عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-21, 09:33 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل"الثاني"
.
"لا نَدرِي إِلى مَتَى..؟ "
.

تركيا
غابت الشمس،تدريجياً لترتسم لوحة المساء،يتوسط السماء الواسعة قمراً،حوله نجوماً ساطعة،الشوارع تضج بصوت الناس والسيارات ،رائحة الأطعمة تنتشر في كل مكان ،ورائحة الخبز أيضاً،على الجهة اليمنى من الشارع ،تركيون يرقصون رقصتهم التقليدية،وعلى الطرف الأخر امرأة توبخ طفلها،ورجل يغازل زوجته بالقرب منهم.ينظر للأماكن بغرابة ،يشعر أنه غريب بينهم على الرغم من مكوثه بهذا البلد مايقارب الثمانِ سنوات،فارق الأهل والديار وباع بلده الأول والثاني، بسبب الطمع الذي أعمى عينيه ،حصل على كل ما يريده ،مال، سيارة ،وظيفة ،وسافر للدولة التي كانت أقصى أحلامه ان يمكث فيها،ولكن كل شيء مع مرور الزمن بات يصبح مملاً جداً،لو امتلكها بطريقة أخرى بالتأكيد كانت ستكون أفضل،حفظ كل شبر في شوارع أسطنبول وحتى تلك القطة بلونها الأبيض ،تلعق يدها وتغفر فاهها،ثم تتقلب يمنة ويسرة ، تجلس على عتبة المنزل الذي يتميز برقي تصميمه،يقبع ذلك المنزل جهة الشارع الأيسر،حفظ المطاعم،والأزقة التي يتميز بها هذا الشارع.من خلفة نطقت ببراءة ومدّت يدها لتهديه وردة بيضاء كلون بشرتها وارورقها الخضراء كلون عينيها الؤلؤية:هدية.
أبتسم ليمسح على رأس الطفلة ويتناول الوردة ،ويشكرها،جلس بالقرب منها وأخرج شكلاة بغلاف بني وقدمها لها،نظرت لوالدتها وقد سمحت لها بأخذها لتبتسم وتشكره،وقف ليتجه نحو سيارته ليصعد ،ويشد على المقود ،تأمل الوردة البيضاء وادارها بإصبعيه السبابة والابهام،كان قلبه نظيفاً مثلها تقريباً ،ولكن ازهار قلبه البيضاء تحولت للسواد القاتم،يخجل من الله عندما يدعوه ،وذنوبه تكثر وتكثر.
.
.
دفاتر منثورة على سريرها ،وأقلام بألوان عديدة مرصوفة على حسب تدرجها،أوراق كثيرة ومكركبة،تجلس بوسط هذا كله،وتغرس قلماً بكعكة شعرها،هاتفها بيدها تاركة الدراسة و تعبث بالهاتف ،لتضرب رأسها بخفة وتنطق:ياهبلا ذاكري ،لماذا يطردها من الصف وران يسمح لها ،ام لأن روان من الاوائل ،ولكن معدلها هي بالتسعين دوماً،عمتها انغام ،و رماح الأستاذ الجديد فقد أنتقل من منطقة أخرى قبل سنتين وليته لم ينتقل،بغيظ بشكل غير متصور،كلهم مستأجرون بنفس العمارة وحتى روان،فهي تتكون من خمس طوابق وسرداب أرضي ،في هذه العمارة الجيد والسيء ولكنها تكرهها وتكره أغلب جيرانهم،طردتهم من رأسها .وحركت أناملها على الهاتف لتدخل تطبيق "جوجل"وتكتب"درس المناعة،للصف الثان ثانوي مادة الأحيء"تأففت بضجر أخطأت بالإملاء ،لمست على علامة بحث،لتبتسم بلامبالاة بالتأكيد جوجل سيفهم ،مزاجها لا يسمح بالتعديل،ليست بحاجة معلم من يصدق أنها لاتفهم من أستاذ الرياضيات ،ولكنها قبل الاختبار بيوم، تخرج الكتاب تقرأ الدروس وتحلل الخطوات لتفهم وتوضح لنفسها ،ودرجاتها مرتفعة الحمدلله.
بصوت حاد وعالي صادر من الصالة :بيداء.أرتجف قلبها بخوف وبدأ يخفق ، تكره المشاكل وبالتأكيد أن وراء هذا النداء العالي والغاضب ،مصيبة، وقفت وهي تشعر بتنمل رجليها وتردد لتجيبها بهدوء:هاه،نظرت إليها باشتعال لتتجه نحوها ،ويدها قد ارتفعت وضربت ظهرها بقوة:ليش المطبخ لذلحين ما تنظف هاه ناقصني وسخ.
أنقطع نفسها ونظرت إليها مطولاً ،كان وجه رواية أحمر كأنه طماطم ،تعرف أن تصرفاتها ليست بإرادتها وعليها التصرف بحكمة لتخرج بأقل الأضرار الممكنة نطقت بنفس هدوءها وهي تبتسم ابتسامة صفراء:بسير أنظفه ذلحين، أمسكتها من ثوبها الأصفر المزين بالزهور الوردية ، وجرتها نحو المطبخ لتنطق بصرامة:الآن يتنظف لتدفها وتذهب. وهي تشتمها ،تنفست براحة ويدها على صدرها ،هذا مافعلته فقط الحمدلله ظنت أن هناك مصيبة كبرى قد حلت ،على مايبدو انها تشاجرت مع زوجها وتخرج الشحنات السلبية بها،أتجهت نحو المغسلة وقد لمت شعرها البني الذي يصل لأسفل ظهرها وغرست القلم فيه من جديد،لا تتعب لتلك الدرجة بالعكس لكل واحدة لها دور بالتنظيف والترتيب يعني ليست سندريلا،واحياناً الكسل يغلبها،بدأت بتنظيف الصحون وفهما يعمل بتلاوة الآيات التي تحفظها عن ظهر قلب.أصبحت معتادة على كل مايجري بدأت تتقبل التغير وتتأقلم،تتوقع حصول اي شيء وكل شيء،كانت ستدرس ثم تنظف ،قبل أن تفقد قواها ويخيم عليها الخمول والتعب،ولكن تجري الرياح بمَ لاتشتهي السفن،صبراً جميل والله المستعان.
.
.
مساء يوم جديد
الساعة الحادي عشر.
بمنزل متوسط ومتواضع يجلسون بالمجلس البسيط ويتناقشون ،بينما والدها مستلقاً بجانبها ،تنظر لأخيها بيأس وخيبة أمل كبيرة ،كيس قات ممتلئ بجانبه الأيمن،والشيشة أمامه وبيبسي بنكهة الكولا على جانبه الأيسر،يحك رأسه ويفكر بعمق ،نطقت بصرامة:نايف متى ناوي تشتغل تعبت صراحه ولازم تعاوني بصرفة البيت.
نظر إليها وبابتسامة ويده لازالت تحك رأسه:صاحبي قال ان في شغل بمطعم حلو وبراتب محترم ،وان شاء الله بشتغل وبجمع نفسي وأكون أسرة وأشتري سيارة.
ابتسمت بسخرية لتنطق :كل يوم تخزن بالقات ،تخطط وترتب يوم بتشتغل هنا ويوم هننا ،وبتصنع وتعمل وتترك ،وبالأخير تبكر الصبح راقد ياخي ما امنعك تخزن لكن نشتيك تقوم على نفسك.
تجاهلها تجاهلاً تاماً وقد شغل" الأم بي ثري "على أغنية يمنية ويدندن عليها،يكبرها بعامين وهي أعقل منه بسنين ضوئية،لايعتمد عليه بشيء كل مايفعله طوال اليوم نوم وأكل وشرب وسمرات لأخر الليالي كله من القات الذي يمضغه،نظرت لوالدها و ملامحه تميل للانزعاج أثر صوت الأغاني ،اعتدلت بجلستها لتجلس على ركبتيها أمامه وتساعده على الوقوف خطت معه خطوة بخطوه وبكل حذر،ليصلا لغرفته الهادئة،ساعدته على الإستلقاء،لينطق بصوت ضعيف ويده اليمنى تمسح على رأسها:جعله فدا رجولك يابراءة أنتي هديه من رب السماء ،كنت أدعي الله ،أن يرزقني بأحد يساندني لما يشيب شعري وتضعف قوتي وكنتي انتي الهدية .
قبلت رأسه وهي مبتسمة وعينيها لمعت بألم عميق تخفيه:احنا الي جعلنا فداك، بيهديه ربي ،ولا تخاف فارحه(سعيدة) بشغلي ومافيش أي تعب.
أغمض عينيه المحاطة بتجاعيد الزمن،ويده المرتجفة تمسك يدها ،بينما هي محتضنة يديه بكلتا يديها ،كانت تمسح عليها بحنان كبير،تحب والدها بجنون وتخاف عليه من أطرف شيء يصيبه، كل تضحياتها من أجله هو فقط اما نايف لو يتسول منها ما أعطته ريالاً واحداًعليه الإعتماد على نفسه،لو يدخر المال الذي ينفقة لشراء القات لكان قد تزوج وبناء نفسه.
.
.
تبوك /الصباح
خرج من المطبخ وجلس على مائدة الإفطار تلفت يمنة ويسرة ،لم يأتوا بعد وضع فلفل حار بطبق جراح الذي يتكون من خبز توست محشي بالجبنة والبيض ،أخفى ابتسامته ليراهم ينزلون من الدراج وكل واحد منهم متعجل أكثر من الآخر ووالده يناديهم بصوت عالي،كان شكلهم نكتة بحد ذاتها،أجتمعوا على السفرة ليبدأ الجميع بتناول إفطاره،يلتقط نظرات سريعة لملامح جراح التي تغيرت وينظر لحَلاه نظرات اتهام ،ليكح بعدها مطولاً،تنحنح وكبح ضحكته،جراح بقهر بعد أن شرب كمية كبيرة من الماء ويلهث، رش حَلاه بقليل من قطرات المياه لينطق بقهر :حَلاه كم مره بجلس أتمشكل معاك بسبب مقالبك.نطقت بصدق وهي تقف:والله ماسويت شي،نظروا لبتّار يستحيل أن يكون هو،بينما هو ينظر لطعامه بتجاهل ويقاوم ضحكته،نطق سند وهو يخرج :أنتظرك ياحَلاه بالسيارة،و بتحذير : لا تتأخري ،بعد فترة خرجت حَلاه وذهب جراح لعمله ،نطقت غلا بهدوء:غازي أخوي ينتظرك برا ،ارتدى شماغه ليخرج ويسلم عليه ،بالسيارة .نطق غازي بحزم:بتّار وش وراك ترى المحبة المفاجئة بينك وبينه مشكوك بأمرها.نطق بابتسامة وهو يتصفح هاتفه:قريب بتعرف ياغازي كل شي بوقته حلو،وبالنسبه لرماح موضوعه صعب حبتين ونحتاج وقت طويل عشان نحدد مكانه.
.
.
بشقة رماح يصحح أوراق الإختبار التجريبي الذي حضره بالأمس واختبرهم اليوم،تأمل ورقتها مطولاً،خط جميل ومرتب،رسمها كأنه طابعة،إجابات نموذجية ،سؤال يجول بخاطره كيف تنجح وهي طوال الحصة شاردة وتتأخر على. الحصص و بحصته تحديداً؟،ولا تشارك مطلقاً،لايحب أن يتجاله أحد يريد من الجميع ان يصغي إليه ويقدر تعبه،يذهب للمدرسة وهو متعب،ويعود منهك ومرهق،وياليت الراتب يستحق ،عن نفسه الراتب يكفيه ولكن البقية مظلمون بشدة.
بغرفة سماهر التي تميل للأناقة وتفوح منها رائحة العطر والبخور.
فتحت فاهها بتعجب لتنطق:ماتوقعتها من البيداء وعامله نفسها مطوعة.
نطقت الأخرى وهي تزيد فوق النار حطب:طول اليوم وهي على الجوال والظاهر تراسلك عيال لاني سمعت أختها تشتكي منها وتقول انها عاصيه لها وما تطيعها بشي وطول اليوم خارج مسكينه أختها الله يعينها.
هزت سماهر رأسها بأسف لتنطق ببغض:كل يوم تتأخر على المدرسة وتقول ظروف وظروف شلوها من بنت ،مستحيل أصاحبها،لتردف بإمتنان:شكراً بدور لأنك نصحتيني اتجنبها الظاهر تحتها مصايب.لتنطق بتذكر وملامحها تميل للحزن:حتى اختها مرة شكت لي أن هي تمد يدها عليها.
نطقت بدور بابتسامة منتصرة:ماعلينا منها خلينا نخرج نتمشي ونغير جو. نطقت بدور بابتسامة:أحب أتمشي معك
.
.
السعودية/تبوك
الساعة ٣ عصراً
نطق بتساؤل :وش طلبك،حك رأسه بتفكير لينطق بابتسامة وهو ينظر لغازي:نفرين مشكل بالفرن،ونفرين مندي وسلطة حار،وسحاوق جبن ،وقرصين رشوش،ضحك عبدالرحمن لينطق وهو يدون الطلب:اتق الله يا رجال بتأكل كل هذا ماشاء الله عليك.
نطق بتّار بنفس ابتسامته:جوعان حدي،والسيد غازي جوعان أكثر مني وقلت باخذه معي ياخذ فكره عن المطعم،أبتسم له عبدالرحمن بامتنان لينطق:كان المطعم منور بوجودك ياشيخ والحين صرت دكتور،وحركات ووقفت الشغل هنا.
نطق بتّار بهدوء:الوقت عندي صاير ضيق ولا برجع أشتغل هنا ماعندي مانع الشغل ياخي متعة.
لكزه غازي بجانب بطنه لينطق بضحكة:مو بوقتك انت وهو ما ضننتني انك خ
قاطعه بتّار وهو يجره نحو الطاولة ،رقم ٤٥.لينطق بضحكة:لا تفضحنا يشيخ،ليضحكا سوياً،بعد فترة ،أدخل الطلب بعد الاستئذان،رتب الأطباق وأبتسم لهما بود ليخرج،يستحق هو وعبدالرحمن كل مايحصل لهما،لو أكملا دراستهما بالجامعة لكان أفضل لهما.نظر لأرجاء المطعم بضيق شديد الهذه الدرجة والده لا يهتم ،خالته سلوى تسأل عنه أفضل من والده ،وترسل نمير ليحضر لهما طعاماً لشقتهما ،كم تلك المرأة طيبة القلب،وبها كرم نصف الأرض.
نظر غازي لبتّار بابتسامة:أبوك يعرف انك اشتغلت هنا سنين،هز رأسه بالرفض لينطق بمرح:صاير معاي ملايين ياخي ،ليربت على جيبه بغرور مصطنع .
ضحك غازي مطولاً لينطق من بين ضحكته:ياحظي الغداء على حساب بيتو،بتّار نظر اليه بطرف عينه:والله ان الحساب عليك يا مصلحجي.
.
.
الساعة ٨ مساءً
بغرفتها ذات الأثاث الخشبية والألوان القاتمة ،تكتب رغماً عن نفسها،تشعر بإنهاك شديد وخمول وتعب أيضاً، نطقت التي بجانبها ويديها تعبث بشعرها البني:بيبو أيش رأيك بسماهر.
تركت القلم لتسحب شعرها من يدي الجالسة بجانبها:عادي بنت خلوقه وذكية ماشاء الله عليها بس مدري كيف طبعها يوم بعيده ويوم قريبه وصدق أني ما ارتحت لها قوي.
ضمتها بدور لصدرها وابتسمت بسعادة:والله أنك أنتي الخلوقة اليوم سمعتها تقول انك قليلة أدب وتراسلي عيال وطول اليوم وانتي خارج.
عقدت حاجبيها و ابتعدت عنها وهي تشعر بضيق ،كل شيء إلا شرفها هل تصدقها أم لا ولكن تصرفات سماهر توحي بأن كلام بدور حقيقي مع أنها أكبر الفتالين والمنافقين حاولت نصحها دون جدوى صمتت حتى لا تتوه بمتاهات الكلام .
لتنطق بدور بحقد وغيظ مخفيين بثوب الطيب والابتسامة البريئة:أيش رأيك بكلامها وشخصيتها.
اعتدلت بجلستها لتنطق بتلاعب وابتسامة ماكرة ترتسم على ثغرها ،ربعت قدميها النحيفتين:طز فيها وطز بلي يدور عليا الزلل هذا يشبه رقيصي(شبشبي)"أكرمكم الله"أصلن عاده رقيصي أحسن منه اكرمك الله بوبو خلي الي يتكلم يتكلم
مايهمني الناجح دائماً يكثر حوله الحاقدين والحسودين ،لتقلب عبنينها بغرور مصطنع لتردف:اني واثقة بنفسي وكلام الناس أخر همي، أخفت ابتسامتها لتضرب ركبتيها تمثل القهر و بحزم وعينيها احمرت:اليوم اليوم أتصل بها وأنفلها نفل أني تقول عني كذا أني الي أبي مخلي لي الحرية جوال وشريحة وزلط "نقود" بدون خوف ،قليلة أدب ولا كاننا من محافظة وحده الي هي "إب" وتجي تقول هذا الكلام.
نطقت بدور بخوف ونفي وقد توسعت عينيها من ردة فعلها،أمسكت يدها وهزت رأسها بنفي:لا تقولي لها اني قلت لك.
زمجرت بصوت غضب وهي تقف لتبحث عن هاتفها وترمي الحاجيات للأرض وتكبح ضحكتها:الا بقولها وأعلمها كيف الناس تطعن بأعراض الناس.وقفت بدور بخوف وودعتها خوفاً من أن تُفضح لتعود لشقة أهلها بالدور الثالث وهي ترتجف.
ارتمت البيداء على سريرها لتضحك وتضحك،حتى دمعت عينيها لتنطق بجنون وهي تنقلب يمنة ويسره:تستاهل تحسبني هبلا وانا قد شفتها مع سماهر اليوم العصر،ويقولو ليش معقدة والله من المحيط الجميل،سبيتها سب غير مباشر والله اني ماعندها مِهره(شغله)غير وصال الخبر هبلا،تنهدت لتنظر للسقف بابتسامة لامعنى لها، يطعنون بعرضها ويصدقون أشياء ليست بها،ستتصل بسماهر غداً وتصارحها لترتاح،كم هو جميل أن تتظاهر بالغباء وهي تعرف كل مايدور حولها،سترد لبدورالحركة ولكن بطريقة مهذبة ومحترمة،يتلاعبون مع الشخص الخطأ.
.
.
بنفس الوقت بشقة صغيرة ،تحتوي على غرفتين ومطبخ وحمام"يكرم القارئ"أثاث قليلة ،ومخزون طعام لا يكفي ليوم،عادت من الخارج بعد أن أشترت مياه باردة من مصروفها الذي حرصت على عدم صرفة ،أخذت منشفة بيضاء نظيفة من المطبخ ،وعادت للغرفة التي تنامان بها،أقتربت من والدتها ووضعت الكمادات الباردة على جبينها،بينما أنتفض جسد والدتها ،كانت دموع روان تهبط على وجنتيها الواحدة تلو الأخرى ،عاجزة عن التصرف،
والدتها ترفض الذهاب للعيادة،يبدو أنها أصيبت بضربة شمس،الطلاب لا يرحمونها يرمون القمائم وبقايا الطعام بدون اكتراث ،الا تستحق والدتها القليل من الإحترام والرحمة.
نطقت برجاء ممزوج بأسى وهي تقبل رأسها:يمه جعلني فداك خليني أشلك "أذهب بك" للعيادة،علشاني والله لو يوقع لك شي بموت بعدك يمه.
هزت نوره ،رأسها بالرفض لتنطق بابتسامة متكلفة وقلبها يتقطع على حال ابنتها الخائفة والمرعوبة :روان والله اني بخير حمه وبتخف،لاتخافي وبعدا معك الله.
نظرت إليها بشيء من الارتياح تقبل يدها اليمنى وتضع رأسها بجانب رأس والدتها لتنطق بشهقات متتالية والقهر يعميها:أحبك يمه أحبك الله يوفقني بدراستي علشان اعوضك ،قبضت يد والدتها بدون وعي لتردف بانكسار:لا سامح الله من كان السبب لا سامح الله من أخرب البلد يمه،لاسامحه ربي.لتغمض عينيها بدون شعور وتنام بعمق،رفعت يدها لمستوى رأسها ومسحت عليه لتنطق ودموعها قد تجمعت بعينيها:اخ يا روان كل الي أشتيه اني اعوضك بقدر ما أقدر،حرموني دراستي يابنتي وزوجوني جاهله تعبت كثير يابنتي والله تعبت،عشت مع أبيك بنعمة كان يدلعني ويجيب لي الي أشتيه كنت عايشه بنعمه وقالي اذا تشتي تكملي دراستك عادي ،قلت أيش اشتي بالدرسة مادامه يصرف عليا ماحسبت حساب ذاك اليوم ما حسبت حسابه ،راح أبيك وبالأخير وقعت منظفة لا مكانه ولا احترام بس واثقة بربي وموقنه ان مكانتي عنده عالية نصبر يابنتي والعوض من الله،جلست بصعوبة والدوار يلفها عدلت وضعية أبنتها لتقربها إليها أكثر وتضمها لصدرها بقوة ،وشهقاتها تتعالى،حزن وظلم وقهر وحسرة،كانت تهمس بدعوات وتتحسب وتتستغفر، لن تعيدها لهم هذه ابنتها هي وليست أبنتهم لن يأخذوها هي أبنتها وحبيبة قلبها.
.
.
الساعة التاسعة
بعيادتها تتأمل الأدوية المرصوفة على الرفوف بملل تام ،متكتفه وتطرق اصبعها السبابة على كتفها الأيسر،تشعر بالنعاس الشديد ،لتسمعه ينطق:دكتورة براءة ممكن عابه مضادحيوي،استعجلي لو سمحتي،وقفت بكسل لتبحث عن الدواء،وجدته ووضعته بكيس ومدته له من النافذة الصغيرة التي تتصل بالعيادة،تناوله من يدها ليبتسم بامتنان ويعود لعمله.
جلست على الكرسي من جديد ومغتاظة من نظراته المريبة ،يخيفها ويرعبها أيضاً ولكنه يبدو مسكيناً ونيته صافية،تحاول الانكار بنفسها انه خبيث ولكن تصرفاته محترمة ولا يضايقها وحتى ان اسمه "البراء" نظرت لساعتها بقى نصف ساعة وتعود للمنزل،قلبها يحترق خوفاً وشجناً على والدها عبدالسلام ،تخاف عليه من نايف فهو عاصي ولايعتمد عليه،و لو توقفت عن العمل ،حتى تجبره على أن يعمل ،تقسم انهم سيموتون جوعاً.
.
.
بشقة انغام
تنظف الشقة بكسل،ليس لديها شيء لتفعله،كل شيء ملل في ملل،ياسر أخذ راكان لمكان عمله،وبقت هي وحيدة،هل تتصل بالبيداء لتسليها قليلاً،جلست على الأريكة بعد أن أكملت الترتيب والتنظيف أخذت هاتفها من جانبها لتتصل بها ولكنها لا ترد حاولت عدّة محاولات ،لا مجيب أيضاً،على مايبدو انها لم تنسى ماحصل،وكيف تشاجرت معها بسبب إهمالها لدراستها،ومدافعتها عن والدها رويد،لا تنكر أن اخيها مخطأ ولكن تحبه وتدافع عنه مهما كان ما يفعله،وضعت الهاتف جانبها لتستلقي على الأريكة وتنام بعمق،وبعد فترة طويلة ،عاد برفقة ولده ليفتح بالمفتاح الإحتياطي ،دخل الصالة ليجدها نائمة،نظر لولده بخبث:كوكو قَيم(أيقظ) ماما،أبتسم بحماس طفولي وأقترب منها ليضرب وجهها بيده الصغيرة،استيقظت مفزوعة وعينيها حمراوتان ،نظرت إليه بكرة ثم لراكان لتنطق بغبنة وكره:به أحد يقيم راقد هكذا
،لتقترب من ولدها وتسحبه معها لغرفتها،حاول الإفلات منها ولكنها محكمة قبضتها على معصمع ،حال ماوصلت أغلقت باب الغرفة بقوة ،وطرقته بالمفتاح،كم مرة حاولت التقرب منه عسى أن يهتدي،فعلت ما بوسعها ولكنه لا يستحق،جلست على سريرها لتسند ذراعيها على ركبتيها وتغطي وجهها لتشرع بالبكاء،حاول طرق الباب،تكلم عن والدها ،شتمها،وهي مصممة على ما فعلت ،ضمت ولدها لصدرها وحاول تغطية أذنيه،كان ينظر إليها باستفهام وخوف.نطقت بصوت عالي ونبرة متهدجة:مادام عندك مزز كثير وملاح تزوج وهجعتني.نطق ويده صفعت الباب لتقفز بخوف:برويك يا انغام لو ما طلقتك وحرمتك أبنك ما اكون ياسر.نطق راكان برفض وجسده يهتز:لالا اشتي ماما انا ما أحبك انت وحش،هدى طرق الباب و هدأت الأجواء،قبلت رأس صغيرها و ابتسمت بشحوب يريدها هي ولا يريده ،ستفكر وتحسم قرارها ولن تتساهل مثل مامضى،استلقت ليستلقي راكان معها أمسك وجهها بيديه لينطق وعيناه تلمع:ماما لا تسيري انا احبك وأحب بابا ،لتنزل دموعه وقد ضم رقبتها،غرزت أنفها بكتفه لتنطق بحسرة على نفسها وعمرها:ما قاسم ظهري الا أنت يا راكان،مسحت على رأسه بيد مرتجفة تريده أن يطمئن:حبيبي مابسير مكان بنبقى مع بابا لا تخاف.
همس ببراءة ويده تعبث بخصلة من شعرها الأسود:مامي ليش بابا يصيح هو وحش وماهو حلو.
هزت رأسها بالرفض لتنطق بإبتسامة صفراء:بابا مش وحش بابا زعلان لانه تعب بالشغل.
ضحك ببراءة ليضمها:مامي شفنا بنت حلووه وجلست تلعب معي وتضحك لبابا وتقوله معك ولد حلو مثلك ،أغمضت عينيها بقوة لتهزة بلطف ،تريده أن ينام كلامه يتعبها ويرهقها ويحرق فؤادها ،لم تتوقع أن يصل لهذه الدرجة من الوقاحة والجراءة .
.
.
تبوك
الساعة ١٢صباحاً
يجتمعون بصالة الجلوس،يجلس معهم رغماً عنه ،أريام بحضنه تعبث بلحيته وحَلاه تذاكر ،ورأسها مربوط ،وجراح يقرأ كتاباً عن الأشجار،ووالده يقرأ القرآن،وخالته غلا تتأمله،ربما يذكرها برماح ووالدته التي يشببها بملامح رجولية ،تظاهر بالتجاهل لينزل أريام من حضنه،أنتفضت حَلاه لتفزع جراح:بيتو ليش ما تتقدم للريم متى بتعرس تراك رابط جراح معاك.
نظر إليها جراح بطرف عينيه ليصفع رأسها بالكاتب وينطق بضيق:حاشره نفسك بكل شي
بتّار رفع أحد حاجبيه:الريم ماشاء الله عليها كثير يتمنوها بس ما تناسبني.
نطق سند وهو يغلق المصحف:ما تناسبك أحمد،أصلن من بتقبل تكون حرمتك وانت على هذا الطبع المليح على قولة أبوي الله يحفظه
صمت وقد تكتف وبداخله،لاترد لاترد هذا الذي يريده ذاك المغفل،أنتظر فترة،ليقف وينظر لأريام بحدة حال ما تمسكت بركبتيه تريد اللعب معه أبعدها عنه :اذا قصدك يبه اني مريض نفسي فالحمدلله تعافيت ولله الحمد والشكر ،واذا كان على الكلام الي يعبي راسك فيه فالله يعينكم الأثنين،ليدير جسده ذاهب ليلتف من جديد وبتنبيه:تراني مسافر قريب.
سند خلع نظارته وبدون اكتراث:الي بيسمعك يا حبيب ابوك بيقول اول مره تسافر بدون علمي على العموم الله معاك ،وبسخرية :ولاتنسى تلاقي بنت الناس الي تناسب حضرتك.
أخذ نفس طويل ،وصعد غرفته ليرتاح .
نظرت إليه غلا بلؤم :كذا تزيد تبعده عنك أكثر،مو حلوه تتمسخر عليه قدام أخوانه وقدامي اسأله اذا الكلام صحيح وبعدها أحكم.
نطق بصرامة :بيني وبين ولدي ما أحب احد يتدخل.
وقفت وبغيظ:لو صار عليه شي بشوف وش بتسوي بعدين،لتجر خطاها نحو غرفتهما ،تجمعت الدموع في مقلتيها ،تخاف عليه تخاف أن تفقده هو الآخر،علاقته بها رسمية ولكنها ترى به رماح ،وترى به رفيدا،تعود لها أطياف الماضي ،تدفها للوراء بشدة،تزيدها شوقاً وتساؤلاً وحنيناً،كل شيء متعب ومرهق في هذه الحياة،ستصلي ركعتين لتدعو الله ككل يوم وكل ساعة بأن يجمعها مع ولدها لن تمل ولن تكل أملها بالله كبير لو يعرف سند كم هو مميت فقدان الولد ،لكف عن إيذاء بتّار بكلامه.
.
.
بالمشفى
تنظر لسلوى بذبول أهذه هي زوجة رويد،جميلة حقاً،ومهذبة وخلوقة ،هي من تتابع حالتها باهتمام شديد ياتُرى هل تعرف انها طليقة رويد؟بالطبع لا ليس من المعقول ان تعاملها بكل هذا اللطف وهي تعرف.
نطقت سلوى بلطف وهي تجلس بجانبها وتبتسم :ماشاء الله عليك يعجبني صبرك وتحملك استمري على كذا وبترجع لك صحتك وقوتك بأذن المولى حتى الورم الي بالرئتين بدأ يتقلص وقريب بنسوي لك العملية وبترجعي أحسن من قبل.
ابتسمت بأمل مع انها تشعر بالموت يحوم حولها وأن أجلها أقترب، في أكثر الأحيان تظن انها تحتضر،لتفتح عينيها وتجد نفسها كما هي ربما الموت أرحم لها صبرت كثيراً وصبرها يزيد ،تريد أن تنتقل لرحمة الله لم يعد بالبشر رحمة ،نطقت بهمس:وانتي اطيب من شفت بحياتي.
أقتربت من أذنها وتشبثت بيدها لتنطق بوعد:ماراح يقرب منك وانا وهو جنبك لا تخافي.
تجمعت دموعها لتنطق برجاء وأظافرها قد انغرست بيد سلوى:ممكن ورقة وقلم ،ثم أردفت بتقطع وتحاول التقاط الأنفاس :وتقولي له يجي بكره ضروري عندي شي يخصه أخاف أموت وما أديت الأمانة الي عندي،نطقت وهي تهز راسها بالرفض:بسم الله عليك ،عمرك طويل إن شاء الله ،لتبتسم وبصدق:وعد بكره أجيبه،لتقف بنشاط :الحين بروح أجيب لك ورقة وقلم.أبتسمت بود ،وخيال ابنتها لا يفارقها بنومها وصحوتها وقت أكلها ووقت شربها وحتى لو ماتت ،هي قد علمت ابنتها أن تصبر وأن الله معها،دوماً وأبداً، وباليوم الذي توفيت فيه أحد صديقات البيداء ،علمتها ان الدنياء فانية وكلنا لله وسيأتي اليوم الذي نرحل به للواحد الأحد،زرعت بداخلها قيماً كثيرة ونتائجها ظهرت وهي بسن صغير،ثيابها ساترة أخلاقها عالية ،طيبة وكريمة مع الناس رغم انها لاتظهر شيء لكن افعالها تشهد ،ولازالت تظن بها الخير لاتنسى ذلك اليوم قبل سفرها قبل سنة ونصف كانت تضمها وهي صامتة لم تترجاها ولم تتعبها بل كانت تعرف أن شكواها ورجواها سيؤلم قلبها ،اوصتها كثيراً وأول نصائحها كانت تقربي لله والاخيرة قوي صلتك بالله،اوصتها الاتخرب بيتها بيدها وتفسد حياتها بالشكوك والأوهام لاتريدها أن تغلط غلطتها فهي للأن تدفع ثمنها من حال عمرها ،وترجو الله انها لازالت للأن باقية كماهي،قوية ،وعاقلة،وصبورة ،وطيبة بذكاء،ومتمسكة بجنونها الخاص،أغمضت عينيها والدموع تجري وتجري، الا تجف الدموع الا ترحم عيون ذبلت وأحرقتها نيران الحياة الا ترحم من قطع فؤاده وماعد يقوى البكاء ولا النحيب حتى،إلى متى؟ إلى متى ؟ سنظل نتخبط بمتاهات بؤسنا،وظلمة حياتنا؟؟ ،أطالت سلوى بالمجيء و نامت الأخرى من تعب التفكير.عادت سلوى كادت أن تنطق لولا ان وجدتها نائمة وأثر دموع على وجنتيها الحمراء ،غطتها جيداً ونطقت بنبرة متهدجة مع أن القليل من الضيق يراودها ربما كانت غيرة لاتدري:طهور إن شاء الله ربي يردلك عافيتك وترجعي لبنتك،كوني بخير عشانك وعشان بنتك.
.
.
انتهى..
.
.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس