عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-21, 08:34 AM   #46

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

صباحكم معطر بذكر الله

بداية بعتذر اني لسه مردتش ع تعليقات امبارح كنت مشغولة جدا وان شاء الله أول ما اصحى هرد عليها

اتمنى الفصل ده يعجبكم 💜


الجزأ الأول من الفصل التاسع

الحب كالغرق كلاهما يأتيان على غفلةٍ منك !
وضع عمار كفيه في جيبيّ سرواله وهو يدخل عليها غرفة مكتبها متأملاً دون أن تشعر
بلوزة زيتية اللون أسفلها سروال باللون البيج يحدد ساقيها الرفيعتان ..حجاب يخلط اللونين معا وما يظهر منها هو جانب وجهها
مشى بتمهل كسول حتى وصل إليها واتكأ بتكاسل على حافة مكتبها مائلاً
أجفلت سنا تنظر باستغراب للظل المخيم عليها ولم يكن سواه !
نظرته الناعسة لها جعلت الدم ينفجر في وجنتيها ساخناً فابتلعت ريقها متمسكة بنبرتها العملية وهي تقول :-
"أستاذ عمار هل تريد شئ؟"
"أستاذ؟!"
قالها مُستنكراً بعدم رضا ثم أردف وهو يشملها بنظراته :-
"ظننت أننا تعدينا هذه المرحلة سنا"
ونطقه لاسمها ناعم..مثير.. بلهجة شديدة الحميمية أرسلت دفقاً من السخونة في سائر عروقها !
ضعف غريب غير عادي يتمكن منها في حضرته
رعشة عنيفة تتملك عليها روحها وكأنها لأول مرة يحدثها رجل !
قلبها يهتز كعصفور صغير لا مخبأ له من العاصفة
تراجعت بكرسيها للوراء وعقلها يرفض هيمنته هذة فتقف متكتفة تقول بلهجة حاولت سبغها بالجدية :-
"لا أتذكر أن هناك ما حدث ليجعلنا نرفع الألقاب "
ويرفض خروجها عن نطاق هيمنته
هو عمار رأفت حين يريد شئ يفعله ويحصل عليه كما يريد وأكثر لذا اقترب منها متوقفاً أمامها مباشرةً وغمز بمشاكسة حُلوة :-
"يا ناكرة الجميل ألم نتصافى وعفيتك من تصليح سيارة أختى "
قبض على تلك الابتسامة التي كادت تخرج منها وكبحتها بصعوبة فابتسم بجزل ثم مال برأسه جهتها قليلاً..
قليلاً فقط ...
يثبت عينيه الجريئتان بعينينها الواثقتان على الدوام لكن هاهما يهتزان خجلاً فغمغم بثقة وكأن الأمر لا يقبل للنقاش لديه :-
"سأحادثك ليلاً"
ارتدت كالملسوعة ...و اتسعت عينيها بغضب ...قائلة بانفعال :-
"أنت جننت بالتأكيد لتطلب مني طلب كهذا
أنا لا أصادق الرجال يا سيد عمار ولا أتحدث معهم !"
لم يهتز !
فقط مطّ شفتيه قائلاً دون أن يتنازل عن لهجته الواثقة وهو يتحرك للخارج :-
"من قال أني أطلب أنا أخبرك بما سأفعله "
ونظرة تحتويها وكأنه يعلم كم أثقل عليها .. فرد ذراعيه قائلا ببديهية كمن يعرف ما يريد ولن يتنازل عنه أبداً:-
"أنا سأتزوجك !"

==================

ابتسم عمار بذهول لما استمع له من حديث يخرج من فم والده
فتاة جميلة تقف أمامه كالمشدوهه مما سمعت ويبدو أنها تحينت فرصة دخوله و خرجت راكضة
تابعها بعينيه حتى خرجت ثم عاد بنظره إلى والده
هل حقا سمع ما سمع ؟!
هل والده هو كان يعرض للتو الزواج على فتاة تقاربه في العمر
يقف أمامها يلتهمها بعينيه وكأن حياته متوقفة على ما ستنطق به ؟!
والده يحب في هذا العمر !
هل هي مزحة الموسم ؟
أم علها مراهقة متأخرة !
هل والدته تعلم لذا كانت ليست على حامٍ أو بارد منذ فترة ؟
والغريب أن والده حتى لم يُحرَج من نفسه أمامه
بل حتى لم يحاول أن يبرر له بل اتجه بخطواته الواثقة يجلس وراء مكتبه مُشبكاً كفيه وهو يقول بنبرته الواثقة :-
"تعالى يا عمار لما تقف عندك هكذا"
اقترب عمار ببطء وما زال الذهول لم يفارقه وكأن ما حدث للتو أمامه لم يكن سوى مشهد هزلي
جلس على الكرسي صامتاً لا يعرف ماذا يقول :-
"ماذا ألن تخبرني بسسبب الزيارة "
اتكأ عمار بقبضته المضمومة على فخذه وهو يقول بتهكم :-
"لا بسيطة يا رأفت باشا لقد جئت كي أفاتحك في موضوع زواجي لكني وجدتك منشغل بزواج نفسك..المعذرة لم أكن أعلم "
نقر رأفت بسبابته على سطح المكتب المصقول قائلاً بحزم :-
"حذاري أن تتهكم على والدك يا ولد هل جننت؟ "
عض عمار على باطن شفته السفلى بغضب ثم التفت إلى والده قائلاً بشئ من (العصبية):-
"فقط قل لي لما يا أبي ؟!
بما قصرت أمي معك ها؟"
لم يستطع أن يسيطر على انفعاله وصوته يعلو مواصلاً:-
"لقد أهملتنا أمي أحياناً من أجلك ... لم أراها يوماً تُقصر في حقك ...لم أرى منها سوى كل حب وتعلق بك .. كثيراً ما كانت تفضل راحتك على نفسها حتى قل لي لما "

وما يثير الغضب أكثر بل الجنون والحرقة هو ثبات والده أمامه دون أن يرمش له جفن ثم قوله بلهجة باردة مثيرة للاستفزاز :-
"أنا لا أفعل حراماً يا عمار
هو حق شرعه الله لي وأنا أخذ به ...أنا لم أدين أمك بشئ كما أني لن أطلقها ولن أتخلى عنكم أبداً"
نهض عمار واقفاً بانفعال وهو يقول بسخرية مريرة :-
" لن تُطلّقها حقاً؟"
ضرب كفيه ببعضهم وهو يواصل :-
"أكثر الله من خيرك يا أبي ...أنت لن تطلقها صحيح ..أنت فقط ستقتلها وتحيل حياتنا للجحيم "

هبّ رأفت من مكانه وقد انتقلت إليه عدوى الغضب وكأنه لم يعجبه محاسبة ابنه له فقال بشئ من الانفعال :-
"احذر أن تناقشني يا عمار..لست صغير أمامك لترفع صوتك وتحاسبني ..وأنا لا أخذ رأي أحد أنا سأفعل ما أريد وحتى كنت أنوي إخباركم أنا لا أفعل شئ خاطئ حتى أفعله في الخفاء "
كاد عمار أن يتحدث فقاطعه وهو يشير جهة الباب قائلاً بلهجة قاطعة :-
" لن اسمح بكلمة أخرى زائدة يا عمار ...الشركة ليست للحديث تفضل الأن"
نظر له عمار بغضب ثم اتجه جهة الباب مسرعاً لكنه عاد وقاطعه قبل أن يخرج قائلاً بتسلط أمر:-
"حذاري أن تخبر أمك أو أختك بشئ قبل أن أتحدث أنا "
لم يلتفت له عمار وهو يخرج صافقاً الباب خلفه وشياطين العالم تتقافز أمام عينيه !
…...............
بعد ساعة
كان عمار يجلس في حديقة منزل ماريان ينتظر نزولها فبعد أن خرج من عند والده هاتفها أنه سيمر عليها وهاهو ينتظرها منذ دقائق
بالأعلى...
تقف ماريان أمام المرأة تتأكد من مظهرها فقد كانت نائمة حين هاتفها عمار
وضعت بعض اللمسات التجميلية على وجهها ثم قيمت نفسها في (بيجامتها ) الحمراء ذات الخطوط السوداء بكم قصير يصل أسفل كتفيها وسروال يصل إلى منتصف ساقيها
جمعت شعرها الأصفر في رباط مطاطي ثم ارتدت خفها المنزلي ونزلت إليه
ابتسمت بإشراق وهي تلقي عليه التحية ثم جلست أمامه قائلة بمزاح :-
"أي رياح شريرة أتت بك ؟"
ابتسم عمار بسخرية وهي يعتدل في جلسته ثم قال بتهكم :-
"معك حق إنها رياح شريرة يا مارون ليس لها وصف سوى ذلك "
قطبت ماريان مضيقة عينيها وهي تسأله بقلق:-
"يبدو أن الموضوع جدي ماذا حدث "
تكتف عمار وهو يقول بلهجة مسرحية زائفة :-
"لا شئ فقط ضبطت والدي وهو يطلب فتاة تقربك في العمر للزواج "
فتحت ماريان شفتيها متصلبة وهي ترفع حاجبيها في ذهول وكأنها لا تصدق ما سمعت فنطقت بدهشة :-
"حقا؟ هل حقاً ما تقول يا عمار !"
مط عمار شفتيه وهو يقول :-
"صدقيني كنت أتمنى لو تكون مزحة "
حزنت من أجله وتغضن جبينها وهي تقول بتعاطف:-
"هون عليك يا عمار ربما تكون نزوة ..لكن هل علمت والدتك؟"
هز عمار رأسه نفياً ثم ابتسم قائلاً بسخرية :-
"لكن انتظري سأقول ما يجعلك تضحكين حقاً"
ابتسمت ماريان تنظر له بفضول ترى ما هذا الذي سيخبره بها فعمار قادر دوماً على تحويل كل شئ إلى دعابة
"ذهبت لأخبر أبي عن رغبتي في الزواج فوجدته يسبقني بخطوة وهو يطلب الزواج من فتاته "
انحسرت ابتسامتها وقد شحب وجهها وكأن لسعة من تيار كهربائي عالي المستوى أصابتها فابتلعت ريقها بصعوبة تسأله بصوت متهدج لم ينتبه له :-
"تتزوج هل ستتزوج حقاً؟"
حاولت أن تغتصب ابتسامة على شفتيها خرجت مريرة وهي تواصل السؤال والقلب المثير للشفقة يتمنى :-
"من سعيدة الحظ "
لمعة الحب في عينيه الشاردة كانت كسهم صوب جهة قلبها وتم غرزه قاسياً وهو يقول بعاطفة عاشق ما كانت تتوقعه بالأساس"
"إنها سنا الفارسي يا ماريان "
"أنا لا أحب سنا أو معجب بها فقط ..أنا أشعر أن قلبي أصبح بين كفيها الصغيرين فتُقلّبه كيفما تشاء"
احتشدت الدموع في عينيها حشداً حتى أنهما كانا يهطلان كالأمطار بلا رادع حتى أنها لم تنتبه لهم ولا حتى لغشاوة الرؤية بسببهم إلا حين سمعت صوته يقول بقلق :-
"ماريان لما تبكين ؟"
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تمسح عينيها سريعاً ..تحك أنفها الأحمر ثم تهب واقفة وهي تقول بتحشرج :-
"اعذرني يا عمار أنت تعلم أن هذا الوقت من السنة يسبب لعيني التحسس أحتاج للصعود للأعلى والجلوس في الظلام...سنتحدث لاحقاً "
لم تنتظر حتى رده ...لم تقدر أن تنظر في وجهه مرة أخرى لو فعلت لركعت تحت قدميه تتوسله حبها
حتى أنها لم تقف عند فعلتها التي لو أحد أخر لقال أنها طردته طرداً..
بل دخلت مسرعة إلى الداخل حتى أنها لم تستطع الصمود للأعلى بل دخلت الحمام وهي تغلق بابه خلفها منفجرة في نوبة بكاء هستيرية وهي تعض باطن كفها حتى لا يرتفع صوتها...
سخونة تزحف على سائر جسدها حتى أصاب أذنيها الطنين
لهيب ينهش في روحها كذئاب جائعة لا قبل لها على صدها
رباه أين كانت غافلة عن حبها له كل تلك السنوات ؟!
ما الذي فعلته بنفسها ؟
كيف تركت ذاتها تتعلق به هكذا ؟!
تحبه ؟!
لا هي تعشقه
بل تعشق أنفاسه!
عينيه الناعستان ..شقاوته الدائمة..وحنانه على من حوله
تلك السنا لا تستحقه
ماذا فعلت الأخرى كي يحبها هكذا وكأنها المرأة الوحيدة على الأرض
تغرز أظافرها في باطن كفيها قهراً حتى أدمتهم
لما أحب الأخرى ؟!
لما لم يحبها هي ... هي تجزم حتى أنه لا يراها
تبكي بضعف وهي تخبط رأسها في الباب خلفها ولا تعلم كيف تهدئ من احتراق روحها
بحق الله هي تغار ..
تموت كمداً من الغيرة عليه
ومُصيبتها أنها حتى لا تستطيع الاعتراف بذلك لأي مخلوق
لطالما كانت هي وعمار كالإخوة
هو بالذات لو علم سيبتعد عنها أميالاً وهي لا تقدر أبداً على الابتعاد عنه
نار قربه ولا جنة ابتعاده عنها أبداً...

==================

لا تعرف كيف وصلت إلى بيتها حتى !
حمداً لله أنها لم تصدمها سيارة أو تتعرض لحادث في الطريق
منذ أن خرجت من الشركة وهي كالمضروبة على رأسها
تعيد على نفسها السؤال مراراً وكأن أخرى غيرها هي من كانت هناك تستمع إلى الرجل وهو يحدثها
هل حقاً السيد رأفت طلبها للزواج منذ ساعتين فقط
هل حقا هي كانت تلك الفتاة التي كان السيد رأفت يمسك بذراعها طالبا ً منها الزواج ؟
خلعت ملابسها بآلية وهي تحمد الله على نوم جدها وإخوتها فليس بها أدنى روح حتى للتحدث بكلمة واحدة !
صوت جرس الباب جعلها تلف الشال حول كتفيها وهي تخرج سريعاً لترى من ولم يكن سوى محصل الكهرباء والذي أخذ منها أربعمائة جنيه ...
لم يكن بها روح حتى لتجادله بل أعطته ما طلب وأخذت الوصل منه مغلقة الباب خلفه وهي تعود أدراجها حيث كانت
جلست على الصوفة القطنية بجوار الحائط ولا تدري ماذا تفعل
مسؤوليتها كبيرة !
أدوية جدها و فحوصه الدورية تأخذ نصف مرتبها تقريباً
دمعت عينيها وهي تنظر للصغار النائمان بعمق على الفرشة الناعمة على الأرض
ملابسهم التي عفى عليها الزمن من شدة قِدمها تخالف ثراء ملامحهم البريئة بالطهر
رفعت عينيها للصورتين أمامها وكأنها تناشدهم متسائلة
"ماذا أفعل؟؟"
هل تذمرت يوما من والدها وهو على قيد الحياة مُتأففة من أفعاله فليعد دقيقة واحدة فقط لتقبل قدميه وتحتمي من مكر الدنيا أسفل ذراعيه
الرجل في عمر أبيها ويطلبها للزواج فجأةً هكذا دون أن يكلف نفسه عناء تمهيدها
نزلت دموعها بمرارة وهي تفكر ..
هل فكرها لقمة سائغة حين استغاثت به ليلاً؟
حين كانت ترد على اتصالاته وهي تأخذها بمحمل الأبوة ؟؟
الحمل ثقيل عليها بل يكاد يقسم ظهرها لكنها أبداً لن تستطيع أن توافق
إن تنازلت عن رغباتها في عدم انكشاف ماضيها والمضي قدماً في حياة سعيدة من أجل أخوتها وجدها
فكيف تتغاضى عن أنه رجل متزوج وله أبناء؟؟
كيف تبني راحتها على تعاسة غيرها
لو كانت أمها رحمها الله على قيد الحياة لدفنتها حية حتى قبل أن تفكر في الأمر
ألم تكن دوماً تقُل أن من تنظر لرجل متزوج ولديه عائلة هي فتاة وقحة عديمة التربية ..
تضم ركبتيها لصدرها تحاوطهم بذراعيها وهي تستند عليهم بذقنها غير عابئة بدموعها المتساقطة في صمت
لو حسبت الأمر بعقلها فهي المستفيدة بكل الأحوال ولو حسبته بقلبها فهي المكمودة بكل الأحوال
العجز يكبلها ويحيط بها ولا تستطيع حتى إخراس عقلها عن التفكير
تبدو كمن وقع في بئر لا قرار له ثم فجأة دَلّوا له بدلو من حديد مسنن
فهل تصعد أم تظلها عالقة؟!
صوت جرس الباب مرة أخرى جعلها تتأفف وهي تنهض غاضبة تمسح دموعها وفتحت الباب
وجدتها العجوز صاحبة البيت فرسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها وهي تقول :_
"أؤمريني يا خالتي "
ابتسمت العجوز قائلة :_
"لا يأمر عليكِ عدو يا ابنتي "
ابتلعت ريقها ثم واصلت:_
"جئت لأخبرك يا ابنتي أني سأسافر فابني طه قد أرسل لي لأذهب وأسكن عنده"
اربد وجه داليدا مسوداً وسألتها شاحبة :_
"هل تقولين أني يجب أن أبحث عن مسكن آخر يا خالة ؟"
هزت العجوز رأسها نفياً وهي تقول :_
"لا عشت ولا كنت يا ابنتي لأخرجكِ من مأواكِ .. أنا فقط أبلغك كي تتركِ لي الإيجار كل شهر في مكتب البريد و سأعطيكِ العنوان
وبالنسبة لشقتي التي في الأسفل هناك شاب قام بتأجيرها مني فلا تخافي لن تكوني وحدك"
تنهدت داليدا بإرتياح نسبي وهي تدعو لها ثم قالت بمجاملة :_
"تفضلي يا خالة"
هزت العجوز رأسها نفياً وهي تقول:_
"لا يا ابنتي جئت فقط لأخبرك"
أغلقت داليدا الباب خلفها مستندة عليه وهي تغمض عينيها بشدة متسائلة بينها وبين ذاتها :_
"ماذا تُخبئ لگِ الأيام أكثر يا داليدا؟"

=================

ثلاثة أيام
ثلاثة أيام مرت منذ أن جلب الفتاة لبيته
ثلاثة أيام حائر بين الندم والرضا عن ذاته
ثلاثة أيام يشعر أنهم بدلوا به ما لم يقدر شئ على فعله !
ثلاثة أيام منذ أن أنقذ الفتاة من موتٍ حتمي !
صوت رنين هاتفه جعله يمد كفه يأخذه من على الجارور المجاور للفراش الذي يرقد عليه ولم يكن سوى رشاد بن خالته وصديق عمله
فور أن فتح الخط أتاه صوت رشاد المهتم وهو يقول :-
"كيف حالكم يا عُمر ؟"
اعتدل عُمر في جلسته على الفراش وهو يضع ذراعه الأخر وراء رأسه قائلاً:-
"كما هو الحال خالتك سعاد تحتضن الفتاة كطفلة رضيعة لكن بالوقت ذاته لا تتحدث معي إلا للضرورة وكأنها تشك أني متورط مع الفتاة بشئ"
أتته ضحكة رشاد الخشنة ثم سأله مرة أخرى :-
"والفتاة يا عُمر هل تكلمت أم مازالت تهرب بالنوم "
ابتسم عمر ساخرا ً وهو يقول:-
" وهل تدعها خالتك تنام إنها تبدو كمن وجد كنزٍ يخاف فقدانه
لقد سألتني أكثر من مرة مؤكدة علي أن الفتاة لا أهل لها وكأنها تخاف أن يأخذوها منها "

تناول كوب الماء جواره يرتشف منه ثم أردف :-
"منذ أن انهارت حين استيقظت في بيتنا ووجدتنا جوارها وجلبت لها الطبيب وهي أفضل
لكنها شاردة ...هائمة في ملكوتٍ أخر سوى من نوبات الهلع التي تصيبها "
رفع حاجبه وصوت رشاد يأتيه مفكراً:-
"أظن أنها ستحتاج لطبيب نفسي يا عمر فما مرت به ليس سهل "
قال عمر بشرود مفكرا ً:-
"أظن ذلك "
صوت أمه المنادي عليه من الخارج جعله يتحرك من مكانه قائلاً:-
"سأغلق معك الأن يا رشاد فأمي تنادي "
أغلق الهاتف ورماه على الفراش ثم لبس خفه المنزلي خارجاً إلى أمه يجيبها
"نعم يا أمي "
قطب باستغراب وهو يراها تستعد للخروج فسألها :-
"أين أنتِ ذاهبة ؟"
رفعت سعاد رأسها له وهي ترتدي حذائها جوار باب الشقة قائلة :-
"إنه موعد خالتك عند الطبيب ويجب أن أذهب معها "

ثم أشارت بكفها نحو الخارج قائلة بأمر:-
"هيا إنزل انتظرني بالأسفل حتى أعود "

قلّب عُمر شفته مستنكراً وهو يتحرك نحوها قائلاً:-
"ولما يا أمي إنه يوم عطلتي وليس لي مزاجٍ للخروج "

رفعت أمه حاجبيها بذهول وكأنه قط نطق بالجرم قائلة :-
"هل تريدني أن أتركك مع الفتاة أمانتي أمام الله وحدكم ؟!"

كان الذهول من نصيبه هو هذه المرة مما يسمعه فتأفف بنزق قائلاً:-
"بالله عليكِ ياأمي ماذا أفعل بفتاة عائدة بأعجوبة من الموت "
كاد أن يضحك ووالدته تشهر سبابتها أمام وجهه ناهرة بحزم :-
"ولو ...ولو يا عمر اسمع الكلام وانزل هيا أمامي "
حكّ عمر ذقنه ثم قال بمهادنة :-
"أمي ماذا لو استيقظت ؟
ماذا لو أتتها نوبة خوف حين تجد نفسها وحدها ؟!"

تغضن جبين أمه وهي تدرك صحة منطقه فقالت بتردد:-
"ليتني أستطيع أن ألغي الموعد مع خالتك"
تنهد عمر بصبر قائلاً:-
"أمي اذهبي ولا تخافي عليها أقسم لكِ بشرفي لن أمسها بسوء"
مطت والدته شفتيها بضيق ثم قالت على مضض قبل أن تفتح باب الشقة :-
"أنا لا أرتاح لك يا ولد لكن أمري لله ليس أمامي غيرك "

رفع حاجبه الأيسر وهو يغلق ورائها مهمهماً بسخرية على ذاته :-
"مرحىٰ لقد أصبح الضابط عمر موضع شك بالنسبة لأمه "

ألقى نظرة على الغرفة التي ترقد بها سنابل ثم اتجه جهة التلفاز كي يشاهده حتى يكون قريباً منها ...

بالداخل ..
كانت سنابل ترقد على الفراش تبكي وهي ترى نفسها ملقاة داخل حفرة عميقة تحاول أن تمد ذراعيها لأبيها كي ينقذها لكنه يدفعها بقدمه بقسوة فتنزلق أكثر لكنها تعاود المعافرة فيهيلون عليها التراب أكثر!
تتخبط على الفراش بعنف.. تدفع بقدميها وذراعيها
تشعر بالاختناق فتعلو أنفاسها .. يتصبب العرق من جبينها وسائر جسدها
بكت مراراً
صرخت بقهر علها تنجو !
عل أحد يشفق بحالها
رباه ...
هل دعائها استجاب ؟
هل أشفق أحد بها ؟
تشعر أن هناك من ينادي عليها ...
هناك من يربت على وجنتيها يأمرها أن تصحو
وأخيراً هبّت مفزوعة ..جاحظة العينين بهلع
تنفس عمر الصعداء لاستيقاظها أخيراً
لقد أتاه صوت بكاءها العالي إلى الخارج فهب مندفعاً لها يحاول أن يهدئها وهو يرى تخبطها على الفراش وكأنها تنازع للخلاص ...
فمها يتحرك دون أن يخرج بالكلمات والدموع تجري على وجنتيها كالسيول..!
وأخيراً استيقظت تناظره برعب وهي تتقوقع حول ذاتها ..تشد ثيابها للأسفل بهستيرية وكأنها تحاول ستر نفسها رغم احتشامها الكامل فأمه تُلبسها أحد عباءاتها المنزلية ..حتى شعرها مغطى بطاقيه قطنيه ولا يظهر منها سوى رقبتها
عينيها حمراوتان بلون الدماء ومازالت الدموع تجري
صمتها شجعه على تأملها لأول مرة
جسد هزيل إثر ما مرت به ..تبدو قصيرة القامة
وجه أبيض مستدير لكنه رغم شحوبه مازال جميل به لمحة من النعومة وشئ من البراءة المختلطة بالغلب الذي يستفز فيه غريزة الحماية !
وضع كفيه في جيبي سرواله القطني ثم ابتسم قائلاً في محاولة لإخراجها من حالة الصمت المشوبة بالذعر التي هي عليها :-
"مرحباً ... أنا عمر "
ويبدو أنه بدلاً من أن يكحلها فقد أعماها وهي تنكمش على نفسها أكثر فتنحنح قائلاً:-
"ابن الحاجة سعاد التي رأيتيها من قبل.... ممممم لا تخافي هي أتيه بعد قليل من الوقت "
ولم ترد أيضا فقط دموعها تنزل كالسيل الجارف ...عينيها مسمرتان عليه لكن وكأن الحياة انقطعت عنهم ...ولولا دموعها لقال ماتت !
حسناً هل سيكون سخيف حين يقول أنه يشفق عليها ؟!
أنها أمامه كطفلة صغيرة يكره أن يرى دموعها فقط لتخبره ما تريد وسيفعله لها كي لاتبكي!
تستفز بداخله حِساً للحماية لم يختبره قط !
لم يكد يتحدث حتى وجد والدته تندفع ناحيتها وهي تخبط على صدرها قائلة بلهفة :-
"حبيبتي يا ابنتي "
جلست جوارها على الفراش وشدتها في حضنها بقوة لكن ما أثار ذهوله هو إستجابة سنابل لها وهي تدفن وجهها في صدر أمه وتنخرط في موجة بكاء عنيفة تتقطع لها نياط القلوب
جسدها يهتز بنشيج عالي وأمه قد بدأت في البكاء معها وهو لا يشعر سوى بالعجز ..
..إلا أنه عاد وكلمة رشاد ترن في أذنيه يجب أن يعجل في أخذها لطبيب نفسي
ألقى عليهم نظرة أخرى شاردة ثم تركهم وخرج ليرى أموره ...
وبين ذراعي تلك الغريبة كانت تبكي شئ تعلمه لكنها تجهله !
شئ تدركه لكنها تصم أذان مخها عنه
شئ تراه لكنها تنكره !
خنقة ووحشة تطبق على صدرها فلا تجد سوى البكاء منفساً لها
سباق عنيف بصدرها وكأن هناك من يركض أميالاً فتشعر بضربات قلبها سريعة متلاحقة وتزداد شهقات بكاؤها
من هي ؟!
من هؤلاء؟!
أين هم ؟!
بل أين هو
ووسط ضجيج الأفكار...عويل البكاء ...وخنقة الصدر كان الهروب بالنوم هو الحل !

================

لحظة !
لحظة فارقة بين الصواب والخطأ
لحظة فارقة بين البين والخفاء!
لحظة فارقة بين مصير خطه القدر وبين سوءٍ نخطه بأيدينا
واللحظة يعقبها قرار !
وقد يكون القرار هو ندبة للموت على جبين روحنا
لكن لا مناص !
لامناص حين تُخيَر بين قلبك وروحك فأي الخيارين أصعب ؟
بل أيهما أسوأ
حسناً لا مجال للتفكير هاهُنا
رُفِعت القضية من مسار التفكير إلى حيث اللارجعة من التهور واللامنطق
وأول التهور كان سروال جينز أسود يعلوه سترة قطنية سوداء كحال أيامه
ترك سيارته وأخذ الدراجة النارية وبأقصى سرعة كان يقودها
هل يسوق نفسه إلى الطريق السريع أم يسوقها لموتٍ يهفو له ولا يقدر على التصريح !
ساعة وكان يصف دراجته أمام الفيلا الكبيرة
رفع نظرة كئيبة للأعلى ثم دخل إلى تلك الغرفة الجانبية بالحديقة قبلاً
ولم يكد يدخل من الباب المفتوح على الدوام حتى فاجأه الجسد الضئيل الملقى عليه بتهليل
عَليٌ !
روحه الطاهرة !
ذنبه وتوبته!
جثى على ركبتيه يحتضنه بقوة ..يدفن وجهه في نعومة رقبته يتشمم رائحة البراءة ..يقبله متلمساً طعم الطهر
والصغير مستكين يربت بكفٍ من الجنة على ظهره قائلاً بلهجته العفوية المحببة :-
"عَليٌ...اشتاقك... يحبك أكمل"
تأوه بصوت مكتوم وهو يزيد من ضمته له ثم رفع وجهه يقبله من وجنتيه يربت على شعره النائم متسائلاً باهتمام :-
"هل أنت بخير ؟
هل أكلت جيداً"
قلب عَليٌ عينيه في السقف ثم هلل قائلاً:-
"الجدة خديجة أطعمت علي محشو"
ابتسم أكمل واستقام واقفاً مرة أخرى وقال :-
"حسناً يا غالي اذهب والعب مع الكلب حتى أتي لك "
تابعه بعينيه حتى ذهب ثم دخل عليها
كعادتها جالسة على سجادتها تمسك المصحف وتقرأ فيه
فور أن رأته ابتهجت وصدقت ثم أغلقت المصحف ووضعته جانباً فاتحه له ذراعيها باشتياق
هل يبالغ لو قال أنه في أشد الحاجة له !
لكن ليس بين ذراعيها هي !
أنه يريد أن يدفن نفسه بين ذراعي أخرى علها تبعد عنه مرارة الحياة
ألا يقولون ذلك ؟
حضن الأم كحصن دافئ ..حميمي ..يحجب عنك جليد الدنيا
يشتاق لطيبة أخرى
لحنان أخرى !
للمسة أخرى!
أخرى يدعي نسيانها وهو لا ينفك عن ذكراها!
أخرى بقدر ما يحتاجها بقدر ما يكرهها !
وأمام نظرة عينيه الشاردة كادت تبكي
يبدو بكل هيئته القاسية هذه كطفل تاه عن مأوى أمه فارتجف عند هبوب الريح
وعلى ذكر الريح ارتجف قلبها خوفاً .. هو ليس على طبيعته
ظلال عينيه ملبدة بالهموم حتى أنه حين مال عليها يقبل كتفها وتربت على كتفيه لم يدع نفسه حتى يذق حضنها بل ابتعد فوراً
أي وجعٍ هذا الذي يحمله صغيرها يجعله يقسو على نفسه هكذا؟
سألته بلهفة وهي تحتوي كفه بين كفيها بعد أن جلس أمامها :-
"ما بك يا حبيبي تبدو متعب وكأنك لم تنم لأيام ؟"
ابتسم أكمل رابتاً على كفها وهو يقول:-
"لا تخافي أنا بخير "
كادت أن تتحدث فقاطعها واقفاً وهو يقول :-
"أنتِ كيف حال صحتك ؟"
ابتسمت ابتسامه باهته وهي ترد عليه دون أن يفارقها القلق:-
"أنا بخير يابني لا تقلق "
أومأ أكمل ثم قال :-
"حسناً أنا سأصعد له اجعلي الخادمة تجهز عَليٌ سأخذه وأنا ذاهب "
بعد أن استدار نادت عليه مرة أخرى وسألته :_
" أكمل هل ضايقك والدك في شئ"
ابتسم أكمل بسخرية ثم هز رأسه نفياً وهو يواصل طريقه للأعلى ..
وربما للجحيم..
بعد دقائق ...
"كنت انتظرك "
قالها البدوي دون أن يستدير وهو يجلس بعنجهيه جزءً منه على كرسيه المتحرك جوار الشرفة فور أن شعر بدخوله عليه..

ضحك أكمل ضحكة متهكمة وهو يقترب منه حتى استند على إطار الشرفة أمامه في وقفة مائلة لا مبالية يأخذ تبغً من العلبة الموضوعة أمامه ثم أشعلها يأخذ منها أنفاساً متتالية وأخيراً قال :-
"كيف حال العمل؟"
رفع البدوي أحد حاجبيه في رضا فها هي خطته تأتي بثمارها وشبله الصغير مشى في الطريق الذي رسمه له
أخذ هو الأخر غليون تبغه وأشعلها ثم قال:-
"يمشي على قدمٍ وساق فقط ينقصنا خطوتك "
حك أكمل ذقنه وهو ينظر من الشرفة يتابع علي بعينيه ثم نظر له قائلاً:-
"على شرط "
تنهد البدوي قائلا بخبث الأفاعي :-
"أتتشرط على أبيك "
ابتسم أكمل بسخرية وهو يواجهه بلهجة العارف قائلاً:-
"دعك من هذه الاسطوانة"
نفث دخانه ثم أومئ غامزاً:-
"هات ماعندك "
أطفأ أكمل سيجارته يضع كفيه في جيبي سرواله قابضاً عليهم بقوة وهو يقول بقسوة وعينيه تلمعان ٍ بشرر لم يرى البدوي مثله قط :-
"عمران"
"مابه ؟"
وبلهجة حادة كوقع السيف الباتر كان يقول بشر :-
"أريد قطع يديه .. فقع عينيه .. وابتلاعه لسانة "
(تبدو عاشق يا بدوي والعشق يا بن أبيك لا يليق بنا )
همسها في نفسه ثم تحرك بكرسيه قائلاً:-
"حسناً وبعد ؟"
ابتلع أكمل ريقه وتحدث دون أن يتحرك من مكانه :-
"هناك أمر أريد أن نجبره عليه وإن لم يفعل سأقتله "
ضحك البدوي ضحكة قصيرة وهو يسايره متسائلاً:-
"وماهو الأمر؟"
"ورقتين..
عقد عمل به شرط جزائي أريد تمزيقه والأخر.."
ابتلع حنظل مسموم بحلقه ثم قال ببهوت:-
"والأخر عقد زواج عرفي أريده أن يلقي على صاحبته اليمين ثم تقطيعه "
صمت البدوي لدقائق يثير قلقه ثم قال ببرود :-
"هل تعلم أنك هكذا تلعب بالنار ذاتها بين كفيك !"
ناظره أكمل بلامبالاة فرفع سبابته والوسطى بينهم غليونه قائلا بتشديد :-
"المقابل سيكون كبير يا ابن أبيك أكبر مما تظن "
كادت عيناه أن ترف إلا أنه تماسك قائلاً باقتضاب :-
"أعرف"
هز البدوي رأسه ثم قال :-
"حسناً اترك لي التفاصيل وسيكون لك ما أردت "
تنهد أكمل ثم قال بلهجة واثقة :-
"بقية الشرط "
رفع البدوي حاجبيه قائلاً بتحذير :-
"لا تكن طماع"
هز أكمل كتفيه بتحدي فأومأ البدوي برأسه ليسمع ما لا يريده :-
"أريد أن أتزوجها "
حسناً هو كان يتوقع ذلك ويضعه بحسابه جيداً
رغم أنه لا يستسيغ تلك الملعونة ولم يكن ليوافق على الأمر أبدا ً لكن يعلم أنه سيسعى لتحقيقه
إذاً فليسايره
موافقته الظاهرية خير من إظهار عداوته لها
لتدخل النار بقدميها خير من أن يأخذها هو لها
بكل الأحوال هي ساقطة !!
"دعني أفكر "
أومأ أكمل وكتف ذراعيه قائلاً:-
"حسنا أمر العقدين أريده اليوم قبل الغد "
أومأ البدوي موافقا وهو يتحرك بكرسيه جهة الشرفة مرة أخرى ثم قال :-
"حسناً دع الأمر لي "
وبلهجة قاطعة شديدة التحذير كان يقول:-
"لكن لو أخليت بوعدك معي يا ابن أبيك .."
قطع كلامه وهو ينظر من الشرفة ببرود نحو عَليٌ كتحذير ضمني وواصل :-
"روحك وقلبك سيكونا بين كفي "
"احلم أن تمس شعرة منهم صدقني أنا قادر على إحراق العالم حينها بك"
مط البدوي شفتيه بلامبالاة قائلاً:-
"الأمر في يدك أنت طِع أوامري يكونا بسلام "
رماه أكمل بنظرة أقل ما يقل عنها أنها نارية ثم قال قبل أن يخرج كمن ينطق بالشهادتين عند الموت من فرط الجبر :-
"لك ما تريد "
تابعه بعينيه حتى خرج صافقاً الباب خلفه ثم تبدلت عينيه الجليديتين إلى قاعين من اللهيب والشرر الذي لم يكن موجه سوى لاثنين !
اثنين بقدر ما كانوا قادرين على أخذ ابنه منه بقدر ما سيذيقهم من جحيم !
هو هكذا يوم موته من يفكر أن يقف أمام البدوي في شئ
ولا عزاء للا قصد !
__________________________

يتبع بالجزأ التاني


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس