عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-21, 10:21 PM   #482

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي








المنطقة الساحلية..
نسيم البحر وصخبه يضيف لمسة صفاء يفتقدها الرابضان على مقاعد حجرية في حديقتهما، يعج داخلهما بالكثير، كعادتها لبنى باذخة في اختياراتها، ترتدي ثوبًا بلون الفيروز الشاحب من أحدث موديل، شعرها مرفوع ومع ذلك يلامس النجيل من تحتها، تحتفظ بطوله بشكل غريب، ويعترف لنفسه بأنه محبب لهُ.. عيناه على الحاسب الذي يضعه على قدميه بتركيز جمّ وتهربان إلى لبنى كل ما حطّ بهما على القضية التي يعمل عليها، تأخرت رحلة عودتهما إلى البلد بسبب جريمة قتل وجناية تدخلت بها رؤوس كبيرة، يقف عليها هو وسلوان التي تعتبر كفّه الأيمن والعقل الأذكى على الإطلاق في مجموعته.
عاد بنظره نحوها بسخرية، وبسمة قاسية متهكمة تدور حولهما، تلهو لبنى بالهاتف حينًا وتشرب النسكافيه في حين آخر، تجاهد بعدم النظر إليه بمنطق معتوه يعلمه. مبغاها فيه ألا يتحسس نظراتها أو اهتمامها..
التطرق في تفاصيل حياتهما يدعو للجنون، فهي كـ لبنى امرأة كاملة بحق، متفانية بواجباتها ولأربع سنواتِ مضت دون شجارات فعلى الأغلب الأمور تسير وفق توجيهه الكامل برضا منها.. هي مجبرةٌ فيه ولا يعلم أين رأيها الذي يتمنى أن تصرخ به!
لا تتدخل في شؤونه، لا تسأله عن حاله، رفيقا سكن، وأحاديثهما شبه نادرة إلا من فوضى طفليهما "عالمها الكامل"..
تحركت بضيق فرنت أجراس خلخالها، كبح ضحكة ودنى بصره بوقاحة فجّة يراقب قدمها، ثم يعود لها بضحكة أوقح أخفت بسمتها المترددة، وأعادت قدمها باضطراب تسأله:
-منتصر؟
همهم بنعم وأنامله تسير برشاقة نحو حاسبه فهتفت:
-هل أنت معي أم ماذا لكّي أعرف أ أتحدث أم لا؟
نقر زر الإدخال وأنهى مراجعاته يخبرها دون أن ينظر إليها:
-أجل معك، ما الأمر؟
تنفست بصوت مرتفع، وحيرت بصرها تهتف بتوتر:
-أشعر بالتوتر من لقاء الغد!
ركن الحاسب جانبًا يثني ساقه اليمنى تحت اليسرى يرمق المنقل الذي أوقد جمراته لإعداد النارجيلة خاصته، همّ بسحب الفحم فنهضت عن مقعدها واقتربت من المنقل تمد يدها للملقط تسحب الفحم فأوقفها:
-لا عليكِ، أنا سأفعل..
تركته ولم تعد لمقعدها، بل جلست على النجيل بقربه تعقد يديها أمام ساقيها، نظر لها من علو فقد أصبحت تحت نظره، ابتلع ريقه وشعرها يفترش النجيل بصورة تجعله مأخوذًا بتمتمة “سبحان الله" دون وعي منه جمع نفسه سريعًا وأخبرها بصوت تغلبت عليه عاطفته:
-أنا بعكسك.. لقد اشتقت إليه وأتفهم مشاعرك طبعًا، لكن عليكِ أن تجمدي أكثر لا داعٍ لتوترك، سيكون كل شيءٍ على ما يرام.

دعكّت أناملها بعنف في النجيل تبسط الكف وتشد عليه في آنٍ واحد:
-شعوري هذا في كل مرة.. لا أستطيع السيطرة عليه!
يتهدج صوتها رغمًا عنها:
-أنت لا تستطيع فهمه، حتى لو فهمتني!
رفعت كفها نحو صدرها المختنق، غافلة عن إساءتها لقلبه تفسر:
-كُلّ مرة ألتقيه وأعود أتذكر أنني عُدت خالية الوفاض منه، أنني ببساطة كأي ابنة حُرِمت من والدها إلا من لقاءات لا تسمن ولا تغني من جوع!
لحظة.. لحظة تجاهل غصته بكون والده ميّت، وأمه متزوجة في الجانب الآخر من الكرة الأرضية، ما يسمعه المهم؛ لبنى لا تهذي بالحديث السامي كهذا إلا في فورة هرمونات أو أن الموضوع أكبر من قدرتها على ردمه في قلبها فهتف:
-سأخبركِ بأمرٍ ما..
مد كفه يسحب شعرها المجموع فأغضبها، خلل أنامله فيه بمشاكسة، سحب يسيرًا من الهواء يخبرها:
-حسنًا ما رأيكِ لو أخذنا الموضوع من زاوية أخرى، مثل كونك تتنعمين بوجوده حيّاً
لم تنظر إليه لكن ابتعلت ريقها تأثرًا:
-تستطيعين زيارته متى ما شئتِ، لكن غيرك لا يفعل لأنه ببساطة لا يمتلك رفاهية وجود الأب!
زمّت شفتيها بتفكير، تسبل أهدابها وصوت النارجيلة ينبئها عن سحبه نفسًا منها، نفث دخانها مع تزامن نظرة عينيها التي ارتفعت فأطرقت بالنظر عن منظره الذي لفتها وقالت بخفوت:
-هذا الطمع يا منتصر لا تعرفه أنت!!
ود لو يخبرها كيف لشعور الطمع أن ينمو بداخله وبمنجل كبرياء يجزه بلا رحمة، كيف تكون له امرأة كاملة دون أن تكون.. لذا كعادته رد بهدوء:
-لذا عليكِ أن تستغلي تواجده حد آخر رمق، تشبعين منه، تتنشقين دفئه، وأن لا تغادريه دون أخذ جزءٍ منه، وأن تودعيه جزءًا منكِ، فالروح للروح أنيسة، لذا تعلمي الطمع لأجله، واسخي أنت لأجلك..
هدأها قوله والليلة مرت دون نومها، مع السَحر غشتها الطمأنينة ونامت، أوقظها لصلاة الفجر فتعللت بنعاس:
-صلِّ وحدك.. لا صلاة عليَّ!
رمقها بدهشة لكذبها يسأل:
-متى ستكفين عن هذه الحجة، قومي وصلّي، فقبل ساعات كنتِ..
وأخرسته برفعها الوسادة تتدثر أسفلها تهتف بصوتٍ حانق، ناعس ومقهور:
-لدّي عذر شرعي.. لا صلاة عليَّ هل أشرح أكثر!؟
لم يحرجها لكذبتها وخرج لأداء الصلاة مفكرًا بحجم الإيمان الذي يحتاجه لغرسه بذاتها..
..
ذهبت معهما سلوان حيث أخذت وتين ووضاح برفقة أطفالها الثلاثة عند الحاضنة التي تتعامل معها ورغم رفض لبنى أذعنت لقول منتصر الذي أسكتها:
-الحاضنة ثقة وأنا أعرفها، لا حجة لديكِ الآن هيّا أمامي!
..
مضوا نحو المدينة التي يقبع فيها السجن، ووجود سلوان يطبق على قلبها فرغمًا عنها يكفيها رؤية الآخرين لمشاهد الخزي في حياتها، ناهيك عن اندماجهما المستفز حد العجب والحنق مع منتصر؛ الذي هو بالمناسبة زوجها هي!
ومسألة القرابة بينهما تمقتها، أ لحظّها تأتي سلوان دونًا عن الجميع إلى دائرة التفتيش الخاصة بمنتصر؟!
أنصتت لضحكتهما على موقف بطولي كالعادة لسلوان، فرمقته بغيظ تسأله:
-ألن ينتهي الطريق؟ كم نحتاج للوصول؟
اقترب منها يهمس والمشهد لسلوان يتقاطر حميميةً:
-جيد أنك انتبهت لرفقتك، ظننتُ بكوننا غير مرئيين لكِ!
لحظة هي لم تجفل لحرارة صوته الهامس، هذه حشرة حطت قرب حجابها فسوّتها، ردّت عليه:
-لستُ مهتمة بجولاتكما البطولية، واستشهادها هي عشر مرات في مغامرات التحقيق!
شدّ كفها بقوة يلجم ضحكته:
-أخبريها ببساطة أنك شاركتِ بحروب، ولديك مغامرات.. إن كنتِ مهتمة بالاستشهاد قولي لها أنك استشهدتِ عشرين مرة، دعينا من فمك المزموم طول الوقت!
شدّت على زمة فمها بقوة غاضبة فأدهشها قوله:
-سلوان معنا للأسف يا لبنى..
وتلك كلمة مفتاحية لتبتسم ويطير توترها ويرتاح لسكونها، وصلوا أخيرًا وقبل أن تخرج من السيارة حاولت شد هامتها والنظارة تخفي كل تفاصيل وجهها المُكرهة أن تظهر على صفحتها، رافقها منتصر الذي دعم ظهرها بكفه يهمس بالقرب منها:
-اصلبي نفسك.. وقوي هامتك. لن تخجلي من والدك حتى أمام سلوان المقربة منا..
ردت بعصبية:
-أساسًا أفعل.. ولم أفعل، وهي ليست كذلك!
وقصدها بِ "أفعل " بعدم حاجتها لنصيحته، و " لم أفعل" نظراتها المَخزية من سلوان، و "ليست كذلك" بكونها مقربة منها..
ما تلا ذلك مقابلتها لوالدها والخصوصية التي أعطيت لهما لوقت طويل، ما إن خرجت بأجفانها التي لم تمر طيف دمعة عليهما ولم يستغرب منتصر فلبنى لم تذرف دمعة أمامه طوال سنواتهما، دخل لوالدها مأمون الذي أمنّه عليها منذ اللحظة التي عقد قرانه عليها هنا في السجن، اقترب منه وحيّاه تناول معه الأحاديث وكعادته أوصاه بها، لكن هذه المرة نصيحته غريبة على منتصر:
-ترفق بها يا ولدي، لبنى جيدّة لكنها لم تجد من يأويها إلى قلبه، لا أنا ولا حتّى والدتها..
ويأسف منتصر في داخله لكونه على ما يبدو لن يأويها هو الآخر فيرد بوعد:
-لا تخف إنها في عيني وقلبي!
قربّه منه والدها يهمس له:
-لا تجزع لخوفها، هي إن خافت هجمت، تباغتك قبل أن تفكر في إيذائها!
سعل.. فربت منتصر على ظهره ساوى جلسته وشربه الماء فأكمل لمنتصر:
-قد تلدغك مهاجمة، فهذه وسيلة بقائها الوحيدة لحمايتها.
تحركت حنجرة منتصر تأثرًا، تجمدت كفه حتى جحظت عروقها البارزة وعمّه يُكمل:
-لكنها ترياقك رغم سُمّها يا منتصر..
ربت على كتفه يستودعه إياها:
-الله.. الله في لبنى يا ولدي، كن لها ما عجزت أن أكونه!
**






يتبع...


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس