عرض مشاركة واحدة
قديم 25-08-21, 10:05 PM   #227

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 637
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الإشراقة التاسعة عشر

#جلسات_الأربعاء

قال:_

الحياة ساعة تتعاقب xxxxب أحداثها بين
ساعات من الاختبارات دقائق من التعلم
ثوانٍ من العيش ولحظات من السعادة فاغتنم لحظتگ جيداً
د. شهاب البرعي

خواء الروح كبالون مثقوب مهما حاولت نفخه لن يمتلئ أبداً

يمُج من سيجارته بشراهه نافثاً دخانها كثيفاً في الهواء فيتعبأ صدره أكثر وأكثر والذكريات تتراقص أمام عينيه گ غانية أقسمت على النيل منه !

بسمة حنين تناوش شفتيه تصفعها اختلاجة روح قاسية كلسعة سلكٍ رفيع يبدو من هيئته أنه لا شئ وحين يسقط على جلدك يصيبك بالرعدة تاركاً أثراً لا يزول …
"لقد اتى بابا من السفر يا حسن
"

" أسف يابني "

" أتمنى لك التوفيق مع زوجة أخرى "
"
نهى !
هل حقاً تلك الجميلة التي قابلها بالمشفى كانت نهى زميلة دراسته ؟
تلك الفتاة ذات البطن المنتفخة والتي اكتشف أنها زوجة حمزة خال رنا هي نفسها نهى ؟

فلاش باك ...
" حسن القصاص "

التفت على النبرة المندهشة التي تنطق اسمه ولم يكن أقل دهشة حين رأها
ظل ثوانٍ مدققاً في وجهها حتى ضحك ضحكة باهتة ناطقاً بتساؤل متشكك
"نهى ؟"
ابتسمت نهى ابتسامة صافية وهي تقترب منه قائلة بود :-

"لا أصدق أني أرى أمامي حسن القصاص بعد هذه السنوات
ربما بالفعل قد عرفت أنك أخو رنا صديقتي لكن رؤيتك لم تكن ببالي "

وكأنه لم يستوعب بعد رؤيتها
أو ربما قلبه ينحره أكثر فأكثر أنه فقط لا يهتم برؤيتها
وكأنها لم تكن حبيبته
كانت لا شئ
وكأنه صادف صديق قديم عابر
أنه عالق
عالق حتى النخاع بأخرى لا تستحق
لا تستحق أبداً
وربما هو الذي لا يتعلم
ربما هو الذي عليه أن يفيق
إلى متى سيظل يعلم في ذاته ؟

العقل يحضر ثابتاً نفسه مذكراً بمطرقة الإهانة عن من تكون ؟

أو ربما مذكراً عن ما ناله من حسن القصاص الذي تحن له هذا
فتنحسر ضحكته لأخرى قاسية ... يتلون وجهه بستار الكِبر فيتنحنح قائلاً بأنفة :-

" ربما لأنكِ يجب أن تقتنعي أن من أمامك الآن هو أسر الجوهري "

يفتح زر سترته بأناقة وهو يتخطاها معطياً لها نظرة متعجرفة لا تشبه حسن الذي تعرفه أبداً ناطقاً بكِبر :-

" سعدت برؤيتك سيدتي "

عودة...

والغانية أوية
وغانية ذكرياته هو كانت ماجنة

ماجنة تتراقص بأسلحة أنوثتها على أطراف أصابع ذكرياته
تلف جسدها الممتلئ بالمواقف بخلاعة فتحركه بفجور من الوراء حيث ماضٍ ملئ بكل ماهو قاسي ومؤلم
ثم تعود مرتفعة ببطأٍ مدروسة جاذبة عيني انتقاصك حيث هزل السعادة الفانية
ويرتفع إيقاعها الفاحش بسفور فيسيل لعاب دموع امتهان كرامتك
ثم بكل ما تمتلك من عهر تواجهك بفتنة صفعات الحياة فتهتك شهوة قسوتك بلا رحمة !

وحين تنفجر الشهوة لا رادع لها إلا حين تلتهم وجبة سكون
وسكونه هو إنتقام !

وهو لن يهدأ باله حتى يجعلهم جميعاً ينالون ما نال منه

منذ متى وكان الشيطان يذكرنا بنعم الله علينا ؟
هو فقط يستحوذ على قلبنا وعقلنا لكل ماهو مؤلم فيصيبنا بالسخط !
اطفأ سيجارته ودخل إلى حمام غرفته كي يستحم وينزل إلى عمله
وبعد دقائق كان يخرج من الحمام مجففاً وجهه بالمنشفة وفور أن أنزلها ضم حاجبيه على النبرة المغناجة الأتية من ناحية فراشه :-

"hello. Baby . Miss you very much"

" ريتال ؟!" نطقها بتساؤل وكأنه لم يكن متوقعاً حضورها
بل الأحرى لم يكن يريد
وهي تدرك تشوشه
وربما تلحظه
هي أنثى قوية
أنثى تستحق لقب إمرأة عن جدارة
والمرأة الذكية هي من تستطيع جعل رجلها كالخاتم في إصبعها
هي امرأة تعرف مداخل رجلها
تعرف ما يريد
هي إمرأة ذكية أدركت نواقص أخرى أقل من أن تطلق عليها لقب غريمة
لكن بعين أنوثتها أدركت مالم تستطع الأخرى بتقديمه أبداً فستفعل هي !
تنهض من على الفراش برقه أنثوية تقترب منه حتى وصلت إليه تلتقط منه المنشفة
فتفعل ما كان يفعله وأكثر مستغلة سكونه

تسحبه من ذراعه ناحية غرفة التبديل تختار له ملابس غير رسمية وبكل جرأة كانت تفتح أزرار القميص ثم تلتف حوله تلبسه له بلمساتها رقيقة الأثر خبيثة المغزى
تراه بعين أنوثتها الفخورة جائع للدلال وهي محقة

هو رجل عاش جائع لدلال أنثاه فكان يستلم هو زمام ما كانت تخجل عنه هي
لكن ما لا تعلمه الآن أنه غامض
أن عقله يعمل
وأن الفكر على أشده
عند نقطة معينة كانت قبضته القاسية تلتف حول ساعدها قائلاً من بين أسنانه :-

" يكفي يا ريتال أنا سأكمل ارتداء ملابسي وأخرج لكِ"

"(أوووه) صحيح معك حق سأنتظرك بالخارج "

قالتها بخجل مصطنع ابتسم له بسخرية لم تبالي لها وهي ترتفع على أطراف أصابعها تلثمه برقة لم يستجيب لها فقط عينيه في عينيها بقصد وكأنه يحل أحجية ما
وربما يفكر في شئ ما !
ربما هي الأنثى المناسبة تماماً لمقبلات طبق إنتقامه!

====================

ثمة سجين يقبع وحيداً في زنزانته لا يستطيع الخروج منها رغم أن مفتاحها يقبع بين أصابع كفيه !

منتصف الليل
الظلام يعم الشقة بأكملها و بقعة معينة حيث الردهة كان راقداً على أحد الأرائك
ذراعيه أسفل رأسه يغط في نوم عميق نُغص عليه بمنامٍ كان كنغزة شيطان
منام يعود للماضي حيث طفولة تم إقتلاعها من جذورها
حيث حرمان تغذى عليه حتى جفت روحه
وحيث غيرة نبتت حتى أصبحت حقداً لا ينضب

الماضي...

سمع صوت بكاء حذيفة يأتِ من داخل غرفة والدته فاضطرب في وقفته وهو لا يدري إن كان يدخل له ليرى ما به أم يتركه حتى تأتي أمه
رغباته تتنازع بداخله ما بين قلبٍ حنون لا يهن عليه بكاء طفلٍ صغير يصغره بإحدى عشر عاماً
وبين غيرة طفل مازال بداخله فيشعر بالتشفي به لكن بالأخير كان لحنان قلبه الإنتصار
فتحرك بلا رغبة حقيقية تجاة الغرفة فيجد أخيه جالساً على الفراش يبكي
اقترب سعد منه قائلاً بخشونة فتية :-
" ماذا تريد يا حذيفة ؟"
يدعك حذيفة عينيه بطفولية وهو يقول من بين شهقات بكائه :-
"أريد أمي "
تأفف سعد من هذا المدلل لكنه قال على مضض :-
" أمك ذهبت للسوق
قل ما تريد وسأجلبه لك "

لمعت عينا حذيفة الطفولية بظفر لم يفهمه سعد لكن صدح صوت حذيفة الطفولي وهو ينظر ناحية الخزانة وهو يقول بلهفة طفولية :-
" يوجد بخزانة أمي قطع الشوكولاتة خاصتي أجلبها لي "

مط سعد شفتيه بملل وهو يتحرك ناحية الخزانة يفتحها لجلب قطع الشوكولاتة الصغيرة والموضوعة بالرف العلوي فاصطدمت عيناه بغلالات نوم والدته المعلقة بأحد الجوانب الداخلية
هاجت دواخله بعنفٍ مجنون وغضب حارق لتلك الغيرة المجنونة التي نهشت أحشاؤه
ربما بعمر مراهقته لا يفهم تفصيلياً أهميتها لكن فطرته تخبره المغزى
روحه تأبى الهدف
ودواخله ترفض التخيل

فيلتقط القطع مسرعاً ثم يغلق باب الخزانة بعنف مستديراً لأخيه قاذفاً له القطع المغلفة ثم يخرج تاركاً له الغرفة بأكملها متجهاً حيث السطوح عل الهواء يبرد من نار صدره

بعد نصف ساعة ...

صوت صراخ أمه بالأسفل أفزعه فنزل مسرعاً وجدها بغرفتها تحمل أخيه الذي يبدو جلياً من منظر الأرض أنه مستفرغاً
لم يكد يسألها عن ماذا حدث حتى كانت تسأله بقلق :-

" من الذي جلب له الشوكولاتة يا سعد ؟"

هز سعد كتفيه حائراً وهو يقول :-
" أنا من جلبتها لقد بكى و ..."

ولم يلحق حتى مواصلة حديثه من وصلة الصراخ التي انفتحت به بعنف أمومي لا يدرك الآن أنه أيضاً مازال بطور الطفولة وإن كبر :-

" هل أنت غبي ؟
هل أنت متخلف ؟ ...ألا تفهم ؟
ألن تترك غيرتك هذه ؟
ألم أخبرك بالأمس أننا كنا به عند الطبيب ها ؟
هاهو متعب بسببك
سأذهب به للطبيب إياك أن تخرج من البيت "

لا يعلم كم ظل مسمراً مكانه بعد خروجها جاحظ العينين متصلب الرأس وكأنه يتسائل عن أسباب الصراخ به ؟
وكأنه يتساءل عن ما الذي فعله من جريمة
تحرك بألية حيث غرفته بالسطوح
جسده ثقيل من كثرة وطأ الألم
رعدة الإنكسار بروحه قاسية
وجهه شاحب كمن أخبروه بوفاة أحدهم
يقترب من الفراش بنفس الثقل حتى اندس تحت غطائه محتضناً وسادة بالية وانفجر باكياً
وبكاؤه يؤلمه
هو بأواخر الطفولة محروم
وبأعتاب المراهقة رجل
والرجل لا يحق له البكاء
لكن كيف يسيطر على هذا الألم ؟
كيف يتغلب على انكسار خاطره ؟

وبحاضره كان في غياهب نومه يشعر بالاختناق صوته يعلو وكأنه يصرخ صراخاً مكتوم
شئ أشبه بالعويل
عويل رجولي اختزن من المرارة سنوات فعلقت بحلقه
ولو كان بجانبه أحد الآن لفزع من قسوة الصوت راكضاً كي يوقظه
والإيقاظ أتى بشهقة فزع فتح لها عينيه بجحوظ جالساً نصف جلسة ينظر حوله بحيرة حتى ضربه الوعي
أن كل ما رأه مر ومر أكثر منه مرارة فيستغفر مزيحاً الغطاء الخفيف من على جسده متجهاً حيث نافذة الصالة يفتحها ناظراً منها حيث حديقة البيت
التي عب لصدره هوائها العليل مخففاً وطأة ذاك الكابوس
ظل يستغفر وهو يحمدالله الذي دله على هذا البيت النائي الذي لا يستطيعون الوصول إليه به
يكفيه ما به لا ينقصه إيذائهم الأن

=================

التنازل كالمخدرات كلاهما حين تسلك درب أول خطوة تنحدر للمزيد !

منذ أن اتفقت معه على تحديد صداقتهم لإطار السرية وهو ما يفعلاه سوياً
صحيح أنه رفض
صحيح أنه غضب عليها
صحيح أنه هاج وماج لكن بالأخير كانت تقرأ بين ظلال عينيه بقعة أمل مضيئة فأصرت على موقفها ومن اليوم التالي كانت تتخذ القرار بتبديل مكانها معه في غرفة المكتب مع أحد الزملاء واضعة إياه أمام الأمر الواقع
وربما تقوده هي لما يريد هو !

أما عن نفسها فقد أسقطتها على الهامش
هي تمشي معصوبة العينين في دروب حبه وتعلم أنها ساقطة فلا بئس من الطمع في مجاورته قدر استطاعتها
أغلقت المياه تجفف جسدها فقد كانت تنعش نفسها بعد يوم عمل طويل ثم أرسلت له عبر تطبيق الواتساب
" كيف حال رنا اليوم ؟"

- بخير يعني أظن أنها أفضل قليلاً فقد أخبرنا الأطباء أنها مسألة وقت وأنه سيفيق إن شاءالله

" مسكينة أختك أشعر أني لو مكانها كان أصابني الجنون "

ورده لم يكن سوى كسراً لقلبها مهما حاولت تدريب نفسها على إعتياده يبقى وقع الوجع بكل مرة أكبر

- يصيبني الفضول يا ماريان لرؤيتك واقعة بالحب

وكأنها سادية تقتات على تعذيب نفسها فتسأل بلهفة مثيرة للشفقة
" ماذا ستفعل إن جئت وقلت لك أن أحدهم يريد خطبتي أو أني واقعة في حب أحدهم "

ولم يتأخر الرد في بادرة تفكير منه كما كانت تتمنى بل وجدته يرد عليها بطريقته التلقائية

- صدقيني إن كان رجل كما يستحق قلبك سأذهب أنا لأزوجه لكِ رغماً عنه
تفاجئت بدمعتين ساخرتين ساقطتين على وجنتيها وكأنهما يسخران منها فمسحتهم سريعاً وهي تكتب له

" ما أخبار سنا ؟
هل ما زالت في وضع التفكير عنك ؟"

تأخر رده دقائق ثم أخيراً كتب لها :-

_ يعني لأقول أن الموضوع متوقف قليلاً بسبب مرض شهاب
لكني فاتحت أبي ولم يرفض

"لكنها أخيراً وافقت صحيح أظن أنها اطمأنت من ناحية شرطها
فنحن لم يعد لنا علاقة بالجريدة حتى أن الجميع مندهش ؟!"

سألته بفضول متحرق فكان رده

_من هذه الناحية يا ماريان
للأسف سنا تفكيرها أنه لا يصح إلا الصحيح
وبيئتها الصحيح فيها ألا يكون للرجل صديقة لذا أنا اريحها
صحيح أشعر أحياناً أني تحت الإختبار

أنها حذرة مني في الرد على رسائلي لكني استميلها حتى يلين قلبها لي كما يريد "

ودمعتين أخرتين مسحتهم سريعاً ثم سألته بتوجع كالمهووسة بقتل روحها :-

"ماذا لو طلب الرجل الذي سأرتبط به أن أقطع علاقتي بك ؟"
ورده البارد كان نحراً لها

- صراحة سأتضايق قليلاً
يعني نحن إخوة وأنتِ أختٍ لي
أنتِ حتى أقرب من نور لكن بالأخير أنا رجل وسأحترم رغبته
لن أقول أني سأقطع علاقتنا نهائياً لكن سأحددها كي يرتاح قلبه
تفكير الرجال غير النساء يا ماريان وأنا سأحترم رغبته حينها

================

" سنابل خذي يا حبيبتي كيس القمامة وضعيها أمام الباب حتى حين يأتي الرجل يأخذها "

قالتها أم عمر وهي منشغلة بتقطيع الخضروات فأومأت سنابل وهي تفعل ما طلبته منها بعد أن ارتدت وشاح فوق رأسها
وضعت الكيس جوار الباب وقبل أن تدخل انتفضت على صوت رجولي يتسائل باهتمام لزج :-

" مرحباً كيف حالك ؟"

ضمت سنابل الوشاح حول رقبتها بردة فعل غريزية وهي تتراجع بحذر قاطبة دون أن ترد عليه

اقترب الشاب خطوة مستغرباً ردة فعلها فأبتعدتها هي غريزياً بخوف دون أن ترد
يسألها بنعومة :-

" هل أنتِ قريبة حضرة الضابط عمر ؟"

تهز رأسها نفياً ثم تعود و تفعل إيجاباً فيقطب بحيرة من غرابة تلك الفتاة التي يلحظها منذ فترة في بيت جيرانهم فيهز كتفيه بلا اهتمام مبتسماً ابتسامة بدت لها سمجة :-

" أنا المهندس رائد جاركم بالبناية المقابلة "

رمته بنظرة توجس رفع لها حاجبيه وهو ينظر لنفسه وكأن به شئ خاطئ لكنه لم يكد يتحدث مرة أخرى حتى كانت تغلق البوابة وتذهب إلى الداخل وفي خضم تخبطها نست باب الشقة مفتوحاً ودخلت

بعد نصف ساعة

كاد أن يمد يده حتى يدق الجرس ككل مرة لكنه توقف وهو يلحظ بعينيه انفراج فتحة الباب
قطب بقلق وهو يفتحه ويدخل باحثاً عنهم بعينيه
رفع رأساً ناوياً النداء على أمه حتى علق الحديث في حلقه وتلك النبرة الرقيقة الأقرب لنبرة طفلة على وشك أن تغص بالبكاء تأتي لتنتش قلبه من مكانه نتشاً وهي تقول لأمه :-

" هل تعلمي أني أحب الاحتضان كثيراً ؟"

ودون أن يشعر كانت قدميه تسوقانه حيث المبطخ فيراهم من ناحية لا يرونه هم منها
تقف أمام والدته تشرح بكفيها كطفلة متعثرة بحروفها
كأنثى تشتهي شئ وتخجل عن البوح به :_

"أنا أرتاح في الاحتضان كثيراً ... يعني لو لا أخجل منكِ لكنت قضيت اليوم بأكمله بين أحضانك "

وأمه تبكي وتفتح لها ذراعيها لكن عينيه لا ترنو ناحية أمه الأن
عينيه ملتصقتان بتلك القامة الضئيلة شديدة الأنوثة بتبلور طفولي وهي تدس نفسها بأحضان أمه تمسح وجنتها الناعمة بصدرها وتبدأ بنهنهات ناعمة يتلوع القلب لها

والشيطان هنا يحضر بل كأنه هو من رتب كل شئ بالأساس
حيث نفس الجسد مسجى على الأرض وحيث لحظة حملها بها
وحيث شعور تجاهله لكنه يشعره الأن وكأن نعومتها ملتصقة بحضنه هو الآن
حيث عرق غزير يتصبب
وحيث نفس الكف الصغيرة المتعلقة بصدر أمه كانت متعلقة به فيرفع كفه بلا حول ولا قوة حيث نقشٍ وهمي مازال مكانه ووقعه حاضراً
والشيطان لا يحضر وحده على المؤمن
السيطرة الكبرى تكن لقوة الأيمان
وهو رجل شرقي
هو رجل كما يجب أن يكون
هو رجل لا يسمح بما يفعله الأن أبداً لأهل بيته وإن كان بنصف عقلٍ الأن
فيهز وجهه بقوة كثيراً مرات ومرات حتى شهق مختنقاً دون صوت متراجعاً بقوة ناحية الخارج مرة أخرى

شئ أشبه بمن كان غارقاً لأسفل لأسفل بماء المحيط وحين طفى على السطح أخذ نفساً عالياً مطالباً بالحياة !

=================

يتبع بالجزأ التاني من الفصل


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس