عرض مشاركة واحدة
قديم 21-08-21, 04:34 PM   #56

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,013
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



...166...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


رفعت رأسها وناظرت له بحدة وهو أبتسم : عقدنا النكاح الصبح بعدما عطيتي الموافقة .. وحسبي الله على العدو والعدوان أول مرة أنطق إسمش وكل خلاياي ترجف وكل شعري يوقف ، ولولا لطف ربي وغشامه الشيخ وسرحان العريس كان هوينا لين سابع قاع ، وكلينا تراب وأنهانت كرامتنا ولكن لطف ربي كبير ، لاحد أنتبه لا لي ولا لإسمش ولا درو عنش ، كل اللي همهم التنصيب ، ورجعت آخذش على طول ، إنتبهي يصير شيء و أحد يعرفش قبل يدخل عليش الشيخ ، راح تكون نهايتش ترى !
ماردت عليه ، وسندت رأسها على الكرسي وهي تغمض عيونها ، تريّح نفسها وتحاول تهديء أعصابها بعد المعاناة ، وقبلها
أما هو ناظر من الدريشة بتشتت ، الكل يدري إن بنت الشيخ العروسة ، بينما هي حفيدته
كل اللي يبيه محد يعرفها إلا باليوم الثاني ، لما يطيّح الفأس بالرأس وتصير زوجته ، بعدها محد يقدر يفتح فمه ، ولا حد يقدر يقول كلمة زيادة كون التنازل كان لهالسبب
-
-
{ في خُسوف الشيخ عز بن راجح }

فرحة كبيرة تكسو كل شبر من الخسوف ، ماكان أقل من حفل إستقبال عز .. ولكن أكبر وأكبر كونهم هالمرة يحتفلون بعز وبس .. يحتفلون بالشيخ عبد العزيز
السعب بكل جهة بالمكان ، والطُبول ما وقفت دقائق بس ، حتى التعب مازارهم من فرحهم ، بدأت المُحاورات بين شُعراء الخسوف ، وشعُراء الديّر اللي جنبهم ، وهذا يلقي بيت من قصيدته والشاعر الثاني يرد عليه ! بعدها
بدأت الزوامل تقبل من كُل مكان ، بحيث يصطفون بجهة وحدة ، ويبدؤون يلحنون الشعر ويقولون على هيئة زامل بنفس طبقة الصوت ونفس اللحن ، وبينما أصطفو مُحبين عبد العزيز من الدير اللي جنبهم بالزامل وبدؤو يقبلون على الخسوفين ولا يخلو الزامل من الرجال اللي يطورقون ويرشون الرصاص بالجو ، حتى وقف عبدالعزيز وراجح وأهل الخسوف بنص الصف ، وبدؤؤ يرحبون فيهم ، وهذا كان زامل الأخوياء والمحبين منهم
و إن أنتهى هالزامل أقبلو الباقين وبدأت تعلى أصوات: ياسلامي على اللي مقدّر عند كل الرجال محسوب
عــدّ ليلٍ تزبّر نـويّـه بـارقـه مـن شمـال وجـنوب
في ظل ترحيب الخُسوفييّن .. وفي ظل فرحهم
بدؤؤ الرجال يتجهزون للعشاء ، وخلف ساحة الزواج كانت الفوضاء عارمة ، صحون اللحم بكل مكان واللي يحرك بهالقدر ، واللي يصب الرز بالقدر الثاني واللي مشمر ويجهز القهوة ، ويصبها بالدلات ، واللي يعدّي واللي يصب ، الديرة واقفة على حيلها
الليلة ماكانت هيّنة أبداً ، شهدّت على حضور جميع مشايّخ القبايل وجميع الأشراف وجميع المحبين
-
-
{ مُنـى وحيـاة }

وقفت قِدام المراية وهي تنثر شعرها بعشوائِية على كتفها ، وناظرت نظرة أخيرة لنفسها بكل رضا
ثم لفت لمنى اللي توها تفتح المناكير ، شهقت وقالت : منى ، يعني حتى المناكير بتحطين ؟ جلست جنبها وهي تهمس لها ؛ يعني ما يكفي اننا رايحين زواج الشخص اللي بقت الجادل تبكيه خمس سنين ، وتبي يعني نتزين بعد ؟
ناظرتها بطرف عينها من فوق لتحت وقالت : حياة ماباقي الا التاج ونخليك العروس ، جايه تحاشريني عشان هالمناكير ؟
كشرت بوجهها وقالت : شدعوه منى ، مو عشان فستان ذيله يسحب وراه صرت عروس
دخلت أم سعد وهي ماسكه رأسها بيدينها : جعلكم العرسة ، قدلي " صارلي" ساعه وانا منتظرة آخر شي عادكم تتحدثون ؟ تبون تجننوني ، الشمس ماباقي شيء وتغرب وانتو لذلحين ؟
منى أرتبكت وقالت : انتظري ياخالة تكفين ، باقي بس يدي اليسار ، مايكفي ماخذتنا غصب عننا تبيني أروح وأشوف طالباتي بشكل مو مرتب
ناظرت ام سعد لمنى اللي ما قدرت ترتب المناكير وتأففت وهي تتقدم وتجلس جنبها ، سحبت يدها وبدأت تحط لها ، وسط ضحكة حياة وإبتسامة منى .
ومن خلصت حتى وقفت ورفعت عصاتها وقالت : والله ان اوصل لباب الحوش منتو بوراي ، لاجيكم اكسر عصاتي ع ظهوركم ، سمعتو ؟
وقفت منى وهي تنفخ بربكة ع اظافرها وحياة ضحكت وهي تسحب العباية وتلبسها ، قالت بضيق بعدما تلاشت ضحكتها : خاطري ضايق عليها ودي انها هنا ، وتحضر الموقف بنفسها
لبست عبايتها منى وناظرتها : خيّرة ياحياة ، كل شيء خيّرة
سمعو صراخ أم سعد وخرجو بسرعة وهم يركضون
ومن طلعو وهم يمشون ناحيه بيت راجح حتى صارت حياة تلتفت بإعجاب : يالله وش هالأجواء ، وش هالديره اللي منقلبه راس ع عقب عشان زواج شخص واحد بس
ألتفت لضحكة أم سعد اللي قالت : هالواحد يسوى قبيلة يابنتي ، ناهيش إنه صار الشيخ يعني فرحتهم فرحتين ، هذا وانا ما اشوف تجهيزهم شيء ، توقعت شيء اكبر
شهقت منى : بعد هذا كله تبي شيء أكبر ؟
أم سعد كانت بتتكلم بس وقفو جنب الباب وهم يلتفتون للسيارات اللي تقرب من بيت راجح وتمشي ورى بعض ، وبنفس الوقت يدقون البوري ، واللي يوضح إنها سيارة أهل العروسة ..


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋


...167...



📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


وما إن وقفت حتى قرب مساعد وهو يهز كتفها : قومي جعلش القمة ، طول الطريق وأنتي راقدة
أنتبهت لنفسها وفتحت عيونها بوجع ، نامت وهي تبكي ومن قوة حرارة عيونها أوجعتها ، ناظرت من الطرحة وما قدرت ، رفعتها وقالت : كيف تبيني أتحرك بهالشيء اللي فرضته علي ؟
مساعد أشر على البنت اللي واقفة جنب باب السيارة : بنت السايق وكلتها تنتبه لش ، راح تمسك يدش وتوصلش للمكان اللي تبينه ، وإن ماقدرتي تتكلمين هي بتتكلم عنش ، اهم شي حتى النملة ما تشوف وجهش ، بنات الديرة كلهم يعرفون امش ، وراح يميزونش قبل تكتمل خطتي ، وان صار هالشيء راح اكسر مجاديفش ياالجادل صدقيني
ناظرته بلامبالاة وتبلد شديد ، ولا فيه شيء نصب عيونها إلا الجرح اللي برقبة أمها ، نزلت الطرحة بعشوائية وهي تفتح الباب وتنزل بهدوء ، وفعلا ماكانت قادرة تشوف شيء من سُمك الطرحة
مسكتها بنت السايق وبدأت تمشي معها ، الين بوابة البيت ، ومن دخلو حتى بدأت الزغاريد بصوت عالي ، وتجمهر كل الحاضرات حول البوابة ، فسخت الجادل عبايتها ، ولكنها تركت الطرحة على وجهها ، ومن بدأت تمشي ناحية الحوش حتى شغلو المسجل الصغير ، وبدؤو يرمون الرِيحان والورد عليها وهي تمشي بلامبالاة ، وسط نظرات منى وحياة المستغربة
وقفو جنب الباب وقالت حياة : الحمد لله اننا جينا معها ، ولا كان صرنا محط الانظار ، وصارو ينبشون فينا
فصخت منى عبايتها وقالت بإستغراب : ليش تحسين وهي تمشي كانها رايحة لجنازتها بسم الله هذا وهي رايحة لشخص جلست الجادل تبكي عليه وتتمناه ، وهذي تجر نفسها غصب
تقدمو وجلسو بالجلسات الحمراء جنب ام سعد
ويناظرون لها ، شلون جالسه بالكوشة لحالها ومنحنيه برأسها ، قالت حياة بضحكة : بسم الله ، لاهذي صدق وش فيها ؟ تخوفني وكأنها مومياء
ماودها تفتش وجهها ونشوفها ؟
أم سعد قالت وهي تسحب دلة القهوة وتصب لها ولهم : سمعت إنها رفضت ، تقول ماهي بفاتشه الا للشيخ ، كود انها ذاله"خايفة" من العين
حياة ضحكت : لا ان شاء الله ، قمر على هيئة بشر وخايفة على نفسها آه بس على قرادة حظك يالجادل ياحبيبتي ، المومياء هذي صارت مكانك
منى دقتها وقالت بضيق : خلاص حياة ، حرام تكفين
كشرت بوجهها وسحبت طرف فستانها الأسود وقالت : كل هالزواج كوم وذيل فستاني اللي سحب تراب الخسوف كوم ثاني !
ضحكت منى وهي تناظرها ورجعت تناظر للي يساعبون بلا مبالاة ، الين بدأو البنات يصطفون بصف واحد ، ويمسكون يد بعض ، مُعلنين بداية رقصة"الخطوة الجنوبية" شوشّت أم سعد ووقفت وهي تناظر للبنات : تعالو يالله
قالت منى وهي ترفع يدها : لا دخيلك ياخالة ، هذا وش ، ترى مـ...
سحبتها حياه وهي تقول : امشي اقول ، تبغيني اخلي هالمتعة عشان حيائك
مشت وهي مكشرة ووقفت وهي تناظر لبشرى اللي شهقت : ابلة منى ،هلا والله ارحبي اهلين احلى من يجي
حياة قالت : بسم الله عليك ،خذي نفس ، تنفسي بين كل كلمة وكلمة
ضحكت بشرى وقالت : وش دخلك يالقزة ، الا ابلة الجادل وينها ؟ حسبتها ماراح تفوت زواج عز
كشرت حياة وقالت وهي تمسح على شعرها : ومن هالعز ، عشان تحضر حبيبتي الجادل زواجه ، يكفي حضورنا احنا
منى مسكت يد بشرى وهي توقف جنبها وناظرت لحياة بنص عين ، بينما حياة ضحكت ، وبدؤو يستمتعون برقصة الخطوة..
غايب عن بالهم .. الحمامة مكسورة الجناح اللي كل هالتفاصيل غايبه عنها وما حضرتها ، بعالم بعيد تماما عن عالمهم .. الطرحة ماهي قادره تخليها تشوف شيء ، حتى الفضول ما حضرها لأجل على الأقل تسترق النظر ، ماكانت مهتمة أبدا
جالسة بمكانها وتواسيها دموعها الحارة ، اللي مانشفت من عرفت بالخبر ، كانت تحس إن حرارة هذا العالم كله علقت وتشبثت بعيونها ، سُحبت كل الحياة من داخِلها .. وبقي بس تبلد وبرود ولامبالاة شديدة
لو يجون يغرسون الخنجر بصدرها ماقالت آه ولا شكت ولا بكت من قوة حزنها ..
كانت دعواتها إن الله يتولى الأشخاص اللي يسرقون البهجة من وجيه الناس ، ويحاولون بشتى الطرق رسم الكئابة والعبوس على ملامحهم..
تنهدت وهي ترفع كفها المرتجفة وتمسح دموعها بضيق ، ورجعت تجلس نفس جلستها
تسمع إزعاجهم وأصوات ضحكاتهم ويضيق صدرها أكثر .. هي بكفنها وهم يرقصون على موتها !
-
-

{ عبد العزيز }
كان واقف بنص الصف الترحيبي .. وجنبه أبوه وعلى يساره سعود وباقي الرجال ، يرحبون بمساعد كونه شيخ القبيلة .. وكونه أبو العروسة
وما إن إنتهو حتى جلسو كلهم ، ومن جلس سند جنب عبدالعزيز حتى لاحظ .. نظرات خال فهيد وأخو ناصِف الحاقِدة ، كونه شخص تمنى إن ولد أخوه يكون الشيخ ، وكونه شخص ولد أخته منفي من ديرته بسبب مجهول ..


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋


...168...

🖌 @storykaligi ❤️🍃


ونقل نظراته لرجال قبيلة هِشيمان ، الكارِهه
ألتفت لعبد العزيز وقال : وكأنك مأكل حلالهم ، وكأنك غريمهم وخصمهم ، وش سوا لكم عز بن راجح لأجل هالحقد يارجل ؟ ماضاق صدرك بسببهم !
بانت الغمازة بطرف خده بسبب إبتسامته الساخِرة وقال : يضيق صدري بالعجَل ياسند واقول ، صدري مايضيق استثقل اني انهزم وآخذ من الهمّ اثقله ومع كل هذا بسمتي مافارقت عين الصديق‏ واللي يعرقل بسمتي أضحك عشان اعرقله
أبتسم سند بضيق وهو يلمح نظراته اللي يحاول يِشتتها ، ولأول مرة ما يقدر يتحكم بضيقته تنهد وهو يسند رأسه على ظهر الكرسي : أثرنا من سنين نحرث بذور أرضٍ ماهيب أراضينا‏
غبي ياللي نوى يجني ثمار أرضٍ ماهيب أرضه
زفر بتعب وهو يشد طرف الجنبيّة ويناظر لسعد اللي للآن متوسط السعب ،ولا هدأت له نفس طول اليوم ، من فرحته الكبيرة .. ولا هدأ إلا لما وقف راجح ، ودعى الكل على العشاء ، اللي أمتد بساحة الخُسوف كلها ، وما إن إنتهو من العشاء ، وبقو للحظات قليلة حتى بدأ التعب فعلاً يغلبهم كلهم
وبدؤو شيوخ القبائل ينسحبون لديرتهم ، وبدؤو أهل الخسوف يأخذون أهلهم ويرجعون لبيوتهم
وما إن فضت الساحة ولا بقى إلا هو ، تائه وضائع ولا وده يرجع البيت ، ولا صحاه سوى صوت راجح اللي نبّهه يلحقه ، تنهد بضيق ومشى بخُطوات هادية وبطيئة حتى توارى راجح عن نظره ، دخل البيت ولقاه ، مقلوب فوق تحت بعد ليلتهم الطويلة ، ما أهتم
ألتفت لبشرى اللي ركضت له من شافته وقالت : أمي وعمتي وجدتي معصبين ، وربي ياعز كأنهم بركان وبينفجرون بأي لحظة ، تخيل هالعروسة عيّت"رفضت" تفتش وجهها ، وحلفت محد يشوفها لين تشوفها أنت ، جدتي كانت بتسحب طرحتها غصب عنها ولكن البنت اللي معها عصبت وقالت " نعم هذا إستخفاف بطلبات شيخنا "
أمي قالت بعدها " ندري إنها عجوز والتجاعيد كاسيه وجهها وراضين بها ، خليها تفتش قدام الضيوف ولا تفضحنا" ! ولاحد رد عليها ، ولما قطعو الرجال عمتي المزن قالت خلاص خلوها براحتها وفعلاً تركوها ولكن لحقوها بنظراتهم والله انها شرار
تنهد عبدالعزيز وهو يناظر لبشرى ، ولا أهتم بمثقال شعره لكلامها ، مشى من جنبها وهو يتوجه لإسطبل جديلة
وهي كشرت وقالت : لها ساعتين تنتظر المسكين بغرفتك ، وانا لي ساعتين ابي اشوف وجهها
الكل رقد ولاعنده فضول ، ليش بس انا اللي بموت من فضولي ؟ اوف
يعني حتى عمتي نعمة وامي رقدو ، وش هالحياة هذي المملة
بينما عبدالعزيز .. أتجه لجديلة وفسخ بشته وهو يرميه بلامبالاة على السُور ، دخل للإسطبل وهو يسحب رسنها ويطلعها للحديقة
وجلس على السُور وهي وقفت جنبه ، تنهد بضيق وهو يمسح على شعرها بهدوء : مكسورة مجاديفي يا جدِيلة ، عُمرك سمعتي بجبل تنكسر مجاديفه ؟
أبتسم بضيق : ألمح بعيون بن جبَار ، كلمة إنسى وعش المكتوب ، ترى ما منه مهرب ولكن ياجديلة ياكيف ابنسى واحدٍ كان كلي؟
يمكن روحتها لااهلها هالأيام خيّرة ، يمكن غيابها عني هالوقت خيّرة ، عشان ما يضيق لها خاطر عشان ما تِتوه بسبب خطواتي المتعثرة بطريقها
أطلق تنهِيدة عميقة وهو يسحب العقال من على رأسه ويحطه جنبه ، وبعدها عدل غترته وهو يلف أطرافها حُول وجهه ، قال بعتب عليه : خايف أروح وأتخيلها الحمامة ، خايف أشوفها هي دون غيرها وطيفها يحضر مِثل كل مرة خايف أظلم بنت الناس وماني بظلَام ياجدِيلة
شد على قبضه يده وهو ينط من على السور ويمسك الرسن ويرجعها للإسطبل : بإذن الله النور يظهر والدعاء يُستجاب ياجديلة وأحقق احلام عمري وآصل لمقصدي سواء هاللحين أو بعدين على الله رجاي بتقديم دموع أمي على قلبي وكلمة أبوي على رغباتي
من الله الفرج والفرح وكل المقسوم من ربي خيرة ، يالله ياربي لك الحمد على كل حال
أخذ البشت من على سُور الحديقة بطرف يده
وناظر القمر اللي توسّط السماء ، تأمله للحظات عديدة ثم أخذ نفس وزفره بضيق ، توجه ناحِية غرفته .. خطوة يتقدم بها وعشرين خطوة يرجع بها ورى
فتح الباب وهو يتنهد بضيق ودخل للغرفه ، ناظر نظرة سريعة للي جالسه على أطراف السرير وصد عنها وهو يقفل الباب ..
بينما هي كانت جالسه قريب الثلاث ساعات هنا ، لحالها وبنفس الوضعية ، ولا تحركت شبر واحد ، جسّدها بهالغرفة بينما عقلها مو معها ، بمكان ثاني تماماً تحاول ما تفكر بسلبية ، تحاول تفكر بشيء لطيف بذكريات حلوة ، تحاول تتناسى هالمكان
لأن في ظل هالإنتظار لو بقت هاللحظة هِنا ماراح تستوعب حتى وش بتسوي بنفسها من حُر الشعور ، تنهدت تنهِيدة من عمقها كانت تِظن من هولها إن أضلاعها بتنكِسر ، ومن حست بأصوات خطوات أقدام مِتجه نحوها ، حتى غرقت بين الحُزن وأرتجفت كل أضلاعها بخوف وترقُب ، الليلة ليلة عزاءها ، لكن ليه ما تِسمع إلا أنين قلبها ؟ ليه محد يبكِيها سوى نفسها ؟


❤️📚 @storykaligi ❤️


...169...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


تقدم بإتجاهها وهو يحس إن الدرب طويل ، وعلى أمل إنه هالطريق اللي سلكه يِتجه به لدرب مليان رِضا .. وقف قدامها وعقد حواجبه وهو فعلاً يشوف الطرحة البيضاء اللي تحجب عنه وجهها كامل الرؤية ، ويناظر لتفاصيلها اللي مو باين منها أي شيء ، حتى يدينها مخبيّتها ، تنهد وهو يقول : السلام عليكم
ماردت عليه ، بينما ظن إنها مِستحية لذلك ما علّق
أنحنى وهو يشتت نظراته للمكان ورفع الطرحة بعشوائية ولامبالاة وبعدها أخذ نفس ، وكان يختنق في الزفير مرة .. وفي الشهيق مرتِين
قال بهدءوه المُعتاد اللي يخفي وراءه براكِين من حرارة موقفه : أول الكلام يابنت الناس ، أنا ماني بظـلام للعباد ، ولا أقبل بالظلم لنفسي عشان أقبله لغيري ..
سكت للحظات وهو يشّد على قبضة يده ، وش ذنبها ؟ يكسر قلبها وهو يقول إنه ما يبيها ؟ وإنه يحب غيرها ؟ عمر الكسر اللي بيصير بهالليلة ماراح ينجبر ، ولا راح يعوضه أي تعويض ثاني .. تمنى إنه يحرق طارق باللحظة ذي لأنه هو اللي دفع قيمة خطأه
مسح على وجهه بضيق وقال : الليلة خليها تعدّي بخيرها ومُرها ، لنا في الصباح كلام ثاني
كان يتكلم ، متجاهل تماما المصعوقة ، اللي كل خلاياها تنتفض ، من قوة الصدمة كانت تحس إن حتى رموشها تِرتجف معها ، ماباقي عِرق بجسدها ما أرتعش ، ولاباقي بها خلية ما إرتعدت ، كانت تِظن إنها هلوسات ، أو حلم ، أو خيالها اللي لجئت له بسبب مُر واقعها
كانت تِسمع صوته ، وتحس إن عقلها يكذِب عليها ومسامعها تدارِيها بسبب خيبة أملها
ومن إنتهى من كلامه ، وكان بيمشي حتى جاءتها الجراءه تِرفع عُيونها بمقدار شطر ، وكان يكفِيها هالشطر
لمحت خاتمها يحتضن أصابع يده ، غمضت عيونها وهي تحس بشفايفها تِرتجف ، وجمعت طاقتها اللي ماباقي منها سِوى قلة من القليل ووقفت على حِيلها وهي تحس برعشة رجُولها ، دُموعها تنزل بِلا سابق وعد ولا إنذار ، وقلبها من شِدة نبضه يُخيل لها إنه بأي لحظة بيغادر جسدها الصِغير ..

-

‏"فلمَّا اجتمعنا قلتُ من فرحي بهِ
‏ من الشِّعرِ بيتًا والدّموعُ سواقِيَا
‏ وقد يجمعُ اللهُ الشتيتينِ بعدما
‏ يظُنّانِ كلّ الظنّ أنْ لا تلاقِيا"
‏-
-
كانت تتمنى إن اللي تُشوفه واقِع .. ما قدرت تِكتم شهاقتها أكثر وبدأت تبكي بإرتباك حتى نطقت برجفة وبصوت مهزُوز من ضُعفها ، وكأن الدنيا تُحطها بنفس الوقت معه بكُل مرة ، وكأنها تعذبها من جِهة ومن جِهة ثانِية تقول "مالك غِنى عنه " : عـزيز
عقد حواجبه بخوف لأول مرة يِعيشه ، من سِمع صوت بكاءها ، إلين نبرة صوتها وهي تنادِيه
تجمد بمكانه ولا قِدر يتحرك شِبر واحد من مكانه
ناظر لكفوف يده اللي ترتجف وبلع ريقه ، لأول مرة يحس بالرجفة هذي تـسري بعُروقه ، رفع كفوفه المُرتجفة وهو يمسح على وجهه بضِيق : كنت أدري إني بتخيلها ، كُنت أدري إني بعيش الموقف وكأنها هي اللي معي .. عزيز في رجاك يارب ، أنا والله ماقد ذِقت طعم الإنهزام لين جربت المحبة على وضح النِقا
عقد حواجبه وهو يسمع شهقاتها اللي ما وقفت ، وهالمرة ألتفت ، وما إن تعدلّت وقفته وناظرها وهي واقفة قِدامه بُفستانها الأبيض ، ووجهها اللي يكسُوه اللون الأحمر من شِدة البكاء طول اليوم ، وعُيونها اللي كأنها بُركان وتفيض بالدُموع ، إلين رجفة شفايفها اللي وضحت كُل الوضوح له
تسللت الصدمة لقلبه ، وأختلست عيونه النظر لكل تفاصِيلها ، والحين ما يدري .. يحارب تفكيره بأنه يتخيلها والا يصارع قلبه اللي أيقن إنها هي .. حمـامـته

بقى للحظات متشبث بِمكانه ، ما قدر يخِطو خطوة وحدة بس .. على نفس وضعِيته وبنفس نظرات الصدمة ، ماكان يدرِي إن العوض اللي قدمه رِبي له بسبب تضحِياته اللي ضحاها عشان والدينه ، راح يجي بهالسُرعة ، ماكان يظِن إن طول المُدة اللي كان يصارع فيها الحِزن بسبب هالزواج وبسبب هالبنت اللي هي نفسها يتمناها زوجة له ..
ماكان يظن إن الأقدار بتجيبها بهالطرِيقة ، ولاكان يدري إن هالحمامة مالها مُستقر ولا مأوى ولا ملجأ من مساوئ هالحياة سوى " كـتفه "
ماكان يدري إنه الله جعله الأمان لشخص يركض له من متاعِب الحياة
واقف يتأملها ، من أطراف شعرها إلين كل دمعة متمردة بعيونها ، ماغاب عن عينه أتفه تفاصيلها
ولا غاب عن قلبه الوجع اللي بعيونها ، هالمرة .. ما مر بقلبه عِتاب ، هالمرة حسبها صح وقبل لا يقدم خُطوه تجاهها فكر صح ، هالمرة غاص بتفكيره عن سبب وجودها هِنا ، وأيقن إنها ضحِية للقبيلة مثله تماماً ، عرف إن المتغطرس الظالم اللي نفاها قبل خمس سنين ماكان إلا مساعد ، وأيقن إنه هو نفسه إللي رماها وأجبرها على هالزواج ، ومن تأكد إنها هي حتى أنعصر قلبه وجع وألم ، على ملامح العذاب بوجهها !



❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋


...170...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


أنعصر قلبه وجع وألم ، على ملامح العذاب بوجهها ، ونظرات الإستغاثة بعُيونها
كانت رجولها ترتجف وبأي لحظة تِحس إنها بتنهار من شِدة تعبها ، ولكنها رفعت عيونها وهي تشوفه يتقدم بخُطوات سريعة بإتجاهها ، حتى وقف قدامها ونقل نظراته السرِيعة على ملامحها ، ثم أبتـسم وهو يرفع كفه ويمسح دموعها برقة ثم حاوط أطراف وجهها بهدوء يكسُوه الفرح : ارحب بوجهش ياحمامة ، علِيم الله كأن الجرح فص وذاب
ناظرته بإرتباك من قُربه ، من وجهه اللي قريب لوجهها ، لكلماته ونظراته ..
وما إن لمح نظرات الخجل وعدم التصديق والذهول بعيونها حتى ضحك بِخفة وهو يقرب أكثر منها ويضمها وهو يحاوط ظهرها بكُل حنيته القوية ، لاحظ جسدها اللي يرتجف من شدة صدمتها ، من شدة قوة الموقف عليها ، ومن شِدة قربه لها وكأنه بأي لحظة بيخترقها
أرتعشت كل خلاياها وهي تسمعه يهمس بإذنها بكل لُطف وبنبرة يغلب عليها الدف، والحنية : ما قلت لش ؟ إني والله ما أترك حتى النسمة تُمر من بيننا ، هذا عهِدي وبفضل الله وفى ، وهذا كتفِي لش غطاء ودِفى
يشهد الله يهالدموع اللي أحرقت خدش اللي أحبه أكثر مني كلي ، لأحرق أي شخص يفكر ينزلها وأنتي بين ضلوعي
للآن ترتجف إلين حست به يمسح على شعرها بحنيّة ويقول : كنت أساير أيامي اللي راحت وأقول "ماعليه " لعل أيامي الأحلى بالطريق
لو إدري إن نهاية الطريق وجهش ؟ يشهد الله كان قضيت حياتي كلها ركض بسبيلش
أبتسم وهو يقربها أكثر منه حتى حس بضلوعها داخل جلده ولا هنأ له هالقرب يبي يدخلها بجوفه
دُون ما يمرها لا ضر ولا وجع : أنتي صرتِي لعزيز يعني أنتي صرتي روحي .. ولاهو بس كذا أنتي روحي كلها لش
بعد لحظات طويلة وهي بحضنه ، وهو يطبطب عليها بحنِية أبتعد عنها وهو يناظر لدموعها اللي ماجفت ، تنهد وهو يمسحها : ماعاد للدمع بعيونش مكان ، ما يجتمع عزيز وياه بنفس المكان
تأمل وجهها للحظات ثم أبتسم وهو يلاحظ تورد خدُودها هالمرة من خجلها ومن نظراتها لثوبه اللي غرقته بالدمع ، ومن إرتباكها ثم ضحك بهدوء وهي رفعت عيونها له ، وناظرته للحظات وهي تتأمل وجهه بهُدوء ثم أقتربت وهي تمرر يدها على أطراف وجهه وهو يناظرها وعلى وجهه إبتسامة ومن لاحظ إبتسامتها إللي دلت إنها أستوعبت الموقف حتى أتسعت إبتسامته قالت بلهفة وهي تقرب بحجمها الصغير منه وتناظره وهي ترمش بربكة : كيف أنت أمس أبعد من نجوم السماء ، واليوم وجهك بين كفيني ؟
سكتت للحظات وهي تبتسم أكثر وتقول : ‏ماني مصدقة عزيز .. إن وجه مثل وجهك يجمع البراءه والوسامه والحنان والدفء والرضى والملح والقبله والهِيبة والقوة في وقت واحد .. يتوسط كفين الجادل !
ضحك وهو يرجع يضمها ويقول : الحمد لله ، رجع لش العقل ، وقدرتي تستوعبين الموقف اللي احنا فيه
سكتت للحظات ثم أبتسمت وهي ترفع يدينها وتشد عليه وهي تثبت رأسها على كتفه : عزيز .. هو صدق إننا إجتمعنا ؟ هو حقيقة اللي قاعد يصير
أبتسم لسؤالها وقال بضحكة : يهالحياة يابنت عِناد مرة نقول ضدنا ، ومرة نقول لا والله انها بصفنا ولكن خذيها مني هالمرة ، حرام حرم الدم محد ياخذش من بين ضلوعي ، واللي يقرب منش لاانحره من الوريد
أبتسمت للحظات ثم ميّلت شفايفها بضِحكة خافِتة وهي تقول : صل على النبي
وهو أبتسم وهو يبتعد عنها : والله إني صادق ، والله يا هالضيم اللي عِشته بالثلاث أيام لو يتكرر لأحرق هالقبيلة عن بكرة إبيها ولا يهمني
شتّت نظراتها للمِكان وهي تخفي توتُرها ، كون هاللحظة جاءت بِدون ما تحسب حسابها ، أو تفكر فيها ، أنتبهت ليده اللي مليانه لون أسود وشهقت وهي تتلفت بسرعة ناحِية الغرفة ومن لمحت المراية حتى مشت بخُطوات سريعة وهي تناظر لوجهها ، حطت يدها على وجهها بفشلة والوِد ودها هالمرة تبكي لين تختفي
عبدالعزيز كان مستغرب تصرُفاتها ولكن من فهم معناها حتى تعالت ضِحكته بتناغُم ، وهي من شدة إحراجها تمنّت تختفي هاللحظة
إقترب منها وهو يضحك ، وبعد يدينها عن وجهها وناظرها بهدوء وهو كاتِم ضحكته على ملامحها اللي مليانة فشلة : إرفعي رأسش ، على إيش منحرجة
ناظرته بطرف عينها وهي متضايقة ورجعت تناظر لنفسها بالمراية ، من كُحلها الأسود اللي مليان بكل وجهها من كُثر ما بِكت ، لين حُمرتها اللي طلعت من على شفايفها لين شعرها اللي تخرب من الطرحة : يرضيك ؟ يرضيك تشوفني بهالشكل وتسكت ؟
ناظرها وميّل شفايفها بهُدوء ثم أبتسم وهو يسحب الطرحة البيضاء ويبعدها عن شعرها ، ثم جمع كفينه وهو يرجع خُصلاتها لورى : يرضيني .. شكلش وجهش ، كل تفاصيـلش كاملة ، وأنتي مرتبة أو محتاسة بعد كل هاللي عشناه ما تبغيه يرضيني ؟


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋





"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس