عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-21, 10:37 PM   #124

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل العاشر


الفصل العاشر




مجددا نشبت الخلافات بين العائلتين في القرية بعد إعتراف صالح بجريمة تائب وسكوت أصدقاء السوء عنها.
وبهذا تم زيادة الحكم على صهيب بصمته عن جريمة قتل.
وحدث في ظرف قياسي أن تم الحكم بالسجن المؤبد على تائب لسكوته عن القتل الخطأ وشروعه في القتل العمد بسابق إصرار وترصد.
ومع أنه أنكر هو وصهيب والصديق الثالث، لم يذع إنكارهم في آذان المحققين، فاعتراف صالح، وشهادة سلمى أنها رأت زوجها يتم دفعه ووصفها لملابس الفاعل والحاضرين هناك كان الدليل القاطع، ومع إضافة الشكوك السابقة فهم عندما لم يجدوا دليل عن القتل العمد للضحية عدي رجحوا الأمر لحادث سقوط أما الآن فالحكم أصبح نهائي.
وبتدخل من عز الدين ومعارف من جهته تدخلت السلطات في الصلح والفدية بين العائلات وكان هذا درء لمعاناة جديدة لـإلياس جديد و شروق جديدة.
عندما سمع إلياس بذلك تداخلت الأمور في رأسه وتشعبت، وشعر بشيء من الندم وهو يفكر لو أنه لجأ للسلطات المعنية بهذه الأمور.
ولكنه مجددا فكّر في شروق لو أنه لم يتزوجها و لم يجلبها للمدينة، لما أكملت دراستها ولتزوجت مثل شقيقتها سلمى وبدأت بمعاناة كسابقاتها.
انقبض قلبه للحظة عندما مرّ على خاطره كونها زوجة شخص آخر، فسارع يخرج هذا التفكير من عقله، فهو أصلا سيتحرر من هذا الزواج ويحررها ما ان يخرج ويجدها قد وقفت على قدميها بوظيفة وكيان عامر مستقل.

.~.~.~.~.~.~.~.~.

ارتجف قلب سلمى وجلاً وهي تدخل غرفة الإنعاش حيث ينام حمزة، فلم تدري هل هو في غيبوبة؟ أو كما يقولون ينيمونه بالدواء حتى يتوقف النزيف الداخلي من رأسه، وتشفى كسوره المتعددة في جسمه، فقد رمموا فيه حتى تعبوا.
لمست جبينه المغطى بالشاش الطبي ذراعاه لم يظهر منهما شيء، رقبته تحيطها المشد، قدمه مرتفعة في رباط لأعلى السرير.
أعطوها ثلاث دقائق فقط لرؤيته وقد انتهت فها هي الممرضة تحثها على المغادرة، فلمست جبينه لآخر مرة تتفادى التدقيق في ملامحه الزرقاء المتورمة وخرجت بقلب مفطور.

.~.~.~.

مع دخولها للشقة برفقة عنترة أجفل كلاهما على صوت صراخ، دخلا بسرعة ليجدا شروق تقف في وجه عمها والد سليمان بينما خدها قد طبعت عليه بوضوح أصابع صفعة، كانت دموعها تنزل تباعا على وجهها ولكن النظرة في عينيها لم تنحني ترد بقوة وحقد ظهر جليا

" إصفعني كما تريد لأنك عمي..وفي...مقام أبي..الذي مدّني لكم وأنا لازلت أرضع حليب أمي.. ولكنني لن أفعل ما تطلبون..أبدا..إن شئت أقتلني وأدخل السجن ولكنني لن أطلب الطلاق ولن أتزوج ابنك طالما أنفاسي تسكن صدري"

أسنانها تصطك غضبا تقف بأنفة وتحدي بموقف ثابت ذكرهم جميعا بإلياس.
أبعدت كتفها بعنف عن والدتها عندما جذبتها لتبتعد عن عمها الغاضب، كانت شروق تعلم بضعف أمها أمامهم وذلك أغضبها أكثر، فكل ما فعلته وهي تراه يصفعها أنها صرخت وها هي تبكي بصمت.
اشتعل صدرها غضبا من ذلك فنفضت نفسها وغادرت من أمامهم تصفق باب غرفة إلياس خلفها ثم أغلقته بالمفتاح، فهدر عمها خلفها

" ستتطلقين من آل حمادي ...وسأكسر ذقنك الذي ترفعينه في وجهي بزواجك من سليمان"

" تتزوج به الxxxxب السوداء إن شاء الله "

غمغمت شروق بلهجة ريفية بينها وبين نفسها تمسح دموعها بعنف تخرج كتبها من الحقيبة لتباشر دراستها البيتية.

.~.

خارج الغرفة بعد مغادرة عمهم سألت سلمى أمها بصوت عادي وملامح ذابلة متعبة من وضعهم جميعا

" هل فعلها والدي حقا يا أمي..وأعطى شروق لسليمان في حياته؟"
مسحت سهام وجهها من الدموع وردت وهي ترمقها باستهزاء على سيرته

" بمعرفتي بأفعاله وخِصاله.. أكيد قد فعلها "

خلفهما دخل عنترة الى الغرفة الأخرى الصغيرة وقد تعب هو الآخر من ملاحقة المشاكل يدفن نفسه بين أوراق جامعته وبين سماعات الهاتف يشغل الموسيقا بصوت عالي، معولا على دراسته ناويا الرحيل عن القرية كما فعلت سليمة بعد زواجها وكما هاجر سليم.

.~.~.~.~.~.~.~.~.

بعد عشرة أيام

قد زال التورم و زال الإزرقاق وعادت الملامح لطبيعتها، ثم و أخيرا فتحت العينين تحت المراقبة المتلهفة من الجميع، سواء الأطباء أو أهله.

" أين أنا؟"

بصوت بالكاد خرج سأل حمزة، رد الطبيب بنبرة متفائلة يطمئنه

" حمدا لله على سلامتك حمزة...أنت في المستشفى قد وقع لك حادث ولكنك قد تخطيت الخطر وأنت الآن في مرحلة متقدمة من الشفاء"

أدار حمزة عينيه على الجميع حتى توقف على والدته المنهارة في البكاء ثم سلمى الصامتة وبدت لعينيه فاقدة وزنها بملامح ذابلة جدا.

" أريد....التحدث....مع الشـ...رطة"

نبس، و بالكاد فهموا ما يقصد من التعب والتلعثم.

رد والده يربت على كتفه بلطف

" لا تقلق لقد تم إمساك المجرمين وعُرف كل ما حصل "

وبعد وقت من فحوصات الأطباء وأسئلتهم، واطمئنان أهله، قالت الممرضة أنه يحتاج للراحة فخرج الجميع عدا سلمى التي لم تتكلم طول الوقت ترمقه بنظرات ظاهرها هادئ وداخلها قلق وفرح.
تقدمت تحت نظراته المنتظرة حتى وصلته واقتربت منه برأسها وابتسمت بتفائل

" الحمد لله على بقاءك حيا"

تحرك جهاز القلب مع ازدياد نبضاته ما جعلها تبتسم باستمتاع ولكنه كان غافلا عن ذلك وهو يسأل بلهفة ظهرت رغم تعبه وتلعثمه

" هل.. حقا أنتِ...سعيدة لبقائي.... حيا؟"

" بالطبع حمزة.. أنا كذلك! ألم نتخذ قرارا لبذل جهدٍ لإنجاح زواجنا؟"

رد خلفها بسرعة ولهفة بنظراتٍ تصب عليها بتركيز

" أقسم لك يا سلمى لو أنكِ تتركينني سأموت وأنا حي...نعم سأتنفس وسآكل وأشرب ولكنني سأكون ميتا من الداخل..أنا أحببتك منذ الصغر...وأحببتك في مراهقتي وفي شبابي...أنا..أحببتك دوما"

ارتجفت من نبرته وقوله وتداخلت أنفاسها فنزلت بنية لتضع قبلة على جبينه ولكنه غير مسار رأسها بيده التي بالكاد سليمة نحو شفتيه.

أصدر جهاز القلب صفيرا لم يلتفت له كلاهما

" أنا حقا أحبك يا سلمى"

همس بعاطفة لم يخبئها ارتعش لها كيانها، ثم ردت عندما شعرت أنها يجب أن تكافئه بما أنهما اتخذا قرار الإصلاح

" أنا أيضا ...أعني ..أنا أهتم لأمرك كثيرا"

كان دورها هي هذه المرة في التلعثم كان سببه الإرتباك، فلم يسبق لها أبدا أن وجهت له كلاما لطيفا مباشرة في وجهه، عدى الرسائل الورقية في المدة الماضية.
ازداد صوت جهاز القلب سرعة مع تزايد ضربات قلب حمزة حتى دخلت الممرضة تركض بهلع ثم ابتسمت بارتباك خجول، وهي ترى سلمى تشرف على حمزة فنطقت بحرج من حيث وقوفها بعيدا

" أرجو أن تنظري لحالة المريض سيدتي فهي لا تسمح بأي انفعال من أجل صحته"

تعرقت سلمى وكانت ستبتعد لتخرج ولكن أصابع حمزة تشبثت في ملابسها فاستدارت له بوجه أحمر

" عودي لزيارتي لاحقا"

ابتسمت تومئ وخرجت تحت أنظار الممرضة التي تكتم ضحكها.


.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.


بعد أشهر

وقفت شروق في الغرفة المخصصة لزيارة السجناء وهي تتحرق شوقا لرؤية إلياس أخيرا.
فتلك الأشهر الماضية لم تكن سهلة أبدا، كل مرة يأتي عمها أو إبنه سليمان ويخيفانها كانت تقف في وجههما كما كان يفعل إلياس، تعزز ظهرها بالمنظمة التي تحميها.. ولكن ذلك كان شاقا، فهي لم تستطع زيارته سوى الآن، قد كانت هناك أوراق عالقة جعلت من دخولها أمر مستصعب ولكن المحامية فعلت كل جهدها وأكثر حتى أصبح يمكنها زيارته.
استقامت و قلبها يطير فرحا داخل صدرها،
وحالما رأت الباب يفتح و يدخل منه إلياس لم تنتظر أكثر من ثانية وهي تتعرف عليه وانطلقت تدخل في أحضانه قوة.
استقبلها متفاجئا رغم توقعه ذلك منها، ابتسم يربت على رأسها فاكتشف بعد هذا الغياب بينهما أنها بطريقة ما أصبحت أطول، ولم يعد هناك داعي للإنحناء حتى يعانقها، ثم اكتشف هناك أشياء .. أو شيئين يعتصرانه عند صدره فأجفل للخلف يلعن ذلك المدّعي لأنه جلب سيرة ذلك الأمر، هو منذ ذلك الحين يردد في عقله كل الذكريات ولكنه أبدا لم تتحرك مشاعره ولكن لسبب ما، حساسيته أصبحت مفرطة بهذا الشأن، هل حدث ذلك بسبب السجن؟
أبعدها عنه مجفلا ثم ختم الأمر مبتسما بتوتر يغطي فعلته بعدما لاحظ دهشتها

" إشتقت إليكَ كثيرا إلياس"

هل كان عليها قول هذا بصوتها الذي أصبح يراه متغيرا لأكثر رقة و أنوثة غير تلك الصيحة الطفولية التي اعتاد سماعها، ابتلع ريقه يشير الى المقعد يرد مداريا ارتباكه يسُب ذلك المدّعي مجددا.

" أنا أيضا"

" لقد جلبت لكَ الكثير من الأشياء والأطعمة.. سوف يعطوكَ إياها بعد تفتيشها.. أتمنى فقط ألا يأخذوا منها شيء"

رد يرغب بالنظر نحوها مقابله ولكنه لا يقدر، فصوتها وحده أحدث كارثة في داخله

" لن يصلني كل شيء ولكن سيفعلون حتما.. شكرا لكِ"

ابتسمت باتساع وهي تمسك يده فوق الطاولة تزفه خبرا بفرح

" لقد نجحت في الامتحان بتفوق"

الآن فقط نظر لها و لاحت نظرات الفخر على ملامحه

" جيد.. جدا .. أنا واثق من نجاحكِ، لا تستسلمي ولا تخذلي نفسكِ"

أومأت ترد بحماس

" هناك الكثير من الأشياء التي أريد قولها لكَ وأريد استشارتكَ فيها... و.. و "

ضحك على تحركها السريع في مكانها يقول ماداً يده مربتا على قمة رأسها فوق الخمار في حركة اشتاق لها كلاهما

" اهدئي و أخبريني المهم منها"

شقت الابتسامة وجهها تشعر بنفسها عادت تلك الطفلة الحُرة تحت لمسة يده الحنونة فوق رأسها

" لقد سجلتُ في دورة للـلغات كي أعزز لغتي... والثانوية أقامت حفلة على شرفي لتفوُّقي في جميع المواد..حصلتُ فيها على تكريم... حضره أخوك عز الدين وأمي و عنترة.. اشتريتُ لكَ ساعة ولكن عنترة قال أنهم لن يعطوها لكَ فاحتفظتُ بها في البيت حتى تعود...و و..."

وصمتت مطرقة برأسها بعد الكلام المتواصل والذي تماوجت خلاله كل المشاعر على وجهها

" و.. لقد اشتقتُ إليكَ كثيرا، كما أن عمي يحضر للبيت ويقول كلاما كثيرا.. ومنه أنه يمهلني وقتا فقط حتى تخرج أنتَ وسيحصل على الطلاق بطريقته وبهذا سينفذ وصية والدي"
اشتدت يد إلياس فوق يدها كما محيت الابتسامة التي كان يرمقها بها، وحل محلها السخط، صمت للحظة يرتب أفكاره ثم جمع كلتا يديها بين يديه فنظرت لهما ثم رفعت عينيها الدامعتين الى عينيه الحازمتان

" لن يجرؤ أحد على أن تهديدكِ، صحيح أن السلطات لن تستطيع التدخل في هذا الأمر ولكنني سأحل الموضوع فلا تفكري فيه كثيرا، وما يقوله لن يحدث مهما فعل.. لن يحصل على ما يريد.. مهما فعل حسنا؟ ... فأنا لن أتخلى عنكِ سواء هنا في السجن أو خارجه"

" انتهت الزيارة"

قالها الحارس الواقف في الباب فاستقام إلياس تاركا يديْ شروق ولكن الأخيرة يبدو أن لها رأياً آخر واشتياقها لأمانها جعلها تتقدم بنفس اللهفة الأولى، وتحتضنه تمرغ وجهها في أمانها الفسيح تغمغم بما لم يفهمه وهو في حالة تيبس، ثم ربت على رأسها الذي أصبح يقارب كتفه طولا.
ثم تركها وغادر مع الحارس.

.~.

عندما كان الحارس يفتح باب زنزانته خاطبه ممازحا

" يبدو أنكَ لن تستطيع القَسَمَ مجددا إلياس..."

نظر له إلياس يحاول التركيز فيما يقول
فوضح الآخر وهو يدفع الباب

" شرطي من الذين كانوا في قاعة المحكمة صديقي وقد حكى لي أنكَ أقسمتَ... أنكَ لم تنظر لزوجتكَ الصغيرة يوما على أنها امرأة"

فور اشتعل إلياس غضبا وتقدم نصف خطوة في تحدي واضح حتى لا يكمل الحارس قوله، فابتسم له الأخير بسماجة مستفزة

" لن تستطيع القسم مجددا "

رد إلياس مباشرة ضاغطا على أعصابه

" وأنت لن تستطيع تأدية واجبكَ مجددا إن نظرت لها بعين ناقصة"

" على رسلك"

قالها و دفعه للداخل فزمجر إلياس وعاد يمسك قضبان الزنزانة بيديه ينظر الحارس بتحذير رفع له الآخر كتفيه باستفزاز يحرك المفاتيح في يديه مغادرا، هو لم ينظر لها بعين ناقصة فلديه زوجة تغنيه، ولكن رغبة استفزاز واتته من ردت الفعل التي رآها من السجين إلياس.

.~.

في ذلك المساء طلب إلياس إجراء مكالمة وقد حصل عليها، وما إن رفعت السماعة حتى قال بعد السلام

" أبي هل أهمُّك؟؟"

" ما هذا؟ هل اتصلت بي بعد كل هذه المدة لتسألني هذا السؤال الغبي؟"

" اذا ما دمتُ أهمُّك اعتني بشروق، فعمها يأتي اليها من وقت لآخر يهددها بالطلاق مني وتزويجها لابنه"

خرج صوته كالصقيع وعبر لسمع والده فغلى دم الأخير على حرمة بيت ابنه خصوصا وهو يعرف كيف أصبحت المعنية.

" اعتبر الأمر منتهي، كذلك أخبرها إن حدث شيء أن لا تنتظر زيارتكَ لتقول لك.... تستطيع اللجوء الي أنا "

ابتسامة لم يدري من أين أتت شقت طريقها الى شفتيه اليابستين وهو يرد على والده قبل اغلاق الخط

" شكرا أبي"

من الطرف الآخر استقام عبد الله يضرب عصاه على الأرض مناديا

" عثمان تعال لدينا مشوار لنذهب اليه نحو آل سعد "

.~.~.~.~.~.~.~.~.

أرجعت سماعة الهاتف لأذنها بحماس وفرح كبيرين بعدما عرفت هوية المتصل، لم تصدق أنها في نفس اليوم رأته والآن تسمع صوته، بينما أمها قربت أذنها للهاتف تسمع معها فجاءهما صوت إلياس

" شروق لا تأتي لزيارتي مجددا"

استقامت من جلوسها باستغراب ثم تجمدت في مكانها وصوته يخترق مسامعها وأمها تلصق أذنها في الهاتف معها وهو يكمل

" لا تأتي مجددا لزيارتي "

همست تسأله بتقطع

" لـ.. لـماذا؟؟"

أتاها صوته عبر السماعة يزيد من حيرتها وتخبطها، كيف لها أن لا تزوره و قد بقيت على انتهاء محكوميته ثلاث سنوات وأشهر؟! والآن فقط سمحوا لها بزيارته

" لأنكِ صغيرة ولا يجوز أن تدخلي تلك الأماكن"

ردت وقد زادت وتيرة أنفاسها بقلق توشك على البكاء رغم رغبتها في تقليله

" ولكني أريد رؤيتكَ و.."

قاطعها بصوتٍ منفعل قد استشعرتْ محاولته لكبت انفعاله

" لا أريدكِ أن تأتي مجددا.. فهنا يوجد الكثير من الرجال أصحاب النفوس المريضة وأنت صغيرة "

" ولكن يوجد رجال حراس فقط والسجناء بعيدا عن مكان الزيارة"

بررت تدافع تريد اقناعه عن العدول عما يقول، فرد باستهجان

" وهل الحراس ليسوا رجالا؟؟"

" سوف ألبس النقاب"

رد بعد برهة قصيرة و قد بدى لها صوته متعب فجأة

" لا شروق، سواء لبست نقابا أو أتيت بحجاب عادي، لا أريدكِ أن تأتي مجددا فنفذي ما أقوله من فضلكِ لا أريد أن أتشاجر معكِ"

" ولكني اشتقت إليكَ كثيرا وأريد رؤيتكَ لأني... لأني..."

آتاه صوتها المتعثر في تزامن مع صراخ عرفه لأمها تزجرها

" يكفي، أغلقي الهاتف هو يقول لكِ لا أريد رؤيتكِ وأنت تتعلقين في قدميه لم يبقى سوى أن تعترفي بحبكِ له"

توقف قلب إلياس للحظة وعاد يضخ في صدره يشق صمت ضلوعه حتى شعر بالألم فيه، فسارع لاغلاق الخط وهو يسمع صوت شروق يعود متلعثما تكمل قولها

" أنا أريد رؤيتك لأني..."

وأغلق الخط

" لأني أحبك"

لم تستطع النطق بها إلا عندما سمعت صوت اغلاقه للخط.
خارت قواها فنزلت للأرض تُحكم إمساك الهاتف قرب أذنها ولم تتركه وكأنها تريد سماع صوته، فجأة جائتها ضربة قوية على ظهرها من أمها تزجرها بنفس الطريقة

" يا غبية الرجل يقول أنه لم يعد يريد رؤيتكِ متحججا بالرجال.. ألا ترين أنه ندم بسببك لأنه خسر عمله وسنين من عمره وأنت تريدين البوح بحبك؟ ألا ترين أنه يعد السنوات ليخرج ويفتكَّ منكِ.. فما يبقيكِ على ذمته هي بعض الكبرياء التي يحفظ بها وجهه أمامنا وامام المحكمة لأنه لم يطلقك بناء على طلبكِ يتحمل مسؤوليتك حتى وهو داخل السجن"

ولكن كل ذلك الكلام اعتبرته شروق هراء وهي تقف وتدخل الغرفة بصمت غير عابئة بشيء سوى صوته الذي تريد سماعه مجددا بما أنه حرم عليها رؤيته مجددا.
أتى عنترة من المطبخ ومدَّ كأس ماء بارد لأمه لتبرد دماءها التي فارت وقال يجلس بجانبها يطالع كتابه

" أتركيها يا أمي، فهي لن تستمع لأحد غيره فقد سبق وخذلها الجميع دونه"

نظرت له بغضب كان دفينا وقد خرج ما ان ابتعدت عن القرية وأهلها

" تلك الغبية إنها تظن نفسها تحبه، هي فقط مسحورة لأنه عاملها جيدا لسنوات ولكنه الان أفاق من صدمته بسبب السجن ويريد التراجع لو استطاع... الغبية لو أنها تطلب الطلاق فهي الآن فقط بدأت شبابها وتستطيع الزواج من من تريد ومن هو في سنها وليس أحد ما إن يخرج من السجن حتى يقارب الأربعين"

رد عنترة عكس هدوءها رغم استنكار نظراته من منطقها

" أنا أراه قد ضحى بسنوات عمره التي تقولين عنها من أجل ابنتك الشابة، لا تظلميه بحكمك.."

كان سيقول : حكمك الجائر. ولكن بِرًّا بها وبنفسه أعرض عن قوله وصمت.
بينما هي لم تصمت تعبر عن كل كدرها في ابنتها تعوض الصمت والهوان الذي لاقته على مدار السنوات والآن فقط تستطيع التعبير عن رأيها.

.~.~.~.~.~.~.


تجاوزت سلمى عتبت الباب تساند حمزة تنظر لقدميهما بحرص وما إن أجلسته على مقعده أمام باب البيت حتى رأته ينظر حولهما فنظرت له بدورها باستغراب ثم رأته يضع اصبعيه على شفتيه ثم رفعهما حتى وضعهما على شفتيها مبتسما بإثارة
كتمت بسمتها تحت اصبعيه ثم قالت تحتهما

" سيتم تجريدك من كل الحقوق في الخروج براحة ان شاهدك أحد أهالي هذه البؤرة كما يقول سليم"

ضحك باتساع ثم رد

" انتظري فقط حتى أسترد عافيتي بالكامل وسنغادر أيضا للمدينة بعيدا عن البؤرة....سأقوم بفتح محل تصليح السيارات وسنعيش معا بعيدا عن كل الأذى...فقط أنا وأنت..ثم نعود للزيارة ونغادر مجددا"

أومأت تمسك يده بين يدها وتنظر للبعيد متفائلة بينما هو كان يتأمل أصابعها التي التفت حول يده بإحكام وحتى الآن لا تتوقف دقات قلبه عن التسارع كلما كانت قربه.
أغمض عينيه يدعو الله أن يكون في قلبها كما هي في قلبه.



.~.
.~.~.
.~.~.~.

انتهى الفصل العاشر


قراءة ممتعة
تعليقاتكم تسعدني وتحمسني


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس