عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-21, 10:24 PM   #484

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي







هو طائرٌ لا أرض تضمه، حدوده بين باحات وجنتيها!
في أقصى شمال المدينة المطلة على جبلٍ عالٍ تنتشر فيه المباني الراقية لحي يعج بأسماء الذوات وشخصيات البلد الكبيرة، يربض منزل الفقيه على مشارف قمته..
طوال الأسبوعين المنصرمين، تبرع منذر بأخذ باسل عنده مستغلًا اعتياد الصغير عليه وقربه منه، إذ يتسلى بإفساد طباعه الدقيقة وتربيته الشديدة نوعًا ما..
يطعمه حلوى بإفراط!
ينام معه بعد العاشرة والطفلُ معتادٌ على النوم بعد الثامنة..
كما يتشاركان ألعاب الفيديو لوقت طويل غير المحدد له من قبل أهله..
وباسل سعيد بشكل كبير، إذ أن كسر القواعد والخروج عن الضوابط بالنسبة إليه مغامرة تستحق في سنّه الصغير.
أديا صلاة العشاء في المسجد، في خروجهما مر منذر بمحل مثلجات فتردد الطفل:
-لا آكلها في الليل!
لعق منذر من خاصته يخبره:
-سنكسر القاعدة اليوم، وهذا الحجم لطيف لك ولن يضرك!
والطامة لو رآه علاء لقتله، وصلا المنزل فأخبره الطفل أنه يود لعب كرة السلة في باحة المنزل
شاركه منذر اللعب بتعب ثم خرج إلى غرفته يراجع بعض التقارير الخاصة بحالات مرضاه، دقائق ودخل عليه باسل بغضب جاوره وأعطاه جهازاً محمولاً خاصاً بالأطفال يتابع فيديو كرتوني لأحد الشخصيات، كان يراقبه بين فينة وأخرى فيجد الطفل عاقدًا حاجبيه بمعضلة كون أبدية.
لم يسأله، لأنه لو سأل فالطفل لن يسكت والتقارير المهمة القابعة بين يديه أهم، ينهيها ويجالسه، بعد صمت سأل الطفل:
-هل أنت ديك يا عماه؟
رفع رأسه مقطبًا حاجبيه:
-ديك؟
زم الطفل شفتيه بقوة، ثم هتف مستغربًا:
-جدي يقول أن منذر ديك عابث، لن تروضه سوى بطة كبيرة..
ضحك بقوة هذه المرّة يهتف للطفل:
-جدّك يصر على عدم إخراج أبنائه من حديقة الحيوان، لا أدري لماذا يهتم بالريش فلا يرتقي بنا لمسميات أهم!
التفت إلى الطفل الذي لم يفهم شيء فشاكسه:
-جدك يمازحك، يقول إنني كالديك مزعج بثرثرتي!
نفى الطفل باستماتة:
-لم يكن يمزح كان يخبر جدتي، أنك لن تتزوج لأنك ستظل عابثًا!
تساءل منذر:
-أنا؟!
رد الطفل بسؤال:
-ما معنى عابث؟
مال منذر بوجنته نحو اليمين، وشق فمه الأيمن يتجعد معها يغمض عينه اليمنى بورطة كيف يوضح، وبعد وقت حكى للطفل:
-من يلهو بالأشياء بلا هدف أو معنى!
ثم سأله:
-هل فهمت؟
أومأ الطفل وأتت الكارثة بسؤاله الثاني الذي قصف جبهة منذر القارية:
-هل أنت تحب كل النساء؟
أغمض عينيه يهمس:
-أجل.. امرأة هي كل النساء!
لم يستمع الطفل إلى رد عمه فأجابه منذر:
-لا تستمع إلى قول جدك، أنه يمزح وكلامه لا يعني الحقيقة!
شهق الطفل:
-هل تقصد أن جدي لا يقول الحقيقة؟
همس بورطة:
-يا صبر أيوب..
ملس على وجنته يخبره بهدوء:
-تعال لكي ننام، وأبدًا جدك يقول الحقيقة دائمًا لكن ما قاله بشأني كان مزاحًا..
تمتم لنفسه بسخط:
-لا أحد سيشّوه صفحتي البيضاء ويفضح تاريخي سواك يا ناظم !
أدخل الطفل ونيمّه بهدوء داخل غرفته، ثم استعد إلى مناوبته الليلة بعد الثانية عشر مساءً، فضل الهروب عن البقاء في المنزل لكيلا يجن بسبب ذكرها الذي أشعل قبسه سؤال باسل الصغير، وأحيا فيه لقاءً يتيمًا امتدت جذوره لقبل سبعِ سنوات!
عابث.. ليته عابث وفقط!
بل طائرٌ لا أرض تضمه، حدوده بين باحات وجنتيها!
**
وتطيب الحياة لمن يرضى!
دقت الساعة مؤشرها نحو الثمانية، فغادرت ثريا المحل واستلمت يوميتها من صاحب المحل عرفات الرجل الأكثر تملقًا واشمئزازاً في عينيها الذي سألها بوقاحة:
-هل ستتأخرين غدًا كما اليوم؟
أبصرت سؤاله وضحكته السمجة، إذ لا ترى فيه أكثر من كتلة هرمونات خمسينية متصابية متجسدة فيه بشكل يثير غثيانها.
ردت بعملية:
-لن يحدث كما أخبرتك، لماذا تكرر السؤال على مسامعي؟
تتحاشاه برصدها لنظراته فتلجم مساعيه بنظرتها المتحدية له وتجابهه بفظاظتها لكنه صابرٌ فرد عليها بضحكة:
-أتساءل لكّي أدبر أموري!
رمقته بلا مبالاة والتفتت نحو حقيبتها، لم ترَ سعير عينيه فهو عاقدٌ نيته فيها، ولن تخرج من إطار رغبته بها، يعلم بشح خياراتها، لن يبقى لها سواه، سيطوعها له، فهي زوجته الثانية حسبما قرر بلا أطفالٍ طبعًا، بل سيعيد نشوة العشرين التي زوبعتها فتورة الخمسين!
نطقت له دون أن تلتفت إليه:
-وداعًا!
-إلى اللقاء.
غادرته وتركته يتفحص ردفها ودقة خصرها وهي بكل أسف تعلم بنظراته التي لا تحب التفكير فيها.
ابتعدت وعيناه تلامس بالبصر المنحنيات بنظرة ماجنة يحتفظ بها لأحلامه.. التي ستغدو واقعًا قريبًا!
انتظرت في موقف الحي قدوم جيداء الأخرى المطحونة في عمل لا يغني ولا يسمنها من جوعٍ، وظيفة في مكتب تدقيق تهلكها وتستنزفها حرفيًا تخرج فيها قبل شروق الشمس وتعود بعد العشاء، وصلت الحافلة والتقت بثريا عادتا إلى المنزل بثرثرة اعتادتا عليها جلستا على حافة السلالم فبادرت جيداء:
-اليوم جاء شريكٌ جديد للمكتب بهدف التوسيع، والمصيبة في كون مؤسسته مختلفة عن مكتبنا!
سألت ثريا: يعني؟
نطقت جيداء بمخاوفها:
-ربما ينهون أعمال أغلب الموظفين ويستقبلون موظفين جدد بما يلائم وضع المؤسسة القادمة.
أعادت ثريا رأسها نحو الجدار:
-حسنًا فهمتك، لا تفكري كثيرًا، دعينا نتناول الطعام
على ذكر الطعام كشرّت جيداء بقرف..
-لا.. لستُ جائعة!
مطت ثريا شفتيها:
-حسنًا بلا عشاء، ابقي في غباء الكبسولات وأعشاب الشهية، المهم أن تعدّي لي شاياً بالهيل، كنت أود النعناع لكن حوضه جفّ ويبس للأسف!
أشارت لرأسها تشرح:
-رأسي سينفجر لن يعدّل مزاجه سوى الشاي يا جيدو!
ضحكتا وخرجتا نحو المنزل تجمّعن على السطح فالجو على مشارف الخريف الخجول صفاء بال وأطفال نائل يصرخون هاتفتهم زينة فحكين معها وتناقلن أخبار الكون بأكمله تحت مسمى نميمة، أعدّت جيداء الشاي وخرجت به إلى السطح، داهمتها نوبة مغص قطعت أشلاء بطنها فركنت الصينية على السلالم وركضت نحو المرحاض، كانت والدتها تصلّي الوتر وفزعها صوت جلبة في الحمّام ركضت إليه بتوجس وهناك وجدت جيداء ممددةً على أرضيته.





انتهى الفجر الخامس، قراءة ممتعة❤🍁





Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس