عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-21, 06:31 PM   #4122

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي


كان يراقب مالك منزل سمية الصغير حتى خرجت منه فتتبعها من بعيد على بعد أمتار.. أوشك أن يفقد أثرها أكثر من مرة لكن كان حدسه يعيده إليها..

لطالما اعتاد ومنذ مراهقته عندما يراها تخرج مضطرة في وقت الغروب لتتسوق لكونها الابنة الوحيدة أن يتتبعها هكذا من بعيد ويتأكد من ذهابها ووصولها لبيتها بأمان..

فطرق قريتهم في هذا الوقت تكون شبه فارغة والسير على الأقدام فيها يكون خطر على فتاة وحيدة.. وبعد زواجهما وربط يزيد بينهما كان يأمرها بلهجة صارمة ألا تخرج أبدًا للتسوق بعد العصر، وإذا ما اضطرت لذلك أن تطلب منه هو إحضار ما تريده لها.. وكانت تصغي له..

خرج مالك من شروده عندما توقفت خطواتها فجأة لتتوقف خطواته هو الآخر..

وصله صوتها المحمل بالجفاء وهي تسأله دون أن تستدير له

((لماذا تسير خلفي يا مالك؟))

ابتلع ريقه بصعوبة وشوقه لها يلفه لفا..

موجوع ومضطرب.. يفتقدها.. يموت إلى جرعته المعتادة من صوتها.. ضحكتها.. حتى تجهمها ونكدها.. يحن إلى وجودها في الأرجاء حوله.. تنهد قبل أن يقول

((أنا سأدخل للمتجر لأبتاع بعض الأشياء))

أنهى كلامه ومضى قُدما أمامها نحو المتجر الضخم بهدوء فشعرت بقلبها ينخلع من مكانه وهي تخفض بصرها بحزن خالص..

تكذب إن أنكرت أنها في الماضي كانت تعرف بإحساسها الذي لا يخيب أنَ مالك غالبا ما يتتبعها في سيرها.. وربما هذا ما كان يجعلها تسير في أمان..

فبسبب عملها الذي ينتهي في وقت متأخر في البستان كانت لا تجد وقتا للتسوق لحاجيات المنزل إلا في المساء..

تابعت سيرها نحو المتجر ودخلت لتنذهل بمالك الذي كان يجهز له أحد الموظفين في المتجر كل ما طلبه..

كانت أمامها أكياس كثيرة لا تعد بسهولة وممتلئة بالفواكه والخضروات والأجبان والمرطبات..

لفتها الدهشة وهي تسمعه يقول

((تعالي وأخبريني ما ينقص بيتك الآن حتى أبتاعه أيضًا))

استاءت ملامحها وهي تسمعه يتحدث معها كأن أخْذها لهذه الأكياس أمر مفروغ منه فغمغمت

((مالك ما الذي تفعله؟ أنت تجبرني أن أفقد آخر ذرات عقلي بما تفعله))

أخرج مالك من محفظته حفنة من المال يقدمها للبائع ثم ناظرها ليجيب هامسا

((لقد أوقفك أبي عن العمل في الحديقة بسبب زواجنا الذي كان يفترض أن يُعقد قبل أسابيع ومنذ تلك اللحظة وأنتِ لا تتقاضين راتبًا منه.. ولغبائي لم أفكر في هذا الأمر إلا عندما لاحظت بأن ما ترسليه لي إلى الفندق أقل من المعتاد))

عقدت حاجبيها تقول بحزم

((حتى لو لم أكن أتقاضى راتبًا الآن فلدي الكثير من النقود التي كنت أذخرها.. سبق وأخبرتك أني كنت أقبل منك تلك الأموال الطائلة لأني كنت أنفقها على يزيد وأجلب له كل ما يريد رافضة أن أسمح لكبريائي أن يحرمه من رفاهية التمتع بأموال أبيه، لكن طالما أن يزيد ليس عندي لا يمكن أن أقبل منك أي شيء))

عقب مالك بهدوء يخبأ خلفه انفعالًا يهدد بفقدان السيطرة

((هل انتهيت من ثرثرتك الكفاحية هذه؟ سأحمل كل هذه الأكياس إلى بيتك وإذا ما صدر منك أي اعتراض فلن أتردد بجعلها فضيحة مدوية غير عابئ بشيء أنتِ خطيبتي وسرعان ما سنتزوج بعد أن يرضى أبي عنا..))

ردت عليه بانزعاج

((كم أكره أسلوبك هذا في الابتزاز))

برقت خضرة عينيه بقوة وقال بجمود

((بعض ما عندكم.. تعلمته منك))

فجأة اختفى النور أمام مالك وهو يجد أحد ما يقف خلفه ويعصب عينيه بيديه..

رفع مالك أصابعه يحاول التخلص من هذه اليد بقوة وعدوانية هادرًا من بين أسنانه بالكاد يمسك نفسه ألا يثير جلبة في هذا المتجر

((من هذا الو-ق-ح معدوم الذوق الذي يغطي عينيّ))

سمع مالك صوت ضحكات خافتة مكتومة من الرجل الذي يغطي عينيه فانفلتت أعصابه ليهدد الرجل الذي يقف خلفه

((للمرة الأخيرة أقول حرّر عيني قبل أن تجد قبضتي في منتصف معدتك))

لم يستجب الرجل الذي خلفه فرفع مالك إحدى قدميه للخلف وركله مما جعل الآخر تلقائيا يتأوه متألما ويسحب يديه هادرا بصوتٍ مخنوق متوجع

((توقف يا مالك.. لا يستدعي ما فعلته كل هذا الغضب حتى لو كنت شخصا غريبًا))

عقد مالك حاجبيه وهو يناظر الذي يقوم بتمسيد ساقه وهو يغمض عينيه وسرعان ما لفته الدهشة والذهول هاتفًا

((مازن!؟ هل هذا أنت!؟ متى عدت إلى هنا يا مازن؟ لماذا لم يخبرني أحد!؟))

تطلعت ياسمين التي كانت تقف بجانب مازن هادرة

((سمية هل هذه أنتِ؟ ماذا تفعلين هنا؟))

هدر مالك بخشونة معقبا

((ما الذي تفعلاه أنتما هنا، هذا هو السؤال؟))

ابتسم مازن ببشاشة وهو ينتصب واقفا ويرفع ذراعه حول كتفي زوجته يضمها له ثم قال

((قررت أن أخرج مع زوجتي الحبيبة للخارج حتى نعيد التعرف على بعضنا، بالتأكيد الاغتراب طوال تلك السنين غيَّر الكثير فينا، واتضح أن ياسو لا زالت تلك المرأة المرحة البشوشة التي طالما عرفتها))

رفعت ياسمين عينيها إليه لتصفعه بنظرة غضب وتهمس

((لا تناديني ياسو أمامهم ولا تعانقني بهذا الشكل.. اخجل قليلا يا مازن))

اختلق مازن العبوس وهو يقول متذمرا بنفس الهمس

((كل مرة لا تقدرين تفاخري بامتلاك امرأة مثلك أشعر بقلبي يكاد ينخلع من صدري))

ثم نظر أمامه لأخيه يقول بنبرته المرحة

((المهم يا مالك لقد أخبرتني ياسمين عن زواجك السَّابق من سمية وإنجابك منها، لا تصدق كم أنا فخور بك، في الماضي كان أبي هو من يقول لي أن أصبح مثلك.. لكن سمعت مؤخرًا بأن الحال انعكس وبدأ يعايرك لأنك لست مثلي))

ردد مالك باقتضاب

((لا ليس إلى هذا الحدّ يا مازن))

لكزه مازن بضربة رجولية وهو يقول بنفس النبرة المرحة

((كيف تنكر كلامي! أنا ولا حتى بأكثر رغباتي جُموحا لم أفكر في الزواج من خلف ظهر أهلي بل والإنجاب))

حدجه مالك بغضب وتمتم

((مازن لا تتدخل وحسب))

عقب مازن باستياء

((انظر لنفسك كيف تعبس بوجه توأمك الذي لم تَرَه منذ وقت طويل!))

ثم اندفع مازن نحوه يُعانقه بقوة قبل أن يَلثم جبينه مما جعل مالك يدفعه عنه على الفور ويغمغم بغضب وهو يشد على نواجذه

((ابتعد عني.. ابتعد عني أيها الأحمق.. كم من مرة عليّ أن أنبهك ألا تقّبل جبيني.. الرجال لا يتعانقون ويقبلون بعضهم بهذا الشكل!))

كتم الثلاثة ابتسامتهم على ما حدث أمَّا مالك فانخفض يمسك نصف الأكياس ويأمر أخاه بجلافة

((رغم أن السير معك الآن أضحى شبهة لكن أنا مضطر أن أقول لك بأني بحاجة لمساعدتك في حمل هذه الأكياس معي إلى البيت..))

أخرج مازن مفتاح السيارة من جيبه وقال بزهو

((معي سيارة والدي.. سأوصلك لتضع فيها الأغراض ثم سأوصلك إلى الفندق الذي تمكث فيه فقد سمعت بأن والدي طردك من المنزل.. كم أنتَ محظوظ يا مالك لطالما بصغري كنت أحسد أصدقائي الذين يُطردون من منازلهم كعقاب، فوالدي يتبع الحبس في المنزل كعقاب، وعندما قرر أن يطبق العكس أخيرًا كنت أنت من نلت هذا الشرف!))

تجاهل مالك كلامه وسأله باهتمام

((هل اتصل بك مُعاذ بشأن شيء يخص مُؤيد؟))

أجاب مازن بعفوية

((نعم اتصل بي لكننا بالخارج كما ترى، سنعود الآن ونعرف ما حدث))

.

.


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس