عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-21, 01:45 AM   #147

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثــامـن عشــر ..








كنتُ أسمع الحديث الجاد والحاد بينهم ، أردته أن يتخلى عن تحديه ..
حدته وجديته ، أنا أفهمهُ جيدًا .. قد يأخذ هذا الحديث مجرًا آخر ..
همستُ بـ : وافي
التفت لي بسرعة ، وبلهفه
همستُ مرة أخرى : رأسي يعورني ..
اقترب مني ، وقف بجانبي لم يفعل شيئًا .. سألته : وش صار !
انحنى ، اصبح وجههُ قريبٌ مني .. لأخبرك سرًا .. اشتقتُ ملامح وجهك هذه
بـ هذا القرب ، وأنا استطيعُ قراءة كل تفاصيلك ..
هل تظن بـ أني أُميّة وافي ! بل أستطيعُ قراءة وتحليل كل ما فيك
همِست له مشاعري : اشتقت لك وافي
ليقبل جبيني هو ، ابتسم : هذا شيء منتهين منه ، وش سالفتك أنتِ ؟
قلتُ له بتعب : ما أدري ، وافي كل شيء حواليني يدور
ضحك بخفة ، ليقول بسخرية : من حركتك الزايدة
ضربته بخفة : واااافي ، آآآآآييي
أمسك بيدي ، رفعها لي ليقول : حتى وايدك فيها جرح كبر عنادك ما تهجدي
ابتسمتُ وأنا اعضُ شفاتي .. قال بهمس : ايش اللي صار لك ؟
ببراءة هامسة : كنت بقوم عشان أجي لك ، دارت الدنيا عليّ ، مديت ايدي عشان اسند نفسي على الطاولة .. سحبت العطر ، ضرب في طرفها ، الزجاجة دخلت بايدي وطحت على النص المتناثر على الأرض
عضّ شفته وهو ينظر لي : يا ويلي ، تجين لي !
أومأتُ بـ رأسي وأنا أنظر له بـ براءة ، ليقول : إبليس ، إبليييييييس
ضحكت ، سألته : متى بطلع !
قال بحدة : مافي طلعة وأنتِ بذا الحال
سحبته ليقترب ، همست : عادي إذا ببقى معاك
نظر لي ، أكملت : وافي صاير حلو بذا اللبس
اقترب ليهمس : هههههههههههه أسألك بالله ، إذا صحصحتي بتكوني متذكرة كلامك هذا ! أتوقع إنك تحت تأثير البنج
نظرتُ له ، فهم بـ أنها ستعود لـ غفوتها .. من نظرتها تلك ..
التفت لـ والدها ، لم يكن موجودًا ابتسم ..
فُتح ذلك الباب لـ تحضر الدكتورة ..
سألها وافي بهدوء : ليش معطيها منوم !
ابتسمت : جسمها مرتاح راحة ، مش منوم إنما المغذي مُهدأ لـ الاعصاب ، راح تبقى بعد .. وضعها محتاج مراقبة ما يُقارب الـ 72 ساعة
ابتسم لها وافي ، بتفهم : تمام .. كذا أفضل
.
.
.
.
.
مُربكة لحظة انتظارها .. لم يردني اتصالٌ منها أو رسالة مُنذ يومين من تلك الحادثة ، لا أستطيعُ نسيان
نظرة اللوم التي كانت في عينها ، كانت مُزعجة .. مزعجة جدًا ..
لم يكن قلبي يستقصدُ ازعاجها أو جرحها حتى ، حدث كل شيءٍ آنيًـا .. وحتى الصُدف جمعتنـا ..
وكأنها رغبة القدر ، ولكنّ يبدو أنها سـ تعاند القدر ، إن كنتُ أعرفها ولوقليلًا .. ستعانده ..

رفعتُ هاتفي وأنا أتـأمل رسالة ترفعُ لدي نسبة الحموضة .. لُجين .. منذُ أن قال لها زيـاد بـ أنّـي سـ اتزوج وهي تذكرت علاقتنا السامـة ، لا تعلم بـ أنّـي قد تزوجتُ بعدها.. بعدها بـ عدّة أشهر فقط ، حتى أن قلبي لم ينسها بعد ..
ما زلتُ أتجاهل رسالاتها المزعجة جدًا ، عقلي في مكانٍ بعيـد .. بعيدٌ جـدًا ..
أشكرُ سقوط أختها .. ألا يقولون : رُبّ ضرةٌ نافعة .. و مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائِدُ ..
تنطبق عليّ ، لم أكن جاهزًا لـ تلك المواجه .. كان قلبـي يرغب بـ شيءٍ آخر ؛ ولكنه سُلطان بن ناصر .. لا تُفهم مواقفه ، ولا يُفهم أختياره لـ الأوقات .. أغمضتُ عيني وأناأسندُ رأسـي على وسادتي ..
رنّ ذاك المزعج مرة أخـرى ، يتهيـأ قولونـي لـ رسالة مُشمئزة جديـدة .. ولكنّـها هـي هذه المرة .. نـوارتِـي ..
أعدلتُ .. إنها المواجهـة ، حـان وقتُهــا .. خرجتُ متوجهًا لها ، لـ المكـان الذي حددتُه هي .. وأنا أستذكرُ أحداث تلك الأيـام .. الأيـام التـي سبقت وتلـت عقد xxxxنـا ..
كانت أيامًـا صعبة جدًا بـ النسبة لِـي .. لم أستطع بلـع الطعم المُـرّ لـ تلك الليالي ..
تزوجتُ من فتاة لا أعرف عنها سوا اسمها ، كان تهورًا تامًا ..
ولكنّني لم أستطع رد أب .. يقلق على ابنته .. بل بناته ..
ابتسمت بـ توتر وأنا أتذكر كلماته القلقة .. وصلتُ وجهتي ، ترجلّت سيارتي
رأيتها تجلس بعيدًا عن الجميع ، كان المكان يخلوا من البشر .. إنها الثامنةُ صباحًا ..
توجهتُ لها ، جلستُ أمامها ، تضعُ نظارة شمسية على عينها ، تمنعني رؤية ناعستيها ..
قلتُ بـ هدوئي : صباح الخير
لتهمس بـ برود وسخرية : صباح النور
ابتسمتُ بيني وبين نفسي ، رفعتُ عيني لها .. كُليًا جاهزٌ أنا لـ توبيخها ..
نظرتُ لها مطولًا .. لا تزال هي صامتة ، تضع كفيها أمامها وهي تعقدهما ببعض ..
أرى أنها تضغط بـ ابهامها اليسار على كفها اليمين ..
همستُ لها : نوار
رفعت نظرها لي ، أخرجتُ أنا تنهيدة
لـ أسمعها تقول : صدقني ما أدري من وين أبدأ معاك .. ما أدري بـ ايش اوصفك ، مخادع ! محتال ! أو أتواطئ أكثر من كذا و أوصفك باللي أبشع ما أدري
قالت وهي تبعد نظارتها من أمام عينيها : بس صدقني إنك أسوء وأسوء بكثييييييير من اللي تشوفه بعيوني
رفعتُ عيني لـ عينها ، كانت تقوول الكثير وتصف الأكثر ، انتبهتُ لـ رعشة يديها .. أستطيعُ تخمين مستوى عصبيتها .. لدينا شيءٌ مشترك كـ هذا نوار ، كلانا نرتعش عندما نصل لـ هذا المستوى من الغضب
قلتُ بـ هدوء : عندي تبرير لـ كل شيء نوار
قالت لي بغضب : مابي تبريرك كل اللي أبيه إني أنفصل عنك ، مابي أعيش عيشة الاستغفال ، أنت عشت معاي ما يقارب الثلاث شهور ما قدرت تقول لي ؟ مستمتع بكل شيء وأنا مثل المغفلة .. وأنا أقول هالإنسان وش به علي حاط لي على الوحدة ويحاسبني على كل شيء .. كنت أحس إني مغفلة ليش أبرر تصرفاتي لـ مديري ، بس لا مديري حضرته مو مدير وبس ..
صمتت ، كانت تبتلع غصتها .. مقهورة .. مقهورة حد النخاع ، يحق لك نوارتي .. يحق لك ولككن تلك البداية لم تعجبني ، كنتُ أنظر لها بتوتر .. توقف عقلي عندما نطق لسانها بـ (أنفصل عنك) ..
كانت ستتحدث ، ولكنّي قاطعتها وأنا أسأل ببطء : تنفصلي !!
قالت بـ حنق : ايي
نظرتُ لها ، بهدوء قلتُ : ليه نوار ؟
باستهزاء قالت : وتسألني ليش ؟ ما تشوف طريقة زواجنا ، تزوجت وحدة ما تعرف عن الزواج نفسه ، وما تبيك
نظرتُ في عينيها : ما تبيني ؟
التفتت عني لـ تقول بغضب : لا ما تبيك
همستُ لها بـ إنكسار : متأكدة !
التفتت لي : متأكدة
وقفتُ وأنا أنسحب : تمام ولا يهمك ..
انسحبتُ من أمامها .. لا أستطيعُ إكمال تلك المحادثة .. قد خسرتُ من بدايتها .. نطقت بها دون رفق ..
الـ إ ن ف ص ا ل ..
صعبةٌ عليّ تلك الكلمة ، لم استصعبها هكذا عندما سمعتها منن لُجين ..
أتت لي تلك بعد مرور فترة من علاقتنا لـ تخبرني أنها تريد الانفصال عني بعدما كسبت الرهان ..
أي رهان ؟ رهانها هي وصديقاتها .. تراهنّ عليّ .. ألا يتم العام حتى تجعلني أحبها .. وفعلتها ..
أذكر أنني قضيتُ أيامًا طويلة ، طويلة جدًا وأنا في صدمة ..
تعاهدتُ مع نفسي بعدها ، لن تمكث أنثى أخرى قلبي ، وسـ أمحو لجين من قلبي ..
محوتها ، بعد الكثير من التخبطات ..والانكسارات ..
والكثير من الجروح .. الكثير من التوبيخ من زياد ..
تمسكتُ بقراري .. لم أسمح لـ قلبي بـ الميلان ..
الكثيرات مررن أمامي .. الكثير من الجميلات ..
المحترمات ، وصاحبات أنصاف العقول ..
الكثير منهن ولكن قلبي لم يلتفت ، أصبح حجرًا ، وأنا كذلك تحولتُ لـ حجر ..
في فترةٍ من عمري ، ولكن ذلك الحجر ، لان بـ فعل نظرةٍ وابتسامة ..
من صاحبة الناعستين ..
جلستُ في سيارتي لـ فترة وأنا انظر لها من خلف الزجاج ..
استطيعُ تبرير كل شيء لك ، استطيع تبرير زواجنا ..
تحركاتي ، حذري وعدم افصاحي ..
كل شيء نوار ، لـ كل شيء تبرير ..
ولكن تفضيلك لـ الانفصال جرم ، جرمٌ كبير في حق هذ القلب ..
متى سـ يرى الراحة !
رنّ هاتفي في هذه الأثناء ، رسالة من المزعجة لُجين ..
كنتُ قد مُلئتُ من الغضب .. بسبب رسائلها وصد نوار
رفعتُ هاتفي ، طلبتُ رقمها .. يرنُ ذلك الهاتف
جائني صوتها المتلهف ، لطالما أحببته : راشد ! وأخيرًا .. راشد تكفى قول لي …
قاطعتها بصرامة : أنا ما راح أتزوج ، أنا متزوج .. مو أمس ولا اليوم لا .. من لما انفصلنا ، والحين انقلعي ولا عاد أشوف رقمك عندي
أغلقته ، ليس بعد .. ما زال هناك الكثير والكثير من الغضب في قلبي ..
لمَ لا تريدُ سماعي ! لمّ لا تريدُ تصديقي ..
لم أكن أعرفُك ، لم أتعرف عليك منذ البداية نوار ..
هُناك الكثيرُ مِمن يحملن اسمك ، مميز نعم .. ولكنك لست الوحيدة ..
ميزتُك بعدما قرأتُ سيرتك نوار ..
رفعتُ رأسي لـ تلتقي عيني بعينها ، عينها الغاضبة ..
تغطيها نظارتها الشمسية ولكنّ عين قلبي ترى ..
اقتربت مني ، فتحت بابي بكل جرأة لـ تقول : أنا جادة راشد ، أتمنى انفصالنا يكون قريب ..
رفعتُ رأسي لها لـ أقول بـ إصرار : مو قبل ما تسمعين مني
لم أسمح لها أن تعترض ـ، سحبتُ بابي لـ أغلقه .. ليس لي حق اتخاذ موقفٍ منها ..
ولكن لي حق أن أطلب فرصة ، لـ عدم إنتهاء علاقة لم تبدأ بعد ..
علاقة طاهرة أريدها أن تأخذ نصيبًا من حياتي ..
أعترف أن بدايتها خاطئة ، خاطئة جدًا ..
أذكر كلمات والدها ( تكتمل أو تنتهي بـ طلاق )
كان أنانيًا جدًا .. أتذكر أيضًا غضب والدتي عندما اخبرتها ..
قالت ( فيه أذيّة لك ولبنت الناس ، بكره يتكلموا عليها الناس إن تطلقت .. يتساءلوا متى تزوجت البنت )
حقًا .. لم أنسَ ما حصل مع هاني ..
كنتُ جاهزًا لـ ظهوري في تلك الفترة .. عندما علمتُ بـ ذهاب هاني لـ خطبتها من جدها ..
ولكن ما فعله عمها كان كافيًا ، أجل اللهُ لقاءنا ..
و كأن ربي غضب من فعلتي ومجاراتي لـ والدها ..
عاقبني بـ تعذيبي ، أحببتها .. حبًا كبيرًا .. ينافسُ حبي لـ أفراد بيتي ..
ولكنها تريدُ هجري الآن ..
ما يستقرُ هنا في يساري يا نوار .. يفوق طولي أيضًا ..
اسمحي لي ، ولو لـ مرة ..
اسمحي لي أن أبرر نفسي لك ..
.
.
.
.
.
بغضب : مححسسني إني أظلمه ، أي ظظلممم أيييي ظظظللللم ، أناا حرتتي ما طلعتهاااا
أشارت لي ألا أقول أي شيء ، لتكمل هي وهي تبعد خصلاتها لـ المرة المليون بعدما شدتها كثيرًا : بنجن ، بنجن والله هذا ثالث يوم وأنا أفكر ، من وين بابا يعرف راشد ؟ ومتى وكيف وعلى أي أساس يسوي كل هذا !
نطقت دانة بهدوء : نوار لو تسمعين له
صرخت : مابي أسمع أحد ، ماااااااااااابببببببببببب يييييييييييييي .. كانت عنده فرصة ثلاث شهور يمديه يقول اللي يبي ، بس لا لعب بذيله وهو مستمتع ، أنا الغبية اللي ما فكرت ليش يتصرف كذا وعلى راحته .. واللي يحسسني بالغباء أكثر ، كنت نفس الحمارة أركض أبرر له مواقفي وهو يستانس .. ااااااافففففففففففففففف
التفتنا أنا ودانة لبعضنا ، جلست بجانب دانة على الكنبة ، تعض سبابتها بقهر .. رفعت يدها لـ الفازة ..
لتصرخ دانة : ههههيييييييييي والله أذبحك إن كسرتيها ، جنّي على كيفك بس الا أغراض شقتي
نظرت لها نوار بغضب ، لا تريد أن يقال لها لا في هذه الفترة وأيضًا .. يجب أن نقول لها أنتِ محقة ..
لم تآبه دانة ، بل قالت بـ هدوء وعمق : تدري وش اللي معصبك أكثر من فكرة إنك متزوجة بدون علمك ! إن راشد ما جاء يركض وراك ، والله .. هذا اللي معصبك أكثر ، وغيره .. خايفة إن تبريره يقنعك وترضي ، لأنك تحبيه وقلبك بيأمرك تتنازلي وراح تتنازلي .. فـ …
قاطعتها بغضب كبير ، كبيرٌ جدًا أرعبني : يخسي ، ما بقى إلا أسلمه نفسي وأقول له يلا سووا اللي تبيه من وراي وفاجئني بـ الأمر الواقع ..
ضحكت دانة بخفوت لـ تقول : ثلاث شهور خلته يفهمك ويعرفك زين نوار ، هو ما راح يسوي أشياء مثل كذا
قالت بـ استهزاء : الظاهر عاجنته وخابزته أنتِ ..
ابتسمت دانة : لا بس الظاهر كذا ، ومن كلامك
التفتت لي ، لم يعجبها كلام دانة ، لآنها لا توافقها الرأي .. بل تلك تغيرت ، أصبحت طريقة تفكيرها عاطفية أكثر من كونها عقلانية ..
قالت لي بـ استهزاء : وأنتِ آنسة دينا !
قلت بـ ملل : ما عندي تعليق ما بقول شيء ، بس بقول لك أعطي نفسك فرصة ، وقرري بعد تفكير طويل .. لا تأخذك العزة وبعدين تندمي .. فكري على راحتك وشوفي الموضوع من أبعاده كلها وبعدين اختاري إما البقاء أو الانفصال ، بالغضب يا أختنـا العزيزة صعب تقرري ، كل قرار تتخذيه بالعصبية نهايته ندم .. ما أقول إلا عشان مصلحتك ، غير كذا ما يهمني ..
التفتت لي ، بذات العين الحاقدة ، لم آبه بها .. كما فعلت مجنونتنا .. لا نستطيعُ نصرك وموافقتك على ما تريدين .. نستطيع فهم ما تعيشينه ، عاشته المجنونة أيضًا ، رفضت وافي مرارًا وتكرارًا .. يفرق الآن أن قرارك بيدك بينما هي لم تُتح لها هذه الفرصة ، جلست .. فكرت .. وحسمتها ، لتحسميها أنتِ أيضًا نوار ..
التفتُ لـ دانة ، سألتها : ما كلمك بابا ؟
أخذت نفسًا ، زفرّته .. رفعت أصابعها لمقدمة شفتيها .. قالت بهمس : لا
اقتربتُ منها : وش صار آخر شيء ؟
تنهدت مطولًا ، لتقول : بختصرها .. تذابحوا هو ووافي ، أمس قبل لا يخرجوني .. قال له وافي ما تأخذها إلا على جثتي .. أول ما تنزلوني القبر خذوها
شهقت نوار ، لأقول أنا بهمس : له طولة العمر
قالت هي بحزن : مدري وش أسوي ، أحس إني بين نارين .. وافي يفهم ، بس بابا لأ .. وافي بيقول أجلسي يوم ويومين ، بس بابا يقول العمر كله
وكأن تلك نست همها ونست راشد ، لـ تقترب منها .. أخذتها في حضنها لـ تقول : بابا بيهدأ لا تحاتي ، خليك هنا وانتبهي لـ صحتك
قلتُ لـ ألطف الجو : ما علينـا منهم ، تعالي وافي وش موقعه من الإعراب ! يوم أشوفه وهو يلبس الـ لاب كوت ، بغى يوقف عقلي عن التفكير
ضحكت هي بخفة لـ تكمل نوار باستنكار : من جد ، يعني كنت أعرف إنه يشتغل بس !!!
لتقول تلك بابتسامة وغرور : وش عبالكم يعني ؟
ثم ضربت نوار بخفة لتقول : وش قصدك يا حمارة هاا
ضحكت أنا لـ أقول : خليك واقعية دانوه
ضحكت وهي تحرك يديها في الهواء ، قالت بهدوء : وافي لما راح بريطانيا مع عمي كمّل وتعالج هناك ، وخلص الثانوي وبعدين رجع هنا ودرس وما زال يدرس
نوار رفعت حاجبيها بتعجب : ما وال !!
قالت : يكمل ماستر
قلتُ بتعجب : وووااااوووو مو هيّـن ولد عمي
قالت بغرور : لو سمحتي ، ولد لطيفة
ضحكنا معًا ، لتقول نوار بهدوء : بعده معنّد بموضوع عمي !
قالت هي وهي تضع سبابتها على فمها : اااششششش لا يسمعك بس ، لا تجيبين هالموضوع هنا أبد ، تصير حريقة
سألتها : لـ هالدرجة
قالت : وأكثر ، معاند وما يبي يتكلم أبدًا وما يحب أحد يناقشه ..
قالت نوار بهدوء : الله يهديه
أنا ودانة بنفس النبرة : ويهديك
رفعت حاجبها لتقول بغضب : ترا معاي حق ، تخيلي يعني تكوني متزوجة من أربع سنين من شخص ما تعرفيه ، فجأة يطلع بحياتك على أساس إنه زوجك ، يمارس حقوقه معك براحته لأن عارف ماهيتك وأ،تِ مخدوعة ..
شعرتُ بـ قهرها وهي تضغط على كفيها ودموعها بدأت بالهطول ، قالت بسخرية : لا ويقول بجي أخطبك ويعبر عن مشاعره ، مو كأن طابخ الطبخة ومجهزها باقي يأكلها وبس
نظرنا لـ بعضينا أنا ودانة .. معها حق في الغضب ، رفعت عينيها لنا وهي تمسح دمعتها بقهر وغضب شديدين : مو جالسة له ، لو يتكلموا فيني الناس من اليوم لعشر سنين قدام .. متطلقة يعني متطلقة ، خلّه هو يخاف ويستحي .. متزوج وحدة بدون رضاها ، وما تبيه وبايعته برخيص
رفعت المعتوهه حاجبها لتقول ببطء واستنكار : بايعته
صرخت فيها بعناد : اييه ، اشتري سلامتك وسلامة شقتك أنتِ ولا والله نتفتك ونتفت كل شيء قدامي
رجعت لـ الخلف : مو بايعه نفسي ، بس جربي وشوفي وش يسوي فيك وافي ، ما يحتاج ألمح أكثر أساسًا
صرخت في دانة بغضب ، لتصمت .. ولكنها دخلت في نوبة ضحك عندما رأت دانة تخرج لها لسانها ..
تلك معتوهه وأنا والله يرتجفُ قلبي عندما أراها غاضبة ..
..
بعد مرور أسبوع من الأحداث أعلاه ..
نسيتُ ذكر أن والدي طلب مني العودة لـ العمل معه .. هل استطعتُ الرفض ! بالطبع لا كان ذلك أمرًا وليس طلبًا ..
لم نلتقي أنا وفارس أبدًا ، لم تتقاطع طرقنا لا صُدفة ولا بـ ميعاد .. لقد وعدته بالتخلي عن ملاحقته ، وأنا عند كلمتي ولكن !!
أسمعُ ياسر يقول بـ أنه سيأتي اليوم لـ مقابلة والدي .. وكأنها مواجهة أخرى أشهدها بعد مواجهة نوار وراشد ..
على ذكرهما ، ما يزال ذلك الماعز العنيد مُصرًا على الانفصال ، أما راشد لا أعلم ..
ولكنها ما تزال في نوبة غضب ، لأنه لا يصلها أيُّ رد من راشد ..
وتقول بـ أنها لا تريدُ الفضيحة لنفسها وإلا ذهبت له لـ مقر عمله ..
أعلم ليس خوفها من الفضيحة إنما لا يسمح لها كبرياءها ..
طُرق بابي ، لـ تقول تلك السكرتيرة : آنسة دينا ، طالبك الأستاذ ياسر ..
وقفتُ ، قلتُ : طيب جايه وراك ، شكرًا
مشيتُ من خلفها ، رأيتُ ياسر .. ابتسمتُ وأنا أقول : آمرني ياسر !
وإذا بـ الفارس يقفُ إلى جانبه .. ارتبكتُ قليلًا .. تغير فارس عن آخر مرة رأيتهُ فيها ..
اختفت كل تلك الكدمات التي رُسمت على وجهه بسبب المختل عقليًا وليد ..
وجههُ مُلئ ، وكأنه يتبع حمية غذائية لـ زيادة الوزن
وجههُ منير ، بـ ماذا أهذ الآن ..
عدتُ لـ وعي عندما قال ياسر : ما يحتاج أعرفك على فارس .. ثم التفت لـ فارس : وأنت بعد ماله داعي أعرفك على دينا
قال بابتسامته : أكيد ماله داعي ، نعرف بعضنا زين
ارتبكتُ من كلماته تلك .. عادت لـ عقلي ذكريات لا أريدُ أن تمر أمام عيني
قلتُ بـ توتر حاولتٌ اخفاءه : وش السالفة ! ليشم ناديني ياسر ؟
قال : أبوك طلب مني أناديك ، يبيك تكوني موجوده
قلتُ بذعرٍ هامس : لا يكون أنا بعد عاقد قرآني على هذا اللي جنبك
قال ياسر : ههههههههه مو للدرجة هذه عاد
المعتوه سمعني لـ يقول بهدوء : لو إنك آخر بنت على الكرة الأرضية ما خذيتك ، ارتاحي مو أنتِ اللي ما تبين ! أنا اللي ما أشريك
جرحتني كلماته تلك ، نظرتُ له بنظرة عميقة .. ليلتفت هو عني ، ليس لـ هذا الحد فارس ..
ليس لـ هذا الحد ..


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس