الموضوع: اشتهي ضمك
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-21, 01:26 AM   #13

آروى العربي

? العضوٌ??? » 483730
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » آروى العربي is on a distinguished road
افتراضي

فاروق جويدة عام 1982x

'' عيناكِ أرضٌ لا تَخون ''

فاروق جويدة عام 1983

'' كانَ في عينيكِ شئٌ لا يَخون ، لستُ أدرِي كيفَ خَان ''

★★★★★★★★★★★★★★★

نهضت بعدما قبلت فوق رأس كلبها وهو نائم ماسحتاً فوق رأسه فى اعتذار صامت

توجهت ناحية المرآة التى تجاور باب شقتها ... وقفت تسحب أنفاسها ... تحاول الابتسام ... تهدأ ذاتها ان ما حدث اليوم لن يتكرر من جديد .. لقد مضى اوان ذرف الدموع ... لم تعد بذلك الضعف هى الان قويه ... قويه ومتماسكة ... ابتسمت لذاتها بتكلف وهى تردد بصوت مسموع ناظرة الى نفسها بالمرآة ( انتى قويه ... ومتماسكة .. لقد تخطيتي الأصعب ... تجاوزتى ما لا يتحمله بشر وحيدة ... ساندتى ذاتك بذاتك ... ستتخطى ذلك الوضع الهزلى أيضاً قريباً ... )
ابتسمت تلك اللحظة وهى تمسك بحقيبتها تخرج من الباب ... تهمس بصوت هادئ ووجه مبتسم (رامى ينتظرنى ... هو سيساندنى ... مجيئه سيعوضنى عن كل تلك الأيام الماضية )

نظرت الى عباد الشمس الذى مازال منثوراً فوق الأرضيةx ... تنفست بتحشرج وهى تغلق الباب بعنف من خلفها ... تتقدم بخطوات سريعة وصوت كعبها يدق الارضية مصدراً صدى صوت من خلفها
كان ايهم يمسك بمقبض الباب ... يكاد يخرج كى يتمشى قليلا ويحضر بعض الطعام ... الا انه سارع بتثبيت المقبض بمكانه ما ان استمع الى صوت كعبها الذى يدوي صوته عالياً

لم يحن الوقت إطلاقاً ... مازال باكراً جدا حتى تعلم بوجوده بهذا القرب منها ... استمع الى صوت محرك سيارتهاx
و ما ان تأكد انها قد تخطت البناية ووصلت الى سيارتها حتى سحب الباب كي يذهب الى وجهته ... اكفهرت ملامحه ما ان طالع الورود الذى اهداهم لها متبعثرين فوق الارضية ... اغلق الباب من خلفه بقساوة
وهو ينزل الدَرج بخطوات هادئة متكاسلةx ... يحمل فى طياته الكثير من الإحباط ... و لتوه يردك مدى صعوبه طريقة إليها

نظر أمامه ليجدها مازالت قابعه بسيارتها ... انعقد حاجبيه وهو يتسائل بتعجب (الم تكن قد غادرت منذ دقيقتين!)
التفت يوجه قدميه ناحيه سيارته المصفوفة بالخلف حتى لا تراها هى ... حرك محركات سيارته وبدلاً من ذهابه الى وجهته .. قرر ان يتبعها مقنعاً ذاته انه فقط قلق عليها ...x يخرس ذلك الصوت الذى يعريه امام نفسه

★★★★★★★★★★★★★★★

كان محمد شقيق انفال جالساً خارجاً .. بغرفه المعيشة ينتظر خروج والدته على احر من جمر

يشعر بالانفجار بصدغيه من كثرة التفكير
يؤرقه التفكير .. والندم منذ مايقارب التسع سنوات!!
شعوره الدائم بالذنب يقضى عليه بالبطيئ
تسع سنوات لم يستطع بهم حمايتها من كل ما رأته على ايدي والديه

حتى انه لا يستعجب من تقرفها واشمئزازها الدائم من قربه منها ... لها كل الحق
بالسابق و رغم صغر عمرها وقتها كانت تقف وتدافع عنه ... تتحمل مكانه العقاب أحياناً .. تفتعل المشاكل حتى تلتهى والدتها عنه ولا تؤذيه

فيكون لها النصيب الاكبر من الضرب .. والأذى
فرت إحدى العبرات فوق وجهه المشتعل غضباًx .. جففها سريعاً وبدأ جسده رغماً عنه فى الانتفاض يشاركه غضبه

لن يمرر الأمر ... ليس بعد الان يكفيها ما رأته .. لن يتركهم يؤذها مجدداً
لم تكد تمر دقيقتين حتى وجد والدته تخرج من الغرفة مرتديتاً عبائتها السوداء تجر من خلفها عربه السوق ... انتفض واقفاً وهو يطالعها بأعين حمراء

ابتسمت وهى تتشدق بنبرة فاتره و متحشرجه على اثر صراخها على أنفال (صباح الخير يا بني ... انا خارجة أتريد شى من السوق )
ظل واقفاً امامها يطالعها بنظرات مبهمه ... ترى انتفاضه جسده المحتج امامها ... وضعت يديها على كتفه وهى تسأله بريبه (ماذا بك يا ولدى ... أحدث شئ معك بالعمل؟)
تراجع الى الخلف وهو يبعد يديها عنه ... يود الصراخ بها ... يتحكم بكل ثوراته الهائجه غصبا ... يريد ان يصرخ بمدى اشمئزازه منها ... الا ان حدود أدبه تمنعه ... سحب نفس ثقيل وهو يرفع رأسه الى اعلى ( ما هذا الذى على جسد أنفال ؟)

اهتزت حدقتيها بتوتر وتوعكت معدتها رغماً عنها ... بداخلها بها جزء مستتر يهابه ... هو عكس والده تماماً .. لم تستطع ترويضه رغم كل تلك السنوات التى امضتهم فى المحاولة
لقد حذرها مسبقاً ... أخبرها ان تبتعد عن أنفال وان تترفق بالمسكينه
طال صمتها فأشتدت نبرته وهو يقترب منها ( ما الذى فعلتيه بإنفال يا امى)
تهربت بأعينها وهى تحاول إجلاء حلقها (م ماذا ما الذى فعلته انا!)
صاح بصوته الذى تخلى عن هدوءه رغماً عنه ... ( ما هذا الذى فوق جسدها ... جسدها بأكمله متورم ويحمل اثار أذى لا يسببها لها غيرك )

رفعت رأسها وهى تحاول البحث عن تسلطها و تعنتها بداخلها ... رفعت حاجبيها وهى تتحدث بنبرة تكاد تكون الاشد صدقاً رغم افتراءاتها ( كنت اقوم بتأديبها عديمة الحياء تلك ... لقد قللت من ادبها معي .. لم ترى ما فعلته وكيف رفعت صوتها ع... )
لم يدعها تكمل وهو يصرخ بها تزامناً مع ضربه للحائط الذى بجانبه ... براحه يديه ( اي تأديب هذا اي تأديب!!! ... ومن تلك التى قللت ادبها عليكى!!! .. انفال؟
تلك الصغيرة التى رغم بشاعه معاملتك لها ورغم ما رأته علي يديكي طفلة كانت ام مراهقة ام فتاه فى ريعان شبابها ... لم ترفع يوماً صوتها عليكي .. بالكاد تستطيع ان تطالع اعينكِ بدون هلع !! .... الا تخجلين من نفسك وانتى بمثل هذا السن وتكذبين وتلفقين قصصاً !!! )
ارتفعت يديها الى اعلى كي تجابه طوله ... وحطت بصفعه فوق وجنته بعنف .. منتفضه على اثرها تلك المندثرة أمام باب غرفتها تطالعهم بأعين دامعه ...

ارتفع صدره الى اعلى وهو يحاذى غضبه وتنفسه الغاضب .. خرج لهيب زفيره .. عنيفاً .. شرس .. لا ينبأ بخير
يذيب عظام تلك الواقفة أمامه ... يجعلها تتحسر على ذاتها القوية المتجبرة عليه سابقاً

ارتعشت يديها وضمتها تلقائيا الى جسدها ... تحتمي بها .. مدركه مقدار الخطأ الذى اقترفته يداها تواً
ظل صدره ينتفض بإضطراب ... يطالعها بأعين متلألئة بغشواه من العبرات تكسو اعينه الحمراء
اقترب بوجهه منها فأنمكشت رغماً عنها وطفقت عينيها بالارتعاش ..
فوجئت بصوته المتحشرج ... يخرج هادئ ، ليناً .. رغم صلابة تحذيره
(اقسم لكى ان لم تتركيها بحالها لن اجعلك تريها مجددا .. ارحميها يكفي ما هى به ... انها ابنتك يا امى انها ابنتك!!!)

★★★★★★★★★★★★★★★

ارتفعت يد رحمة السليمة تغطى بها عيناها الإثنين ... تجهش فى وصله من البكاء والنواح كلما تتذكر ما مرت به ذلك اليوم المشؤوم

انزلقت يديها من على اعينيها .. تطالع السقف بنظرات خاوية ... تحمل كرهاً ونفوراً يسع أناس الارض بأكملهم ... وبشكل خاص .. الرجال
نظرت الى هاتفها الذى اهتز بجانبها على اثر وصول ذلك الاشعار ... امسكت بالهاتف تدقق النظر جيداً لطلب الصداقة هذا ... وجهه غير مألوف ... يبدوا ذو مظهر انيق ومرتب .. يظهر بصورة جلية تظهر مدى سخاؤه و رفاهيتة ... بالطبع مظهر غير اعتيادي عليها ... لا لا تعرفه ، ثم من اين لها بمعرفه أولئك الناس ذو الطبقة المترفههx ... القت الهاتف بجانبها بضجر وهى تتنفخ غاضبه ... مجيبه ذلك الطارق اللحوح ... ( اجل قادمة قادمة ... هل انا جالسة خلف الباب ام ماذا)

لم يتوقف الطارق عن قرع الجرس ... فلم تكتفي بالسباب الهامس ... فصرخت بوجه الطارق وهى تسحب مقبض الباب ( **** ... ماذا ماذا ... ما كل هذة الجلبة)
هدأ صوتها الصارخ قليلاً حينما طالعت جارتها بارينا ... صاحبه المظهر الغريب تماماً كأسمها
ابتسمت بتكلف وهى ترحب بها ( مرحباً يا بارينا .. زيارة غيرة متوقعه فى الحقيقة )
ابتسمت بارينا بعشم لزج ومبالغ فيه وهى تتخطاها وتدلف الى الداخل تتفحص كل ركن فى المنزل بأعين فضوليه ... رغم انها رأته مسبقاً ، الا ان عينيها ظلت تختلس النظرات فى فضول فطرى بها علها تلتقط تفاصيل متجدده

زفرت نفس تحاول قدر الإمكان جعله هادئاً ورزيناً ... اغلقت الباب بيديها السليمة من خلفها ... و اتجهت ناحية تلك المتطفلة
وقفت أعلى رأسها تسألها بصوت مستفسر تقطع عن أعينها وصلة استكشافها الفضولية
(اتريدين ان تشربي شئ )
انتفضت واقفة (ايمكن هذا !! ... اجلسى انتى كيف لكي انت تفعلى شئ وانتي بمثل هذه الحالة )
ولم تعطى فرصه لرحمة بالاعتراض ... بل سحبتها وهى ممسكه بها جيداً تسندها ... بل بالأحرى هى كانت تجرها عنوة ناحية الغرفة الوحيدة بالمنزل

دلفت بها الى الداخل .... تثرثر وتثرثر بكلمات تأكل نصفها من سرعة حديثها ... ارغمتها على التضطجع فوق السرير
صرخت رحمة وهى تنتفض من على الفراش تنفض شعرها وغرتها التى انسدلت فوق اعينيهاx ( يكفي !! ... يكفى اصمتي قليلاً يا هذة ) اشارت بيديها السليمة ومازالت طبقة صوتها مرتفعة (اجلسى هنا ولا تتحركى من مكانك ... سأحضر لكى شئ لتشربيه ... وإياكي .. اياكي والدعبسة هنا او هناك)

و ألتفت متوجهة ناحية المطبخ ... تعرج بقدميها المعفاة ...
جلست بارينا فوق الفراش تدلدل قدميها من حافته ... مشبكتاً اصابعها فوقx ركبتيها .. تمد رأسها الى الامام تطالع كل شبر من الغرفة بفضول .. حانت منها التفاته صغيرة ناحية هاتف رحمة الذى بجانبها .. غلبها تطفُلها وهى ترى شاشة الهاتف يسطع ضوئها ... اشتد فضولها وهى ترى شاشه الهاتف يخفت ضوئها .. سحبته سريعاً ... تنقر على سطحه حتى لا يغلق ... فغرت فاها وهى تطالع الصورة أمامها ... تمتم بإبتسامه متعجبه ... تحمل من السخافة ما يضاهى غبث نفسها (يا إبنه الداهية ... استطعتي جعله يلهث خلف حسابك عن طريق مرة واحدة حضرتي بها فى الدوام الليلى!!)
ابتسمت وهى تهز رأسها بتعجب يخالطه ابتهاجاً خلفه غاية فى نفسها ... و دون إذن من صاحبة الهاتف والحساب .. قبلت طلبه للصداقة والقت بالهاتف خلفها .. تضرب فوق ركبتيها وهى تنتفض واقفة تتجه ناحية رحمة ... تدندن وهى تتهادى فى خطواتها مستبشرتاً خير بما قادم

★★★★★★★★★★★★★★★

اصوات متداخلة ... متنافرة و متناقضة .. إحداهما يأمره بالعدول عما يفعله وعن مقدار خطأ تتبعه وتجسسه عليها وأخر يصرخ بأنه قلقاً عليها فلربما وقعت فى مصيبة واحتاجت مساعدة ... وصوت اخر يخرسه ايهم جيداً .. يفضح كذب ومثالية الخيار الثاني ... صوت يخرسه لتأكيده الإثم و الخطأ الذى يرتكبه دون حسن نية او دوافع طيبة كما يبرر لذاته

مسح ايهم العرق اعلى فمه ساحباً يديه حتى ذقنه ... هو بالفعل غاضب ... و لا ينقصه سوى ان يفقدها فى وسط ذلك الازدحام المروري .... كما ان تلك السيارة الرديئة التى استأجرها حالما وصل الى شارع أكسفورد بلندن ... لا تساعده إطلاقاً فمقارنتاً بسيارة إيلاف الحديثة .. تلك خردة مقابل لها .. فليدعوا الله فقط الا يفقد اثرها فى كل هذا الاكتظاظ

انعقد حاجبيه متسائلاً وهو يرا الطريق الذى تشقه (المطار! ... ما الذى يذهب بها هذة الى هناك)
ظل يتتبعها وهو يحاول قدر الإمكان الا تلتقطه أعينها
صفت سيارتها خارج بوابات المطار امام البوابة الرئيسية
ابطئ من حركته وهو يراها تخرج من السيارة بوجه متورد و مشرق .. تدب به الحياة

صف هو سيارته بالخلف .. احترازياً حتى لا تراه
انتظر قليلاً ثم خرج من السيارة يتبعها بخطوات تبدوا متزنة ... الا ان قدميه كانت تجرانه عنوة ... يوجد صوت من حوله يخبره بأن يتراجع ... يتوقف عما يفعله ... صوت يصرخ من داخله ان يعود إدراجه لان ما سيراه لن يكون فى صالحه ... الا انه كالعادة اخرس جميع تلك الاصوات وهو يكمل تقدمه نحو الطريق الذى سلكته هى قبله

وقف بعيداً ببضع الأميال ينظر هنا وهناك .. يبحث عنها بأعينه التى تتجول بين وجوه الناس أمامه
تحجرت مقلتيه ناحية المشهد الذى امامه .. اعينيه تشتد وتبرق وهو يطالع ذلك العرض الرخيص
إيلاف هناك تقبع بين احضان إحدى الرجال ... مبتسم الوجه بداخل عنقها
رجل اخر غير يحتوي جسدها ويمسك بخصرها ... رجل اخر تشتد يديه على جسدها وهو الأحق به!
طفق جسده فى الانتفاض رغماً عنه ... قلبه يدق بعنف ودقاته تصل الى أذنيه رغم الجلبة التى بالمطار
اشتد احمرار اعينه وفرت دمعه على خده الأيمن وهو يتسائل فى نفسه أهذا ما شعرت به؟؟
أهذا الشعور البشع والمؤلم الذى يضرب فى دواخله قد عايشته من قبل!!
أهذا إذن ما شعرت به حينما رأته بين احضان أخرى ... فى سرير اخرى!

★★★★★★★★★★★★★★★

استمعت الى صوت مفتاحة وهى بالمطبخ تعد له الفطور ... و إن صح القول وليمه تكفى لعائلة كاملة
شعرت مرام بحركته من خلفها ... الا انها لم تتحدث
تحتاج لبعض الوقت حتى تتناسى ما حدث معها البارحة ... و مايحدث معاها منذ اكثر من سنتين ... منذ اول يوم تمت بينهم خطبه رسميه

سعل طارق من خلفها كي ينبأها بوجوده .. كى تستقبله
إلا انها لم تترك ما في يديها وظلت تنتقل بين البهارات و الخبز تضع هذا هنا وهذا هناك .. تتشدق بنبرة فاتره دون ان تلتفت له او تعيره انتباه (ها انا كدت انتهى اذهب انت الى المرحاض اغتسل حالما انتهى من اعداد الإفطار)
شملها بنظراته من اعلاها الى اسفلها ... ترتدي فستان بيتي فضفاض يتعدي ركبتيها ببضع الإنشات ... اكمامة القصيرة تظهر بسخاء يديها الممتلئة قليلاً من الاعلى و يحجب باقى الفستان جسدها البض المختبئ خلف وسع فستانهاx ... تحركت حنجرته بإضطراب وهو يشعر بالحرارة تدب فى جسده من شده اشتياقه لها

حينما أطال فى وقفته دون ان يتحدث او يتحرك من خلفها .. التفتت تطالعه بجانب اعينها متشدقهx بصوت متسائل لا صبر به (اراك مازلت واقفاً .. اتحتاج شئ!!)
تجلجئ فى وقفته وهو يحرك عينيه من حوله .. ( لما لم تنزلى الى امى تعدى الفطور معها بالاسفل كي نفطر سوياً كالعادة)
تركت الشوكه التى كانت تحرك به طبق جبن القريش ... تسحب نفس مرتجف عله يقلل من وطأة الضغط الذى تشعر به الآن
الصقت ابتسامة مستقيمة و باردة فوق وجهها وهى تلتفت له تحادثة بصوت تحاول قدر الإمكان جعله ثابتاً .. ( جسدى يؤلمنى .. خصوصاً ركبتاي ولا اشعر انهما تقويان على النزول إلى السلالم ... ولكن لا تقلق اعددت لها نصيبها من اطباق الطعام وحفظتهما بالثلاجة فكما تعلم هي لا تأكل افطارها فى مثل هذا الوقت)
هز رأسه فى وجوم وهو لا يجد شئ ليقوله فألتفت بجسده يشق بخطواته ناحية المرحاض

جلس مترأساً المائدة ... تتحرك مرام فى حركات سريعه تضع الاطباق ... ثم تذهب ناحية المطبخ وتعود بأطباق غيرهم .. حتى امتلئت السفرة بجميع ما تستلذ وتشتهيه نفسه ...x سحبت الكرسى الذى بجانبه وجلست أخيراً تعطي لقدميها بعض الراحةx .. امسكت برغيف من الخبز تنفضه بالآخر وتضعه أمام طارق ..x ارتفع جانبي شفتيه فيما يشبه الابتسامة الراضيه ... وهو يمسك بالخبز يشرع فى دس الطعام فى فمه
امسكت مرام بالرغيف الأخر وهى تباشر فى التهام ما امامها ولكن بصورة لبقه تناقض بربريه طارق فى الأكل

توقف فكه عن الحركة السريعة التى كان يمضغ بها ... نظر لها وهى تأكل وتحولت ملامحه المتراخيه الراضية لأخرى واجمة .... خفتت حركتها وابتلعت تلك اللقمة التى علقت بحنجرتها ما ان شعرت بتوقفه عن الاكل و ببحلقته بها ... حركت عينيها وحاجبيها ناحيته فى سؤال صامت عن سبب وجومه اللحظى ... ظلت عينيه تطالعه بنظرة يرفض عقلها ترجمتها لشدة تحقيرها وايلامها لذاتها
تركت الشوكه من يديها وهى تستدير بجزعها له ... (ماذا هناك يا طارق ... هل الطعام به شئ خطأ)
لم يتردد ثانيتين وهو يردف بصوت خشن .. (الطعام بذاته خطأ فى خطأ!! ) .. القى الرغيف من يديه واشار الى الاطباق وهو يرفع الاطباق قليلا عن موضعهم ثم يضربهم فى الطاولة وهو يكمل ... (هذا ينقصه ملح .. وهذا الفول السمن فيه قليل كما لو كنتى تخرجيه من جلدك او لحمك ... وهذا المخلل رائحته كريهه ... يا بنى ادمه حتى طبق الجبن لم تضعى فيه لا خضار و لا بهارات كفاية ولا به رائحة من الطعام الطيب ) ضرب الطبق فى الطاولة بعنف فأنتفضت مرام على اثرها
(حتى افطارك بلا نكهةx ... طبق الجبن التى تعده والدتى كل يوم ما الصعب فيه يا امرأة !)

خبط فوق حافتى الطاولة وهو ينتفض واقفاً صارخاً فى وجهها .. ( حتى انك لم تنتظرى حتى اضع لقمتين فى فمي وانتفضتى فوق الطعام تلتهمي الاخضر و اليابس كالجياع ... دون أدنى مراعاة لاحترام الرجل الذى بجانبك)
انحنت ملامحها بحزن وذبلت ابتسامتها تنظر لها بحسرة وهو يستدير مغادراً بعدما القى بزوبعتة ... احنت رأسها الى الاسفل و هسهست بشئ وصل لاذنيه الا انه لم يستطع فهمه ... فأستدار يطالعها من اعلى بطوله الفارع وهو يسألها ... (ماذا تقولين انتى؟)
رفعت رأسه وهى تناظره بذات الوجه المتهدل بالحزن ... وبنبرتها التى تمتلئ مرارة وحسرة ( انا من تعد الإفطار كل يوم ... ذلك الجبن انا من تعده وبالطريقة نفسها التى اعددته بها اليوم)
على الغضب بأوداجه و احمرتx شعيرات عينيه تزامناً مع اشتعال وجهه وهو يصرخ بوجهها هائجاً بعدما شعر بحديثها هذا انها تتعمد احراجة و التقليل منه ... (الا تصمتين ابداً كلمة بكلمة معى .. )

انبثقت صرخة من بين شهقتها تزامناً مع سحبه لشعر رأسها وهو يكمل صراخه فى وجهها غير مراعياً لتلك العبرات الحبيسة بسبب جذبه لشعرها ... ( تتحدثين معى بكل هذا التبجح دون مراعاة لكونى زوجك يا إبنه ال*** ... تتعمدين فعل ما تفعلينه مستغله حبى لك .. اتظنيننى مغفل وخاضع لك الى تلك الدرجة)
امسك بفكها ضاغطاً عليه دون حسبان للفروق الجسدية بينهم و لحساسية بشرتها ... ( انا احذرك يا مرامx احذرك و لآخر مرة ... اى رجل غيرى يا هذة من سيتحمل إمرأة مثلك وفوق كل هذا لا تعطي زوجها احترامه الكافى .. اجبيني من غيرى سيتحملك) .. صرخ بأخر جملته وهو يدفعها الى الخلف ... شهقت باكية وهى تطالعه بأعين حمراء ... دامعة ... وشعورها بالغضب والنفور يزداد كل ثانية مع شعورها بالظلم

رفع إصبعه يحذرها وهو مازال يحدثها بذات النبرة الخشنه .. (احترمى ذاتك و تأدبي معى يا مرام ... تأدبى حتى لا اؤدبك انا .. لا تجبريني على فعلها )
طالعته وهو يأخذ خطواته ناحية الغرفة ... متمخطراً فى خطوته ... مبتهج برؤيه خوفها منه ومن هيبته
احتضنت جسدها وهى تنظر بإستياء الى سفرة الطعام الذى تعبت فى اعدادها .. ومازالت دموعها تتسابق فوق وجنتيها

★★★★★★★★★★★★★★★

لم يعرف كيف استطاع إمساك ذاته عن دق رأسها ... يقسم انه ان كان بيديه سلاح لما تردد وهو يصوبه ناحية رأسها ... لا يصدق انه بتلك البساطة تركها تذهب مع اخر ... لا يستوعب انه عوضاً عن قلب المطار رأساً على عقب اختار الهروب ... حتى لا يخسر فرصه اعادتها
افتعال اى مشكله مهما كانت صغيرة ستهدد فرصته ... تسببه فىx مشكلة اخرى سينهى به المطاف فى الطائرة مرحل الى مصر
صرخ أيهم مهتاجا؟ وهو يضرب فوق مقود السيارة مرة تلو الاخرى .. (اول اسم انبثق من بين شفتي حالما أفقت من الغيبوبة ... بحثت عنكى بالشهور!! ... كنت كالحيوان الضال ابحث عنكي ... كالحيوان يا هذه )
صرخ ملتاعاً بصرخه اطاحت بما تبقى من صوته ... هدأ من خطوات سير عربته و صفها بأحدى الشوارع يهسهس بصوته المتحشرج الذى بدأ يتخلله ارتعاش نشيجه الخافت .. ( كنت احق من هذا الخنزير بذلك العناق!! .. كنت احق منه .. كنت اموت من لوعتى حينما رأيتك بعد كل هذا الغياب ، خفت ان اقتص منكى ما ليس لي فيعاقبني الله بحرمانك منى )
ذهب صوته تماماً وبات يخرج على هيئة بحه فى اخر حديثة .. استند برأسه على يديه القابعة فوق المقود يحدث عقله فى صمت ... يعلم أنه أخطأ
الا انه لديه تبرير ... لما فقط لم تسمعه
لما بدلاً عن إعطائه فرصة هرولت ناحية احضان أخر!

★★★★★★★★★★★★★★★

كانت إيلاف تتحرك سعيدة بخطوات متهادية بجانب رامى ... يحتضنها بداخل اذرعه .. تثرثر بلا توقف بينما هو ينصت لها بجميع حواسة .. ينظر لها بتلك الأعين التى تدعمها .. يرفع حاجبيه حينما تتحدث يحرك عينه معها يشاركها بصمته الشغوف حديثها المثرثر
بملامح بعيدة كل البعد عن الملل .. ملامح تملؤها السلوان

تحرك رامى معها ناحية سيارتها يشقان طريقهما نحو شقتها ... فى جو هادئ مفعم بالحيوية تشاركهم الموسيقى طريقهم
بينما لدى الاخر ... وصل الى شقته منذ قليل
عفاريت الإنس والجان تتقافز فوق وجهه
يجلس يهدأ ذاته انه بالتأكيد الامر له توضيح ... لينتفض فى الثانية الأخرى صارخاً فى وجه نفسه بأنه لا توضيح لقبوعها بأحضان اخر
بالاصل وجوده هنا كان يحتاج مشقه هائلة ... و تكبيل عنيف لرجولته ونزعته الشرقية التى تصرخ به كلما اقترب منها وصدته ... آلاف الصفعات من كرامته التى هدرت على يديها حينما قامت بخلعه دون مراعاة لجميع ما كان بينهم

نوازعه الشرقية تهتاج عليه وتخرس صوت ضميره الذى يذكره بما فعله هو قبلاً ... وبالفرق بينهم ... كونها كانت على ذمته حينها
تشتهي نفسه الثأر ... فيكبل يديه عنوة عن إزهاق حياتهم معاً
يحثه الجزء الهمجي والبربرىx منه على سحب إحدى السكاكين ونحر عنقها به ثم فعل المثل بذاته وهو يهوي بين احضانها يتلقفه الموت بدلاً من أحضانها
هز رأسه ينفضها من تلك السخافة ... (أهذا وقته يا أيهم أهذا وقت تلك الشاعريه السخيفة ) ... لمع اعلى رأسه بمصباح ينبأ عن وجود فكرة .. التى بالتأكيد ليست سوية
ارتفعت جوانب فمه وهو يبتسم لحظياً وهو يتخيل مظهر ذلك الخنزير وهو يحترق حياً
اندثرت تلك الابتسامة وهو يتذكر مظهر وجهه المبتسم بداخل عنق إيلاف
صرخ وهو يسبهم معاً ... دافعاً المنضدة الصغيرة التى تتوسط الغرفة
و جلس على الأريكة يلتقط انفاسه .. وبدأ شعوره بالوخز فى جنبات صدره تنبؤه عن بوادر إحدى النغزات القلبية

★★★★★★★★★★★★★★★

فى عام ٢٠٠٠

بإحدى المدارس الحكومية كان أيهم يجلس سارحاً عن أستاذه الذى يسرد الدرس ... يسبل بعيناه ناحية تلك القصيرة صاحبة الغرة البنية التى تغطى نصف وجهها المستدير بظرافة
فتكتمل الصورة مع بعض تلك الخصلات المتطايرة من ضفيرتها القصيرة ... وتلك الحلوى التى فى يديها وتأكلها خفيه قد لطخت قميصها الوردى الفاقع

كان ايهم يكبر جميع من حوله فى الصف بسنتين و يكبر تلك الطفلة الزاهية بثلاثة
ضرب الاستاذ المنضدة التى أمامه بالعصا وهو يصرخ بأسمه ... (ايهم !! .... هل انا جالس اسرد الدرس لنفسى بينما حضرتك تسرح فى ملكوت الله؟)
حال لون أطراف أذنيه الى القرمزى من شدة خجلة .. واضطربت حدقتيه بتوتر وهو يطالع جانبه فى خفية ناحية تلك الصغيرة ... ازداد خجله حينما وجدها تنظر له بعينيها السوداوتين الواسعتين ... جانب فمها ملطخ بعض الشئ ... تخبئ ظرف الحلوى فى تجويف طاولة المدرسة
صرخ الاستاذ منادياً على ايهم ... كى يذهب ليحل ذلك السؤال الذى كان يشرحه قبل قليل
تلكأ فى مشيته وهو ينظر الى جوانبه بخجل ... نظرات زملائه الفضولية من حواله تزيده تلكأ

وقف ايهم امامه ... فمد يده له بإصبع من الطباشير الابيض وهو يأمره .. (أعرب)
ظل أيهم ممسكاً بالطباشير فى يده بتوتر لا يعرف كيف يتصرف .. خبط استاذه فوق السبورة السوداء وهو يأمره بصوت خشن (أعرب ما تحت الخط يا أيهم)
ابتلع ريقه وهو يمسك بالاصبع بين يديه
تحرك بعيداً عن الحائط بعدما انهى كتابته ... يقف محنى الرأس .. سرعان ماتدحرجت إحدى الدموع الخجلة من بين اعينه بسبب ضحكات زملائه بعدما القى ذلك المدرس نكته سخيفة يستهزئ بها عن إجابته الخاطئة ... و قام بطرده من الفصل وقبل ان يغلق الباب صاح به .. (لحين ان تعلم الفرق بين المبتدأ و الخبر لا تريني وجههك ) .. اغلق الباب فى وجهه يختفى بالداخل عن اعينه وتندثر معه ضحكات زملائه المستخفه به

كفف تلك الدمعة التى فوق شطر وجهه الايمن ... وظل يضغط فوق شفتيه حتى لا ينفجر باكياً من شده شعوره بالخجل ... ذلك الموقف لم يمر به من قبل بأى شكلاً من الأشكال
بعد مدة ليست بقصيرة كانت قدميه قد أنَنت من الالم
قرر تحريك قدميه وهو يتجول حول مدرسته الجديدة التى بالمناسبة ليست بحجم القديمة ولا يمكن المقارنة بينهم

ظل يتجول هنا وهناك حتى وصل اللى ذلك الباب السفلى اسفل إحدى السلالم ... ذلك الباب الذى يقومون بترهيب الأطفال منه
او كما يقولون أساتذته .. غرفة الفئران
اقترب قليلا وهو يرهف السمع الى الأصوات الخافته القادمة من خلف الباب .... انتفض من مكانه حينما ارتفع صوت شئ من الداخل كما لو كان دعبسة إحدى الفئران .. هز رأسه وهو يستهزئ من هذا التفكير
خرافات الاساتذة تلك لن تنطلى عليه
اشتد فضوله عليه وهو يرى الباب غير مغلق بالكامل .. تحرك فى هدوء وامسك بالباب وهو يضغط فوق شفتيه قلقاً من ان يصدر صوت
كادت تنفلت منه شهقه عنيفة اقرب الى صراخ ... الا انه دثرها بداخل فمه وهو يكتمه بيديه

هناك بالخلف ... بعيداً عن الباب بقليل كان يوجد إحدى الأطفال شبه عارياً ومن خلفه إحدى أساتذته .. يقوم بإغتصابه بينما هو مكمماً لفمه

★★★★★★★★★★★★★★★

قراءة ممتعة

أروى العربي


آروى العربي غير متواجد حالياً