عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-21, 10:10 PM   #250

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

جلست جيان في الغرفة التي تشاركها مع والدتها ... كانت الغرفة خالية من اي سرير كانوا يفترشون الأرض للنوم ... استقر أبريق الشاي فوق المدفئة النفطية التي كانت موضوعة في الوسط ... تنشر حولها موجه من الدفء اللذيذ .... رائحة الشاي المهيل عبق في أرجاء المكان ... بينما جلس شقيقها الأصغر منتظر في الجهة المقابلة يكتب واجباته المدرسية ....أما والدتها فكانت في المطبخ تحضر وجبه العشاء ....
فتحت علبة المرطب وأخذت القليل منه بين اصابعها لتضعه فوق بشرة يدها التي اصبحت خشنة وجافة ... والدة جاسر كانت سيدة طيبة كل يوم تحبها أكثر ويزيد احترامها لهذه المرأة ... لكن المشكلة كانت مع سلمى في البداية ثم الآن مع زوجة أخيهم الراحل ... لا تزال تتذكر كيف نظرت لها بفوقية لأول مرة التقت بها حيث قالت لها :
- انت الخادمة الجديدة ؟!!!!
أومأت لها بصمت لتقترب منها بهدوء .... وقفت امامها بالضبط وقالت بخبث وجراءة جعلتها تتجمد في مكانها فلم يخطر ببالها أن تقول لها هذا الكلام ومنذ أول لقاء بينهما !! هل كانت مشاعرها مفضوحة لهذه الدرجة :

- إياك ان يشطح خيالك بعيداً وتضعين عينيك عليه .... هو لن ينظر ابدا إلى خادمة وضيعة مثلك ً فهمتي ؟!
رفعت جيان حاجبيها وقالت وهي تدعي عدم الفهم بينما تسلل داخلها الحرج الشديد والخجل :
- لا أفهم ما تقصديه سيدتي ؟!!
أجابت خمائل بحدة :
- لاتدعي الغباء ! انت تعرفين جيدا ما أقصده ... خلاصة الكلام .... ابعديه عن عقلك وخيالك فهمتي !!
تراجعت عدة خطوات إلى الوراء ونظرت إليها من فوق الى اسفل وهي تردف بقرف :

- لن تلفتي نظره أبداً ؟ الفرق بينكما واسع وعميق .... فقط انظري لملابسك لكي تعرفيها .... هل اشتريتها من سوق الملابس المستعملة ؟!!
ثم بعدها بدأت سلسلة من الأوامر التي اغلبها كانت تصدر عندما لا تكون الحاجة إيمان في الجوار وكأنهم يعرفون بأنها لن توافق على أوامرهم القاسية ...كل ذلك لم يؤثر بها ويؤلمها بقدر ما تأثرت بكلام خمائل .... أجل معها حق فجاسر لن ينظر لفتاة مثلها !!!
ماذا ستكون ردة فعل عائلتها لو عرفو بانها منجذبة لجاسر ؟ ماذا ستقول والدتها لو عرفت أنه يعاملها بلطف ومودة ؟!! لماذا يهتم بها ؟ لماذا تلمح ابتسامة صغيرة عندما ينظر إليها ؟ وتلك النظرات التي كانت تفتش وجهها بكل مرة تلتقيان بعينيها ... نظراته كانت عميقة ومركز .... تجعلها تشعر بأن هشاشتها وضعفها مكشوفة أمامه للغاية ...
هزت رأسها وهي تغلق العلبة وتضعه جانبا ... اصبح من أهم اعمالها الحالية هو تذكير نفسها بالفارق الاجتماعي الذي يفصل بينهما كلما شعر قلبها بانجذاب أخرق ناحية جاسر ... اجل مايفصل بينهما ليس ساقية أو نهر صغير يمكن عبورة بسهولة بل مايفصلهما هو المحيط ... محيط واسع وعميق ...
اخرجها من أفكارها المتضاربة دخول شقيقها مهدي وهو يحمل حقيبته المدرسية .... جلس قربها ووجهه عابس ومتجهم ... اخرج كتاب الرياضيات ودفتره ثم أغلق سحاب الحقيبة بحدة ... اعتدل بجلسته وبدأ يكتب بعض المسائل الرياضية ... بين حين وأخر يرفع نظراته التي كانت تعكس غضبه ناحيتها ... قالت بلطف وهي تمشط شعره الكثيف باصابعها :

- هل تحتاج إلى مساعدة إيها الوسيم ؟!
دفع يدها بطرف كتفه وقال بفضاضه :
- لا ..
نظرت له جيان بأستغراب ومفاجئة فقبل يومين كان يبتسم ويطلب مساعدتها بالدراسة مالذي حصل لينقلب بهدا الشكل المريب .... سألته بهدوء :

- مابك يا مهدي ؟ لما أنت غاضب ؟!!!
اغلق الكتاب وقال بحدة وهو يستدير لينظر إليها جيداً :
- هل صحيح انك تعملين خادمة بمنزل السيد جاسر ؟!!
شعرت بنبضاتها تتعثر في صدرها قليلا وكأنها تلميذة صغيرة ارتكبت خطئ رغم إنها ليس لديها ما تخجل منه ومسأله العمل كانت ستخبره به في الوقت المناسب وليس الآن ..... ابتسمت له إبتسامة مرتعشة وقالت بصبر وتروي وهي تحاول أن تلمس ذراعه :
- مهدي حبيبي انصت إلي ...
دفع يدها مرة أخرى و قاطعها بغضب مراهق يحاول أثبات رجولته المبكرة في المنزل ... كانت هذه هي المرة الأولى التي يرفع مهدي صوته عليها :
- أجيبي نعم أو لا ؟!!!

رطبت شفتيها ونظرت له مطولا قبل أن تسأله :

- منذ متى وأنت تعرف ؟

أجابها بأحباط وحزن وقد تلاشى الغضب من عينيه ليحمل محله خيبة الأمل :

- إذا فالجواب نعم ؟!!!
تنهدت وعاودت سؤاله بلطف :
- وأنا سألتك متى عرفت ؟!!
انكمش مهدي عل نفسه وتراجع إلى الحائط ليسند عليه ظهره ... مسح عينيه بكعب يده وقال بحسرة :
- البارحة فقط !
سألته بهدوء :
- كيف عرفت ؟!
نظر لها بعينين حمراوين وقال بحدة :
- وهل هذا كل مايهمك كيف عرفت ؟!!
تدخل منتظر وقال بخوف وقلق وهو ينقل نظراته بينهما :
- اقسم بأني لم اتقصد ان افتن له لكنه سأل لماذا تغير موعد عملك خاصة في يوم الجمعة وأنا نسيت وأخبرته !!
قال مهدي بحزن وكآبة وهو يعتصر يده بقوة :
- لماذا يا جيان ؟ لماذا وافقتي على ذلك ؟! ولماذا لم تخبريني ؟!!

سحبت جيان نفساً طويلا ثم أقتربت منه ولفت ذراعها حول كتفه بحنان ... قاومها بالبداية لكنه بعد عدة ثوان استسلم وهدأ وهو يخفض رأسه ... أمرته بلطف :

- أنظر لي يا مهدي ...

هز رأسه مثبتا نظراته على حجره رافضا النظر إليها شعر وكأنه تعرض للخيانة من قبل أخته الكبرى ... لتعود جيان وتأمره مرة اُخرى وبحزم :

- مهدي ... انظر لعيني وافهمني جيداً ....

أحتضنت وجهه من الطرفين بيديها وقالت بهدوء :

- العمل ليس عيبا ولا عارا مادام بشرف ... أنا لم افعل شيئا أخجل منه ! أنا أعمل بأجر ... أجر اتفقت على دفعه له ... ولست بنادمة ابدا .... ثم في الحقيقة يا اخي ... أنا من أقترحت عليه العمل وليس هو !!! لقد تفضل ومَن علي بالموافقة .
سألها وعيناه تنظران لها بتوسل :

- الا تستطيعين ترك العمل ؟ أرجوك جيان !! أنا مستعد ...
قاطعته بأنزعاج وهي تبعد يديها عنه :

- كفى يا مهدي ....كفى لن نعود لفتح نفس الموضوع السابق مرة أخرى ... يكفي ماحصل ... ألم تأخذ درسك أبداً ؟!!
هز رأسه وقال بحيرة كان يشعر بأنه بلاحول ولا قوة عاجز عن تقديم المساعدة لشقيقته التي تورطت بسببه :
- لكني أريد المساعدة أختاه ؟!!
ضحكت جيان برقة وقالت بثقة وصدق

- أن كنت تريد ان تساعدني حقا ... أدرس وأجتهد وأنجح بمعدل عالي ... هذا سيكون أكثر من كاف بالنسبة لي !
أومأ بصمت وهو يمسك كتابه مرة أخرى ..... شرد قليلا قبل أن يرفع رأسه ويسألها بتلعثم :

- كيف هو عملك هناك ؟ أقصد ... هل .... هل يعاملوك بوقاحة وقسوة .... أم ....

قاطعته بسرعة وهي تحاول أن تطمئنه وهي تختاركلماتها بعناية تامة كما طمئنت والدتها المسكينة عندما تسألها بكل مرة :

- أطمئن أخي ... أقسم بأن والدته امرأة تقية ومتدينة وهي تعاملني بطيبة لدرجة أنها تناديني ابنتي !!

تنهد بصمت وعاد ليركز على كتابه بينما فكرت جيان بشقيقها مهدي ... كم هو عطوف وحنون .... لقد شعر بأنها غير مرتاحة هناك ! صحيح هي لم تخبره بكل الحقيقة لكنها لم تكذب ايضا .... فوالدة جاسر بالفعل كما وصفتها بل وأكثر ... كانت تشبه البلسم الذي يوضع على الجروح .... عكس ابنتها ! لكن معاملة خمائل لها في المرة الأخيرة جعلت سلمى تعتبر طيبة ولطيفة جدا مقارنة بها !!!!!


..........

يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس