكتراث بأحد.
ضحك بصوت عالٍ:
ـ تعالي إلى المنزل وسنفكر معًا في طريقة لتأديبه.
تنهدت وصمتت وهلة تفكر، وجدت الأفكار تتلاحق في رأسها وضغطه عليها يزيد الطين بلة:
ـ امنحني مهلة أفكر فيها.
سارعت بالنفي حين وجدت نفسها تمنحه بعض الأمل:
ـ وفي النهاية سأرفض.
قطع عليها ثرثرتها غير مباليًا وأضفى صيغة الأمر على صوته:
ـ حضري نفسك وطفلك، أسبوع فقط وستأتين إلى المنزل.
تأففت بصوت مسموع قبل تقول في إصرار:
ـ لن أحضر شيء ولن تطأ قدمي بيتكم هذا.
زعق بصوت جهور مستنكرًا:
ـ كيف ترفعين صوتك في وجهي يا فتاة.
أخفض تردد صوته قليلًا:
ـ لا يجرؤ أحد على فعلها، من الواضح أن تدليلي لكِ ليس في محله.
زفرت بقوة تتراجع عن موقفها المتحفز بعض الشيء:
ـ لكن...
قاطعها صارمًا:
ـ ليس هناك لكن، أنا قررت وانتهى الأمر.
حشرها في زاوية ضيقة فحاولت الهرب بأي طريقة:
ـ دعني أفكر أولًا.
أجفلها بحدة صوته:
ـ أنا فكرت بالنيابة عنك.
سمع صرختها المكتومة المغتاظة تجيبه:
ـ موافقة.
لم ترَ ابتسامته التي انحفرت ببطء وغمرت محياه، مصعب مُحق نوعًا ما، تلك الفتاة حين تستلم زمام الأمور كليًا تماطل إلى ما لا نهاية..
كبح بسمته يخبرها في هدوء:
ـ سأطلب من عمتك رحيمة تحضر لكِ جناحًا جديدًا.
استنكرت وتلك المرة اختارت بنفسها:
ـ وغرفتي ماذا حل بها!.
توقف لحظة صمت قبل أن يسألها بجبين منعقد:
ـ تقصدين جناحك مع مصعب.
أجابته في بأس:
ـ أجل.
ما زال لا يفهم لكنه هادنها:
ـ موجود بالطبع في انتظارك إن كنت تريدين.
سارعت بالتأكيد:
ـ أجل أريد.
تم الاتفاق وبالنهاية ستحط في أرض الفرعون مرة تالية، لن تهرب من القدر فقد تعبت من هرولتها دون نتيجة، ستطأ قدماها آخر غرفة يتصورها أحد وستواجه بجسارة لأن صاحبة العزة لا تهرب..
..
نصف روح
نصف شعور
حتى الابتسامات يوزعها مبتورة
يمارس الحياة بنصف شغف ولم يكن هكذا يومًا، استقر في برلين كيلا يفرض نفسه عليها وأيضًا يتبع سياسة خبيثة حين يزورها يعانق ويقبل متخليًا عن تمرير الشعور الذي اعتادته، كف عن الركض خلفها كي تتعلم الهرولة تجاهه بدورها يكفي إجبارًا لها فمذاق استسلامها الكامل قد أفسد له متعة التخطيط ونيلها بالتحايل..
يحتمل فوق احتماله كي يصمد، أعراض الأنسحاب ما انفكت تؤرقه ولا يبدو أنها ستنتهي، تعلق وكره ونال واستبد فأدمن وصارت جزء من روحه لا ينفصم، للاستبداد نقمة عرفها حين جرب..
كان في شقته بعد يوم عمل مرهق، أخذ حمامًا وخرج يحتل أريكة الصالة، أخبار العالم في التلفاز مملة واتصالاته بعزة لا تجد منها صدى، تثير جنونه ويكاد يذهب إليها يحطم رأسها قبل أن يجبرها على الاستسلام له ولا عزاء للذريعة التي تبحث عنها، يعرفها ويعرف أنها تكابر وتخنق كل رغبة تسوقها إليه..
هاتفته روضة فجذب هاتفه ينظر إلى شاشته بعقدة جبين، لها شهور طويلة لم تهاتفه، رد عليها وبمجرد أن سمع تسارع أنفاسها المرتاب ارتخى في جلسته يخبرها في مرح:
ـ جئتِ في وقتك يا روضة.
صمت لحظة يتلذذ بوجيب أنفاسها الذي اضطرب:
ـ ماذا ترتدين الآن.
أجابته في براءة:
ـ أرتدي ملابس العمل يا سيدي.
تنهد وعاد إليها بصوت ثقيل:
ـ وماذا ترتدين تحته.
ترددت قبل أن ترد بجهل عن نوياه:
ـ لا أرتدي شيئًا ياسيدي.
انتفض ضاحكًا، ظل في نوبته العارمة والفتاة على الطرف الآخر أكلها التوتر، التقط أنفاسه يحذرها:
ـ لا تخبري أحد بذلك فأنا أغار.
تساءلت روضة التي سئمت من تلاعب هذا الرجل بها:
ـ أخبرهم بماذا لا أفهم.
ضحك بخفوت يجيبها:
ـ أنك تتجولين في المنزل بلا ملابس داخلية.
شقهت ولطمت خدها، كزت على أسنانها وكتمت صراخًا وعويلًا:
ـ لكنني أرتديها بالفعل.
حك جبينه وانفجر ضاحكًا:
ـ ما لونها إذًا؟.
نهرته بصوت مكتوم:
ـ لا يصح ما يحدث وسأخبر السيد سليمان بنفسه.
توقف عن الضحك فجأة فأرهبها، صمت كثيرًا فدب الرعب أوصالها، خرج صوتها خافت خائف بشدة:
ـ سيد مصعب.
ابتسم يسبل أهدابه:
ـ لن أسامحك إلا إذا وافقتِ على زيارتي ليلًا.
اندفعت تسأله كأنها وجدت خلاصًا منه:
ـ كيف أزورك في وجود زوجتك.
تشوش قليلًا يسألها:
ـ وجودها أين!.
التقطت روضة أنفاسها وهدأت نفسها تمامًا قبل أن تجيبه:
ـ هذا ما هاتفتك من أجله ياسيدي.
نحى هزله جانبًا، انتبه لها كليًا يستفهم:
ـ ما الأمر يا روضة اخبريني.
تلبستها الجدية كليًا:
ـ أظن أن سيدي سليمان أراد أن يوصل لكَ رسالة غير مباشرة.
أوشك على الغضب فارتفع صوته:
ـ انطقي يا روضة أنا أسمعك جيدًا.
هادنته بصوت خفيض:
ـ السيد سليمان طلب من سيدتي رحيمة أن نحضر جناحك مع السيدة عزة.
توقفت أنفاسه التي كانت تسمعها بطيئة قبل قليل، غالبت التردد وأردفت:
ـ كنت أنظف مجلسه وأظنه تعمد أن أسمع ذلك، وسمعته يقول أنه لن يخبرك بنفسه أما إن شعرت بذلك وحدك فلا بأس.
شرد مصعب قليلًا، دبت النشوة أوصاله بغتة، نفرتاري ستعود دياره أخيرًا، سمعت روضة زفرته بعد الهدوء التام، سمعته يضحك بخفوت خبيث قبل جملته الماكرة:
ـ وما المشكلة يا روضتي سأتسلل أنا وأقتحم غرفتك في المساء حين تنام زوجتي.
ضربت جبهتها قبل أن تتمالك أعصابها:
ـ حمدًا لله لا أبيت الليل في قصر زايد.
رده كان لها بالمرصاد ضرب حجتها في مقتل:
ـ قصدت غرفتك داخل منزلك أنتِ يا روضة.
***
قتل كل فرص رفضها، ورغم ذلك لم تشعر بأنه يجبرها، منحها سليمان زايد شيئًا لم يمحنها إياه شريك الدم، عمها ذات مرة هددها بالطرد من المنزل من أجل زوجته وهذا الرجل لا يتحدث عن منزله الضخم إلا وقال عنه بيتها..
وافقت وليست مرغمة بل لاصراره على عزتها
استيقظت ذات صباح تشبع وجنتي مُعز البضتين قبلات غير منتهية، ودعت أمل وليلى واتفقت مع دميانة أن تسبقها فالعروس قد أوشك عرسها أخيرًا..
لم تخبر مصعب وإن سألها ستقول له أنه ليس زوجًا كي تخبره حين تغادر المنزل، كانت زاد وزوجها بانتظارها في الخارج، عانقتها بمحبة ومدت يديها صوب مُعز:
ـ تعال إلى عمتك ياصغيري.
انكمش معز متمكسًا بأمه التي شددت على عناقه:
ـ مرتبط بي بشدة، امنحيه بعض الوقت وسيعرفك جيدًا.
مسدت زاد شعر الرضيع باسمة، استأذنت منها عزة وتراجعت للخلف حيث تقف رفقة جوار سهيل تحبس دموعها، وقفت عزة أمامها مباشرة فتهربت الأخرى وسالت عبراتها قبل أن تتلمس وجود أخيها وتجهش في البكاء، تنهدت عزة بحزن، اكثر ما يغضبها من نفسها هو ترك رفقة خلفها:
ـ لن أطيل الغياب عنكِ يا رفقة.
مدت يدها تزيح عبرات ابنة عمها عن وجنتها:
ـ مُعز سيبكي مثلك.
حاولت رفقة الكف عن البكاء والتقطت منها الصغير تحتضنه وتغمض عينيها:
ـ سأشتاق إليه.
ربتت عزة على كتفها تميل إليها قليلًا:
ـ اتفقت مع سُهيل أن تزوراني قريبًا.
التفتت صوب سهيل تؤكد عليه:
ـ سأنتظركما يا سهيل.
أومأ لها موافقًا:
ـ بالتأكيد يا عزة، المهم أن تكوني متأكدة من قرارك بالسفر إليهم.
أخبرته في يقين:
ـ متأكدة جدًا لا تقلق سأكون بخير.
عانقت رفقة وقبلت وجنتيها تباعًا وأخذت منها مُعز، لوحت لأبناء عمها وعانقت ليلى التي حاولت التماسك قدر استطاعتها وأخبرتها أنها ستزورها قريبًا..
احتلت مقعد سيارة منصور الخلفي مع طفلها وجاورتها زاد التي مازحت زوجها:
ـ اعذرني يا منصور أريد الجلوس جوار مُعز فصغيرنا لا يُقاوَم.
ابتسم لها وركز في قيادة السيارة متوجهًا إلى منزل العائلة في الجنوب كما اتفق معه جده..
قبل الوصول بمسافة كيلو متر واحد توقف منصور جانبًا حين ضيقت عليه سيارة، رأى مصعب يهبط منها بعدما أوقفها أمام سيارته، تقدم صوب السيارة تحت الأنظار المذهولة، ولوح لمنصور في حيوية:
ـ مرحبًا يا ابن العم، من الواضح أنك بخير.
أشاح منصور بوجهه في ملل فتخطاه مصعب إلى عزة وزاد الجالستين في الخلف، فتح باب عزة التي ألقت عليها سهام نظراتها وكادت تحرقه بها، ركز بصره عليها في هدوء:
ـ هل بإمكانك الانضمام إليّ أنتِ ومعز من فضلك؟
يطلب بكياسة ويبالغ في احترامه لها أمام أفراد من عائلته وقد تعلمت درسها جيدًا، سألته متصنعة الدهشة:
ـ لماذ لم تخبرني أنك ستأتي كنا وفرنا على زاد والسيد منصور مشقة الطريق.
ابتسم لها في لؤم وقد فهم الاستراتيجية التي تلاعبه بها:
ـ أنا آسف بشدة لكن قصدت مفاجأتك.
ابتسمت له وكأنها في غاية السعادة لأنه رأته:
ـ أروع مفاجأة لو تعلم.
أخفت زاد التي فهمت ما يدور حولها ضحكتها قبل أن تشجع عزة:
ـ هيا اذهبي معه وأنا سأعود للجلوس في الأمام جوار منصور.
منحته طفله فضمه إلى صدره يدفن وجهه فى كل جزء يطاله منه، غاب به عن العالم للحظات طويلة فجنح منصور بسيارته تاركًا مصعب وزوجته خلفه، وقفت عزة قبالته تراقب عناقه لطفلهما، رفع وجهه إليها يبتسم لها فيحيرها:
ـ مرحبًا مجنونتي، اشتقتِ إليّ أليس كذلك!.
لا داعي للإنكار الآن أدمنها ويتوق للاغتراف أكثر، أولته ظهرها بلا اكتراث وتوجهت صوب السيارة تتأفف كعادتها، جلس في مقعده واضعًا مُعز فوق ساقيه، حاولت أخذه منه حين جلست جواره فلم يمانع بل إنه تعمد ضمها إلى صدره حين منحها الرضيع، لمسته غير مريحة بالمرة بل شغوفة حارة أكثر من اللازم، ابتعدت عنه تقرب معز من قلبها بقوة وتستقر في مقعدها تحاول مغالبة الشتات الذي دب أوصالها..
وصل بها بوابة قصر زايد فوجدت السيد سليمان بنفسه في انتظارها في الخارج، تلهف الترحيب بها كما أنها وجدت مجموعة من العائلة في انتظارها معه، زوجة العم الثانية، تعرفها قبلًا السيدة لبيبة هي أول من تلقف الطفل منها وعانقه، استغربت لهفتها على الرضيع في البداية، ترحيب المرأة بها حار كترحيب الجميع، أشعروها أنها عادت ديارها التي ولدت فيها، أول مرة يحدث لها ذلك، استسلمت لعناق السيد سليمان ووجدت نفسها تنحني وتقبل كفه كما رأت مصعب يفعل..
خطت بأقدامها القصر، كعزيزة القوم التي عادت بعد غياب، لديها من الجراءة ما يجعلها تعود لذات الغرفة، صعدت إلى الجناح فقد أخذوا منها مُعز وتركوها وحدها، ترنحت قليلًا في الممر قبل أن تثبت أقدامها أرضًا وتقف على صخرة ثابتة، مضت كما هي حتى وصلت لباب الجناح، شعرت به خلفها كالمارد لا تردعه مشاعر، استدارت له ببأس ملكة بل صاحبة العزة والأرض وأكثر من يستحق العرش:
ـ لن تسكن غرفتي ما حييت يا مصعب.
لم يبدو لها متأثرًا تركها تدلف وحدها وتغلق الباب في وجهه، حين أغلقت الباب على نفسها بداخل العرين اهتزت، بل زُلزلت وضخ قلبها الدم حد الجنون، غابت في الذكرى وعادت تتضح لها الرؤيا وتختار، لن تغفر فليس لديها المقدرة، ستأخذ وتمنح وتشارك وتعيش سعيدة حتى وإن تضمنته المعادلة!
..
غاب عنها مُعز والليل أسدل ستاره المخملي، خرجت تبحث عنه فسألت خادمة صغيرة كانت تتربص لها منذ البداية:
ـ أين مُعز؟
تقدت منها الخادمة في احترام:
ـ طلب مني سيدي مصعب أن أخبرك أنه معه في غرفته.
أومأت لها فأردفت الفتاة تعرفها بنفسها:
ـ أنا روضة ياسيدتي كلفني السيد سليمان بالاهتمام بكِ.
ابتسمت لها في مودة:
ـ مرحبًا يا روضة.
غادرت الفتاة تاركة إياها خلفها، مضت عزة تحفر الأرض هبوطًا إلى غرفته، صارت تعرف بعضًا من طباعه المراوغة، يستقطبها بالطفل وتفهمه جيدًا، طرقت الباب ففتحه وتصنع الصدمة:
ـ عزة!
مهلًا هل سمعته جيدًا، لقد نطق اسمها بطريقة صحيحة دون لكنة غربية، سخرت متعمدة:
ـ تدربت جيدًا على نطق الحروف!
أسبل أهدابه في غموض:
ـ أجتهد فقط.
دلفت فأغلق الباب وتوجه صوب النافذة المفتوحة لحظة وعاد يجلس جوارها، جلست ولم تنتبه لمّا فعله، أخذت منه الرضيع وعانقته، سألها بنبرة تعرفها تصنع فيها كل البراءة وخلفها المكر كله:
ـ أ لن ترضعيه!
كزت على أسنانها تخبره:
ـ دومًا تتصرف معي كالذكور.
مالت برأسها قليلًا تتوهج في مقلتيها شمس ساطعة:
ـ ما رأيك أن تتصرف تلك المرة كالرجال.
توهجت عيناه مثلها:
ـ ماذا تريدين؟
نظرت أمامها بظهر مشدود وقوة جبل لن يهتز:
ـ إرثي.
علق بهدوء:
ـ لكنكِ تمتلكين الآن....
قاطعته بكفها وأتبعت باللسان:
ـ الفكرة ليست في مقدار ما أمتلك، أريد حقي.
سألته بعدما استدارتها بكليتها إليه:
ـ هل تستطيع .
ابتسم في غرور:
ـ لم تجربيني بعد.
تنهدت وأضافت:
ـ أريد ستون بالمائة من حقي فقط.
سكتت لحظة وأكدت له:
ـ لا أريد الشقاء والأذى لأولاده..
اتسعت ابتسامته يسأل:
ـ وبعد ذلك؟
توحشت نظرتها كما يحب تمامًا:
ـ بعد ذلك نتحدث.
نهضت تغادر فتركها تفعل، عند الباب وجدته موصدًا فاستدارت إليه في جنون:
ـ أين المفتاح!
ابتسم في خبث وأشار صوب النافذة ببراءة:
ـ في الأسفل!
صاحت في حدة أفزعت معز:
ـ أيها الحقير، هل تحتجزني.
صرخ معز فضمته لصدرها وهدأت تمامًا تحاول تهدئته، تقدم مصعب منها ودار حولها يعانقها من الخلف هي وطفلهما معًا، همس قرب أذنها يثير جنونها أكثر:
ـ ستقضيان الليلة معي في غرفتي ولا نقاش في ذلك..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس