عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-21, 09:58 PM   #9

علا الخالع همسات

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية علا الخالع همسات

? العضوٌ??? » 355357
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 290
?  نُقآطِيْ » علا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond reputeعلا الخالع همسات has a reputation beyond repute
Rewity Smile 1 الفصل الرابع من رواية ليتني لم أحبك أكثر

الفصل الرابع
"يذوب جليد المرأة أمام دفء عيني رجل عاشق "
هذه هي القاعدة و شواذها كل أنثى خذلها ذكر فلم يستطع احتواء ضعف واحدة وثقت به أو احترام قلب أخرى آمن و اطمئن!
" ارتاحي بالغرفة الأخرى و نتحدث فيما بعد وقتما تشائين يا أبية "
غرفة ماذا ؟!
اتسعت عيناها للحظة تواجهه بعدم فهم و صدمة جدًا كانت واضحة قبل أن تخفضهما مُجيبة ببرود " لن يُشكل هذا فارقًا فلو أردت .....
" لا أريد أي شيء سوى كسب قلبك هذه المرة ، لا ترسمي بمخيلتك أسباب وهمية و تلصقينها بي رجاءًا يا أبية ، اعطني فرصة حقيقية هذه المرة فقط "
" الحب لاإكراه فيه يا محمد لا يؤخذ عنوةً أبدًا "
" الحب حرب يا أبية ، و الحرب خُدعة و الخُدعة لا تُنفذ إلا على حين غفلة و المرء الذي يسقط سهوًا بشباك العشق لن يكون مُجبرًا أبدًا على اعتناقه بل يقع أسيرًا بمباركة القلب و رغمًا عن أنف تردد العقل "
كانت ساخرة و كان جاد لدرجة جعلتها تصمت غير راغبة بأي جدال ، غادرت بهدوء و لكن بنية يعلم جيدًا أنها تُخالف كل أمنياته و طموحاته تجاهها ، يتمناها بشدة و الله وحده يعلم كم يجاهد ليخفي شوقه لها و لكنه يعلم جيدًا أنها ستضعه بكل زاوية تجعله مُدانًا بنظرها ، شهواني أو مادي ربما بارد ، بكل الطرق ستحاربه و لن تُسلم قلبها له إلا تحت سطوة عشق جامح!
توجه لغرفتهم التي أصبح قاطنها الوحيد و ارتمى على الفراش بتعب ينهش كامل جسده، حتى الآن لم يستطع تصديق فكرة وجودها هنا و عودتها ل عصمته ، لا يهم خلاياه التي تصرخ من فرط الألم فاليوم سيرتاح و غدًا يستعد لحربها الباردة
" قلب العاشق لايدرك سبيلًا للنوم أو الراحة بعيدًا عن معشوقه "
و اختلط الواقع بالخيال ، هي هنا حتى بأحلامه و قد أوقعت عقله الباطن تحت سطوتها ، كانت جميلة كما هي دومًا ، جميلة جدًا بعينين واسعتين ضائعتين كالبحر تعصف أمواجه فتبتلع كل شيء بطريقها تارة و تهدأ تارة أخرى ، ابتسمت له ، ابتسامة رائعة ليست ساخرة أبدًا كالذي اعتادها منها، و يالله سيطرت الرغبة في عناقها على عقله و قلبه فأجابهما طائعًا و اقترب ، اقترب جدًا لكنها ذهبت فجأة و افلتت من بين يديه دون مقدمات !
" أبية !"
انتفض من نومه فجأه، نزع عن جسده الغطاء و فتح باب غرفته بقوة و خوف ف أفزعها و سقط من بين يديها كوبها الساخن ليتناثر أمامهم بعدما انسكب نصفه على كفها دون أن تشعر !
لم يكن واعيًا بشكل كافي ليستوعب وجودها أمامه ، ظل واقفًا مكانه بحاجبين معقودين لدقيقة ، و كأنه يرى كائن فضائي لا يستطيع عقله تحديد هويته ،
ثم أفاق !
انتبه لها فرمش بعيونه عدة مرات بعدم فهم لكل ما حدث قبل أن يدقق و يرى بوضوح و جهها الذي شحب و يدرك أنه أجفلها و أسقط الكوب من بين يديها ، كانت تنظر له بعيون مُتسعه و رهبةً أذابت قلبه فأسرع نحوها و ضمها إليه بقوة ، أحاط كامل جسدها بذراعيه لا يدري هل يطمئنها أم يتأكد من وجودها !
ثم مرر كفه ببطء على ظهرها يمسده برفق و هو يهمس بحنان و أنفاس متقطعة " أنا آسف جدًا ، لم أقصد إخافتك أبدًا "
كان صدرها يعلو و يهبط بانفعال شديد و لكنها تمالكت نفسها بسرعة و هي تدفعه بعيدًا عنها بضعف هامسه بخفوت " لا بأس "
كانت تبتغي الهرب فأمسك كفها يضغط عليه قليلًا ل يستبقيها فصرخت مُرغمة ثم عضت شفتيها بألم فرفع يدها عنها يتفحصها بقلق و حينما رأى الحرق سحبها خلفه بسرعه و رفق ووضعه تحت صنبور الماء البارد دون أن يُفلت عينيها و دون أن تعترض هي ، كانت مُستكينة و جميلة كما لم يعرفها من قبل ، غاب لدقيقة أحضر بها كريم للحروق و شاش ثم غلف الحرق بحرص شديد بينما يجلس على ركبتيه أمامها أرضًا ثم قبله قبلةً طويلةً قبل أن يعود و يأسر عينيها الجامدتين هامسًا بصدق " شكرًا لأنكِ هنا "
***
" إياك أن تسقط بفخاخ عشق امرأة خائفة "
المرأة حينما تخاف يتقوقع القلب و يهاب أي مشاعر تجاه أي رجل حتى و إن كان قديسًا ، لذا إن كان و لابد ف اجعلها مطمئنة آمنة أولًا كي تتمكن من كسب ذلك الخافق المرتجف لاحقًا !
" انتظريني هنا يا رحيل "
أومأت موافقة و هي تراه يبتعد قليلًا عنها يتحدث مع تاجر ما فالعم صالح أرسلهم منذ الصباح الباكر على غير العادة لشراء بضاعة جديدة للمطعم وكما فهمت فهو يريد أن يضيف أصناف طعام جديدة على أصناف المطعم المحدودة
لم يكن باقي التُجار بالمكان قد بدأوا يومهم فالكثير من المحال لا تزال مُغلقة
راقبت علي و هو يتحدث مع التاجر العجوز ويبتسم له ثم يُخرج ورقة مطوية و يمليها على الرجل ،
"ما بك يا جميلة "
ظهر أمامها رجلًا نحيفًا مُتثاقل اللسان فجأة ، كان قريبًا جدًا منها فأرعبها و ارتدَّت خطوة سريعة للخلف كادت تسقط إثرها حيث إلتوت قدمها بفعل الحجارة الكبيرة التي لم تنتبه لها ، وجدت ذراع ذلك الـأحمق يطوقها و كل هذا بأقل من دقيقة فصرخت بغضب و رعب و هي تدفعه بعيدًا " ابتعد عني "
ضحك بقوة و هو يخبرها بلزوجة مقيتة " أنا المخطئ كنت تركتك لتسقطي "
صرخت ثانية و هي ترى على يهجم على الرجل فجأة يدفعه بعيدًا ليرتطم ذلك بالحائط القديم خلفه و يسقط أرضًا شبه فاقد للوعي بفعل المشروب الذي يتعاطاه لا بفعل الرطمة !
" ماذا فعل ؟"
همس بغضب جعلها تخاف أكثر و كأنها أمام ولي أمرها ، و كأنها أضاعت شيئًا يخصه ،فكانت ترتجف بحثًا عن إجابة مناسبة تُطفئ بها نيران سخطه !
حاولت قول أي شيء و لكن الخوف يخنق الكلمات بحلقها فصمتت مُجبرة و هي تضع يدها على صدرها بفزع بينما تُغمض عينيها تحاول التركيز و استدعاء كامل وعيها المشتت !
" علي انتبه "
صرخت بفزع و لكن قبل أن يُدرك أي شيء كانت زجاجة حادة ترتطم برأسه و الدماء تتسابق لتسيل من بين ذلك الشق الذي أحدثه الآخر الذي هرب بسرعه
انتزعت الوشاح الذي كانت تضعه على كتفيها و أحاطت الجرح تتمني لو توقف النزيف بينما تجمهر القليلون المتواجدون بالمكان حولهم مُحاولين إسعافه ، و ظهر العجوز الذي كان يتعامل معه علي للتو و الذي فوجئ بغيابه فجأة و هو يحضر طلبه ،ذهبا مع الرجل بينما ذهب آخر ليوقف أي سيارة لتنقله لأقرب مشفى
كان يجلس أمامها و هي تراقبه بدموع لا تتوقف فأمسك يديها ضاغطًا عليها برفق و هو يهمس بصوت مُنهك " لا تبكي فوالله دموعك هذه أشد وطأةً عليَّ من ذلك الجرح برأسي "
تجمد وجهها فجأة بصدمة ثم سحبت يدها منه بتوتر و أخفضت عينيها أرضًا و هي تستند على الحائط خلفها بينما تشعر بدوار شديد يصارع وعيها يكاد يُفقدها إياه ، أغمضت عينيها لثانية تبتغي الانفصال عن كل هذا العبث لدقيقة ثم فتحت عينيها بسرعه حينما سمعته يكمل بنفس الهمس العاشق " و الله جاهدت و لكن عشقك قدر و مكتوب على قلبي يا رحيل و ما على سوى الرضا به "
***
بدي أشكيلك من نار حبي
بدي أحكيلك ع الي ف قلبي
تخطت الكافية الذي تكاد أرجاءه تتصدع من شدة الصوت بابتسامة ساخرة و لسان حالها يقول " أين هو من الأساس !"
و على ذكر النار فهي حقًا تكاد تفقد وعيها من شدة الحرارة ، الشمس ساطعة بقوة اليوم و جرحها لا يساعدها على الصمود
رأت صيدلية ببداية الطريق فقررت شراء مسكن يساعدها و لو مؤقتًا حتى تُغادر عملها
فرغم إصرار الدكتور محمد على بقاءها بمنزلها حتى تطيب يدها لم تستطع أن تفعل ذلك سوى يوم واحد إرضاءًا ل علي
و ها هي باليوم الثالث لإصابتها تغادر غرفتها و تُعاود ممارسة حياتها الجديدة بكل شغف
أو هروب !
فقد هدأت أمواج أفكارها و لو نسبيًا من كثرة مشاغلها بين العيادة و المنزل و متطلباتها هي و علي ،
علي !
لا تعلم لم تشعر بالقلق عليه اليوم تحديدًا !
خطت للداخل و طلبت من الصيدلى باستعجال أي دواء مسكن دون أي اعتبارات للشاب الواقف أمامها فأشار لها الرجل أن تنتظره لدقيقة ثم اختفى خلف باب داخلي !
التفت الشاب الواقف أمامها ينظر إليها بتعجب شديد و حاجبين مرفوعين من شدة استغرابه قبل أن يهمس بريبة " أنتِ! "
" لا شبيهتها "
كانت تجيب بامتعاض و سخريه فتمنى لو ضربها ، أو فقأ عينيها الباردتين و لكن لحسن حظها كان الصيدلى قد عاد بختم الصيدليه يختم أوراقه و أعطاها الدواء بسرعة فأعطته ثمن الأقراص و غادرت بسرعة
شكر الرجل وسلم عليه قبل أن يُسلمه حقيبة من العينات المجانية و ينصرف لاحقًا بالأخرى التي أغاظته و هربت
" يا سمراء "
تسمرت مكانها قبل أن تلتفت نحوه بغضب ثم عاودت خطواتها مقتربة منه ببطء كأنما تحاول كبح جماح رغبتها بتشويه وجهه ، وقفت أمامه مباشرة ثم وشمت الجليد على وجهها بإحترافية شديدة ليصبح دون أية معالم أو مشاعر
" هل تعلم أنني بإمكاني أن أناديك يا صاحب الأربعة أعين مثلًا أو يا سليط اللسان لكن سيكون هذا حتمًا تنمرًا و هذا غير لائق أبدًا ، و هل تعلم أنني أُدعى علية و من قلة الأدب أن تناديني بالسمراء أو المجعدة ؟"

" أنا قليل الأدب إذن ؟"
سألها ببرود لم تفهم منه دوافع السؤال فتجاهلت نواياه و أخبرته بثقة " صفاتك أنت أدرى بها "
و تركته لتُكمل طريقها دون أن تُعطيه حق الرد ف ابتسم دون أن يرفع عينيه عنها فهذه الفتاة بطريقة ما أصبحت فظاظتها تروقه ،اليوم ناداها بالسمراء دون أن يعلم السبب ربما لأنها كانت ترتدي فستان أبيض طويل و واسع أبرز سُمرتها أكثر فكانت جميلة بشكل غريب و رغمًا عنه أراد أن يستبقيها دون قدرة منه على رفع عينيه عن ملامحها الغريبة ، المميزة !
نفض عنه أفكاره و هو يراها تختفي بعيدًا وقرر إعادة تركيزه على عمله و إخراج السمراء المجعدة تلك من رأسه مؤقتاً
***
" جدار الثقة حينما ينقض لا شيء يُقيمه و لا حتى الحب مهما بلغت درجته"
" ما بكِ يا خديجة "
" مابي ؟"
أجابته بتهرب وعيون زائغة لا تقوى على المواجهة ف جلس إلى جانبها يُقربها منه ، ارتبكت وتشنج جسدها بالكامل تحت لمسة كفه فنظر لها بصدمة هامسًا بعدم فهم و هو ينتقل مُغيرًا مقعده ليجلس أمامها مباشرة " بربك ماذا حدث لمَّ تبتعدين عني منذ أيام و لم تنظرين إلى بهذه الطريقة الآن "
قامت من مكانها بسرعة و هي تخفض نظرها أرضًا هامسة ب هلع جاهدت لتخفيه " لاشئ "
أمسك ذراعها يستوقفها وأدارها نحوه مُتسائلًا برجاء " أخبريني بالله عليكِ"
نظرت له بعيون دامعة وأخبرته بصوت ضعيف مخذول " تريد أن تسمعها مني إذن !
حسنا ، لأنك خُنتني يا أمين، "
"أنا !"
همس باستنكار لتُقاطعه بعنف بينما يزداد نشيج صوتها و تتدفق دموعها رويدًا رويدًا "نعم أنت ، أنت ذهبت لزوجتك السابقة ترجوها العودة ،أردت الزواج عليَّ "
شحب وجهه و توترت نبرته ،حاول نفي الاتهام الواضح بكلماتها عن نفسه " أنا ، أنا لم ..."
" لا تكذب يا أمين لم أعهدك كاذبًا فقد سمعتك صدفةً و أنت توافق والدتك في رغبتها بعودة رحيل ، و والله كذبت نفسي، قلت لا لن يفعل أمين هذا بي و لولا أني رأيتك بعينيَّ تذهب إليها ما صدقت أبدًا
"اجلسي لنتحدث"
جذبها برفق لتعود لمقعدها بقلة حيلة و ارتكز هو على ركبتيه أرضًا أمامها دون أن يترك يديها ، يخبرها بصدق و أسف " أمي امرأة كبيرة يا خديجة و والله خشيت عليها الحزن فقلت لمَّ أعصيها و أنا أقدر على حل المشكلة ، نعم أردت إعادة رحيل و لكن لأجل أمي فقط ،أردتها رفيقة لأمي و ليس زوجة لي فوالله لا أرتضي زوجة لي سواكِ، قلت بإمكاننا حينها السفر ثانيةً و الابتعاد عن كل هذه المشاكل و لكنها أساسًا لم توافق لذا لا داعي لحزنك مني أو غضبك على "
" أنت لم تفكر بي للحظة يا أمين ،ذهبت و آذيتني بأكثر طريقة قد تقهر أي امرأة، فوالله لم أكن لأعترض على بقاءنا هنا مهما كانت الظروف و لم أكن لُأهمل والدتك أبدًا ، المُشكلة ليست موافقة رحيل أو رفضها ، المشكلة الحقيقية ب ثقتي بك التي انكسرت و عقلي الذي بات ينفر منك رغم ميل قلبي ، أنت وضعتنا بمأزق يا أمين و لا أرى لنا أي منفذ منه "
قامت من أمامه تبتغي هرب و خلوة تلملم بها شتاتها و لكن قبل أن تختفي تمامًا من أمامه التفتت هامسة بابتسامة حزينة " ما أشعر به ليس حزن و لا غضب يا أمين و إنما شعور أقرب لخيبة أمل و طعنة في الظهر "
أظلم وجهه بحزن و تملكه التعب فقد أصبح دومًا شعور أنه أخطأ بحق الجميع و حتى نفسه ملازمًا له ، كيف يرضي جميع الأطراف لا يعلم أبدًا "
وضع رأسه المشوش بين كفيه بقهر و عجز دون أن يلحظ نظرة الندم و دموع الأسف على وجنتي والدته ، عادت لفراشها ترتمي عليه بضعف و ضميرها يؤلمها بشده صارخًا بوجهها " دمرتِ حياة ابنك يا عزيزة ، لا ليس وحده ، بل خربت حياتهم جميعًا "
***
" و الله جاهدت و لكن عشقك قدر و مكتوب على قلبي يا رحيل و ما على سوى الرضا به "
لم ينظر لها أبدًا و هو ينطق كلماته حتى أنها تشك أنه قالهم من الأساس ، منذ عادت و هي تجلس مكانها بعيون مصدومة ، منذ اتصلت بنسيم و منذ لحق بهم العم صالح و هي تحاول الهرب من طنين الكلمات و أثر الهمس و صوته و هو يزعق بها بفزع !
خائفة هي و مرتجفة ك طير صغير ألقته أمه بالسماء قبل أن تعلمه أصول الطيران !
قلبها يخفق بقوة تكاد تقتلها و المشهد يتكرر مع رجل ينقذها و يخاف عليها ثم يعترف بحبه و هو غارقًا بدماءه لأجلها !
و رغم الأنثى التي استيقظت داخلها فالمرأة المهزوزة بالداخل ارتجفت و خافت و شعرت بتهديد كبير ،
كان يعاملها بشكل طبيعي بالمشفى بينما قلب كيانها كله في دقائق و وحده الله يعلم إن كانت ستتمكن من لملمة شتاتها ثانيةً أم لا !
انتفض جسدها إثر طرق شديد على باب شقتها ف أسرعت بخوف تنظر من أتى و أتى بماذا في هذا اليوم العصيب
" رحيل تعالي بسرعه "
وقفت بصدمة تنظر للمرأة المتواجدة أمامها بعدم فهم
هزت رأسها بغباء تتزايد وتيرته و حنق من تلك التي لن ترغب أبدًا برؤيتها
" ماذا تريدين؟"
ابتلعت ريقها بتوتر مُحاولة كبح جماح غضبها فأخبرتها المرأة بسرعة و ارتباك " الخالة عزيزة تحتضر و لا تنطق إلا ب اسمك ! "
" ماذا ؟!"
كان كل شيء يصدر طنينًا مزعجًا حولها ، نظرت لها خديجة بإشفاق فقد شحب وجهها و ظهرت قطرات عرق خفيفة على جبهتها بينما لفت ذراعيها حول جسدها تضمه بقوة !
" رحيل أسرعي بالله عليك ِ"
نظرت للمرأة أمامها بعدم استيعاب ، تراها تتحدث و توضح و لكن لا يستطيع عقلها التعاطي مع الحروف و الكلمات !
" رحيل المرأة تموت أفيقي "
هزتها خديجة بعنف تصرخ بها فنفضت رحيل يدها بعيدًا عنها صارخة بجنون " ماذا تريد مني بينما آثرت الهرب !"
" هي أعمار يا رحيل ما ذنبها هي ، أسرعي فالأقدار لا تنتظرنا أبدًا "
سارت بخطوات سريعة غاضبة للشقة الُمقابلة و تجاوزت كل حنين و ذكرى و انكسار بكل زاوية ، تخطت كل شيء يدعوها للتمعن، يحرك مشاعر مُتناقضة داخلها و اقتحمت غرفة الخالة عزيزة ف هالها الوهن الذي ارتسم بحرفية على كل ملامح وجهها
شهقت بفزع قبل أن تتراجع خطوة للخلف و رغمًا عنها تساءلت كيف هرمت المرأة بهذا القدر ب تلك الفترة القصيرة !
كانت تنظر لها بعيون شبه مفتوحه ثم ارتخت شفتيها بما يشبه الإبتسامة قبل أن تُغمض عينيها للأبد!
" أمي "
ناداها أمين بجزع فلم تُجِبه ، هز جسدها و رفع يديها يستحلفها بالله أن تستفيق فلم تفعل ف ركضت خديجة نحوه تشد على يده تُحاول مُساعدته على الصمود ف ارتمى بين أحضانها يبكي ، كل هذا و رحيل تقف مذهولة ، ترى كل شيء يذهب و يأتي و لا تتمكن من إدراك كل هذه السلسلة المعقدة من الأحداث بيوم واحد !
تقدمت وجلست إلى جانب المرأة تنظر لها بعيون مغرورقة بالدموع ، تنظر لملامحها المتراخية بثقل ثم همست بعدم وعي " أنتي أنانية بهذه أيضًا ،ظننت أنه سيذهب و زوجته و تحاولين كسبي ك ابنتك من جديد ، بأنكِ ستعوضيني عن القهر الذي يملأ قلبي ، بأنك ستخبريني مرارًا بأنكِ آسفة و لكنك حتى هذه حرمتني منها ، ماذا أردتِ مني !
لم طلبتني و ذهبتِ دون قول كلمة واحدة !

" رحيل "
التفتت لأمين تنظر له بعيون حمراء ضائعة فـأخبرها بألم " أرادت أن تعتذر لكِ بشدة ، قالت لي أنها اشتاقت لكِ و بأنكِ ابنتها التي لم تنجبها ، أخبرتني أنها تريد أن تضمك لصدرها و تطيب جراحك و أنها لو وافتها المنية قبل رؤيتك ترجوكِ أن تقفي و تتلقي عزاءها ك ابنتها ، كتبت لكِ الشقة و أوصت بألا يُفارق خاتمها هذا بعد غُسلها يدك و بأنها تتمنى فقط لو يطيل الله بعمرها و تراكِ سعيدة مرة أخرى "

" لا ننال كل ما نتمنى في النهاية "
" ماذا تقصدين ؟"
كان وجهه يرجوها أن تنفذ وصية والدته و ألا تخذلها ، أن تريحها بقبرها ، كان الضعف يطل من بين نظراته يخبرها بعينيه ألا تزيد الحمل على كاهليه
" لا يهم ، هل ستقوم بدفنها اليوم أم بالصباح الباكر ؟"
" غدًا "
همسها برعب و هو يراقب ملامح والدته وكأنما ينتظرها أن تفيق و تحتضنه و تخبره أنها تمزح مثلًا !
" البقاء لله يا أمين "
همست بآلية شديدة فخاف و سارع بالسؤال بلهفة و هو يراها تغادر دون أية نية واضحة " أين تذهبين ؟"
" موعد على تلبيته و سوف أعود سريعًا لا تقلق "
خطت خطواتها للخارج ببطء، تُحرك نظراتها بين كل زاوية و أخرى، تراجع كل شبر بالمكان ، كان كل شيء كما هو تقريبًا ، لم يتغير سواها !
حينما وصلت لباب الشقة التفتت و نظرت للغرفة المقابلة بحزن شديد تُشاهد أمين على نفس الحال و زوجته تشد على يده و تمسد ظهره بثبات شديد!
تسمرت مكانها تواجه المشهد بإصرار ، تحفره بعقلها متعمدة!
و فجأة التفتت لها خديجة و كأنها تعلم أنها تراقبهم و للغرابة لم تشعر بأنها تريد ابعاد نظرها عنهم أو حتى يراودها شعورًا بالخجل و قد أمسكت بها المرأة مُتلصصة عليهم، ابتسمت لها خديجة ابتسامة صغيرة حزينة و نظرت لها بعيون دامعة تحمل نظرة امتنان!
أسبلت أهدابها تخفي مشاعرها بداخلها قبل أن تلتفت و تغادر بصمت و بداخلها شعور عميق بالرغبة في الفناء ، أن تصبح رمادًا أو أي شيء لا كيان له
بداخلها ثقل معقد لا تستطيع فك شفراته ، تسير بالطريق دون أي شعور ملموس، تنظر للجموع حولها تذهب و تأتي دون إدراك لزمان و لا مكان
و كأنها أصبحت موجة مياه هادئة أو راكدة ب نيل عذب !
هل هي حزينة أم لا ، تريد أن تبكي أم لا
لم تستطع حتى هذه اللحظة فهم نفسها ، كل ما تشعر به أنها تريد الذهاب للسيدة زينب ، تحتاج لزيارتها بشدة!
***
لولا بعض الكلمات المتأففة ما استطعنا استكمال حياتنا الرتيبة ،
فالسخط مفيد أحيانًا
تصعد الدرج نحو شقتها بتعب و غضب فالكلمات لا تزال تتردد بأُذنيها " يا سمراء يا مُجعدة "
الكلمة ضربت دواخلها المُهتزة بمقتل و تحمد الله ألف مرة أن رزقها نعمة البرود و الثبات الإنفعالي
فذلك الحقير قد لامس وترًا حساسًا داخلها بالفعل !
فتحت بابا الشقة ب تعب و عقل مُشوش ف رأت أمامها فتاة شابة تحمل زجاجة مياه و كوب زجاجي من مطبخها!
رفعت إحدى حاجبيها بسخرية قبل أن تقترب بخطوات بطيئة تتأكد مما تراه فجعلت وجه نسيم الهادئ يمتلئ بالريبة، توقفت أمامها فجأة ثم قالت ببرود شديد " آخر امرأة رأيتها بهذا المنزل غيري كان منذ سنوات و كانت أمي رحمة الله عليها ، من أنت؟"
" أنا من تقوم بدورك منذ ساعات "
كانت غليظة و ساخرة فأعجبت نسيم اللعبة فبادلتها الحديث بنفس لهجتها قبل أن تُضيق علية عينيها بتدقيق قائلة باستهزاء " و من كلفك بالقيام بمهامي ؟"
" أخيك بالداخل مشقوق الرأس اطمئني عليه أولًا بدلًا من كل هذا الهراء "
كانت لكمة قوية وجهتها نسيم لوجه علية الذي ذهب لونه فرأت جيدًا ريقها الذي ابتلعته بخوف و نفسها الذي توقف لثوانٍ قبل أن تتمالك نفسها فتستعيد ثباتها و ترمقها بنظرة نارية ثم تذهب و تقتحم غرفة أخيها بسخط فرأت معه رجلًا مسن بشوش و هو بفراشه حول رأسه ضماده !
ابتسم لها فور رؤيتها محاولًا امتصاص شحنة التوتر المُشعة من بين نظراتها قبل أن يهمس لها مُلاطفًا " لا تفزعي هو جرح سطحي "
" السلام عليكم ، أي حمامة كنت تنقذ هذه المرة "
سألته ببرود و هي تقترب من فراشه تداري رعبها و تجلس إلى جانبه فنظر لها بابتسامة هادئة مشيرًا لكفها " كيف حال يدك اليوم "
" أعرج يسأل على أبتر "
احمر وجهه خجلًا فهمس لها بصوت خافت بشئ ما يتوعدها و هو يضغط على ذراعها بغلظة فانفجر العم صالح ضاحكًا يغمزها مُشجعًا " و الله يا ابنتي لو كان له نصف ثباتك لحقق مُناه منذ زمن "
" و ما هو مُناك يا حبيبي "
" العم صالح يمزح يا علية ما بكِ"
ازدادت وتيرة ضحكات العم صالح قبل أن تتمتم " صبرًا " ثم التفتت نحو نسيم الغارقة ب علي توجه كلماتها لها " ما اسمك صحيح "
" نسيم "
" حمدًا لله على سلامتك يا بني ، خذ وقتك و لا تحمل هم العمل ، و لا تأتي الا حينما تطيب "
هز علي رأسه بامتنان قبل أن يراقب العم صالح و نسيم و هما يغادران بشرود ، أفكاره كلها تدور بفلكها ، تباعدت عنه في المشفى رغم محاولته لإبقاء مسافة آمنه بينهم و حرصه على ألا يضغط عليها أكثر
لم تتحدث بكلمة و بمجرد ظهور نسيم و العم صالح هربت !
يتسائل هل ستحبه يومًا أم أنه يركض خلف سراب!
" تحبك "
نظر ل " علية" بصدمة ، بتسائل هل ترجم لسانه أفكاره دون أن يُلاحظ؟
" ماذا ؟"
سألها بعدم فهم فجلست مكان العم صالح ، تنظر لعينيه بتفحص و تخبره ب ثقة " تُحبك ، الفتاه مُغرمة بك "
" من ؟"
عقد حاجبيه بعدم فهم حقيقي فأجابته بتأكيد " نسيم "
" أنتِ تمزحين حتمًا ، نسيم ك أختي تمامًا "
" إذن من هي حبيبتك "
عقدت ذراعيها أمام صدرها باستفهام تطرق الحديد و هو ساخن ف احمر وجهه وتعمد استخدام اسلوبها الساخر " لا حبيبة لي سواكِ هلا تركتني أرتاح قليلًا ؟"
" ألن تخبرني من هؤلاء و ماذا حدث لك ؟"
" صاحب المطعم وابنته ، أريد النوم بشدة يا علية أرجوكِ "
أجابها بنفاذ صبر و صوت مُجهد بشدة ف
تحركت دون كلمة واحدة و أطفأت الأضواء حوله و لكن قبل أن تُغادر تمامًا مُغلقة الباب خلفها التفتت تنظر له قائلة بإصرار " بعيدًا عن كونك تحبها أم لا ف هذه الفتاة مُغرمة بك "
"علية كفاكِ هراءًا و اتركيني ارتاح رجاءًا "
صرخ بها بغضب لم يُحرك برأسها شعرة فانصرفت و أغلقت الباب خلفها بعنف غير آبهة بسيل الشتائم الذي لحق بها ثم ارتسمت ابتسامة مُتلاعبة على شفتيها قبل أن تتمتم باستمتاع " أسرارك أصبحت أكثر إثارة يا علي "
***
" عم صالح"
التفت خلفه فهاله ما رأى
كانت رحيل و لكن ليست كأي مرة رآها بها ، كانت ظاهريًا ثابته و لكن عيناها الغائمة و شحوب وجهها ينذر ب انهيار قوي وشيك قد لا يستطيع التعامل معه أبدًا
كان على وشك إغلاق المطعم فأوقف كل شيء يفعله و جذب كرسي لها بسرعة ثم أجلسها برفق
" نسيم أحضري كوب ماء بسرعة "
صرخ ب نسيم الغائبة بالمطبخ فركضت نحوه بكوب الماء مفزوعة لتجد رحيل أمامها تجلس على الكرسي بجسد واهن و وعي على وشك أن تفقده ف احتضنتها بهلع و سقتها كوب الماء بسرعه ثم ذهبت تأتي بكوب آخر ، تُملس به على وجهها و هي تهمس لها بخوف " رحيل ما بكِ ، ماذا أصابك ؟"
وجهت نظرها نحو العم صالح تهمس له بضعف " ذهبت دون أن تراني قوية و سعيدة بدونهم ، قبل أن تعوضني خسارتي أو حتى تخبرني أنها نادمة ، ألا أستحق شيئًا من هذا ؟"
تنفس الرجل بعمق شديد يحاول التماسك أمام وضع الفتاة المزري قبل أن يخبرها بحزم " ماتت عزيزة صحيح ؟"
أومأت برأسها مؤكدة على ما وصله من معلومات ف أتي ب كرسي آخر ووضعه أمامها غير آبه ب ابنته التي تقف بينهم غير واعية عما يتحدثان عنه و لم تُبدِ نسيم أساسًا أية اهتمام ب غير الفتاة التي يحاكي وجهها وجه الأموات الي جانبها ، كانت تحتضن جسدها لا تعرف هل تطمئن نفسها أم تبث الحياة بداخل تلك المسكينة !
" هي ذهبت لرب العالمين ب اثمها و لا حيلة لها و لا قوة الآن بينما انت لا تزالين حية و تملكين الروح التي تأتي بها و تذهبين دون أن تدركي قيمتها و بإمكانك هدم الأرض و بناءها بمشيئة الله إن أردتِ ، دون عفوك هي عند الله مذنبة و لك منها القصاص و لا تستطيع حتى أن تطلب منك هذا العفو ، هل رأيتِ بأي مأذقٍ هي ؟!
" لم يكن عليكِ انتظار العوض منها فالجبر و العوض من عند الله وحده يا ابنتي أفيقي ، كل البشر لا حول لهم و لا قوة من دون الله ، أنتِ لا تزالين شابة جميلة و أمامك العمر ، عليكِ أن تعوضي ما سلبوكِ إياه و تعيدين السعادة و السكينة لأعماقك

" تريدني أن أقف ب عزاءها ، خائفة من القرار ، هل أذهب أم..... "
" واجهي يا رحيل ، كفاكِ هربًا ، اذهبي و قفي و واجهي خذلان الجميع لك برأس مرفوع و صدر سليم لا ضغينة به و لا حقد ، و حينما تغادرين هذا المنزل لن يكن بداخلك سوى رحيل جديدة تريد العيش و ليس أي عيش و إنما حياة كلها سعادة و رضا و أمان
هزت رأسها بضعف، بطاعة و قدرة فانية على النقاش أو الاعتراض
" خذيها يا رحيل ، ساعديها و لا تتركيها تذهب إلا و هي بخير "
أومأت نسيم موافقة فجلس مكانه بتعب شديد و كأن الأيام تعيد نفسها ، و كأنه عاد ذاك الشاب الضائع و كأن الحياة تأبي أن تترك قلبًا سليمًا، لا بد من ندبة يظل يأن بها طوال حياته !
***
" إذا أردت قتل أحدهم، فاحتل قلبه ثم غادر ببطء تاركًا إياه بين الموت و الجنون "
نزار قباني
فهو مات يوم هجرته و جن حينما عادت ، و كم يخشى الفقد ثانيةً و يطمع بعودة عشقٍ لم يكن له أساسًا أي وجود ، أو يأمل بأن يغرسه بأرض قلبها البور غرسًا !
اليوم قرر أن يذهب إلى جامعتها
هاتفها و أخبرها أنه بالخارج ينتظر ، كان الليل قد حل و الحرم الجامعي شبه فارغ إلا من طلبة كلية الطب ببعض فِرقها ، رآها من بعيد مُقبلة عليه بحاجبين معقودين و ريبة جدًا واضحة على وجهها فابتسم دون أن يشعر و شرد بها " أبيته " ، كانت ترتدي فستان يتعدى ركبتيها صيفي بلون الغروب، جميل جدًا ، ابتلع ريقه بشوقٍ يكاد يقتله و عيون رغمًا عنه تفضحه فتتلألأ برغبة شديدة بتقبيلها! ، كانت تبدو مزيج من الطفولة و الأنوثة ف تنهد بقوة حائرًا كيف لها ألا ترى كم هو مريض بها بحق ؟!
" ماذا هناك ؟"
" أحبك "
رمشت عدة مرات مُتفاجئة قبل أن تعيد رسم الثبات على ملامحها تسأله بجدية " لم أتيت ؟"
" أكاد أن أفقد وعيي من فرط الجوع "
توترت ملامحها و همست ب أسف صادق " أنا آسفة اليوم طويل و ......."
" لا يهم ، أنا أتيت لأأخذك معي و نذهب لتناول العشاء سويًا "
" الآن ؟"
همست باستغراب ف ابتسم دون أن يُفلت عينيها و هو يتحدث بنفس طريقتها الهادئة " الوقت غير مُناسب ؟"
" أنا فقط ، امممم كيف أذهب معك هكذا ، ملابسي غير مناسبة "
" أنتِ جميلة جدًا هكذا "
مد يده فجأة بخفة شديدة و التقط رباط شعرها يحرره ، ثم اقترب يُمرر أصابعه بين خُصلاته بسرعة شديدة قبل أن يغمزها هامسًا بشقاوة " انتِ جاهزة جدًا الان ، هيا "
و فتح لها باب السيارة ينتظرها ، تسمرت مكانها لدقيقة تنظر له بغرابة ، تحاول الوصول لدواخله و كأنها تخفى عليها !
بدت و كأنها لن تتحرك و هو لم يكن ليمل الإنتظار أبدًا ، وفجأةً اقتربت و أطاعته و اتخذت مقعدها إلى جانبه،
كانت شاردة ، تفكر هل عليها حقًا أن تعطيهم فرصة أم أنها أيام و تعود ريمة لعادتها القديمة !
تخشى الندم إن أضاعت الفرصة و تخشى خيبة الأمل إن عاد لحاله القديم بعد أن تأمنه
نظرت له خلسةً الي جانبها ، كان ينظر للطريق أمامه ، يقود بيد واحدة و يستند بالأخرى على الزجاج الى جانبه، يُمسد ذقنه ببال مشغول.... فشردت بملامحه ، كان مُجهدًا و لكن به شيء غريب يجذبها ، به شيء مُتغير لا تعلم ماهيته !
و لم تكن تعلم أن قلبه كان يرقص فرحًا و هو يشعر بنظراتها تتخلله ، تمني لو تخطت الظواهر و ذهبت مُباشرة لقلبه لترى كم هي مُستبدة بحقه !
***


علا الخالع همسات غير متواجد حالياً