عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-21, 06:50 PM   #2393

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

في شركة القاني..
في إحدى القاعات الضخمة داخل مبنى الشركة كانت تقام احتفالية سنوية تأسيس فرع شركة القاني الثانية....
اليوم هو الذكرى العاشرة على تأسيس هذا الفرع فكان الحفل ضخما وأكبر بكثير من حفل الإطلاق نفسه..
حتى أن الاحتفال رعاه دولة رئيس الوزراء وحضر معه ثلة من أصحاب المعالي والعطوفة وعدد من مسؤولي الشركة وشركائها المحليين.. إضافةً لممثلي الصحافة والإعلام والمختصين والخبراء في هذا المجال..
من كثرة الأشخاص المهمين شعرت شيرين بنفسها غاية في الضآلة أمامهم..
لكنها لم ترغب بمغادرة هذا الحفل وقد شعرت بجمال شعور أن تكون بين الأناس الأغنياء والمهمين وممن يحظون بمناصب مرموقة..
جذب انتباه شيرين صوت أحد الرجال بينما يتقدم منها لترسم ابتسامة وهي تنتبه بأنه أحد مدراءها السابقين عندما كانت مجرد موظفة خدمة عملاء في هذه الشركة..
قال المدير الخمسيني لها بترحيب وحفاوة
((لا أصدق لقائنا هذا، فأنا لم أراكِ أبدًا منذ انتقالي لفرع العاصمة))
تألقت الابتسامة على شيرين وهي تقول بمرح
((نعم أنا مسرورة جدًّا لرؤيتي لك يا سيدي فأنتَ من ألطف وأكثر المدراء الذين قابلتهم في شركة القاني، بل الأصح أن أقول الوحيد.. حتى عندما أصبحت مشرفة لم أعرف أن أتحلى ولو بربع تفهمك ولطفك))
قهقه المدير عاليا يشاركها الضحك على كلامها ولم تجد شيرين أي ضرورة للتحفظ وهو فعلا من أكثر المدراء الخلوقين والخدومين الذين مروا عليها..
خفتت ضحكات المدير بينما يسألها
((ما هي آخر أخبارك يا شيرين؟ هل تزوجتِ؟))
ارتبكت ملامح شيرين فجأة وترددت قبل أن تجيبه
((لا ما زلت عزباء))
ورغما عنها انحسرت ابتسامتها ولولا يقينها بأخلاق مديرها هذا لم تكن لتسمح له بمثل هذا السؤال الشخصي..
هتف أحد الرجال من زملاء المدير باسمه يدعوه للتسليم على رجال آخرين فتطلع المدير لشيرين بعجل يقول بتهذيب
((أنا أعرف يا شيرين رجل خلوق ذو مكانه مرموقة تعب من العزوبية ويريد الزواج.. ويبحث عن بنت حلال مثلك.. سأرسل صورته لك على رقم هاتفك لو تكرمتي وأعطيته لي الآن.. وإذا ما شعرت بأي بادرة قبول أعلميني رجاءً لعله يحدث بينكما نصيب))
ازدردت شيرين ريقها وأخفضت بصرها بينما يكمل المدير بحرج
((أنا آسف يبدو أن كلامي كان مباشرا وبدون مقدمات وبطريقة غير لائقة.. ولكن أنا أتمنى حقا من أعماق قلبي أن تعطي الرجل فرصة))
ابتسمت شيرين بتشنج وهي تقول بينما تكتب له رقمها على هاتفه
((حسنا لا بأس أرسل لي صورته ورقمه وسأفكر بالأمر))
أشرق وجه المدير بالفرح وهو يقول
((لا تتصورين سعادتي الآن.. أتمنى أن يحدث النصيب بينكما فصديقي هذا رجل محترم))
غادر المدير يلحق بزميله الذي لا يزال يشير إليه للقدوم..
ولم يمض وقت حتى وصلت رسالة لشيرين تتضمن صورة صديق المدير..
فتحتها شيرين وسرعان ما جحظت عيناها بصدمة..
فصورة العريس كانت لرجل خمسيني أو ستيني.. المهم أن رأسه قد اشتعل شيبًا..
والله أعلم ما سبب بقائه حتى الآن بلا زواج!
شعرت شيرين بإهانة بالغة جعلتها ترغب أن تجهش بالبكاء وسط جموع الناس في هذا الاحتفال..
خاصة وأن الموسيقى من حولها وربما لن ينتبه أحد لها!
هل هي بنظر الناس وصلت للعمر الذي يجعلها عروس مناسبة لرجل مثله؟
صحيح أنها في السنوات الأخيرة أصرت بأنها لن تتزوج إلا من رجل يكبرها بالكثير فمعظم الذين يتقدمون لها من عمرها أو أصغر منها
يخبرونها صراحة بأنهم تقدموا لها على شرط أن تظل بعملها وتساعدهم بالإنفاق!
وهي لا تريد ترك عملها بعد الزواج ولكنها في نفس الوقت لن تقبل أن يتزوجها صعلوك عاطل عن العمل من أجل راتبها وحسب..
لكن لا يعني أن تقبل الزواج برجل يكبرها بهذا المقدار!
أغمضت شيرين عينيها وأخذت نفسا عميقا!
ربما عليها التفكير بجدية في عرض وليد بالزواج ليس من أجل والد سهر وحسب بل من أجلها هي..
فذلك اللعين وليد هو من تسبب لها بكل هذا بعدما شوه سمعتها ثم حاصرها طوال هذه السنوات!
.
.
مساءً..
منزل عائلة سهر..
عادت شيرين من الخارج ثم دخلت غرفة النوم لتجلس على السرير بينما تطلب رقما ما..
تنهدت تُقوي نفسها وما إن جاءها الرد على الهاتف حتى قالت مباشرة ودون مقدمات
((بعد تفكير مضني وعميق أريد أن أخبرك بأني موافقة على عرضك للزواج مني يا وليد))
همهم لها وليد قبل أن يقول بتهكم مستمتع
((تفكير حكيم من شخص متهور ومتسرع مثلك))
قاطعته بصلابة تملي عليه
((لكن لدي شروط..))
ارتفعت زاوية فاهه وهو يقول لها
((ما هي؟ أفحميني..))
بنفس نبرتها السابقة أجابت
((في البداية أريد كل الأوراق التي تثبت بأنه يمكنك التبرع بجزء من كبدك لوالد سهر، وأنا بطرقي الخاصة سأعرف كذبها من صحتها حتى أتأكد من أنك لا تتلاعب بي أو تخدعني، فقد سمعت بأن التبرع بالكبد يجب أن يكون من قريب للمريض وأنت لا تمت بأي صلة لسهر.. هذا أولا..))
قال بثقة دون أن يرف له جفن
((لك كل الحق، بعد انتهاء عملك مري على مكتبي وسأكون قد جهزت لك كل الأوراق اللازمة))
صمتت قليلا ولا تنكر أن ثقة وسرعة ما قاله أراحها قليلا.. قد يكون حقا صادق ولا يتلاعب بها.. فتمتمت بهدوء له
((ممتاز..))
حثها وليد على الإكمال وهو يقول
((وثانيا؟))
قالت شيرين بصوتٍ أجوف.. أقرب للموت
((ثانيا أريد أن تتحدث عن براءتي من البهتان الذي قلته في حق سمعتي وما قذفتني به قبل سنوات عندما تركتني في ذلك اليوم..))
لم يدعها تكمل وهو يقاطعها بشيء من الانفعال وقد نجحت في جعله يتخلى عن تسليته في استفزازها
((وهل كنت لأتحدث علنا في سمعة فتاة كنت أعرف جليا بأني لن أتركها طويلا وسأعود لأتزوجها عاجلا أو آجلا.. إنها أمي وبغير علمي من نشرت ذاك الكلام، وفي الحقيقة لم ألمها فقد كان قلبها محروق على وحيدها وهو يتعرض للخيانة من خطيبته، ففعلت ما فعلته بغير وعي أو إدراك منها.. لكن على كل حال، فمجرد عودتي لك سيكمم الأفواه في القرية عن كل ما حدث بالماضي))
أرجعت رأسها للخلف وهي تهدر بغضبٍ شديد لتغمغم
((لن أتحدث في موضوع الخيانة، فأنا وأنت نعرف أنه في الماضي لم يكن هناك خائن بيننا سواك يا وليد..))
حاول وليد التحلي بالصبر والهدوء وهو يسمعها.. رغم يقينه من أنه لن يتقبلها كزوجة له إلا بعد أن ينتقم لنفسه من خيانتها له في الماضي.. وخيانتها له في الحاضر..
إذا لم يفد بعده عنها طوال السنوات الماضية وزواجه من غيرها في إطفاء النيران المتأججة في قلبه أو تطييب جراحه.. فزواجه منها سيفعل!
تمتم وليد أخيرا متسائلا بصوتٍ فاتر أجوف
((هل هناك شرط ثالث؟))
زمّت شفتيها بضيق للحظة.. ثم زفرت لتقول على مضض
((نعم.. العلاقة الزوجية..))
زاغت عيني وليد بخفر عند هذه الكلمة ليتذكر حقيقة أنها تزوجت رجل قبله..
خطى في الرواق بضع خطوات ثم توقف وهو يتراجع حتى استند للجدار برأسه محدقًا في السقف بعينين زجاجيتين..
ودون أن يشعر وجد كفيه تضغطان الهاتف بكل قوته حتى نفرت العروق في عنقه..
أخيرا سألها من بين أسنانه
((ما بها العلاقة الزوجية! ألا يكفي بأنك تزوجت من رجل قبلي.. وليس أي رجل.. بل ابن عمي!))
هدرت شيرين بدفاعية توقفه عند حده
((على رسلك يا وليد.. فأنتَ أيضًا تزوجت من امرأة قبلي.. كنت تعاشرها طوال عشر سنوات أما أنا فلم يستمر الأمر بيني وبين معاذ أكثر من أسابيع..))
وجد نفسه يصرخ بهياجٍ مكانه وهو يركل جدارًا بقدمه غير آبها لسماع أحد العاملين في مكتبه له
((ادخلي مباشرة في الشرط الثالث وحسب))
تلاعبت ابتسامة جنونية بشفتيها أخفت عنه بؤسها وأرضت السادية بداخلها..
لا تصدق حقا بأن خدعة زواجها انطلت عليه.. حقا لا تصدق!
كما لا تصدق أن معاذ لم يفشِ بحقيقة ما حدث..
كل الأمور تسير إلى صالحها بشكل رهيب!
لا تصدق أن تلك الفكرة المجنونة التي ظهرت لها بغتة وارتسمت أمامها بلا سابق تخطيط كلوحة واضحة المعالم قد نجحت..
لكن تسرب المقت فجأة إلى خلايا جسدها وتحسرت بأنه عاجلا أو أجلا سيكتشف وليد حقيقة أن زواجها من معاذ ما هي إلا خدعة سخيفة..
قطع وليد حبل أفكارها وهو يقول بصوت نافذ الصبر
((أنا أنتظر يا شيرين شرطك الثالث..))
عقدت حاجبيها وهي تقول بثبات
((شرطي الثالث والأخير بأنه لن يحدث بيننا أي علاقة زوجية قبل أن تتمم العملية.. كنت سأشترط ألا نتزوج قبل عملية والد سهر الجراحية لكن أعرف بأن الثقة بيننا معدومة لذلك سأقبل أن يتم عقد القران وحفل الزواج لكن لن أسمح أن يحدث شيء بيننا قبل أن تقوم بالتبرع له، هنا نكون قد وصلنا لحل وسط يرضينا نحن الاثنين))
توترت قليلا عندما لم تجد منه ردا لكنه سرعان ما قال بهدوء قاتم
((موافق..))
ردت عليه شيرين بنفس الهدوء
((عملي وصديقاتي وزميلاتي لن يتغير فيه شيء بعد زواجي منك، يفترض أن يكون هذا الأمر مفروغ منه لهذا لم أضعه في قائمة شروطي المبدئية، وإذا وجدت أي حاجة لإملاء المزيد من الشروط سأطلعك عليها يا وليد..))
خرج منه صوت مستهزئ قبل أن يقول بصوتٍ مغتاظ
((بالطبع، سأكون أكثر من مرحب لأستمع لها بأي وقت..))
أبعد وليد الهاتف عن أذنه ينوي إغلاقه قبل أن تعاود القول
((لحظة، وليد.. هل لا زلت معي؟))
عقد حاجبيه يسألها بخشونة
((نعم أنا كذلك.. هل طرأ على ذهنك أي شروط أخرى؟))
قالت شيرين له بصوتٍ يلفه التحقير والنفور في آن واحد
((لا ليس شروط.. لكن أجد بأني مضطرة بحكم الأخلاق أن أخبرك بأن حياتك ستكون كالجحيم معي، فأنت أكثر رجل أكرهه وأشمئز منه ولا أطيقه في هذا العالم ولولا والد سهر وعائلتها التي أدين لها بالكثير لما كنت سمحت لنفسي أتزوج من ح-ق-ي-ر مثلك.. عليك أن تكون موقن من هذه الحقيقة))
ثم أغلقت شيرين الهاتف دون أن تنتظر منه أي كلمة.. يكفيها الانتشاء برشقه بين الحين والأخر بكلمات سامة لها مفعول قاسي على أي رجل يمتلك كبرياء..
غادرت شيرين غرفة النوم للخارج دون أن تلاحظ شحوب ملامح سهر التي استمتعت لمحادثتهما كاملة


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس