عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-21, 08:06 AM   #47

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله

الجزء الثاني والثلاثين

__


اخترق صوت هاتفها أرجاء الصالة، رفعت يدها ببطء وطالعت سارة بقلق ثم ردت: الو.

وصلها صوت أمها الحاد: وينك؟

أغمضت عينيها وقالت: بالبيت.

احتدت عزيزة أكثر وسألتها بسخرية: بالبيت؟

وكملت: ليال كلهم اجتمعوا، امي بس تسأل عنك.

ليال: تعبانة يمه ماقدر اجي.

عزيزة تنهدت: أقول تعوذي من الشيطان وتعالي، يالله انتظرك، اذا ما شفتك بعد نص ساعة ياويلك.

أغلقت الهاتف ورمته قربها وهي تقول: حيوانة.

فايزة قالت: وشفيك على البنت؟

عزيزة: تقول ماراح اجي.

فايزة: وش تسوي ذابحها الوحم وطول الوقت تستفرغ وين تجي.

عزيزة: انا عارفة وش بلاها.

كملت: ضيقة الصدر راجعه لها وتخاف ندري ونلومها ليش ترفض العلاج، تخيلي له أسبوعين ماجت

وكل يوم تتعذر بعذر.

فايزة: لاتوسوسين ياعزيزة شايفته قبل يومين ومالاحظت شي وحتى محمد.

عزيزة: محمد وش دراه كل النهار هو بدوامه وهي بجامعتها وذا شاف شي بيظنه تعب الوحام، انا

اعرفها من عيونها وصوتها يافايزة، اخر زيارتين لاحظت تعبها.

فايزة بدا لها أن اختها صادقة حين تذكرت ليال قبل يومين، كانت مختلفة لم تأكل ولم تتكلم كثيرا

وأرجعت هذا الى تعب الحمل.

انظمت لهم مها فتحول الحديث عن عبد الله واسألتها فائزة: وشلون عبد الله ماجد شي معكم؟

مها: والله لا ليله ليل ولا نهاره نهار بس يفكر باللي متقصده لو مالحق على المصنع الثاني كان بيروح

بعد.

امها: والله بعذره المال شعرة القلب يابنتي.

فايزة: طيب ماعرفتوا مين هذا اللي كلم وحذركم.

مها هزت رأسها بالنفي: حاول عبد الله يجيب اسمه بس ماقدر.

فايزة: الحمدلله بعد اهم شي موضفينكم طلعوا من المستشفى.

كررت أمها وعزيزة الحمد ومها أضافت: أي والله كل هالشهرين وهو بحالة لين طلعوا.

كان البنات في جهة وسألت سما: خالة عزيزة وين ليال؟

عزيزة: تعبانة وقالت بتتأخر.

مها: سارة الصبح تقول ليال ماراح تجي اليوم.

تغير وجه عزيزة وماردت.

دخلت روان وهي أخر من أتى، سلمت عليهم وجلست مع خالاتها، نادتها ربى: مدام روان يعني تزوجت

صرت ماتجلسين معنا؟

ابتسمت روان: مشتاقة لخالاتي انت كل يوم اشوفك.

ربى: وخالاتك كل يومين تشوفينهم.

أم علي: وش تلقى عندكم، الا الهرج بالناس هذي لبست وهذي فصخت.

شهقت ربى شهقة درامية وقالت: افا يا ام عليي، حنا مانتكلم الا باللبس، الفصخ هذا مانعرفه.

سما: وش معنى فص فف فس

وحاولت تتهجى الكلمة تحت ضحك البنات.

نهض البنات وجلسن قرب الجده أم علي وبدأت مشغابتهم المعتادة.

جود جلست قرب روان: وشلونك روان؟

روان: الحمد لله.

في كل اجتماع كانت تحاول الإقتراب منها والتحدث معها، تدين لها بإعتذار حقيقي يختلف عن اعتذاها

البارد المبطن باتهامات وتكذيب لكنها تزوجت ولم تجد فرصة.

جود: روان.

طالعتها روان فأضافت: انا اسفه.

تفاجأت روان وسألتها: وش عليه؟

جود احمر وجهها وهي تجيب: غلطت عليك واعتذرت بس احس اعتذاري بايخ.

روان: يووووه ياجود خلاص لا تحطينها ببالك مشكلة ومرت ووقتها كنت استاهل.

جود: يعني جد مو زعلانة من.

روان: لا والله لو زعلانة بتدرين علطول ماعرف اكتم زعلي.

ابتسمت جود وسقط جزء كبير من همها، خجلة جدا من تصرفها وزاد حرجها بعدما تأكدوا من برائتها.

وحتى تثبت صدقها وتضهر لها أن كل شي على مايرام طالعت ديم التي تمشي بتثاقل وقالت بعفوية: ديم

باي شهر؟

جود: بالشهر التاسع وليال دخل شهرها الرابع.

روان: الله يعينهم.

والتفتت حولها وقالت: وينها ليال ماشوفها؟

جود: تو كلمتها وتقول تعبانة بس عرفت ان سارة عندها، والله لو تدري امي ياويله.

ابتسمت روان ابتسامة لم تتجاوز شفتيها، سارة دائما عند ليال وليال دائما مع سارة، تحاول جاهدة

الوصول الى ليال لكنها مكتفيه جدا بسارة، تخرج معا وتدعوها الى بيتها.

تعلقت بليال بقوة لدرجة أنها لم تعد تحزن لابتعاد بنات عماتها، لكن ليال احتفظت بمسافتها وكل ماتفعله

هو التجمل معها من أجل خاطر القرابة وخاطر أمها ليس الا.


*

*

نظرت للساعة أمامها وكانت تشير الى الثانية صباحا، بالتأكيد الجميع غادر منزلهم وامها بالتأكيد

غاضبة منها بل وتغلي من الغضب، ندمت أنها لم تذهب لإجتماع أهلها، وضعت الفوطة من يدها

وجلست على طاولة المطبخ، واتصلت عليها واستمر الرنين حتى انقطع.

فتحت تطبيق الرسائل وأرسلت: هلا يمه، نايمة؟

عزيزة كانت تجلس مع ديم تنتظران قدوم ماجد، تجاهلت اتصال ليال لإنها بهذا الغضب خافت أن تقسو

عليها.

قرأت الرسالة وردت: قاعدة مع خواتك.

ليال: عارفة انك زعلانة علي وما جان النوم.

عزيزة: ماجاك نوم لانك طول اليوم نايمة، زعلي ما يقدم ولا يأخر عندك.

تأخرت رد ليال لعشر دقائق مما جعل عزيزة تندم على كلمتها.

سمعت جود: يمه وش قلت؟

نظرت نحو ابنتها بتساؤل فردت جود: بعد يومين بنجتمع مع البنات ببيت خالي علي.

عزيزة: يسير خير اذا جاء وقته ذكرين.

وقفت ديم وهي تغلق هاتفها: يالله يمه تصبحون على خير ماجد عند الباب.

عزيزة: الله يحفظك ياعيني انتبهي لنفسك يمه.

ديم: سمي يالغالية.

واقتربت وقبلت رأس أمها وخرجت.

جود: ونا بروح انام تصبحين على خير مامتو.

عزيزة هزت رأسها، عند الباب التفتت نحو أمها التي تمسك الهاتف: ماراح تصعدين؟

عزيزة وعيناها لا تزال بالهاتف: شوي واجي.

خرجت جود وعزيزة لم تتحمل فاتصلت بليال.

ردت: سمي.

للفور استطاعت تميز البكاء في صوت ابنتها فقالت: هلا وين رحت؟

ليال مسحت دموعها وقالت: انشغلت انظف المطبخ.

عزيزة بضيق: مو زين تشتغلين بالليل روحي نامي والصبح كملي شغلك.

ليال: سمي.

عزيزة: وش فيك صوتك ماعجبن؟

مسحت دموعها بصمت، لا تستطيع إجابة سؤال أمها لانها ستعرف ببساطة أنها تبكي.

نادتها عزيزة: ليال.

ليال: محمد ينادين يمه اكلمك بعدين.

تركتها عزيزة تذهب، غدا ستتصرف، أخطئت حين سمحت لها بترك الدواء، لن تتحمل أن تذبل عيناها

مرة أخرى، يجب أن تتصرف وأول عمل ستعمله هو التحدث مع محمد والدكتورة رشاء.


*

*

لا يستطيع كتم حماسه، ركبت السيارة فسألها مباشرة: هاه وش قالت؟

ليال طالعته بغيظ، منذ دخل شهرها الرابع وهذه هي المرة الثانية التي يأخذها للدكتورة حتى يعرف

جنس المولود: مو واضح.

بان الغيظ على وجه محمد وقال: وشلون مو واضح.

ليال: مادري مابان شي بالسونار، ولدك مدري بنتك مسكر على نفسه ومو واضح.

محمد بتشدق: حياوين عيالي على ابوهم.

ليال بسخرية: الله أكبر.

وكملت: وبعدين اذا دريت وش بيصير ليش هالحماس انا اقولك وش بيجي ياولد يا بنت.

محمد: ههههههه، تصدقين ماكنت ادري الحمد لله ريحتين.

طقطق بيده على المقود ونظر نحوها بطرف عينه وقال: قصدك يا فايزة يا صالح.

نظرت اليه ليال مصدومة وقالت: وين اللي يقول اسم الولد لي واسم البنت لك.

محمد: انت رفضت وضاعت عليك الفرصة وقررت يكونون كلهم لي.

ليال: هههههه مو على كيفك.

محمد: يسير خير ياحلوة.

حتى نزاعاتها الخفيفة مع محمد والتي تنتهي بضحكة عميقة منها الآن أصبحت تتعبها وترهقها لكنها

تضطر أن تمثل الضحك والإنبساط حتى لا ينتبه لتعبها وضيقها.

ليال: متى بتمشي؟

محمد: بعد يومين ان شاء الله، بس شوفي موعدك مع الدكتورة رشاء حتى اوديك قبل ما امشي.

ليال: مو مشكلة اروح مع امي.

محمد: باقي معي يومين، احجزي عندها بكرا والا بعده.

تكره ذهابه معها للدكتورة، تشعر بنقصها حين تسمع توصياتها له، تتحسس من مرضها وتشعر أنه

يراعيها ويداريها أكثر بسبب مرضها.

ليال: مايخالف رح بدري احسن مابي اشغلك.

محمد بحسم: خلاص قلت انا بوديك.


*

*

كان الوقت مساء حين نزلت سارة وسمعت أصوات في قسم الرجال، دخلت المطبخ وسألت مها: غريبة

ابوي بالبيت.

مها: عمك دق عليه وقال بيجي فقعد ابوك ينتظره.

سارة: أي عمومتي.

كانت مشغولة بتحضير صينية مانتبهت لقلق سارة وردت: عمك صالح.

سارة عضت شفتها: اف لا تقولين.

استدارت نحوها مها وقالت: وراك خفت؟

سارة جلست أمام مها تأخذ من قطع الحلا المصفوفة أمامها وقالت: أخاف يفتح موضوع بدر لابوي.

صبت لها مها فنجان قهوة وقالت: خلاص انت انهيتي الموضوع مع ابوك،

سكتت حين دخل عبد الله وقال: وين القهوة؟

مدتها له مها: سم.

طالعته سارة فصد عنها وأخذ الصينية وخرج.

جلست مع مها في الصالة وقالت: الحين تأكدت، يارب يخيب ظني.

مها: لا تخافين ابوك ماراح يجبرك.

سارة: ادري ماراح يجبرن بس بيضغط علي ونا مالي خلق.

مها: الدنيا كلها شد وجذب ياسارة لازم تتعودين على هالنوع من المشاكل وتعرفين كيف تاخذين حقك،

استخيري واذا انت متأكدة من قرارك تمسكي فيه.

مسكت سارة يدها وقالت: تكفين مها وقفي معي واقنعي ابوي، عنده اضعف

وأخاف اقتنع بكلامه واوافق.

مها التي جربت شراسة ام الزوج وتأثيرها في الحياة الزوجية، شدت على يد سارة وقالت: لا تخافيين

ياقلبي، ادع الله يصرفهم عنك.

بعد ساعة دخل عليهم ابوها فقالت مها: راح أبو بدر؟

عبد الله وعينه على سارة: ايه جاء هو وبدر وطلعوا.

سارة كانت تتشاغل بهاتفها وحين سمعت اسم بدر فهمت تمهيد أبيها فنهضت لتخرج.

عبد الله: اقعدي سارة ابيك بموضوع.

أعطت مها نظرة بمعنى أخبرتك، وجلست متحفزة تنظر لإبيها الذي قال: عمك رجع يخطبك لولده ونا

وعدتهم خير.

سارة: وانت بعد وعدتن خير وقلت اللي تبينه يصير، ووقتها قلت لك لو اموت ماخذت بدر.

عبد الله حاول يكتم غضبه وقال: وش اعتراضك على ولد عمك، شاريك شرا، ليش الدلع.

سارة: ماعترضت على ولد عمي اعترضت على امه انا ماراح اخذ ولد منيرة لو هو احسن رجل

بالعالم.

عبد الله بحدة: بنت.

امتلئت عيناها بالدموع لاتصدق أن اباها ينقض وعده ويحتد معها من أجلهم.

عبد الله بملاينة: الرجال ماتباع عشان امهاتهم، تضيعين ولد عمك عشان هالسبب، انت ببيت وامه ببيت

وماراح تشوفيها الا بالاسبوع مرة او بالاسبوعين.

نظرت سارة لمها تطلب مساعدتها فقالت: اللي فيها شر ياعبد الله شرها بيوصل لو كل وحدة بمدينة.

عبد الله أعطاها نظرة غاضبة لكن مها ماهتمت، شعرت بحاجة سارة وضعفها، وزوجها كأغلب الرجال

معمي بقرابة ابن أخيه وخوفه من غضب أخيه.

سارة: مو موافقة يبه تكفى لا تضغط علي.

عبد الله: انا ماضغط عليك يابوي انا ابين لك ان اسبابك مو كافية حتى ترفضين بدر عشانها.

مها: مو لازم يكون عندها أسباب يا عبد الله سارة استخارت ومارتاحت.

اشتعل الغضب بعين عبد الله ورد عليها: مها لا تتدخلين.

سارة: انا طلبت منها تتدخل.

نهضت فأمرها: اقعدي انا ماخلصت كلامي.

عادت تجلس وعبد الله اقترب منها قليلا وقال: انت شوفيه واذا مارتحت مانكمل يابنتي.

دمعت عيني سارة، ابوها يمشي معها خطوة بخطوة حتى يقنعها وتخاف أن يتغلب عليها، هزت رأسها

برفض وقالت: لا

نهضت وهربت من المجلس فناداها بحده لكنها أكملت طريقها وخرجت من الصالة.

مها قالت: اذا تعبت بحياتها ماراح تلوم غيرك، انت اللي رميتها.

عبد الله: ماسألتك.

أجفلت من حدته، نظرت إليه بهدوء فكمل: لو تقنيعيها بدل ماتعصينها علي.

مها: ماعصيتها عليك يا عبد الله، انا ابيك تشوف الموضوع من وجهتنا سارة حساسة حرام ترميها

على منيرة.

عبد الله بقسوة: لا تقيسين تجربتك الفاشلة ببنتي.

مها ابتسمت بعتاب ووقفت تنهي المحادثة بينهم، ردت: بالعكس تجربتي ما كانت فاشلة، نجحت فيها

وبجدارة، والفشل الحمدلله نصيب الطرف الثاني مو نصيبي.

كلامها كان راقية وواثقا دخل قلبه بقوة، تعوذ من الشيطان وتابعتها نظراته النادمة وهي تخرج من

الصالة.

*

*

*

بعد يومين دخلت بيت أهلها هي ومحمد، حمل حقيبتها حتى الباب الداخلي ووقف عنده وقال: يالله

حبيبتي توصين على شي.

دمعت عيناها، وبصعوبة تغلبت على الغصة داخلها وردت: لا بس دق علي اول ماتوصل.

مسح دمعتها وقال: ان شاء الله.

وكمل: علمين وش يصير معك فاهمة.

هزت رأسها بإنصياع فأضاف بحنق: مخليك على كيفك عشانك حامل، اذا ولدت كل هالدلع بطلعه من

عيونك.

ليال: انا ماشفت دلع وينه.

محمد: افااااا.

ابتسمت ومسحت دمعة أخرى منها فقال: مشغلتن ابي انام عند اهلي وابي انام عندهم والدموع انهار

عند الباب طيب ادخلي عالاقل.

ابتسمت: ابي انام عندهم وانت قريب من مو بعيد.

قربها منه وهي وضعت راسها على صدره تبكي بهدوء حتى سمعت صوت أمها يقترب منهم وهي

تقول: محمد ادخل مافي احد.

ابتعدت ليال عنه وسلمت على أمها التي قالت دون ان تنظر لها: بالمطبخ سلة القهوة جهزتها لمحمد

جيبيها وحطي معها تمر.

ما ان ذهبت حتى قال محمد: لا اوصيك ياخالة رفضت كلش تروح معي خوذيها واقنعوها تأخذ الدواء

حتى لو تغصبينها.

عزيزة بتصميم: ان شاء الله لا تخاف.

سألته: وين بتروح؟

محمد: بروح اسلم على امي وسيدا للمطار.

عزيزة باستغراب: يعني صدق بتسافر؟

بعد كلام عزيزة مع الدكتورة، اقترحت على محمد ترك ليال عند أهلها لربما تتحسن نفسيتها مع أمها

وأخواتها، وكان هذا باتفاق ثلاثتهم، وعزيزة ظنت انه سفرته غير حقيقية فقط حتى يحضر ليال.

محمد: ايه صدق ياخالة فيه دورات بالشرقية كنت مأجلها، واستلمتها.

عادت ليال تحمل سلة قهوة صغيرة، فقالت عزيزة: الله يحفظك ياعيني، انتبه لنفسك.

محمد قبل رأسها وضم ليال اليه مرة أخرى ثم خرج.

سبقت أمها لغرفة الجلوس، وعزيزة وقفت عند المطبخ وأمرت عاملتها: سيرما شوفي شنطة ليال برا

وديها غرفة.

دخلت صالتهم وانتبهت لابتسامة ليال العريضة، ابتسمت وسألتها: وش عندك.

ليال: تذكرت وحدة من صديقاتي بالجامعة سافر زوجها سوت عيد بالقاعة مابقى الا ترقص، قالت ان

سفره إجازة عند أهلها، وتجديد للمشاعر بينهم، قلت له مانتي صاحية، بس الحين كاني احس

باحساسها.

اتسعت ابتسامتها بنشوة وهي تكمل: الحين اقدر انام على كيفي وماوراي هم ومسئولية.

ضحكت عزيزة وقالت: واللي يشوف دموعك تو على كتفه.

ليال بحرج صدت عن أمها: كل امس اصيح عشانه بيسافر بس المسئولية غير، اذا نمت كل اليوم

وقمت ونا ماطبخت ولا رتبت يضيق صدري مره.

استلقت على الاريكة وقالت: الحين بس بنام.

عزيزة اقتربت منها وشدت يدها وقالت: حلم ابليس بالجنة، قومي قومي.

ليال جلست باعتراض وقالت: يمه اتركين تكفين.

عزيزة شدتها أكثر حتى وقفتها: تعالي بوريك.

نهضت مع أمها كانت الستائر على الشباك العريض مسدله وتغضي الحديقة بأكلمله، سحبت عزيزة

الخيط وأزاحت الستائر السكرية ليضهر المنظر الجميل أمام عيني ليال.

ليال شهقت: الله.

أسرعت تفتح الباب المؤدي للحديقة وخرجت اليها تتأمل جمال الأشجار الجديدة التي أضافتها أمها.

خرجت معها عزيزة وقالت: وش رايك؟

كان المكان فتنة، الأشجار الجهنمية بورودها الخلابة وأشجار الياسمين انتشرت على طول الجدار،

وشكلتا بألوانهما الزهري المتفاوت والأبيض ورائحتهما العطرة غابة صغيرة أبهرت أنفاس ليال.

من الأعلى تدلت العرائش الخضراء بأوراقها الصغيرة اللامعة وانتشرت على سقف الجلسة الخشبي ثم

امتدت طولا لتلتقي مع الثيل الأخضر الذي جدد للتو، وفي آخر الفناء كانت هناك جلسة عزيزة الإرضية

والتي كانت أيضا مزدانة بالنخل القصير وأشجار الليمون.

اسنتشقت بعمق رائحة الياسمين وقالت ترد: تجنن يمه متى سويتيه.

تألق الفرح بعيون ليال انعكس على عزيزة فابتسمت وكأنها ترى المكان لأول وأجابت: قبل أسبوعين.

ليال: بس الأشجار كبيرة شلون كبروا بسرعة.

عزيزة: شريتهم كبار يافاهمة.

ليال: اممم فظيعة، غريبة خواتي ماصورها ولا قالوا شيء.

عزيزة: قايلة لهم لا يصورون، ابيها مفاجأة.

ليال: تجننن فنانة انت يمه.

عزيزة كملت بعتاب: سويتها عشانك مع انك ما تستاهلين، أسبوعين منقطعة عنا.

عزيزة جلست على الأريكة فجلست قربها وقالت: والله كنت تعبانة.

عزيزة: تعبك مامنعك عن بيت خالتك، صح؟ ولا منعك تجين لامي بعد، بس امك مو لازم يكفي شوفتها

عند الناس.

أمها محقة، انقطعت عن بيت أهلها لانها خافت أن تعرف أمها بمرضها لذلك اكتفت برؤيتها باجتماعتهم

العامة في بيت خوالها، كانت تظن امام الناس لن يتضح لإمها شيء، ولا تعلم أن أمها تعرف بعودة

مرضها منذ بدايته.

طلعت عليهم سيرما تحمل صينية فيها شاهي ومعجنات وضعتها على الطاولة.

عزيزة قالت: اكيد ماتغديتي تعالي كولي شي.

فتحت التغليق وانتقلت لليال رائحة صلصة الطمائم ولا شعوريا انكمشت ملامحها ووضعت يدها على

فمها وهي تقول: ماقدر يمه ماقدر.

ثم أسرعت لدورة المياة تتخلص من نوبة الغثيان التي داهمتها.

خرجت من الحمام فوجدت أمها تنتظرها، أخذت الفوطة منها وذهبت الى الصالة واستلقت على الإريكة.

عزيزة عادت ومعها رداء غطت به ليال، نظرت الى انسحاب الجهد والطاقة من ابنتها وسألتها: اجيب

لك شي.

ليال أبعدت وجهها عن أمها ووضعت يدها على عينيها تخفي دموعها وقالت: لا يمه مابي شي بنام.

غادرت عزيزة الى المطبخ، غرقت في الهم والخوف وأخذت تفكر في طريقة تقنع بها ليال على أخذ

العلاج، خافت أن تتصعد حالتها مع وضعها المتأزم وقلة الإكل.

دخلت سيرما وقالت: مدام فييه رجال جوا مجلس.

عزيزة: رجال؟

سيرما: ايوه كلام كول يو.

استغربت وذهبت هناك وغمرتها دهشة عظيمة حين رأت عمها أحمد جالسا ينتظرها، تزوره بين فترة

لكن لا تذكر متى آخر مرة زار منزلها.

عزيزة: ياحي الله هالزول، هلا عمي يالله حيه.

أقبلت نحوه وقبلت رأسه، وجلست وألف فكرة وفكرة تدور برأسها حول سبب زيارته.

ابتسم لها ابتسامة لم ترحها وبعد دقائق كانت تغمض عيناها لطلبه الذي لم يعجبها أبدا.


*

*

ولذكر الله أكبر..

لا إلله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-02-22 الساعة 08:19 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس