عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-21, 07:31 PM   #46

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله

_

الجزء الواحد والثلاثون.

_


في منزل ليال اشتعلت الفرحة بقلبها حين وافقت أمها على المبيت عندها، رفعت راسها بإبتسامة

عميقة.

عزيزة ردت على ابتسامتها: بس ماراح نقعد لين ننظف المطبخ.

ليال أجابت: مخلصين من كل شي بس باقي اغلف الاكل اللي بياخذه محمد وبيعطيه عمال البقالة.

جلست على الكرسي واستندت على الطاولة العريضة مرهقة تراقب ابنتها ترتب باقي الاكل في علب

المنيوم بينما هي تدق على جود التي سرعان ماردت: وينك يمه مليت لحالي.

عزيزة: ماراح اجي اليوم بقعد عند ليال.


جود: وش فيها؟

عزيزة وقلق جود يصلها ابتسمت وردت: مافيها شيء الحمدلله توها جاية من المستشفى وطلعت حامل.

كانت ليال تستمع لهم وبعد لحظات مدت لها أمها الهاتف: تبيك.

أخذته وردت: هلا.

جود: هلا وغلا البركة البركة ياقلبي ربي يتمم لك على خير.

ليال: الله يبارك فيك.

جود بحماس: كيف الشعور.

ليال بإتسامة عريضة ردت: مايوصف.

جود كأنها تتكلم مع نفسها: يالله ماصدق بعد كم شهر بيتنا بيصير فيه بزران وصجة.

وكملت سعيدة بعودة المياة لمجاريها مع ليال: بعد زواجك صار مرة كئيب البيت بس انا وامي، تخيلي

احيانا اجي من الجامعة متأخرة ماشوفها الا ساعتين.

ليال: الله يعينكم اجل نظامكم بيتغير.

جود: ايه من الحين بقولك يوم ينام عندنا ولدك يوم ولد ديم.

لاتتخيل أن تفرط بطفلها ساعة كيف بيوم ابتسمت دون أن تعلق، جود سالت: ليش عزيزة بتنام عندكم

وتخلين.

ليال: قلتله تناديك بس عيت.

جود: والله؟

ليال: تعالي ماراح انام الحين وبكرا احتمال كبير اغيب.

عزيزة أشارت لها بالرفض ومدت يدها تأخذ الهاتف: خلك مكانك الحين بتجي سيرما واذا خايفة دقي ع

ديم تجيك.

جود كانت فعلا خائفة لكنها تعرف أمها لم تكن لتتركها إلا لسبب وطبعا ليال أقوى سبب، عزيزة سألتها:

وين رحت؟

جود: موجودة.

عزيزة: زين شوفي بدرجي الأول علاجاتي ارسليهم مع سليم مع ملابس لي.

جود: سمي.

عزيزة تراضيها: يالله ياقلبي بكرا اذا رجعت من الجامعة بتلقينن بوجهك.

جود بضيق: ماروح أقول شي بس لاتعودينها والا خوذين معك.

عزيزة: ان شاء الله يالله تصبحين على خير ولاتنسين علاجاتي.

*

*

صوت عالي شق هدوء جلستها في الصالة، محتاسة بين كتبها ومذكراتها وبسبب انقطاعها أسبوعين

عن الجامعة تأثرت درجاتها كثيرا.

نهضت متضايقة تغلق هاتف سلمان بعد أن تأخر بالرد وعند الباب سمعته يرفعه ويقول: سمي.

توقفت عندما قال: سمي الحين بجيك.


صمت لحظة ثم قال: لا تخافين ماعليك ان شاء الله دقايق ونا عندك.

دخلت فأغلق الهاتف وتوجه الى الشماعة يلبس ملابسه، سألته: وين بتروح هالوقت؟

سلمان صد بنظراته عنها وقال: واحد من الربع سيارته متعطلة وبروح له.

لم تحتمل كذبه عليها وامتلئت عيناها بالدمع وقالت: بتروح لعبير؟

توقفت يداه عن اغلاق أزاريره ونظر إليها متسائلا فقالت: سمعتك تو تكلم مره

وكلمت بسخرية: مو واحد من الربع على كلامك.

سلمان كان مستعجلا فقال وهو يخرج: عن اذنك يالقافطة اذا رجعت يسير خير.

خرج ورمت روان المذكرة التي بيدها بغيظ، جلست تحاول تهدئة نفسها لكنها فشلت فأخذت هاتفها

واتصلت على أمها.

مها: هلا.

ردت ببكاء: طلع كلامي صحيح يمه توها عبير كلمته وطلع لها.

مها: من اللي كلمته؟

روان: دخلت على سلمان تو يكلم وحده ويقولها سمي هذاي جيت لك، يقولها سمي يمه ونا ماعمري

سمعته منه.

مها تنهدت لم تكن بمجال لتضحك فيه على ابنتها، ردت بغيظ: انا اللي دقيت عليه ياخبلة وهو جاي لنا

الحين

انتبهت لنغمة الحزن في أمها وقالت: وش فيك يمه.

مها: مستودع عبد الله محترق وطلبت يجي يروح معه.

روان ضربت جبينها بيدها وقالت مذهولة: وشو؟

مها بحزن: مستودع محترق وخفت عليه يسوق بالليل وهو متضايق ودقيت ع سلمان يوديه، يالله

بروح اشوف عبد الله وخلي عنك هالخبال.

روان: اسفه يمه، بجي لك الحين.

مها: الوقت متأخر بكرا تعالي.


*
*

أغلقت منها عزيزة وكانت أيضا متضايقة من ترك جود لوحدها، سمعت ليال تقول: محمد نايم ماراح

يتضايق ولا شي خليها تجي ولا تقعد لحالها بالبيت.

عزيزة: ماعليها خلاف الحين بتنام.

أخرجت كيس كرتوني ووضعت علب الأكل وعزيزة انشغلت بمحادثة ديم تخبرها عن ليال، ديم طلبت

ليال وباركت لها ثم أغلقت.

انتهت ليال وقالت: وين تبين نجلس؟

عزيزة: افرشي لي بالمجلس حتى ماتوصل أصواتنا لمحمد.

ليال: ليش منزعجة من محمد نايم وجناحنا معزول يمه

عزيزة: ولو يابنتي.

ليال: لا أخاف افرش وتنامين.

ابتسمت عزيزة: من دون فرش انا اقولك اول ماغمض عيوني بنام.

ليال: اجل بسوي قهوة تصحصك.

عزيزة: لاتسوين الله يرضى عليك تعرفيني ماشربها بالليل.

نهضت وكملت: تعالي بالصالة.

ليال: ببدل ثيابي واجيك.

غيرت ملابسها ببجامها قطن، واقتربت من محمد بهدوء ونادته: محمد.

كان للتو غافيا، ورأها تنحني فوق رأسه كحلم جميل، ابتسم وجذبها تجلس قريبة منه

ليال: بقولك امي بتنام عندنا الليلة.

حدق فيها بلا استيعاب وجذبها نحوه لكنها ابتعدت وهي تبتسم وقالت: امي بتنام عندنا، انتبه الحين

تطلع بملابسك.

عادت لإمها، عزيزة كانت ايضا بالكاد تفتح عيونها لم تنم منذ استيقاظها لصلاة الفجر لكنها تجاهلت

تعبها وإرهاقها من أجل خاطر ليال المتحمسة لوجودها.

سألتها: وش ودك تجيبين ولد والا بنت؟

ليال ابتسمت: اكيد بنت.

عزيزة رفعت حاجب لم تتوقع أجابتها لإنها عندما اختارت اسم عبد العزيز ظنت أنها ترغب بولد وردت:

توقعت تبين ولد.

ليال: لا لا ابي تسع بنات والعيال واحد يكفي.

وكملت حين رأت دهشة أمها: البنات حنونات ومع امهن دايم، العيال اذا وصل الخمس طعش سلمي

عليه.

لم ترد امها فسالتها: وانت وش تبين نجيب؟

عزيزة ردت: اهم شي يكون طيب ومعافى بس ودي تجيبون كلكم عيال.

هنا كانت دهشة ليال لم تتوقع أبدا إجابتها، ظنت أنه لا فرق عندها واللي من الله حياه الله،

سألتها: ليش؟

عزيزة: البنت من تحملين فيها وانت شايلة همها، تخافين عليها وترحمينها ضعيفة وتعزز ضعفك

والولد تخافين عليه وتهتمين له لكنه ركن تعتمدين عليه ويشيلك اذا كبرت حلو يكون بكرك ولد.

مع أنها فهمت احتياج أمها لولد لكنها ماحبت منطقها، كأنها تقول انهم غير كافين وسيتركونها اذا

كبرت.

ردت: حتى البنت تشيل أمها وتقوم به.

عزيزة: اكيد بس البنت تلهى ببيتها وعيالها ودائما يستمر احتياجها لإهلها عكس الولد

خلاص اذا كبر يشيل نفسه واذا فيه خير شال كل اهله معه، شوفي خالك علي كيف قايم بامي وفينا كلنا

حتى ونا كبيرة اعتمد على محمد.

ليال بغير اقتناع: ممكن.

عزيزة: ان شاء الله بتجيبين عيال وبنات وبتشوفين الفرق بينهم، البنت فرحة وسعادة بس دمعتها اذا

نزلت جمرة بقلبك تهتمين بكل شي يخصها.

ليال: خلاص اجل ابي خمس بنات وخمس عيال.

عزيزة ضحكت: يعني لسه مصممة على العشرة.

ليال: اذا فيه إمكانية بجيب أكثر.

عزيزة: جيبي جيبي بكرا اذا شفت الولادة بتقولين خمسة نعمة.

ليال بتساهل: دائم مهولينها انت وخالاتي، ماضنها صعبة لهادرجة؟

طبعا لن تقلق ابنتها بموضوع فعلا مهول، سوف ترى بنفسها وستحكمها التجربة ستحكمها بشكل

مفجع وسترى.

رن جرس المنزل فوقفت ليال: شكله سليم.

جائت ومدت لها حقيبة صغير فيه ملابس وأدوية وقالت: بجيب مويا.

أحضرت لها الماء وذهبت للغرفة الصغيرة الموجودة في جناحها وأخذت مفارش وفرشت لإمها في

المجلس وحين عادت لإمها وجدتها تغمض عينيها وخطوط التعب ترتسم بوجهها.

اقتربت بهدوء: يمه نمت؟

فتحت عزيزة بنظرات مليئة بالحنان وقالت: لا ياقلبي.

تشجعت ليال وجلست قربها وقالت: اليوم البيت مرة غير، ليتك تجلسين عندنا دوم.

كملت: بس يوم رجعت من العيادة فشلت وانقهرت انك اول مرة تجين عندي وتشتغلين بالبيت

وتطبخين.

عزيزة: بيتك نظيف ياقلبي ماتعبت ولا سويت شي يسوى.

ليال: كان بنيتي اعزمك انت وخواتي بس عجزت القى يوم.

مسكت عزيزة يدها وجذبتها نحوها: حنا مهب غريبين نجيك بعدين ان شاء الله، اهم شي انتبهي لنفسك

يامي.

وهما تتحدثان خرج اليهم محمد بوجه متضايق ووجه حديثه لهما: سلمان كلم تو مستودع عبد الله

محترق وبروح اشوفه.

سألته عزيزة مفزوعة: عسى ماجاهم شي؟

محمد: مادري والله هذاي بروح له.

عزيزة: وقف بروح معك لمها.

ليال: ونا بروح لسارة.

ناظرها محمد مقطب وقال: امسكي ارضك مافي طلعة.

ليال: تكفى محمد.

والتفت لخالته: حتى انت ياخالة لا تروحين بكرا موعدنا بدري بالعيادة، وبعد يمكن خالتي للحين

ماتدري.

عزيزة: طيب طمنا عليهم تكفى.

خرج وهو يعقم ازرايره ويقول: ابشري


*

*

عاد محمد بعد صلاة الفجر ووجد خالته في الصالة وحدها.

محمد: هلا خالة.

عزيزة: هلا بك ياولدي بشر عنهم.

هز رأسه بيأس وقال: المستودع راح كله، واثنين من العمال بالمستشفى واحد حالته خطرة.

عزيزة: لا حول ولا قوة الا بالله.

محمد جلس وازاح غترته وكمل: الله يعوضه خسايره كبيرة والله.

عزيزة: وش سبب الحريق.

محمد: للحين مابان شي.

والتفتت ناحية غرفته وقال: وين ليال؟

عزيزة: صلت وقلت لها تروح تنام، وانت رح نم يابوي عندما موعد مع الدكتورة رشا الساع تسع.

محمد أغمض عينيه بتعب ثم نهض واقفا وقال: تدرين عن خالتي مها؟

عزيزة: ايه كلمتها اول ماطلعت، كانت توها عارفة بالحريق، الله يعينهم.

محمد: امين.

تذكر شي فقال: قومينا ثمان ياخالة.

وأشار الى غرفته مبتسما: يالله يالله يمدينا نقوم ام صالح.

ضحكت عزيزة: ماراح ترتاح لين تجنن بنتي.

محمد غمز لها: هي اللي جننتن.

تجاهلت تعليقه وقالت: رح اصبح وافلح.

غادر محمد وعزيزة استمرت ابتسامتها للحظات طويلة، لطالما دعت الله أن يوفق ليال بمثل هذا البيت

ومثل هذا الزوج ورؤية دعائها مستجاب بهذا الشكل أشعلها امتنانا وشكرا لله.

في الصباح كانت ليال هي من أيقظهم وتعبت جدا حتى أيقظت محمد.

قالت وهو يتوجه للحمام: بلبس عباتي وبنتظرك مع امي، استعجل محمد بيفوت الموعد بسببك.

*

*

عند الدكتورة رشا قالت لليال: لازم نستبدل علاجاتك بعلاجات ثانية.

ليال اعترفت ببساطه: انا وقفتها اول ما شكيت بالحمل.

سألتها الدكتورة: من متى تقريبا؟

ليال: أسبوعين.

انصدموا جميعا ومحمد قال: اول ماشكيت بالحمل مفروض جيت هنا علطول.

عزيزة أعطته نظرة وهزت رأسها تطلب منه التمهل ثم سألت للدكتورة: طيب العلاجات الجديدة هل لها

تأثير على الجنين؟

رشا: للإسف لها تأثير لكن مو خطر، راح اصرف اخف الأنواع اللي تناسب وضع ليال ومافي شي اقدر

اثبته من ناحية التأثيرات.

نظرت لليال باستياء وكملت: الحمدلله اننا بآخر مراحل العلاج والجسم توعد على انسحاب الدواء والا

كان تعبت كثير ياليال من انقطاع العلاج المفاجئ.

ليال: طيب اذا رفضت اخذ العلاج وش راح يكون الوضع؟

نظر اليها الجميع بإندهاش كانها ذكرت معلومة غريبة تنافي كل قوانين الطبيعة،

د. رشا ردت: بتتعبين.

ليال: مو مشكلة.

د. رشا: مانقدر نعرف كيف تعبك بيكون، ممكن لا سمح الله تكون انتكاستك قوية وحتى الطفل

يتضرر منها.

ليال: بصبر وبتحمل الاكتئاب مو شي يموت، انا ماراح اشرب شي يضر طفلي.

محمد نزرها بحدة: وشلون ماتاخذين العلاج مجنونة انت؟

كانت نزرته صادمة لهم وفورا انتقلت عصبيته لليال، نظرت اليه بغضب لكنها اختنقت من نظراته

الغاضبة فصدت عنه تحاول ابتلاع صدمتها، ربما هذه أول مرة ينفعل منها هكذا وأمام الجميع.

عزيزة: محمد.

محمد بنفس الغضب: ماتسمعينها خالة، ماتبي تأخذ علاجها، تبي كل شي تدبره وتسويه بنفسها لان حنا

مانفهم.

الدكتورة وضعت قلمها وتراجعت للخلف تتأمل ليال ومحمد، وبالرغم انها صورة مزعجة لزوجين

غاضبين الا أن الصورة أعجبتها جدا.

محمد كان غاضبا خوفا عليها وهي غضبت وانزعجت لإنها لم تحتمل غضبه منها باختصار كلاهما

نقطة ضعف جميلة للآخر.

قالت: أستاذ محمد لو سمحت العصبية ما راح تساعدنا بشي.

عاد بنظراته للدكتورة وسالها: ممكن اسأل عن تأثيرات الدواء على الجنين.

د. رشا: احتمال يكون نموه الجسدي اقل من غيره وممكن يكون عنده اضطرابات عصبية او تتأثر

المعالجات الحسية للجنين لكن هذي كلها غير مؤكدة.

ليال: تاركتهم من أسبوعين دكتورة الحمد لله ماحس بتعب.

د. رشا: هذا شي غير مضمون ياليال، ممكن تتعبين بعدين و

ليال: انا ماراح اخذ أي دواء يضر طفلي ارجوك دكتورة ساعدين، عطيني نطائح اطبقها حتى ابتعد من

الاكتئاب بس لا تقولين دواء.

محمد: ليال.

قاطعته الدكتورة: اذا ليال ماتبغى العلاج مانقدر نضغط عليها أستاذ محمد، وفي هالحالة لازم تتوفر لها

بيئة مريحة جدا حتى تولد.

محمد نظر لليال وقال: اللي تقولينه مو معقول ياليال، الاضرار مو اكيدة على الطفل لكن ممكن انت

ليال نست من حولها وقالت تقنعه: حبيبي انا متوكلة على ربي، ماراح اتعب ونا اصلي وادعي ربي.

محمد التفت لخالته عزيزة واستغرب من صمتها فقال: خالة قولي شي.

عزيزة كانت خائفة ومحتارة قالت: كلكم معكم حق يامحمد

والتفت لليال تحسم موقفها وقالت: محمد صادق لازم تاخذين علاجك.

انزعجت من موقف أمها، توقعتها ستؤيدها وتقف في صفها، دمعت عينها وهزت راسها رافضة.

دكتورة رشا لما شافت الموقف رجع يتازم برأي عزيزة أنهت الجلسة وطلبت تجلس مع ليال وحدها

وبعدها جلست مع محمد وعزيزة وأقنعتهم بالقبول لإن الضغط على ليال في أخذ الدواء ليس في

مصلحتها ولا مصلحة الجنين.

ومع توصية الدكتورة لمحمد وعزيزة بعدم الضغط على ليال رضخا الإثنان لرأيها واستمعا لتوصياتها

في التعامل مع ليال ثم خرجا الى صالة العيادة حيث كانت ليال

تنتظرهما.

في السيارة سألتهم: وش قالت لكم الدكتورة؟

محمد: قالت لنا ضربتوا بجدار صلب ومالكم الا الصبر.

التزمت ليال الصمت وعادت تنظر الى النافذة.

عزيزة: ودن بيتي يامحمد.

ليال: باقي على رجعة جود تعالي معنا.

عزيزة: مانمت من امس، انت ارجعي للبيت واستخيري وفكري بكلام الدكتورة، تناقشي مع محمد

بعدين قرري، لا تقررين فجأة من دون تفكير.

ليال: سمي.

عزيزة: لا انا راضية ولا محمد راضي بس سكتنا عشان مصلحتك، فكري زين الله يرضى عليك وعلمين

بالليل وش تجزمين عليه.

كانت تعرف قرارها جيدا مع ذلك ردت: سمي.


*

*

اسبوعان مرا على الحريق دون الوصول الى نتيجة واضحة، التحقيقات أثبتت أنه مفتعل لكن لم يعثروا

على الجاني وأكثر ما ضايق عبد الله أن الحريق دمر المستودع بإكمله واثنان من موظفيه في العناية

المركزة.

مها وضعت صينية القهوة في الصالة وكلمت عبد الله: هلا وينك قلبي.

عبد الله: توي طالع من الشرطة وبمر المستشفى.

مها: طالع من الصبح ولا تغديت تعال تقهوا على الإقل.

عبد الله: معليش مها بعدين.

وأغلق الهاتف وهو يشعر بضيق شديد يشتعل فيه، بعد الحريق اختفى تماما من منزله وعائلته، يخرج

من الصباح للشرطة ثم المستشفى ثم يذهب يتفقد مستودعاته الإخرى ويتأكد من حراستها ومكالمات لا

تنتهي مع عملائه القلقين على بضائعهم، وفي آخر الليل يذهب مرة أخرى لتفقد مستودعاته ثم يعود

منهكا لا يكاد يغلق عيني قبل أن يصل لسريره.

سافر إلى الصين وتعاقد مع المصانع هناك لتعويض بضاعته المدفوعة أموالها من الزباين وأكلها

الحريق قبل أن تصل إليهم، عاد بعدها ليغوص في دوامة أعماله المضطربة بسبب الحريق.

مها أغلقت الهاتف وعرفت سارة من وجهها أنه لن يأتي فقالت: أزمة وتعدي يامها لا يضيق صدرك.

مها: متضايقة عشانه يا سارة أهلك نفسه بالشغل والتفكير.

سارة هزت رأسها متضايقة ايضا من غياب ابيها وماحدث معهم، قالت تغير الموضوع: بتجي روان

بكرا؟

مها: ايه نسيت، قالت لي اقولك تنادين ليال.

وتذكرت مشادتهم البارحة وكملت: سبحان اللي غيرها.

سارة ابتسمت: أي والله.

مها تاملتها قليلا ثم سألتها: بس احس ياسارة ليال للحين ما صفت من ناحيتها.

سارة أسرعت تنفي: بالعكس يامها ماتشوفين روان اندمجت معنا، لو ليال ماتبيها ولا واحد بالمية

بتسمح لها تدخل بيننا، يمكن ماتعودت عليها بس ماتشيل ناحية روان بشي حرام مها لا توسوسين.

مها استغفرت، لم تكن تتهم ليال لكنها فعلا تحس بمجاملتها لروان فهما دائما تجتمعان بمنزل ليال من

دون روان.

تذكرت مناقشتها مع روان بالإمس.

روان: يمه قولي لسارة تنادي ليال بكرا.

مها ردت عليها: تبينها انت قولي لها ليش خايفة.

روان: ماخفت يمه بس يمكن اذا قلت لها انا ماتجي.

مها: اذا ماتبيك خلاص لا تلاحقين وراها.

روان: والله انت غريبة يمه، يوم اني اضايقها كنت تزعلين وتهاوشين والحين يوم تصافينا بعد تزعلين.

كانت تعرف أن ابنتها لن تفهمها ولا تظن أن أحدا سيفهمها: يابنتي للحين أقول كلكم بناتي، بس مابيك

تطيحين نفسك وهي تتجمل عشاني او عشانك يعني اذا فعلا هي مارتاحت لك افهمي هالشي، اتركيها

واذا هي تبيك هي تتواصل معك.

روان: انا ماقلت انها ما تبيني قلت أخاف ماتجي.

مها غيرت الموضوع حين شعرت بتضايق روان، تخاف من عودة العداوة بينهما لأنه اذا كانت ليال

تتجمل معها مشاعرها الحقيقية ستظهر يوما ما وهي لا تريد أن تتعرض ابنتها لمثل هذا الشعور بالنبذ

وهي لا تزال حزينة من موقف بنات عماتها، كانت فعلا تتمنى أن ليال ترغب بصداقة روان مثلما روان

ترغب بصداقتها.


*

*

تراجع بكرسيه مبتسما برضى وقال: ابي الضربة الثانية تكون مباشرة، مابيه يتنفس منها.

متعب بيده الدله مد فنجان لفهد وقال: فيها مخاطرة طال عمرك.

وكمل حين رأى نظرة فهد الحاده: الشرطة قالبة الدنيا وواضح يدرون ان الحريق متعمد، صعبة نتحرك

بهالوقت.

فهد بحقد: دبر نفسك، ابي المستودع الثاني رماد بعد يومين ابيه تلحقه جلطة مايقوم منها.

ظهر القلق بوجه متعب وخاف، رئيسه ظهره قوي ولا دليل ضده أمام هذه العملية لكن هو ان سقط

ستكون نهايته، وتخيل نفسه في قابعا في زاوية السجن ينتظر ضهور المشيب وأن تمر سنين عمره

الجميلة حتى يخرج.

مالذي يجبره على تحمل حقارة فهد وأوامره الخطيرة وهو يتعامل معهم بدونية وحتى مبلغ العملية

الإخيرة ذهب كله للفاعلين ولم يأخذ ريال زيادة على راتبه.

فهد: وش عندك واقف.

متعب: اللي تامر فيه طال عمرك.

وخرج وهو يفكر بطريقة تنقذه من فهد ومن السجن.

*

*

في تمام الساعة الثانية دخل وجلس بثقل على الإريكة وأغمض عينيه، شم رائحة عطرها ففتح عينيه

ونظر إليها.

برغم ما يعانية هذه الإيام وجودها يخفف كثيرا من ضيقته وحزنه، ربما رؤييته لها لا تتجاوز الساعة

والساعتان آخر اليوم الا أن نظرة حانية من عينيها كافيه لتنسيه همومه ومشاكل يومه.

مها: بجيب عشاك واجي.

عبد الله: تعالي تعالي متعشي.

مها: لحظة.

خرجت وعادت بعد خمس دقايق بصينية ووضعتها أمامه وقالت: من تزوجنا ماكلت شي من يدي، كل

يوم اطبخ وما ياكل الا انا وسارة عاد اليوم بتاكل غصب.

ابتسم لها بعشق، وامتدت يده واخذ الملعقة، لم يكن جائعا لكن الرائحة الشهية ونظراتها الجميلة أزاحت

عنه شعور الشبع وانسداد الشهية

عبد الله: تسلم هاليدين يارب، ادري يامها اني مقصر معك بس تخلص هالتحقيقات وارتاح وبعوضك

ياقلبي.

مها: العمر قدامنا وبتعوض هالخسارة، لا تضغط على روحك ياعبد الله انقهر مره اذا شفتك تضغط على

نفسك وتهلكها من الصبح لاخر الليل.

عبد الله: لا تخافين متعود يامها.

رن هاتفه فوضع الملعقة ورد: نعم.

صوت غريب: أستاذ عبد الله حبيت احذرك مستودعك بمنطقة بيتعرض لحريق.

عبد الله وقف وصرخ: من انت؟

اختفى الصوت قبل أن يكمل سؤاله وركض عبد الله للباب، لحقته مها ومسكت يده وبخوف: لا تطلع كذا

انتظر ادق على سلمان.

عبد الله ودون أن يشعر أزاحها عن طريقه وخرج مسرعا نحو الباب.


*

الله أكبر كبيرا

والحمدلله كثيرا ولا اله الا الله بكرة وأصيلا

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس