عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-21, 09:51 PM   #1620

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


وبعدين يا أمه فهيمة عملتى إيه؟
قالتها أمل وهى تجلس تتحاور مع والدة زوجها بعد عودتها من زيارة منزل ابنها البكرى، فقد نشأت ألفة وصداقة متأخرة بينهما وأصبح جلوسهما سوياً وتبادل الحديث أمر يومى بينهما
حلت فهيمة رباط وشاحها وتنفست بقوة تلتقط أنفاسها ثم قالت بخيبة أمل :- هعمل إيه يعنى ... أحمد رفض أخد فچر تتربى فى حضنى وجال بكفاية محرومة من أمها مش هتتحرم من خواتها كُمان
تعاطفت أمل مع حال الصغيرة وتساءلت مشفقة :- والبنت عاملة إيه ... مليحة يعنى!!
تحسرت فهيمة على حال الفتيات اللاتى تحملن مسئولية مبكرة بسبب اهمال والدتهن وقالت بندم واضح فى نبرتها على اختيارها لهذه الفتاة زوجها لابنها :- أول ما دخلت الدار لاجيت فچر بتلعب على الأرض مع نواره ... البت مليحة الحمدلله خواتها بيرعوها والشغالات بيهتموا بوكلاها ونضافتها ... بس يا حبة جلبى ناجصها حنان أمها (تنهدت فهيمة بتحسر مردفة) البنات كلاتهم محرومين من الحنان .. ونچوى الله يسامحها نايمة فى السرير ما بتتحركش خايفة على حملها الچديد
:- أنصحيها يا أمة فهيمة طول عمرها بتسمع حديتك
انحنت فهيمة تلتقط كوب من الماء تروى به عطشها وتجرعته بنهم ثم أجابت على زوجة ابنها :- والله أنا مظلومة يا بتى فى الحكاية ديه .. نچوى ما بتسمعش غير حديت أمها ... كانت تاچى تشكيلى من أحمد ومعاملته الجافة لها ورفضه للخلفة وأنا اضغط عليه لاچل ما يچيب الواد اللى يفرح جلبى
تنهدت بتحسر وهى تفتح كفيها بقلة حيلة مستطردة :- لو كان بس أحمد اشتكى ولا اتحدت معاى ... لكن يا نضرى طول عمره كيف الچبل كتوم وميخرچش سره بره
زفرت أمل بعمق وقالت مادحة :- والله أخويا أحمد ديه مفيش منيه .. ده هو الوحيد اللى مشفتش منيه حاچة وحشة واصل
خبطت فهيمة كف على الأخرى فوق بطنها وألتفتت نحو أمل تمصمص شفتيها مستهجنة :- ليه بجى إن شاء الله .. كنا بنعذبك إياك .. فيها إيه لما أنكد عليكِ شوية ... كان حُصلك إيه يعنى نجصيتى يد ولا رچل!!
أخفت أمل زمة شفتيها الملتوية بتهكم على كلام فهيمة وقالت مهادنة :- ما حُصلش حاچة .. ربنا لا يعيدها أيام خلينا حبايب إكده
حركت فهيمة شفتيها يمنة ويسرة وأعتدلت فى جلستها بينما وضعت أمل كفها على خدها تعاود التفكير فى حياة الفتيات فلقد نشأت هى أيضاً مفتقدة للحنان والعطف، ولا ترغب أن تختبر الفتيات هذه المشاعر فتساءلت بحيرة :- والعمل يا أمه .. هنهمل البنات إكده؟
شهقت فهيمة مستنكرة والتفتت نحو أمل تنفى تخليها عن حفيداتها وقالت بإقدام :- كيف أهملهم دول أعز الولد ... أدينى هروح كل يوم والتانى أجضى اليوم أمعاهم وهطلب من أحمد يچيبهم يجضوا النهار أمعانا كُمان من وجت للتانى ... لغاية ما أمهم تجوم بالسلامة وتراعيهم
هزت أمل رأسها متفهمة بشرود ويدها تدلل جنينها بلمسات حانية ورغم سوء معاملة نجوى لها إلا إنها قالت بصدق نية :- ربنا ينولاها ما تتمنى ويهدى سرها
واصلت الحديث مع فهيمة بشكل ودى حتى تناهى إلى سمعها صوت سيارة تلج إلى الحديقة، هبت من مكانها مسرعة نحو النافذة ورفعت الوشاح المرتاح على كتفيها فوق رأسها ثم هرعت إلى الخارج لاستقبال زوجها مرددة بلهفة :- فاروج وصل يا أمه
تأملتها فهيمة بتعجب ثم مصمصت شفتيها معترضة وهى تكتف يديها تحت صدرها كعادتها :- هو كان مهاچر ولا إيه .. چلع ماسخ
تركتها أمل مغادرة القاعة إلى بهو المنزل لاستقبال زوجها وتجاهلت تهكم فهيمة فطبعها يغلبها فى أحيان كثيرة ولكنها أصبحت غير مؤذية ولا ترغب إلا فى كسب رضا زوجها عدلى بيه
توقفت أمل على باب المنزل تنظر نحو ابنائها اللذين ترجلوا من السيارة ووقفوا يتراقصون حول بعضهما أثناء غنائهما معاً بحماس تأثراً بالاحتفال ثم ترجل جدهم عدلى أما فاروق فطل برأسه من نافذته الجانبية وغمز لها بعينه عابثاً فأثار ابتسامتها المشتاقة له ثم تحرك بالسيارة ليصفها فى الجراج الملحق بالمنزل
لازمت البسمة وجه أمل وهى تستقبل خالها بترحاب :- حمدلله بالسلامة يا خالى .. إن شالله تكونوا اتبسطوا فى المرماح
ربت عدلى على كتفها بحنان مردداً برضا :- الحمدلله .. ربنا يبارك فى ولادى وأحفادى دايماً رافعين راسى
خرجت فهيمة من القاعة الداخلية حين وصلها صوت زوجها وتقدمت نحوه تتمايل بتمهل مرحبة به بنعومة :- نورت دارك يا حاچ عدلى
رمقتها أمل بنظرة مشاغبة وفهيمة تتأبط ذراع عدلى وتتحرك بجواره بجسدها القصير الممتلئ عكس قامته الطويلة وجسده المتناسق كأولاده ثم جلست ملاصقة له ولسان حال أمل يردد فى عقلها كلمات فهيمة المتهكمة "هو كان مهاچر ولا إية"
زمت شفتيها تحبس ضحكتها الساخرة داخل صدرها، قاطع تأملها اندفاع ابنائها حولها وكلا منهما يقص عليها ما رأى وسمع فى صخب طفولى محبب، تحركوا للداخل وجلسوا جانباً ثم بدأوا فى عرض الصور ومقاطع الفيديو عليها وهى تتفحصهم بسعادة وانبهار
صهللة مفاتيح فاروق وهو يدلف إلى المنزل دفعها لترفع رأسها نحو باتساع بسمتها وعينيه مسلطة عليها والأولاد يحيطونها من الجانبين
جلس بالقرب من والديه يستمع لحديث والدته عما فعلته فى منزل شقيقه وعدلى يسألها بتذمر :- وفين خايتك مهملة البنات ليه ... مش حفيداتها برضك
ربتت على ساعدة برقة وقالت مهادنة :- ما أنت خابر يا حاچ من يوم ما أحمد رفض أسامة وهى واخدة على خاطرها منيه
صاح غاضباً مشيحاً بيده فى الهواء :- تتفلج نصين مرة خرفانة صُح ... البت لساتها مكملتش ستاشر سنة .. چواز إيه وسخام إيه اللى مسروعة عليه!!
مررت أناملها على ساعده تضغط عليه بخفة تذكره بما مضى :- ما أنت أتچوزتنى وأنا فى عمرها يا عدلى
:- الزمن غير الزمن يا فهيمة ... وولدك متعلم وعجله يوزن بلد وهو حر فى بناته
هتف بها غاضباً وهو يضرب بطرف عصاه فى الأرض فأسرعت تربت على ساعده مهادنة :- وحياة حبيبك النبى ما تغضب يا أخوى .. كل شى هيبجى خير إن شاء الله
لم ينتبه فاروق لنصف حديث والدته إنما ركز عينيه على زوجته التى انكبت على شاشة هاتف فارس المحمول تتابع ما سجله وصوره من أحداث اليوم باستمتاع ومقلتيها تبرق فرحاً وانبهاراً بما ترى
تنهد بخفة، يتحرق شوقاً للانفراد بزوجته بعد يوم طويل خارج المنزل خاصة مع هذه البسمة والسعادة التى تزين وجهها وتمنحها جمال فوق جمالها
حمحم فاروق بخفة ينتشلها من تركيزها فى شاشة الهاتف قائلاً :- حضرلى خلجات نضيفة يا أمل بدى أتسبح .. وأعمليلى كوباية شاى كُمان
رفعت رأسها نحوه وأجابته طائعة ثم أخرجت سريعاً هاتفها المحمول الحديث الطراز الذى أحضره لها فاروق من جيب عبائتها المنزلية وناولته لياسين متسائلة بجدية وهى تضرب بأصبعها فوق شاشة هاتفها :- ينفع تبعتلى الصور ديه يا ياسين على موبايلى
تناول ياسين الهاتف من والدته مؤكداً
:- أومال يا أمه ممكن طبعا ... هنجلك عليه كل الصور والفيديوهات كُمان
:- لاه أنا اللى صورت وأنا اللى هنجلهم على موبايل أمى
تشاحن الطفلان سوياً بنزق يتجاذبان الهاتف بين أيديهما، لكن سعال مصطنع من والدهم أعادهم لهدوئهم من جديد ليتشاركا عملية نقل الصور إلى هاتف والدتهم وبمجرد أن انتهيا تلقت الهاتف الخاص بها وصعدت لتنفيذ أمر فاروق
دقائق قليلة مرت وكان فاروق يدلف إلى جناحه بشوق باحثاً عن زوجته، وجدها فى الركن المخصص للمطبخ تقف بجانب غلاية الماء وعينيها تطالعان شاشة الهاتف المحمول بنظره حب وابتسامة حنان
أقترب منها وضمها إلى أحضانه بشغف، ينثر قبلاته على وجهها وشعرها باشتياق، دفعته فى صدره متمنعه بدلال :- الشاى يا فاروق ... هسويلك الشاى
تنهد بلوعة هامساً أمام شفتيها المغويتين :- مش رايد شاى .. أنا رايد أحلى يا جالب السكر أنتِ
ضحكت برقة بخجلها المعهود الذى يعشقه ثم رفعت شاشة الهاتف أمام نظره على صورته مع شقيقها بملابسهم الصعيدية قائلة بفرحة :- شكلكم مليح جوى يا فاروج ... جمر واتجسم نصين
ضم حاجبيه الكثيفين وقلب شفته مستنكراً يرمقها بامتعاض :- مين ده اللى جمر!! .. أنتِ هتشبهينى بأخوكِ ابن البندر ... أهو ده اللى ناجص
قهقهت ضاحكة وأصرت على رأيها مرددة باقتناع تام :- والله تشبهوا بعض ... نفس الطول والعرض والهيبة
نزع الهاتف من يدها بنزق وتركه جانباً هاتفاً بتذمر :- بكفياكى بص فى المدعوجة ديه ... البت تطلع شبه أخوكِ تبجى مصيبة
أطلقت ضحكة أخرى ساحرة لقلبه الذى لم يحتمل لحظة بعد أخرى بل ضم خصرها يقربها منه وكفه تتسلل لتداعب بطنها بحنان هامساً بحرارة :- أتوحشتك يا ساكنة الفؤاد وأتوحشت بتى كُمان ... كيف حالها طمنينى
مررت كفيها صعوداً على صدره حتى حاوطت عنقه بتملك ناعم ودلال فطرى :- بتك أتوحشتك جوى جوى بس مش قد ما أمها اتوحشتك يا ضى العين
مال عليها يقترب من تلك الشفتين المهلكتين لعقله وقلبه ينهل منهما عل قلبه المشتاق يهدأ وينعم بقرب الحبيب

******************

يتبــــــــــــــــــع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t474680-163.html



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 22-09-21 الساعة 04:21 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس