عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-21, 12:57 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل"الرابع"

"مَالذي أَقترفناه حَتى يَهجُرنا السلام؟
وَماذنبُنا حتى تُغادرنا قَناديلُ الأمل؟"
.
.
الساعة ١١ مساءً.
فتحت عينيها،لتجدها تحمل شيء حاداً وتنظر إليها بعينان حمروتان،بدأت تقترب منها ببطء وتنطق بنبرة حادة ومرعبة وشفتها تبتسم ابتسامة مريبة:أنتي الي تخربي بيتي ،حاولت التحرك يمنة ويسرة حاولت تحريك رجليها،حاولت النطق،وهي تشعر بشلل كلي،تحاول تحريك رأسها لجهة خالتها سندس،ولكنها كانت نائمة بعمق ،فهي من الأمس بشقتها بحجة أنها تشتاق لها ولرغد،حاولت مناداتها،والتحرك،حاولت وحاولت،دون جدوى ستموت من الرعب،أغمضت عينيها بقوة وقرأت المعوذات،لتستيقظ من النوم بفزع،نظرت للساعة على الحائط،لازالت الساعة ١١ قبل منتصف الليل،مسحت على وجهها وجسدها يرتجف نامت قبل نصف ساعة،يالله ،متى يأتي اليوم الذي تنام فيه براحة وعمق بعيداً عن تفكيرها والكوابيس التي تلاحقها،غطت جسدها بالكامل ،وتكورت على نفسها المكان مظلم وخالتها لازالت نائمة ورغد التي تتوسطهما لازال نائمة أيضاً. ورجليها ممدودة لوجهها،لاتتعجبوا منها وكيف تستطيع إيقاظ نفسها فهذا الحلم رفيقها الدائم ،وكلما زارها بمنامها قرأت المعوذات أو آيات من القرآن لتستيقظ،نطقت بداخلها:يالله أرحم ضعفي وقلة حيلتي يارب أنس وحشتي أرحمني يارب.ستعود لها موجة التفكير ولن تستطيع النوم،تفكير وراء تفكير يجر تفكير آخر،تدرك أن تفكيرها سيرميها بالهاوية ذات يوم ولكنها تحاول وتحاول،قدر استطاعتها.سمعت هاتفها يرن أخرجت يدها وسحبته من على الطاولة،كان والدها،عقدت حاجبيها وارتجف قلبها لا يتصل بها الا عندما تحل المصائب.
ردت والخوف قد شوش رؤيتها: السلام عليكم
نطق بدون أن يرد السلام حتى:وينك،صمتت ليس لديها إجابة لو عرف أنها عند عمتها لن يكون الأمر جيداً.ليردف بنبرة أرعبتها: مفرطه لأختك وحدها وبها حمه وسرتي عند خالتك،من جاب لك الأذن هاه قولي، تعبتيني يابنتي الله يهديكم،والله لو أزيد أسمع أنك خرجتي بدون أذن،وعصيتي أختك والله ثم والله ما يوقع خير،لاتجننيني،كل أخوانك عقل ورزانه الا انتي تجري بعد المشاكل جري ،ليردف بصوت عالي جعل النوم يطير بعيداً:سمعتي ولا لا.
بلعت كلماته ونطقت بهدوء:سمعت باكر الصبح بروح.أغلق بوجهها لتتأمل الهاتف لمَ هو هكذا معها ؟لمَ لا يحبها مثل البقية؟،ماذا سيحصل لو عادت لشقة رواية؟ ستقتلها حتماً او ستكسر عظامها،بالأمس تكلمت عليها بكلام كبير جداً عجزت ان تستوعبه،نظرت لمعصمها المجروح،ضربتها بعود المكنسة حتى أنكسر،تقسم أنها لم تشعر بألم اطلاقاً مستعجبة من نفسها حقاً،ظنت أن يدها ستنكسر،تأملت السقف بشرود،وعينيها تلمع،كم مرة حاولت اخباره أن أختها لم تعد أختها،ماذا سيحصل بالصباح؟، على الرغم مما مرت به إلا أنها لاتنتظر رجلاً ينتشلها مما هي فيه،وقد اكتفت بنفسها وانتهى،مالذي ينتظرها بالمستقبل القريب؟ وهل ستذكرها والدتها؟ كتبت لائحة طويلة كلها عتاب ولكن ماذا لو لم تكن بخير ؟وحالها كحالها.ضربت رأسها بخفة وهزته بعنف يكفي تفكير،ذابت باليأس في هذه اللحظات لاالنوم أتى،ولا هداء عقلها،ضاق صدرها تشعر بأطرافها تنملت وعينيها تحترق،جسدها يرتجف،أرخت ملامحها وأستسلمت لأفكارها ونظراتها معلقة بالسقف بينما يدها اليمنى مطوية خلف رقبتها ،فجأة وصل لمسامعها صوت انفجارات وصوت إطلاق نار ،تتيبست بمكانها وخفق قلبها بقوة،وانشدت أعصابها،لتدرك انه حفل زفاف فحسب،بعد ان سمعت صوت زغاريد وزفة صاخبة،على مايبدو أن العروس وصلت لمنزل زوجها.
.
.
بنفس الوقت.
يجلسون بصالة الجلوس المتوسطة والمتواضعة ،ويغلب عليها اللون الأحمر القاني والأسود ،صمت الاثنان بعد أن كانت أفواههما تعمل ،بينما صوت التلفاز يتداخل بأصواتهم.
سلوى لم تفتح فاهها فعندما يغضب يصبح وحشاً لايمكن التعامل معه،مضت بضع دقائق لتقف،وتذهب للمطبخ وتحضر له كأس مياه،عاد من عمله الشاق،وغير ثيابه ليهاتف أبنته،ولم يتعشى بعد،مدت له الكأس ليلتقطه منها ويشربه على فترات،أبتسم لها بود لينطق بهدوء:أعوذ بالله من الشيطان،،ليعيد نظره إليهما يجلسان بجانب بعضهما وينظران إليه بترقب،حتى هما وبخهما على الدراسة وعلى الإهمال،وعلى أتفه الأشياء،ليردف بتحذير ووعيد:والله لو أسمع صوت البلايستيشن ولا الجولات مايوقع خير،حتى صوت النفس ما أشتي أسمعه.
،ليقف بتعب ويتجه نحو غرفتهما، جلس على السرير لتحضر سلوى دهان وتجلس بجانبه لتدلك يديه الخشنة و المتعبة من العمل،اكتفى بابتسامة ممتنة ليستلقي على جنبه الأيمن،يشعر بتشتت،أولاده كل واحداً منهم بجهة يريدهم جميعاً بجانبه ولكن الظروف لا تسمح هادي من جهة يظن أنه لا يهتم لأمره وهو يزرهما بعد عمله ويجده هو وعبدالرحمن نائمين او ليسا موجودين،ورواية من جهة تعاتبه عن عدم اتصاله بها،الريم ونمير يشتكيان من عدم جلوسه معهما ،إلا آخر العنقود،لا تتصل ولا تسأل جميع أبناءه ملاقين مثله الا هي بعيدة عنه جداً جداً،لاينكر ان الندم يأكله بلحظة غضب طلق والدتها المجنونة بالشك والاوهام ،كرهته بنفسه حتى والدته كانت تمنعه منها اي جنون كان بها يدرك أنها كانت تحبه ولكن ليس هكذا لم يعد ذاك حباً بل جنون بكل ما تعنيه الكلمة،يحب علاقته بسلوى يغاران على بعضهما بحدود،وحتى الحب بينهما جميل ليس ذلك الحب الذي يجعل الشخص ينفر منه،ومثل مايقولون قدموا الود على الحب.أغمض عينيه بإرهاق ليغط بعد دقائق بنوم عميق كانت تجلس بجانبه وبعد أن نام عادت لولديها لتجدهما يذاكران ابتسمت بمحبة ودعت لهما بالتوفيق.
نظرت الريم المربعة قدميها، لنمير ونطقت بشفقة :مسكينه قسى عليها حبتين،ثم أردفت ويدها على قلبها:تخيل بس لو أبي اتصل بي ،بوقت زي هذا وهاوشني ،بتجي لي أم الركب
ترك القلم وحك رأسه ووجهه نظره إليها:المفروض انها تحاول تتجنب الأخطاء بس الظاهر تحب المشاكل بقوة وتحب تعاند.
.
.
نظرت لبراءة بدموع أمتنان:شكراً ياقلبي.
براءة بابتسامة وقد قاست حرارة والدة روان مرة أخرى:لاشكر على واجب حبيبي ماما بخير وما بها الا العافية.
نطقت روان برتياح وسعادة:الحمدلله كنت خايفه لا يوقع لها شي
ربتت على كتفها ابتسمت بأمل، ردت لها روان الابتسامة ومسحت دموعها،وقفت براءة بعد أن كانت جالسة على ركبتيها،ثم ودعت روان،التي حاولت اعطائها المال لكن براءة رفضته رفضاً قاطعاً وعادت لمنزلها بجوار العمارة برفقة نايف ،أشفقت على حال روان وكيف انها كانت منهارة.
ابتسمت روان براحة انخفضت حرارته والدتها،عادت لتدرس بجد ويدها اليسرى تضم يد والدتها،اليوم كان غريباً من بدايته فقد وجدت مالاً بجانب فتحة الباب،ياترى من وضعه،كانت تحتاجه بشدة والحمدلله كان المبلغ جيد وستدفع به بعضاً من مبلغ الإيجار،صاحب العمارة كريه ولا يعطيهم فرصة ولا يرحم حالهم ،صديقتها بالمدرسة قالت انهم مستأجرون وصاحب العمارة مقدر لوضعهم ويحاول تخفيض الإيجار،لايكسر الظهر إلا الإيجار لو كان لديها هي ووالدتها بيت ملك لهما لكانتا بحال أفضل،في كل يوم يزداد شوقها لوالدها،ولكن والدتها عوضتها وأكثر تلك النائمة ،كأنها سد منيع تحميها من التعب والأحزان،كان لدى والدتها ورث من والدها أخذه جدها بكل همجية فهم يكره
والدتها كثيراً ولا يريدها أن ،وكان لديها خيار من الاثنين أما إعادتها لهم وأما تنازلها عن الورث،ولكنها اختارتها هي،تكفي هذه التضحية ،لاتدري كيف سترد لوالدتها الجميل وتظن أنها لو أفنت عمرها كله بخدمتها وتحت قدميها ما أوفتها حقها، ما أوفتها حق تلك الابتسامة الصفراء التي ترسمها بعد عودتها بعباءة مليئة بالغبار ويدان شاحبتان ومجروحتان ،وتبتسم لها ابتسامة واسعة حتى لا تشعر باليأس والنقص.
.
.
اليوم التالي.
الساعة السادسة صباحاً.
كانت تثرثر عما حصل معها هي وبدور والبيداء،وتشرح له قصة روان ،بينما يقود السيارة متجه نحو المدرسة وكل ما ينطق به،والله،جد لاحول ولا قوة ،ذي البنت خراب،ابعدي لك منها،الله يعين،فجأة داس على الفرامل بقوة ليصدر صوت عالي ،بينما وقفت بنصف الشارع وقلبها كاد أن يقع،أخرج رأسه من النافذة ،كاد أن يصرخ عليها،ولكن عندما لمح عينيها متوسعة وصفراء،صمت وأصابعه تطرق، المقود،ما يدل على نفاذ صبره.
ركضت روان نحوها وجرتها من حقيبتها لتنطق وهي تضرب كتفها:الناس يقطعوا الشارع بانتباه مجنونه أنتي.
دفعت يد روان بقسوة لتتجه نحو المدرسة بعقل شارد.
سماهر ويدها على قلبها نطقت برتياح:الحمدلله ما وقع شي.
رماح بهدوء:الحمدلله،ثم أردف بتعجب:من يوم شفتها وهي طول الوقت سرحانه.

ركضت روان خلف البيداء.
حرك السيارة من جديد،هو المخطئ زاد سرعته بينما هي تقطع الشارع، تفكيره منحصر بوالده،ووالدته،ماذا يفعلان الآن بهذه اللحظة؟ وأين هما؟،لماذا أقدم والده على فعله هذا؟ وقد كان حبه لوالدته كبير أيعقل ان يكون مجبوراً ،ضحك بسخرية على تفكيره ،هذا يحصل في الأفلام والروايات فقط ،هل وجد بتّار صديق غيره أم زاد تعلقه بذاك؟وكيف حاله وعامر وحتى غازي القريب لقلبه؟،كان فهد مرحاً وطيب القلب،ولكنه كان يغار منه ويكرهه، ضحك بنفسه عندما تذكر نفسه وبتّار وجنونهما،يا تُرى كيف أصبح نمير اللطيف بعد أن كبر،وحتى الريم التي كان يلاعبها ويدعي أنها أبنته عندما يلعبون سويه،هل عاد والدهم بعد أن سافر وهو بعمر الثالثة كما كانوا يتحدثون أم أنه مثل والده لم يعد ؟أسئلة كثيرة تدور برأسه،قطع على نفسه التفكير،ليقف قريباً من المدرسة.

-بالصف ..
أنزلت رأسها بقهر عندما وجدتهن يتهامسن وينظرن إليها باستصغار،لترفع رأسها مدعية اللامبالاة،والدتها بخير اليوم وستساعدها بوقت الاستراحة،سعيدة أن والدتها لم توبخها،بل كانت ممتنة منها وسعيدة بقوتها.
البيداء نظرت لبدور بتوعد وعينيها تشع غضباً تلك الفتاة لاتتوب وقحة ،مغفلة،ليس بوجهها ماء،تريد أن تبرحها ضرباً حتى يتهشم وجهها الذي تغتر به،ستلقنها درساً لن تنساه.
.
.
تبوك.
عاد من عمله،وجسده حار،يشعر بالبرد،ولكنه يقاوم،منذُ الصباح والحال ليس جيد فوالده غاضباً منه،بسبب عدم جلوسه معهم،أستحم وغير ثيابه ،سينزل للأسفل ويتناول وجبة الغداء معهم ،ما بال الذكريات اليوم تنهمر عليه كالمطر الغزير،و تعصف به تلك الذكريات،والده لا يفهمه لايفهم أنه لايريد أن يجتمع معهم بسفرة ووالدته ليست موجودة،يشعر بالنقص والذنب،كاذب نعم كاذب ،يوهم نفسه أن كل شيء حصل لم يكن بيده،والذنب يأكله،ضرب الصورة العائلية التي تتوسط الطاولة ،ثم مزقها لقطع كثيرة نظر ليديه الملطخة بالدم،يحاول التغاضي عن الأفكار والغوص في أعماق الماضي البعيد ولكنه يجره إليه ويضمه بقوة وعمق ،يربت على كتفه ،ويقنعه أن يبقى بتلك النقاط وأنه لا يجب عليه محوها من صفحاته المهترئة يريد أن يجعله حبيساً له ليفسد حاضرة ويضيع مستقبلة،استغفر ربه عدّة مرات ليقنع نفسه بان يرضى بالقضاء والقدر.تنهد مطولاً، لازالت دموع وبكاء والدته ترن في مسامعه و ناظريه لن ينسى عندما كانت تبكي دماً بسببه وبسبب ما كان يفعله وتلوم نفسها بكل تصرف يصدر منه، أي ممحاة تمحو شوائب الروح؟ غسل يديه ليتوضأ،صلى الظهر بخشوع،شعر بالهم يزاح شيئاً فشيئاً،ليقف متجهاً للأسفل،جلس معهم على السفرة،لينظروا لبعضهم بتفاجئ .تجاهله سند هل يصدقه؟هل يصدق ما يسمعه عنه؟لايدري،حقاً لايدري.
غلا ابتسمت وبتشجيع:السفره منوره
حَلاه بسعادة حقيقة:اي والله
ابتسم لهما بهدوء ليبدأ بتناول طعامه متجاهلاً نظرات توأمه العاتبة،وقف جراح والضيق يتملكه أليس أخاه وجزء من روحه ،أليس من حقه أن يشاطره شيء من حزنه يخفي عنه الكثير والكثير.
نطق سند بنفاذ صبر وهو الآخر يقف:لاحول ولاقوة عمرها ماتكتمل.
أما غلا وضعت الأطباق أمامه وابتسمت:الظاهر انهم مضغوطين بسبب العمل.
.
.
بفيلا راقية.
يجلس أمام ركبتي والدته ،ويمسك بمعصمها المليئ باطواق الذهب ثم نطق بإصرار شديد:والله انها عجبتني يمه وأشتي أخطبها.
نطقت بنفاذ صبر وقد سحبت يده من يدها وتكتفت:الكلام هذا قوله لأبوك مش لي والظاهر بينكم تواصل مادامكم تشتغلو بنفس المكان خلي عقلك براسك قالي يخطبها قال بنت تشتغل بمكان عام ومختلط وتشتيني أصدق انها محترمه.
البراء وقف وبمعارضة تامة :البنت بنت ناس محترمة وما قلت بخطبها الا وأنا عارف انها محترمه وحافظه حدودها.
تأففت بضيق لتحرك شعرها بيدها اليسرى،لا تريد إجباره على شيء لا يريده،ولا تريد أن تحرمه من شيء يريده وعازم عليه نطقت بابتسامة زائفة: بسير يوم واشوفها واذا عجبتني بوافق.
عقد حاجبيه بعدم رضى،هو من سيتزوجها ويكون شريكها،لينطق اخيراً برضوخ:تمام وواثق انها بتعجبك،البنت خلوقه ومحترمه.
هزت رأسها بالموافقة لتقف وتذهب لغرفتها،وجدت زوجها يقرأ كتاب ذا غلاف بني اللون،رفع ناظريه عن الكتاب ووجه نظره إليها بعد أن سمع حوارهما:إذا الولد يشتيها ماعندي مانع.
جلست على السرير لتضع قدماً على قدم وكفها تلعب بخصلة من شعرها بتكبر وغرور:بس مستواهم مش من مستوانا
نطق بسخرية لاذعة وهو يقفل الكتاب:لاتنسي الماضي يا غاده لاتنسي ،ليجمع أصابعه ويحركها من الأعلى إلى الأسفل:تواضعي قليل.
.
.
عند البراء شعر بسعادة غامرة من اليوم الذي رآها فيه أعجب فيها إعجاب عادي كأي فتاة أخرى ولكنها ،جذبته بشخصيتها وحشمتها واحترامها وخُلوقها ،نطق بداخله وهو يتوجه نحو الخارج ليذهب لعيادته:يارب اجمع بيني وبينها بالحلال.
.
.
خارج شقة رواية،
الساعة الخامسة والنصف مساءً
حملت أسطوانة الغاز على رأسها وتدعو الله بإهلاك ، كل من أفسد في هذه البلاد،الحمدلله أن رواية لم تتعصب فوقها ولم تبدي أي ردة فعل،بل اعتذرت إليها،وهي من عظمت الأمور وألفت سنيورات مرعبة،جميعنا نملك ايجابيات وسلبيات،نزلت الدرج بحذر،بعد أن تأكدت من وجود الكرت بحقيبتها الصغيرة،خرجت من باب العمارة الرئيسي وضعت الأسطوانة على الأرض لتدحرجها كارهة صوتها والطريق فرعي أيضاً،أُعتمدت هذه الحركة بعد أن أُغلقت أغلب محطات الغاز،عليهم تسجيل أسماء البيوت والتأكد من البطاقات الشخصية،يدفعون النقود ثم بعدها بيوم او يومين يأخذون الأسطوانات لمكان قريب من بيت عاقل الحارة،ويسارب الناس أي يرتصفون طابوراً تحت أشعة الشمس ،من جديد ليتم تسليم الأسطوانة لهم،ولا يسمح الا بتعبئة أسطوانة كل شهر،لكل بيت،وبعد أيام يعودون لأخذها. وجدت روان قريبة من الموقع،خجلة منها وكيف عاملتها بوقاحة وهي فقط خافت عليها،نطقت بصوت خافت وهي تلهث من التعب وقلبها يخفق بقوة وجسدها يرتجف رجفان غير طبيعي:روان.
أدارت روان بجسدها لتنظر إليها بخيبة أمل وإنهاك:قلك مش اليوم باكر.
أنصدمت ومن ثم وضعت الغاز من رأسها على الأرض ،شعرت بأن النار أُضرمت داخلها،قدمن النساء من كل مكان للتعبئة ليقولوا غداً،تطقست المكان بعينيها التي برقت،نساء تشكي ونساء تدعوا،واحدة زوجها مغترب،وأخرى مطلقة،وتلك التي قد أنزلت رأسها بأسى وجرت الغاز لتحمله على رأسها وتجر خطاها المتعثرة أرملة ولديها ثلاثة أطفال،جميعنا،نساء ذقنا ويلات الحرب والتعب وكنا نحن رمزاً للتضحيات،حقاً أصبحنا رجال ونساء في منازلنا.
نطقت روان بحرقة وهي تضرب الأسطوانة بكلتا يديها:يختي ايش هذي الحاله ليش ،بس ليش احنا معلعلين "منهانون" بكل شي،ليش،وش ذا البلد الي فتتنا وحطمنا وكل مره لازم نجي توقع مشكلة حسبي الله ونعم الوكيل،لاحول ولا قوة إلا بالله ايش ذنبنا ايش الي عملناه علشان يوقع لنا كل هذا،لتنطق ودموعها خانتها:والله ما عملنا شي.
جلست الأخرى بجانب الأسطوانة وأبتسمت ببرود لتنطق بحب حقيقي نابع من أعماق قلبها،نابع من حب فطري للوطن الذي ترعرعت فيه واحتواها منذ أن ولدت:روان والله لو أموت جوع وعطش وخوف واوقع رماد اني ببقى أحبه لما أموت،مال الواحد إلا بلاده.
روان بإحباط شديد وتمسح دموعها بشكل طفولي:أحبه يابيداء بس تعبنا والله تعبنا.
ركضت سماهر نحوهما من بعيد،وعندما أصبحت قريبة نطقت بتقطع:رماح بيشل"بيأخذ" الدبب الغاز للعمارة لاتقولين لا.
البيداء وروان بنفس الوقت:والله مانقول لا.
لتكمل روان بتعب:خليه يشلهن بس.
أبتعدن عن المكان ليأتي رماح بسيارته ليحمل الغاز على سيارته،وحرك السيارة ،ليمسكن بيدي بعضهن ،ويتأملن منظر الغروب الجميل والرائع يكفي روعة الجو وبساطة العيش والقناعة،لازال الأطفال يلعبون بحدود تلك البلك المرصوفة التي تشكل مربعاً كبيراً،على الجهة اليسرى،ما أجمل مرحلة الطفولة،نظرت إليهما البيداء ليفهمن نظراتها كان المكان على مرتفع بسيط،نطقت وقد قدمن أرجلهن اليمنى:١،٢،٣إنطلاق،ركضن نحو العمارة وهن يضحكن بقوة حاولا الإمساك بها و لم يستطيعا.
نطقت روان بقهر وهي تضحك:بيبو لانك نحيفه سبقتينا.
ضحكت وضحكت،حتى سمعن نباح كلب يجري خلفهن.
سماهر برعب وهي تمسك بروان:يمااااااه.
كُن يركضن بشكل مضحك ،ضحك رماح فقد كان يراقبهن خوفاً عليهن ليس أخاً للبيداء ولا لروان ولكنه يشعر بالمسؤولية تجاه كل امرأة في بلده،رفع يده لمستوى رأسه من الجهة اليسرى ليحرك أصابعه بعشوائية، يعني:مجانين،ضحكت سماهر،ليتوقفن عن الركض ،كن يظن أنه قد ذهب،وصلن لجانب العماره بخطى ثابتة ، وشربن المياه وهن يلهثن كالأطفال،جلسن بجانب شقة روان ليرتحن قليلاً،وكل واحدة تبسط رجليها ككبار السن.
نطقت سماهر بود وهي توجه نظرتها إليهما:وش رايكن تدخلين عندي،ثم نظرت للبيداء وبضحكة متفاجئة:ما توقعتك تضحكي حتى .
البيداء ابتسمت بمجاملة ثم وقفت و بإعتذار:صحبات أختي عندها.
روان ضمت سماهر وبرجاء:تعالي انتي عندي،نعمل لنا عشاء حالي ونونس أمي.
هزت رأسها بالموافقة بينما صعدت البيداء وهي تجر الأسطوانة بصعوبة ،أدخلتها للشقة،فقد وجدت الباب مفتوح،تشعر بصدرها ينفطر من التعب ومعدتها تحرقها،همست بغلب:حسبي الله ونعم الوكيل.فقد وصلت رائحة شيشة لأنفها الملتهبة،صديقات أختها كلهن كريهات ومصلحيات،ومستغلات .
بجهة أخرى.
حرك المقود بحركة متهورة وهو يبتسم بمكر،مسكينة حقاً،لاتزال وستزال المشاكل تلاحقها وهي لا تدري،يتطلع ويتشوق،للأكشن الذي سيحصل بعد أيام كم يستمتع بما يفعله من جنون،ضحك مطولاً ،وضاعف من سرعة السيارة،لينتثر التراب خلفه،وهو غير آبه للمارة ،المنزعجين من تصرفة والغبار يلتصق بثيابهم.
.
.
المساء بشقة أنغام.
تقرأ كتاب علمي،وترتدي نظارتها الطبية،راكان بحضنها وياسر يراسل بهاتفه ويبتسم،مثل كل يوم هذه الأيام تتشابه يوماً بعد يوم لاشيء جديد،الهم مثل الهم،الجراح نفسها،والطعنات لم تشفى وتلتئم بعد بل لازالت تنزف.
سحب الكتاب من يدها وأخذ راكان من حضنها ليقبله قبلاً طويلة ويبتسم له بحنان وقف وأخذه لغرفته،ليعود إليها وجدها لازالت كما تركها،نطق بهدوء غريب:أنغام.
استغربت نبرته لتعقد حاجبيها:هاه
جلس بجوارها لينطق بتلاعب:بتزوج.
نطقت بدون اكتراث وقد رفعت أحد حاجبيها:تزوج ماسكه بيدك يعني.
ضحك بمكر:وبطلقك واشل ولدي.
ضحكت باستهتار لتنطق بثقة عمياء:مابتتزوج لانك دجاجة تخاف من أخوتي ،تحسب اني مابيكون في احد يصرف على راكان لو تطلقنا،والله ان اخوتي يكفو ويوفوا ،وبتشوف بعينك.
كاد أن يرفع يده المتشنجة، ليصفعها ،لولا أن نطقت بنبرة غاضبة ومتوعدة وسبابتها أمام أنفها ويدها ترتجف بوعيد:جرب حظك والله لا أوصل الخبر لرويد وشوف أيش بيعمل بك بعدا ،وقول أنغام ماقالت.
أنزل يده المعلقة واستلقى ليشتمها ويلعنها،لم تلقي له بالاً،وافقت عليه وعمرها صغير جداً لم تكن تعي ما يحدث حولها سوى أنها سترتدي فستان أبيض ومنفوش،ويكون لديها ثياب ومكياج كثيرة،قمة البراءة أليس كذلك،لم يرحموا صغر سنها وحدود تفكيرها،ولو عاد بها الزمان لما ترددت برفض الزواج وبناء مستقبلها ،حرمها درستها وكل ما تحب،سقطت دموع كثيرة على رماد أحلامها المحترقة،لتأتي رياح عاصفة،عصفت بروحها وسحبت الرماد ولم يعد لتلك الأحلام أثر،لا بخيالها ولا بواقعها،أين التي كانت تحلم بأنها ستصبح طبيبة،لتخدم بلدها،وتقدم المساعدات للغير،درست للصف الثاني ثانوي وتوقفت بسببه،تحسبت عليه بنفسها لتعود وتقرأ الكتاب بتركيز،لا الوطن الجريح رأف بأحلامها ولا الذي بجانبها.
.
.
الساعة ٩ مساءً.
عاد من دوامه ،وعيناه معمية ،يبحث عنه كالمجنون،نظر لغلا ونطق بدون وعي:بتّار وينه
حَلاه نطقت بسرعة:بغرفته،لم تكمل كلامها الا وقد ركض مثل الإعصار نحو غرفته ،أخبروه أنه متعب ولم يذهب لعمله،شعر بفزع وخوف،فتح باب غرفته بقوة،ليجد جراح بجانبه ويعبث بهاتفه،وبتّار نائم وذراعه تغطي عينيه.
ترك جراح الهاتف ونطق بابتسامة يطمن والده:ما فيه الا العافية،ارتفعت حرارته والحين قده أحسن.
أقترب منه وأبعد ذراعه عن وجهه ليضع يده على جبينه كان متعرق وحرارته منخفضة،تنفس بإرتياح،ليجلس بجانبه،جراح وقف بتعب ليودع والده ويذهب لغرفته.
سند مسح على شعره الأسود،وعيناه تشع حنان ومحبة،لا يكرهه كما يظنون، بل متعلق به،ويخاف عليه بجنون،لو حصل له شيء،لايدري مالذي سيحصل له،قبل جبينه،سيجلس بجانبه الليلة لن يتركه وحده يكفيه تلك الأيام،كيف عانى من الاكتئاب،وهم يتجاهلون حالته وحاجته الماسة لعنايتهم وقربهم،الشك يراوده منذ ذلك اليوم وحالته أنقلبت، سيبحث ويبحث إلا أن يعرف الحقيقة،ليس منطقياً أن يصيبه الاكتئاب الحاد لمجرد غياب رماح ،فقدته غلا وهي والدته والحمدلله حالتها ممتازة، أخبره الطبيب أنه تعرض لصدمة نفسية،رفض بتّار فضفضتها للطبيب.
وضع رأسه على ركبته ويده مازالت تمسح على رأسه،فتح عينيه بتعب ،لينظر لوالده،أغمض عينيه من جديد ليهمس:أسف يبه ماكان قصدي أعصبك بالصبح
.لايهون عليه غضب والده، يشعر بتشتت وضيق طوال اليوم كلما حصل بينهما شيء ،يحاول إبعاده عن والده،ولكنه لم يفلح.
نطق سند بحنان:لاتعتذر المفروض انا الي أعتذر ياولدي.
هز راسه بالرفض القاطع وقد قبل يد والده اليسرى،يبقى والده ،يبقى جزء من روحه،ويومه،نطق بنعاس شديد:الأب مايعتذر لولده يبه،الناس القريبه لا تأمنهم وبس، والله ان القريب بعض الأحيان هو السم بعينه.
.
.
بنفس الوقت
عادت لغرفتها ونظرت للريم تقلب ألبوم الصور،بالكاد سمح لها العم رويد بالمبيت عندها وبعد الترجيات والدموع الوهمية سمح لها،كانتا ترتديان نفس بجائم النوم،الزهرية بدب بني يتوسط القميص،وشعورهما السوداء،تركنها مفرودة على ظهريهما،،جلست على السرير بجانبها وبعض الصور القديمة منثورة والبعض يقلبنها بيديهما،كانت تبتسم ووجهها أحمر وتقلب صوراً عائلية،لتسألها الأخرى،عما اعترآها،وعن سبب تغير ملامحها.
وبحركة سريعة ،ضمتها لصدرها وقلبها يتقطع على حالها،تحاول احتواءها ،بقدر المستطاع،تحاول أن تتظاهر بالقوة لأجلها،شرعت بالبكاء وغصة كالخناجر تطعنها،كانت تشهق بعنف وجسدها يرتجف،تريد أن تنثر دموعها المحبوسة لترتاح.
الريم بابتسامة متفائلة وعينيها تتأمل غرفة حَلاه، التي يغلب عليها اللون التفاحي والذهبي،زهور بلون وردي تتوسط الطاولة على الزاوية،والرياح تحرك الستارة الخفيفة،تبعث على التفائل،مسحت على ظهرها:حبيبتي يا لولو،احمدي الله على ابوك،وعلى الخاله غلا،أحمدي الله على وجود اخوانك بجنبك أعرف ان الأم ماتتعوض بس لازم نصبر،أدعي لها والله أجمل هديه.
لم ترد عليها بل لازالت تنتحب،بعد فترة نطقت بصوت ضائع:والله اني ادعي لها،يالريم بس حسيت بضيق وتعب قلت بطلع قليل من الي بقلبي.
ضربت الريم ظهرها بخفة لتنطق برجاء عميق ويديها تحتوي يدها الأخرى:لا تتضايقي ابتسمي يلا علشان ما أحس بضيق.
مسحت دموعها وابتسمت بصعوبة لأجل الريم،نعمة في زمن كثرت فيه المصالح،وكثر فيه قلة الوفاء،والخيانة ،العائلة نعمة من الله،لاتصدق من قال ان الأقارب xxxxب لتوهم نفسك بذلك وتعش حياتك تتنصت وتراقب مايفعلونه،إذا كان لديك عائلة تحتويك،تنسيك الملل والحزن فلا تفقدها.
جمعا الصور التي تحتضن ذكريات كثيرة يستحيل أن تعود ،ثم فتحت الريم هاتفها وبدأت بإلقاء النكات بطريقة فكاهية،وتغرقان بضحكتهما على لهجتهما المختلطة،وحَلاه تضرب ركبة الريم وتضحك، ودموعها متعلقة بأهدابها.

بالغرفة المجاورة.
تنظر للفراغ بعد أن أكملت قراءة سورة"يوسف"هذه السورة تعيد الأمل لقلبها ،وروحها المشتاقة،سيعود لأحضانها وضعت يدها على قلبها وأغمضت عينيها التي تغرق بالدموع تشعر بشيء يشطر قلبها،دعت من عمق الوجع.ومن عمق التمني"يارب يامن ارجعت النبي يوسف للنبي يعقوب ارجع ولدي لأحضاني ،رده لي سالم يارب"
أنزلت يدها ونظرت للسقف،الأضواء منخفضة جداً،والمكان يبعث على الضيق كل الأثاث خشبي بلون بني ،صوت الساعة يتردد بأذنيها،سند عند بتّار،نظرت لباطن كفيها بحركة لا إرادية ،لو مات ولدها ودفنته بيديها لكان أرحم من حالها الأن،التساؤلات تقتلها ببطء وتحرق فؤادها،ياتُرى كيف حاله؟وأين يعيش؟هل لازال حياً؟حسناً هل تزوج وبنا أسرة؟هل وجد من تعوضه عن فقدها؟كيف أصبح شكله بعد كل هذه الأعوام؟ما هو تخصصه؟وماذا يعمل؟هل هو سعيد أم حزين؟هل يشتاق إليها؟هل ،وكيف؟،وأين؟،لحظة لحظة،هل تزوج وأصبح لديه أطفال.ابتسمت بحنين ووجع قبلت رأس أريام النائمة بحضنها،سيأتي ذلك اليوم الذي ستلتقي به ولكن هل سيأتي وهي لاتزال على قيد الحياة؟
.
.
اليوم التالي.
وقد حل الظلام ككل يوم،وتمادت خيوطه،على خيوط النهار،لتبدأ صراصير الليل بترانيم أغنيتها المعهودة،ينام البعض ويبقى الآخر مستيقظاً،هناك من يبكي على فراشة ،والبعض يغرق بالمعاصي،ومن جمال التضاد أن يكون شخص آخر يقيم صلاة الليل،ويدعو الله بكل خشوع ودموعه تفيض،شخص يراقب القمر،وشخص يبحث عن النجمة التي تحقق أمنيته ،تراهة وخرافة لا أصل لها، من أمثالها طفل قد خلع ضرسه ووضعه تحت وسادته ليستيقظ ويجد نقوداً،البعض ينتظر الصباح ليضيء عتمة قلبه،والبعض يتطلع لمجيئه أما أنه قد حصل على وظيفة أم أن فرحه غداً،أو أنه ينتظر مولوداً جديداً،وهناك من ينام بحضن والدته ،وهناك من ينام أيضاً بحضن والده،الكون فسيح جداً والقصص كثيرة جداً جداً،وبين كل أولئك كلهم،هل تسمع صوتي يالله،أم أن ذنوبي كانت عائقاً لإستجابة دعواتي،أنا أنزف داخلياً،تنتحب روحي ويخفق قلبي خفقات مميتة ،أموت ببطء،بدأت بالتهالك بدأت حصوني بالتراخي ماعدت أقوى يالله،ماعدت أقوى.
جلست على السيراميك البارد ممسكة بطنها ،وركبتيها تضم رأسها ،بطنها تؤلمها كتيارات كهربائية تمر بها، أليس من الظلم أن تجتمع صديقات رواية،لتتكفل بكل المهام،أليس من الظلم أن تكمل خبز الخبز الآن وقد حل منتصف الليل،احترق باطن كفها بالتنور الكريه،تحولت ذراعيها من اللون الأبيض للأحمر،مع خطوط ودوائر كالشبكة ،إثر حرارة التنور،لابأس فتلك الحروق الطفيفة ستكون علامة الجودة أذا تقدم لها أحد.ضحكت بسخرية على نفسها،تتدمر عندما تأتيها عادتها الشهرية وهي مسهترة بصحتها وبمشاعرها وبتفاصيلها،لازال لديها عمل طويل،الحوض ممتلئ بالأطباق الكثيرة،وقفت بتعب لتتجه نحو المغسلة نطقت بضحكة ليس لها داعاً :عادي ريلاكس ريلاكس بيبو يمكن تكوني سندريلا وانتي ما تدري وتحاولي تنكري.فتحت الصنبور لتضع يدها،جرتها بسرعة لتحرك يدها بعشوائية،يدها حاره والماء كالصقيع،شعرت بانزعاج،لتدعو على صديقات رواية بأبشع الدعوات وحتى رواية لم تسلم من دعواتها الخارجة من الغبنة والقهر الذي فيها،ويدها ترمي الأطباق شرقاً وغرباً.
قطبت جبينها حال ما سمعت رنين هاتفها من سيتصل الأن؟،لحظة ماذا لو كان هو،رمت الطبق بقوة لتتجه نحو هاتفها،رقم سعودي تأكدت انه هو ،سجلت المكالمة،وردت عليه وبصوت غاضب ومتفجر ويدها على خصرها:وش تشتي يا##،هاه تكلم ،يكفي فتن ،والله الفتنه اشد من القتل، ماعندك كرامه، الله لا يريح عليك،متزوج ثنتين وما قنعت،الله يشلك لجبل نقم وينتقم منك.
غطت فمها بيدها تكتم شهقاتها القاتلة، ثم نطقت بنبرة ميتة ويدها تضغط على صدرها:فديت الصوت ياحبيبة أمك.
نطقت بنبرة متهدجة وقد شعرت بمس كهربائي ،وجثت على الأرض وقلبها ينبض وداخلها يرتجف بعنف:يمه.
.
.
أنتهى..
.
.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس