عرض مشاركة واحدة
قديم 24-07-21, 05:50 PM   #7

علا الخالع همسات

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية علا الخالع همسات

? العضوٌ??? » 355357
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 290
?  نُقآطِيْ » علا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond repute
Rewitysmile9 الفصل الثالث من رواية ليتني لم أحبك أكثر

الفصل الثالث
" قبل التعلق كان عليك حسب حساب لحظة الفقد "
تقف أمام المرآه تُرتب ملابسها و تمسد جسدها بشرود فالأمس تغيبت عن عملها إثر آلالام هائلة شملت كامل جسدها و اليوم ها هي تقف بكل هدوء تستعد للذهاب إلى المطعم بعزم أن تُلقي الثلاث سنوات التي أثقلت كاهليها خلف ظهرها و تعيش حياتها بما تبقي منها ، تداوي قلبها بنفسها بعدما صرخت بها الطبيبة أمس " ستقتلين نفسك أفيقي ، أي مصاب بالدنيا هذا الذي يساوي خسارة صحتك !"
خافت كثيرًا حينما فكرت لو أنها وهنت حقًا من سيهتم ، يطيب و يساعد و حينما استوعبت أنه لا أحد فزعت و سيطر الهلع علي تفكيرها لساعات قبل أن تتخذ قراراها ألا أمين بعد اليوم بأي تفصيلة قد تخصه من قريب أو بعيد
و لكن مسار الحياة دومًا غريب و غير منطقي ف حينما تقرر شيئًا بالمساء تفعل هي خلافه صباحًا و أنت فقط عليك أن تجيد التعامل مع ألاعيبها
" حبيبي "
" أحضرت الفطور من المطعم "
حينما فتحت باب شقتها مغادرة وجدت ذلك المشهد اللعين أمامها ، بدا و كأن القدر يسخر منها و من كل قراراتها متحديًا هدنتها الهشة مع مصابها!
هبطت الدرج بسرعه تكاد لا ترى أمامها ، مرت على امرأتين يقفان أسفل البيت و قالا شيء ما لم تنتبه له فالدنيا حولها الآن أشبه بهالة من الهلاوس، استقلت الحافلة و جلست على المقعد بسرعة مُحتضنة حقيبتها ، تكاد تختفي خلفها ، تستمد منها الثبات الذي فقدته برهة
و المشهد يُعاد أمام عينيها في كل لحظة بتفاصيل أدق !
الزوجة الجديدة تفتح باب شقة كانت لها بالأمس و تهمس بابتسامة عشق " حبيبي " لأمين !
و هو يمد يده ب كيس بلاستيكي به مجموعة من الفلافل و يخبرها بمرح أنه أحضر الفطور !
لحظة تلخص بداخلها كل الرومانسية التي قد تنالها امرأة من أي رجل .... حلمت بها كثيرًا ، أكثر مما يمكنها أن تحصي ، مشاعر حُرمت منها و تاقت لها كثيرًا ، لطالما افتلعت مشهد كهذا بخيالها و انتظرت الحلم أن يقتحم أرض الواقع ففقدت الحق بالاثنين !
" رحيل يا ابنتي لم تقفين هكذا ! "
نظرت بعدم فهم للعم صالح الواقف أمامها مباشرةً ، دارت بعينيها بالمكان حولها ، لا تعلم متي غادرت الحافلة و لا منذ متى تقف مُتصلبة أمام المطعم هكذا و لا حتى تملك إجابة تخبر بها الرجل ف
همست بحاجبين منعقدين و غضب بدأ يغلي " لا شيء "
ثم تخطته للداخل نحو المطبخ ، تلملم أطباقًا لا تدري لم تنظفها و هي نظيفه أساسًا و ترتب أكوابًا هي مرتبة بالفعل ، الكلمات الحبيسة داخلها تزداد و الصمت يغذي الغضب أكثر فأصبحت حركاتها يمينًا و يسارًا عشوائية بلا هدف، بعقل شارد و بتفاصيل لقاء لم يكن عليها حضوره أبدًا
انتفض جسدها على صوت الكوب الزجاجي و هو يسقط أرضًا أمامها بعدما سيطرت الرعشة على يديها فوضعت كفها على قلبها بسرعه كأنما تُمسك نبضاته المتسارعه تحاول كبح جماح انفعالاتها ،
جلست فجأة أمام القطع الزجاجية اللامعة تتأملها بعقل مُشوش، تلك الشظايا تُذكرها بروحها ف كلاهما مُتناثر بمثل هذه الفوضى !
تسمرت مكانها بنفس النظرة المُغيبة قبل أن تمد يدها نحو قطعة، تمسكها و ترفعها أمام عينيها تتفحصها بنظرات مصدومة ، رفعت ذراعها الآخر ليوازي القطعه الحادة قبل أن تُغمض عينها و تُقرب قطعة الزجاج من معصمها بيد ترتعش حبست أنفاسها و هي تستحضر خلاص يلوح بالأفق ، تُمني نفسها أنه لا حزن و لا ألم ثانية و تحركت شفتيها بتمتمة دون صوت " سامحني يا الله لم أعد أتحمل ، آه يا سيدة زينب ليتك هنا فتساعديني ، سألقاكي يا أمي أخيرًا "

" رحيل تعالِ اشربي معي القهوة "
نفضت رأسها بسرعة قبل أن تلتفت و تنظر للرجل الواقف أمامها علي باب المطبخ بارتباك بينما تحاول إخفاء قطعة الزجاج بعيدًا عن عينيه ، كان ينتظرها بوجه رائق جدًا أجمل من أن يكون لعجوز !
ابتلعت ريقها بتوتر و هي تهز رأسها موافقة و تحاول الإبتسام ، قامت بسرعه و ذهبت خلفه بينما تحاول إزالة العرق المتصبب من جبينها و كأنها كانت تتسلق جبل عالٍ جدًا !
وسترجع يومًا يا ولدي مهزومًا مكسور الوجدان
و ستعرف بعد رحيل العمر أنك كنت تُطارد خيط دخان
كان يدندن مع الأغنية بانسجام قبل أن يمُد يده لها بالقهوة ، كان المطعم فارغًا الا من ولدي النظافة فزادت هيبة العجوز و ازداد ارتباكها و هي تشعر به يتفحصها من خلف رشفات القهوة خاصته!
" لم كنت تحاولين قتل نفسك الآن "
اتسعت عيناها بصدمة و انسكب جزء من الفنجان على ملابسها و هي تحاول وضعه علي الطاولة بيد غير ثابته ثم فتحت فمها تحاول الرد ، الإجابة جدًا حاضرة و لكن الصخب برأسها جعل الكلمات تتحشرج بحلقها فصمتت بعجز و عيون دامعة !
" هل هناك شيء بالحياة يستحق هروبك منها بهذه الطريقة المُخزية ؟!"
كان يتحدث بحزم أغضبها و كأنه يعلم دوافعها بل و الأدهي و كأنه يُعاني من القهر المسيطر عليها بكل لحظة !
" أنت لا تعلم عني شيئًا فلا تحكم علي رجاءًا "
ابتسم بسخرية و هو يخبرها بهدوء " لو أنني أحكم عليك ما كنت جلست معك بأول مرة و أنت ملطخة تمامًا بدموع و خيبة و غضب !، أنا أسألك الآن هل حقًا هناك ما يستحق إنهاء حياتك لأجله !"
" أين هي الحياة أساسًا ، كل شيء ضاع !"
ابتسمت بمرارة و هي تستطرد بنبرة حادة دون سيطرة على دموعها " تزوجت بلا أي طلبات من رجل كنت أعشقه سرًا و حينما تقدم راغبًا في الارتباط بي لم أفكر حتى و بعد أيام كان مسافرًا ، ظللت أنتظره لثلاث سنوات أن يعود في إجازة أو يسأل عني في دقيقة من اتصالاته أو أري كلمة منه في جواباته دون جدوى ، رسمت حياة جميلة بعقلي و منيت نفسي بأنه سيعود و يحقق أحلامي ،كنت أخبر قلبي كل يوم صبرًا و سأفوز بالنهاية ، خدمت والدته حبًا في الصحة و المرض و كنت لها كأبنتها و بعد انتظاري لطويل هذا عاد بزوجة يناديها ب " حبيبتي " و يخبرني أنه طلقني منذ عام و اتضح لي أن تلك التي اعتبرتها أمي بعد وفاة والديَّ هي من أخفت عنى الأمر بمنتهي الأنانية ! "
كان صدرها يعلو و يهبط بانفعال شديد ثم نظرت له هي بقوة غريبة تسأله " هل بعد ضياع كل حياتي تلومني على رحيل لم يعد هناك منه مفر ؟!"
أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يتابع حديثه ناظرًا إليها بحنان " كل ما قلته يا رحيل ابتلاءات ، الغاية منها لا أحد يعلمها إلا الله ، ذلك الرجل لو كان يحبك ما كان ليهجرك أبدًا ، و لو أنه لم يسافر لكان طلقك بعد أيام فقط من زواجكم ، بطريقة ما ذلك الرجل أٌرغم عليك هل كنت ستسعدين لو أنكِ تعيشين بجوار رجل ينظر إليك بعيون فارغة و يعاملك بمشاعر باردة ؟!
ربما قدر الله لك أن تشقين لنفسك طريقًا تجدين سعادتك الحقيقية به و لكن نحن بنو آدم لا نرى أبعد من موطئ قدمينا و عند كل عقبة يسيطر علينا الهلع و القنوط !"
" أنتِ خسرتِ خسارة كبيرة لا أحد يمكنه إنكار هذا و لكن إن لم تفيقي لنفسك ستخسرينها هي و كل خير قدره الله لك من وراء هذا البلاء و حينها ستكونين مهزومة بحق و لن تجدي حياةً تستيقظين يومًا لأجلها !
ابتسمت بسخرية و هي تشيح بوجهها بعيدًا عنه ، تنظر للجهة المخالفة تمامًا فتنهد بقوة قائلًا بحنين " شعر رأسي الذي ملأه الشيب هذا تملأ أضعاف أضعافه الخيبات قلبي ، و لو أنني سرت على طريقك لكنت الآن شريدًا هائمًا بأرض الله فاقدًا لكل شيء أملكه في هذه اللحظة "
نظرت له بسرعه ، بإهتمام تريد أن تسأله و لكن قبل أن تفعل كان يخبرها بينما يضع فنجانه أمامه و يقف متوجهًا نحو المذياع يزيد من شدة صوته
" العشق كأس لا أحد ينجو منه و لو بقدر قطرة و كلما كان نصيبك منه عظيمًا كان عذابك معه أعظم "

***
" أكثر أنواع الأذى النفسي ضررًا هو ذلك الذى لن تتمكن أبدًا من أن تُمسكه على صاحبه "
النظرات حولها و الغمزات ، الهمسات و اللمزات ، كل امرأة حولها تنظر لها على أنها كائن فضائئ متطفل ، أرضت والدتها و ذهبت معها لحضور حفل زفاف قريبتها ، تألقت و تزينت ، أرادت أن تُثبت للجميع أنها في أفضل حالاتها ، وقد كان ما كان
فكل واحدة منهن تُسلم عليها بحذر ثم تفر بزوجها أو خطيبها بعيدًا عنها حتى العروس !
" انظري ما فعلتي بنفسك ، أتمني أن تكوني سعيدة الآن !"
نظرت لوالدتها بعيون دامعة و لكن بشموخ ، قبل أن تخبرها بثقة " أنا أكثر من سعيدة لا تقلقي يا أمي "
و لعنت اليوم الذي رأت به محمد أو كان لها به صلة ، يتزوج الرجل فيأخذ و يأخذ و يأخذ ثم يطلق فتصبح هذه بنظر الجميع معطوبة و يشتهي أخرى فيعيد نفس السيناريو من جديد و تنضم أخرى إلى نفس القائمة السوداء!
نظرت أمامها لتجد أنها بالفعل قد غادرت الحفل و اتبعت هوى نفسها و جاءته !
صعدت بسرعه و بكل طابق تتخطاه حنقها يزداد أكثر و احمرار وجهها يتأصل أكثر و أكثر ، غادرت المصعد و بداخلها قِدر من الغضب يغلي ، توجهت نحو مكتبه مباشرة لتجد أخرى تقف أمامها تمنعها عنه ب استياء!
" هاي أنتِ يا آنسة إلي أين ؟"
أغمضت عينيها للحظة تحاول السيطرة على أعصابها ف الفتاة السمراء الجديدة تلك تقف أمامها ك عقبة ، تحول بيها و بينه و هو ليس بوقتها أبدًا، فأخذت نفسًا عميقًا ثم سألتها بنفاذ صبر
" محمد بالداخل صحيح ؟ أريد مقابلته "
" لا يمكنك ذلك للأسف ، اتبعي قواعد المكان رجاءًا و انتظري دورك "
كانت تلك القتاة تتحدث بقوة و حزم بل و الأكثر بساعدين منعقدين و حاجب مرفوع ، ودت لو أنها محت ملامحها الصماء و كسرت ساعديها و انفجرت بها فربما ترتاح ،
تبًا تبدو نسخة أخرى من ذاك الغبي !
حاولت تخطيها فأمسكتها علية بغضب فنفضت أبية يدها عنها صارخة بجنون " ابتعدي عن طريقي "
" أبية !"
فُتح الباب فجأة ل تجده أمامها يهمس اسمها بطريقة أربكتها لثواني معدودة قبل أن يسألها بثبات واهي
" أنتِ هنا حقًا ؟ ماذا حدث ؟"
رأي بوضوح صدرها الذي يعلو و يهبط و عينيها المُتحجرتين بدموع تأبى أن تسقط ، كف مقبوض بشدة و شفتين مزمومتين،
ستصرخ !
أمسكها بسرعه ساحبًا إياها للداخل قبل أن يغلق الباب خلفهم و يخبرها برجاء بعدما ترك ذراعها الذي جذبها منه قبل أن تدرك ذلك و تغضب أكثر طالبًا منها بهدوء
" انتظريني خمس دقائق فقط هنا، معي حالة أوشكت على الانتهاء منها "
" لا "
و " لا " خاصتها جاءت مشدودة للغاية فابتلع ريقه بقلق ف " أبية " ليست بطبيعتها أبدًا ثم عاد بسرعه للرجل الكبير المنتظر بمقعده ف كتب له روشته سريعه طالبًا منه أن يره بعد ثلاثة أيام
كل هذا لم يُكمل الثلاث دقائق قبل أن يأخذ نفسه و يستند على مكتبه ناظرًا لها بتعب " لم أنتِ هنا ، ماذا حدث؟"
" أنا التي جئت لأسألك ماذا حدث ؟"
همست بغياب عقل قعقد حاجبيه بعدم فهم قبل أن تسترسل و هي تتحرك ببطء مريب حوله " زوجان و لم يقدر لهم الله الحياة معًا ف انفصلا ب هدوء ، ماذا حدث لكل هذا ؟"
رفعت نظرها نحوه بعيون متسعة و هي تُكمل بلوم " أنت تجلس بعيادتك تُكمل حياتك التي لم يحدث بها أي خلل بينما أنا قد تدمرت حياتي بالكامل و أنا أسير بين هذه التي تُمصمص الشفاة و تلك التي تخشى أن أخطف زوجها و ذاك الذى يحاول اغتنام الفرصة لعله يفوز ب امرأة غير متزنة فيأخذ منها ما يحلو له "
" من ذاك إن شاء الله ؟!"
كان غاضبًا و ينتظر منها جواب ، هو الغاضب ؟
باغتته و هي تتجه لمكتبه في لحظة كالبرق فتُمسك تلك الزُهرية و كادت تُلقيها بالفعل فوق رأسه فتكسر عظام جمجمته لولا أنه تحرك بسرعه فسقطت أمام قدميه بينما تتابع هي صراخها بعدم وعي " من ذاك ؟ و تسألني أيضًا ؟ أنا التي تنتظر إجابة تبًا لكم جميعا "
أزاحت الكثير من الأشياء الموجودة فوق مكتبه أرضًا و هي تتابع جنونها ف صُدم مما رأي و رغمًا عنه دق قلبه بخوف عنيف عليها و السؤال بداخله يتردد " أي جحيم رأت الأيام الماضية لتصل إلى هذه الحالة ، وصل اليها بسرعه ليطوقها من الجانب يضمها إليه بهلع سيطر عليه بشدة و لدقيقة استكانت بعدما تشنج جسدها بالكامل و انفرط عقد الدموع فسقطت واحدة بينما بقيت الأخريات أسيرات فهمس لها بسرعه " أنا آسف ، أعتذر بشدة يا أبية ، هو خطأي أنني أسلمت حياتنا لتمردك و انفجارك المفاجئ، آسف على كل دقيقة مرت لم ألبي بها احتياجًا لك الحق فيه و آسف على كل مرة صمتي بها و لم تخبريني بكل ما يدور داخلك حتى تأزم الوضع هكذا فجأة دون أن تعطيني الفرصة حتى لأستوعب ما قذفته بوجهي بغتة أو أن تمهليني الوقت لأنقذ ما تبقى مننا ، أنا أردك الآن لعصمتي يا أبية "
****
" السعادة مُلفته ،تجعلك جميلًا بشكل استثنائي"
" ما بك ؟"
نظر ل " نسيم "بابتسامة واسعة يريد أن يخبرها، يتمني لو أخبر الجميع أساسًا ،تعلقت عيناه بالمطبخ حينما ظهرت " رحيل" أمامه ف اتسعت ابتسامته أكثر و لمعت عيناه ف ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتيها و هي تسأله بهمس شقي " تحبها ، صحيح "
هز رأسه مؤكدًا و هو يبتلع ريقه بشوق ثم أخبرها دون أن يحيد بعينيه عنها " و كأن عشقي لها شيء فطري ، و كأني أعرفها منذ ولدت أو حتى قبل أن أولد ، هل تعرفين معني أن تشعرين بشئ ينقصك فيتملكك الضيق حتى ترين شخص بعينه فيذهب كل هم أو احتياج للبشر و يبقي فقط الشعور بالراحة و السكينة إلى جانبه ، هي حلمي الذي أتمنى تحقيقه يومًا ، حتى و إن لم يكن من نصيبي فلن أتخلى يومًا عن الركض خلفه أو حتى الحلم به "
لم يلحظ الدمعة التي فرت من عينيها و هي تربت على ظهره بقوة تخبره بثقة " أنت أقوى من أن يضيع حلمك منك يا علي "
و تركته و ذهبت ، لم يلتفت أبدًا بينما توقفت هي للحظة تنظر له بحزن قبل أن تركض نحو والدها بوجه المشاغبة لتضع وجه عاشقة الظل خلف ظهرها
تحركت "رحيل " بعيدًا عن مرمي بصره ف نفض رأسه يود التركيز على عمله دون السير خاف طيفها وحينها تذكر الصباح الذي اشتاق لها فيه فذهب ينتظر ظهورها أسفل سكنها ورآها كانت تركض بعيدًا دون أن تراه و كاد يذهب خلفها لولا أنه رأي السيدتين اللاتين تحدثن عنها ، كانت واحدة منهم تلقي عليها التحية لكنها لم تنتبه فقالت لها الآخرى أنها مسكينة أخبرت الآخرى بالكثير من الكلام الذي فهم منه أنها طُلقت، حلم حياته يقترب منه ، يغريه بأن يُقدم ، يتحرك و يُمسك به.
***
" تبًا لكم جميعًا "
كانت تتمتم بكلمات حانقة و ربما بعض الشتائم و هي تلملم الأوراق على مكتبها و تعيد ترتيب فوضى لا تستثني منها أحد اليوم بدءًا ب " علي " الذي غادر باكرًا جدًا ف أثار قلقها و انتهاءًا بتلك الفتاة التي كادت تقتلها ل تعبر فوق جثتها للدكتور محمد و حينما طالته خرجت بعد دقائق تركض و هي تتوعد له ليخبرها في النهاية أنها زوجته و يمكنها الدخول له وقتما تشاء ، ثم المبجل لم يكمل باقي كشوفات المرضى التي حجزتها و تبع زوجته ليترك كل هذا الجنون فوق رأسها هي!
نظرت للمكتب الذي توجب عليها ترتيبه بحنق ، أوراق هنا و أوراق هناك و زجاج بالزاوية !
اتجهت نحو الزهرية المُشوهة و انحنت ، جلست على ركبتيها تتأمل الورود الجميلة التي هاجمها الذبول ف شردت بها لدقيقة ، كانت تشبهها كثيرًا فهي مثلها تمامًا لا هي زاهية مُبهجة للنظر و لا هي ذابله و إنما بها شيء حلو وسط الكثير من القبح لا تعرف له سبب و لكم سخرت منه !
انتفضت فجأة حينما ربتت يد على كتفها ف اختل توازنها و استندت على الأرض حولها بتلقائية لتخترق القطع الزجاجية كفها بالكامل فيكن جوابها صرخه!
رفعت نظرها للرجل الواقف بارتباك أمامها يتفحصها بقلق
" ما بك ؟"
لم يلحظ الزجاج المتواجد خلفها و لم تبدِ هي الا وجه يشوبه الكثير من الألم و الكثير و الكثير من الحنق ف طحنت أسناها ببعض و هي تسأله بغضب " كيف دخلت الي هنا "
" كان الباب مواربا فطرقته و لم يجيب أحد ف دخلت و ظللت أناديكِ ف لم تجيبي ف ربتت على كتفك ل تنتبهي ، أعتذر و لكن هل دكتور محمد بخير ، أنا دكتور ذياد ألا تذكريني ؟"
" تبًا لك لا تحضر إلا و قد جلبت المصائب معك "
كانت تصرخ به فعليا ف احمر وجهه الأبيض بشدة و ضغط على نظارته بارتباك قبل أن يتنفس بعمق و ينخفض لمستواها و على نفس جلستها هامسًا بحنق يكتمه بصعوبة " لم أرى في حياتي فتاة طويلة اللسان و لا قليلة الحياء لهذه الدرجة ، ماشاء الله كل مرة تبهريني أكثر من سابقتها يا مجعدة "
اتسعت عيناها بصدمة قبل أن يشتعل بهم نيران واضحه تنافي نبرة صوتها الباردة " ماذا قلت للتو ؟"
كانت تضيق عينيها و تنظر له بطريقة غريبة و كأنها ستهجم عليه تشوه وجهه ف استغفر ربه و قرر المغادرة قبل أن يلاحظ قطع زجاج صغيرة جدًا خلفها فعاد بنظره بسرعه إليها ل ينتبه ل يدها المخفية خلف ظهرها و وجهها المُتعرق و الألم الذي تجاهد لتداريه ف شد يدها بسرعة و قبل أن تعود ثوراتها لأنه فاجأها و هذه تحديدًا نقطة انفلات أعصابها كان يصرخ بها هذه المرة
" أنتِ يا حمقاء ماذا تنتظرين و يدك تنزف هكذا ، هل تتسامرين معي و الزجاج يقطع كفك إربًا هكذا "
و قام يجذبها معه لتقف ، حاول إخراجها معه من موضع الزجاج المتناثر هذا بسرعه ، شد ذراعها فحاولت التملص من قبضته و هي تسأله بسخرية " هل أنهيت مسرحيتك ، أصفق أم لا ؟"
وقف ينظر لها بعدم فهم ثم تتبع نظراتها ليدها التي يمسكها بقوة فأخبرته بحزم " اترك يدي و إلا فأنت المسئول عما سأفعله "
" اصمتي ، حبًا في الله أسكتي ذلك اللسان المُنفلت و إلا و الله لست مسئولًا عما سأفعله أنا و اتبعيني للطابق السفلي حيث عيادة دكتور وجيه بسرعه "
ترك يدها بعصبية و سبقها و هو يتمتم بنفاذ صبر " سمراء مجعدة بصحيح "
****
" إن قالت لك امرأة يومًا كما تشاء فهو كما تشاء فعلًا و كيفهما تصرفت فهناك دومًا رد فعل متطرف ف أحذر هذه الكلمة "
" متى ستعودين للمنزل ؟"
يجلس أمامها ببيت أبيها و الجميع من حولها مبتهج لأن المطلقة ابنتهم ستعود لكنف رجل ، شاءت أم أبت عليها أن تخضع لقواعد المجتمع و تسير على نهج الفئة الغالبة
و ضحك والدها بقوة قائلًا بترحيب " الآن "
و والدتها تزغرد و تبارك " مبارك لكما يا ولدي و الله عين و أصابتكم "
و هي تكتفي ب نظرة صامته مريبة تُربكه و عيون متفحصه قبل أن تجيبه ببرود " كما تشاء "
و لو أنها طلبت الطلاق ثانية أو رفعت عليه قضية خلع مثلا ، لو شوهت وجهه أو خنقته لكان كل هذا أهون من " كما تشاء " الغريبة هذه
ابتلع ريقه بتوتر قبل أن يهمس بتردد ملحوظ " و الله أتمني أن تعودي الآن و لكن .... "
" حسنًا ، استأذن "
قاطعته بكلمتين مختصرتين ثم قامت بهدوء قبل أن توجه نظرها نحوه وحده هامسة ببرود " أرتب حقيبتي الآن و أعود معك "
و غادرت !
مسح العرق المتصبب من وجهه و بداخلها ألف سؤال و أمامهم ألف حيرة ، أبية تدبر شيئًا و الله هذه المرأة ليست زوجته هدوءها هذا سيقتله أكثر من سعادته بقرارها !
****
" لتشفى عليك التدقيق في جُرحك و سد ثغراته "
اليوم كان جدًا طويل، صعدت الدرج بصعوبة تتمنى لو أنها وصلت شقتها بسرعه و ارتمت بفراشها ، صحيح عملها بالمطعم مُهلك لجسدها و لكنها ببطء تُشفي من جراحها أو على الأقل لا تجد الوقت أبدًا للتفكير به.
" رحيل "
نظرت أمامها بسرعة لتجد أمين منتظرًا إياها أمام باب شقتها
" أريد الحديث معك "
" لا شيء بيننا لنتحدث عنه "
تخطته و هي تدير مفاتيحها بباب الشقه بيد مُرتعشة ليهمس برجاء زلزل ثباتها " عشر دقائق فقط رجاءًا "
و شيء ما بها ذاب لنبرة صوته ، بداخلها بقعة خائنة لا تزال تتمناه و لكنها قاومت.... يشهد الله أنها تتمنى لو ارتمت بين ذراعيه ، بكت بقوة و اعتذر هو ثم اعترف بخطأ ستسامحه عليه و يُصرح بعشق كان عليه أن يعلنه منذ زمن و لكن الأوان قد فات على كل هذه الأمنيات .
" تفضل "
همست بجمود ثم تخطته للداخل تاركة باب شقتها مفتوحًا و جلست على أقرب مقعد قابلها تضم ذراعيها لصدرها تشعر ببرد لا تعلم من أين أتاها الآن "
" أنا جئت اليوم لأقص عليكِ ما حدث من وجهة نظري يا رحيل ، مبدئيًا أنا جدًا آسف لكل ما تشعرين به ، أنا حينما تزوجتك لم أكن مُخيرًا ، كان رجاء والدتي و لم يكن ببالي الزواج أساسًا فقلت لم لا ، و حينما جاءتني الفرصه و سافرت ف التقيت بخديجة ، رغمًا عني شيء ما بداخلي تحرك ، شيء أنا آسف إن أخبرتك أنني لم أشعر به معك للحظة ، حينما طلقتك لم أكن أعلم أنكِ لم تعلمي بهذا الأمر و لا بأن أمي قررت ألا تخبركِ و لكن عذرها الوحيد أنها وحيدة بلا زوج و لا ولد إلى جانبها و أنتِ كذلك ، أمي خافت الموت وحيدة ، دائمًا كانت ترتجف أمام فكرة ألا يدري بحالها أحد و هو أمر عظيم على من هي بمثل عمرها ، لن أستطيع أن أقول أنها على حق أو باطل و لكن أتمنى أن تسامحيني و تسامحيها فهي و الله صدقًا أحبتكِ و ما قصدت يومًا إيذاءك "
تنفس بثقل و كأن رئتيه على وشك التوقف عن عملهما ثم أخفض بصره أرضًا قائلًا ب استسلام " أنا على إستعداد للزواج منكِ مرة أخرى ليعود كل شئٍ كما كان "
لم تجب و طال انتظاره فرفع بصره إليها يحاول تبين ردة فعلها حينما لاذت بالصمت ف قربت وجهها الجامد منه بغتتة و هي تهمس بثبات " هل تعلم إن كان لك عذر في طلاقك لي و إن كان لوالدتك عذر في إخفاء الأمر عني فلا عذر يمكن أن أوجده لك و أن تطلب عودتي ، هل تعلم يا أمين أنا أحببتك بشدة ، أحببتك أكثر مما تستطيع التصور و لكن أنت لم تستحق هذا الحب يومًا و اليوم و بعد عذاب الأيام السابقة أنا ممتنة جدًا لما حدث فوالله ما كنت لأستطيع انتزاعك من قلبي و عقلي كما فعلت أنت "
أخذت نفسًا عميقًا و هي تكمل بقرف " أنت جدًا ضعيف و ساذج ، لا تعلم معنى الزواج ، معني أن تقطف بريقي و تنتزع عطري ثم تلقيني بالطريق بحجة أن رائحتى لا تناسب أنفك ، لو كنت رجلًا بحق و أعتذر عن هذا لكنت رفضت الزواج بامرأة لا تريدها فالزواج له قدسية لا تتفق أبدًا مع مبدأ المجاملات و لو أنك ممن يتحملون المشئولية لكنت جئت و ألقيت كلمتك بوجههي و لو أنك ولد بار لما كنت جئتني الآن بداعي الزواج تلقي على كاهلي عبء والدتك و لو أنك أحببت المرأة التي تحمل اسمك الآن لما أعدت خطأك الأول مرة أخرى و إن كنت أنت لم تتعلم الدرس فأنا تعلمته جيدًا ووعد أقطعه الآن أمام الله أنني لن أسلم نفسي إلا لرجل بحق ، رجلًا بقلب شاعر و بعزيمة فارس ، بطل لا يعرف الهزيمة و لا يتنازل عن امرأته "
عادت لجلستها المرتاحة و هي تخبره بصلف " العشر دقائق انتهت يا أمين و طلبك مرفوض ، سلم على والدتك و أخبرها أنني أسامح فقط لأن قلبي لا يليق به الحقد و لكن لا أريد أي علاقة تجمعني بأى منكم بدءا من الآن "
ابتلع ريقه بحنق و غضب فالحقيقة التي ألقتها بوجهه كانت جدًا قاسية
غادر لشقته بسرعه و دخلها مغلقًا الباب خلفه بإحكام يتمني لو أنه لا أحد قد رأى عُري روحه و تهشم ثباته ، نظر أمامه ليجد خديجة تقف أمامه ، تنظر له بلوم و عيون دامعة !
***
" الليل سِتر المُتعبين "
لم يخذل يومًا مجروحًا و لا عليلًا و لا قلب عاشق جافاه النوم .
يقف إلى جانب توأمه يرتشفان كوبي الشاي الذي أعدهما هو ف شقيقته قد عادت اليوم بيد تملؤها الخيوط الجراحية فشطرت قلبه نصفين قبل أن تقص عليه ما حدث ، كلاهما شارد هي بأفكارها و هو ب عشقه !
فاليوم تحدث معها، كان قريبًا جدًا و كم كان ذلك مُثلجًا لقلبه !
فلاش باك
" رحيل هل أنتِ بخير ؟"
نظرت له بابتسامة مُتعبة لكن حلوة جدًا قبل أن تخبره بخجل " بخير لا تقلق ، أنا فقط لم أعتد على كل هذا المجهود يوميًا "
" لم طلبت من العم صالح أن تعملي منذ الصباح الباكر و حتى اغلاق المكان إذن ؟"
التفتت تفتعل انشغالًا بشئ وهمي و هي تردد بخفوت " أُسلى نفسي لا أكثر "
رفع نفسه بسهولة شديدة و جلس على الطاولة الخلفية فنظرت له بتعجب قائلة بانبهار " كيف تفعلونها، كيف تستطعن أنت و نسيم رمي نفسكم بالهواء هكذا و الجلوس فوق الطاولة رغم ارتفاعها الشديد!
ضحك بشده على انفعالها الطفولي وعينيها المتسعتين باستغراب ود لو أنه قبَّل عينيها و ضمها لصدره و لكنه تدارك نفسه و أخبرها السر بهمس لطيف " تدربنا أنا و نسيم عليها كثيرًا "
" أنتما صديقين صحيح ؟"
" ليس تمامًا "
جاء صوت نسيم ضاحكًا من خلفهم قبل أن تقترب فترفع نفسها برشاقة مماثلة و تجلس بجوار علي هامسة بمشاكسة " هو عدوي الأول و رفيقي الوحيد " ثم لمعت عيناها و الذكريات تتوالى بعقلها
، ظلت تنظر له بطريقه غريبة ف ارتبك و فرقع أصابعه أمام وجهها متسائلًا بتذمر " أنتِ لم تحدقين بوجهي هكذا ، ماذا تدبرين ؟"
أفاقت بسرعة من شرودها به و أخبرته ب تعب " أحاول استعطافك لتقدم لي كوب القهوة خاصتك "
غمز بعينيه هامسًا بشقاوة " واحد فقط و إلا قتلنا العم صالح فهذا هو الرابع اليوم تقريبا صحيح ؟"
هزت رأسها بابتسامة شاردة ، تتأمله بتعب و هو يفعلها على طريقته ، أو طريقتها التي عدل هو بها بطريقة ما لتناسبها وحدها ، الجميع يدمنون فنجانها و هي تعشقه بطريقته الغريبة و طعمه الأغرب !
" ماذا تفعل ؟"
سألته رحيل بعدم فهم و هي تراه يضع الشاي و القهوة معًا و يضيف عليهم الحليب و ملعقة من السكر ف ابتسم قائلًا بصوت حنون " يومًا ما أردتها التوقف عن الإفراط في تناول القهوة فصنعتها هكذا على أساس أن تكرهها و لكن منذ ذلك اليوم و أنا أصنعها لها بنفس الطريقة و هي تستميت في طلبها "
" ليتك حاولت منعي من الإفراط في حبك "
همستها نسيم بإرهاق فناداها دون أن يلتفت " هل تقولين شيء يا نسيم؟"
"لا يا علي سلمت "
ردت بصوت ضعيف شارد بالثنائي أمامها و مستقبل تغيرت كل خططتها به !
عودة
استمع لصوت زغاريد بالأسفل فنظر ليجد زفة عروس من حيهم فلم يُعلق و هو يشعر ب جسد علية يتشنج إلى جانبه و عيناها يغادرهما الدفء لتعودا ساخرتين
" تصبح على خير يا على "
التفتت تناوله كوب الشاي ف التقطه بصمت قبل أن يُمسك كفها المُصاب و يقبل باطنه هامسًا بحنان " و أنتِ من أهله "
تخطته نحو غرفتها ، بها الكثير من الصخب ، و تلك الزفة التي حطمت سكون الحي و التي فقدت هي الأمل بها و تتمناها مثل سائر الفتيات لا تساعدها على الهدوء أبدًا
فهي كما قال ذلك المدعو زياد " سمراء مُجعدة "
اليوم كان الي جانبها و الطبيب ينظف كفها و يخيطه كان يبدو متأثرًا ك انسان لألمها و رغما عنها تساءلت ماذا لو كان معها الآن شريك حياتها ؟
ما هو شعور أن تكون بكنف رجل يحب و يتألم لأقل جرح، يسند و يُطيب،
كان ليكون شعورًا رائعًا بالتأكيد و لكن لن يكن لها النصيب به للأسف ، و بداخلها شتمت ذلك الرجل الذي قلب عليها مواجعها فلم تشكره كما يفترض أن تفعل فرغمًا عنها وجدت نفسها حانقة و ناقمة عليه لينتهي اللقاء بينهم ببرود منها جعله يشتعل و يهمس بغضب " السمراء المجعدة " بعدما استوقف تاكسي لها !
***


علا الخالع همسات غير متواجد حالياً