عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-21, 10:44 PM   #543

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي









**
لم يجد وضاح في مجيئه أي فائدة في الواقع رونق نائمة، والدته ووالدة علاء تتناوبان في الجلوس عندها وعلاء المطحون مطلقًا لا يقصر، ومنذر يحفها بعناية خاصة جدًا جدًا، التفت إلى علاء الرابض على سرير رونق يخبره بموعده مع "سالي العبيد" الذي تأخر لمدة طويلة:
-أنا في طريقي إلى الموعد حسنًا!
رد علاء بمنظره الفوضوي وهالاته السوداء وشعره المشعث:
-أووه. هل تعلم أنني نسيت، سأكون شاكرًا لك.
لحقه يخبره بتعب:
-أعتمد عليك يا وضاح، كل شيء حولي يختبر صبري، أجاهد في الثبات لئلا أحطم من أرهقوها!
ملس جبينه بإرهاق:
-لا أعلم أي قدر يبعده الله عني بابتلائي هذا، وأخشى أن أفقد سيطرتي وأتوه!
ربت وضاح على كتفه بمؤازرة:
-لا تقلق، ما بعد الضيق إلا الفرج!
تركه وضاح يبصر نفسه ببنطاله الجينز وبلوزته الخفيفة فمط شفتيه بورطة، استقل سيارته متوجهًا لإحدى المحال التي يعرفها حيث اقتنى حلةً رمادية، دخل السيارة يغلق أزرار القميص المبعثرة متعديًا عن أول زرين، فتح صندوق السيارة يخرج عطره، رش حول مواقع النبض، وأخذ ساعةً، خلل أنامله في شعره فصففه بطريقة أعطته لمحة بدائية حقيقية، رشق شعيرات فوديه البيضاء يتمتم بسخرية:
-بهذا المنظر ستقع بي لا محالة!
أدار وجهه يمينًا ويسارًا يتلمس شعيرات ذقنه المبعثرة غير الحليقة:
-ستتوسل حبي وأرفضها!
ضحك بانطلاق ساخر ووصل المطعم المنشود، دخل فوجدها، بثبات سار نحوها، قيّم هيئتها الخطرة، يناور في عقله مقدار الشرّ المتطاير منها، تلاحمت العينان باقترابه منها، كانت في حضرة رجلٍ يكتسي الرماد، الدجنة في عينيه تحجبها سحب مطيرة عاصفةٌ هي ملامحه، والهالة فيه اختارت فصل الشتاء بصقيعها لفته منظرها فتساءلت:
((كيف يمكن للرماد واللون الأسود أن يتعانقا دون امتزاج؟))
ابتسم لفتنتها، وجهٌ يحمل أصناف الغواية التي ربما تستهويه ولن يقع بها، خصلات شقراء، وجه فاتن. ابتدرت القول قبل تحيته:
-في موعدك تمامًا!
استخدم ابتسامته المؤثرة التي لم تلق انبهارًا منها يرد:
-أقدّر قيمة الوقت.. ثم التفت إليها بعينه يسأل:
-جئتِ باكرة كما يبدو لي!
لعبت بخصلاتها تجيبه بثقة امرأة تعتني بكلماتها:
-عادتي المحببة تفحص الأماكن، ومحاولة الاندماج بها، لا تستهويني الاجتماعات دون طقوس المكان.
جاء النادل فأوقف ردّه المتراقص على حدود شفتيه، ذهب فسألته:
-هل أنتَ مدير الفرع الذي تواصلت معه؟
سايرها في كذبتها بشأن عدم معرفة علاء الذي بحثته بالاسم ووجدت مأزقه فرصة فأجابها ببساطة في طيها سخرية:
-لا تعرفين علاء؟ سيجرح قلبه كثيرًا نسيانك، لقد أخبرني بمعرفتكما السابقة، وموافقته على طلب الإيداع لفرط الثقة!
ضحكت بانطلاق، تشعل سيجارتها ترد عليه دون مواربة:
-أنت محاور خطر فعلًا!
طلبها سريعًا:
-هل أطفئتها من فضلك؟
سألته مستنكرة:
-عفوًا؟
همس بضحكة عصبية:
-أطفئي سيجارتك؟
باستهجان ردت:
-لم؟
رد بنبرة خطرة:
-لا أستطيع أن أكون بجوار امرأة تدخن!
بهتت فشع وجهها بالمكر ترد بثقة:
-لكنك ستكسر قاعدتك وتفعل معي!
نظرت إليه نظرة أنثوية اتبعتها بنفث التبغ بغواية تحت نظره الحارق استمتعت بغيظه وسألت:
-حسنًا لما لم يأت علاء؟ وما صفتك أنت، هل أنت المراقب العام؟
انحنت كفها تنفض التبغ في المرمدة، فتقبضت كفه على السيجارة جذبها دون أن يلمسها ودسها في المرمدة يطفئها، كان قريبًا من وجهها..قريبًا حد الخطر، حد الغوص والقراءة، لم يتأثر بكل مقوماتها، غشى جسده النفور منها رغم الاستجابة الطبيعية لرجلٍ مثله.. لم تحد ببصرها عنه كما لم يفعل تحداها ورسالتها أوصلها بأن لا تتحداه، أخفت غيظها فرد:
-علاء مع زوجته..
أكمل بطبيعية مستفزة:
- لم يستطع أن يتركها لذا خرجا في إجازة سويةٍ لهما!
امتقع وجهها فضحك بلا نفس يخبرها:
-وأنا وضاح الغربي، شقيق رونق زوجة علاء، والمقرب لعلاء لكي يخولني بأموره المالية!
ابتسمت بسحر ترد رأسها للخلف تخبره:
-مزحة غير لطيفة، في إجازة ترفيهية وهو بهذا المأزق؟
أشعل سيجارته فهتفت:
-لا تدخن أنت الآخر!
رد ببساطة:
-أنا أفعل
هزت رأسها تسأل بتهكم:
-لماذا؟
بأريحية مقيتة:
-لأنني وضاح الغربي وهذا بحاله يكفي.
توعدته:
-ستندم
همس بإغواء يمر برماده العاصف بنظرة سافرة نحوها:
- وأنا أتوق لهذا الندم!
شربت من عصيرها بغل تلاعب الكأس وتسأل:
-كم مرة قلت "أنا "في هذه الجلسة؟
ضحك حتى تقلصت عيناه، والتجاعيد حولهما تشتد، أعاد رأسه للخلف يجيبها:
-أنا وضاح هذا كفيلٌ بأن تسمعينها إلى ما للانهاية!
ابتسمت باستخفاف، فضحك لمبسمها يكمل:
-ثم إن علاء غير مهتم بالسيولة بالشكل الذي تتوقعينه أبدًا، راحة رونق وإسعادها الأهم بالنسبة له!
تميز غيظها، وأحمر وجهها فسأل:
-كم قيمة الوديعة التي ستودعينها المصرف؟
مالت بفمها تهمس:
-ما يغطي مصرفكم، ويفتح مصرفاً آخر به!
-حقًا؟
فتحت الحاسب القريب منها، دخلت لموقع بعينه تريه المبلغ نظر لها باستكشاف، فقابلته نظرة هزيمة لم تدم فسأل بصدق:
-شابة بعمرك من أين لها بكل الأموال هذه؟
مرّ الخريف وهطل المطر، لم يعبر الربيع، وإنما اشتعل الصيف بعينيها ترد بحرقة سطعت بها حروفها :
-قيمة تضحياتي هذه!
-ألا توجد غنائم معنوية؟
ضحكت والتقطت الحاسب مجددًا، دخلت لمعرض الصور وأشارت إلى صورة بعينها، طفل رائع بملامح أخاذة، وبراءة وهبته متعة الهبوط من السمّاء كهدية لأهل أرضها أشارت إليه بعاطفة:
-من انتشلني من فم المذبح وأهداني الحياة!
أظلمت ملامحه يتجاوز المعنى المبطن يرد بتهكم:
-لا تبدين بمنظر من يساق للنحر، تبدين قائدة القطيع يا...
وبمسرحية لم ترقها هتف:
-صحيح لم نتعرف بشكلنا الصحيح، ظننتك سالي وظننتني علاء؟
مدت كفها فأرجع كفه. أعادتها بغل ولن تنسى له كل ما فعل :
-سالي العبيد.. أكبر مودعة لدى فرعكم، وصاحبة الحق والنصيب الأكبر، أخترتكم بعناية فأنتم ملجأي الآمن!
هبت نسائم الخريف تخفف وطأة حرائق الصيف فرد برونق النسمات.
-فرصة سعيدة سالي.. أتمنى أن نتجاوز مشكلة السيولة وأن تبقي صديقة عزيزة لن تنسى!
سألته:
-متى آتي؟
رد بفطنة:
-حين يعود علاء من إجازته.


**

لا تأمن كثيرًا للأنثى فهي إن خطت؛ خطوتها كيد.. وإن نظرت، نظرتها اقتناص، وعن عزيمتها فهي من نار، والكلمةُ منها دهاء.

على أعتاب البحر الهائج في المدينة الساحلية!

لوثة جنون صابته وهو يرى ملف القضية التي تتفاقم بالتعقيد أمامه، كل الأشياء تتشابك بصورة خيالية وأصابع الاتهام كلما وجهها تنسل الإشارات منه!
ضرب المكتب بأعصاب هائجة ومكابح غضب يحاول دومًا تفاديها، انفعالات يسيطر عليها بقبضاتٍ من حديد، إذا انسلت منه أحرقت مروج الأرض وبروج إنارتها!
منتصر لا يخفق ولا تستصعب عليه قضية.
هذه قاعدة عامة معروفة لا غبار عليها، لكن شواذ القاعدة هنا أن هذه القضية تفعل!
رجالات كبيرة ومسؤولون لهم إيادٍ كثيرة تمسح بصمات إدانتهم، وبكل أسف يقرّ بعجز أن الأمور أكبر منه، ومن الأعلى منه..
استدعاه بعد ظهر اليوم اللواء الخاص بالوحدة ومن دون مقدمات أخبره:
-منتصر اهدأ، ترقيتك إلى مقدم خلال شهر أو أقل، كُف عن تنقيبك بلا طائل أو فائدة فالقضية تدخلت بها أسماء كبيرة!
رأى اندفاع منتص وتعاظم حنقه فهدأه، منتصر شامخ معتد بنفسه وهذا ما يخيفه:
-بمكالمة واحدة قد يلفقون لك قضية أكبر مما تتخيل يزجون باعتدادك وهامتك أدراج الرياح، وهذا أبسط ما يمكنهم فعله.
ثم بحكمة أردف:
- السلطة تفعل لذا عليك أن تحكم عقلك جيدًا.
دعك منتصر جبينه بمأزق، فسحب اللواء نفسًا عميقًا ثم أعاد على مسامع منتصر أهميته:
- أنت عقلنا ومفتاحنا الأهم، تعلم بأهمية موقعك وحساسيته، لا تفقد كل ما تمتلكه بفورة حق لا تفيد في زمنٍ غشاه الفساد والباطل
ثم طرق بأنامله المكتب يكمل:
- المصلحة فيه أهمّ من ضمائر ميتة!
هتف منتصر بوحشية:
-القضية أخطر مما يمكن لنا تخيله، الأرواح التي ذهبت أدراج الرياح من سيعيد لها حقها؟ هل قرأت أسماء الضحايا وعوائلهم التي بلا مأوى؟ من يعيد لهم حيواتهم أو على الأقل يعيلهم!
ابتسم اللواء لمنتصر:
-حكم القوي يا منتصر، ثم لا تنسَ هناك تعويضات كالعادة وإجراءات تمثيلية تفي بالغرض!
رنّ هاتف اللواء فاستقام منتصر يؤدي التحية، مما دفع اللواء أن يتقدم نحوه يتلمس التاج الذي يزين كتفه قائلًا بمغزى:
-احرص على تاجك الذي سيزدان بنجمة بعد أقل من شهر، أعرفك عاقل وتحكم عقلك في كل خطوة!
خرج منتصر بغضب واللواء يشيعه بفخر فثورة منتصر أحيت فيه ذكراه هو شخصيًا حين كان بعمره، قبل أن يتعلم الدرس جيدًا وبأقسى الطرق.

سينفجر لو أضمر ما في قلبه، توجه إلى مكانه المحبب لتصفية أفكاره، صالة الرماية أخذ السلاح وتفحص مخزنه لبس الواقي وأخذ موقعًا، وبكل غضب الكون الذي يسكنه سدد أهدافه بجدارة، غضب من نفسه وعلى نفسه، وفجأة حطت لبنى على أفكاره الثائرة، لا يعلم من أين جاءت على باله في معترك غضبه عندها ازداد جنونه أكثر بذكر آخر محادثةٍ فيما بينهما حيث اعترفت صراحة أثناء اندماجها في فيلم رومانسي "بأن لا مكان لهُ في قلبها"..
صوب الكثير وذهنه في المنزل حيثُ تجاورا على أريكة وحاسبه بيده يتابع عمله، لبنى تقلب في قنوات الشاشة الموصولة بالهاتف وتوقفت عند محطة تبث فيلمًا على ما يبدو قد لفتها، البطل فيه يعترف للبطلة بحبها فرفضت متعللة بأنها لن تكرر التجربة، وقتها شدّه منظر لبنى وانسياقها كالمغيبة تعلق على المشهد:
-مؤكد مرّت بتجربة عصية في المشاعر جعلتها محرمة عليها، لا ألومها لماذا لم يتقبل ببساطة ما فعلت!؟
رفع رأسه عن حاسبه يتابع ما أثار اهتمام المبجلة لبنى فسأل:
-ما الأمر؟
أخبرته حانقة وعيناها تتابعان المشهد:
-انظر هذه الصهباء البطلة، المسكينة تجاهد في الثبات والتماسك، وهذا الرجل يطلب منها حبّا في أسوأ لحظاتها الكارثية..
راقب انفعالها المدهش:
- تخبره صراحة بأن ليس بمقدورها التعاطي والحب، وهو يصر عليها بما يزعجها ويحملها فوق طاقتها.
لا يعلم لما توجس قلبه وصدّق حدسه بانفعالها الغريب فطلب منها إعادة الفيلم من أوله ففعلت.. نطق سريعًا ما إن حلل أول مشهدين:
-لا أرَ سببًا لانفعالك، هو عرض عليها الحب واعترف بمشاعره لماذا تهاجمه بهذه الطريقة؟
لم ينظر لها ولا يريد في هذه اللحظة:
- توازنها معدوم أتفق معك لكن بإمكانها إنهاء الأمر بلا هذه الدراما.
عاد لحاسبه حين لم تشده القصة فلكزت بسبابتها عضده تنبهه:
-انظر هنا.. انظر ماذا تقول وماذا هو يقول، هي تخبره أنها بلا مرسى وعليها أن تجد ذاتها، وهو يخبرها دعينا نؤسس المرفأ معًا، حقًا أنه بلا استيعاب!
لم ينظر للمشهد، بل لثرثرتها المستفزة، فسأل سؤالًا غريبًا:
-لماذا تزوجته إذا؟
التفتت إليه وحدقت فيه باضطراب فأجابت سريعًا:
-كان طوق نجاةٍ لها، ومن أنقذها حين دخلت البلد!
لفتهما تهويدة سحر فانكمش على إثرها قلبيهما سويةً، التف حولها قيد الضمير تشعر بأنها هي المعنية وكيٌّ غريب يحرقها بأن منتصر لم يعرض عليهما مرفأ يسكنا إليه، بين اضطراب وغيرة من قصة فيلم سخيفة ترددت بالقول ولم تتحدث؛ إذ هتف قبلها:
- أرى أنه مخطئ هي بحاجة لأن تجد ذاتها لوحدها، قربه منها لن يعود بالفائدة عليها مطلقًا، يجب أن تلوذ بذاتها لكي تنجو!
التمع الغضب بعينيها تسأله بتناقض:
-ألم يحبها؟ وعليه أن يكون معها؟ لما تجد ذاتها بعيدًا عنه؟
رفع حاجبه مستنكرًا:
-ألم تنتقدي تصرفه؟
تفرس بعينيه نظراتها يسبر أغوارها، يصل العمق، ويطلق سهم النجاة:
- ثم الأهم تلك الخرافات الغبية المتعلقة بوجود السند والدعم للتجاوز لا أؤمن بها مطلقًا، هناك مساحة خاصة يجب على المرء أن يخطو بها وحده دون أحد خصوصًا في المسائل الشائكة!
دق قلبها خوفًا، تشعر الحديث وكأنه عنهما فسألت بغباء:
-أية مشاكل؟
-ألم تحب رجلًا آخر في بداية الفيلم؟ ما بك لبنى؟
صخب قلبها كثيرًا، كثيرًا كما لم يفعل من قبل، راقب لون وجهها الذي تغير، هربها من دائرته فبدت بعيدةً كالنجوم، همسها الذي يحارب نفسه فتيقن في سرّه الإجابة لكل هذه الفوضى:
-ليس الحب ما يقف بينها وبينه، أنت تظلمها، أنظر هي عانت كثيرًا يكفي رحلة الموت التي جاءت بها إلى هذا البلد، وما كانت ستعرضُّه له..
ابتعلت ريقها بعذاب وأكملت:
-أظن أنها تشعر بالذنب نحوه..
أظلمت تعابيره، حافظ على انفعاله وملامحها مُتلبسة كلها بجرم لا أحد يتهمها فيه، كل ذلك الضياع أخبره الإجابة التي لا يلتفت لها عمدًا:
-كما أخبرتك لبنى، هي بحاجة لإحياء ذاتها بعيدًا عنه، ربما تتعايش معه وتحبه، لماذا أنت متأثرة إلى هذا الحد، فيلم الذي ترينه ليس أكثر من هذا، لا داعٍ لكل هذا التوتر!
هزت قدمها الذي التفت إليه تبرر:
-لأنك رجل لن تتأثر بهذه الأشياء التي تصف قلوبنا!
علا بكاء الطفل كنجدة فنهضت إليه ووجهها نحو منتصر تكمل باهتزاز:
-تعاطفت معها وأشفقتُ عليها، هي لن تحبه واضح هذا وضوح الشمّس
صعقته ويشكر كل دروس النفس التي تعلمها لينسلخ من الانفعالات، ويجمد بواجهة لا تنبئ بقتلها، استمع لتعثرها:
- ترى نفسها لا تستحق الحب..
لسوء الحظ التفتا كلاهما إلى الشاشة والبطلة تخبر البطل ببساطة:
-لن أستطيع أن أحبك يومًا ما.. لن أفعل!
هربت من عنده نحو طفلها تستجير به فأطفأ الشاشة، عاد لعمله وحرص أن يدخل غرفة نومهما بحيث يجدها نائمة، وفعلًا دخل فوجدها تغمض جفنيها بقوة لم يعبأ لها، غادر صباحًا وتفكيره في مسارٍ واحد أغضبه؛ المُبجّلة لبنى تخبره صراحة بأنها لن تحبه وكأنه طلب منها؟
فتمرر له بسخف يشبه سنوات زواجهما بأنها لن تشاركه مشاعر أثارها فيلم لم يعرف كيف وقعت عليه، وكيف شاهدته، والغريب ليس تلميحها الأول!
تزاحمت الأضداد داخله بحرب ضروس وتنتصر فطرته في كل مرة..
بين الخوف من الشكّ بالنية وسوء الظّن، يقبع حدس خطير أعمق من كليهما.
هل امرأته عالقة بماض يتضمن قصة؛ عُلقت بحبال الهوى مثلًا ولم تمح؟
أو أنها فرضته حبل نجاة لسحيق واقعها ببؤسه؟
في الأولى يقر يقينًا أن لا شأن له بماضيها الذي يخصها وحدها، حدسه كما تجربته معها يؤيدان أنها ليست من النساء التي تتبع أمر قلبها، وبقاءها محتجزةً هناك متعلق بعقدة ضمير أو ذنب التفا حولها ولم تتخلص منهما.
وإن كانت الثانية ومع كل أسفه بكونه ليس الرجل الذي تهوى نفسها، فهو صادقٌ مع داخله يعترف أيضًا أنه رأى فيها خلاصًا وحياة يحتاجها وما تقدمه يكفيه..
لحظة هل قال يكفيه؟
- لا، لا يكفيه ويريد أكثر!
ترك عنه السلاح يأخذ نفسًا وخرج يخلع الواقي التفت ليجد سلوان في مقابلته..
-أنتِ هنا؟
من بعيد وقفت تراقبه، ببنيته العسكرية التي تطير الألباب وتستقر في قلبها، البذلة بزينتها التي خُلقت على مقاسه، كل ما فيه يروي بذور توقها الأزلي له، رجلها الذي لم يضعها في حساباته ولو لمرة واحدة.
ابتسمت لشعلة شغفٍ، وقودها ذكره فكيف رؤيته و أجابته:
-أجل منذ بدأت بالعراك مع الأهداف وكعادتك لم ترحمها!
ضحك بتوتر وجلس على المقعد فناولته علبة ماء سكبها على شعره فرأسه فتوترت حدقتاها بعشقٍ لا تستطع إخفاءه أكثر، تشفق عليه من نفسه وحياته وزوجته التي لا تشبهه ولا تدري عنه أبدًا سألته بضعف قليلًا ما يصبها:
-ما بك؟
رد بتعب:
-متعب!
سألت:
-هل هناك شيء ما؟
رد بصوت غريب:
-كل شيء يتعبني!
ثم أكمل بضحكة:
-أحتاج رفقة سيجال أفرغ فيها غضبي الذي لا يهدأ!
اقتربت منه وقد سلبت لهوة شيطانية، بخطواتٍ متمهلة ينيرها شيطانها يوسوس فيها النية الحاضرة فيحرضها على سلبه.. منتصر لها يعجبها، يحزنها خيال حزنٍ قاتم يلوح لها مع كل فجرٍ لضحكته، وإقرار تعبه هنا يثبت راية استنزافه، منتصر فرغ من كل شيء وربما أدرك فشله في إدارة زيجته!
مالت لمستواه دون أن يلاحظ تهمس والكيد يعميها عن زلتها:
-ألا ترى معي حزنك في هذه الزيجة؟
لم تمهله رد فعلٍ معاكس لرجولة سيثأر لها بنبل زائف، بل أكملت:
- تليق بك امرأة تنير بك بهجة حياتك منتصر، لبنى لا تنفعك!
**




يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس