عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-21, 09:53 PM   #182

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

تنويه 👈🏻 الفصل ع مشاركتين

الفصل قد يبدو هادي لكنه مهم اتمنى تركزوا فيه واتمنى يعجبكم

الإشراقة الثامنة عشر

#جلسات_الأربعاء

الشهوة !
كلمة حين نسمعها نرتاب .. نتوتر ..وربما نخاف فتفكيرنا ينحصر حينها في كلمة واحدة من ثلاثة حروف ألا وهي ؟
........
ليس بالمهم !
لكن دعني أخبرك شئ ..!
الشهوة هي كل ما لذ لروحك اشتهائه
نومك شهوة ... طعامك شهوة ... شهرتك شهوة .... فرحتك شهوة ... أنثاك شهوة ...ورجلك شهوة ..
إلى ما لا نهاية من الملذات

جميعنا في حضرة الشهوة ضعفاء
في حاجة الغريزة مُلبيين
وفي تطلبها أشقياء
لكن ماذا عن الأبرياء ؟
ماذا عن من تربى على العفة فصدمته شهوته بالمجون ؟!

#د_شهاب_البرعي
==================

المشفى ...

أحياناً نرتعب فقط من مجرد تضرر من نحب أما عن فقده فهو بمثابة فقد لسلامنا الداخلي !

ماذا لو كنت وتداً
ماذا لو كنت عمود لمسلح خرساني عديد الأدوار ؟
ماذا لو كنت ظهراً يستند عليه الجميع ؟
ماذا لو كنت حضناً لكل القلوب
ماذا لو كنت ملجئاً أمناً لكل الخائفين ؟
ماذا لو كنت نسمة الحياة للكبير قبل الصغير ؟؟
ماذا لو كنت كل هذا فخذلتهم بسقوطگ فجأة دون إنذار أو بادرة تحذير ؟
هل رأيت قبلاً مشفى يتجمع به عائلة كاملة ؟
أنتظر ؟
أنا أقول عائلة وليس أسرة
ربما ببعض المواقف الطبيعية ترى المشاعر متفاوتة ما بين منهار ومتماسك
لكن الجميع هنا منهار
الكل قلق
والحالة العامة هي حالة ذعر وحزن تُمسك جميع القلوب بعد إعلان الأطباء
" جلطة بالرئة "

"أخرى كانت في طريقها للتكون لكن سيطروا عليها"

"الحالة حرجة لا تتحسن مع مرور الأيام "

وأخيراً " المريض دخل بغيبوبة لا نعلم أسبابها "

"قدره الأن بيد الله "

من الذي دخل بغيبوبة ؟
من هذا الذي يتحدثون عنه ؟
بالتأكيد هو أخر
بالتأكيد هذا الجسد الذي يشبه الأموات يرونه من خلف الزجااج ليس هو
أين ضحكته ؟
أين صوته الحنون ...المُطمأن ؟
أين حضنه الأن ليكذب تلك الإدعاءات ؟
أشهاب الذي يتحدثون عنه؟
أشهاب هو المسجي هكذا كالموتى ؟
أشهاب هو الذي بين الحياة والموت ؟
كيف !
الدموع بعيون الجميع بلا استثناء
إحدى الجوانب تجلس نعمات دامعة العينين جوارها زوجها الحزين على هذا الشاب الرائع وعلى حال حفيدته المنهارة

على جانب أخر خالد وعبدالرحمن وأنس متهدلي الأكتاف بشحوب ذاهل ...حائر
هنا وغدي الإثنان بأحضان بعضهم البعض منخرطتان في بكاء عنيف
ريم وروضة بجانب آخر منتحبتان بحزن
والإخوة الكبار عامر ومحمد...
الصغار في حضرته
أهذا هو ضعف الرجال ؟
أهذة محبة الأخوة ؟
أهذة هي رابطة الدم ؟
أهذة دموع رجالٍ من يراهم لأقسم على قسوة قلوبهم من كثرة الرجولة النابضة بمحياهم
زوجاتهم كل منهم نائيه بجانب تبكيان رجل لم يرانه يوماً أقل من أخٍ بل أكثر
هناء تنشج بعنف في حضن زوجها على أخيها الذي وقع بين ثانية وأخرى في بيتها أمام عينيها
ياسين منزلق على أحد الجدران باكياً بعنف على حنان أبوي لم يراه سوى فيه
عمار وحمزة متجاورين وحالهم لا يختلف عن الجميع فالمصاب واحد
من يسند هؤلاء ؟
من يواسيهم ؟
هل الجد الذي ضغطه مرتفع راقداً بأحد الغرف تحت الملاحظة
أم الجدة التي وقعت مغشياً عليها فور أن عرفت ومن وقتها لا تستطيع الوقوف على قدميها من الصدمة ويحقنونها بالمهدئات؟
لكن ربما كل هذا بكافة وهناك شئ أخر بكافة
شئ تتقطع له نياط القلوب
تلك الصغيرة التي صحت من غفوتها على أحد المقاعد لا تفهم شئ
تدعك عينيها ثم تقوم فاعلة ما تفعله كل يوم منذ أن دخل أبيها المشفى فتُدر دموعهم أكثر
تتحرك بينهم كالحيرى وهي تتلفت قائلة منادية بصوتها الطفولي :-
"بابا ؟"
تنظر في الوجوه الكثيرة فتنكمش وهي تتحرك بجميع الاتجاهات غير راضية بتلبية نداء أحد
فقط عينيها الصغيرتان تدوران بحثاً عنه
أين هو ؟
أين البابا الجميل ؟
ألن يأتي ؟
حسناً هاهي تبكي ويرتفع صوتها بالتأكيد سيأتي هذة المرة فهو لا يتحمل صوت بكاؤها ؟
ألن يخرج من أحد الأركان جالباً لها الحلوى ؟
ألن يحتضنها مقبلاً ثم يتلاعب معها ؟
أين شهاب ؟
ألن يصطحبها لمحل الألعاب مراضياً لها
لما لا يأتي ؟
لما لا يستجيب ؟
أين هو ؟
ألا يسمع صوت بكاؤها ؟

قبل قليل...
إحدى غرف المشفى
تنام على فراش المشفى إحدى ذراعيها معلقة بالمحاليل والأخر يحتضن ملابسه التي خلعوها عنه
مغمضة العينين من يراها يظنها نائماً لكن حين يقترب يروعه الدموع المنهمرة على وجنتيها
إنها بين النوم والاستيقاظ
هي تهرب
بين الفنية والأخرى يخرج منها نهنهات بكاء تطمأن المجاورين لها قليلاً أنها معهم
لا تريد أن تسمع بالأساس تلك التراهات التي يقولوها
شهاب لن يخذلها
لم ولن يفعلها يوماً
هاهي رائحته تطمئنها أنه معها لكن لما تفتقد دفء جسده عليها
لما تفتقد رائحة أنفاسه وبحة صوته
تتأوه تأوه موجوع زاد من بكاء نهى وحفصة المرابضتين جوارها
وحفصة هنا لا تبكي صديقتها وحدها
لا تبكي أخٍ غالي كشهاب وحده
حفصة هنا تبكي غالٍ ذهب عن عالمهم ولم يغب عن قلبها
يوماً وكم ترتعب على شهاب بعد أن سمعت كلام الأطباء

مسحت دموعها مستغفرة وصوت حياة الباكِ بالخارج يصلها فتخرج حاملة لها ثم تمسح دموعها وهي تحاول تهدأتها ببضع كلمات حنونة وتدخل بها عند رنا قائلة بنبرة حزينة مستجدية :-

" لن أقول لكِ هذة المرة قومي من أجل ما في بطنك لكن ارحمي حال ابنتك التي تبحث عنه بكل مكان كل يوم "

نشجت رنا بصوت أعلى وقلبها الأمومي لا يهون عليه ما به ابنتها فتلتقطها من ذراعي حفصة التي وضعتها جوارها تضمها إليها بحنان
ارتشفت من زجاجة المياة جوارها ترطب حلقها الجاف ثم همست بصوتها المبحوح :-

" لا تبكي يا جميلة ماما قولي لي ماذا تريدين ؟"

تبكي حياة وهي تدعك عينيها قائلة بنبرة طفولية توجع القلوب :-
"أريد بابا ...أين ذهب شهاب يا ماما "

ضمتها رنا أكثر إليها فمدت حياة تمسح دموعها مما جلب الدموع لعيني رنا أكثر وهي تلتقط كف ابنتها الصغير من على وجهها تقبله ثم تقول :-

" إنه سافر يا حياة ألسنا معتادتان على سفره "

تهز حياة رأسها نفياً بقوة وهي تلوي شفتيها قائلة :-

" لا إنه يحدثني على الهاتف حين يسافر "

تبتلع رنا ريقها قائلة بإرهاق :-

" لقد حدثني أنا يا حبيبتي وأخبرني أنه سيأتي لكِ بعروس جميلة تشبهك "

تكتفت الصغيرة بحزن طفولي وهي تقول :-

" أنا غاضبة منه ولا أريد شئ "

طرقة على الباب جعلت نهى تسمح لمن بالخارج بالدخول فهي تظنه حمزة وربما عمار لكن المفاجأة التي صعقتها جعلتها تقف على قدميها هامسة بصدمة وهي تبصر القادم :-
" حسن القصاص ؟"

================

ثمة شيطانٍ إنسي كشجرةٍ خبيثة أجتُثت من أرضٍ عطنة مروية من ماءٍ عكر
مظهرها شهي تجعل لعابك يسيل لتذوقها ومذاقها مر مسموم يميتك !

اقترب بمظهره الأنيق من تلك الطفلة التي لا يتعدى عمرها العاشرة يبتسم ابتسامة أبوية ظاهرية متسائلاً بخبث الأفاعي الناعم :-
" عما تبحثين يا حبيبتي ؟"

تنظر إليه الطفلة بتوجس وهي تبتعد خطوة قائلة بنبرتها الطفولية :-
"أنا لا أبحث عن شئ لقد كنت ذاهبة لأشتري بعض الحلوى لكني أخطأت في طريق البيت "

تلمع عيناه بظفر وهو يقول بطيبة جاذبة لقلبٍ طفولي :-

" وأين بيتك حبيبتي صفي لي وقولي أنا مثل بابا "

تحرك الطفلة كفيها بشرح مفهوم لعاقل بعقله وليس لقذر مثله :-
" شارع طويل جوار المول الكبير
بابا هو ......... "

يومئ برأسه مطمئناً لها ثم يلتقط كفها بلمسة حنونة الملمس شهوانية النية فيقول :-

" تعالي معي سنذهب "

بعد ساعة تقريباً..
حملها بين ذراعيه وقد أنهكها التعب فيقول بنبرته الجاذبة للأطفال :-

" يبدو أننا أخطأنا هذة المرة أيضاً ما رأيك أن تأتي معي البيت وأهاتف بابا ليأتي لأخذك "

تومئ برأسها بلهفة طفوليه وبكل براءة تمتلكها تميل على كتفه وقد غلبها النوم

بعد ربع ساعة بمنزله ...

تنام على فراشه ببراءة ملائكية لا تدرك عن خبث الشياطين شئ
لا تعلم أنها وقعت بين براثن ذئب بشري لا ضمير له
ذئب لاهث وراء شهواته الماجنة حيث يسيل لعابه لكل ما يحرك نصفه السفلي
يتصبب جبينه بتعرق وهو يتخلص من ملابسه بسرعة مستغلاً نومها
واللهفة تشبه عريس مشتاق لعروسه المتلهفة له أكثر منه
ولم يكن سوى ماجن مشتاق لسكون غرائزه الشهوانية
يقترب مبللاً شفتيه ككلب لاهث في صحراء
ولا وجود لضمير هنا !
أنت في حضرة قذارة جنس بني آدم
فيفتح زر فستانها الطفولي
يجردها منه تماماً بتلهف ثم يفعل ماهو أكثر فتصبح كما خلقتها أمها
يلمس
يداعب ظاناً أنه ممتع ولا يعرف أنه مقزز

ينتهك حرمة جسد طفولي لم يكشف قبلاً سوى على من حملت في رحمها أشهر
جسدٍ حتى محرم على من زرع نطفة وجودها رؤيته

أمها التي ربما الأن تبكي دماً لا تعلم أين ابنتها

لا تعلم أن ابنتها الأن تُنتهك

أبيها الذي ربما في عمله الأن مطمئناً بوجود ابنته أمنة بين جدران بيته ولا يعلم بأي وضعٍ تكون

حيث تستيقظ فزعة مرتعبة وهي ترى نفسها عارية كما تحممها أمها
هناك عمو الذي يوصلها لأبيها يفعل أشياء غريبة أسالت دموعها فزعاً فتصرخ مستنجدة باسم أبيها متوسلة لعمو الطيب أن ماذا تفعل !

أغلق رفعت التسجيل المصور بإهمال وكأنه مثلاً كان يشاهد أحد أفلام الخيال العلمي فيلتفت لرجاله قائلاً بجدية:-

" ماذا فعلتم بالفتاة هل تم تدريبها أم مازالت باكية ؟"

أومأ أحد رجاله موافقاً وهو يقول بنبرة متلاعبة قميئة :-

" لقد أصبحت جاهزة حتى لجنابك إن أردت وليس لمجرد مبتدأين يا باشا "

مط رفعت شفتيه بلا إهتمام ثم قال بتأكيد وهو يمضي عدة أوراق :-
" حسناً أريد ضمها لأطفال شبكة التهجير "

ثم تلمع عينيه بشيطانية مفكراً بعض الشئ وهو يقول :-

" هناك عملية جديدة نريد التخطيط لها جيداً حتى تتم بنظافة
فالخطأ في هذة العملية بشنقنا جميعاً "

=====================

غرفة سنابل ...راقدة على الفراش تحتضن وسادتها منتحبة دون صوت رغم أن القلب يصرخ صراخاً كالعويل لكنها لا تريد أن تقلق تلك السيدة الطيبة عليها فهي متعبة منذ أيام
يكفي ما تفعله بهم ..يكفي تعبهم معها وكأنها واحدة منهم
يكفي احتوائهم لها
يكفي أنهم من أنقذوها وليتهم ما فعلوا
هم رغم أنهم يبدو كأناس خيالين بطيبتهم وأصلهم إلا أن شعور العالة يسيطر عليها منذ أن بدأت تعي حديثاً
إذا كانت شئ ثقيل على أهلها فكيف لا تكون عليهم ؟
وعلى ذكر الأهل تنهمر دموعها بقوة فتكتم شهقاتها وهي تعض على الوسادة المبللة
لقد اشتاقت لهم
رغم كل شئ هي اشتاقت لهم
اشتاقت لبكرة صباح تصعد فيه للأعلى حيث الطيور بمختلف أشكالها من البط والأوز والدجاج والحمام
الحمام الذي كان صديقاً لها فتجلس أمام صفائحة المعلقة بالساعات تحكي له كل شئ فيرد عليها بهديله الجميل وكأنه يسمعها ويواسيها
حتى يعلو صوت أمها زاعقاً بها فتنزل راكضة كي تبدأ بتحضير الفطور
لقد اشتاقت لرائحة ثياب أمها التي كانت تتشممها خلسة وهي تغسلها
فالأحضان في عرفهم جريمة يعاقب حتى على التفكير بها

اشتاقت لبلدتها والزرع الأخضر وراء البيت
اشتاقت لطريق الجامعة ولموقف السيارات ولزملائها
تراهم يتذكرونها ؟
تراهم يظنونها في ذكرى الأموات
تراهم يعرفون فضيحتها ؟
وعلى ذكر الفضيحة يترائى المسبب أمام الخيال فترفع سبابتها تعض عليه
تعض عليه ندماً
تبكي ألماً..حزناً.. جزعاً
تشتاقه وتريد الانتقام منه
تبغضه وتبغض نفسها وتكره يوماً عبث لها شيطانها بالرسو في شواطئ أحضانه وحين فعلت تبرأ منها قاذفاً لها في يمٍ سحيق
وجهه الفاقد للحياة لا يفارق خيالها مترافق مع صورته المتولعة بها قبلها بثوانٍ
ليته ما فعل
ليتها ما سمحت له لكانوا الأن في بيتهم سوياً معاً؟

بدلاً من عاطفة يجمح بها خيالها بعنف مكرراً مشاهد تخجل من فتح عينيها لها الأن معيداً همسات تتمنى لو تصم أذنيها ولا تسمعها
همساتٍ من متعة ملونة بسكرة العشق
فذهبت السكرة وبقيت الحسرة
نال متعته الأخيرة ونالت شقائها الأبدي

==================

دوماً ما تأتيننا صدمة الإفاقة متأخرة وكأن بكاؤنا قبلاً على ما حدث كان عبث !
أو ربما نحتاج أن نرى بأعيننا حتى نشعر لصفعة الأخرين لنا ملموسة ..مؤلمة وموجعة !
تجلس بحضن أمها منتحبه ببكاء جنائزي
صوت شهقاتها يخرج من أعمق نقطة بداخلها من كثرة الوجع
وكل شهقة تخرج من صدرها كان لصداها وقع الوجع في قلب أمها فتخلعه
تضمها صفية بذراعيها وكأنها بقلب أمومتها تريد أن تدخلها رحمها مرة أخرى
هذة الفتاة حظها قليل بالدنيا
حالتها هذة تذكرها بيوم وفاة والدها فقد تيتمت صغيرة وها هي الدنيا تقلب بها يميناً ويساراً حتى أنهكتها وهي صغيرة
وهي بملكوت أخر
بوجع أخر
وبقلب نازف دامي وكرامة مهدرة ومازالت الذكرى تذبح قلبها
لقد تركتهم يومها يبيتون ليلتهم معه حين اطمأنت أنهم ليسوا مع غريب وبالأخير هم اشتاقوه
كما أنها لن تصعد لغرفته ولو على جثتها لقد أصبح طليقها فعزمت على العودة غداً ناهشة طفليها من أحشاؤه وأحشاء أبيه
وليتها ما فعلت
ليتها أخذتهم يومها ولو رابضت على باب غرفتها مولولة بدلاً مما حدث لها ...

فلاش باك ...

اليوم التالي لعقد القران ..

صفت سيارتها بمرأب فيلا الجوهري ثم نزلت منها تشد قامتها الهيفاء وهي تتأكد من حسن مظهرها في سروالها الجينز باللون الأزرق يلتصق بساقيها حتى منتصفها تعلوه كنزة صيفيه تكشف عن عظام كتفيها
نظرت في هاتفها تتأكد من ضبط شعرها ثم تنفست وهي تتقدم نحو الداخل داعية الله أن يكون صدق حجتها بالأمس عن ما حدث
بعد أن رنت الجرس وفتحت لها الخادمة ابتسمت ابتسامتها المغناجة وهي تقول :-
" هل أسر مستيقظ ؟"

لوت الخادمة شفتيها لكنها لم تظهر ذلك في صوتها وهي ترد عليها قائلة :-
" نعم إنه بالردهه"

كادت أن تتحرك فأوقفها صوت الخادمة الشامت :-
"مع أولاده "

نار ..نار اندلعت بداخلها وعينيها تلمعان بقسوة فور أن سمعت ما قالته الخادمة
هل الحقيرة هُنا ؟
ما الذي أتى بها ؟
ألم تكن تطلقت وغارت في مصيبة دون أن تكلفها عناء إزاحتها من طريقها
زفرت نفساً ساخناً مشبعاً بالغضب وهي ترسم ابتسامة أنيقة على شفتيها ثم تتقدم حيث الردهة عازمة على النداء عليه بدلال مقصود
لكن قبل أن تدخل أوقفها صوت طفولي نزق يقول :-

" أنا أريد أن نذهب لماما لا أريد الجلوس هنا "

رفعت حاجباً مضيقة عينيها بارتياح من عدم وجود الأخرى
إن كان على أطفاله فهي قادرة بجعله خاتم حول إصبعها حتى يلفظ أطفاله وكل من يقرب منهم

" حبيبي اشتقت إليك " قالتها بتدلل وهي تتقدم نحوه غير عابئة بنظرة التفاجؤ التي احتلت عينيه
لكنها لم تستطع أن تسيطر على خفقان قلبها وهي ترى طلته الأسرة
يجلس على الأريكة ممدداً ساقيه مرتدياً سروال منامته فقط وبين أحضانه ابنته يلا عبها أما بالجانب الأخر فكان الصغير النزق الذي يجلس وحيداً غير عابئاً بمحاولات أبيه لجذبه وهاهو الأن يناظرها بعدائيه
ولمن سيكن يعني ؟
ابن الخادمة ..فتاة الشارع
تقدمت من المتافجئ من وجودها حتى أنه اعتدل جالساً يسألها بفظاظة أغضبتها لكنها لم تظهر ذلك :-

" ريتال لما أنتِ هنا "

تجاهلته وهي تنحني عليه عازمة على تقبيله من زاوية شفتيه لكنها لم تحسب حساب للكف الصغير الذي ضربها على وجنتها مصحوباً بصوتاً طفولياً مائعاً :_

" ابتعدي لقد ضايقني شعرك "

ثم تكشر الصغيرة قائلة بنبرة تقرف كادت أن تصيبها بالجنون :-

" رائحته عفنة "

كبح حسن ضحكاته بصعوبة من تلك المشاغبة الصغيرة التي تبهج قلبه بغيرتها عليه ثم نظر لريتال قائلاً بنبرة باردة :-

" المعذرة يا ريتال عالية لا تقصد "

زمت ريتال شفتيها محاولة السيطرة على غضبها الذي لم يكد يخفت حتى أججته عالية مرة أخرى وهي تُملس على شعرها الناعم التي ورثته من أبيها ثم تقول بتدلل :-

" شعري ناعم جميل ورائحته حُلوة وليس مثلك "

ثم تقلب شفتيها ناظرة لأبيها الذي يكاد يجن من حبه لها قائلة بميوعة :-

" أليس كذلك يا حسن ؟"

اغتصبت ريتال ابتسامة على شفتيها وهي تجلس جواره لكنها لم تكد تفعل حتى كانت صرخة الصغيرة تفزعها :-

" ماذا تفعلين ؟ لا تجلسي جوار حسن إنه مكاني أنا فقط "

ووصلة بكاء طفولي محترفة لم تهن دمعة منها على قلب حسن فيتنحنح قائلاً:-

" المعذرة يا ريتال انتقلي على الكرسي إنها طفلتي ولا أحبها أن تبكي أبداً "
احمرت وجنتيها بخجل مشوب بالغضب وهي تنتقل غصباً على الكرسي المجاور
ابتسمت عالية بانتصار طفولي واقتربت منه تقبله بزاوية شفتيه بنفس المكان الذي كادت أن تقبله فيه قائلة بتدلل :-

" حسن حبيب عالية "
وحسن يغرق ... ينتشي ...تتفتح عروقه ويتدفق الدم بها بانشراح فيميل مقبلاً لها مئات القبل
هو في حضرة صغاره طفل
وفي حضرة عاليته أمير مدلل

يرنو بعينيه جهة صغيره النائي عنه منذ الأمس مطالباً بأمه لكنه لا ينظر له ومازل على موقفه العدائي
رفع عينيه بلا إهتمام حقيقي لصوت ريتال وهي تقول برقة عاتبة :-
" لقد ظننتك ستأتي لتناول الغداء معي كما يفترض لزوج أن يفعل مع زوجته في اليوم التالي لعقد قرانهم لكنك خذلتني "

تنحنح حسن وهو يرسم ابتسامة متقنة على شفتيه يقول بنبرة متلاعبة :-
" ظننتك لستِ بمزاجك الجيد فبعد زيارة صديقك الغريب بالأمس تبدل حالك "

توترت ريتال مبتلعة ريقها وهي تتحرك إلى الثلاجة الصغيرة في الزاوية تلتقط منها زجاجتين من العصير المعلب أعطته واحدة وفتحت لها الأخرى ثم قالت بنبرة برود مصطنعة :-

" ربما يهئ لك فكما شرحت لك أنه شخص مستفز ولا يزيد عن صديق عائلة قديم "

مط حسن شفتيه بعدم اهتمام وهو يفتح زجاجته لصغيرته ثم ينهض عازماً على جلب واحدة لعٌدي بعد أن وضع عالية أرضاً
لكنه لم يكد يفتح باب المبرد الصغير حتى التفت مسرعاً على صرخة ريتال الجزعة وهاله ما رأى
لقد كبت عالية زجاجتها على شعر ريتال من الخلف

وقف لثوانٍ مذهولاً وكأنه لا يصدق ما فعلته ابنته حتى أنه كبح ضحكه تريد أن تخرج في غير وقتها فزم شفتيه قائلاً بتأنيب :-
" ماذا فعلتِ يا عالية ؟"

صرخت ريتال (بعصبية) وقد وصلت إلى أقصاها من الغضب فقد تبهدلت تماماً
" أنتِ فتاة قليلة الحياء والتربية "

التوت شفتي عالية بحزن وقدطفرت الدموع بعينيها لكن حسن لم يكد يتحدث حتى فاجأه عُدي وهو يلقى الوسادة بجواره في وجه ريتال قائلاً بغضب طفولي :-

" بل أنتِ ...إياكِ أن تتحدثي مع أختي هكذا وإلا جعلت أمي تبرحك ضرباً "

ثم يخطو تجاه عاليه يشدها من ذراعها بحزم خارجين جهة الشرفة المطلة على الحديقة

أغلق حسن باب المبرد الذي كان مازال مفتوحاً ثم تقدم منها فلمعت عينيها ظانه أنه أتٍ ليسترضيها لكنها صدمت من قبضته الشديدة على ساعدها وهو يقول بحزم قاسٍ:-

"قد أغفر لكِ أي شئ ولا أحاسبك على شئ يا ريتال لكن أن يرفع صوتك على عالية فصدقيني المرة الأخرى قد أحرمك منه تماماً "

"هل جننت تكلمني أنا بهذة الطريقة ألا ترى كيف فعلت ابنتك بي ؟"
حك حسن ذقنه وهو يتحرك من أمامها جالساً مرة أخرى ثم قال ببساطة مستفزة :-

"إنها طفلة ولا تقصد "

زفرت عدة أنفاس ساخنة وهي تحرك ساقها بعصبية ثم نطقت بتقرف قائلة :-
" أريد أن اغتسل وأبدل ملابسي "

رفع حسن حاجباً متفاجئاً من جرأتها لكنه سألها بدهشة :-

"كيف ستبدلين ملابسك ؟"

" أنا بالعادة احتفظ بطقم أخر في سيارتي للظروف
خذني لغرفتك ثم أتي لي به إلى أن أكون انتهيت "

بعد نصف ساعة ...
لقد أرسل الخادمة بملابسها لكنها عادت له بها قائلة أنها ستخجل من الصعود إلى غرفته دون استئذانها والقصد هي تخاف لسان تلك المتعجرفة لكنها لن تبوح بذلك

تنهد حسن على مضض بعد أن أمرها أن تهتم بطفليه ثم صعد بلا إرادة للأعلى حيث غرفته وهو يطرق الباب منادياً بتنبيه :-
" أنا سأدخل بملابسك يا ريتال "

بنفس التوقيت ...
أوقفت سيارة الأجرة أمام باب الفيلا ثم نزلت منها متجهة للداخل دون أن يمنعها أحد من الحراس فهي وحدها هذة المرة
لكن ما لا تعلمه أنه قد عنفهم عن مجرد التعرض لها في أي وقت تأتي به هي ومن معها ما عدا رجل يدعى عزوز

عدلت من وضع حجابها البسيط الذي ترتديه على على إحدى عباءتها القديمة ثم لهجت بذكر الله ودقات قلبها تعلو بخوف من أن يمنعوا أطفالها منها
الله وحده يعلم ماذا تفعل حينها
قد تقتل بدمٍ بارد دون أن يلومها أحد
لم تكد تخطو عدة خطوات حتى انشرح قلبها على صرخة عدي
" ماما " فالتفتت لتجده يأتي ركضاً من جهة الشرفة هو وعالية
احتضنتهم بحب مقبلة كل إنشٍ في وجودهم باشتياق هادر هامسة بعاطفة :-
" اشتقت لكم ..اشتقت لكم يا قطعتي قلبي "

بعد أن هدأت قليلاً قطبت وهي ترى حزن ابنتها فسألتها بحنان :-
" ماذا بكِ يا نور عيني من أحزنك حبيبتي "

انفجرت عالية باكية بدلالها الزائد مما جعلها تضمها إليها محاولة تهدأتها وعُدي يفعل المثل حتى رفعت عالية رأسها تدعك في عينها قائلة برقتها الطفولية :-

" لقد صرخت في إشتعال "

وعلى ذكر الإشتعال فقد اشتعلت وعلى ذكر صراخ أخرى في ابنتها فقد اتقدت ناراً
فتسأل بشر :-
" وأين كان بابا ولما فعلت ذلك ؟"

قص عليها عدي ما حدث مما زاد النار في أحشائها فعادت تسألهم بنبرة متوجعة :-

" وأين هم الأن ؟"

هز عدي كتفيه قائلاً :-

" أظنهم خرجوا فأنا لا أراهم "

هزت ملك رأسها بشرود ثم سألت عالية باهتمام :-

" أين ملابسك التي كنتِ ترتديها بالأمس ولما ملابسك مبللة الأن "
ثم تنظر أرضاً قائلة :-

" وأين حذائك "
"في غرفة حسن " نطقها الاثنان في وقت واحد فزفرت بضيق ثم أخذتهم في كفيها قائلة :-

"حسنا بما أن لا أحد هنا تعالوا لأجلبهم سريعاً ثم نذهب من هنا "
بعد عدة دقائق .....

لطمت الخادمة على وجنتها وهي تسمع من الصغار أن أمهم صعدت بالأعلى قائلة بتولول :-
" ليتني لم أكن في الحمام اللعنة علي "

بالأعلى ...
قبل ثوانِ من دخول ملك غرفة حسن مطمئنة على عدم وجوده
كان ترتدي مأزر الحمام الخاص به وهي تخرج مسرعة منادية له قبل أن يترك الغرفة
التفت حسن وهو يشملها من رأسها لأخمص قدميها
نظرة ظاهرها يبدو كاشتهاء عين لكن باطنها كان مقارنة قلب
قلب كان سيتلوى لوعاً وهو يبصر أخرى بنفس الهيئة
قلب في كل مرة يقسم على نسيانها يذكره بها كذاكرة حديدية لا إزاله بها
رجولة كانت لتخر راكعة أمام أخرى مشتهية دون أن تخطو من مكانها خطوة
ربما العين لا تنكر جمالها
تبدو مثالية كأية جمال لعين لأي رجل جُبل على الإشتهاء
لكن ليته يفعل
ليته ينسى
هو حتى في أعمق غياهب توهانه بتلك السجائر التي أصبحت رفيقة له مؤخراً تكون رفيقة لياليه ماجنة الخيال بها وحدها
وفي خضم أفكاره كانت اقتربت بليونة أنثى تعرف هدفها
وكيد النساء ليس بالقصة الجديدة
قصة بدأت بزليخة ويوسف
حيث وقع الحب بقلب إمرأة فأرادت الرجل
حيث أُغلِقت أبواب وكان رجل وامرأة في حضرة شيطان ثالث يوسوس بأخذ الثمرة من الشجرة
وحيث ضعف بشري
حيث أنثى ونبي
حيث خطأ واستغاثة ربانية أتت بالغوث الإلهي
الخلاصة !
إذا أرادت الأنثى رجل أغوت وإذا أغوت نالت
أنت هنا في حضرة إنسان بشري يضعف وليس نبي كيوسف يزهد
لكن ماذا لو كان المُغوى زاهد ؟
ماذا لوكان لا يرى من فتنة نساء الأرض سوى حواء واحدة فخذلته
أتراه يذبح قلبه بنصل سكينٍ حاد فيصبح بلا شعور
يغطي عقله بتبغٍ يضبط المزاج كما يقولون كالذي أصبح ملازماً لأنفاسه ؟ (سجائر محشوة ) ..

تحاوط عنقه بذراعيها غير عابئة بإجفاله واثقة من رائحة (الشاور) خاصته والذي استخدمته عن عمد مختلطة برائحتها الخاصة بمذاق التوت تهمس ببحة مثيرة :-

" فيما أنت شارد ؟"

تمط شفتيها المغريتين وهي ترتفع على أطراف أصابعها هامسة :-
"أتمنى أن تكون في ..عامة أردت أن أعتذر لك عن ما فعلته بالأسفل"
حاول حسن أن يتجاوب معها ... يترك نفسه لليونة جسدها وعينيه لإغراء شفتيها لكنه وجد نفسه يبعدها ببعض الضيق قائلاً ببرود :-
" ريتال لم ..."

فتحت الباب متأففة وهي لا تريد حتى أن تخطو خطوة بمكان يخصه يكفيها ما بها
كادت أن تحدث نفسها بصوت مرتفع لكن حديثها وقف بحلقها كلقمة جافة التقمتها دون تمهيد ..

أن تتخيل ما يوجعك فهو عذاب لكن أن تراه حقيقةً فهو مميت
كالذي نزل عليها سهم من السماء فسمرها مكانها مفتوحة العينين على إتساعهم فاغرة فمها وكأنها تأبى التصديق
يقف دون سترته ظهره لها والأخرى ترتدي مأزره بين أحضانه تكاد أنفاسهم أن تتعانق
ماء .. ماء
هواء ..هواء
هي تريد ماء عل حلقها الذي أصبح جافاً كالحطب يتبلل فيبتلع المشهد أمامه ويصدقه

هي تريد هواء على صدرها المختنق يعب منه فتستطيع الهرب من هذا الجنون الذي يصوره خيالها القاسي أمامها

هي حتى لا تبصر إزاحته للأخرى لا تبصر اقترابه منها
لكن صفعة إفاقتها جائت بصوت أفعواني متكبر يقول :-

" كيف تسمح لخادمة أن تدخل غرفتك يا أسر"

وبكل ما بها من شراسة وقهر الغيرة كادت تتقدم منها مجرجرة لها من شعرها لكن بلمحة مقارنة بين تلك الملكة وبينها ابتلعت هزيمتها
من هي ؟
هي لا شئ
تبدو كالخادمة بالفعل
هي الأن دخيلة والأخرى زوجة
هي الأن خارجة والأخرى متربعة

هي الأن يجب أن تلملم أذيال كرامتها متعثرة بها إلى الخارج كما تفعل الأن ...
هي حتى لم ترى النظرة القاسية التى رمى بها الأخرى
لا تريد أن تسمع ندائه باسمها وهو ينزل خلفها لكنه وهو يقبض على ساعدها موقفاً
التفتت بعنف وهي تنفض قبضته عن ساعدها وللعجيب لم تكن تذرف دمعة واحدة
هل سمعت قبلاً عن أخر غرزة في ثوب العشق ؟

غرزة معقودة خيطت من دوبارة الوجع إن لانت قطعت وإن اشتدت ذبحت
يهمس بلا ترتيب وربما بلا نفس وكأن ما رأته أنبأه أنها نهاية النهاية :-
" لم أكن أعلم بقدومك ... الأمر ليس كما تظنين "

لما لا تصرخ ؟
لما لا تبكي ؟
لما روحها باهتة هكذا وكأنها راكدة لا تريد الصحو سوى من مراجل الغيرة بداخلها فتنطق بازدراء :-

"وماذا ظننت يا أسر باشا رجل وزوجته بأحضان بعضهم البعض ما دخلي أنا "

تلوى شفتيها ثم تواصل بنفس النبرة :-

" حمداً لله أني لم أدخل على موضع أكثر حميمية فالأب المبجل لم يستطع السيطرة على ذاته ويغلق الباب قبلاً"

" ملك لا تفعلي أخرسي"

يصرخها بغضب من عجزه عن التبرير بل من رغبته أن يبرر
وغضبه كان أتوناً لصحوة غضبها فتصرخ هي الأخرى :-

" ولما أخرس ها؟ هل كلامي ليس في محله الأن "

وغليلها يريد أن يُشفى فلا تجد سوى لسانها وهي تقترب منه أكثر قائلة بتشفي شيطاني :-

" فقط أريدك أن تتذكر شئ حينها أنها تفعل ما تفعل وأنت السيد أسر
لكن حين كنت حسن الذي لا أصل له ولا نسب لكانت تقرفت حتى من النظر لك وليس الاقتراب منك "

وربما قبلاً لكان أرداه الوجع قتيلاً لكن هل يضرب المقتول مسبقاً
الضرب بالميت حرامٌ كما يقولون
ربما لن يؤثر فيه لكن حتماً سيضره

حتى أن الألم نهش صدره بتشفي كسكين حامٍ نصله شق قلبه لنصفين مرة واحدة دون تمهيد
وربما نزف قلبه شامت الأن من ضعفه المثير للشفقة قبل قليل فقط فينطق بفكٍ مرتجف قاسي وممتعض :-

" صدقيني يا ملك أنا لم أندم على شئ بحياتي قدر ندمي على حبٍ كان لكِ يوماً
على عاطفة أفرطت بها معك ولم تكوني يوماً أهلاً لها "

ارتدت خطوة غير ملحوظة للخلف وقد التوى قلبها بعنفٍ مختلف عن كل مرة وكأن ما نطقه الأن كان كشاهد عيان على أن حكايتهم لا إستئناف فيها فتهمس بارتجاف مماثل :-

" وأنا لم أندم على شئ قدر ندمي على حظي العثر الذي جعلني أتزوجك "

والكلمة إن لم تُحيي تميت
وإن لم تميت فهي تقتل
والقتل هنا عمدا غير مسبوق بالإصرار والترصد
حياتهم كانت مسمومة وقصتهم كانت كالجريمة فالقاتل هنا مقتول والمقتول كان القاتل
الطرفان متهمان بالإدانة والأدلة جميعها مثبوتة بعدم أهلية هذة الحياة من البداية

====================

يتبع بالجزأ التاني من الفصل


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس