عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-21, 03:26 AM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,442
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



.
(البارت السابع والعشرون)

أكمل بهدوء: ولكن خلي عندك علم بعد .. إنك لو رفضتي بترجعين تفكرين مرة وثنتين وثلاث
عقدت حواجبها بإستنكار بسبب جملة أبوها اللي ذكرتها وبشدة بكلام وهّاج بليلة الحريق وتناقضه معها !
أكمل فهد وهو يشبّك يدينه بيدينها وييده الثانية على أشر بها على يسار صدره وهو يقول : تدرِين يا أبوك .. إن صدري من قبلك كان خالِي .. ماكان فِيه حياة والله يشهد .. من عقبك صارت للحياة ألوان بعيوني
ناظرته بطرف عينها بضحكة وهي تقول : وأمواج وين كانت؟
ميّل شفايفه بإبّتسامة وهو يقول : أمواج كانت الحيّاة و أنتي كنتي ألوانها يا دُجى
أبتسمت بخفُوت وهو أردف وقال : ولولا حكمة الله بالكون كان بقيت ظلالك وظلك طوال حيّاتك
ومارضيت رجل عُقببي يكون بمركز قلبك .. ولكن هالشيء ماهو بيديني
نزلت عيُونها بربكة بسبب كلامه اللي واضح جداً نهايته وين بتكون ! وهو أردف بعد صمت ماهو بطويّل : من قبل شهر وللآن .. وهّاج كان يبيك ومازال يبي القرب منك ماتغير الوضع عنده
ولكن الوضع تغيّر عندي يا دُجى .. لما طلبك قبل شهر كنت رافض وحيّل كنت أقول مستحيل أرضى تكونين زوجة لشخص أمه تكرهك هالكثر .. زوجة شخص مازال أسيّر صفوف الدراسة ولكن يابوك اليوم أنا تفكيري غير .. غير حيل
هالشهر كنت بمدرسة أتعلم فيها عن وهّاج وبس
وبعدما تخرجت من هالمدرسة عرفته حيّل .. وعرفت إني لو فقدت شخص مثله بفقد طرف كبدي .. وأنا شخص ماعاد صرت ألتفت لتوافه الأمور الي كنت أفكر فيها .. شخص مثله يكفي ويوفي عن كل النقص اللي فيه .. شخص مثله مارح ينام قرِير العيّن لو مسك سوء ولا ضيّق .. وأنا مابقدر ألقى غيره .. لأجل كذا يا دُجى وهّاج قال يبيك وأنا شخص مستعد أرضى فيه لو رضيتي أنتِ
" بهالأثَناء كان لافِي راجع من برى بسبب نسيانه لجواله على طرف الطاولة ولكنه وقف بجمُود قدام الباب بعدما سمع جملة أبوه اللي أختلت موازينه بسببها .. لدرجة إنه رجع يلتفت ويخرج من البيت بدون وجهة"
طوال الوقت اللي كان فهد يتكلم فيه دُجى كانت ملتزمة الصمت وعيُونها على معصم يدّها .. الإرتبّاك أستوطن قلبها وحيل .. لو كان هالسؤال قبل شهر من الآن كان ردها " موافقة " بدون حيّرة .. ولكن الحين بعد كل اللي مرو فيه كل المشاعر صارت صعبة عليها !
بعد مدة صمت طويَلة رفعت عيُونها وناظرته بهُدوء وهي تِتذكر الرسّالة اللي مرت من على نظرها واللي حضرها هاللحظة هو آخر سطر لذلك قالت بضيَق : بس يُبة .. هو شخص ترك أبوه في الـ...
إنقطع سيَل جملها بسبب نظرة أبوها اللي كلها ضيّق واللي قال عُقبها : أنا وأنتي ندرِي إن الحيّاة ماتعطيك كل الرِضا بحياتك ..
"والرضا ماكان عن طريق أبوه يا دُجى .. لأجل كذا لا تلتفتين لتفاصيل ماضيّه واللي خلفه هالماضي"
أردفت بهُدوء : بس الماضِي هو اللي صنع وهّاج الحاضر
سكت وهو يهز رأسه بإيجاب وبعد السكُوت قالت بخفوت : وعمري ؟
ناظرها بإستغراب وهي أردفت : كوني أكبر منه بسنـة .. كلام النـاس يبة يطول حتى العمر .. محد بيقدر يتقبل علاقة البنت فيها أكبر من الرجل
إستقر العبُوس على ثغر فهد وقال بضيّق : لا وأنا أبوك .. ماهقيت هالحكي حكيّك ولا هالتفكير تفكيرك !
مقيّاس العلاقة الناجحة ماهو بمعتمد على العمر يا بنيتي
من متى وإحنا أشخاص نقيّس نجاح علاقتنا بالعمر ؟ من متى صرنا نقول إن هالعلاقة بتكون فاشلة لمجرد إنها أكبّر منه .. ولا مارح يستمرون سوى لأنه أكبر منها بسنين طويلة!
أحياناً فارق العمر ما يفرق.. فارق النضج هو الفارق يا دُجى .. الأهم بنجاح العلاقة هو نُضج كل الطرفيّن فيها .. والأهم هو مدى علو تفكيرهم ومدى إحترامهم وتفاهمهم سوى .. العمر ماكان ولا بيكون السبب في فشل أو نجاح علاقة .. وصدقيني هاللي يفكر بالطريقة ذي الي تقولين عنها إنسان سطحي جداً .. إنسان كل همه بالحياة المظاهر .. العلاقات دائماً تنقاس بمدى العمق والنضج وعمرها ما أنقاست بعمر أشخاصها .. وبعدين النّاس من هم الناس ؟ وبإيش رح يفيدك تقبلهم لعلاقتك ؟ يابوك لو تركتِ كلام الناس هو اللي يبّني بحياتك وهو اللي يهدم مارح تتهنيّن .. بتبقين عايشة بفراغ طوال عمرك ومارح تذوقين اللذة يابوك
لمح السكُون بملامحها وأردف بِضحكة : وبعدين يا دُجى .. شخص مثلك تمردت على أبوها لأنه كان يختار لها بحياتها .. من متى كلام الناس يهمها ؟ ومن متى كنتي تمشين على آراءهم ؟
ناظرها بضيّق وبنبّرة تايّهه : علميني هالكلام كله مجرد حجج لأجل ترفضين صح؟
رفعت رأسها وتأملت ملامح أبوها اللي مالت للضيّق تماماً .. ومابقى بها أي راحة وتنهدت بخُفوت وهي تقول : وأنت تركت لي فرصة لأجل أفكر أو أرفض أو حتى أقولل رأي ؟ ما يمديني أطلع ثغرة أو نقص بوهّاج إلا مليت هالنقص بالكمال
لحظاَت قليلة كانت فاصلة بين ضيقه وضحكته .. والي قال بعدها وهو يمسح على لحيّته ويقول : هالرجل ماترك بعيوني له نقص .. والله إنه تزيّن بالكمال بنظري لدرجة ماعاد عندي قدرة على تأمل نقاط ضعفه
ميّلت شفايفها بخفُوت وهي تنزل عيُونها للأرض ويدها مازالت تحرك الإسوارة اللي بمعصمها بلا وجهة
وفهد ألتزمت الصمت للحظات .. وبعدها قال بخفُوت : وش قولك يا أبوك .. لك خاطِر بوهّاج ؟
رفعت عيُونها ورمشِت بهُدوء وهي تتأمل نظرات الترقُب بعيون أبوها وبعد لحظات صمت طويّلة وتنهيدة عميّقة قالت :
—وبمكان ثانِي ، قريّب تماماً من بيت فهد
كان واقِف ويناظر للمكان بلا وجهة وباله مو معه نهائياً مازال أسيّر جملة أبوه لما قال " وهّاج يبيك"
يحس بشعور غريب .. ومُناقض تماماً للكل الي المواقف الي عاشها مع وهّاج من قبل
وبوقت سرحانه العميّق اللي قاطعه تماماً صوت كايّد المُتسائل : الله أعلم بأي وادي جالس تركض هالمرة
رفع عيُونه وناظره لافِي بإستغراب وكايّد أشر له بتساؤل : علامك ؟
أعتدل لافِي بوقفته وتنحنح وهو يكتف يدينه ويمَيل شفتيه بخفة : ولا شيء
تمتم كايّد بتشديد : بما إنك قلت ولا شيء .. الواضح بك أشياء واجد .. علمني ؟
تأمله لافِي للحظات وبعد تفكير سريّع قال بعجلة : تعرف إن وهّاج خطب أختي ؟
سكت كايّد بإستنكار وعلامات الدهشّة وضحت على وجهه لدرجة إنه عجز عن الرمّش " وهّاج خطى خطوة لبّناء عائلة ؟ مستحيل !" كان عاجز عن التصديّق فعلاً لدرجة إن لافي أشر له بصدمة : حتى أنت ماصدقت صح ؟ والله أول ماسمعت الكلام ظنيت إنه مقلب أو مزحة .. بس فعلاً حقيقة
سكت للحظات كايّد وبعد السكوت أبّتسم بخفة وقال : وزيّن ما أختار .. بنتنا ومن صلب خالتنا
وين المشكلة ؟
تأفف لافِي وصد بضيق : حسبّتك تفكر بنفس طريقتي .. بس واضح منت بحولي أبببد !
ناظره كايّد بإستغراب وقال بعدم إعجاب : ملاقي نقص بوهّاج لأجل يتضايّق خاطرك ؟ ماهو بلايق بكم ولا وش العلم؟
ألتفت لافِي وتنهد : أنت تدري إني شخص أرقى من هالأفكار .. ولكن من سمعت هالجملة وأنا محتار .. فعلاً محتار .. كايّد إفهمني إجتماع أختي وأخوك يعني إجتماع نار وبارود بنفس المكان .. وأنت بنفسك تعرف وش يصير لامنهم إجتمعو سوى .. ياكايّد دُجى مناقضة تماماً لشخصيّة وهّاج .. مختلفة عنه بكل التفاصيّل اللي ممكن تخطر على بالك .. ماقدرت أستوعب وقوفهم سوى !
كايّد سكت للحظات من أستوعب كلام لافِي فعلاً للحظة أيده .. شخصية وهّاج شخصية صعبة ومستحيل يلاقي شخص بسهولة يتناسب مع إختلافاته ولكن بما إن وهّاج بنفسه إختارها هذا يعني إن لقى فيها شيء الكل مالقاه .. مع ذلك مافي أحد مفصّل على مقاس أحد .. ومافي أحد مخلوق لأجل أحد ثاني .. ولكن الإختلاف حقيقة مؤكدة بالعالم هذا قال: الإختلاف وارِد بكل علاقة يا لافِي .. وأحياناً يكون الإختلاف سبب نجاح العلاقة .. ماسمعت "بنظرية الزيتون؟"
ناظره لافي بإستغراب وكايّد أردف : عشان تكون العلاقة متناغمة لابد "يكون أحد الأطراف يكره الزيتون والثاني يحبه، عشان لو رماه الأول يأكله الثاني "وبكذا يكونون مكمّلين لبعض، مو متشابهين !
"لأجل كذا ياخوك تفكيرك مهب بمكانه .. وأنت قاعد تشيّل هم شيء مستحيل يصير.أنت حكمت إنهم بارود ونار .. ولكن أنا حكمت إنهم " ليّل وقمر" عرفت إختلاف وجهات النّظر ؟"
ناظره لافي بصدمة وضرب كتفه بذهول : علمني وش تغديت ؟
ضحك كايّد بصدمة من سؤاله المفاجىء وقال : علامك إنهبلت؟
لافي وقف قدامه وهو يضحك : لاصدق علمني ، عشان بكرة أفطر وأتغدى وأتعشى نفسه ، مهب معقول إنك الصبّاح كنت بليد .. والحين صرت عالم علاقات محترف
أبّتسم كايّد بضحكة وهو يهز رأسه : إيّة أنت هالشخصية المرحة اللي تفكيرها بسّيط وهو متكلف .. لا تلبّس مرة ثانية شخصية ماهيّب شخصيتك وتفكر بأشياء ماهي بمنطقية
سكت لافِي للحظات وهو يميّل شفايفه : أقول لا تسوي عمرك فعلاً عالم وتقوم تتفلسف علي بهالمصطلحات هذي .. وبعدين خلاص تغيّر تفكيري عنهم .. صرت أشوفهم مثلك ليّل وقمر
وأشوف إن إختلافهم عن بعض هو الي بيخليهم بخير .. ولكن إدع ياكايّد ما إسمع إنفجار بعدما يجتمعون .. عشان ما أكسر رأسك أنت ونظريتك
ضحك كايَد من قلب وهويهز رأسه وبعد لحظات طويلة إستإذنو عن بعض وتفرقو..
-
-

وببيَت وهَاج ، كان جالس على الأرجوحة اللي بشجرة الليمُون كعادته هالوقت .. يبقى أسيّر لتفكيره العميّق .. أحياناً يكون رهيّنة التفكير بنفسه وبشخصيته اللي هو عاجز تماماً عن فهمها حتى بعدما عاش معها لـ ٢٥ سنة
وأحياناً يكون رهيّنة لتفكيره بتقلبات هالحيّاة اللي ماتبقى على حال أبداً .. أحياناً يبقى حُر لما يفكر بغُصن ويرجع رهينة لما يفكر بباقي الأشخاص بحياته .. لذلك كان يأخَذ وقت طويل بالتفكير
ولكن بهالوقت بالذات.. وبهاللحظة مايدري كيف خطَر بباله الموقف اللي عاشه قبل أسابيّع طويلة قدام مشغل عبّق .. والأهم مع أبّغض شخص بالوجود .. مع " فايَزة أم وقاص " مايدري كيف لاح له الموقف وكيف تسّرب من ذاكرته لدماغه من جديد .. وكل اللي تذكره بوضوح هاللحظة ترديده لجملتها " بحرق هالمبّنى باللي فيه " توسّعت حدقات عيُونه بصدمة وبذهول أخترق كل أجزاءها من فكرة إنها فعلاً أقدمت على هالخطوة .. كيف قدرت ؟ وبأي طريقة .. وكيف ما أكتشفو إن الحريّق فعلاً بفعل فاعل ماكان يهمه .. الي يهمه فعلا إنه بينهيها لو كان اللي يفكر فيه فعلاً صحيح !
أرتفع جسّده على الأرجوحة وصدره ملتِهب من شدة عصبيته هاللحظة .. مجرد فكرة كانت قادرة على زعزعة الراحة بصدره .. ومن أستقر على الأرض وسحب الغتّرة البنية من على الأرجوحة ومن خطى أول خطاويّه بإتجاه البّاب حتى ميَل شفايفه بخفوت وهو يعقد حواجبه بسبب الباب اللي أنفتح بكل قوة لدرجة إنه صدم بالجّدار .
-
وبعد لحظات من إنفجار الصدى العنيّف اللي خلفه هالتصّادم تصاعدت الضحكات الكثيّفة على وجهه بشكل كبيّر وهو يشوفها تدخُل وهي نافخة صدرها بكل قوة ورافعة يدينها نفس المصارعيّن وخدُودها منتفخة بقوة وتمشي وهي تضرب خطواتها بقوة على الأرض .. ضحك بخفُوت متناسي تماماً عصبيته قبل لحظات وقال : وحيّا الله المصارعة غُصن .. ماشاء الله وش هالقوة الي كنتي بتكسرين فيها الباب؟
وقفت قدامه وهي تناظره بطرف عينها وتنط بمكانها وكأنها تمثل فعلاً إنها مصارعة وهو ضحك من قلبه فعلاً .. وبعد لحظات أبتّسمت بضحكة ووقفت بمكانها وهي تنزل يدينها وتقول : كنا نلعب أنا وسارة مصارعة
سكت للحظات وهو ينحني ويقول بعدم إعجاب : سارة مصارعة حقيقة ياغُصن .. وشو له تلعبيّن معها؟
ميّلت شفايفها بخفوت وقالت : سارة صديقتي أنا وياها كلنا - رفعت أصابعها الخمسّ - عمرنا كذا
تنهد وهو يتذكر إنها نفسها البّنت اللي رمتها على الأرض وقطعت دُميتها وتأفف بعصبية والود ودها ينتف شعرها كلما تذكر ولكنه أخفى عصبيته وهو يقول : دامها صديقتك مارح نقول شيء .. المهم إنها ماتزعلك
هزت رأسها بحماس وهي تقول : ماعاد رح تضربني .. أنا قلت لها أنا الحين عندي أب وخال قويين جداً لو ضربتيني مرة ثانية رح يضربونك .. وهي خافت وماعاد ضربتني
أبتسّم بحنية وهو يحاوط ذراعينها بيدينها ويضمها بخفة وهو يقول : إية .. أنا مستعد أضرب كل شخص يحاول يأذيك .. ولو إنها بزر بعمر الخمس ياويلها
بهالوقت أرتفعت أنظارها لأمه الي دخلت والي واضح عليّها العصبية بسبب سحبّة نقابها العنيفة ووجهها المُحمر من شدة الضيّق .. عقد حواجبه وقبل ما يتكلم مع أمه ناظر لغُصن وقال بخفُوت : أشتريت لك حلاوى كثيير .. وتركته بغرفة جدة
وقبلما يكمل كلامه تسربّت من بين يدينه بخفة وركضت للغرفة على طول وهو أبتسم بخفوت ووقف وهو يناظر لأمه وقبلما يسألها وض قال داهمه صوتها الغاضِب : وزعت ورث جدك لأجل فهد ؟

عقد حواجبه بهُدوء وهي ضربت فخذها بعصبية : تكلم علمني ، الملاييّن اللي رفضت تأخذ منها ريال واحد .. واللي تركتنا نعيّش في ذل بسبب كبريائك عنها .. صرفتها للغريّب ؟
تنهد وهو عاذِرها تماماً لعصبيتها لأن فعلاً ماكان يهمه هالفلوس ولا بمقدار ذرة .. ليه رضى يصرفها لما كان غيره محتاج لها ؟ مع ذلك قال بتبريّر : حنَا مالنا جد ينقال له سهيّل لأجل نأخذ من ورثه لنا
ولكن رغم ذلك ظنيت بفعلتي ذي إني بكفر عن بعض ذنوب هالرجال وبعطي من فلوسه لرجل يستاهلها .. وين الغلط بهالموضوع؟
ناظرت بحدة وماباقي شي على جنونها بسبب برود وهّاج : الغلط بكبره أنت وطريقة تفكيرك .. كيف تقول وين الغلط وحنا خمس سنين عايشين بظلال ضِرار وتحت مسؤوليته وأنت بعيد عننا .. ولو إنك هنا كان أنصرف هالورث وتوزع وعشنا بملاييّن الفرح بسببها .. ليه هالأنانية اللي فيك علمني؟
تبخر البررود اللي كان يتحلى فيه قبل لحظات من هالأسلوب اللي رجع من جديد وقال بضيّق واضح : ومن هاللي قالك إنك خمس سنين وأنتي تحت رحمة ضرار وفلوسه ؟
صدت بعصبية وهي تمسح على وجهها وتحاول تجمع أعصابها الي تلفت : محد قال لي .. أنا الشاهدة على هالخمس سنيّن الي كان يرفض فيها ضِرار يعطيني الفلوس من شدة رحمته عليّنا .. كان يعطيها ليدين كايّد لأجل ما يضيق لي خاطر .. والحين فلوسنا اللي راحت بسببّبها أختك تنصرف لأجل فهد ..عليّم الله إنك رخمة وجدك أخطأ يوم ترك حرية التصرف بهالفلوس بين يدينك ..
صد بقهر وقال : يمة .. طال الحكي بدون معنى
اللي تقولينه ماهو بشيء ينقال من ثغر شخص لقى الويّل من هذا اللي ينقال له سهيّل .. وإذا أنتي مستعدة تنسيّن فعايله .. وترضين بفلوسه اللي تركها لأجل يكفر عن ذنوبه فأنا ماني براضي أنساها .. ولا بتركك تنسيَها .. أنا شخص مابرضى يتتسلل ليدينك ريال .. أنا شخص ماودي ينصفح عن ذنوبه .. أنا شخص مابرضى يرتاح بقبره بسبب هالفلوس اللي تركها لأجل يرتاح
وأنتو أشخاص بظلال وهّاج .. يعني بظلالي أنا ومنتو بحاجة هالفلوس وأنتو بظلالي .. إتركيها تروح لناس يحتاجونها
تأفتت بعصبية لما أيقنت إنه مارح يكون فيه رجاء من كلامها مع وهّاج هالوقت .. وخصوصاً إنه مارح يقتنع أبداً بمسألة كرهها لأي شخص مرتبط بأمواج .. وبمسألة إن الفلوس تحديداً راحت لفهد بالذات !
ولمسألة إنه أساساً خبّى الموضوع عنها ولولا جارتها اللي حكت لها ماعرفت!
لذلك ألتزمت الصمت وتخطته وهي تناظره بحدة .. وهو تنهد وثبّت يدينه بجيبه وكان بيمشي لولا كايّد اللي دخل البيّت وهو يركض بحماس ويضحك بفرحة ومن أستقر قدامه قال بنشّوة فرح عليلة تمكنت من كل صدره : سمعت إنك ناوي تبّني عايَلة ؟
ناظره وهّاج بإستغراب وكايّد قال بحمَاس : الله يالدنيا .. المفروض هالخبر سمعته منك مو من أهل العروسة.. ولكن ماعليّه تستاهل الصّفح والمغفرة لأنك خطيت هالخطوة الكبيرة
أردف بكل مشاعر لطيفة خالطته هاللحظة وهو يقول : لافي عطاني خبّر إنك تقدمت لأخته دُجى
عض على شفايّفه وهّاج وهو يأشر له يسكت .. بيّنما كايَد عقد حواجبه ولكنه سُرعان ما ألتفت بصدمة بسبب أمه الي رجعت خطواتها للخلف بعجلة وهي تناظرهم بصدمة وحدة .. وقبلما ينطق كايّد بحرف قالت بعصبية وبتشديد وبنبّرة يعلوها السخط : والله إنكم تخسُون .. إسمعني زيّن يا وهاج ! لازم تكسّر ضلع من ضلوعي لأجل تصير لك هالبّنت زوجة !
-
بذات الوقت اللي نطقت فيه حليّمة هالكلام .. وببيّت فهد اللي كان ينتظر فيه إجابة دُجى بترقب واللي يقتتل الضِدّان بين أضالعها ! عزم اليقينِ و حيرةُ المرتـاب .. ورغم هالتقاتُل العنيّف كان العزّم هو الأقوى لذلك .. تأملت إنفراد عضلات وجه أبوها بإبّتسامة بسبب كلمتها البسيّطة واللي فجرت الفرحة بكل تفاصيّل وجه فهد واللي قالت بعد صمت قليّل " موافقة يُبة " !
-حليّمة من أول ليَلة خطت فيها دُجى خطاويّها لبيتها والخوف مستقر بصدرها .. لأن وهَاج
ولأول مرة يحن وتبّان الحنية بتصرفاته مع أحد غير كايَد وغُصن !
والأهم أول مرة تشوفه بهالإضطراب بسبب شخص مابينه علاقة معه !
كانت خايفة وحيّل إنه ممكن بيوم من الأيام تكون هالدُجى زوجة ولدها .. وهذا خوفها تحقق !
وهذا هو الكلام تسّلل لمسامعها ! لذلك كلها سخط وكلها غبّنة بهذي اللحظة .. وكل سخطها واضح وبشدة بعيُونها الي تبّان الحِدة بنظراتها
ولنبّرة صوتها المرتجفة من شدة العصبية !
ناظرها كايّد بتوتر .. ورجع يناظر لوهّاج بِرجاء بيّنما وهّاج كان يتأمل أمه وعصبيّتها اللي تفجرت من كل أنحاء وجهها .. لذِلك حاول يبّحث عن كلمة تترك هالعصبية تِتلاشى بنفس اللحظة ولا طرى بأركان عقله سِوى : ماهو بحقيَقة الحين
عقدت حواجبها وهي ترمي نقابها على الأرض : الحين ؟ وش تقصد ؟ الموضوع حقيقي ولا أنت جالس تطبّل لكذبك ؟
تنهد ورفع كفه وهو يحك حاجبّه بعشوائِية،ماكان وده تعرف الحين،كان وده تعرف بتوقيت مناسب هو يقترحه! معرفتها بالطريقة هذي دمّرت مواويل كثير برأسه وماعاد صار بيدينه غير يقول الحقيقة : الموضوع كِذب ووهم لحتى يوافق الطرفيّن على الزواج يمة،هي للآن ما ...
بترت جملته المستفزة وهي تشد حجابها بصدمة وتضغط على يدها بحدة : أنت ناوي تقصّر مابقى لي من عمر ؟ناوي تبتليني بحياتي الي بقت ؟
وللآن تنتظر رضاها عليّك ؟ تبي تجنني تبي تموتني من شدّة ضيقي؟
قرب منها وهو غير مستوعب تماماً لردة فعلها القوية والصادِمة بالنسبة له،كان مقتنع إنها بترفض بالبداية ولكن بنفس الوقت كان بباله إنه بيقدر يقنعها توافق،ولكن الي يشوفه حالياً غير عن مخططاته تماماً !سخطها هذا كان أكبر بكثير من معتقداته ولا هو قادر يلاقي له مُبرر : يمة الزواج عبّارة عن رضا طرفين،أنا لي حق الخطّبة وهي لها حق التفكير،وبعدين يايمة شوفي الموضوع من وجهة نظري أنا،النيّة تليين هالقلب ،النيّة إنك تستوعبين إنه كل شخص إثمه على ظهره،كل شخص يتحمل سوء أفعاله ،ليه تظلمين بنت أختك بسبب خصومتك مع أختك مانيّب فاهم،هي وش ذنبها بالموضوع ؟ يعني تبيّن تسكبين كل الكره الي أحتضن صدرك على أختك عليها ؟ ماتظنين إن هالشيء قاسي يايمة؟
نفثت نفسها الحّار من شدة عصبيّتها هذه اللحظة ،محاولات وهّاج بسحب عصبيتها كانت محاولات فاشلة تماماً خصوصاً بهذه اللحظة كان كلامه مثل اللِي ينثر بانزين على حفنّة نار ،لذلك الغيّظ والقهر اللي بقلبها نثرته كله على طرف لسانها ،وحاولت بكل طاقتها تنثر السلبيّة على جمِيع أجزاءه لأجل هالسلبيَة تكون عائق بينه وبين بنت أمواج ،أمواج أختها اللي تركتها تذوق مُر الحيّاة وتركتها تتخبّط بمُوج العذب لوحدها ! كانت كل كلماتها لها نيّة وحدة " يتراجع وهّاج عن هالزواج " ولو كلفها الموضوع كسّر قلبه .. لأنها تظن إن هالكلمات بتنجرح بس لدقايَق أو لثواني معدودة،ماكانت تظن إن الكلمات ممكن تكون مثل السيَف اللي يجرح ويبقى هالجُرح عمر : أنت تجهل مقامك يا وهّاج ،أنت تلعب على نفسك وتحاول تشيّد مبانيّك بممكان بعمره مارح ينبني،قصَر هالطريق الطويل عليك وحط خبر عند أبوها إنك ماكنت بوعيّك لأجل تقدم على هالخطوة
أنت منت بقد العائلة يا وهّاج ،منت بقدها
ميّل شفايفه بخفُوت وهو يناظرها بإستنكار وقال ببرُود : ماهقيّت يايمة،ولكن علميني قبّل أتشره وأعاتب هالحقد اللي من بين حكيك لبنت أمواج ولا لولدك ؟
حليّمة قضمت شفايفها بشدة بسبَب برود وهّاج اللي أشعل النار بصدرها وبكثرة لدرجة إنها تحس بحريق فتّاك إنتشر بجميع أركان جسّدها ،كانت تتمنى يقدم وهّاج على خطوة الزواج ويتغير للأفضل كأي أم بالحيّاة هذي، كانت تتمنى له الخيّر،كانت تتمنى تشوف حفيّد من صلبه وتلمح الضحكة على وجهه،ولكن إختيّاره لزوجته ضرب بكل أمنياتها بالقاع وشكّل كل أنواع الحقد اللي أندفن من القِدم من جديد :
شدت على قبّضة يدها بكل قوتها وهي تحاول تجبّر نفسها تنطق هالكلمات،كانت تكتوي بنار هالكلمات قبل تقولها،كانت تعرف بتأثيرها على وهّاج كيف بيكون، هي قبل تقولها تعذبت ،أجل هو كيف بيتحملها ؟ مع ذلك شّدت على نفسها لأن هالأسلوب الوحيّد اللي بيرجع وهَاج للصواب بنظرها: هالحكي لأنها بنت اللي ما تِتسمى،ولأنك تبيّها،لأنك شخص ماعنده كبريّاء يا ولدي ،تحاول تبنيّ شيء عمره ما بينبنى،تحاول تخلع عن جلدك سود الليالي بس منت بقادر
بلع ريّقه بصعوبة بسبب جمل أمه الأخيرة وهو يناظرها بإرتبّاك ،رداء البرود اللي تشبّث به قبل لحظات تخلى عنه هذه اللحظة،ماكان قادر يفهم نيتها ولا سبّب كلامها العنيف هذا،بس اللي قدر يفهمه هذه اللحظة،إن أحياناً العائلة تحب تتلذذ بعذابّك !

كايّد اللي شبّت النار بصدره وتفجرت العصبية بكل وجهه وهو يلمح الضيّق الي بان على وجة وهّاج وخصوصاً إنه كان ساكت لأن وهّاج كان هادي وبارد ولكن هاللحظة مارح يبقى للسكوت مكان،لذلك وقف قدام وهّاج وهو يقول بضيّق : يايمة أنتي واقعية ولا من وحي الخيّال ؟
عقدت حواجبها وهو أردف بقهر؛هالحكي ينقال من ثغر أم لأكبر عيّالها ؟ كيف قدرتي تقوليّنه وأنتي تدري إن كلمة من أمك قادرة تبنيّك وقادرة تهدمك ،وهّاج هو وهّاج وما من شخص يجهل وش يعني الوهّج،وكأنك ماتدرين يمة تراه يعني النُور .. يعني الوضّاح يعني الضيّاء،السواد اللي تحكيّن عنه ماهو بمعنى من معاني النور أبّد،وإن كان الموضوع مقصور على فهد وموافقته هو وبنته على وهّاج فوالله ورب العبّاد لو يطوف الأرض وهو راكع لأجل يلاقي شخص مثل وهّاجنا مايلقى
وإن كان الموضوع لأنها بنت خالتي فمثل ماقال وهّاج هي ماهيّب أمواج هي بنتها يايمة،يعني أفعال أمها ما تعنيها،وبنت الخالة أولى بوهّاج وحنيته من بنت الغريّب
حليمة صرّت على أسنانه بكل شدة وهي ترمقّ كايد بنظراتها الحّادة،لأول مرة يتجرأ ويواجهها بموضوع معين،لأول مرة قدر يفرض رأييه ويتكلم عن اللي بقلبه،مع ذلك ماكان يهمها هالتغير كثر ما يهمها موقفها اللي كل ماله يتعقد ويصير أصعب ،لذلك أقصى حل لجئت له هو الصّراخ،كانت تظن إن الصوت العالي هو اللي بيجبَرهم يرضخون:والله يا وهّاج لو تنطبق هالسمّاء السبّع على الأرض مارضيّت عليها .. ولا رضيت تكون لهم نسيَب .. والله ليّحل عليك غضبي طول عمرك ولتكون أمومتي حرام عليّك طول مانت عايش معها هالبّنت بنت أمواج ولا برضى تكون بهالقرب مني لو كلفني الموضوع أنت
بهالأثنّاء ألتفتو كلهم على صوت بكّاء حاد وعنيّف وشهقات عالية وشديدة كانت نابعة من أقصى قلبها الصغير،صوت صراخ جدتها ترك الرهبّة تستقر بصدرها لدرجة إن كيسّ الحلوى الصغير الي كان مستقر بين أصابعها يدها إستقر على الأرض من شدة خوفها
إلتهب صدَر وهّاج من شدة عصبيته باللحظة هذي وصوت بكائها العنيَف كان قادر يسبب زلازل عظيمة بصدره لذلك خطى خطوة بإتجاه غُصن وعيُونه تعلقت بعيونها اللامعة من شدة الدمّع ولكن صُوت حليّمة أجبره يلتفت ومازال صوتها العالي يّرن بالمكان : لا تتجاهلني ...
من إشتد صوت بّكاء غُصن ألتفت وهاج بحدة وناظر لأمه وهو يرتعد من شدة عصبيّته،صرّ على أسنانه وتكلم من طرف ثغره وهو يقول : هالموضوع منتهِي عندي،لا تختبري صبري وأنا أسمع صوت بكاءها لأجل مايصير شيء ماودي يصير
عقدت حواجِبها بسبب كلامه ووهّاج تخطاها بعشوائية وهو يسارع الخطوات بإتجاه غُصن اللي من أنحنى على ركبه قدامه بدأت تشهق بخفوت وهي ترمش بطفولية ،تنهّد وهو يرفع كفه ويمسح دموعها بحنيّة وقال : أفااا ،تبكين وأنا حولك؟
ميّلت شفايفها ببّكاء وهي ترفع يدها وتدعك عيُونها ببراءة ومن ثمّ ناظرته وهي تقول : جدة تصرخ عليك وعلى خال كايّد
أنجبر يبّتسم وهو يتأمل نبرتها الباكيّة وعيونها اللي طاغي عليها الحزن : وأنتي تبكين عشاننا يعني ؟
هزت رأسها بإيجاب وهو ضحك بخفة وأقترب منها وهو يحضنها بحنية ومازالت ضحكته تنسّمع
بينما حليّمة شدت على قبضة يدها وهي تغمض عيونها بشَدة وكلها غيظّ وتساؤل " ليه محد قادر يفهمها ؟ ليه محد قادر يحسب حساب موقفها وحسّرتها على سنينها الضايّعة بسبب أختها وأنانيتها ؟ ليه محد قادر إنها جالسة تشوف أمواج بدُجى ؟ وإنها من شدة ضيقتها لما تشوف دُجى ماتقدر تسيطر على نفسها؟"
ناظرها كايّد برجاء وهو ينقل نظراته على يدها المقبُوضة بإحكام : إعتقيه يمة،دخيّل الحزن بعيونه إعتقيه من هالضيّق اللي تزرعينه بصدره
تكفيّن يايمة أبوس طرف يدينك لاعاد تكسرينه ،والله ماعاد فيه مكان صاحي فيه لأجل تكسريه زيادة،كله كسور وأنا ودي نجبّرها له لأننا أهله وعائلته ماهو نزيد الكسّر كسر
رفعت أنظارها وتأملت كايّد ثم تنهدت وهي تمسح ع وجهها صدت عنه وهي تناظر لوهّاج اللي حاضِن غصُن بحنية وعضت على شفايفها بقهر،ماكان ودها توجعه، بس الجرح اللي بصدرها ماكان قادر يعفو ويصفح
تخطتهم وهي تدخل لغرفتها وكايّد اللي أقترب منه كتف يدينه وقال : ماشاء الله،هالأحضان لوهّاج بس هاه؟
رفعت رأسها وناظرته بخفوت وبعدها أبتعدت بشكل بسّيط عن وهاج وهي تفتح ذراعها الثانية، أبّتسم وهاج وكايد ضحك وهو ينحني ويحضن غُصن من جهتها اليسّار وبجنبه وهّاج حاضنها من جهتها اليمين



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس