عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-21, 10:00 PM   #247

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

بعد ظهر اليوم التالي كانت غصن تساعدهم في تحضير الطعام بطلب من نبع .... في الأربعة أيام السابقة كانت تريد الذهاب لرؤية خالها لكي تتأكد من الحقيقة التي كانت تأكل جسدها وروحها كما تأكل الآفة المزروعات مخلفة ورائها الدمار .... هي كانت كذلك .... كل الافكار التي مرت بذهنها جعلت قلبها ينقبض ... ورغم توقها لمعرفة الحقيقة إلا أنها كانت خائفة أيضا ... خائفة من ان تكون تلك الحقيقة صادمة وممكن أن تغير قناعتها وافكارها !!!! لكنها للأسف لم تجد الفرصة للذهاب فمنزل والدها كان يعج بالضيوف منذ الصباح وإلى غروب الشمس كلهم من اصدقائه ومعارفة ... في الحقيقة كانت فكرة الأنزواء والأبتعاد عنهم غير واردة ... فنبع تتعمد أن تناديها لكي تشركها بأعمال المنزل وكأنها تحاول أن تمد جسرا للألفة بينهم .... كما كان من غير اللائق ان تتركها تغرق بالعمل الكثير وحدها وتذهب ... خاصة وإنها هي المسبب الرئيسي بما حصل وكانت للأن تشعر بالحرج ... حتى أنها طلبت أجازة لعدة أيام من العمل والمدير كان أكثر من سعيد لتلبية أي طلب تطلبه ... ذلك الغبي المتفاخر ...... الآن قررت تأجيل العمل لأنها لم تكن تريد ان تفتح الموضوع الذي يسبب الانزعاج والحساسية بينها وبينهم ... ستنتظر إلى أن تهدأ الأمور ثم ترى ماذا تكون النهاية .

اكملت القدور والملاعق والسكاكين المتسخة التي استخدموها لتحضير الطعام وهي تنظر بين حين وآخر إلى وجه نبع الذي بان عليه الأرتباك والتوتر عندما جاء نور الحسن ووالدته .... عندما القى السلام انتبهت على إنها الوحيدة التي لم ترد عليه ! قبل قليل كانت تبتسم أبتسامة واسعة وسعيدة لشيء قالته والدتها .... رباه كم شعرت بالغيرة من علاقتهما .... ليس الآن فقط ... بل كل يوم تراقبهم بحسد .... تراقب كيف والدتها تأخذ رأيها بكل شيء يخصها ... بالملابس التي تشتريها ... الأحذية ... الحقائب .... حتى صبغة الشعر كانت نبع هي من تضعه لها بعناية تامة .... كانتا كالصديقتين تماما ... علاقة لم تجربها هي مع والدتها الراحلة ... كيف تجربها ووالدتها كانت مشغولة بالعمل وبالأيام الأخيرة كانت مرمية في الفراش عليلة وعلتها تشتد كل يوم !!!

أعادت إنتباهها إليهم ... كانت والدة نور الحسن تجلس تتبادل الحديث مع زوجة أبيها ... بينما ذهبت نبع لترمي كيس القمامة في سلة المهملات التي وضعت في ركن بعيد من الحديقة .... أستغلت هي الفرصة وانسحبت من المطبخ .... كانت عازمة على معرفة مايجري بين هذين الأثنين .... في تلك الأوقات القليلة التي التقت فيها بنور الحسن أعجبت بأخلاقه وتواضعه وطيبته وشعرت بالرحة معه على غير العادة .... لايوجد سبب مقنع لتصرفات نبع الواضحة معه ! كانت تنفر منه .... تنفر وبشدة لدرجة لا تقبل الشك ..... لماذا ؟ نور الحسن لايستحق هذه المعاملة الجافة منها !! خاصة وأنها متأكدة بأنه يكن لها المشاعر .... مسحت يديها بالمنشفة قبل أن تذهب لرؤيته ... والدها لايزال في الحمام والمكان هادئ وخالي ... الطريق ممهد لك يا غصن .... همستها وهي تدلف إلى الصالة ... كان يقف قرب النافذة وهو عاقد ذراعيه على صدره ... يركز نظراته على شيء ما في الحديقة .... مشت بهدوء لتقف خلفه وتنظر ماهو الشي المهم الذي يحدق به بكل هذا الأهتمام وعلامات الوله تنعكس على وجهه رفعت حاجبيها بسخرية عندما شاهدت نبع هناك .... لماذا هي غير متفاجئة ؟ إذا فحدسها صحيح نور الحسن غارق في الحب بأختها الغبية التي لا تبالي به !!!

ابتعدت عنه خطوة ثم قالت بتهكم
- لماذا لا تذهب وتخبرها بأنك تحبها ؟!!!
التفت متفاجئاً وقال وهو يدعي البرائة التي لم يتقنها جيدا
- نعم ؟؟؟ أنا لا أفهم ما تقصدين ؟!!

راقبته وهو يسير ليجلس على الأريكة لتحذو حذوه وتجلس على ألاريكة المجاورة له ثم قالت بهدوء :

- أنت تحبها وهي ابنه عمك لما لا تخطبها ! أعتقد بأن والديها سيوافقان في الحال .. فهما يحبانك كثيرا ولن يجدا أفضل منك لأبنتهم !!
ابتسم نور الحسن بحزن وقال :
- هل أخبرك أحدهم بأنك جريئة جدا ومندفعة بالكلام ؟!!!
لتجيبه غصن بلامبالاة وهي ترفع كتفها :

- كثيرا في الحقيقة ... لدرجة فقدت العد فيها !!
لتردف بجدية وهي تثبت نظراتها على وجهه الكئيب :
- والآن لا تحاول التهرب من السؤال وأجبني بكل صراحة لما لا تخطبها !
اخفض نور الحسن عينيه وقال بهدوء :
- الامر ليس بالسهولة التي تظنيها يا غصن هناك امور كثيرة معقدة !!
اعتدلت بجلستها وقالت بدهاء :
- اهاااا هنا مربط الفرس .... الأمور المعقدة ... اخبرني بها بسرعة !!!
رفع نظراته وسألها وهو يجلي حنجرته
- احممم ... هي لم تخبرك شيئا ؟!!!
هزت رأسها وقالت :
- ولا كلمة واحدة ... الآن أزداد فضولي يا نور الحسن أخبرني مالذي يجري بالضبط بينكما ...
القت نظرة خاطفة فوق كتفها وأردفت :
- بسرعة قبل أن يأتي والدي ...
استسلم نور الحسن ليأسه واخبرها بأقتضاب كل ما فعله بها عندما كان مراهقا صغير السن وطائش كيف كسر ساقها وقص شعرها وحول حياتها لجحيم وكيف إنه أدرك خطئه وندم بحلول عامه السابع عشر وأكتشف عمق مشاعره تجاهها وكيف إنه اصبح يعقشها ويتمنى ان تعطه الفرصة لتعويضها عن الماضي القبيح ... وعندما انتهى سحب نفسا عميقا وهو يتجنب النظر إليها محرجا من أن يقرأ الأشمئزاز والقرف بعينيها .... زفرت غصن شهيقا طويلا ثم قالت :

- واوووو ... فعلت كل هذا ؟ لا عجب بأنها لا تطيق النظر إليك !!!
نظر لها نور الحسن بحزن وكآبة وقد لاحت على وجهه أمارات اليأس وخيبة الأمل لتسارع بالقول :
- اقصد كنت حقيرا معها ....

لتكمل بتلعثم وهي تلوح بيديها قائلة وقد شعرت بأنها قد زادت الطين بله :

- اعني عندما كنت صغيرا طبعا وليس الآن ..... اقسم بأني لا اصدق ما اخبرتني به ؟ أنت ... أنت فعلت كل تلك الأمور !!! لايبدو عليك الشر أبدا !!

ابتلع نور الحسن ريقه وقال بصدق ودون خجل وهو ينظر لها بجدية :

- الناس يتغيرون عندما يعترفون بأخطائهم ويندمون عليها ... وأنا ندمت ندما حقيقيا .... أنا أحبها ولا اخجل من قولها بصوت عالي ... احبها كثيرا .... أكثر مما تتصورين حتى بات حبها يخنقني ....اقسم بالله ... لم احب فتاة لا قبلها ولا بعدها حتى عندما سافرت التقيت بالكثيرات لكنها كانت هناك دائما ... في عيني وقلبي ... لا استطيع تجاوزها !


قالت غصن بشفقة :

- لما لم تحاول أخبارها ؟
أجابها بسخرية وتهكم :

- إلا تظنين باني حاولت ؟!! لقد حاولت ولأكثر من مرة .... حتى قبل أن اسافر للدراسة ... لكن للأسف الآوان كان قد فات ...الكره استحوذ على قلبها النقي الأبيض ...


ليردف بيأس وهو يتكأ بمرفقيه على ركبتيه شابكاً أصابعه :

- يا ألله .... غصن ... أختك تكرهني ولا تطيق وجودها معي بنفس المكان ولا تنفس الهواء الذي اتنفسه ! يقتلني نظرات النفور التي اشاهدها كلما تلتقي نظراتنا ! اكاد ان اصاب بالجنون !

صمتت غصن وأخذت تحدق مطولا لرأسه المنحني ... شعرت بالشفقه عليه ...صحيح أن تصرفاته كانت حقيرة وخبيثة كان من الممكن أن تشعر بمشاعر نبع تجاهه ... أولم تعشها هي بمنزل خالها وعاشرت أبناءه الذين كانوا يقاربوها بالعمر ... وكانوا يكرهونها !! لا تستطيع عد المرات التي تعرضت بها للضرب المتعمد ولا المرات التي سرقوا منها دفاترها الملونة التي كانت والدتها تشتريه لها كلما أستلمت راتبها ؟ ولا حتى تلك المرة التي قلبت بها ابنه خالها قدح الشاي عليها عندما كانت في الأبتدائية ورغم قولها بأنها لم تقصد إلا أنها كانت متعمدة ... لقد فعلتها لانها كرهتها بشدة ... ولولا ستر الله تعالى لترك الحرق أثرا في ذراعها ... لقد تعرضت حتى للتحرش اللفظي من قبل أحد اصدقاء خالها في مرة من المرات عندما عادت من العمل عصرا ... حيث اعترض طريقها ورماها بكلام غير لائق ... اللعنه عليهم جميعا ... لكنها بدون أدنى شك استطاعت الدفاع عن نفسها ... لم تكن ضعيفة ولا متخاذلة ابدا ... لكن الذي يشفع لنور الحسن هو إنه كان صغير السن ... كان مراهقا طائشا وغبي .... والذي يشفع له اكثر هو ندمه وحبه الحقيقي لنبع !! ندم لم يبادر به أي فرد من أفراد عائلة خالها ولم يحاولوا ولو كذباً ومجاملة أظهار التعاطف معها ... ولا حتى عندما تركتهم وغادرت .... بل كرهوها منذ الصغر إلى الكبر .

قالت غصن بشفقة وهي تلوي فمها :
- لا أعرف ما أقوله لك يا نور الحسن لكن .... اذا كنت تحبها ستحاول !!

رفع رأسه واعتدل بجلسته ثم سألها وهو رافعا حاجبيه :-
- ماذا تقصدين ؟!! أحاول ماذا ؟!!
فكرت قليلا بنبع في الحقيقة لم تكن لتتمنى أخت أفضل منها ... وهي أيضا لم تتوقع أن يتم معاملتها بهذه الشكل .... عندما علمت بان لها زوجة أبن واخت غير شقيقة .... أول ما خطر ببالها قصة سندريلا ... لقد توقعت أن تجد زوجة الأب الشريرة واولادها الخبثاء .... ورغم أن والدة نبع لم تكن تحبها ولم تظهر لها الود واللطف مثل أبنتها إلا إنها ايضا لم تكن شريرة وحقيرة معها ... بل كانت رسمية ومتباعدة ... ونبع تسحق السعادة ... تستحق شخص يحبها بجنون مثل نور الحسن ....أجابت بصراحة وهي تنظر له :
- قصدي واضح ....أن كنت تحبها حقاً جد طريقة لكي تثبت لها حبك !
اومأ نور الحسن وقال بلهفة :
- مستعد لفعل اي شيء لتعطيني فرصة واحدة ... فقط واحدة ! لكن كيف ؟ كيف وهي لا تطيقني !!
ابتسمت وأجابت بلطف :
- هذا ما يجب أن تفكر به أنت .... فكر ... وان كان ندمك وحبك حقيقياً وصادقاً ... فأن الله سيجد لك الطريق ويسهله أيضاً !!!!

......................

يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس