عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-21, 10:07 PM   #143

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

بدأت جيان عملها في منزل جاسر ... اليوم الأول كان متعبا جدا ... قضت الساعات هناك بتنظيف كل ذرة غبار في الصالة كما أنها غسلت الستائر.... ثم غسلت المطبخ ونظفت الموقد تنظيفا عميقا .... كانت والدة جاسر تطل عليها بين الحين والأخر وتطلب منها ان ترتاح قليلا ....وقد ساعدتها بتجفيف الصحون والملاعق والقدور وأرجاع علب التوابل والمواد الغذائية الى مكانها ..... كانت سيدة لطيفة ومراعية بحق .... لقد لاحظت وجود صورة كبيرة معلقة في الصالة عرفت فيما بعد أنها صورة والده .... كان الشبه بينه وبين جاسر كبير جدا ... بملامحه الحادة وتلك النظرة الثاقبة التي ميزت عينيه الداكنتين ....
عندما عادت الى المنزل لاحقا كان ظهرها يؤلمها كثيرا .... لا بأس ربما الألم بسبب يومها الأول ... لم تكن معتادة على هذا الكم الهائل من الاعمال المنزلية .... فمنزلهم صغير بالكاد تنظفه هي فوالدتها من تقوم بأغلب الاعمال ... غرفتين للنوم مع غرفة للجلوس ومطبخ صغير شيء يكاد لا يذكر او يقارن مع منزل جاسر !!!!

هزت راسها وهي تركز على الكتاب الذي بين يديها .... كانت هناك مكتبة كبيرة في الطابق السفلي بها الكثير من الكتب والمجلدات وقد اعتقدت بأنها تضم كل ما لديهم لكنها فؤجئت عندما وجدت مكتبه أخرى صغيرة نسبيا في الطابق العلوي .... كانت موجودة في غرفة نوم تضم سرير فردي وضع جانب الحائط .... يبدوا أنهم يحبون القراءة كثيرا ..... قلبت الكتاب فوق المنضدة الخشبيه وهو مفتوح على الصفحة التي كانت تقرئها .... ستلف السجاد ثم تكمل قراءة هذه الصفحة فقط ..... بدأت بلفه وهي تحاول ان تعمل بدقه حتى لا يكون عملية نقله الى المكان المخصص لغسل السجاد .. صعبا عليها .... لقد التقت بشقيقة جاسر ( سلمى ) وما أن وجدتها في المطبخ تغسل الصحون حتى سألتها بلهجة حادة
- من انت ؟!!

و قبل ان تجيبها كانت الحاجة ايمان قد وصلت وافهمتها بأنها تعمل لديهم .... ثم بعدها بدأت تصدر أوامرها بطريقة فجة ووقحة ... جعلتها ومنذ الساعة التاسعة صباحا تغسل ثلاث من السجادات ... كانت مفروشة في الغرف السفلية ... كانت ولله الحمد صغيرة الحجم ونظيفة تماما ... والتي في الحقيقة لم تكن بحاجة الى غسل .... وما أن انتهت حتى قالت لها

- اذهبِ الى الطابق العلوي وافعلي كما فعلت بالطابق الأول .... وقبل ان تذهبِ ....

ثم اقتربت منها وقالت بعجرفة :

- اريد ان اقول لك انني لست مثل والدتي ... طيبة وعلى نياتها .... أنا اراقبك جيدا فأحذري ايتها الشابه ...


صعدت الى الطابق العلوي دون ان ترد عليها بحرف .... لكنها ايقنت بأن سلمى لن تتركها تنهي عملها هنا بسلام ابد ...غرفة السيد جاسر لم تطئها ولن تفعل فلقد أخبرتها سلمى بانها هي من ستصعد وتنظف غرفة أخيها .... ضحكت جيان بخفوت وهمست " وكأنني سأهتم "

عادت لتركز بهذه السجادة .... عندما انتهت من لفه حاولت لاكثر من مرة حمله او تحريكه لكن بلا فائدة ....كان ثقيلا وكأنه يزن طنا كاملا ... اللعنة لما السجاد الكبير يكون ثقيلا لهذه الدرجة !

- ثقيل جدا ؟!!!!!

اخترق صوته الرجولي هدوء المكان ... صدرت عنها صرخة صغيرة ومتفاجئة وضعت يدها على صدرها وبدت تتنفس بلهاث ... وضع جاسر يديه بجيبي بنطاله وقال معتذرا :

- أسف لم اقصد أخافتك !

..............

صعد جاسر الى غرفته بخفة .... فيوم الخميس والجمعة هما يومي استراحته صحيح يخرج للعمل في الصباح لكنه يعود بوقت مبكرا جدا ... قبل صلاة الظهر بساعتين او ثلاث ... فهذين اليومين يحاول ان يخصصه للعائلة خاصة وأن اغلب زياراتهم تكون فيهما .... مشى في الروق الطويل لكنه تجمد مكانه عندما رأها ... تقدم ووقف أمام الباب يراقبها ... كانت ترتدي بنطال من الجينز الباهت مع قميص واسع وطويل يكاد ان يصل لركبتيها ..كانت تحاول ان سحب السجادة لكن يبدو وكأن ثقله لم يكن يساعد !!!
قال لها بسخرية طفيفة :
- ثقيل جدا ؟
كادت ان تسقط لكننها استطاعت ان تتدارك نفسها وتقف منتصبة..... شعر بالذنب الغير مبرر لاخافتها وكأنه قد تعدى على خصوصيتها ؟ بحق الله اية خصوصية وهذا منزله ؟!!! هذه الفتاة تجعله يشعر بمشاعر متناقضة وغير مفهومة ابدا .... دس يديه بجيبي بنطاله وقال معتذرا بصدق :

- اسف لم اقصد أخافتك !!!
وقفت على بعد مسافة منه وقالت بارتباك
- لا تكن يا سيد جاسر انا فقط لم اتوقع وجودك !

كانت الساعة تقريبا الحادية عشروالنصف وفعلا كان الوقت ابكر من ان يعود على غير العادة ..... لم يكن يعرف لما عاد قبل الحادي عشر ربما لكي يتسنى له رؤيتها ؟!!! هز كتفه وقال بأختصار :
- يومي الخميس والجمعة اعود مبكرا واقضي اغلبه في المنزل ...
أومأت وهي تخفض نظراتها بحرج ليردف متسائلا وهو يشير بذقنه نحو السجادة الملفوفة ارضا
- اذا ثقيلة جدا اليس كذلك ؟!!!
رفعت عينيها وقالت ببراءة
- في الحقيقة سجادة هذه الغرفة اثقل من بقية سجاد الطابق السفلي !
عقد حاجبيه وقال بتعجب
- هل رفعتي سجاد الطابق السفلي كله ؟!!
أومأت وقالت
- أجل يا سيدي وغسلتها ايضا ....
لم يكن له ان يتدخل بالاعمال المنزلية لكن اي أحد له عقل يفكر به سيرى بأن غسل اكثر من سجادة واحد هو أمر متعب وكثير جدا بالنسبة ليوم واحد فقط ... قال متسائلا بجمود :
- والدتي هي التي طلبت منك ذلك ؟!!!
أجابت بابتسامة صغيرة وهي تفرك يديها بتوتر:
- لا ... انها السيد سلمى ...
عبس بضيق وأخذ ينظر لها بانزعاج شعر به ولم يكن منها بل من تصرف أخته المبالغ به .... ثم حول نظراته ليديها .... كانت حمراء من البرد ....لتسارع هي بالقول وقد فهمت على مايبدوا ان انزعاجه كان بسببها
- لا داعي للقلق الان حالا سأقوم بسحبها فقط احتاج لبضع دقائق التقط بها انفاسي ....

سحب نفسا عميقا وهو يحارب الافكار التي اخذت تتقاذف في رأسه يمينا ويسارا .... لما عليه ان يشعر بالاسف والتعاطف نحوها ؟ كانت خادمتهم ؟ هي تعمل بثمن !! وهي من عرضت عليه ذلك وليس هو بل توسلت اليه ايضا !!! فمابله يشعر بالانزعاج والضيق من تصرفات اخته القاسية ؟!!!!!
أمرها بخشونة
- اتركيه ...

أجابت مرتبكة وهي تحدق بوجهه حائرة :
- لكن سيدي علي أن ....
قاطعها بحدة وبلهجة صارمة فهو لم يكن رجلا بلا شهامة ولا رجولة ليترك فتاة ضعيفة تحمل سجادة تعادل ضعفي وزنها :
- قلت اتركية انا سأحمله لاحقا واذا اعترضت اختي اخبريها بأني من أمرتك ...
همست بتأثر وهي تفرك يديها وتنظر له بخجل :
- سيدي ...ليس عليك فعل ذلك ... انه عملي ...و واجبي الذي يجب ان اقوم به ! لقد ... لقد اتفقنا على العمل !!
تنهد ثم اجابها بهدوء :
- اخبرتك لا بأس انا من سيقوم بحملها ...
استعد للمغادرة لكنه تفاجأ حين رأى الكتاب على المنضدة .... مشى نحوه ورفعه وما أن قرأ العنون حتى نظر اليها متسائلا بتعجب :
- كليلة ودمنة ؟!!!
ابتسمت وقالت بحرج ... بدت امامه شابة جميلة بوجهها الوردي وتلك الخصلات التي هربت من عقدة شعرها وأحاطت بوجنتيها
- لقد درسنا عدة قصص لكليلة ودمنة في كتاب اللغة العربية ... عندما كنت المرحلة الاعدادية !
أومأ قائلا وهو يعيد الكتاب الى مكانه
- تحبين قراءة القصص ؟
هزت راسها وأجابت
- فقط التاريخية ....
ثم سألته بتلعثم
- وأنت ؟!!! هل تحب قرائتها ؟!
هز رأسه بلا وقال
- لا ... القراءة ليست هوايتي ...

رفعت حاجبيها وقالت

- لكن لمن ...

قطعت كلامها وقالت وهي تنظر له اعتذار وكأنها ادركت الآن بأن ليس من حقها ان تتكلم معه بهذه الاريحية

- انا اسفة ... لم يكن علي ان اسأل ....

تجاهل ما قالته واجاب مكملا سؤالها وهو يرافع كتفه بلامبالاة :

- لمن كل هذا الكم الهائل من الكتب ؟
ليردف بصوت حمل في طياته الحنين والشوق .... دون ان ينتظر ردها وهو يسير متوجها نحو الرف ثم رفع يده ليلمس الكتب المرتبة عليها ....
- أنها لابي رحمة الله ... كان يعشق القراءة ... احب الكتب التاريخية ... اشترى الكثير .... كان يذهب دائما الى شارع المتني ... اشترى نهج البلاغة .... كليلة ودمنة ...منطق الطير ... الف ليلة وليلة ...و الكثير غيرها ...

التفت ناظرا لها بابتسامة صغيرة قائلا وهو يشير براأسه نحو الكتاب
- تستطيعين أخذه معك ال المنزل ...
قالت بسرعة وتلعثم كانت لاتزال بحالة صدمة من لطفة المفاجئ
- ليس ضروريا سيدي .... انا فقط كنت اقرأ مقتطفات منها وسأرجعها في مكانها ...
هز كتفه وقال بلامبالاة
- لابأس ان اخذتها لعدة ايام لقرائتها على مهل ... ومن ثمة ارجاعه ... كما تستطيعتين استعارة ما تشائين من الكتب
ليضيف بصدق ونزاهة قبل ان يغادر الغرفة هاربا من نظراتها المصدومة بعرضة الغريب والمفاجأ والذي صدمه هو قبل ان يصدمها هي ...
- والدي كان سيرحب بذلك



يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس