عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-21, 02:24 AM   #1094

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

عروس بخمسة أطفال
عروس لأب يعول جيش من خلفه!
بعد كل المدة التي مرت تم تحديد موعد الزفاف، أخذها من منزلها مع القليل من أقاربها إلى مدينته بسيارته، لا يزال بينهما تحفظ متبقٍ كأثر لسوء ظنها فيه، لم يناقشها في الأمر البتة، تعمدت أمه جمعهما في مكالمة هاتفية وأصدرت الفرمان بنفسها، سألت يوسف مباشرة:
ـ هل ما زلت تريد الزواج من تلك الحمقاء.
كتم يوسف ضحكته الخافتة بينما نهرتها دميانة بلطف:
ـ خالتي!
صاحت خالتها آنجيل دون رادع:
ـ من تسيء الظن بابني هي حمقاء بالتأكيد.
صمت الجميع لوهلة في انتظار رد يوسف الذي جاء في صوت رخيم هدهد أنوثة المتوترة على الطرف الآخر:
ـ أجل.. ما زلت.
لم يسمع أحد تنهيدة راحتها التي كتمتها كيلا تُفتضح لهفتها، أدارت السيدة آنجيل الدفة إليها في سخرية مبطنة:
ـ وأنتِ يا حمقاء بالتأكيد موافقة.
ضحكت دميانة في خجل:
ـ شيء من هذا القبيل.
أجفلتهما الزغاريد التي انطلقت مدوية عبر الهاتف، أطلقتها آنجيل فرحة بوحيدها الذي طال انتظار زفافه..
أتى يوم الزفاف بالسعادة الغامرة، كانت عزة قد أصرت على المبيت برفقة دميانة في الفندق قبيل ليلة زفافها الموعودة، فاق توتر العروس الحد حين وضعت خبيرة التجميل لمساتها السحرية على وجهها فبدت عروس هادئة بسيطة وراقية إلى أبعد الحدود، ثوبها طويل مغلق الأكمام ييبح مساحة مناسبة من جيدها ورقبتها للظهور بمظهر لائق، ربما تبدلت الأدوار قليلًا حتى تأخذ عزة دور الأم لأول مرة معها، عانقتها بشدة قبل أن تواجهها ببسمة راضية:
ـ مبارك يا دودو، أنتِ أجمل عروس في العالم.
ضحكت دميانة بهدوءها المعتاد قبل أن تلتقط منها مُعز وتعانقه:
ـ لدي خمسة أطفال سيكونون أصدقائك هنا.
تأبطت عزة ذراع العروس برضى وقد ارتاح قلبها لسعادة دميانة البادية عليها:
ـ أجمل ما في الأمر أنكِ هنا معي في هذه المدينة.
أتى يوسف لأخذها إلى الكنيسة لإتمام مراسم الزفاف وعزة وجدت زوجها يتجاذب أطراف الحديث مع موظفة الفندق التي تبتسم له بسمة لعوب أو هكذا رأتها عزة قبل أن تدك الأرض بقدميها وتذهب إليه وتدفع إليه طفلهما ببسمة سخيفة مقصودة:
ـ تفضل طفلك يحتاج إلى تغيير الحفاض.
تلقف معز ضاحكًا وشدد على عناقه معتذرًا للفتاة:
ـ الأبوة ليست سهلة كما أخبرتك.
ناظرته الموظفة بشفقة وحنان كبيرين مما استرعى حنق عزة فضربت قدمه بقدميها وكزت على أسنانه تتصنع الابتسام أمام الفتاة..
تم الزفاف المكرر التفاصيل، كانت دميانة تسترق النظر صوب يوسف من آن لآخر فيما يوزع ابتسامات بسيطة للحضور دون النظر تجاهها، ملت تجاهله لها وتوجهت إليه فارضة حضورها عليه، تمسك بكفها حين وقفت بجانبه فسرى الدفء وغمر أوصالها، طمأنها بمجرد لمسة بسيطة وإن لم ينظر إليها حتى..
وصلوا إلى المنزل سريعًا فزاد توتر دميانة التي ودعت عزة وزوجها وأقاربها ودلفت إلى منزلها برفقة زوجها وأطفالها الذين التفوا حولها، ألفوا وجودها سريعًا وصاروا يتعاملون معها بأريحة أسعدتها، جذبها يوسف من يدها متوجها صوب السلم الداخلي بعدما مال إلى أذن أمه هامسًا:
ـ إياكِ وإزعاجنا تحت أي ظرف.
كتمت أمه ضحكتها قبل إشارتها صوب الأطفال:
ـ وهؤلاء إن احتاجوكما في شيء ماذا أفعل.
كز على أسنانه يخفض صوته أكثر:
ـ تصرفي يا آنجيل بإمكانك عرضهم للتبني أنا لا أمانع..
تعالى صوت مريانا الحانق صوبه:
ـ سمعتك.
ترك أمه وتوجه صوب الطفلة يسألها بحمائية:
ـ ما هذا الذي تضعينه فوق شفتيكِ.
ضحكت الصغيرة في خفر:
ـ حُمرة قانية.
أشار صوب دميانة في وشاية واضحة:
ـ ابنتك تحتاج بعض الاهتما بها.
ابتسمت له دميانة وتقدمت صوب الفتاة تعانقها وتمسد خصلاتها بحنو:
ـ سأهتم بها لا تقلق.
ابتسم لدميانة لأول مرة في هذه الليلة وعلق يمشط ملامحها بعينيه ببطء:
ـ لست قلقًا وأنتِ هنا.
أخفت خجلها الفطري منه فجذب كفها وصعد بها إلى شقتهما العلوية..
مر عليه وقت طويل في انتظارها، أمضت بالحمام أكثر من ساعة قبل أن تخرج له بما يشبه الثوب المحتشم، رداء حريري بنصف أكمام قرمزي جعله ينهض من فوق الفراش ويقف قبالتها يسألها:
ـ لم تجدي ملابسك!
قطبت تسأله:
ـ ماذا تقصد.
ابتسم ساخرًا:
ـ أمي أعطتك شيئًا من ملابسها أليس كذلك!
هزت رأسها نفيًا، نفيها وقور مثل كل شيء فيها، جذب كفها الدافئ يعلمها أهم بنود الخلوة معه:
ـ اخلعي كل شيء على باب هذه الغرفة.
تهربت بوجهها تخفي ضحكتها منه وتنهره:
ـ يوسف.
حاوط خصرها ببطء متعمد مقربًا إياها من صدره:
ـ اسمي سيد يوسف..
ضحكت أكثر حد اهتزاز جسدها الضئيل بين أحضانه، قبّل رأسها ومن ثم مال يواجه وجهها يغوص في عمق السلام الساكن عينيها:
ـ لن أكرر ثانية، اخلعي وقارك وأمومتك وكل شيء يحول بيننا على باب غرفتنا.
تفهمت قصده، يريد زوجة فقط لا أكثر، سوف تعتاده وستكون الزوجة التي ينشد، سكناها جواره غير معالم العالم في نظرها، لم تجرب فورة الحب قبلًا، ذات مرة في مراهقتها اضطربت خفقاتها وذهب ذلك الأثر أدراج الرياح، حتى نيكولاس لم تحبه مثل يوسف، كأن هذه الرجل قبض على مكمن النبض في صدرها وهمس له بتهويدة تخصه وحده، تلاشت الفروق بينهما ومنحت قلبه السلام وغمرت روحه في المسرّة وبدأ الفصل الحقيقي في حياتهما معًا، كأنما كانت تتلهف للاكتمال به في قرارة نفسها ولم تكن تدرك!
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس