عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-21, 06:15 PM   #4024

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

في وقت راحة الجميع دخلت نجوم المطبخ مستغربة من صوت الجلبة فيه وهي تهتف بفضول((من هنا في المطبخ؟))
كَسَى وجهها احمرارًا وهي تقول بصوتٍ خافت خجول
((هذا أنتَ يا سيد مازن؟))
تطلع لها مازن وما إن رآها حتى ابتسم لها بود وتأسّف لها بصدق
((أعتذر بشأن ما قلت في ذاك اليوم، أرجوكِ انسيه إذا تسبب بشعورك بأيّ ضيق مني))
بلهفة سارعت تنفي نجوم وهي تلوح بيدها
((لا تقلق لم يحدث شيء.. هل أساعدك بما تفعله؟ هل هذه حلوى شوكولاتة؟))
تطلعت باهتمام لما يقوم به بانهماك تام من تزيين لطبق يشبه حلوى الشوكولاتة الهلامية بينما يجيبها
((لا بل هي بالونات أخذتها من صغار البيت وملأتها بالماء والآن أقوم بتزيينها بالشوكولاتة وسـأقدمها لزوجتي العزيزة))
اتسعت عيناها بذهول وهي لا تفهم مقصده تمامًا بينما هو بدأ يبحث بعينيه عن شيء ما هادرًا
((أين هي علبة المشروب التي قمت بخضّها لعشر دقائق))
وجد العلبة فأخذها بحماس وقال وهو يغادر
((إنها مقالب بياسمين))
ظلّت نجوم مذهولة حتى مغادرته! هل حقا يخطط أن يقوم بهذه المقالب الطفولية بزوجته!
هو وزوجته ياسمين لا تتناسب شخصيتهما معًا أبدًا..
فياسمين ليست من النوع الذي يختلط بالجميع سريعًا.. دائمًا هناك مسافة هائلة بينها وبين الذين تضطر إلى رؤيتهم كل يوم..
أما هو فحتى لو كان يوحي الانطباع الأول عنه بأنه لا يُطاق..
لكنه على العكس تمامًا يحمل داخله مرح ودهشة لا ينقطعان..
غادر مازن المطبخ في نفس وقت دخول منال التي قالت لابنتها في تساؤل
((ماذا كان يعمل السيد مازن هنا؟))
تلعثمت نجوم في البداية فأكملت منال بامتعاض
((الحاجة زاهية طلبت مني أن تبتعدي لمدة من هنا، وتذهبي عند العائلة حيث إخوتي يسكنون طبعا ستمكثين هناك مع دفع أجرة لك، حظك مبهر يا بنت))
أما نجوم فاتسعت عيناها لما تسمعه دون أن تجد تفسيرا لأمر الحاجة زاهية هذا!
.
.
تركت ياسمين المشغولات التي كانت تقوم بتطريزها ثم أراحت جسدها على ظهر السرير لتكتف ذراعيها وهي تصغي بوجوم لعتاب مازن الذي يضع أمامها طبق حلوى هلامية -كما يظهر لها- شهيّ المنظر
((لقد تعبت في إعداد هذا الشيء المغلف بالشوكولاتة لك، خذي الشوكة وكلي قطعة واحدة منها ولا تكسري بخاطري.. اعتبريه عربون تصالح عن كل الكلام الفظّ الذي قلته لك))
قالت برفض باتر وهي تبعد الشوكة التي يمدها لها عنها
((لن آكل شيئا مما تحضره، لا أثق بك أبدًا ولا في أي شيء تُحضره))
تنهّد مازن بحزن مصطنع ثم أبعد طبق الحلوى -كما يظهر لها- وأمسك عبوة المشروب الغازي ومدّها لها يقول برجاء
((حسنا على راحتك، لكن على الأقل خذي عبوة المشروب الغازي الذي جلبته لك))
لوت ياسمين فاهها وملامحه لا تطمئنها.. لكنها هَدَرت
((حسنا سآخذه بما أنه مغلق ولا احتمال أن تكون قد وضعت شيئا فيه))
تناولت العبوة منه وبدأت تفتحها بهدوء لكن وبمجرد أن فُتحتها حتى فار المشروب الغازي كله في وجهها كأنه انفجر من فوهة بركان بسرعة كبيرة..
شَهَقت بصوتٍ عالي وتساءلت أمام قهقهته العالية بقهر
((هل قمت بتحريك العبوة ورجّها قبل أن تعطيها لي؟))
ظلّ مازن يضحك بصوتٍ عال دون أن يجد قدرة على الإجابة..
في هذه الأثناء دخلت هدى ابنتهما للداخل وهي تقفز مكانها نحوهم وتقول
((أمي أريد أن أخرج مع..))
عقدت حاجبيها وهي تناظر باستغراب منظر أمها الملطخ بالمشروب ثم أخفضت بصرها إلى الطبق الذي يمسكه والدها وتساءلت بانبهار يكاد يسيل لعابها
((لمن هذه الحلوى الهلامية المغلفة بالشكولاتة يا أمي؟ تبدو لذيذة؟))
خفتت ضحكات مازن وهو يمد الطبق لابنته هادرًا
((إنها لك يا جميلتي، خذي الشوكة واقتطعي جزءًا منها))
بلهفة تناولت هدى الطبق منه وغرزت الشوكة سريعا في طبق الحلوى الهلامية لينفجر طبق الحلوى بها..
أخذ الأمر منها لحظات حتى تفقدت هذه الحلوى المنفجرة واكتشفت بأنها بالون ممتلأ بالماء كان مغلفا بالشوكولاتة لتقول بصوتٍ منذر بالبكاء
((إنها ليست حلوى))
ضحك مازن بخفوت على ابنته وملامحها، فهتفت ياسمين الغاضبة به وهي تكاد تنفجر غيظًا
((انظر كيف قمت بإهدار كميات كبيرة من الشوكولاتة من أجل مقلب سخيف طفولي! لا احترام لديك لنعم الله..))
هزّ مازن كتفه بتردد لصحة ما تقوله لكنه قال وهو يشير لملائة السرير البيضاء
((لا تنسي أن تبدلي هذه الملاءة فقد غرقت بالمشروب الغازي والماء))
بمجرد أن غادر الغرفة مستمتعًا بما فعله بهما حتى ناظرت هدى والدتها تقول
((أنا لا أحبه أبدًا))
وافقتها ياسمين القول
((ولا أنا أحبه يا هدى))=


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس