عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-21, 06:37 PM   #788

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:jded: الفصل الثامن والعشرون - القسم الرابع

أنهيت وضعت مكياجي وربطة رأسي المميزة بعد أن ارتديت فستانا من الشيفون المطبوع بالزهور متعددة الألوان والمبطن بطبقة تحتية غير كاشفة، ونسقته مع سترة عصرية من الجينز، واخترت لفة الشعر باللون الأرجواني الرقيق، كما وضعت حذاء مكشوف الأصابع بنفس لون التوربان..

بمجرد أن تجهزت ونزلت للطابق السفلي، كان حازم وحسام يخرجان أيضا من غرفة الأخير بعد أن ساعده الأول على اختيار إطلالته الخاصة بالحفل، حيث كان حسام يرتدي قميصا بنيا بأزرار وأكمام طويلة وعليه سترة عصرية منتفخة باللون البرونزي بلا أكمام مع سروالا أزرق داكنا من الجينز وحذاء بنيا من الجلد..

كان يبدو فعلا كشاب في مقتبل العمر.. مازال أمامه الكثير ليعيشه، ولكن في لحظة خديعة، تعرض لفاجعة ستظل تاركة أثرها القبيح عليه طوال العمر..

هذه الفاجعة تحتاج حقا لشخص صاحب شخصية مميزة حتى يتخطاها..

لا أعرف حسام جيدا بعد، ولكن أظنه سيتخطى الأمر بمرور الوقت، كما تخطى تخلي عمته عنه وتركها له داخل الملجأ..

أتمنى فقط ألا تصيبه لعنة (اضطراب ما بعد الصدمة) وأن تتحرك حياته في اتجاه النجاح والاستقرار من الآن فصاعدا بعيدا عن آية عقبات ومشكلات جديدة.

أما حازم فكان يرتدي كنزة خريفية سوداء برقبة عالية من الصوف الناعم.. جاءت محددة لعضلات ذراعيه وصدره وبطنه، ونسقها مع بنطلون جينز باللون الرمادي الداكن وحذاء جلدي أسود، فبدا.. بدا كتجسيد حي لكل معاني الأنفة والمروءة والشكيمة.. كحصان بري يتظاهر بقبوله الترويض متحينا اللحظة المناسبة للإفلات والعودة للبرية.. حيث ينتمي..

لكن عينيه كانتا تحكيان قصة أخرى..
قصة ألم.. وخذلان.. وفقد.. وتيه.. وضياع.. وشعور دائم بالذنب والمسئولية تجاه كل المحيطين به..

كيف نجح أبي في استغلاله وخداعه بهذا الشكل؟ هذا الشاب ظُلم كثيرا..

كلاهما في الحقيقة.. كلا الشابين يستحقان أن يودعا الأحزان بعد الآن وينعما بالسكينة والسعادة طوال السنوات المقبلة من عمريهما..

رفع حازم أحد حاجبيه متسائلا بصمت عن سبب وقوفي متصلبة هكذا أمامهما، فقلت بحرج: "لقد شردت قليلا.. كنت أفكر بـــ.. امم.. بوردية الغد.. أشعر أنه قد مر نحو عامٍ كامل لم أذهب فيه للمستشفى، رغم أنه لم يمر في الحقيقة سوى بضعة أسابيع"..

ضحك حسام وقال ممازحا: "لقد تعودتِ على الجلوس في المنزل مثل العاطلين.. يبدو أن تأثيرنا أنا وأخي عليكِ قد صار سلبيا يا دكتورة.. أحدنا يعمل وفقا لجدوله الخاص.. والثاني انقطع عن العمل وتفرغ للزواج"، ثم رمق حازم بنظرات التمعت لها مقلتاه بالسخرية والمزاح، وقال بلكنة إنجليزية مدهشة: "You are embracing your new status as a stay-at-home husband.. You would make a lovely house-husband".

ضربه حازم بعنف على أسفل رأسه، وقال مدعيا الغضب: "أنا زوج قابع بالمنزل؟ أنا يا عاطل بالاختيار؟؟ سأريك من هو المتسكع الذي لا يعمل"، ثم هم بإمساك حسام من ياقة سترته مثل اللصوص، فصاح الآخر مدعيا الحرج: "أخي.. احمم.. ستتلف أناقتي هكذا.. ستحرجني أمام عروسك.. يا أخي توقف عن الممازحات السخيفة تلك.. حسنا حسنا.. أعتذر يا كبير"، ثم التفت نحو حازم وطبع على وجنته قبلة صاخبة، فترك الأخير سترته بغيظ وأخذ يمسح موقع قبلته وهو يقول مشمئزا: "ما هذا القرف؟ هيا.. أمامي.. لنجلس في غرفة المعيشة ونتجول عبر محطات التليفزيون حتى يأتي الضيوف تباعا".

تحرك ثلاثتنا بالفعل نحو غرفة المعيشة، واستقر حسام على الأريكة الوثيرة المواجهة لشاشة العرض، وحين هممت أنا وحازم بالجلوس إلى جانبه، رن جرس البوابة الخارجية، فسارع حازم لكي يفتحها، بينما وقفت أمام الباب الداخلي للفيلا أنتظر وصول الضيوف..

حين عاد حازم، كان برفقته حنان وشقيقها الأصغر حمزة.. وما أن رأتني صديقتي، حتى هرعت إليّ بالفعل بخطوات راكضة وغمرتني بأحضانها، بينما دلف حازم وحمزة إلى الداخل بعد أن لوح الأخير بيده بالتحية بمرحه الذي يشبه كثيرا حيوية شقيقته.

دلفت أنا وحنان متعانقتي الذراعين إلى غرفة المعيشة، حيث كان حسام قد أغلق التليفزيون وشرع بتوصيل هاتفه بخاصية البلوتوث بالسماعات المنتشرة بأعلى جدران الغرفة، ثم قام بتشغيل أغنية حكيم (بيني وبينك)، وأخذ يغني معه بمرح، وهو يطالع حنان بنظرات متسلية

بيني وبينك خطوة ونص.. لا بتسلم ولا بتبص
اسأل عنا ياللي هاجرنا.. نعمل إيه لاجل انت تحس


أفلتت من حنان ضحكة خافتة، ثم استعادت وجهها الجاد، وقالت بنبرة جامدة: (السلام عليكم.. كيف حالك الآن يا حسام).

رد هو بابتسامة واسعة أضاءت لها عيناه: "الآن أنا بخير حال.. خاصة بعد أن جاء صديقي حمزة.. تعال يا وحش اجلس بجانبي".

علقت حنان بغضب مفتعل: "لا تناديه بوحش وأسد وتلك التسميات التي تحوله لكائن صاخب لا يتوقف عن الصياح والهتاف طوال الوقت.. أنت مثال سيء له".

تصنع حسام البراءة، ثم قال بمسكنة: "أنا؟ بل هو من يعلمني الجموح والجرأة وأنا أحاول أن أكسبه القليل من تعقلي ورزانتي.. حتى اسألي أخي الكبير".

رد حازم متسليا: "أخرجاني من تلك المناظرة.. لكن سأقول الحق.. حمزة فتى نابه وذكي للغاية.. أثق أن مستقبله سيكون رائعا بإذن الله".

ابتسم حمزة بابتهاج وثقة وليدة، بينما عبثت حنان بشعره المجعد بأصابعها، فتصنع هو الغضب لإتلافها تصفيفته العصرية..

تحركت أنا وحازم نحو المطبخ لكي نضيّفهما ببعض العصير والكوكيز إلى أن يصل بقية الضيوف..

خلال النصف ساعة التالية توافد الضيوف تباعا، حيث وصل أولا خالد وزينة وزاد الجمال معا، ثم وصل سامح صديق حسام وعدد آخر من أصدقائهما الذين قابلت بعضهم خلال الأسبوع الأول من الاعتصامات بالميدان، ثم وصل عمرو ومعه اثنان من أصدقائه الذين أيضا كانا على ما يبدو قد تعرفا على حسام خلال الرحلة وأصبحا من أصدقائه أيضا.. وأخيرا وصل سليم الزين وبدا عليه الترقب والقلق وهو يصافح حازم ثم حسام، حيث كانت نظراته تتحرك بينهما وكأنه يحاول فهم صلة القرابة التي تجمعهما إذا كان حازم هو الابن الوحيد لعمه الراحل..

في الحقيقة قصة رحيل والد حازم أو كلا والديه تظل لغزا محيرا.. ومن الواضح أنها ستكون أولى الموضوعات التي سيتداولها حازم بالبحث مع عمه علي عندما يتأكد من رابط القرابة بينهما..

تحركنا جميعا للجلوس بالخارج حول حمام السباحة، حيث حمل الشباب بعض المقاعد القابلة للطي، وكذلك استغلوا الكراسي القابلة للطي المحيطة بحوض السباحة، وحولوها لعدة أرائك متجاورة على شكل نصف دائرة، بينما وضع حازم بعض المناضد الخفيفة بشكل متجاور عند أحد الأركان وفرد عليها بعض المفارش، ثم رتب بمساعدتي أنا وخالد وحنان وزاد وزينة أطباق المقبلات والمخبوزات والمغموس والسلطات وحتى الحلوى والمشروبات، بما يشبه المائدة المفتوحة، حتى يخدم الجميع أنفسهم ويختاروا ما يفضلونه من بين أصناف الطعام..

بينما انشغل حسام بالحديث إلى الضيوف لتسليتهم قليلا، واستعادة تفاصيل رحلتهم الناجحة إلى القرية الريفية..

بعد أن انتهينا من ترتيب المائدة وأحضرنا بعض المشروبات والمقبلات لكي نتناولها أثناء جلستنا،
وضع حسام بعض الموسيقى العصرية المسلية ولكن بصوت خفيض قليلا حتى يتسنى لنا تبادل الحديث بسلاسة..

تحدث بعض الشباب عن متابعتهم لمدونتي، وهو ما ذكرني أن أتصفح خلسة الردود على تدوينتي الأخيرة، حيث وجدت بالفعل تعليقا من (شبحي الأسود) الذي كتب: (أخبرتك يا طبيبة أن هناك من سيستغلون الثورة من أجل تحقيق مكاسبهم الخاصة، وأن ثورة بلا قائد حقيقي وأهداف واضحة لن تحقق نجاحا كبيرا بل قد تسقط في يد الطامعين من أنصار الجماعات التكفيرية الذين قد يحولون الوطن لدولة منغلقة على ذاتها تودع المدنية تماما) منهيا تعليقه برمز (الغمزة)..

رفعت أنظاري نحو حازم الذي على ما يبدو شعر أنني أنظر إليه، فقام هو بالمثل بشكل عفوي، ثم رفع حاجبيه متسائلا، فابتسمت له بمرح.. فالوقت غير مناسب على الإطلاق لمناقشته حول تعليقه..

انتبهت إلى حديث الموجودين عن انتشار القنوات الفضائية التي تمتلئ ببرامج سياسية ولكن من يقدمها رجال يفترض أنهم دعاة ورجال دين، والأغرب قيامهم بإهانة وسب إعلاميين وشخصيات عامة لمجرد أنهم يختلفون معهم في الرأي..

تحدث عمرو قائلا: "أرى أن انتشار فضائيات التكفيريين بكثافة مؤخرا أمر مريب.. فأغلب البرامج تتشابه مع بعضها في نفس الفكرة ونفس طريقة التناول، والمحزن أن كثير من مقدمي الفقرات الأساسية عبر تلك القنوات يسيئون بالفعل للدين باستخدامهم ألفاظ نابية ولغة غير مهذبة في انتقاد من يخالفهم في الرأي"..

تدخل أحد أصدقاء حسام قائلا: "من حق التيار الديني أن يبحث لنفسه عن نصيب في النظام السياسي القادم والذي يجب أن يمثل كل التيارات الثقافية والدينية ولا يستبعد أحدها أو يهمشها، لكن إصرار أصحاب تلك الفضائيات على إقصاء الآخرين واتهامهم بعدم التدين، بل وتكفيرهم علنا والاستهزاء بأفكارهم الاجتماعية والسياسية سيكون له تأثيره الضار على ذلك التيار قبل الجميع".

رد حمزة بصوت واثق: "أعتقد أنه يجب أن يكون النظام السياسي الجديد برلمانيا وليس رئاسيا، بحيث ترتفع سلطة البرلمان الذي يجب أن يمثل جميع أطياف الشعب، ويعبر عن أصواتهم بقوة، وتتحول الجهات الأخرى بالفعل لسلطات تنفيذية لما يشرّعه البرلمان من قوانين إجرائية".

نظر حازم وحسام وأغلب الحاضرين لحمزة بسرور وافتخار، بينما مازحته حنان قائلة: "قلنا لن نتحدث في السياسة.. أنت لم تحصل بعد على الثانوية العامة وتجادل في أمور ليس لك بها علم".

ناظرها حسام بتحفز ثم رد: "بل إن كل ما قمنا به خلال هذا الشهر كان من أجل حمزة ومن هم
في سنه.. من أجل الجيل القادم.. حتى ينطلق نحو المستقبل بخطى واثقة وسعي حقيقي نحو الإبداع والتفوق والإنجاز.. حتى يستعيد هذا الوطن مكانته.. أنا فخور جدا بحمزة وبطريقته في التفكير وبعرض أفكاره بتهذيب وترتيب يحفز الحاضرين على الاستماع له".

علقت حنان: "أنا بالفعل فخورة به لكنني أخشى عليه.. أشعر أن القادم لن يكون سلسا كما تظنون..".

رد خالد: "وأنا أتفق معك يا حنان.. أظن أن الفترة المقبلة ستشهد صراعا كبيرا بين بقايا النظام البائد وبين التيارات الدينية، فكل منهم يحاول أن يورط الآخر في التحقيقات المتعلقة بالجرائم والمخالفات التي تمت منذ اندلاع المظاهرات لأول مرة".

قال سامح: "لكن أهم شيء اكتسبناه بعد الثمانية عشر يوما.. هو الثقة في أهمية صوت كل واحد منا.. أهمية تعبيرنا عن آرائنا بحرية وصدق.. ولهذا يجب أن نشارك في الاستفتاء المقبل لتحديد الطريقة التي سيتم بها تمرير السلطة.. يجب أن نتضافر جميعا حتى تكون السلطة القادمة ممثلة للثورة بالفعل.. بدلا من أن ينجح البعض في جمع أغلبية كاذبة لتحقيق مآربهم..".

قالت زاد الجمال: "ولماذا تتهم الآخرين بأن أغلبيتهم ستكون كاذبة وأنهم سيسعون لتحقيق مآربهم فقط؟ قد يقبلون بالفعل تشكيل حكومة ثورية تمثل كل التيارات.. أو يكون النظام برلمانيا كما عرض حمزة"..

رد ميلاد صديق حسام: "كان هذا سيكون متوقعا إذا كانوا هم قد وافقوا على الجلوس مع كل القوى الثورية، لكنهم انفردوا بأنفسهم وأطلقوا فضائياتهم ومواقعهم الإلكترونية بتمويلات ضخمة ظهرت فجأة من العدم من أجل شحن المواطنين ضد من ينادون بالديمقراطية والأفكار الليبرالية المتحررة.. حتى أنهم يتهمون من يطالب بفصل الدين عن السياسة بالكفر صراحة".

قالت زينة بحماس زائف: "آه.. يا لحظكم.. تتحدثون بحرية وبكل أريحية.. أما أنا فمضطرة لكتمان أفكاري الخاصة من أجل زوجي العزيز.. وأكتفي فقط بمناقشته سرا.. صدقا لقد أصابه الصداع من ثرثرتي المزعجة حتى كاد أن يصاب بالجنون".

طوّق خالد كتفيها بذراعه، ومنحها واحدة من ابتساماته المميزة التي يخصصها لها وحدها، ثم قال: "أنت صدعيني كما تشائين.. كما أنني أحب أن أستمع لآرائك وأفكارك دائما.. حتى منذ ما قبل زواجنا"، ثم أمسك يدها بكفه الأخرى، ورفعها إلى فمه ولثمها بحنان وأكمل: "أعلم أنك تضحين بالكثير بامتناعك طوعا عن الحديث في أمور السياسة بسبب عملي وأنا ممتن كثيرا لأجل هذه التضحية".

بادلته زينة الابتسام بخجل، فعلّق حازم قائلا: "أما أنا فلا أستطيع منع العصفورة الناقلة للأخبار من إبداء رأيها علنا في كل شيء عبر مدونتها".

رمقته بغضب مفتعل، فضحك الجميع، قبل أن أتحرك تجاه زاد التي لاحظت عبوسها وسكوتها طوال الجلسة..

أمسكت بيدها وسحبتها معي بهدوء نحو مائدة الطعام متصنعة الانشغال باختيار بعض الأصناف لكلينا لكي نتسلى بتناولها خلال ما تبقى من الجلسة..

سألتها بدون تلكؤ: "ماذا بكِ يا زاد؟ لماذا أنت صامتة هكذا؟ ليست عادتك"..

ردت هي: "إن سليم متوتر للغاية بسبب رفض حازم لنتيجة التحليل، ولفكرة إجرائه سرا دون استئذانه.. رغم سعادته بدعوته اليوم لكنه يشعر بالغرابة والأسف لأن حازم يتجنبه.. أتعلمين يا شروق؟ .. سليم يصر أن حازم بالفعل ابن عمه بعيدا عن نتائج التحاليل.. يقول إنه قد رأى صورا قديمة لعمه الذي يحمل هو نفس اسمه، ويؤكد أن الشبه بينه وبين حازم لا يُصدق.. خاصة وأن عمه قد تُوفى تقريبا بنفس العمر"..

أجبتها بدهشة: "أمر غريب فعلا.. لكن ما الذي يحزنك حول هذا الأمر؟".

أطرقت زاد رأسها بحرج، ثم قالت: "أعلم أنني وسليم قد تعارفنا منذ عدة أيام فقط، لكن تلاقت روحانا بسرعة رهيبة.. لا أقول إننا سنتزوج بعد غدٍ مثلا.. ولكن نشأت بيننا حالة من الود والتفاهم المشترك تحرك لها قلبانا بنفس التناغم.. وللحقيقة، سليم شخص عاطفي للغاية ولا يحب التعقيد، لذلك هو يريد أن ينفرد بحازم ويتحدث إليه قليلا بخصوص هذا التحليل وما تفرضه عليهما صلة القرابة منذ هذه اللحظة، ولكنني أخشى أن يصده حازم ويعامله بقسوة".

ابتسمت بتفهم وتعاطف، ثم قلت: "في الحقيقة يا زاد.. أنا أتفهم تماما مشاعرك وتعاطفك مع سليم.. لكن الأمر فعلا شائك، ولا أظن أن حازم سيفتح ذراعيه ويستقبل سليم ووالده بترحاب.. فهو عاش عمره كله في الظل.. لا يعرف شيئا عن أسرته الحقيقية.. حتى أنه قد نشأ في ظروف قاسية بملجأ للأيتام.. أظن أنه بحاجة لبعض الوقت حتى يستوعب فكرة أنه لم يعد وحيدا في هذا العالم وأنه قد صار له سند يعينه على مواجهة تقلبات الدنيا واختباراتها القاسية.. أنصحك فقط بأن تتوقفي عن محاولة حماية سليم.. فيجب عليه أن يتعامل مع حازم بدون تقنين حتى تنمو علاقتهما بشكل طبيعي وتتطور سريعا نحو الأفضل".

ثم اقتربت منها وأمسكت يدها وغمزتها بتسلٍ ومرح، وقلت بصوت منغم: "إذًا أنتِ وسليم.. هاه؟ يبدو أنه سيكون هناك قريبا حفل زفاف جديد يلوح في الأفق"..

ضحكت زاد وقالت: "لا. ليس قريبا.. قصتي أنا وسليم تحتاج لبعض الوقت حتى نتأكد أن مشاعرنا ليست فورة لحظية من الانجذاب..".

ضحكت أنا ثم علقت: "تقصدين أنك ستخضعينه لاختبارات زاد الجمال القاسية للتأكد من قوة تحمله.. فهمت.. مسكين هذا الشاب الأشقر الوسيم والله".

بادلتني هي الضحك ثم ضربت كتفي متصنعة الغضب، قبل أن تنضم إلينا زينة تسألنا عن سبب انزوائنا هنا لننفرد بالحديث..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس