عرض مشاركة واحدة
قديم 20-04-08, 06:23 PM   #14

Electron

? العضوٌ??? » 779
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 782
?  نُقآطِيْ » Electron is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني عشر: " عايلة أم محمد"
(1)
في الصبح رحنا لعرفة..جلسوا كل الحملة في خيمة كبيرة..و حطوا لنا فرش رحلات..و دورات مياة_الله يكرمكم_ مقرفة بشكل يخليك تكره استخدامها، و صابون ريحته فضيحة..تحملنا اليوم إلين طلعنا للمبيت في مزدلفة..و ركبنا الباصات من صلاة المغرب.. و تقريباً ما كنا نتحرك من الزحمة..
 قلت لندى: حركة السير صايرة زي بحركة الدم عند واحد عنده جلطة.. كل شوي توقف.
 قالت ندى: ويــــــــــــن! هذا مات وشبع موت..كل جسمه جلطات!
 قلت: زي هذيك الصور إلي جابوها لنا في المدرسة.. أيام الحملة التوعية عن أخطار المخدرات..تذكرينها؟ هذاك إلي تعاطا مخدرات مخلوطة بقراز مطحون و تقطعت شرايينه..
 ندى: ييي..عليك تشبيهات يا ريم! حسبي الله عليك روعتني و أنا حاجة..!
 قلت: أيوه يا حــــــاجة..أزيك يا حـــــــــاجة؟ عاملة أيه يا حــــــاجة؟
 ندى: الله يقطع أبليسك يا ريم..عن السخافة.. ترانا حاجين.. لبي.. لبي..
و الحمد لله وصلنا مزدلفة الساعة 12 ..و ما درينا إلى طلعونا من الباصات.. و فرشوا بسط سفر.. و قالوا "حركة السير متوقفة بنام هنا.. و نجمع حصا!"
أكيد المعارضة النسائية صالت..و جالت.. و أتصالات على الأزواج.. و الأولاد..و الأخوان بلا فائدة:
"ويــــــــــن ؟! تبينا نرقد في الشارع قدام الناس؟!"
" ياربي.. ما أقدر.. ما أقدر.. أيش شغل الشحاذين هذا؟!"
"أقول.. تراني دافعة من حلالي ستة الالاف ريال..ما عاد بقى إلا هي ! أرقد في الشارع.. كني هندي منحاش من كفيله!"
"هالحين أنتم متأكدين أننا في مزدلفة؟ بس لا نكون غلطانين.."
"نبغا دورات مياة خاصة"-الله يكرمكم-
"وين القبلة؟"

و في الأخير تعشينا من كودو.. على الرصيف.. كان فيه بسط لحريم.. و ثانية للرجال..و كان غاية المراد عندي في ذيك الساعة ..دورة مياة.._الله يكرمكم_
لكن ما فيه.. رقدت و أنا أحاول أتحمل الجو الغريب هذا..ما دريت إلا جاء واحد ..عند بساطنا.. إلي ما تشوف فيه غير اجسام ملتفة بالعبايات السود-الله يستر علينا-
و قال و هو مستحي: يا عمتي..عمتي هيا..لقيت -الله يكرمكم- حمامات..
قلت في نفسي: "ياااااااااااي.. وناسة.. يا عالم.. لقينا حمامات-الله يكرمكم-..يا لله لك الحمد..خل أروح معهم.."
و قمت و مشيت وراهم.. كان الطريق بعيد..و كان الشاب يمشي قدام عمته العجوز.. و شكله تنبه لي.. فبعد شوي..فقدمت لعمته
• و قلت له: يا خالة أنا أبغى أروح معك للدورات المياة -الله يكرمكم- تبني أمسك يدك و لا شيء.
• قالت: من أنتِ؟
• قلت: ريم.
• قالت: ريم..بنت أخو الوزير..حياك.. أنا أم محمد.
كل الحملة أم محمد! لكن بما أنها عرفتني و عرفت ندى.. فأكيد إلي معنا في الخيمة..
• فقلت: ..أم البنت؟.-كنت ناسية اسمها-
• قالت: أيه..شذى..
و كملنا الطريق أشر الشاب للحمامات العمومية-الله يكرمكم- و قال: "أنتظركم"
يا عيني على الحمامات العمومية!-الله يكرمكم-
شيء يفوق الوصف!!
كل وسخ و قرف و روائح ممكن تتخليها موجودة-الله يكرمكم-
و هنديات و اندوسيات و أتكيت _ حارة كل من أيده أله_
 و أم محمد المسكينة قاعدة ترجاهم "عندي سكر و كلى..الله يبعد عنكِ كل مكروة..الله يخليك خلني أدخل"
و لا حياة لمن تنادي!
رحمتها و دزيتها في الحمام-الله يكرمكم-
 و قلت لها: "ما عليك منهم أدخلي بس"
و وقفت أتخانق مع الهندية إلي شوي.. و تفتح عليها الباب..
 طلعت و قالت لي : ما تبين تدخلين؟
بصراحة مع هالوسخ و الريحة_الله يكرمكم_
قلت في نفسي: "أصبر للصبح أحسن"
 قلت: لا بس أبغى أغسل..
غسلت عبايتي و يديني و رجعت.. ودخلت جسمي في فراش الرحلات.. و غطيت وجهي بالغطوة و الطرحة..و تركت عبايتي تجف..
 على حوالي الساعة ثنتين الليل قالوا لنا : أرجعوا الباصات بنرجع منى..
قمت و لبست عبايتي الرطبة.. و كملت نومي في الباص..
و مثل العادة الطريق قصير، لكن ما يتحرك، أذن فجر العيد، و أحنا في الباصات..
و وصلنا أول منى و الشمس قربت تشرق، نزلونا نصلي الفجر، قبل ما تفوتنا الصلاة، ثمن كملنا طريق للمخيم _أحلى مخيم في العالم_
فيه فراش، و دورات مياة –الله يكرمكم- صالحة للاستخدام البشري، و فاصلين الرجال عن الحريم،
و حاجات ما كنا نقدرها حتى فقدنها أمس..
سوينا طوابير على الدورات المياة-الله يكرمكم- و ما خلصت الطوابير إلى آذان الظهر! لأنه عيد و أحنا حلينا من أحرامنا..و بـــدء الدلـــع..
خذت شاور باستمتاع شديد -مع أني أنزكمت-..و لبست جلابية من اليشمك..و دهنت كل جسمي بكريم معطر رجعني لأيام الرياض و العليا و الرفاهية.. استشورنا شعورنا بعد ما قصيناها.. مع أنه أكيد خربت القصات لكن..عاجبنا احساس ترتيب شعورنا و هواء الاستشوار يطيرها..
شفت ندى لابسه جلابية كبرى القصير..و جالسة تحط مكياج..ما كان معي غير روج و كحل..حطيته على الأقل أطلع في عمري الحقيقي قدام الناس بدل عن إلي سألوني: "أنتِ سنة كم؟!"
سلمت على أم محمد و بنتها شذى إلي في عمر ندى و باركت لهم بالعيد..طلعوا من خيمة ثانية لكنهم جوا عندنا و تغدوا معنا ضحايانا..
و هات يا تعليقات: ندى ما تحب اللحم، و أنا أبغى مايونيز، و أم محمد تبغى لحمة ما فيها دهن،، و شذى تبغى تبولة و لا فتوش..
فهم ما كانوا يجيون سلطات فهي تخرب في الحر..
.............
بس بعدين وصلتنا أخبار من الحملة "بأننا ما نطلع نرجم.."
صار حــــــــــادث عند الجمرات..و خرب علينا عيدنا..
كنا نسمع صوت سيارات أسعاف وشرطة..و كان من الصعب نخيل أنه بعد أمتار قليلة فيه ناس يــمــوتــون.. و لا نــقــدر نسوي لهم شيء..
على المغرب قالوا "تقدرون تروحون ترجمون"
..رحنا و كنا نشوف رجال الشرطة هادهم التعب جالسين عن الجدران..و نشوف بقع غامقة على الأرض..
كانت تخوف.. لأننا عارفين أنها مو كولا أو مجاري..
كانت دم بشري ناشف.. مسلم نزف حتى الموت..تحت رجول أخوانه..
و ما كان فيه إي واحد فيهم قادر يقدم له المساعدة..لأنه مع الزحمة و الفوضى لو أنحنيت.. صرت تحت الرجلين تحتضر..
رجمنا بسرعة.. و دعينا..وشفنا فلبينيين يصورون المرجم مبسوطين بالحج..
قال فهد: بعض الجاليات عندهم اعتقاد بأن الوفاة في الحج شهادة و حسن خاتمة علشان يتزاحمون و يعرضون أنفسهم للموت..!!"
..قال خالد: خلاص عرفتوا الطريق.. تعالوا كل يوم أرجموا.. مو لازم نجيبكم..
رجعنا و كلنا كيك و حلى العيد الي قدمتها الحملة لنا..
و بكرة ثاني العيد رحنا طفنا الأفاضة.. و أفطرنا كودو في الباص..و ما وصلنا منى إلا العصر! رمينا و رجعنا المخيم..
و مر اليومين الجاية على نفس الحال
نتأخر في النوم ..و لا نقوم إلا الظهر.. نرمي في العصر.. و الليل نقعد نحل المسابقات إلي تسويها الحملة.. و لا فزنا بشيء! ثمن نقعد على صلاة و دعاء..
و في آخر يوم رجعنا لجدة.. رحنا لمنتزة على البحر أتفقت معه الحملة يسوي عشاء وداعي للحجاج..كان البوفية لذيذ بشكل.. بعد الرز و اللحم إلي عشنا عليه أسبوع.. و المنتزة أكثر من رائع..كنت أحب جدة.. و الحياة في جدة..و ناس جدة ..بس ما عرفت استمع في الحفلة الوداعية.. لأني كنت لابسه جلابية عادية.. و شكلي مو مرتب..!
<<< هذي حالة نفسية عندي ..لما أروح لمكان مرتب..لازم يكون شكلي مرتب..ولا ما أقدر أنبسط!
بعدين طلعنا و جلسنا على البحر..كان هاديء.. و رايق.. و يسحر.. جلست أفكر في هالأيام الماضية أيش صار فيها؟ و كيف مرت؟
دعيت ربي للمرة المليون في هالحج أنه يرزقني بفارس أحلامي..
أحياناً كنت أدعي بأنه إذا كان ولد أخو أم محمد فيه خير.. يسره لي..ما كانت منتبهه لوجهه غير النظارة الطبية..و لا أعرف عنه شيء..و لا حتى اسمه.. لكن تعامله مع عمته و معي عجبني..خصوصاً يوم دريت بأنه أخو شذى من الرضاعة.. و موديها للحج قبل عرسها لأنه ما فيه من يوديها..
ندى بعد قلبي.. ندوي..زي أختي الي أنحرمت منها..الحج قربنا من بعض.. و خلانا نعرف بعض أكثر..
أما خالتي هتون إحياناً أقول بأن مرضها النفسي يأثر على تصرفاتها..
و إحياناً أقول من قبل ما تصاب به و هي تكرهنا و تحاول تأذينا.. فمرضها ما غير شيء.. غير أن تصرفاتها كانت واضحة و مفضوحة..
.......................................
(2)
بعد أكثر من سنتين في ثاني أسبوع في الدراسة:
 قلت: كان ياما كان في حاضر الزمان كان فيه بنتين في ثالث متوسط.. الأولي كانت شاطرة و الثانية كانت كسلانة و عندها مشاكل..كانت الأولى تعامل الثانية على أنها ممسحة جزمتها_الله يكرمكم_..كل حركات المسلسات الأمريكية تسويها فيها..تتهزء فيها.. و تهينها قدام كل البنات.. و كل ما يمكن تتصورينه.. خلت حياة الثانية جحيم.. خلتها تمشي مقهورة و منفعلة.. و ما تكلم أحد علشان ما يتريق عليها..نجحت الأولى من المدرسة.. و راحت لمدرسة أهلية معروفة ببيع المعدلات..أما الثانية فما نجحت ألا بعد ما عادت سنة.. و راحت لمدرسة حكومية مشهورة بصرامتها..و ما أحد يأخذ عندها معدلات..بعد أكثر من خمس سنين أجتمعوا البنتين في مؤتمر متطوعات فيه..وحدة ما معها بعد الثانوية غير دورة حاسب من معهد يحاول أنه يساعد خريجاته للحصول على وظايف بتدريبهم بأي مكان يرضي فيهم..و وحدة طالبة الملك سعود.. و قسم تربية خاصة.. مسار صعوبات تعلم.. و معدلها أمتياز ..جايه على شان تقوي خبرتها في تنظيم الفعاليات.. و تضيف خبرة جديدة لسيرتها الذاتية.... في رأيك من صارت خريجة معهد و من صارت طالبة التربية الخاصة؟
 قالت عهود: الطالبة الكسلانة هي الي صارت طالبة التربية الخاصة.. وهي أنتِ صح؟
 قلت: طبعاً..تعجبني نباهتك.. المهم وش رأيك بالقصة؟ واقعية.. و تنفع تدللين بها مع حالاتك على أهمية الإرادة.. و قدرة الإنسان على تغيير واقعه..
 عهود: عارفة يا ريم.. كل ما عرفتك زدت إعجاب فيكِ..هالحين معقولة رسبتي أربع سنين؟ و أنتِ هالحين....... ما شاء الله عليك.
 عهود شوفي ما كان بيدي غير أني أواجة مشاكلي بنفسي..كان ممكن استسلم.. و أصير إنسانة مالها مكانة في المجتمع..أنتظر كلمة عطف و لا شفقة من أحد..لكن ليش؟
"أن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بي أنفسهم.." وش رايك بعد بأني اكتشفت بأن معدل ذكائي 145IQ على اختيار وكسلر للكبار؟! يوم سويناه تجربة في مادة مدخل لتفوق العقلي..يعني قدامك إنسانة موهوبة بغت تروح سراب!..لأسباب متعددة ..المجتمع..المدرسة.. الأسرة...ما كنت أشوف..تقدير ذات سلبي..كنت في داخلي شايفة نفسي فاشلة..و و
 ممكن سؤال..إذا ما يضايقك.. كيف قدرتي ترجعين ثقتك بنفسك؟
 كتب التطوير الذاتي ساعدتي كثير بعد تحطيم البيت و المدرسة..و في نفس الوقت بديت أفكر..و الله قدرت أخلص المتوسط..ليش ما أحاول أنجح في الثانوي..الشيء الحلو فيني و إلي لاحظت كثير من البنات إلي كانوا معي.. و كانوا في مثل حالتي. ما يسونه..أني كنت أركز وش أسوي؟ ما كنت أدور أعذار للكسل..أو أتهاون في إلي أسويه..أو أحمل غيري مسؤلية فشلي.. أنا أقولك هالحين أني عارفة بأن كثير كان لهم (فضل) في التدهور إلي وصلت له.. المدرسة..البيت إلي آخر همه الدراسة..و مثل ما تلاحظين أخوي خالد كان مثلي.. و حتى زميلاتي أمثال إلي قلت لك عليها..لكن لو قعدت أدور أخطاء بصير( محلك سر)..أفضل شيء أدور على الحلول..
 هالحين وش حاسة بالنسبة للي صار لك؟ يعني مشاعرك على زميلتك.. واضح بـأنك ما نسيت إلي سوته فيك..أنتِ تحقدين عليها؟
 عهوده.. لا تسوين فيها اخصائية نفسية عليّ..أسمعني.. صعب تعشين كم سنة في عمرك في كل يوم عذاب نفسي ..و تقولين ما حقدت! تدرين لما شفتها قلت بأني أعرفها و لا تذكرتها!! رغم اللي سوته فيني.. كانت تخلني أروح للدورات المياة –الله يكرمكم- أصيح من القهر و الألم..
لما تذكرتها في لحظة وحدة بس.. تذكرت الشعور (بأني زبـــالـــة)-الله يكرمكم- إلي كانت تحسسني فيه..بعدين ذكرت نفسي أنا هالحين مين و هي مين؟ عهود أنا ما أحب أتشمت..لأنه أصلاً حرام و كل إلي وصلت له بفضل رب العالمين علي..لكن تعرفين ساعات الواحد يحتاج يتفكر بألي وصل له من ظلمه.. بأن الله أنتقم له..
 زي إلي وصلت ليه خالتك هتون؟
 تصدقين بأنه مو هامني طلاقها مرة ثانية و لا مرضها..لأني عارفة بأن أخرتها تطيح في كبدنا.. بس الي يقهرني داعويها في الطالعة و النازلة..
 زي أيش؟
 يعني مثلاً بغيت أمس أسوي ستيك، فكنت في المطبخ، مرة أغسل المواعين، و مرة أشوف الفرن، و تعرفين المطبخ كله حوسة.
 و بعدين؟
 أبد..كنت تاركة صحن على الطاولة، فجت بتاخذه، فقلت لها بصوت هاديء -و الله الشاهد- تراني أحتاجه. فقبت الموضوع دراما!!
"الله لا يوفقك!! جعلك ترسبين و لا تفلحين في دراستك!!
جعلك تأخذين رجل راعي حريم.. يخونك.. و يسكر.. و يحشش.. قدام عيونك!!
جعلك تأخذين واحد يحبسك..و يذلك..و يهينك!!
جعلك تزوجين أربعة..و تطلقين عشر مرات!!
تجعلك تاخذين من ياخذك لديرة بعيدة..و يبعدك عن أهلك و أحبابك!!"
 و أيش سويتي؟
 قلت أحسن..أفتك من وجهك..لأني بصراحة أتمنى أتزوج و أسافر أكمل دراستي برا..
 ها ها عليك خباثة!..أيش ردت عليكِ؟
 قامت تزاعق و تقول : أيه أحسن أنا بعد أبي أفتك منك..و كملت (الموشح)!! و قامت تزاعق..و أنا مطنشتها قاعدة أغسل المواعين.. قامت و سحبتها من يدي و قالت: روحي ..مير ما فيكم خير..أنتِ وش فايدك؟!..تركتها إذا كان ما يرضيها إلا غسيل المواعين فما عندي مانع!!
 هالحين ما تظنين أن تصرفاتها بسبب مرضها؟
 بصراحة جزء كبير منها..لكن كلنا عارفين بأنها كانت تكرهنا قبل مرضها..و أنتِ أعرف مني بأن المرض النفسي يطلع إلي داخل الشخص..خير و لا شر..
و أنا لي (تاريخ) معها..صعبة و الله أقول .."لا هذي مريضة".. و أنا عارفة ما فيه شيء تغير غير الكمية و النوع..
مشكلتها فعلاً مثل ما قيل عنها أنها لاقيه أحد يسمع..و من يأيدها على هلوستها و إحساسها بالأضطهاد!.. و يعطيها اهتمام..و تطلع عنده الضحية.. ما هنا أخبل منها.. إلا خالها إلي ما يصدق على الله يلاقي كلمة.. يجي يشب فينا..و لا في زوجها- أقصد طليقها- و يقول "لا و الله ما يصير يسون كذا.." لا و لا.. لازم بأكلمهم.." و ما يحتاج خالي إبراهيم لقى شيء علينا..يجي نافخ رايشه يتأمر و يسب و يذل و ياويلنا نقول كلمة فهو خالنا..
أنا أبغى أعرف هو يضحك على عمره و لا علينا؟! و الله (سجله الأسود) كله عارفينه.. من فعاليه في أمي و أخوانه..و من كلامه عنا عند جدتي..إلي نسمع كل كلمة منه..و هو غبي إننا ما نعرفه على حقيقته.. و نعرف كل شيء عن بنت أخته!!
 ليه؟.. كيف تتعاملين معه؟
 أبد أنا بنت العليا..العيب ما يطلع مني..و إلي له عندي شيء يأخذه دبل..أعامله برسمية و احترام للنفسي مو له.. ما أنزل نفسي لمستواه.. بس تدرين شيء.. إلي أنا الاحظه أن الأنذال يشوفون بأنهم ما غلطوا في شيء..و أن على الكل تقديرهم و احترامهم..!!على أيش؟!
 واضح أن عندك خبرة في النذالة؟!
 شوفي أول شيء _ما شاء عليّ_ محاطة بالأنذال!! و بعدين ما أدري أحس أن عندي طبيعة تخلي الأنذال يطلعون كل نذالتهم عليّ!
 ايه.. و أنا بعد أحس كذا..شوفي يا ريم إلي يعطي ما حد يقدره..يتعاملون مع عطاءه على أنه شيء عادي!..و أنتِ الله يهديكِ مشيتي أشياء كثيرة..مشيتي نذالة و معاملة خالد المو كويسة..مشيتي أهمال أبوك لك..مشيتي كثير من لعانة خالتك و خالك لك ..و ما عندك ألا يا تروحين للجامعة و لا للدورات..يا تجي تكلمني..
 عهود لا أكون أضايقك بكثرة شكاوي عندك؟..ترى لو ما كنت أعزك و أعتبرك زي أختي. و ضامنه أن ما فيه كلمة بتطلع منك..كان ما قلت لك..حتى صديقات الثانوي ما أقول لهم..
 لا و الله يا ريم علاقتنا ما يأثر عليها فضفضتي عليّ بكم كلمة..لكن يضايقني لما أشوف حالك وأحس أنك تتجنبين المواجهة.. ما عندك ثقة بأنك تستاهلين معاملة أفضل..ما عندك ثقة في مكانتك عند أهلك..ترضين بالذل و الأهمال.. و صايرة الحلقة الأضعف في ها لعايلة!!
 عهود حاولت أكثر من مرة..لكن يا اخصائية المستقبل أنتِ صديقتي من حوالي أربع سنين ..و عارفة كل اسراري..و أفراد عايلتي.. خالي و خالتي عارفة من الأول.. أن ما عندهم أي مشاعر طيبة لي..أشوف نظراتهم ..أسمع كلامهم في وجودي و عدمه..بالله عليك..هذولي وش ممكن أحصل منهم غير الأذية؟!
أفضل شيء أتجنبهم و لا أعطيهم أي معلومة..علشان ما يضروني فيها..إحياناً أقول هذا شعور باضطهاد..و بعدين أقول يا غبية..إلي قرصته الحية يخاف من الحبل..!
وش شفتي منهم علشان تأملين خير؟!.. وأبوي ضعيف شخصية ما يقدر يسوي شيء..
أما خالد فشيئين أولاً إلي ما له مصلحة عنده ما له قدر عنده.
.و الشيء الثاني رجل شرقي..يعني أهانة لرجولته أن فيه وحدة أكثر نجاح منه..! فكيف إذا كنت هالحين امتياز و هو مقبول و سبق و أن نزل له أنذار بالرسوب لأن معدله نزل عن 2.. تقدرين تقولين لي هذولي أيش أسوي معهم؟! رحم الله أمرى عرف قدر نفسه..
 بس يا ريم أنا معك في كل هذا..لكن شوفي كل الجامعة تعرفكِ..و كل شوي جاية وحدة تسلم عليكِ..و الله لو ما كانت مشاعرهم طيبة لكِ ..كان ما أبتسمت وحدة منهم في وجهك.. إلا لمصلحة.. ومع هذا احساس المواطن الدرجة الثانية ما زلتِ تحسين فيه..على أيه يا ريم؟..ما شاء الله عليكِ..حلوة.. و أنيقة.. و جامعية.. و مثقفة.. و ذوق..و بنت عيلة..تقدري تقولي لي من يحس نفسه مواطن درجة أولي؟ الأشكال هاذي إلي خربت سمعة جامعتنا..و مافيه مكان ما أنطردوا منه!!
>>كنا جالسين في بلكونة المسجد قدام شارع خمسة و كافتريا أثنعش<<و قامت تأشر على المعجبات -حسب السمعة العامة عنهم- ناظرت.. و شفت وحدة مارة بينهم.. وحدة أعرفها طالعة من مبني 12..هذي شذى!!
 قمت أنادي: شذى.. شذى..
كانت صديقتي في الحج، و ما شاء الله حامل، و بطنها قدامها مترين، و واضح من شكلها بأنها استاذة مو طالبة،
 ألفتت عليّ و قالت: أوه.. هلا ريم..كيف حالك؟
 حسيت في لهجتها برود.. فقلت: استاذة شذى..
 أبتسمت و قالت: لا..أنتِ تقولين شذى حاف..كيف حالك؟
 و الله تمام..كيف حالك و حال الوالدة؟ و الله اشتقنالكم..جوالي سرق و ضاعت كل الأرقام..و لا و الله ما نقطع فيكم..
 بخير.. الحمد لله..أيش هذا؟
 و أشرت على البطاقة إلي ألبسها فيها اسمي و صفتي كصديقة قسم..
 قلت: أنا صديقة لقسمي..
 يعني أنتِ راعية أنشطة و مشاركات..شفت اسمك في رسالة الجامعة أنتِ إلي تكتبين الخواطر؟
 أيه.. عجبتك؟
 حلوة .. يا لله يا قلبي فرصة سعيدة..سلمي لي على ندى و خالتك..
 أرسلِ لي رسالة علشان أحفض رقمك و نتواصل..
 هه..أه ..إذا ما نسيت..يا لله مع السلامة قلبي..
و راحت و قلت في نفسي: "يا بروودها!.. جبل جليد..!وش صار عليها؟ ما كانت كذا..كانت ذوق و متواضعة..و لا التدريس في الجامعة خلاها كذا؟ يالله شكلها ما تحب يكون لها صلة بطالبات في الجامعة..بس هي شايفة بأني تربية خاصة و هي أكيد في كلية إدارة أعمال..لأنها قالت لي بأنها تدرس ماجستير إقتصاد..يعني ما لي أي علاقة فيها..لا من قريب و لا من بعيد.. يا لله المهم العيب ما تطلع مني"
 جت عهود و قالت: من هاذي؟
 قلت: صديقتي في الحج..مو كنا تأخرنا على الباص خلينا نروح.
مشيت و أنا ساكتة أفكر بالتغيرات إلي صارت في هالسنتين..
 قالت عهود: ريم.. عسئ ما أكون زعلتك بكلامي؟
 قلت : لا و الله عادي ..عهوده بالعكس معك حق..و أكثر شيء يعجبني فيك هو صراحتك.. بس أفكر في شذى..أحس أنها تغيرت..
 لاحظت بأنها كانت باردة معك..و أنتِ كنتِ مهتمة فيها!
 ما دري ليش هالبرود فيها.. مع أن علاقتنا كانت حلوة؟!
 هي مجرد وحدة حجت معكِ..يعني لا تتوقعين اهتمام كبير منها..
 عهود ما توقعت اهتمام كبير..لكني شفت كثير من إلي كانوا معي في الحج كلهم كانوا على الأقل سلامهم حار..هذي جبل جليد..مع أنه ما صار بيننا شيء..
 لكنهم كانوا طالبات وهادي استاذة..
 ممكن...عهود شوفي البنات يركضون..الظاهر بوابة الباصات بتسكر..يا لله خلنينا نركض قبل لا تسكر علينا ونقعد إلى العصر..
و ركضنا بسرعة للبوابة..لبسنا عباياتنا بدون ترتيب..و طلعنا بسرعة..و بعدين تودعنا و راحت عهود لباصها و أنا لباصي..
كان عندي طبع أول ما أدخل الباص أفتح البلوتوث..و كل إلي في جوالي( الأغاني..و القصص..و الصور) من بنات الجامعة..لأن هالأيام ما يرسلون لك بلوتوث في سوق و لا مكان عام إلا "ممكن نتعرف؟!"
فتحت البلوتوث و لا جاني غير زفة الأميرة ريم بنت الوليد – سميتي - لكن لو أموت و أشبع موت.. مستحيل يسوى لي عرس مثلها!!
لكن الي قهرني صدق.. دخله حصة زميلتي في الثانوي علينا في الباص..و مسويه ضجة..كانت من عادتنا ندخل الباص.. و نجلس في الكرسي الي نحبه..
أحياناً نبغى بنت تجلس مع صديقة لها تسولف..لكن الله يبارك فيها حصة..دخلت و تنادي قريبتها بأعلى صوتها "تعالي.. تعالي"
كنت جالسة في الكرسي قبل الأخير.. لأني أحب أكون بعيدة عن سواق الباص.. لو بغيت أتصل بالجوال..أو أكلم زميلتي..و بعدين بصراحة ما أحب أكون أقرب وحدة له..لو طلعت يدي و لا نقابي تحرك يشوفني..
 فجنت حصة.. و بأعلى صوتها قالت: هلا ريم..
 رديت عليها: هلا..
و طلعت ملزمة مقاييس السلوك التكيفي و جلست أقرء فيها..
و قلت في نفسي:" يا ربيه..هالحين هذي مو عندهم سواق..وش جابها لنا..؟و لا شكلها ناوية تلصق فيني! وش أسوي معها؟"
لقين أن أحس حل بأني أتصرف أسلوبي المعتاد مع البنت الي ما تعجبني:
((ما أعطيها اهتمام..و إذا سألتني أرد عليها بكلمة و لا كلمتين..بشكل ما أهينها فيه.. و تعرف به أني ما أبغاها..))
و سبحان الله.. دراسة أربع سنين في الجامعة ما علمتها الذوق..و لا كيف تتعامل مع الناس باحترام!!
كانت تكلم صديقتها بصوت عالي..مشيتها و قلت "حرية شخصية"..لكن وصلت فيها الوقاحة تتكلم عني بنفس درجة أرتفاع الصوت..
 حصة : أقولها و لا أقولها؟؟
 قريبتها: كيفك؟
 حصة: لا لا بأقول لها.. أصلا من أيام الثانوي ما تحب المكيف.. ريم..
 قلت: نعم؟
 حصة: تبين مكيفك؟_تقصد فتحتين المكيف إلي عند كرسي_
 قلت: ليش؟
 حصة: أبغى أخليه عندي..و أنتِ من أيام الثانوي ما تحبين المكيف..
قلت في نفسي: "من أيام الثانوي ما أحب المكيف هذا إلي الله قدرتك عليه!..ما فيه ممكن.. لو سمحتي..
و بعدين مو معناته بأني ضب و لا جمل ما يفرق معي الشمس و الحر!..الله يعني عليك..ما صدقت على الله يوم دريت بأنها أول ما ثبتت.. حولت لرياض أطفال_ ما قدرت على صعوبة التربية الخاصة_ تجي تقعد على قلبي في الباص..هذي غلطتك يا ريم ..كان صرتي و قحة و قليلة أدب زيها.. و ما أبتسمتي في وجهها يوم"
 قلت لها: سوي إلي تبينه..
حولت الفتحتين كلها لها.. و لا كان فيه أحد!!
قلت في نفسي: " فتحنا له.. دخل بحماره.."
بعد شوي رفعت يدي و رجعته لي.. ثمن رجعت الفتحة الثانية..عناد.. لأن حركتها سخيفة..و ما كنت أدري بأني فتحت على نفسي عداوة إنسانة واطية زي حصة...!!
.....................
 بعد مرور أكثر من سنتين على الحج ماذا تغير في حياتي؟
 ما سبب برود شذى معي؟ هل لأنها استاذة و أنا طالبة ؟ أم أمر أخر شخصي؟؟
 حصة.. ماذا سيكون منها في الأيام القادمة؟


Electron غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله
رد مع اقتباس