عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-21, 09:30 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


-بداية-

بالماضي البعيد..
.
.
١٩٩٥م/اليمن

هدئ المكان بعد الساعة الحادي عشر مساءً ،ليعود الرجال لمنازلهم ،وتغلق الدكاكين الصغيرة،والمحلات ،وينام الأطفال،بعد أن كرسوا جهدهم وطاقتهم باللعب بتلك الألعاب القديمة جداً ومنها الكرات الزجاجية ،وكرة القدم ولا يخلو اللعب من إزعاج الجيران،ولعبة اسمها قرقيحة ،والبعض من يعرف هذه اللعبة المزعجة أسم على مسمى ،فهي تتكون من كرتان صلبتان وخيط يجمع بينهما مربوط رأسه بشكل خاتم، ويتم ضربها ببعضهما بإحدى اليدين ،بحركات منتظمة والأغلب يبرع بلعبها،وأخر لازال يشاهد التلفاز بشكلة التقليدي القديم،وبرامجه القديمة جداً، جداً قد مضت وانتهت كما مضى الزمن القديم وانتهت احداثه.
ترتدي عباءة رثة وممزقة،وبيديها رضيع يتحرك حركات عشوائية ويشد عباءتها بأنامله الصغيرة،وفمه لازال علية أثر حليبها،مغطى برقعة رفيعة ومتسخة وفيها بعض الثقوب،تنظر يمنة ويسرة تخاف أن يراها أحد،وبعد فترة وجيزة وصلت للمكان المطلوب وقلبها ينزف نزيفاً داخلياً وغير مرئي،يديها ترتجفان يكاد الرضيع أن يقع مع وقوع قلبها ،أخرجت كيساً أسوداً من كم عباءتها لتضع الرضيع فيه بكل حرص ،علقته على باب المسجد،دموعها تنساب بغزراة ،تحرق روحها قبل وجنتيها ،قفت عن الباب لتجر خطاها ذاهبة ،وبحركة لا إرادية اتلتفت خلفها وصوت بكاء رضيعتها قطع قلبها لأنصاف، ما بيدها حيلة كل ما حدث خارجاً عن إرادتها نطقت بحرقة وأنهيار ويديها تغطي أذنيها وقدميها تسرع وتسرع خوفاً من العودة للوراء:مش بيدي يا حبيبة ماما الفقر سرق ضحكتنا وأبيك جبرني أرجمك هنا سامحيني ياشهد سامحي أمك.
اما الطفلة فكانت تبكي من البرد والجوع،و تنتحب بصوتاً عالي لعل احداً يسمع أنينها وبكاءها فينجدها.
مهلاً طفلتي !!
لالزال الوقت مبكراً جداً على بكاءكِ وأنينك ،مازالتِ طفلة ياحبيبتي على الهم،أكبري قليلاً وستعرفين أن الدنياء كذبة أغرقتنا بالمعاصي وغرتنا بالملذات،وأن الحياة لازالت تضخ سمومها بأرواح الناسِ.
نسى والدكِ يا طفلتي أن الله الرازق ،الم يتدبر ما قال في كتابية الكريم :
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31).
.
.
المملكة العربية السعودية
٢٠٠٣م/تبوك
الساعة ١٢صباحاً
اجواءً رومانسية و بلالين حمراء وبيضاء ،وشموع ووروداً مجففة منثورة بكل مكان وفوق مفرش السرير الأبيض شكلت بها قلباً، إضاءت كلها أحمر×أصفر، مشاعرها تضج بالسعادة والحب الا متناهي ،كانت بداية جميلة معه وتجربة بثت بقلبها دموع سعادة ،كان شريكها بالحزن والسعادة ووقت الشدائد طول مدة الثمان سنوات التي قضتها معه بحلوها ومرها،وماهي إلا لحظات غفرت فاهها بصدمة ونطقت بعدم إستيعاب وقد جحظت عينيها وجف ريقها وتفجرت براكين أحرقت جوفها:طلقني وسافر.
ضمها أخيها لصدره لعله يعطيها من قوته ولكن جسدها أرتخى وتفجرت سدود دموعها ،كانت تتأمل المكان وتكذب ما تسمعه سيعود نعم وسيحتفلان بذكرى زواجهما مثل كل مرة،ولكن جدية أخيها الكبير جعتلها تيقن ان كل ما حصل حقيقي ،وجهت لكمات خفيفة لصدر اخيها العريض وهو لم يعارض بل كان يحاول تهدئتها وإحتوائها.
بث بروحها السم بدل الحب قطع قلبها بمنشار قسوته وهجرانه لها رحل بدون وداع وحتى دون تبرير،لمَ؟؟ ،أي ذنب اقترفته بحقة ،هي أحبته فحسب أحبته وأحتوته وعوضته ،وأنجبت له طفلاً رغم أنهيار صحتها ،مهلاً مهلاً طفل؟؟
جحظت عينيها مجدداً وأصفر وجهها شعرت بمس كهربائي يسري بجسدها ،ويعدم روحها،و ببصيص امل نطقت بنبرة يتخللها تأتأه وتلعثم:ولدي وينه وينه يا عامر لا تقول انه اخذه وسافر وكذب علي انه بياخذه معاه لعمله ،من فتره أختفى جوازه لا يكون أخذه وسافر اليمن ،لم يرد عليها ليس لديه جواب أغمض عينيه بقوة وضمها بشدة يحاول تخفيف ألمها واسكان رجفتها ،بينما نبرتها تحتد وتحتد ،وهي تريد جواباً مع ان الجواب واضح وسينهي ما تبقى منها ،لتتلاشا نبرتها شيئاً فشيئاً ،سلبها ولدها واخذه منها بكل قسوة وهمجية ،جثت على الأرض لتضغط على وجهها بأناملها الرفيعة كانت قد صبغت أظافرها بطلاء أحمر ،تريد ولدها تريده بشدة ،تريد ان تشتمه وتضمه ليعيد الحياة لروحها التي ماتت منذُ اللحظات الفائتة، لن تهداء أعاصير قلبها وزوابع روحها الا عندما يعود طفلها ذو٧ أعوام لأحضانها،عادت تلك المشاهد منذُ تزوجته إلى اليوم لتنهار أكثر وقلبها ينزف بغزارة، وروحها تكتب بذلك النزيف"أريد ولدي"

وأي آلم أقسى وأمر من فقدان الأم لضناها ،لفقدان جزء منها ومن روحها،أمي دموعك تلك وصوت نحيبك لا تصلني ولكن أعلمي أن حالي كحالكِ أبكيك وتبكيني بمكان وزمان مختلفين،أمي يقولون أن الدنياء صغيرة ولا بد لي ولكِ من اللقاء..
.
.
بنفس المنطقة ونفس اللحظة
في مكان مهجور أمام منزل ،قد أنتهت الحياة فيه ،وسعف النخيل مالت وأنكسرت وأنتثرت أجزاءها بالمكان لتأكد ان الحياة انتهت في هذا المكان بالفعل،حفراً كثيرة ،وزجاج محطم. وبين هذا كله يجلس على عتبة المنزل ويدخن بشراهة وإبتسامة تعتلي شفتيه التي تميل للسواد.
نظر إليه ثم للطفل الذي يمسك يد الواقف بشدة ويده الأخرى تمسك شماغه، وعيناه الؤلؤيتان تبرق بفضول.نطق وهو يقف ويدوس السيجارة ويداه قد أدخلهما في جيب معطفه :سافر نهائي
نطق وهو يهز رأسه بسرعة دليل على خوفه وذعره:اي سافر و كل شي تمام التمام
جلس الرجل أمام الطفل وأمسك كتفيه بشدة وهزه بعنف، حتى وقعت غترته لينطق بفحيح:أموتك الحين هاه وش جايبك تشتي تفضحني الله يقطعك أنت وأبوك يالعله
شد الطفل على كف الشاب الواقف بجانبه وينظر إليه بإستجاد لعله يخلصه من الوحش الذي أمامه.
سحب الطفل للخلف يخاف ان يفعل به شيء او يضيعه كما أضاعه،مذعور منه ويشعر بالموت يحوم حوله ماذا لو قتله ودفنه بتلك الحفرة المثالية أمام المنزل على الجهة اليمنى بجانب ساق النخيل المهترئ،نطق وقلبه يخفق :بتصرف خلي هالولد علي
نظر إليه وأبتسم بخبث ليقف وينفض الغبار الملتصق على بنطاله ثم صفق بيداه ليزيل الغبار عنهما:طيب بس والله ثم والله لو احد عرف بتروح انت فيها،ليربط على كتفه لينطق بثقة :اما انا بقدر اخارج نفسي منها ولا احد شاف ولا أحد درى. ليتركه خلفه ويجر خطاه نحو سيارته السوداء ليحركها بسرعة.
نطق الطفل ببراءة وهو يضم ركبتيه:بنلعب هنا صح عمو.
ضرب ظهره بعنف لدرجة أن الطفل انقطع نفسه وزاغ بصرة ليعود للوراء خطوات عديدة حتى اصطدم ظهره بساق النخلة وضمها من الخلف.
نطق الشاب وهو يقترب منه وعيناه حمراء ويبتسم بمرارة:ناقصني انا عشان تلحقني ،ليصفعه على وجهه ،لتليها صفعات أخرى .اما الطفل فكان غير مستوعب لما يحصل حتى دموعه متحجرة بعينية كل ماكان يريده أن يلعب معه فحسب.
أخرج سكيناً لمع حدها بالظلام ،ليرتجف قلبه ويرتج عقله حالما وضع السكين على رقبته سيذبحه التف بجسده ليحاوط النخلة ويضمها رغم خدشها لجسده ويداه الصغيرتان،يلتقط للمكان نظرات بعينية الصغيرة يحاول ان يجد مصدر أمان،وللأسف الشديد لايوجد، كل أنش في هذا المكان رعباً×رعب كما في الأفلام التي كان يشاهدها ،شعر بآلم في رقبته وبعض قطرات الدم قد حطت على ثوبه الأبيض، ليصرخ بصوت،مستنجد،خائف، مرعوب ،ومذعور،ودموعه قد انسابت على وجنتيه الحمراء وصفعاته قد تركت اثر أصابعه لتختلط تلك الدموع بقطرات الدماء :ماما تعالي بيقتلوني ماما تعالي ما أبي أموت كذا ..بيذبحني مثل البقره ..،ليصيح بصوت أعلى ونفسه يتقطع وجسدة يهتز بجنون وعشوائية:ماما بيذبحوني ..ماما ،ليخور جسده على الأرض وشفتاه الصغيرة والمرتجفة تهمس:ماما.
.
.
٢٠١٠م/ تبوك
الساعة ٣عصراً
تكاثفت الغيوم وهبت رياح باردة لتراقص الأشجار ،والشجيرات،والورود التي تقبع بالجهة اليسرى من فناء المنزل بألوانها المتعددة والزاهية ،ساندة يدها على خدها ويدها الأخرى مطوية امامها على الطاولة وتقبض أصابعها تتأمل ولديها ،جراح ذو١٥ عام وحَلاه ذات ٨ أعوام تهاتفت أصواتهما فرحة بالمطر وكل وأحداً منهما أخذ دلواً ليتحديا بعضهما ،والتحدي ان من يجمع أكبر قدراً من الماء في دلوه يفوز،أبتسمت شبه إبتسامة ولكن فرحتها بولدها محب الأشجار والزرعة، وأبنتها محبة المطر ،ناقصة فلديها ولدها الثالث تؤام الأول والقريب لقلبها،أتعبها أبكاها دماً بدلاً من الدموع ،أرهقها ،وأنهكها، وأستنزف طاقتها بتصرفاته الا منطقية ،مشاكله لاتنتهي ومعايرة والده لاتنتهي أيضاً فهو يرجع اللوم عليها وانها لم تستطع ان تربيه كبقية الأطفال،بحق لم تعد تحتمل أكثر،وحتى أخيها سافر مع ولده وتركها بهذا البلد وحيدة.
سقطت قطرات المطر الواحدة تلو الأخرى لتعزف الحاناً على وجهه الأرض ،لتغسل الروح وتروي حقول القلوب فسبحان من خلق فأبدع.
نطقت بأسى وعينيها قد لمعت :كنت أحب المطر ياغلا والحين كل ما نزل كأن الغيوم ترثيني تعبت وقسم بالله العظيم تعبت ،شبعت كلام وشبعت مشاكل وشبعت معايره من سند وشبعت غربة،واختي الصغيرة من يهتم بها ويرعاها بعد موت أمي وأبوي.تنهدت مطولاً وقد حضنت نفسها :ولدي كل يوم يبعد عني وصاير اخس من قبل وسند صاير عصبي زيادة يمسيه ويصبحه بكفوف.توقفت الكلمات لتتراصف ببلعومها وتخنقها لا الدموع تحكي ولا الشعور يحكي ولا قصيدة توصف ماتمر به من مأسي.
ربتت على كتفها لتنطق بأسى يشابه أساها وهي تتأمل ولديها اللذان يلعبان بالوحل ويصنعان منه بيوتاً صغيرة ليتشاجرا بعدها ثم يتراميان بالوحل ليفسدا ما بنياه وهما يضحكان:رفيدا أنتي عارفه ان فيك سكر لازم تنتبهي لصحتك وأحمدي الله ان أولادك قدام عينك اما انا ولدي ما أدري عنه.
لم تستطع ان تواسيها كما تفعل، تعب الكلام من الكلام تفقدت المكان بعينيها لاوجود له تخاف أن تغفل عنه فيحصل مالا يحمد عقباه وقفت ووقفت تلك معها لتحرك خطاها نحو المطبخ وكأن قلبها يدلها لمكان المصيبة ،تجر تنورتها الحمراء المبتلة معها لتفتح باب المطبخ ،شهقت بعنف وجحظت عينيها من المشهد الذي رأته ،شحب وجهها لتنطق بدون وعي ويداها تتحرك بعشوائية ونفي ممزوج برجاء مرير:أترك السكين من يدك ، يكفي جنان حبيبي أنت بتتركها صح
نظر إليها بعينان متحجرتان وملامح خالية من التعبير ثم أعاد نظره للسكين وقد بدأت بالغوص في معصمه محدثة جرحاً سطحياً أبتسم إبتسامة خالية من الحياة ثم نظر إليها بدون اكتراث..
لم يلقي بالاً لكلامها وكأنه أصم ،ولا يصغي إليها حتى ولا لأمرها أنسابت دموعها وهي تترجاه وتتوسل إليه بكل الكلمات خشت أن تقترب ويحصل ماتخشاه ، قلبها يتقطع لأشلاء ويكوي فؤادها دعت الله كثيراً وترجته كثيراً وتلك خلفها تضمها و تحاول بكل جهدها أن تساعد دون فائدة .لم تجد نفسها الا وهي تجر خطاها نحو ولدها وإتزان روحها يختل ستأتيها نوبة قلبيه لو حصل له شيء وبالوقت نفسه شعرت بتوازن جسدها يختل لتنزلق قدمها اليمنى وينحني جسدها وهي تشهق ليرتطم رأسها على زاوية حادة وفمها لازال ينطق بترجي أن يتوقف عن جنونه
.
.
٢٠١٣م/بأحد مناطق صنعاء

حفل زفاف صاخب، أصوات متفجرات ومفرقعات نارية ،البعض يتأمل جمال أشكالها من الشبابيك والبعض يتأملها من الخرج ،أصبحت السماء حمراء من شدة التفجيرات ،وإطلاق الرصاص فهذا شيء شائع في الأعراس اليمنية.
يمشون بسلام تمسك والدها بيد ووالدتها بيد وهما يبتسمان لتصرفاتها الطفولية ،تتملكها السعادة بجانب والديها ،يمشون باتجاه المنزل بعد قضاء وقت ممتع في حديقة "السبعين".
صوت إطلاق رصاص،وبنفس اللحظة صوت إرتطام جسداً على الأرض بقوة كبيرة ،وقد أفلتت إحدى يديها،فتحت عينيها بذهول وصرخت صرخة هزت الشارع بأكملة بعد أن وجهت أنظارها لوالدها :بابا .
الدم ينزف من جهته اليسرى وعينه مفتوحتان وينظر لنقطة محددة ،وجسده بات يصبح بارداً ،نظرت لوالدتها مفجوعة ومذهولة وعينيها جاحظتان من شدة رعب الموقف،كان مريعاً بكل ماتحمله الكلمة من معنى ،اتجهت نحو زوجها ووجهت ناظريها لمكان الرصاصة لتنهار جالسة بجانبه ودموعها خطت خطاها الثابتة على وجنتيها وأبنتها بالمثل أجتمع الناس والنساء حولهما ،منهم من يذكر الله ومنهم من ينظر إليهما بشفقة ،لتسمعهم ينطقون وهم يقيسون نبضة:عظم الله أجركم
.
.
بالماضي القريب..
.
.
٢٠١٦/صنعاء
الساعة ٨ مساءً
بالمجلس العربي ..
حاولت الهرب من جانبة لكنه يضمها من كتفها ويمرر أصبعه السبابة على ذراعها الأيسر بينما يشاهدان مقطعاً مضحكاً ،شعرت أنها في خطر وأنه تعداء الخطوط الحمراء ،حيث يقبل رأسها مراراً وتكراراً عكس العادة ولمساته أصبحت جريئة ،لينتفض جسدها مبتعدة عنه ،بعد ان تمادئ أكثر خطت لجانب الباب تريد الخروج ولكنه وقف بسرعة وأقترب منها ضمها لصدره من جديد .
شعرت بقرف حقيقي وأن نيتة ليست سليمة وأنها في خطر حقيقي نطقت بحذر وهي تحاول التملص:اشتي أذاكر. نطق بدون أكتراث وهو يقبل رأسها :بذاكر لك بعدا(بعدين)
لتبتعد عنه وتدفع صدره بيديها الصغيرتين بعد ان شعرت بيده على صدرها نطقت بإشتعال :بعد عني الله يشلك تحسبني ما اعرفش هذي الحركات والله اني اعرف كل شي ولأكلم أمي وأبي .لتهرب نحو الخارج ووجهها أحمر ودموعها متحجرة ،وجسدها يرتجف،تشعر أن قلبها قد أصبح بحلقها، كانت تهدده فحسب لمَ تقع بأيدي أشخاص خبيثون هكذا هذه ثالث مرة يحصل لها هذا الموقف وتنجو بأعجوبة منهم وكلهم من العائلة، هل صدق بأنها ستخبر والدتها؟ تقسم انها لن تبقي عظمة وأحدة سليمة بجسدها ولن تتفهمها بل ستقهرها وتكذبها ،وهي بطبعها كتومة .
اما هو أستغفر ربه ومسح على وجهه مراراً وتكراراً مالذي فعله بها لا يصدق أن هذا كلامها وهي بعمر١٣عام ،من الجيد أنها أيقضته مماكان سيفعله ،وقف ليذهب لدورة المياه ويتوضاء،صلى ركعتين وأستغفر ربه وقرأ قرآن وشعور الندم يأكله ببطىء..
.
.
٢٠١٦م/صنعاء
الساعة ٩ مساءً
،تجلس بزاوية الغرفة ،كانت تنظر لوالديها ، يتشاجران وكل واحداً يرمي على الأخر بكلمات ماكان عليهما قولها أمامها ،ووالدتها تحطم وترمي كل مايقف بطريقها،تنظر إليهما برجاء وأسى تريد منهما ان يكفا عما يفعلانه،كل يوم يتشاجران أمامها وهي تنتظر نهاية هذه المشاجرة العقيمة اما بعقد السلام او الإنفصال،ارتجف جسدها من الجملة الأخيرة لا تستطيع العيش بواحداً دون الأخر.
أحمرت عيناه ونفذ صبره لم يعد يحتمل شكها الزائد عن حده ليس سجيناً لها حتى تقييده بها وتمنع عنه الحرية نطق بنفاذ صبر وهو يدفع ذراعها بعد ان كانت ممسكة بكتفه :اي متزوج وعندي ولدين
شهقت بعنف ونطقت ودموعها جرت على خدها كجريان السيول ،أشرت على نفسها وضربت صدرها:ليش تكذب عليا من أول شي،متزوجها حتى قبل ام هادي الله يرحمها ليش ما صارحتني أنك متزوج واني الثالثه كذاب الله لايسامحك،لتنطق بكبرياء وهي تدفعه من صدره:طلقني الآن والله ما أجلس ببيتك ساعه وحده ،لتتركه وتتجه نحو عباءتها المعلقة على الشماعة ،وتجمع أغرضها لحقيبتها وهي بقمة غضبها وإشتعالها وغيرتها وشكها الذي بدأ بتدمير شيء من حياتها.
نطق بلحظة غصب وقد أكتفى منها ومن شكها:أنتي طالق
أرتجف صدرها من وقع تلك الكلمة ولكنها لم تلتفت إليه بل أخذت نفسها وذهبت وهو بالمثل أخذ مفاتيح سيارته وخرج حتى يشتم هواءً نقياً ويهدئ من اشتعاله.
أنتفض جسدها وبؤبؤ عينيها توسع ،تنظر لنقطة محددة،تحاول ترجمة وإستيعاب الموقف ،مال رأسها بحركة لا إرادية لم تتوقع او تفكر لحظة واحدة بأنهما سينفصلان ،هل الزواج هكذا وهذه نهايته ،اي راحة يتكلمون عنها وهي منذُ ان عرفت نفسها ووالديها يتشاجران أمامها دون إكتراث لها ولمشاعرها الرقيقة..
.
.
الوقت الحالي
يريدون تمزيق صفحات الماضي التي لازالت مضارعاً مستمراً لوقتنا الحالي ،ولكن تلك الصفحات غير مرئية ومركونة بأحد رفوف أرواحهم المهجورة ،وقد حاك الحزن خيوطة بزواياء الفرح ،وأحاط الغبار تلك الصفحات المهترئة بحروفها الباهتة كبهوت أرواحهم ،أبية أن تُطوى،مقاومة التمزق بسيل دموعهم ،و الإحتراق مع حريق أرواحهم الداخلية، والتساؤل الأن هل تطوى تلك الصفحات الغبراء المهترئة؟
.
.
أنتظروني قريباً.
.
.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس