عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-21, 10:18 PM   #481

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي








الفصل الخامس


مدخل..
لا تعطني قنديلاً مضاءً.. علّمني كيف أضيء!











**
يفنى عالمك في لحظة اعتقدتَ فيها أنك امتلكت كل شيءٍ فيه، وبهدية قدر واحدة، تزين لك كل حقائق الكون بكونك فارغًا إلا من رحمة الله..
هي دقائق فقط، رحلة قصيرة أطبق فيها علاء جفنيه عن العالم، فوجد نفسه محاصرًا بضائقة مالية ولم يهتم.. رونق مُتهمة ولا يهتم؛ تقع أمامه مغشيةً عليها وكيف لا يهتم؟
كل أمواله!
وسمعته!
وما ملكه لم تجعلها تفق، نداءات الكون بأكملها التي اختصرها قلبه لم تحرض أجفانها لتفتح!
ما قيمة كل ما يكنزه المرء إن عجز عن بث حياةٍ لروحٍ تتداعى؟
وكل ما لديه ويفني نفسه لأجله لا يشبه لحظة تشبثت فيها سبابتها بكفه وهي غائبةٌ عن الوعي!
وصل بها إلى مشفى عائلته والقريب جدًا من المصرف، يسابق عجلة الوقت القاتلة التي يرجوها أن تستعجله، تطمئن قلبه.. فلم تفعل، بل تهرول ببطء مقيت لأعصابه الفائرة!
مغلقٌ عليها ومنذر يتعهده بسلامتها، وليلته السابقة تومض بين صفد الأهداب..
بين يديه، عشاء رومانسي على ضوء الشموع تُرّوح بذلك عن نفسه الضائقة المالية التي يعانيها.. وفجأة اختل توازنه بميلها..
لم يسمع نداء وضاح، تربيتة كف والده ناظم، دموع والدته ولا والدة رونق نفسها... تلاشى كل شيء حوله
وكلمتين عادتا به إلى ركب الأحياء بصوت الطبيب منذر شقيقه:
-هي بخير!
**
أسبوع كامل ورونق راقدة في المستشفى، عناية تفوق المعقول، ومنذر يقوم بدوره كطبيب بحرفية ومهنية خيالية. خدمات طبية أكثر من فائقة عجزت عن هبوط ضغطها إلى المستوى الطبيعي، شُخصت حالتها ب "فرط ضغط الدم المزمن" والذي بكل أسف أصيبت به قبل أن تكمل الأسبوع العشرين في حملها، تستيقظ تتذكر نكبة المصرف فتبكي وأعصابها تتلف بشكل غير طبيعي،
ومؤشرات الضغط ترتفع تلقائيًا، استنزفت علاء كما أرهقت كل من حولها حالتها، خرج وضاح من الغرفة لكي يوصل والدته إلى المنزل بعد مبيت أيام بتعبها، في طريقه لمح منذر قادمًا باتجاههما سألهما بخفة دمه المتواضعة:
-إلى أين؟ لم نركما بعد؟ انتظروا العشاء قليلًا، لم نشبع منكما حتى.
أخبرته والدة وضاح:
-سأذهب اليوم للمبيت في المنزل، فوالد وضاح متعب قليلًا وسأعود صباح الغد إن شاء الله..
-بالسلامة خالتي طمئنيني عليه، وأي خدمة أنا جاهز..
سأله وضاح:
-هل ستطول حالتها؟
أجاب منذر بشفافية يدعك بين حاجبيه إذ أنه وللتو خرج من عملية منهكة:
-في الواقع حالة رونق مختلفة قليلًا لأنها لا زالت في أسبوعها الثامن العشر، حيث التصرف الأول لحالات الضغط هو الولادة سريعا..
ثم التفت إليهما يكمل:
-وهذا مستحيلٌ الآن لذا علاجها في الوقت الحالي فقط
نقل بصره بينهما:
-التزام الفراش للراحة لها وللجنين ليُتِمّ نموه مع العلاج الدوائي..
سألت والدتها بخوف:
-هل ستلتزم الفراش حتى ولادتها؟
رد منذر:
-حسب استجابتها للعلاج، الأهم توفير الراحة والابتعاد عن العصبية والتوتر..
ثم التفت لوضاح بطلب:
-أرجوكما تعرفان رونق وحرصها على عمل كل كبيرة وصغيرة بيدها، والاهتمام المفرط بعلاء، سيكون كل ذلك ملغى تمامًا، حاولا معها.
ضحك وضاح:
-لا أعدك.. لكن سنفعل!
خرجا ودخل منذر إلى الغرفة بعد طرق بابها فأشفق لحال رونق المتعب جدًا.. حيّاها ببشاشة يهتف بها:
-لقد علمتِ أنك غالية علينا، كفاك تدللًا وانهضي، لأنني سأسحب علاء الرابض عندك إذا طالت هذه القصة!
ضحكت بتعب:
-أنا فعلًا أود الخروج، أرجوك أخبره لكي يخرجني من هنا..
رد عليها علاء باترًا أي بوح آخر:
-أخبرتك لا خروج لك الآن.
ثم أكمل بوتيرة أمره:
- ما إن تستقر حالتك أعدك أنني سأحملك من هنا على يدي.. لكن كفاك عنادًا..
ردت عليه بحدة لا تناسب الموقف:
-كفاك تجبرًا، أنا بحاجة للخروج حقًا
مال إليها يهمس بما أذابها ولن تخنع:
-لا أفرط فيك أبدا
ضرب منذر طرف الأريكة زاجرًا
-ما الذي يحدث هنا، راعيا مشاعر الأعزب الثلاثيني الذي لم يتزوج للآن، على الأقل انتظرا خروجي ثم افعلا ما تشاءان!
قذفه علاء بمحفظة المحارم التي تفاداها بجدارة:
-وقاحتك ليست في مكانها، رونق تود الخروج للبحث عن الشيك المتهمة بإضاعته، أرأيت استماتتها؟
تقدم منذر إليها متعاطفًا يسألها بدهشة:
-من عقلك تودين مغادرة السرير لمقابلة الطاووس في بيتك ومنزلك؟
ثم مط شفتيه بسخرية:
-يا ربي.. كم تستهوين النكد أيتها النساء!
بررت له:
-أنا متهمة لما لا تفهمني يا منذر؟
رد عليها:
-أفهم أنك مريضة وصحتك أهم.. للجحيم السابعة العمل والشيك الأخرق الغبي الذي صنعوا من قصته مندلاً..
تبسمت رغمًا عنها، فأكمل منذر :
-صدقي ربما تكونين قد أهملتِ!
قاطعته:
-صدق لم أهمل..
رد عليها منذر:
-أعلم.. وأقصد بكونك لستِ المقصودة أن علاء هو المستهدف من هذه البلبلة!
لم يعلق علاء واكتفى بإقناع منذر اللحوح الذي أكمل:
-اتركي الأمر لعلاء وفي الواقع لو كنت مكانك لأخذت إجازة طويلة الأمد، أتخلص فيها من علاء مثلًا
ثم عدد على أنامله يشير بالإبهام:
-ومن رؤية وليد بكرشه التي تفسد النهار من أوله!
مس السبابة:
- وفسحة للراحة التي يستنزفها المصرف..
أشار بكفه نحوها يرفرف برموشه:
-يا رونق افهميني.. أيهما أهم؟ الشيك الذي سيدفعه علاء بكبسة زر، أم طفلك الذي ربما تخسرينه بمقابلة الأوغاد هؤلاء؟!
أخذ نفسه:
-ورؤية علاء قبلهم مدعاة لارتفاع الضغط والحق يقال..
تمتم بها لها فتبسمت ضاحكة لقوله، كما ناوشت ثغر علاء ضحكة لطيفة أخفاها..
تمتمت تكرر خلفه:
-حقًا أوغاد.. لم تخطئ يا منذر
صفق منذر بحلاوة:
-حمدًا لله! عشتُ ورأيت رونق يخرج منها السُباب، جلسة تحت الضغط وأجعلها تقر بخامة الريش الذي تمتلكه يا علاء!
سحبه علاء ما أن رأى وجه رونق يتبسط وكأن الكلام أراحها، فرأى فيها فرصته، خرج منذر وهو يهتف:
-ارتاحي من طلباته وأوامره، أقسم لو كنت ُ مكانك لما ترددت مرتين بالإجازة!
..
أقفل الباب وعاد إليها، تمدد بقربها يضمها إليه كغريقٌ يطمع النجاة فهو أناني فيها، كلها تستحق طمعه، أهدته سكينتها تملس وجهه بأناملها فيقبض على حبيباته المؤنسات يقبلهن ويهتف بلوعة
-اشتقت إليكِ أكثر مما تتخيلين إذ لا حياة للمنزل بدونك!
لثم صدغها الأيمن وأبقى وجهه ملتصقًا هناك:
- لم أمر بالمنزل حتى هذه اللحظة، أشعر بوحشته القاتلة، حتى باسل لم يعد هناك يا حبيبتي!
سالت دمعتها تأثرًا بكل ما مضى الذي جعلها تتساءل عن قوة أقدار الله وعظمته، كيف يمكن للمرء أن يفقد كل ما يملك ببساطة دون استئذان، كيف كانت لتغادر الحياة دون وداع، وأن القهر قادر على الإطاحة بهامة الإنسان مهما تجبّر في وجهه، كيف يختال الإنسان بكل ما يملك، ويفرغ من كل شيء بصفعة قدر!
حكت بعد صمت وأجفانه تتراخى لقربها.. يتخدر بوجودها الذي جُنّ لخوف فقده:
-أنا بخير.. وراضية عن كل شيء إلا تهمتي الباطلة!
همّ بالإجابة فدنت منه تغلق حديثًا، تضع سبابتها على فمه تهمس:
-هشششش
ثم طوقت جانب عنقه بكفيها المتخاذلتين، تلصق وجهها بين كتفه ورقبته تبكي.. تفرغ جيوب قلبها وهمها من حمولتها ففاضت مآقيها بالدموع، وامتزجت مع دمعة سالت من عينه لها وحدها فشكرت دموعها التي لم تفضحه، كدسّت عبئها له.. فهو من شاركها إياه، زارهما الوسن ولم تستطع التحكم فيه رغم أناملها المتحركة على ملامح وجهه فهتفت من بين جفونها المطبقة..
-بدل ثيابك، لا تنم بحلتك يا علاء، ولا تنس أسنانك حسنًا!
ضحك وهو يمددها براحة لكّي لا تتعب يهمس لنفسه بضحكة:
-هذه هي رونق..
وصله صوتها الخافت جدًا جدًا وهو يفتح باب المرحاض:
-عد ونم بجانبي علاء!
**







يتبع...






Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس