عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-21, 08:07 PM   #10

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

2








بعد يومين ..
رومـا ..

يجلسان بقرب بعضهما .. الأول ما زال صامتًا والآخر ينتظرُ كلماته ..
ارتشف قهوته وهو يتساءل : طارق ما راح تنطق ؟
أخذ نفسًا ليقول بحذر ، طارق : بس يا يوسف توعدني أنا وأنت مالنا ثالث غير ربك .
يوسف بكل اهتمام نطق : أكيد طارق تطمن ، قول انطق خوفتني
طارق بعدما أخذ نفسًا عميقًا : عمي سليمان
يوسف فزّ ليقول باستنكار : سليمان !
ابتسم طارق ليقول : جدي شرح لي ، وما كان المفروض يتخبى عننا ...
مسح على وجهه ليقول بهمس مُقاطعًا كلام طارق : احنا اللي نسيناه من لما راح
طارق بذات الهمس : بس احنا كنا كبار لما راح ، كنا يا دوبنا سبع مدري ثمان سنين يعني مو سهل ننسى وجوده بس طافتنا
يوسف بِـ وله : ايش به سليمان !
أخفض طارق رأسه وهو يمرر اصبعه على اطرف فنجان القهوة الذي أمامه ، رفع عينيه ليقابل يوسف .. قال بصوت منخفض وحرص ، طارق : وصلت معلومة لجدي إنه توفى من زمان
يوسف انطفأت لهفته .. أخذ نفسًا بصعوبة .
لـ يسترسل طارق وهو يضع يده على كتف يوسف : يوسف أنت بخير ؟
يوسف بهدوء : ايه
أكمل طارق : أهله باقي .. لكن ما يدري هم وينهم فيه
يوسف بتساؤل : يعني ؟
رفع عينيه العميقتان لـ يوسف : جدي موكلني أدورهم وأجيبهم
يوسف وهو يحرك رأسه ويشير بيده " وين " : ووين تدورهم ؟
مسح على وجهه طارق بتعب : ما أدري يا يوسف ، عقلي تعب .. هو قال لي إنهم هنا أكيد .. في أوروبا أكيد ما طلعوا منها ، بس وين بالضبط ! العملية كلها كانت في بريطانيا .. بس هم مالهم أثر هناك
يوسف بتفكير : يمكن خرجوا من أوروبا كلها
التفت طارق وهو يضع يده أسفل ذقنه : صعب يوسف .. فكرة إنهم يمروا من الجمارك وشايلين اسم عمي سليمان بذاك الوقت ، صعب جدًا .. الشبكة كبيرة وواسعة لهم أشخاص بكل مكان ، إذا مروا من هناك بيكونوا إما أسرى أو في عداد الموتى

أخذ يوسف نفسًا عميقًا مرهقًا .. نظر لـ طارق : عندي سؤال بعيد عن الموضوع
طارق بعدما ارتشف قهوته : أسأل
يوسف : الحين أبوي ليش مختار واحد دعله مثلك ومكلفه بالمهمة هذه ؟
نظر له طارق باستخفاف ، ليقول بثقة : وأنا ايش بي إن شاء الله عشان ما يثق فيني
يوسف بدأ يميل بفمه وهو ينظر لطارق بنظرة تقييميه..
ضربه طارق على كتفه ، طارق : خييير أنت أخذت راحتك أشوف
يوسف : هههههههههههههههه
طارق سأل بجدية : يويسف ، تعرف بنته وش اسمها ؟ أخذ طارق نفسًا ليقول بعدها بخفوت : أنا شلون نسيت أسأل جدي
يوسف بدهشه : بنت ؟
التقط طارق تلك الدهشه في وجهه ، ليتساءل : ايه بنت ، ليش اندهشت ؟
يوسف وهو يميل برأسه : لما راح كانت زوجته توها حامل ما بعد وضعت
أومأ برأسه ، ليقول يوسف بسخرية : عيل توه كان عمرك تسع سنين مدري عشر ، مفروض تكون متذكر يا فالح
طارق : ههههههههههههههههههههههههه أنا قلت سبع يا الدعلة
يوسف : احترمني أنا عمك
طارق وهو يضع يده على فم يوسف : اسكت محد يعرف
رفع يوسف نظره ، ابعد يد طارق ليقول : علاء جاي
طارق التفت له ليقول بمزحه : هذا نفسه في خشمه حتى وهو طيّار
يوسف : ههههههههههههههههه صرعنا عشان يصير طيار ولما صار على طول منفس
طارق : البلا في فهيد ومعن يوم كسروا ايده متأكد هم السبب
يوسف : أخوك وولد عمه استلمهم
طارق : الود ودي والله
جلس علاء بقربهم .. بدون نفس قال : سلام
طارق ويوسف : وعليكم السلام
تساءل طارق : ايش بك مو طايق حتى ظلك ؟
علاء بدون نفس : مافي ظل يطلع بالليل
يوسف : يا ليييل النفسية
طارق وهو يشير على علاء بيده : تشوف ولد اخوك ؟
علاء بغضب : ودي أقوم أذبحهم كلهم وأشرب من دمهم ، وش يعني قوم سافر بالعيد ها .. ثلاث أيام وأنا أحاول أبدل مع شخص ثاني تعبت وأنا أنذل بس لا الزفت ملزّم الا علاء
ابتسم طارق بهدوء : هذا شغلك علاء مو جديد
علاء بقهر : بس مو بالعيد مو بالعييييد
يوسف وهو يضع يده على فخذ علاء : ما عليه هونها وتهون ، تبينا أنا وطارق نجي معك ؟ نغير مودك
علاء نظر له باستخفاف : شايف قدامك طفل بو تسع تقص عليه
طارق : ههههههههههههههههههههههههه هههههههههه
أكمل علاء بسخرية : تدري عاد ! الحمدلله إنك مو متزوج لـ الآن ولا تخيل ولدك يكسر رأسك بسبب مواساتك الغبية
نظر له يوسف باستحقار ، ليقول طارق : ترا هو صادق ، واضح إنك ما راح تروح معاه
يوسف ضربه على فخذه : انت انطم
ضحك علاء ثم نطق بابتسامة : غريبه ، جايين بدون طلال ومحمد
طارق : بعد التراويح حطينا رجلنا وهربنا ، لا محمد ولا طلال انتبهوا
رفع علاء هاتفه ليقول بتهديد : بتصل لأخوي وبقول له
يوسف : ههههههههههههههههههه لا صور له سلفي ، بدال لا يفصل على البنات يفصل علينا
علاء : هههههههههههههههههههه ، وأنا طالع اسمع صياح وجدان وريم
يوسف : أكثر بنتين لاعب بنفسيتهم
علاء : من جد
طارق باعتزاز : بعدي والله أسيل ، تعطيه مما أعطاه الله .. الدور والباقي على المفهية وجدان
علاء بسخرية : متعلمه من أخوها التبن
نظر له طارق باستخفاف دون أن ينطق بحرف ..
.
.
.
.
.

تركيا ..


الوضع مختلف ، بعد التراويح تجلس كعادتها أمام التلفاز تنتظر برنامجها بينما خولة منغمسة في ترتيب وتنظيف المطبخ ..
وقفت بملل وهي تتجه لـ المطبخ ، تعلقت في ذراع خولة وهي تشدها لـ الخارج
نطقت ، عهد : تعالي بسك من المطبخ تعالي اجلسي معاي تكلمي معاي مليت وأنا مقابلة الجدران وبس
ابتسمت خولة لتجلس قبالها : وش فيك قولي ؟
تنفست بملل ، عهد : أنتِ عارفة ايش فيني ، بس رافضه إن نسافر .. اااهه بس انتظر يخلص العيد عشان أهج ، الحمدلله إن أيدن شاورني آخذ صيفي
ضربتها خولة : صدق ما تستحين على وجهك
ضحكت وهي تقبل خدها ، عهد : افاا لولو ، وهذه بوسة اعتذار .. مو قصدي والله آسفه يا عيون عهد
ابتسمت لها خولة وهي تقربها من حضنها ، تمسح على كتفها بحنان وعقلها يذهب لـ البعيد الذي لا تعرف ماذا يُخبئ لـ الطفلة التي بقربها .. ابنة الـ 22 ربيعًا ولكنها ما تزال تراها طفلة ..
قالت لها ، خولة : ودك باليونان ؟
قفزت من حضن خولة لتقول بفرحة ، عهد : يا رييييت
ضحكت خولة : طيب احجزي ، بعد ثلاث أيام من العيد
صغّرت عينيها لتقول : لولو خلينا واضحين ترا هنا ولا هناك ما تفرق خلينا نروح من أول العيد !
بسخرية رددت عهد : ترا أنا وأنتِ بالعيد لحالنا مالنا أحد ، عاد أنا احترمت أول يوم قلت الناس اللي بنفس طابقنا يعايدونا
قرصت خولة أذنها ، عهد : اي اي يعور خلاص بعقل والله بعقل بس خولة اتركيني
تركتها خولة وعهد جلست تفرك أذنها المحمرة وهي عاقدة حاجبيها ، قالت بقهر مازحة: روحي لمطبخك روحي .. بشكيك لله بس أقوم الليل صبرك عليّ
خولة وهي تتجه لـ المطبخ : ههههههههههههههههههههه
ابتسمت هي لضحكات خولة وعادت لـ التلفاز .. لوهله قفزت بفرح عندما تذكرت موافقة خولة على رحلة اليونان ، ركضت لتحضر جهازها .. سـ تحجز قبل أن تغيّر رأيها ..
رفعت هاتفها لـ ترسل ( انتظرينا يا اليونان اننا قادمون )
وصلت لها رساله بعد خمس دقائق ( هههههههههههههه شيطانه مانتي هينه دخلتي من أذن خالة خولة وطلعتي من فمها )
ابتسمت لتجيب ( لا والله عجزت وفقدت الأمل ما توقعت توافق في آخر الوقت ، بس يا ويلي لو شافتكم وفهمت )
اجابتها ( هههههههههه عادي أهم شيء يصير اللي نبيه )
لم ترد على تلك الرساله الأخيرة .. استلقت بمكانها بكل سعادة بعدما حجزت لها ولـ خولة لـ اليونان..
.
.
.
.
.

رومـا .. قصر عبدالحكيم


استلقت وجدان بتعب : كريه هالطلال ، ايدي تجعدت
ريم بجانبها وهي تضع بعض الكريمات : حرام عليه ، أخو بطعم زوجة ابو سندريلا .. صار لي شهرين وأنا المع في ايدي وأهتم بـ أظافري واخر شيء يخليني اغسل الصحون بـ ايدي ! وبدون قفازات بعد
وجدان بقهر : وش فايدة غسالة الصحون ؟ وش فايدة الخدم اللي ماليين المطبخ !
دخلت أسيل وهي تضحك بسخرية ، جلست على الطاولة وهي تبعد خصلاتها بدلع : تستاهلون محد قال لكم تقولون له سمعًا وطاعة وتصيرون لقمة سهله لـ طليّـل التبن
رفعت ريم وجهها : بعذرك ما يقدر يقرب منك ويلمسك مو من محارمه
رفعت قطعه من صحن ورق العنب الذي بجانبها ، أسيل : والله حتى جودان مو من محارمه
وجدان بغباء : من جد يعني حده حده يهدد من بعيد ليش انصعت له ؟
أسيل بضحك : من غباءك والخرشة
دخلت مناهل من خلفها ، فتحت عينيها بدهشه وهي ترى حال وجدان وريم ، شعورهم المرفوعه بـ إهمال وملابسهم الرطبه .. ضحكت لتشاركها أسيل
وضعت يدها على بطنها ، مناهل : يمه وضعكم مأساوي
رمت ريم المرطب الذي بجانبها على مناهل : وجع إن شاء الله
وجدان لأسيل : عطيني من ورق عنبك اللي تبلعي فيه
اقتربت أسيل من أختها واعطتها ، اقتربت ريم لتأخذ أيضًا .. أصبح الصحن بالوسط بينهن هن الأربع
سألت وجدان : خلصتي اختباراتك كلها يا محامية عبدالحكيم المستقبلية !
مناهل بفخر : اييه
انسدحت ريم على فخذ وجدان لتقول سخرية : أما المحامية المستقبلية ! الظاهر نسيتوا حسن
مناهل بعتاب : بس عيب يا ريم قدامي
ريم وهي تتناول قطعة من ورق العنب : عاد هذه الحقيقة ، جدي مستحيل يتنازل عن حسن .. مع إنه أجدد من أنطونيو بس يحبه حب ما شاء الله
وجدان : ريم ما عندها العب عليك وعلى عقلك
أسيل لـ وجدان : حددي موقفك وين واقفة أنتِ ؟
وجدان بضحكة : بكل مكان بس ترا كنا جاهلين الحقيقة وإن حسن باقي موجود مع جدي
مناهل بعدم اهتمام : عادي مو مهم خلوه حسن باقي ، ترا الشركة لها أفرع وأقسام .. بشتغل في القسم اللي أبي
رفعت ريم حاجبها ، وهي التي لم تكن تجهل ما تقصده مناهل
نطقت بهمس ، ريم : ايه ان شاء الله ..
وقفت لتقول ، ريم : يلا أنا بروح وبتسبح لأن الوضع مزري ، حرام ريم الانيقة جدًا هذا حالها
وجدان : هههههههههههههه روحي وأنتِ جايه اسحبي حنينوه الدلوعه
رفعت ابهامها لأعلى وهي متوجهه لـ الخارج

مرت بجانب مكتب جدها ، وإذا بها تنشد لذلك الحوار بينه وبين طارق ..
لم تتحرك قدمها وهي تسمع طارق ينطق بكلمات أثارت فضولها ..

"
طارق : يبه المعلومات اللي عندنا قليلة جدًا ، وأوروبا كبيرة من وين لوين ..
أخذ نفسًا ليقول بعدها ، طارق : يبه ممكن توريني الرساله اللي وصلتك ؟
الجد بارهاق : أبيهم أنا يا طارق لو أجلس سنين أدورهم من دولة لـ الثانيه ، بدورهم بس يجوني .. أنا غلطت يوم تشاديت مع سليمان ، يا ريت جلست وسمعته وتفاهمت معاه بالهداوة
نطق طارق : يبه الماضي راح وولى ما تقدر ترجعه ، اللي تقدر تسويه الحين إنك تحتوي بنته
بلهفة نطق الجد : بنته !
طارق بنبرة هادئة : ايه هذا اللي توصلت له ، بنت مو ولد .. بس وينها ؟ وش اسمها ؟ مواصفاتها ! ما قدرت أوصل لولا شيء
الجد بلهفة قال : عمرها ، أكيد بين العشرين و الـ 23
طارق متسائلًا : الرسالة ايش فيها يبه ؟

"

ريم التي كانت تسمع كل ذلك الحوار ، فزّت بسبب همس هنادي من خلفها ..
قفزت وكانت ستصرخ الا أن هنادي وضعت يدها على فم ريم ..
تحركتا ، هنادي بحده : وش تسوي ياللي ما تستحين ها ؟
ريم بعدما تنفست بصعوبة : خالتي خوفتيني
رفعت هنادي حاجبها : والله !
ريم ببراءة وهي تبتسم بغباء : والله
ضربت هنادي رأسها بخفه : وش كنتِ تسوي ؟ من في داخل هاا ؟
ريم : جدي وكأنه طارق يعني صوته
هنادي برفهة حاجب : كأنه ؟
ريم : تكفين خليه سر بيننا
وضعت هنادي يدها على الجدار خلف ريم ، والأخرى على خصرها وهي تعقد حاجبيها ..
قالت : سرر ؟ ههممممم
ريم وهي تحرك رأسها : يا ربي ، مو كفاية اللي سواه طلال بتجين أنتِ بعقاب بعد ؟
ضحكت هنادي ، ضربتها بخفة على رأسها : روحي من قدامي واعقلي بلا هالحركات التافهه
ريم وهي تركض لقسمهم الخاص : حاضر يا عروسه

ارتبكت هي ، ذكرتها ريم بما تجاهد على نسيانه .. توجهت لوالدتها بعدما ابتعدت ريم
طرقت الباب ، الجدة : تعالي يمه
دخلت هنادي وهي تسحب كيس أدوية والدتها .. سألتها : أخذتي أدويتك ؟
نطقت الجدة : توه محمد الله يحفظه كان عندي و أعطاني اياهم
تركت هنادي الكيس ، لتجلس أرضًا وتضع رأسها على قدمي الجدة ..
سألتها ، هنادي : كيف تقبلتينا أنا ويوسف يمه ؟ واحنا عيال زوجك
ابتسمت الجدة وهي تمسح على شعر هنادي ، الجدة : من حبي له حبيت عياله ، أول غير وألحين غير .. أول كانت الحرمة مالها إلا بيت زوجها وما تتركه إن تزوج عليها بالسر ولا العلن ، وعبدالحكيم يوم تزوج أمك شاورني
رفعت نظرها : من جدك يمه ؟
ضحكت الجدة وهي تضربها على رأسها بخفة : قدك أنا عشان أمزح معك ؟
هنادي : ههههههههههههههه آسفة يمه محشومه ، مو قصدي
أكملت لتقول ، الجدة : كانت مسكينة يتيمة مالها مأوى ولا يقدر عبدالحكيم يسكنها معانا .. قام وتزوجها عشان تبقى
هنادي بخبث غمزت : بس عشان تبقى
ضحكت الجدة ، ضربتها مرة أخرى : تراهم أمك وأبوك يا اللي ما تستحين
هنادي : هههههههههههههههههههه كملي يمه
الجدة : جاء في يوم وقال لي ترا الحرمة حامل ، زعلت عليه بوقتها .. جلست فترة ما اكلمه بس بعدين حكمت عقلي وقلت زوجته بالشرع وحقها وحقه ليش اكبرها .. ولدت يوسف وبعدها أنتِ
سكتت الجدة ، نظرت لها هنادي وهي ترا دمعاتها .. تساءلت : وبعدين !
الجدة بحزن : أمك كانت ونعم الأخت ، معاي بكل شيء وموجدة قربي وربينا عيالنا مع بعض ، تقولين كيف تقبلتكم ؟ تقبلتكم من أول ما جيتوا على الدنيا .. عشنا كلنا في بيت واحد .. في يوم جات أختي ومعاها بناتها ، أمك كانت تلعب مع سليمان وسنا وأميرة أختها ، تراكض وراهم .. سليمان كان بيطيح من الدرج ، فزّت تمسكه بس التوت رجلها ، قدرت تحمي سليمان بس هي طاحت .. الموت كان أقرب لها مننا كلنا .. ارتطم رأسها والاصابة كانت بسيطة بس أجلها واصل يمه وماتت على طول .. وأنتوا ما حسيتوا بفقدها ، ولولا عمركم اللي كنتوا واصلين له ما كنتوا فرقتوا إذا كنتوا عيالي بروحي ولا عيالها
نظرت لها هنادي .. سليمان ! لم يذكر اسمه منذُ زمنٍ بعيد .. وكأنه أصبح من المنسيين ..
سألت بفضول : كم كان عمر سليمان ؟
رفعت رأسها لها لتقول : يمكن 12 أو 14 سنة
هنادي بسخرية : وش كبره يناقز
ضربتها الجدة : وبعدين مع لسانك الطويل
ضحكت هنادي لفترة ، ثم عم الصمت بينهن
تساءلت الجدة : متوترة وخايفة صح ؟ موضوع الزوجة الثانية
تنفست هنادي باضطراب .. لتقول والدتها بحنان : في فرق يا هنادي ، في فرق بين الزوجة الثانية والزواج الثاني .. إبراهيم مطلق وأنتِ زوجته الوحيدة
قالت بهم : اييه يمه بس …
الجدة تطمنها : بدون بس ، أنتِ استخرتي .. وتطمنتي ، أنتِ جيتيني وقلتي لي راضية يمه
هنادي بهمس : بس خايفه
رفعتها الجدة وهي تحتضن وجهها : خايفه تتكرر تجربتك الأولى ؟ ولا من عيال إبراهيم ؟
اخفضت رأسها ، لتقول الجدة بحنان وهي تمسح على شعر هنادي ، الجدة : تجربتك الأولى ما راح تتكرر يا عيون أمك ، أنا ما ودي نحكي بها .. بس بوقتها عاندتي وقلتي أحبه وأبيه وأنا وقفت معك بوجه أخوانك ، وصار اللي صار والحمدلله على كل حال تطلقتي بدون ما تخلفي منه و يجمعك به طفل .. وإبراهيم يشهد له قلبي إنه خيّـر ، ارتحت له ولخطبته ، وقلت لك لو انك رافضه محد يقدر يجبرك وأنا أمك مزنة
تساقطت دمعاتها ، دفنت نفسها في حضن والدتها ، لتكمل الجدة : عياله اكسبيهم يمه ، عيال الزوج صعب تحتويهم وهم بالعمر اللي فيه الحين .. بس حاولي ، هم أكبر من العمر اللي خذيتكم فيه واحتويتكم ، انتوا من البداية حولي والوضع مختلف .. بس ما تدرين يمكن تقدري تكوني صديقه لهم .. كم أعمارهم هم ؟
مسحت دمعتها لتجيب ، هنادي : البنت عمرها تقريبًا 8 سنوات ، الولد الأكبر 6 والثاني 3
عقدت حاجبيها لتقول ، الجدة : عياله 3؟ خبري فيهم 2
رفعت كتفيها ثم اخفضتهم ، هنادي : ما أدري يمه ، بالصورة شفتهم 3
سألتها الجدة : طلعتي معاه ؟ كلمتيه ؟
ارتجفت لتقول ، هنادي : كلمته ايي ، بس طلعت معاه ! لا يمه عيب ما يصير
ضحكت الجدة لتقول : هااوو وش عيبه ؟ الرجال زوجك عادي
احمرّت وجنتيها ، هنادي : مدري استحيت واحس إنه مو فاضي ، من هنا جامعة ومن هنا عياله وأخواته .. صمتت لتكمل بعدها : لا يمه عيب يا بختي جالسة معاه لحالنا بمكان ، واخزياااه
الجدة وهي تربت على كتف هنادي : هههههههههههههههههههههه يا العجيز تنهدت الجدة لتقول بتحذير : أخواته ديري بالك منهن يا هنادي ، لا تأخذي وتعطي معهن
هنادي بقلق : ليش يمه ؟
الجدة : ما ارتاح قلبي لهن ، خالطيهن يمه بس لا ترخين الحبل معاهن ، ولا تطلعين أسرار بيتك لهن ، إن سألن قولي بخير والحمدلله ووضحي لهن إنك مرتاحة حتى لو كان العكس ، وإن سألوك عن علاقتك بزوجك قوليلهن مافي أزين منه معاي حتى لو كان جايب العيد فيك ، عامليهن بالحسنى وأفضل ما عندك بس سرك وبيتك خليهم لك
ابتسمت بحب .. تنفست بتوتر ، هنادي : حاضر يمه
ابتسمت الجدة ، وهي تمسح على شعر هنادي ، وتكمل في نصائحها .. تُطمئن قلب ابنتها القلق '
أما هنادي ، غاصت في ماضيها الذي زعزعها ويرعبها جدًا .. تخاف من أن يختلط ماضيها بحاضرها ومستقبلها .. سيكون من الصعب عليها مواجهةُ ذلك ، ومن جهة أخرى تقلق كثيرًا من أبناءه .. فـ ليست هي مزنة لتستطيع كسبهم .. وليسوا هم يوسف وهنادي الذين يسهل عليها معاملتهم ..
تنهدت كثيرًا حتى غفت في حضن والدتها دون أن تشعر ..


أحم أحم
رفعت رأسها لبتستم ، الجدة : تعال يا قلب مزنة
اقترب منها ، رفس هنادي التي استيقظت بقدمه : بعدي يا عروس إبراهيم ، الله وأخيرًا صصارت الساحة فاضية لي بروحي
أخذته الجدة في حضنها بضحكة بعدما ابتعدت هنادي معترضة ، هنادي : وجع يا الشايب يا الفيل شوي شوي عليّ كسرت عظامي
لم يعرها يوسف اهتمامًا وهو يدفن جسده بين أحضان الجدة ، بابتسامة قال : احضنيني زين يمه مشتاق لريحتك والله
هنادي تقلد نبرته : احضنيني زين يمه مشتاق لريحتك والله
ثم عادت لنبرتها المقهورة : جحش
الجدة : ههههههههههههههههههههههه خلاص كبرتوا صكيتوا الثلاثين وبعد تتذابحوا
هنادي بقهر : هو اللي بدأ ما تشوفيه كيف رفسني ؟
الجد من خلفها : من رفس بنيتي ؟
وقفت بدلع متجه لوالدها ، غاصت في حضنه لتقول بغنج ، هنادي : يويسف يبا
الجد بابتسامة وهو يمسح على شعرها ويتجه بجانب زوجته : هالشايب العايب !
هنادي بنبرة الدلع ذاتها : هههههههههههههه هو يبا
جلس ليجلسها بجانبه ، مسح على وجهها ثم قبّل خدها وهو يداعب خصلاتها ، الجد : ما عليك منه يغار منك
رفع يوسف حاجبه ليقول باعتراض : وش أغار منه ؟ تكفى يبه لا تنفخ رأسها علينا الحين
حركت شعرها بغرور : يحق لي حبيبي مو حيّ الله تراي هنادي بنت عبدالحكيم وإن كنت ما تدري
يوسف بسخرية : لا لا والنعم فيك يحق لك يحق لك ، أنت وشعرك المزيت ذا
شهقت هنادي لتقول بقهر : تشوفه يبا !
ضحك الجد ، ليقول لزوجته ، عبدالحكيم : الحين ذولي هنادي ويوسف ولا معن وميرا ؟
الجدة : ههههههههههههههههههه الا هم يوسف وهنادي ، كبروا وعنادهم ومناقرهم باقيين
الجد بأسف : عيل الله يعين إبراهيم
ضحك يوسف بسخرية لتمد هنادي شفتيها ، الجدة ضربت يوسف في ظهره..
ثم نطقت ، الجدة : واللي بتصير من نصيبك ما أقول إلا إن أمها داعية عليها
هنادي بشماته : وفي ليلة القدر يمه وكان يوم الاثنين ، والله استجاب
يوسف فتح عينيه بوسعهما : أعوذ بالله ، ثلاث في واحد .. دعوة أم ، وليلة قدر والاثنين ؟ مو سيئ لـ الدرجة ذي أنا
ضحكت الجدة وهي تقبل رأسه ، مزنة : شيخ الرجال يا حبيبي
هنادي وهي تمسح على قدم والدها : لك الله يبا
عبدالحكيم بضحكة : الظاهر كذا
يوسف لـ هنادي : ابليسه ، ابلييييييسه
أخرجت له لسانها بطفوله ، ليضحك عبدالحكيم وتشاركه مزنة
.
.
.
.
.

ذات القصر / قسم عبدالعزيز وشيخة


التقطت هاتفها بيد ، وبالأخرى تجفف شعرها : ألووو
جاءها صوت وجدان الساخر : وينك يا الدعله ؟
ريم بسرحان : أنشف شعري ، البركة في طلال .. شعري ريحته كأنها شقة هنود
وجدان : الله يحوم كبدك ، يلا لا تتأخري ها
ريم : طيب طيب بس انشفه وجيتك باي
اغلقت الهاتف دون أن تهتم لرد وجدان ، عقلها ما زال عالقًا في حديث جدها وطارق ..
عن ابنة من يتحدثان ومن يكون سليمان ، ونبرة الندم التي في صوت جدها ! هل يعقل أن جدها ألحق الضرر في احدهم وأكشف أن لديه ابنه ويريد تكفير ذنبه !! أم أنه أحد العاملين لديه وكلفه بـ مهمة عمل وتوفي ويريد أن يكفل ابنته ! أم أنها ابنته هو وخبأها عند رجل ويريدُ استرجاعها الآن !!
أطلقت تنهيدة طويلة وهو ما زالت منغمسه في التفكير ..

شعرت بأن باب غرفتها فُتح ، التفتت لتراه يقف خلفه وعلى وجهه ابتسامه
قالت بسخريه : أخ علاء ما علموك تدق الباب !!
ضحك وهو يدخل للغرفه : دقيته آنسة ريم لين لاعت كبده مني بس ما تردي ، قلت اشوف يمكن انتحرت بسبب طليل
نظرت له ببرود ثم التفتت لتكمل تجفيف شعرها ..
قال وهو يتعبث بأوراقها : حبيبتي في اختراع اسمه مجفف شعر ما سمعتي عنه ؟
ريم وهي مواصله تجفيف شعرها : ما أحب أموّت شعري بسببه ، اجففه بايدي والمنشفه مافي مشكله
جلس على الكرسي خلفها ، ويده تدق على الطاولة : ايي وش آخر الأخبار ؟
رفعت حاجبها وهي تلتفت له : أخبار مين ؟
رفع عينيه لها ليهمس : أنتِ أدرى
ضحكت لتقول : والله ! ما أدري عن شيء
اقترب منها ، وضع يده على شعرها : والله ريوم ؟
شهقت ، ريم : لا لا خلاص كله ولا شعري ، تمام بقول
ابعد يده ، قالت بحقد : الناس تتفاخر بأخوانها وأنا أخواني ما غير يهبدون بي
ضحك علاء، احتضنها وقبل رأسها : يا قلبي طليل لاعب بنفسيتك

جاءهم صوت طلال من الخارج : ايش به طليل ؟
نظرت له بحقد ، التفتت عنه وهي تلف شعرها ، قالت لعلاء : نكمل كلامنا بعدين بروح لـ وجدان تنتظرني من زمان ..
اقتربت من الباب حيثُ يقف طلال ، دفعته بخفه لتدخل غرفة حنين وجدت اختيها هُناك ..
قالت بصوت يصل لمسامع طلال وعلاء : تروحون للبنات ؟
حنين : اييه جايه وجدان صرعتني من الاتصالات
جُمان بكسل : اظن إني بنام ، إذا صحيت جيت
ريم وهي تخرج : اوكي قلبي ، نوم العوافي

خرجن وإذا بـ طلال أمامهن .. صدّت عنه بـ زعل ..
علاء رفع يده أشار لحنين الاقتراب ، وقفت حنين بجانبه وهي تحتضن كفه ، يضحكان بخفوت
همس طلال بـ ابتسامة : زعلانة عليّ ريوم ؟
نظرت له لتقول بـ استخفاف ، ريم : لا وش دعوة ليش أزعل ما في شيء يزعل
ابتسم لها لينطق ، طلال : حتى أنا أقول مافي شيء يزعل
التفتت عنه بغضب لتقول بغيظ ، ريم : زين دام مافي شيء يزعل انقلع من وجهي وخليني أروح
أمسك بيدها وهو يشارك علاء وحنين الضحك ، احتضنها بشدة ثم قبّل رأسها ، طلال : خلاص آسف أمسحيها بوجهي
ريم بسخرية : وجهك صار أسود من كثر ما أمسحها فيه ، تدري ! أنت أتركني خلني أروح لـ وجدان صرعتني اتصالات ، خلاص أنا تبلدت من أفعالك يا أخوي الكبير
افلتت نفسها بسرعة من بين يديه ، أرسلت قبله لـ علاء وهي تخرج يدًا بيد مع حنين
علاء معاتبًا : خف عليها شوي
طلال بضحكة : ما أقدر والله كلما قلت خلاص بتركها في حالها أحس عقلي يقول لا سفل فيها
ضحك علاء وهو يتوجه لـ غرفته ، طلال باستغراب : ما تنزل ؟
علاء وهو يلتفت : لا برقد ميت تعب وأنتوا ما شاء الله الواحد ما يقدر يغمض عيونه بقربكم
طلال : هههههههههههههه ، تصبح على خير طيّار
ابتسم علاء وهو يهمس : تلاقي الخير


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس