عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-21, 07:58 AM   #461

Safa2017

? العضوٌ??? » 392118
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 213
?  نُقآطِيْ » Safa2017 is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamees othman مشاهدة المشاركة


**

أحيانًا المشكلة لا تكمن فيك وبشخصيتك المثالية، قد تكون أبسط من ذلك بكثير.. المعضلة في القالب الذي يضعك به الآخرين، عليك أن تكون نموذجياً، ولا تخرج عن الكتالوج الخاص به!
ما إن تخرج، وتخالف معايير جودتهم، حتى سقطت عنك كل فضائلك، وتهشمت صورتك للأبد!
ولأننا بشر بالطبع فسيكون من نصيبنا نسيان أن القالب كان ممتعًا وأصفى ألبابنا ذات يوم!
ووضاح بات بلا صورة نموذجية، فتهشمت هالته التي لا تهمه، ومضى قلبه معها، ولم يبال!..
الكثير من الفرص التي لا تناسبه، مقابلات تخضع علياءه وتنازلات حقًا لا ترضيه بعمره!
فرص العمل مضمحلة، الواسطة تعيي قلبه الفتي بالأحلام، كم شاب يغفو على أعتاب البطالة مثله؟
رش عطره ثم أثنى كم قميصه يضبط ساعته، وجهته الأولى من بكورة الصبح مقابلة عمل يرجو أن لا تكون كسابقتها
غادر المنزل، فيومه شاق ولديه خطوات مهمة.. تناول وجبة الإفطار كما يحب مع والدّيه الذين يخالفانه في كل ما ينبثق عنه، سائلين الله زوجةً تسكن إليه تعيد إليه رشده الذي ضاع منذ خمس سنوات!
حيث كانت القاصمة عودته مبتلاً بغير وعي وهذيانه لأيام طوال ونسيان نفسه، تلاها أمر زيجته الذي قرروه هم بعد اعتكافه غير المبرر من فتاة تقربهم، ورفضه القاطع برمته منهيًا مسرحياته بإنهاء خدمته في السلك العسكري وخوضه طب الصيدلة وها هو هائم على وجهه، يكرر أيام المراهقة ويسلب ما طلبه ولم يُلبّى وقتها عنوةً الآن!
تنهدت الأم بحسرة ما أن وضع نظارته والتقط مفاتيحه خارجاً فالتفت إليها مبتسمًا وكأنه لم يكن سبب حزنها، بيده تقبع حبة زيتون التقمها وهتف:
-لن أتأخر، بحاجة دعواتكما يا عزيزاي..
حدجه والده بنظرة غير راضية البتة، وكل أمانيه في رجل من صلبه تهاوت مع الرياح بسبب رعونته.. وبين الخوف على الابن والخوف من نظرة المجتمع له، شعرة أو أقل.. فرد والده:
-من يسأل الدعاء، يقدم الرضا..
رمى ببزرة الزيتون، واستل من الطاولة محرمة مبللة يمسح كفه متجاهلًا وصلة معتادة صباحية يستعيض بها والده عن وديع الصافي بشكل حفظه وبصمه فأجاب بجفاء خرج رغمًا عنه :
-اطلبوا لي الهداية، فربما أهتدي، وأنال الرضا..
ضرب والده الطاولة:
-استح يا ولد.. ولك عين تسأل الدعاء، لا أعلم أي ذنب اقترفته ليعاقبني الله فيك!
برغم غضبه، زحفت الشفقة إلى قلبه، ما ذنب والده بما يكدسونه الأعمام والأقارب عنه؟
-لا بأس يا حاج، ربما كنت ابتلاء وعليك الصبر عند الجزع، وإن شاء الله مأجوراً!..
وهز كتفيه يقر حقيقته :
-ومن يدري ربما أنا المبتلى، وصبري صبر أيوب على ما يشنه الآخرون نحوي..
التفت يخرج فلفت قلبه منظر والدته تلهج بالدعاء، لانت قبضته الصخرية لها، تقدم منها يقبل الكف ويتنشق عطر التجاعيد، ويدها بذهبها الأنيق ودفؤها تشده عزم وقوة.. همس لها :
-تمتماتك هذه، كانت سبب توفيقي وكل ما أنا عليه الآن!
تدخل والده يضرب عصاه المدببة في الأرض :
-والله ما من أحد أفسدك وأفسد طباعك سواها ..
لم يتأثر وضاح بالقول ويعرف والده، فشب بابور كلماته يقصف واجهته الجليدية بصوته الرخيم :
-كنتُ أنشد سندًا أميل عليه بحملي، لكنها أفسدتك بدلالها ورخي عودك ..
وبقسوة مالت شفتيه يكمل :
-حتى حولتك إلى مراهق مدلل!
برز عرق رقبته، وتحركت حنجرته بمشقة قاصمة، أهدى فيها وضاح والده أجمل ابتساماته يخبره :
-نصيبنا يا والدي، رجل أنا بأحلام أنثوية..
التفت لوالدته يخرس توسلها بالدموع والنجوى فأطاعته، حرك لها الحاجبين وسلّم مغادرًا، استقر بسيارته ورنين هاتفه يومض باسم منتصر، كعادته هاتفه والتمس منه منتصر الضيق فحثه بإيجابية:
-هون عليك يا رجل، ستخطو اليوم عتبة أحلامك المحققة، لما وصلة النكد التي لا داعِ لها !؟
نفث وضاح تبغ سيجارته، وكفه تعمل على تشغيل فواحة السيارة المعطرة:
-كف عن سخريتك، أشعر بتوتر أول مقابلة عمل لي ..
جلجلت ضحكة منتصر النادرة رغم الصخب والحركة المحيطان به :
-حسنًا لا تبتسمي له كثيرًا، كوني قوية، وغير مرتبكة، سأضمن لك عقد قران في نفس اللحظة!
سبّه وضاح فتعالت ضحكاته أكثر وأكثر يكمل :
-كم اود رؤيتك الآن وأنت بمنظر العروس الخجول ..
تنحنح حين رشق وضاح كلماته العصبية :
-العروس ستخرج لك من الهاتف وتقتلك!
رد عليه منتصر بهدوء:
-الموضوع أبسط من ذلك بكثير، أجزم لك أنك واثق وقادر، لكنني متيقن من وصلة صباحية أحبطت مساعيك ..
كست نبرته الصدق والدعم، دعم يعطيه بسخاء ومعنوية ترفع من عزائمه فأكمل:
-أنت في أمسّ الحاجة إلى إثبات نفسك، كنت متهمًا بدائرة الشك والفشل وما أفضل من أن توصد أبواباً يتسللون من خلالها إلى والدك!
وبنبرة كررها وضاح طوال طريقه لقنه إياها منتصر:
-عائلتك..والدك ..أحلامك، وكل ما سعيت فيه يراهنون على نجاحك معلقون آمالهم بك، كما أنا ..
هتف وضاح سريعًا:
-أحتاج لرؤيتك الآن!
قاطعه بجملته اليتيمة، وبحاجته أكثر من اي وقت يكره الأسباب التي تحيل بين أن يكون في وسط بيت منتصر، يمقت لعنة دخلت فيما بينهما، نتائجها كارثية لو لم يرحل منتصر عقب زواجه إلى الشمال حيث مركز عمله، وإلا لخسره طوال عمره ..والسبب عسل أسود حال لذة حياته جحيم! وغلل عنقه بقيد نحو منتصر إلى الأبد..
رد عليه منتصر:
-قريبًا سأكون برفقتك ..
سأل وضاح مجددًا والفوضى تزعجه فما يعرفه عن منتصر هو الهدوء وتقديسه له :
-أنت لست في مكان عملك؟
رد عليه بحماس:
-أجل أخذت إجازة وخرجت مع العائلة، وإحم... احتفالاً بخبر خاص سيسعدك!
تبسطت ملامحه بعد تشنجها بذكر ماضٍ لا يشرفه أبدًا كونه جزءًا بطوليًا مشاركًا فيه :
-بانتظارك يا صاح ..
أجاب منتصر:
-أنتظر نجاحك الساحق، وداعًا!
تعلق بصره في لبنى التي تناظره مستغربة تشير بكفها متسائلة عن محدثه:
-وضاح يا لبنى!
أحنت رأسها تلهو بأظافرها عن ذكره، تتابع رواد النادي الذين تحب مشاهدتهم دون مشاركتهم، تكره الاختلاط أو الاندماج مع الخلايا البشرية، مستعيضةً عنهم بطفليها ومنتصر!
منتصر رغمًا عن أنفها يملأ عالمها، يختصر ملاجئ الكون في احتضانه لها، لا يسأل لا يطلب!
يتركها على راحتها وهي سعيدة بذلك، لقد انتظم معها في زيارة النادي منذ فترة في محاولة منه لكسر قيودها، لاحظ ميلها للعزلة فعزم لأمرٍ ما يخطو فيه بتعثر طفل، لكنه منتصر الظافر على الدوام ولا يعجزه شيء، أخرجها من شرودها بصوته:
-سلوان ستنضم إلينا بعد قليل.
رفعت رأسها بدهشة غاضبة:
-لمَ ستأتي، لا أريد مجالستها!
رفع حاجبه يخبرها ببساطة:
-لكن أنا أريد!
زمّت شفتيها حانقة وأشاحت بوجهها فأغضبته.. أخبرها مشددًا على كل حرف
- لبنى ، ما الأمر؟ المرأة اتصلت وكانت في النادي، أحبت مجالستك، ما الضير في ذلك؟
ردت بصوتها الحانق:
-هذه ثالث مصادفة لها هنا في وقت تواجدنا، ألا يثير ذلك تفكيرك!
بتلقائية رد:
-أبدًا، ثم هذه مواقيت إجازتها وفراغها!
ناظرته بقهر بعث له التسلية، يتفحصها بوقاحة يستلذ بها بزمة شفتيها المميزة فأغاظها بقوله:
-انتبهي لتعابير وجهك!
شمخت بأنفها ترفع هامتها، تلهو بعصيرها ولم ترد عليه فراق له تقبيلها، والمكان مطلقًا لا يسمح!
جاءت سلوان فأخفت لبنى امتعاضها، سلمت عليها سلوان تقبّل وجنتيها بعاطفة مفتعلة أغضبتها، كانت بسيطة ومقبلة على الحياة بعكسها، راقبتها تضع حقيبتها وصينية تحمل أقداح قهوة تهتف بحيوية هي لا تمتلكها:
-المكان الذي اخترتموه رائع جدًا!
ثم التفتت إلى منتصر:
-دائمًا تختار كل ما هو مميز حقًا، حتى في أماكن الترفيه يا رجل، ما الذي أبقيته للبسطاء مثلي!
ابتسم لها منتصر:
-القضايا الشائكة يا نحلة!
ضحكت لقوله وكانت لبنى دخيلة على لوحتهما الزاخرة بالمزاح، برر لها منتصر حين رأى صمتها:
-سلوان مسماها في قسم التفتيش النحلة، تدور وتدور حول القضية حتى تخرج مكمنها!
ردت بخواء:
-آه، حقًا! تبدين مثابرة جدًا..
كرهت لبنى مداخلتها إذا تبين لها أن سلوان بسجل إنجازاتها قد استشهدت ثلاث مرات على ما يبدو، لم يرقها الحديث ومنتصر يعقب في أحايين كثيرة، حتى تذكرت سلوان صينية القهوة التي ثُلجت على ما يبدو في غمار التحدث عن نفسها فشهقت قائلة:
-أووه لقد بردت القهوة!
مدت بقدح القهوة نحو منتصر تخبره بعفوية:
-سادة كما تحب!
تدخلت لبنى:
-منتصر قهوته بسكر وسط ليست سادة!
اندفعت سلوان بالقول:
-لا أبدًا، يشربها سادة على الدوام!
التفتت لبنى له، تعانق عينيه بتساؤل فشدد على العناق يهتف:
-أشربها وسط إذا كان وضاح موجودًا، ذات مرة أعدتها لبنى لي بسكر معتدل، ولم أصحح لها وفي كل مرة تعدها لي معتدلة، ولا نية لي بالتصحيح لها
ألهبت أحشاءها نارٌ لم تستطع تفسيرها، جزء منها شعر بالغضب بكون سلوان تعرف كل شيء عنه حتى قهوته التي تعدها له بوضع غير صحيح لخمس سنوات، غصت بالإهانة، ولم يجل بخاطرها أنه لم يصحح لها بكونه يستمتع بقهوته الوسط منها!
متناطحان في معترك حياة لم توهبهما الحرب فيها سلاح الفهم!
أخذت كأس الكوكتيل من سلوان بغضب مكتوم لم تجفل عنه عين منتصر تهتف مجاملة:
-شكرًا لك ولذوقك!
تبسمت سلوان بمسرحية:
-على الرحب والسعة!
قضوا الجلسة بهم إضافي لها، ورؤية اندماجهما تقلص من حجم ثقتها المتلاشية حد العدم، المسحوقة تحت ماضٍ لا تعلم كيف تنجو منه!
لكزها في خاصرتها حين لم تجبه على قوله، فرفعت رأسها إليه كان بقربها حد عناق الوجدان، عطره يغزو خلاياها فتنتفض بميل رأسها متسائلة ويجيب:
-سلوان دبرت أمر زيارتك لوالدك بعد غد!
تبسط وجهها، فتلألأ الزمرد في عينيها بما أينع قلبه، مال فمها ببسمة فمالت رغبته يهمس لها:
-كل تفاصيل وجهك، خلقت للقبل والغزل!

















يتبع....


لبنى وخيبتها حتى ما بتعرف قهوه جوزها كيف بحبها
رح تعرف اذا بحبها الها او لا
لبنى بدها شيء قوي يصيحها من غفلتها
بتمنى منتصر يبقى على القهوه ام سكر وما يروح ناحيه القهوه الساده
هي رح تكرهنا القهوه ست سلوان خانم تلم فناجين قهوتها وتمشي في الحال 🙈🙈🙈🙈🙈🙈


Safa2017 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس