عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-21, 06:18 PM   #397

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

"لم تقولي انكِ آتية لآتي وآخذك و لكِ ساعة بالأسفل لم تكلفي خاطرك بالصعود لاخباري أنكِ أتيتِ....وتضحكين بملء فمك مع معتصم "


قالها يحيى موبخا وهو يقف خلف يسر التي دلفت مباشرة إلى غرفتها لتبدل ملابسها ...كانت تعرف أنه بذلك وصل إلى مرحلة الغضب التي لا يصل لها كثيرا وكانت تعرف أنه حين يكونا على خلاف يكره أن تتحدث مع غيره فتبدي وجها ضاحكا غير الوجه الذي تبديه له
وكانت هي من الذكاء حتى تمتص غضبه هذا فأردفت بهدوء بعد أن خلعت بنطالها وقميصها القطني الطويل ووقفت أمامه بقميصها القصير ذي الحمالات الرفيعة وأردفت:"وماذا في هذا مالذي يضايقك بالضبط؟.."
قال لها بغيظ وهو يجز على أسنانه :"قلت لكِ ما ضايقني..."


تقدمت منه حتى وقفت أمامه مباشرة وأردفت وهي تكتم ضحكتها حتى لا تستفزه أكثر :"حسنا لم أخبرك اني قادمة لأنني لم أكن أعرف انني آتية ،أنا استيقظت فجرا وأنا أشعر بالاشتياق الشديد لك ولم أستطع انتظار أن تأتيني آخر اليوم إن قلت لك .."
لانت نظرته ما إن سمع كلماتها و نظرتها الدافئة فأردفت هي :ولم أصعد مباشرة لأن حاتم كان معي بالاسفل وبعدها عنان كانت تتحدث معي فلم أستطع تركها ثم تقدمت منه خطوة واحدة حتى التصقت به وأحاطت عنقه بكفيها قائلة :وبالنسبة لمعتصم فأنت تعلم أنه أخي الكبير..."


توقفت في حلقه باقي الكلمات اللاذعة التي كان سيمطرها بها غيظا منها وصمت قليلا وهو يزفر بحرارة لفحت وجهها فأردفت باستكانة :اشتقت لك بشدة..."
دون كلام ضمها إليه بشوق عارم فذابت بين يديه كما ذاب غضبها من كل ما حدث في الفترة الماضية وذاب غضبه منها طوال الأيام التي غابتها عنه عمدا و كانت شحيحة في محادثته هاتفيا وكأنها كانت تأخذ هدنة من كل شىء
أخذ يمرر أصابعه بين خصلات شعرها الأسود المتفحم ثم أبعدها عنه قليلاً و أردف بصوتٍ أجش وهو يتأمل ملامحها الرقيقة :"وأنا أيضا اشتقت لكِ..."
قالت بنظرة خاصة بينهما وهي تتلاعب بأصابعها بطرف ياقة قميصه :"يبدو أنك كنت ستذهب إلى العمل سأنتظرك حين تعود لا تتأخر...."
ابتسم لها وقد امتصت بيُسر كل شحنات الغضب بداخله وأردف وهو يلامس بأرنبة أنفه أرنبة أنفها:"ميزة أن تكون صاحب العمل أنك مسموح لك بالتأخير قليلاً..."
ابتسم ثغرها ولكن ابتسامتها سرعان ما امتزجت ببركان اشتياقه الجارف الذي حل عليها........


بعد فترة طويلة وبينما هي نائمة على ذراعه الممدود تحتها أردف وهو يلف خصلة طويلة من خصلات شعرها على اصبعه :"هل تتذكرين أمين السعداوي صديقي في الثانوية؟.."
قالت له بصوت خافت:"نعم.."
قال لها :"على وشك افتتاح مدرسة خاصة في البلدة ويريد مدرسين ومدرسات لكل المراحل...."
قالت له و هي لا تعرف لما يخبرها هل من باب الدردشة ام له غرض أخر:"جيد..."
قال لها وهو يعتدل من نومه على ظهره لينام على جانبه ويواجهها:"ما رأيك لو تعملي مدرسة في مرحلة رياض الاطفال أليس هذا تخصصك؟..."
لمعت عينيها وبدا عليها الاهتمام فأردفت:"وأنت ليس لديك مانع ؟ ألم أطلبها منك كثيرا وكنت ترفض؟..."
مط شفتيه قائلاً:"أنا قلت حتى تشغلي نفسك في أي نشاط ..."
قالت له بحماس وقد راقت لها الفكرة :"يا ليت ..و لكن هل تعلم أنه ما زال يحتاج مدرسات أم لا؟..."
قال لها وهو يغمز بعينه:"أنا حدثته عنكِ وقال أن مكانك موجود ...."


انتفضت جالسة في منتصف الفراش قائلة بحماسة عالية:"حقا يا يحيى حقا حدثته؟.."
ابتسم من قلبه على مظهرها الطفولي هذا وأومأ لها برأسه ايجابا فألقت نفسها فوقه في عناق طويل فضمها اليه وهو يشعر بالسعادة لسعادتها
كانت لا تعرف سر تحوله المفاجىء فقد كان يرفض تماما عملها وبالطبع لن يقول لها أنه فعل هذا لتعويضها،كان يعلم اشتياقها للأطفال وإن كان عليه كان سيوافق على تبني طفل كما كانت تريد ولكنه حين حاول جس نبض أمه في هذا الأمر حين كانت يسر عند والديها وجد رفضا قاطعا منها
يومها قال لها أنه هو الذي يفكر في تبني طفل ليحسن حالة يسر ولن ينسى رفضها القاطع وحدتها حين قالت له بقسوة:"يا مربي في غير ولدك يا باني في غير ملكك.."
**********
في احدى الوحدات السكنية في مركز المحافظة وقف رجال البحث الجنائي و رجال المعمل الجنائي يعاينون مكان الحادث ولا تزال جثة الشاب الذي وُجِد في شقة خالية من شقق والده مفارقا للحياة مٌلقاة أرضا تماما كما وجدوه


كان معتصم ينظر بضيق شديد وحزن أشد على الشاب الذي لم يكمل العشرين بعد والمٌلقى أرضا وبجواره حقنة فارغة من المخدر الذي على ما يبدو أنه أخذ جرعة زائدة لقى مصرعه على أثرها ثم أردف لسامح بوجه متجهم :"هذا الأمر زاد عن حده الفترة الأخيرة إما شباب يٌلقون حتفهم بسبب المخدرات و إما نضبطهم وبحوزتهم مخدرات..."
أومأ له سامح برأسه قائلاً:" فعلا الأمر زاد عن حده الفترة الأخيرة.."
انضم إليهما معتز فوضع معتصم يده على كتف الاخير قائلا بجدية وهو يوجه كلامه لكليهما :"أريد تحريات مكثفة عن أخر تعاملات هذا الشاب ،أريد أن أعرف من أين بالضبط حصل على هذا المخدر..."
قال معتز بثقة:"أوامر يا باشا اعتبره حدث..."
ولم تمضي سوى دقائق معدودة حتى كانت أم الشاب تهرع إلى الداخل يصاحبها صراخ حار ما إن رأت ولدها بهذا الوضع في مشهد يدمي القلب ويبكي العين وما إن انتهى رجال المعمل الجنائي من عملهم حتى تم نقل الجثة إلى المشرحة
***********
دلف معتصم إلى حجرة مكتب المأمور وهو يرفع يده بالتحية قائلا:"السلام عليكم هشام باشا..."
قال الرجل بوجه بشوش :"أهلا يا معتصم اجلس..."
جلس معتصم الذي كان متأثرا بشدة بعد أن رأى الشاب صباحا وأردف للرجل بتساؤل :"أنت تعرف سيدي أنني حديث العهد هنا لم يمر على وجودي أكثر من عامين ولكن منذ أن حضرت وأنا أسمع شائعات من هنا وهناك عن الرجل الذي يٌدعى حامد العشري هل له فعلا دخل بأمر المخدرات المنتشرة هذه الفترة؟..."


قال الرجل الوقور وهو يعتدل في جلسته :"كما قلت يا معتصم شائعات ليس هناك دليل واحد ضده وأنت تعلم في مهنتنا هذه لا نعتمد على الشائعات نريد حقائق وحامد العشري لا توجد حقيقة واحدة تدينه حتى الشباب الذين تم القبض عليهم بتهمة ترويج المخدر لم يعترف عليه ولا على غيره أحد جميعهم اعترفوا على أنفسهم فقط وأزيدك من الشعر بيت أن الأقاويل طالته ايضا في دخول الأسلحة لخط الجنوب ولكن أيضا دون دليل إدانة واحد..."
قال معتصم بعد تفكير :"معاليك تعرف أن في هذه القضايا الصغار من يقعون والكبار من يدفعون لهم ولذويهم من بعدهم..."
قال الرجل مؤكدا :"أعرف ولكن نعود لنقطة البداية أين الدليل ؟ ما يبدو أمامنا أن الرجل صاحب مصانع نسيج معروف بالمحافظة..."
قال معتصم وهو يسترجع كل المعلومات التي عرفها عن الرجل في الفترة الأخيرة :"إن صح ظننا وأنه هو صاحب تجارة السموم التي تنتشر في أجساد أبناءنا فمصانعه هذه ما هي إلا غسيل للأموال....."
قال الرجل وقد لمح حماسا لدى معتصم :"وارد طبعا ولكني فقط أريد الدليل إن استطعت أن تفعلها يا معتصم ستكون هذه نقطة فارقة في مشوارك المهني..."


كان حماس معتصم في أوجه فاستأذن من الرجل وعاد إلى مكتبه واجتمع مع معتز وسامح وطلب أحد أمناء الشرطة النشطاء ولم يمر وقت طويل حتى كان قد وصل
دلف الشاب النحيف إلى حجرة مكتب معتصم قائلا وهو يرفع يده في تحية رسمية :"سلام عليكم معتصم باشا.."
قال له معتصم الذي كان يجلس بين معتز وسامح
:"تعال يا سعيد اجلس"
جلس الشاب أمامه فقال معتصم وهو يركز في عينيه رغم أنه يعرف الاجابة " تعرف حامد العشري؟ .."
قال سعيد بجدية:" نعم يا باشا أعرفه..."
أردف معتصم باهتمام:"مصنعه في المنطقة التي تتابعها أنت أليس كذلك؟..."
اومأ سعيد برأسه ايجابا فأكمل معتصم:" أريد أن أعرف يقابل من ويعمل مع من أوقاته أين يقضيها أي معلومة ولو صغيرة أريدها عنه "
قال سعيد بجدية :"حسنا يا باشا أوامرك.."
بعد أن انتهى معتصم من حديثه مع سعيد وغادر الاخير مكتبه أكمل معتصم عمله وذهنه كله منشغل بهذه القضية ...


في المساء
عاد معتصم إلى البيت فوجده ساكنا ويبدو أن الجميع نيام ،دلف مباشرة إلى غرفة غالية التي كانت قد نامت بالفعل ولكن ما إن شعرت بباب حجرتها يٌفتح حتى انتبهت وما إن رأته حتى قالت له بصوت ناعس:" تعال يا ولدي..."
دلف إلى الحجرة وجلس بجوارها وقبل رأسها فأخذت تسأله عن يومه ولما تأخر فأسند رأسه على الوسادة و مدد ساقيه على الفراش بجوارها وأخذ يقص عليها باختصار ما حدث في يومه بعدها قالت له ما كانت تود قوله منذ فترة:" معتصم أنا لا أريد لعنان أن تضيع منك مرة أخرى ما رأيك بعد سنوية رماح باذن الله أطلبها لك من خالك؟..."
انتبهت حواسه كلها دفعة واحدة بعد أن كان جسده قد استرخى تماما وأردف قائلا :"ولا أنا أريدها أن تضيع مرة أخرى ولكني أريدها أن تستعيد نفسها أولا وتنسى تجربتها السابقة وأن تشعر بي وبمشاعري تجاهها لا أريد عنان أسيرة الماضي أنا ..."


قالت له بجدية:"انا ألاحظ أنكما تتحدثان كثيرا معا في الايام الاخيرة ألم تلاحظ منها أي ميل؟ ..."
قال لها بزفرة حارة :"هي مكسورة أمي ،كسرها ما فعله ابن راشد، انا أريدها فقط أن تتماسك قليلا ...ثم أردف بتردد: ولا أنكر أنني أخاف ألا أجد لديها صدى لأية مشاعر تجاهي..."
قالت له بنظرة حانية وهي تربت على ذراعه :" أنا لا أعرف في أمور المشاعر التي تتحدث عنها، أنا أريد أن أزوجها لك و حين تكون حلالك اجعلها تحبك بحسن عشرتك ...."
ظلا يتحدثان عن عنان وليس هناك أحب من أن ينقضي الليل في الحديث عن المحبوب إلى أن نام معتصم بملابسه بجوارها فأغمضت عينيها هي الأخرى وهي تدعو له بأن يعطيه الله مراده....


في الصباح
بعد أن أشرقت الشمس استيقظت غالية وكان معتصم يغط في نوم عميق بجوارها فقامت من جواره بهدوء و خرجت إلى الرواق ومنه إلى الحمام في الوقت الذي نزلت فيه عنان ودلفت مباشرة إلى حجرة جدتها لتطمئن عليها وأغلقت الباب خلفها وكانت الحجرة مٌسدلة ستائرها على عكس كل يوم حيث تستيقظ غالية مبكرا و تكون الغرفة في مثل هذا الوقت غارقة في شمس الصباح الدافئة
أما هو فكان يغط في نوم عميق ومالكة قلبه كانت زائرة أحلامه طوال الليل....


تقدمت عنان من الفراش و جلست على طرفه وما أن وضعت يدها لترفع طرف الغطاء حتى انتبه هو
تداخل معه الحلم مع الواقع ،قربها الشديد منه في الحلم تزامن مع دخولها وجلوسها بجواره فوجد نفسه ينتفض جالسا ويقبض على معصمها فيواجهها في جلستها، أما هي فما كان منها إلا أن صرخت بصوت عال فزعا فالغرفة كانت بالفعل مظلمة ولم تتبين جيدا من النائم ولكن حين قبضت على معصمها قبضة من حديد وانتفض الجسد الذي لا يشبه جسد غالية جالسا أمامها بهذا القرب الشديد لم تجد سوى صوتها ولم يجد معتصم سوى يده الأخرى فوضعها فوق فمها ليمنع صراخها قائلا وقد استوعب الأمر كله في وقتها :"لا تخافي أنا معتصم ..."


كان جسدها ينتفض خوفا وكان قلبه ينتفض من قربه الشديد منها ومن ملامسته شفتيها بأنامله .. تجمد الموقف لثوان قليلة و هي لا تستطع فرارا و قبضتيه تمنعانها من الحركة وهو الذي ذاق حرمانه منها لسنوات فوجدها بين يديه فجأة فكيف يحررها ..


نظرت إليه و قد اتضحت الرؤية قليلا والى وجهه الذي لا يزال به اثر النعاس وشعره المبعثرة خصلاته وكان ينظر إلى عينيها الكبيرتين المتسعتين اللتين تأمرانه بتركها ويتنفس هواءا برائحتها العطرة القريبة جدا منه فدفعته واستقامت واقفة في الوقت الذي دلفت فيه غالية إلى الحجرة وتفاجأت بهما معا فقالت هي لغالية وهي تضع يدها فوق صدرها الذي يعلو ويهبط انفعالا وقد أدركت أن غالية جاءت على صوت صرختها :"ظننتك لا تزالين نائمة دخلت لاوقظك، ثم نظرت اليه قائلة باستنكار :ولكنه يبدو أنه كان يحلم بأحد اللصوص وظنني هو فأفزعني ..."


ابتسمت غالية و رق قلبها و هي تشعر بالسعادة ودعت ربها سرا أن يؤلف بين قلبيهما فربتت على كتف حفيدتها قائلة :"عندك حق ربما ظن ذلك ..."
فخرجت عنان من الغرفة وقلبها لا يزال يدق فزعا أما هو فاستند برأسه على ظهر الفراش وأغمض عينيه مغمغما بصوت خافت :"فعلا كنت أحلم بلصة سرقت قلبي منذ زمن ومن يومها لم يعد لي ثانية..."
لم تسمعه غالية ولكن قلبها كان يشعر به فقالت له بابتسامة عذبة :"ألم أقل لك حين يٌغلق عليكما باب واحد سيختلف الأمر ..."
تنحنح قائلا بصوته الخشن :"ربما..."
فأردفت بحنان وهي تجلس بجواره:"كما قلت لك ما إن تمر سنوية المرحوم حتى أطلبها لك حتى لا يلومنا أحد إن فعلناها قبلها.."


كان معتصم يعلم أنها تفعل هذا فقط من أجل يمنة تريد أن تتبع الأصول كاملة حتى لا ينقلب راشد على ابنتها فلم يٌعلق على حديثها لأنه يعرف أن عنان تحتاج إلى مشوار طويل للعودة إلى طبيعتها


بعد مرور ثلاثة أشهر
الأيام تمر ،الدموع تجف ،الجروح تٌضمد ويبقى الأثر... الأثر الذي نظل موشومون به طوال العمر
وعنان كانت لابد أن تعود إلى طبيعتها...
لم تكن حالة الانكسار تليق بها حتى وإن كانت من داخلها لا تزال كرامتها موجوعة


كانت تنزل من أعلى السلم تتهادى بعباءة أنيقة بلون أخضر زيتوني كلون عينيها وترفع طرفها حتى لا تتعثر به أثناء نزولها فيٌصدِر خلخالها الذهبي الأنيق صوت رقيق يٌعلِن عن حضورها ورغم حالة الصخب التي كانت تثيرها مودة التي للتو انتهت إجازتها القصيرة واليوم هو يوم عودتها ثانية للدراسة وانتقالها للفرقة الثانية إلا أن هذا لم يصرف نظر معتصم الذي كان يجلس بجوار غالية يتناولان الإفطار معا عن طلة حبيبته البهية ...


قالت غالية لمعتصم بصوت خافت وهي تنظر إلى صغيرتها وقد أضاء وجهها من جديد وهي تنزل بخطوات بطيئة :"ها هي سنوية رماح قد مرت وأنا سأفي بوعدي وأطلبها لك..."
فأردف معتصم لأمه بنبرة ظاهرها الهدوء باطنها القلق :"انتظري أنتِ أمي أنا أريد أن أحدثها أولا ..."
كانت عنان قد وصلت إلى أول درجة وبجوارها مودة التي قالت لهم :"صباح الخير ماما صباح الخير معتصم ..."
رد كلاهما عليها السلام بينما اكتفت عنان بقول :"صباح الخير..." بوجه عام
انفعالاتها الغير واضحة هذه هي التي تقلقه أصبحت ثابتة وهادئة في الفترة الأخيرة ولكنه يشعر من نظرة عينيها انها لا تزال تعاني


وقفت مودة بجوار جدتها وهي تضع في فمها بطريقة عشوائية كل ما تجده أمامها بينما اكتفت عنان بالابتسام فقالت لها غالية:" تعالي حبيبتي افطري معنا فقالت عنان :"صائمة اليوم ماما..."
قالت غالية بعد تفكير:" لماذا اليوم لا اثنين ولا خميس لما الصيام؟ .."
تنحنحت عنان ولم تعرف بما ترد فعلم معتصم أن ما يشعر به من انها لا تزال تعاني حقيقي فربما تهذب نفسها و تٌلجم غضبها بالصيام
فأشار هو بعينيه لامه إشارة تعني ألا تفعل من نفسها شىء وتتركه هو من يتحدث معها ثم أردف قائلا لمودة :"هيا يا صغيرة حتى لا نتأخر..."
قالت له بحماس :"هل تعلم أصبحت أشعر بالسعادة حين يحدث لعم زهير أي ظرف حتى توصلني أنت..."
رفعت عنان عينيها نحوها وقد جلست بجوار جدتها وأردفت بتساؤل :"لماذا؟.."
رفعت مودة حاجبيها قائلة لها بشقاوة :"حتى يوصلني حضرة الضابط وتراه معي صديقاتي ..."
غمغمت عنان بخفوت:" يا لكِ من تافهة..."
أما معتصم فقبل رأس جدته و خرج من البيت وخلفه مودة التي كانت تهرول خلفه لتجاري مشيته السريعة
وانطلقا معا بسيارة معتصم نحو الجامعة


أما على أطراف المحافظة ما خلف النهر والجبال العالية في قلب الجبل ودهاليزه الوعرة التي لا يحفظها إلا من تربى فيها كانت هناك في حضن الجبل خلايا نحل تعمل ولا يعرف أحد عنها شىء....
وقف "حامد العشري" في الهواء الطلق وبجواره رجله الاول ويده اليمنى "شاهين" ومعهم أحد عيونهم والذي يٌعتبر ولاؤه الاول لهم وإن كان ما يبدو للجميع غير ذلك
قال حامد للرجل:" ماذا تعني بأن معتصم هذا ما زال يبحث خلفي ألم أقل لك أن تشتت انتباهه عني وتثبت له أنني بعيد كل البعد عما يظن؟"
قال الرجل بجدية:" نعم سيدي هذا حدث بالفعل هذا ما قلته ولكنه يبدو أنه يشك في كلامي أو دعني اقل أنه يظنني لا أقوم بالبحث جيدا أو أنه يريد التأكد من شىء أخر،شعرت بذلك منه وعلى حسب معرفتي له فهو غالبا سيكلف شخص أخر بالمهمة لأنه أمرني بالتوقف عن البحث قائلا دع هذا الأمر جانبا الان وهذا يتنافى مع شكوكه بسيادتك ..."
ربت حامد على كتف الرجل قائلا :"حسنا جيد انك أخبرتني تستطيع الانصراف الان وأي جديد توافيني به مباشرة..."
قال الرجل الذي يغرق في خير حامد:"حسنا يا سيدي بعد اذنك..."


انصرف الرجل مع رجال حامد في سيارة دفع رباعية تخص الاخير
فوقف حامد مع شاهين في الهواء الطلق وحولهما الصحراء الواسعة تحتضنها الجبال من معظم الجهات وعلامات التفكير تبدو عليه فأردف الاخير:" أنا أرى أنه ما دامت العيون مفتوحة علينا هذه الفترة أن تؤجل العملية الحالية لابد الا نجازف...."
قال حامد بصوت جامد ونظرة عين خطرة :"اؤجل عملية العمر؟... أنت تعرف أهمية العملية وما ستدره علينا من خير... أنا أرى شىء آخر..."
قال شاهين باهتمام :"أوامرك سيدي..."
قال حامد بنظرة باردة كالثلج وصوت لا يقل صلابة عن الجبال المحيطة:"نشتت ذهن هذا الضابط عنا هذه الفترة ثم أردف ببرود ونظرة يحفظها شاهين: دعه ينشغل بنفسه قليلاً..."
قال شاهين بتساؤل وقد فهم ما يرمي إليه سيده:" ألن يؤدي هذا إلى نتيجة عكسية سيدي أقصد إن فعلناها ألن تظن المباحث أننا خلفها؟.."
قال حامد للرجل بنبرة مليئة بخبرة السنوات الماضية:"هل نحن متهمون بشىء بشكل رسمي؟..."
قال الرجل :"لا ..."
فأكمل حامد :"هل هناك اتهام موجه لنا؟..."
"لا ..."
"هل هناك استدعاء من أي نوع وصلنا؟"
"لا "
"هل نحن على علم بما تكنه لنا المباحث أم أن كل هذه تحقيقات سرية فيما بينهم لولا رجلنا عندهم ما عرفناها؟..."
قال الرجل بتركيز شديد"مضبوط"
فأردف حامد بابتسامة ساخرة:" حسنا مالدليل إذن أو مالذي يدعوهم يظنون أنني خلف ذلك؟... لا تنسى أنني رجل صناعة،صفحتي بيضاء ولم أتورط في أي شىء أخر من قبل..."
فهم الرجل ما يرمي إليه سيده فأردف:" حسنا سيدي متى تريد التنفيذ..."
قال حامد بأعصاب باردة وهو يتابع رجاله الذين يعملون داخل أحد الكهوف داخل الجبل باجتهاد :"في أقرب فرصة ،اليوم قبل غد حتى نٌسلِم بضاعتنا ونحن مرتاحي البال ..."
**********
في نهاية اليوم كان معتصم قد أنهى عمله فاتصل بمودة ليتأكد إن كانت لا تزال في الجامعة أم أخذها خاله يونس فكانت الأخيرة تجلس في البيت مع أختيها ويسر في بيت جدتها غالية التي كانت تجلس مع إحدى نساء البلدة التي تأتيها كل فترة تطمئن عليها فردت عليه مودة قائلة :"أنا في البيت بالفعل معتصم ..."


سمع أصوات البنات حولها فعلم أنهن جميعا معا
فأغلق معها واتصل بيوسف فرد عليه الاخير وما إن سمع صوته حتى قال له معتصم :"لما لا تأتي وتبيت معي لك فترة لم تأتي..."
قال يوسف الذي كان لا يزال في الشركة :"لدي عمل كثير هذه الفترة..."
قال له معتصم :"حسنا ربما آتي أنا لك في الغد..."
قال يوسف بشك:" لما أشعر أن بك شىء؟..."
زفر معتصم ولم يرد فأردف يوسف :"نعم بك شىء ..."


كان معتصم يقود و في نفس الوقت يقص على صديقه ما قالته له غالية وما قاله لها وعن مخاوفه من محادثة عنان خوفا من أن ترفض طلبه
قال يوسف :"لابد أن تعرف رأسك من قدميك يا معتصم كفاك تردد أم ستصمت حتى يأخذها أحدهم منك مرة أخرى؟..."
انتفض معتصم قائلا بحدة:" لم يأخذها مني أحد سابقا يا يوسف هي كانت تريده لذلك لم أرد انا الدخول في معركة خاسرة... أنا كنت سأخسر إن دخلت وقتها..."
قال له يوسف مهدئا :"حسنا حسنا ما فات مات أنا أتحدث عن الوضع الحالي..."
كان قد اقترب من القرية وكان منشغل ومنفعل وهو يتحدث مع يوسف ولم ينتبه إلى أن هناك من يتابعه ويعرف خط سيره وينتظره عند نقطة معينة وجد عندها معتصم أقفاص ملقاة في وسط الطريق فقلل سرعته وهو ينظر أمامه بامتعاض لأنه سيضطر للنزول لازاحتها...


فجأة أصاب زجاج سيارته طلقة نارية فتوقف بالسيارة تلقائيا وألقى هاتفه بسرعة وأخرج سلاحه ولكن كما تقول غالية القاصد غالب والقاصد كان يتخفى بين الأشجار وما إن توقفت السيارة حتى أصاب هدفه جيدا لتخترق الرصاصة التالية جسد معتصم الذي كان يمسك سلاحه ويٌطلِق رصاصات عشوائية هو الآخر ويدير عينيه حوله ولا يرى أحدا إلى أن شعر بالرصاصة تخترق جسده و رأى قميصه الابيض مضرجا بالدماء ولم يسمع شىء بعدها


أما يوسف الذي كان معه على الهاتف وسمع صوت إطلاق النار فانتفض من مكانه قائلا بصوت عال "معتصم ....معتصم ماذا يحدث معك ..."
ولكن ما من مجيب.....



نهاية الفصل
قراءة ممتعة... أتمنى الفصل يكون عجبكم وأكيد هنتظر انطباعاتكم عليه ،بإذن الله الاثنين القادم هنزل مشهد طويل ومٌشبِع وهو المشهد التالي لاخر مشهد في الفصلده،الاثنين اللي بعده هيكون عيد كل سنة وانتم طيبين لن أتمكن من التنزيل ونتقابل الاثنين بعد العيد مباشرة بإذن الله.....


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس